المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : توقعات عام 2012 لويد شولتز


نور الإسلام
17-01-2012, 06:55 AM
مخاطرة بأن يثبت خطؤها كلية، فإنني سأغامر ببعض التوقعات لعام 2012 اعتقادا أن قيمة مثل هذه الممارسة ستتمثل في التركيز على القضايا الأساسية والنتائج بدلا من التوقع الدقيق تماما. وبالتي هذه هي توقعاتي بالنسبة لعام 2012. 1 - تفتت منطقة اليورو مع استمرار الأزمة المالية: خلال عام 2011 ستتواصل التصريحات السياسية والاجتماعات والتشريعات للتعامل مع المشكلة، لكنها ستفشل بشكل كبير في إرضاء توقعات الأسواق، وستنخفض العائدات على سندات بعض حكومات منطقة اليورو الهامشية معدلة قليلا لكنها ستظل مرتفعة، على الرغم من تطبيق حكومات متعاقبة خطط تقشف، وهو التطور الذي استهله رئيس الوزراء الإيطالي بانتقاد السوق على عدم منح إيطاليا الثقة على تبنيها تدابير تقشفية. والحقيقة أن الأسواق تعطي الثقة لمثل هذه التدابير، حيث نجحت إيطاليا وإسبانيا في مزادات سنداتهما حتى الآن من العام الحالي، لكن الأسواق تطلب قدرا كبيرا من المخاطرة التي تعكس الحقيقة الجديدة للجدارة الائتمانية لهذه الدول.
ستتمكن المصارف في منطقة اليورو هي الأخرى من جمع وتسديد 800 مليار دولار خلال موعد استحقاق الدين في عام 2012، وجمع 115 مليار دولار من رأس المال الجديد الذي تقول هيئة المصرفية الأوروبية إنه مطلوب، بيد أن جمع المال المطلوب في الأسواق سيجعل المصارف بحاجة إلى القيام بذلك بتخفيضات بالغة، كما تظهر حقوق الاكتتاب المكلفة لـ«يونيكريدت»، الذي يسير على الطريق لاستكمال اكتتاب بقيمة 7.5 مليار دولار في 20 يناير (كانون الثاني) بتخفيض يصل إلى 43 في المائة على سعر الاكتتاب السابق للأسهم من الناحية النظرية، حيث ستكون هناك حاجة إلى تخفيضات أكبر بكثير مما هو مطلوب في سوق أكثر أمنا. وستواصل المصارف الأوروبية برنامجها في بيع الأصول وإعادة الهيكلة لجمع رأس المال وخفض التكلفة. وسيواصل البنك المركزي الأوروبي سياسته بتقديم السيولة النقدية إلى مصارف منطقة اليورو، لكن الكثير من هذه السيولة سيتم الحفاظ عليها كودائع لدى البنك المركزي الأوروبي، أو أنه سيتم الحفاظ عليها كسيولة ولن يتم تدويرها كقروض للاستثمار الحقيقي.
2 - ستدخل منطقة اليورو الكساد: في نوفمبر (تشرين الثاني) خفض الاتحاد الأوروبي توقعاته لنمو الناتج المحلي الإجمالي لعام 2012 من 1.8 إلى 0.5 في المائة، فيما بلغت أحدث توقعات منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية لنمو الناتج المحلي الإجمالي لمنطقة اليورو في عام 2012 إلى 0.2 في المائة.
واقع الأمر أن منطقة اليورو ربما تكون في مرحلة ركود أو أنها تنزلق بشكل فعلي إلى هوة كساد، فقد عانت ألمانيا، محرك نمو منطقة اليورو في عام 2011 بإجمالي نمو بلغ 3 في المائة، من تباطؤ النمو بلغ 0.25 في المائة في الناتج المحلي الإجمالي في الربع الرابع من عام 2011. وبحسب بيان رئيس البنك المركزي الأوروبي، ماريو دراغي، في الثاني عشر من يناير، بلغ نمو منطقة اليورو في الربع الثالث من عام 2011 0.1 في المائة، وذكر عددا من العوامل التي ستعوق النمو في عام 2012. هذه العوامل لا يفترض أن تزيد من سوء أزمة منطقة اليورو، ولذا فإن نطاق النتائج سيتنوع ما بين ركود معتدل إلى حاد إذا ما ساءت الأوضاع.
من ناحية أخرى سيتجنب الاقتصاد الأميركي الركود ويشهد في الوقت ذاته نمو معتدلا في عام 2012. وتتوقع منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية نمو الناتج المحلي الإجمالي بنسبة 2 في المائة بالنسبة للولايات المتحدة في عام 2012. وقد شهدت معدلات البطالة انخفاضا في نوفمبر وديسمبر (كانون الأول) بإضافة 239.000 وظيفة في نوفمبر و200.000 في ديسمبر، وزادت معدلات شراء السيارات والمنازل بنسبة معقولة خلال شهر نوفمبر.
3 - خسارة الرئيس ساركوزي للانتخابات الرئاسية لصالح هولاند: أظهرت انتخابات مجلس الشيوخ التي عقدت في سبتمبر (أيلول) تحولا إلى الحزب الاشتراكي المعارض، وما من شك في تأثر شعبية ساركوزي نتيجة الأزمة الأوروبية وضغوط الميزانية على الرغم من كل المآثر التي سبقت الانتخابات. يتوقع أن تغير خسارة ساركوزي للرئاسة ديناميكيات النهج الفرانكو - ألماني تجاه أزمة منطقة اليورو، حيث يزيد هولاند من الضغوط على ألمانيا للتركيز على إجراءات تضامنية أكبر، مثل شراء سندات المصرف المركزي الأوروبي المحسنة أو غير المحدودة، والإصدار المشترك لسندات اليورو، والتركيز أقل على التقشف. وبالفعل بدأ اللقاء الفرانكو - ألماني في يناير بالموافقة على طريقة للاتفاق المالي، بدأت بالتأكيد على تدابير النمو، ربما بتوقع الصعوبات التي ستثيره إجراءات التقشف الخالصة.
4 - الرئيس أوباما سيفوز بفارق ضئيل على ميت رومني في سباق الانتخابات الرئاسية الأميركية: على الرغم من افتقاره إلى القيم المحافظة اجتماعيا لدى الكثير من الجمهوريين، فإن رومني سيفوز بترشيح الحزب الجمهوري لخوض غمار سباق الرئاسة وهو يحلم بفرصة كبيرة لهزيمة باراك أوباما. وعلى الرغم من تراجع شعبية أوباما بقدر كبير بين الناخبين المستقلين والمتأرجحين، فإن الرئيس أوباما سيستفيد من منصبه والانتعاش الاقتصادي للفوز بالسباق الانتخابي بفارق ضئيل. ومن المتوقع أن يكون الانتصار بفارق ضئيل غير كاف بالنسبة لأوباما للإطاحة بأغلبية الجمهوريين في الكونغرس والبالغة 242 مقعدا، والتي سينتج عنها الحاجة إلى شراكة ثنائية للتعامل مع قضية التضامن المالي الصعبة.
* محام ومصرفي أميركي
في حي المال بلندن ـ المدير التنفيذي والشريك في شركة «اميرجينغ
غروث انفيسمنت بارتنرز»