المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : مشكلات عقيدة الخلاص المسيحية


نور الإسلام
17-01-2012, 07:50 PM
1- كنا قد اخرجنا في موسوعتنا جامع العقائد جزء عن المسيحية يعتبر مدخل لمناقشة العقائد المسيحية ، ونرجو ان يوفقنا الله لاخراج موسوعة كاملة عن العقائد المسيحية .
2- ونحن كعادتنا عندما نتحدث عن عقائد الاخرين لانتكلم عن لسان غيرنا وانما نسوق كتب اصحاب تلك العقائد مع تعليقات بسيطة ونترك للقاريء ان يستعمل عقله ويحكم بنفسه علي مايقرأ سواء اكتفي بما كتبنا او قام بتوسيع البحث عما كتبناه
3- هنا سنناقش عدة كتب (باختصار شديد) حول الخلاص عند الطوائف المسيحية الثلاثة الارثوذكس والكاثوليك والبروتستانت
4- خطة البحث
سنناقش مفهوم الخطيئة الاصلية ، والخلاص في مفاهيم الكنائس الثلاثة بعرض كتب الاستاذ عوض سمعان ( انجيلي ) ،البابا شنودة الثالث ، الاب متي المسكين ( ارثوذكس ) ، وبعض مقالات من موسوعات الكنيسة الكاثوليكية علي النحو التالي
الفصل الاول (الانجيلين )
المبحث الاول :
( فلسفة الغفران – الجزء الاول – لزوم كفارة المسيح)
المبحث الثاني :
( فلسفة الغفران – الجزء الثاني – كيف تنتفع بكفارة المسيح)
المبحث الثالث :
(الايمان والاعمال )
تعليق
الفصل الثاني : (الارثوذكس)
المبحث الاول :
الانسان الجديد ( الاب متي المسكين )
المبحث الثاني :
الخلاص في المفهوم الارثوذكسي (البابا شنودة الثالث)
المبحث الثالث :
بدعة الخلاص في لحظة ( البابا شنودة الثالث)
تعليق
الفصل الثالث : ( الكاثوليك )
مبحث اول :
اجابات كاثوليكية (catholic answers)
مبحث ثاني :
الموسوعة الكاثوليكيةcatholic encyclopedia))
تعليق
خلاصة



الفصل الاول (الانجيلين )
المبحث الاول :
( فلسفة الغفران – الجزء الاول – لزوم كفارة المسيح)
مطلب اول : معني الخطية
مسألة :ما هي الخطية؟


1- الخطية لا تكون بالانحراف إلى الشر فحسب، بل وبالانحراف عن الخير أيضاً.
أ- الانحراف الي الشر
1- اللّه روح منزَّه عن الجسدانية، ولا يُدرَك بالحواس البشرية. والروح لا يتعامل إلا مع عنصر روحي يتناسب معه، إذاً فعلاقة اللّه بنا وعلاقتنا به لا تكون عن طريق أجسادنا بل عن طريق أرواحنا.
2- فإذا انحرفت روح إنسانٍ منا عن قداسة اللّه، يكون قد أخطأ إليه حتى إذا لم يظهر هذا الانحراف في عمل خارجي.
3- ولما كانت الخطية هي مجرد الانحراف الباطني إلى الشر قال الوحي أيضاً: «فِكْرُ ٱلْحَمَاقَةِ خَطِيَّةٌ»(أمثال 24: 9). و «كُلُّ مَنْ يُبْغِضُ أَخَاهُ فَهُوَ قَاتِلُ نَجسٍ»(1 يوحنا 3: 15). و «كُلَّ مَنْ يَنْظُرُ إِلَى ٱمْرَأَةٍ لِيَشْتَهِيَهَا، فَقَدْ زَنَى بِهَا فِي قَلْبِهِ»(متى 5: 28).
4- كما نهانا عن الكذب والسُّكر والغضب، والرياء والحسد، والربا والسحر والطمع (أفسس 4: 25 - 31 ، 5: 4 ، 5 و1 بطرس 2: 1 ومزمور 15: 5 ورؤيا 21: 8). حتى نكون قديسين كما أنه تعالى قدوس (1 بطرس 1: 15 و16) ، إذ بدون القداسة، أو بالحري التنزُّه عن النقائص، لن يرى أحد الرب (عبرانيين 12: 14).
5- وقد عرف الأنبياء شر الخطايا الباطنية، ولذلك صرخ مرة أحدهم للّه قائلاً: «مِنَ ٱلْخَطَايَا ٱلْمُسْتَتِرَةِ أَبْرِئْنِي»(مزمور 19: 12). كما قال له:
ب - الانحراف عن الخير:
1- من أراد أن يحيا حياة التوافق مع اللّه أو بالحري حياة البُعد عن الخطية، يجب أن لا يمتنع عن الشر فحسب، بل وأن يفعل الخير أيضاً.: «مَنْ يَعْرِفُ أَنْ يَعْمَلَ حَسَناً وَلا يَعْمَلُ، فَذٰلِكَ خَطِيَّةٌ لَهُ»(يعوب 4: 17).
2- أعمال الخير والوعظ التي لا تُعمل بدافع المحبة وحدها، ولأجل مجد اللّه وخير الناس فحسب لا يكون فاعلوها قد أتوا خيراً أمام اللّه، وبالتبعية لا يكونون أبراراً أمامه.
«وَأَمَّا أَنْتَ فَمَتَى صَنَعْتَ صَدَقَةً فَلا تُعَرِّفْ شِمَالَكَ مَا تَفْعَلُ يَمِينُكَ، لِكيْ تَكُونَ صَدَقَتُكَ فِي ٱلْخَفَاءِ. فَأَبُوكَ ٱلَّذِي يَرَى فِي ٱلْخَفَاءِ هُوَ يُجَازِيكَ عَلانِيَةً»(متى 6: 3 ، 4).
3- سجل لنا أن المسيح سيخاطب المتظاهرين بخدمته، الذين سينادونه في اليوم الأخير قائلين «يَا رَبُّ يَا رَبُّ، أَلَيْسَ بِٱسْمِكَ تَنَبَّأْنَا، وَبِٱسْمِكَ أَخْرَجْنَا شَيَاطِينَ؟»بالرد الحازم القاطع «إِنِّي لَمْ أَعْرِفْكُمْ قَطُّ! ٱذْهَبُوا عَنِّي يَا فَاعِلِي ٱلإِثمِ»(متى 7: 22 ، 23).
4- إنَّ السعي وراء العيش وتحصيل المال اللازم لنا في هذا العالم، أمر واجب طالما نحن نحيا فيه. لكن إذا طغى هذا السعي على النفس وصرفها عن الصلة باللّه والتوافق معه، كان ذلك دليلاً على انحرافها عنه،«أَنَّ مَحَبَّةَ ٱلْعَالَمِ عَدَاوَةٌ لِلّٰهِ»(يعقوب 4: 4)
مسألة : مستوانا الروحي في ضوء اللّه:
1- الخاطي (في نظر اللّه) ليس من يعمل خطايا كثيرة فحسب، بل ومن يعمل أيضاً خطية واحدة، سواء كانت بالفعل أم القول أم الفكر،
2- ولذلك لأجل خطية واحدة طرح اللّه بعض الملائكة من السماء (2 بطرس 2: 4)، ولأجل خطية واحدة طُرد آدم وحواء من جنة عدن (تكوين 3: 24)، ولأجل خطية واحدة حُرم موسى النبي من دخول أرض كنعان (تثنية 32: 52)، ولأجل خطية واحدة أمات اللّه حنانيا وسفيرة في الحال (أعمال 5: 1 - 11)
3- حب الخطية (في نظر اللّه) خطية، ليس فقط إذا كان فاعلها يشعر بها، بل وإذا كان لا يشعر بها، فقد قال الوحي: «وَلا تَقُلْ... إِنَّهُ سَهْوٌ»(جامعة 5: 6)، لأن السهو دليل على عدم السلوك بالكمال، عدم السلوك بالكمال خطية، فنحن نعلم أن مخالفة القانون بسبب الجهل أو السهو لا ينجي المخطئ من القصاص
4- أن الإِنسان مهما بلغ أسمى درجات الأخلاق الكريمة وقام بالواجبات الدينية خير قيام، لكن انحرف مرة عن اللّه بالفعل أو القول أو الفكر، يكون خاطئاً.
5- وإذا عاش دون أن ينحرف هذا الانحراف، لكن لم يعمل كل الصلاح الذي يستطيعالقيام به بالحالة التي تتوافق مع كمال اللّه، يكون أيضاً خاطئاً.
6- وإذا عمل كل الصلاح الذي يستطيع القيام به بالحالة المذكورة، لكن أخطأ مرة واحدة سهواً، يكون خاطئاً أيضاً
7- فإذا نظرنا إلى أنفسنا في ضوء هذه الحقائق، نرى أننا نرتكب خطايا لا حصر لها دون أن نحسب لها حساباً، ظناً منا أنها صغائر لا يقيم اللّه لها وزناً، لكنها في الواقع ذنوب ومعاص في نظره تعالى. ولذلك قال الوحي عن الإِنسان عامة «أَنَّ كُلَّ تَصَّوُرِ أَفْكَارِ قَلْبِهِ إِنَّمَا هُوَ شِرِّير كُلَّ يَوْمٍ»
(تكوين 6: 5)
8- وإن قلبه، الذي هو موطن الشعور والعواطف فيه أخدع من كل شيء وهو نجيس (إرميا 17: 9)، وإن «مِنْ قُلُوبِ ٱلنَّاسِ، تَخْرُجُ ٱلأَفْكَارُ ٱلشِّرِّيرَةُ: زِنىً، فِسْقٌ، قَتْلٌ، سِرقَةٌ... تَجْدِيفٌ» (مرقس 7: 21 ، 22) و «كُلُّ ٱلرَّأْسِ مَرِيضٌ وَكُلُّ ٱلْقَلْبِ سَقِيمٌ. مِنْ أَسْفَلِ ٱلْقَدَمِ إِلَى ٱلرَّأْسِ لَيْسَ فِيهِ صِحَّةٌ، بَلْ جُرْحٌ وَأَحْبَاطٌ وَضَرْبَةٌ طَرِيَّةٌ لَمْ تُعْصَرْ وَلَمْ تُعْصَبْ وَلَمْ تُلَيَّنْ بِٱلّزَيْتِ»(إشعياء 1: 5 ، 6)، 9- أن الخطية ضربت أطنابها في الإِنسان حتى أفسدت كيانه كله.
تعليق المطلب
منهجنا في التعليقات
1- كعادتنا لانحكم علي افكار الناس من منطلقاتنا وانما نستخدم ادلتهم لتكون اكثر الزاما لهم ، لاننا في الاصل غير ملزمين بكل ماكتبوه بصفتنا مسلمين ولانعتقد صحة كتبهم المقدس ولا نلتزم بها
2- ولكن لانهم هم يعتقدون صحة تلك الكتاب فسنرد عليهم من كتبهم ومن افكار ابناء دينهم
3- يريد الاستاذ سمعان ان يقنعنا بان الانسان بطبيعته فاسد ، وان مجرد التفكير في الخطية خطية وان لافارق بين الصغائر والكبائر ، ولابين السهو والعمد
4- فاذا تمعنا في كلامه وجدنا ان كثيرا من النصوص والافتراضات التي افترضها الاستاذ عوض سمعان لاثبات افكاره العجيبة هذه غير صحيحة ، وبالتالي بناءه عليها غير صحيح
5- من امثلة ذلك
أ- يقول :
1- والروح لا يتعامل إلا مع عنصر روحي يتناسب ... فإذا انحرفت روح إنسانٍ ... يكون قد أخطأ إليه حتى إذا لم يظهر هذا الانحراف في عمل خارجي. ؟
ونرد عليه من كتابه
اليست النصوص الاتية تعني ان الله يتعامل مع الجسد ؟
أ- كورنثيوس الاولي 6-15، 6-19 ، 6-20
Co1- 6:15 أَلَسْتُمْ تَعْلَمُونَ أَنَّ أَجْسَادَكُمْ هِيَ أَعْضَاءُ الْمَسِيحِ؟ أَفَآخُذُ أَعْضَاءَ الْمَسِيحِ وَأَجْعَلُهَا أَعْضَاءَ زَانِيَةٍ؟ حَاشَا!
Co1- 6:19 أَمْ لَسْتُمْ تَعْلَمُونَ أَنَّ جَسَدَكُمْ هُوَ هَيْكَلٌ لِلرُّوحِ الْقُدُسِ الَّذِي فِيكُمُ الَّذِي لَكُمْ مِنَ اللهِ وَأَنَّكُمْ لَسْتُمْ لأَنْفُسِكُمْ؟
Co1- 6:20 لأَنَّكُمْ قَدِ اشْتُرِيتُمْ بِثَمَنٍ. فَمَجِّدُوا اللهَ فِي أَجْسَادِكُمْ وَفِي أَرْوَاحِكُمُ الَّتِي هِيَ لِلَّهِ.
ب - لماذا اذن يتم تقديس الايقونات ؟
ننقل عن كتاب ( تكريم بقايا القديسين في التقليد الارثوذكسي – مطرانية اللاذقية)
"إن عقيدة تكريم رفات القديسين (وكذلك تكريم الأيقونات) مؤسسة على الإيمان بوجود ارتباط روحي ما بين الروح القدس ورفات هؤلاء القديسين التي لم يستطع الموت الجسدي أن يحّلها إلى التراب الذي أخذت منه. هناك نعمة روحية في أجسادهم وحتى في أصغر بقايا أجسادهم.
ب – يقول :
1- حب الخطية خطية..... بل وإذا كان لا يشعر بها
2- ونرد عليه من كتابه
سفر اللاويين
4-2 كلم بني اسرائيل قائلا اذا اخطات نفس سهوا في شيء من جميع مناهي الرب التي لا ينبغي عملها و عملت واحدة منها
4: 3 ان كان الكاهن الممسوح يخطئ لاثم الشعب يقرب عن خطيته التي اخطا ثورا ابن بقر صحيحا للرب ذبيحة خطية
ت- يقول
إذ بدون القداسة، أو بالحري التنزُّه عن النقائص، لن يرى أحد الرب
ونرد عليه من كتابه :
تكوين
12: 7 و ظهر الرب لابرام
وظهورات الرب في العهد القديم تفوق الحصر
ث - يقول
لأجل خطية واحدة طرح اللّه بعض الملائكة .. طُرد آدم وحواء من جنة عدن .... حُرم موسى النبي من دخول أرض كنعان
ونرد عليه
اذا كان الانبياء والملائكة لم يستطيعوا ان يحققوا عدم الخطية فكيف نصل اليها نحن البشر العاديين ؟
6- من هذا نعرف ان الله يتعامل مع جسد الانسان ومع روحه ، لانه خلقه روح وجسد ، وان السهو لايؤاخذ الانسان عليه لانه له كفارة ، وانه اذا كان لا احد بلغ مستوي القداسة من الملائكة والانبياء في زعمه فكيف يطلب منا نحن البشر ان نصل للقداسة
7- ان مقدمة الاستاذ غير صحيحة ومتهافتة وستزداد تهافتا كلما تعمقنا في السير معه

مطلب ثاني : نتائج الخطية
مسألة : تسرُّب الخطية إلى البشر عامة

1- بناءً على قانون الوراثة لا يمكن لكائن أن يلد آخر مغايراً له، كما يقول علماء الأحياء وعلى رأسهم ماندل. فالخنزيرة لا يمكن أن تلد حملاً، والشوك لا يمكن أن ينتج عنباً.
2- وبما أن آدم الذي ولد منه البشر جميعاً كان قد فقد بعصيانه حياة الاستقامة التي خلقه اللّه عليها وأصبح خاطئاً قبل أن ينجب نسلاً، كان أمراً بديهياً أن يولد أبناؤه جميعاً خطاة بطبيعتهم نظيره
3- «بِإِنْسَانٍ وَاحِدٍ دَخَلَتِ ٱلْخَطِيَّةُ إِلَى ٱلْعَالَمِ» (رومية 5: 12 - 21). وشهد داود النبي بهذه الحقيقة فقال عن نفسه: «هَئَنَذَا بِٱلإِثْمِ صُّوِرتُ وَبِالْخَطِيَّةِ حَبِلَتْ بِي أُمِّي»(مزمور 51: 5).
4- بما أن الخطية تسربت وتتسرب إلى البشر بالوراثة، وبما أن قانون الوراثة قانون عام تخضع له جميع الكائنات الحية، لذلك كان أمراً بديهياً بعد أن تسربت الخطية إلى البشر، أن يصيروا جميعاً خطاة بأفعالهم كما ولدوا خطاة بطبيعتهم. ولذلك قال الوحي: «لَيْسَ بَارٌّ وَلا وَاحِدٌ. لَيْسَ مَنْ يَفْهَمُ. لَيْسَ مَنْ يَطْلُبُ ٱللّٰهَ. ٱلْجَمِيعُ زَاغُوا وَفَسَدُوا مَعاً. لَيْسَ مَنْ يَعْملُ صَلاحاً لَيْسَ وَلا وَاحِدٌ»(رومية 3: 10 - 12). كما قال: «لأَنَّهُ لا فَرْقَ. إِذِ ٱلْجَمِيعُ أَخْطَأُوا وَأَعْوَزَهُمْ مَجْدُ ٱللّٰهِ»(رومية 3: 22 ، 23)، ولذلك قال داود النبي للّه: «لا تَدْخُلْ فِي ٱلْمُحَاكَمَةِ مَعَ عَبْدِكَ فَإِنَّهُ لَنْ يَتَبَرَّرَ قُدَّامَكَ حَيٌّ»(مزمور 143: 2).
5- الصلاح بمعنى عدم ارتكاب خطية بالقول أو الفكر، مع القيام بكل أعمال الخير لكل الأصدقاء والأعداء على السواء، دون انتظار لأي جزاء أو ثواب كما ذكرنا ليس له وجود في البشر على الإطلاق. لذلك قال الوحي: «لَيْس أَحَدٌ صَالِحاً إِلاَّ وَاحِدٌ وَهُوَ ٱللّٰهُ»(لوقا 18: 19).
6- أما أفضل البشر فهم أشخاص يقومون بخير أكثر من غيرهم ويخطئون أقل من غيرهم. فالفرق بين البشر من جهة الخطية هو فرق نسبي فحسب، لأنهم جميعاً خطاة بطبيعتهم وخطاة أيضاً بعمالهم، سواء كثرت هذه الأعمال أم قلَّت.
7- ولعل أوضح دليل على ذلك أن نوحاً (تكوين 9: 21) وإبراهيم (تكوين 12: 12 ، 13) وأيوب (أيوب 42: 2) وموسى (العدد 20: 6 - 11) وداود (مزمور 51: 1) وإشعياء (إشعياء 6: 5) وزكريا (لوقا 1: 20) وبطرس (لوقا 22: 61)، وبولس (أعمال 23: 3)، وغيرهم من الرسل الأنبياء قد أخطأوا مثل غيرهم من الناس.
8- أما العصمة المسندة إلى الرسل والأنبياء في المسيحية، فهي فقط في تبليغهم للرسائل التي كان اللّه يُوحي بها إليهم، لأنهم كانوا عند تبليغها يقعون تحت سلطانه المطلق، فلم يضيفوا إليها كلمة أو يحذفوا منها اخرى. ولذلك قيل بالوحي: «إِلَى أَنْ تَزُولَ ٱلسَّمَاءُ وَ ٱلأَرْضُ لا يَزُولُ حَرْفٌ وَاحِدٌ أَوْ نُقْطَةٌ وَاحِدَةٌ مِنَ ٱلنَّامُوسِ»(متى 5: 18).
9- أما قول الوحي عن نوح إنه كان رجلاً باراً وكاملاً في جياله (تكوين 6: 9)، وعن أيوب إنه كان رجلاً كاملاً ومستقيماً يتقي اللّه ويحيد عن الشر (أيوب 1: 1)، وعن زكريا وامرأته إنهما كانا بارين (لوقا 1: 6)، فلا يُراد به أنهم لم يفعلوا خطية طوال حياتهم، بل أنهم كانوا يهابون اللّه ويحاولون جهد الطاقة ان ينفذوا وصاياه، كما كانوا يسرعون إلى تقديم الذبائح الكفارية له عن كل خطية يفعلونها
10- اليس قول المسيحية إن الطبيعة الخاطئة انتقلت إلى البشر بالوراثة، يجعلهم غير مسئولين عن الخطايا التي تصدر منهم، وهذا ما لا يتفق مع الحق على الإطلاق.
11- إن المسيحية مع قولها إن الطبيعة الخاطئة انتقلت إلى البشر بالوراثة، تعلن أنهم يخطئون، ليس رغماً عنهم، مدفوعين في ذلك بغرائزهم وحدها، كما هي الحال مع الحيوان، بل يخطئون بإرادتهم نتيجة لموافقتهم الشخصية على تلبية رغبات هذه الغرائز. فهم مسئولون عن كل خطية يعملونها، لأن المسئولية لا تُرفع إلا عن الأطفال وفاقدي الرشد والصواب.
12- ولذلك قال الوحي إن كل واحد منا سيعطي عن نفسه حساباً للّه (رومية 14: 12)، كما قال إن اللّه سيحضر كل عمل من أعمال الناس إلى الدينونة، سوا كان خفياً أم ظاهرياً (جامعة 12: 14).
13- هل من العدالة أن يُضار البشر جميعاً بسبب خطية ارتكبها آدم وحده؟
14- الحقائق الراهنة أثبت من منطقنا نحن البشر، لأن إدراكنا ليس كاملاً في كل الأمور. ومن هذه الحقائق مثلاً، أن بعض الأبناء البررة يرثون من آبائهم العلل والعاهات التي تقشعر منها النفس. وإذا حاولنا أن نحكِّم عقولنا في أسباب انتقاله إليهم بشيء يُسمَّى عدالة أو ظلماً، لا يسعنا إلا أن نقف مكتوفي الأيدي مقيّدي الفكر - وهذا ما يواجهنا تماماً في حالة آدم وانحدار الطبيعة الخاطئة منه إلينا جميعاً.
15- فآدم بحكم مركزه هو أبونا والنائب عنا جميعاً، وهذه حقيقة لا يستطيع المنطق أن ينكرها، سواء كانت معقولة عند بعض الناس أم غير معقولة. وهو بطبيعة مركزه هذا لا يمكن إلا أن تعود نتائج خطيته علينا دون أن يكون لنا يد في ارتكابها، مثله في ذك مثل الآباء الذين تعود نتائج فجورهم وشرورهم على أبنائهم البررة.
مسألة :تأثير الخطية بالنسبة للّه

1- يعتقد بعض الناس أن الخطية إذا كانت بين الإِنسان وبين نفسه، انحصر تأثيرها فيه وحده، وإذا كانت بينه وبين إنسان غيره، انحصر تأثيرها فيهما، لأن اللّه بسبب روحانيته المطلقة هو أرفع من أن يتأثر بأي مؤثر خارجي
2- لكن هذا الاعتقاد لا نصيب له من الصواب
بما أن اللّه فضلاً عن كونه كاملاً كل الكمال وحيّ إلى أبد الآباد، هو الذي نهانا عن الشر وأوصانا بالخير،
3- إذاً فهو مع روحانيته المطلقة يتأثر بما نفعله من شر أو خير على نحو يتفق مع روحانيته هذه. لذلك قال الوحي عن اللّه إنه لا يطيق الإِثم (إشعياء 1: 13)، وإن عينيه أطهر من أن تنظرا الشر (حبقوق 1: 13).
4- فإذا ارتكب أحدنا خطة ضد نفسه أو ضد غيره، لا يكون قد أساء إلى نفسه أو غيره فحسب، بل وإلى اللّه قبل كل شيء آخر.
5- وإن كنا لا نستطيع تحديد هذه الإِساءة بسبب سمو اللّه عن إدراكنا سمواً لا حد له
6- لكن نعلم أنه بارتكاب الخطية (أ) نحُول بين اللّه وبين الصلة الروحية الطيبة التي يريد أن تكون بينه بيننا، لأنه لم يخلقنا على صورته كشبهه إلا لتكون لنا هذه الصلة به. (ب) ننكر فضله علينا ونستهين بعواطفه الكريمة من نحونا. (ج) نرفض شريعته ونكسر ناموسه، وبذلك نتمرد عليه ونهينه في أرضه وعلى مرأى منه.
7- لذلك قال الوحي عن الخطاة إنهم لا يخشون اللّه (إرميا 2: 19) ويبغضونه بلا سبب (مزمور 69: 4)، ويرفضون شريعته (إرميا 6: 19)، وينقضون عهده (يشوع 7: 11)، ويتمردون على شخصه (هوشع 13: 16)، ويسلبون حقوقه (ملاخي 3: 8)، ويُفسدون أمامه (نحميا 1: 7)،ويهينون مقامه (مزمور 10: 13 ، إشعياء 1: 2-4)، ويحتقرون اسمه وينجسونه أيضاً (ملاخي 1: 6 ، حزقيال 36: 20)، لأن لسان حالهم إزاءه « ٱبْعُدْ عَنَّا. وَبِمَعْرِفَةِ طُرُقِكَ لا نُسَرُّ»(أيوب 21: 14).
8- فالخطية، علْمنا أم لم نعلم، هي أكبر إساءة نوجهها إلى اللّه، ولذلك قال الوحي: «ٱلْخَطِيَّةُ خَاطِئَةً جِدّاً»(رومية 7: 13).
مسألة :تأثير الخطية بالنسبة للبشر

1- «وَمَنْ يُخْطِئُ عَنِّي يَضُرُّ نَفْسَهُ»(أمثال 8: 36)،
2- الأضرار النفسية: من يركض وراء الخطية، يحيا حياة القلق وعدم الاستقرار، كما يتعرض أحياناً للأمراض النفسية التي يتعذر شفاؤها،
3- الخطية إنها تحني النفس (مزمور 44: 25) وتملأها بالذل والهوان (مزمور 123: 4)، وتحرمها من الراحة والسلام (إشعياء 48: 22)، وتسلبها الوعي الروحي فتصبح أحط من نفس الحيوان (إشعياء 1: 3).
4 - الأضرار الأدبية: «وَأَنْتُمْ إِذْ كُنْتُمْ أَمْوَاتاً بِٱلذُّنُوبِ وَٱلْخَطَايَا»(أفسس 2: 1). كما قال عن نفسه قبل تمتعه بخلاص اللّه الكامل «الخطية قتلتني (أبياً)، وأنها عاشت فمتُّ أنا (أدبياً)» (رومية 7: 9 - 11). كما قال بعد ذلك: «لأَنَّ ٱلإِرَادَةَ حَاضِرَةٌ عِنْدِي، وَأَمَّا أَنْ أَفْعَلَ ٱلْحُسْنَى فَلَسْتُ أَجِدُ. لأَنِّي لَسْتُ أَفْعَلُ ٱلصَّالِحَ ٱلَّذِي أُرِيدُهُ، بَلِ ٱلشَّرَّ الَّذِي لَسْتُ أُرِيدُهُ فَإِيَّاهُ أَفْعَلُ. فَإِنْ كُنْتُ مَا لَسْتُ أُرِيدُهُ إِيَّاهُ أَفْعَلُ، فَلَسْتُ بَعْدُ أَفْعَلُهُ أَنَا، بَلِ ٱلْخَطِيَّةُ ٱلسَّاكِنَةُ فيَّ. إِذاً أَجِدُ ٱلنَّامُوسَ لِي حِينَمَا أُرِيدُ أَنْ أَفْعَلَ ٱلْحُسْنَى أَنَّ ٱلشَّرَّ حَاضِرٌ عِنْدِي. فَإِنِّي أُسَرُّ بِنَامُوسِ ٱللّٰهِ بِحَسَبِ ٱلإِنْسَانِ ٱلْبَاطِنِ . وَلٰكِنِّي أَرَى نَامُوساً آخَرَ فِي أَعْضَائِي يُحَارِبُ نَامُوسَ ذِهْنِي ، وَيَسْبِينِي إِلَى نَامُوسِ ٱلْخَطِيَّةِ ٱلْكَائِنِ فِي أَعْضَائِي. وَيْحِي أَنَا ٱلإِنْسَانُ ٱلشَّقِيُ! مَنْ يُنْقِذُنِي مِنْ جَسَدِ هٰذَا ٱلْمَوْتِ»(رومية 7: 18 - 24)؟!
5 - الأضرار المادية: إن الأهواء التي تجيش في نفوس الناس، هي السبب في قيام الحروب والخصومات بينهم (يعقوب 4: 1)، وإنه بسبب امرأة زانية يفتقر الإنسان إلى رغيف خبز (أمثال 6: 26)، وإنه بسبب الخمر يحل الشقاء والكرب (أمثال 23: 29 و30) وإن الخطية بصفة عامة تمنع الخير عن الناس (إرميا 5: 25)، وتجلب عليهم العار (أمثال 14: 34)، وتسبب لهم العلل والأمراض (تثنية 28: 22).
6- لا ننكر أن أشراراً كثيرين يحيون حياة الرغد والسعة في العالم الحاضر، وأن أتقياء كثيرين يحيون حياة الضيق والضنك. لكن ليس هذا دليلاً على أن الخطية لا تورِّث المتاعب والآلام (لأن هذا أمر لا يختلف فيه اثنان)،
7- بل دليلاً على أن اللّه في كلمته السامية يعامل كل إنسان بالمعاملة التي تُصلح من شأنه. فقد يُحسِن بخير جزيل إلى إنسان شرير، ليتأثر ضميره ويتوب عن شره. وقد يسمح بالتجارب لإِنسان يتَّقيه، إذا وجد أن حياة الرغد والسعة تحول بينه وبين التقدم في حياة التقوى، التي هي أعظم حياة في الوجود.
تعليق المطلب
1- يقول الاستاذ باختصار
أ- اخطأ ادم وورثه كل ابناءه الخطية
ب- وليس احد بار ولاحتي الانبياء ، فهم معصومون فقط في تبليغ كلام الله
ت- ورغم ان البشر ورثوا الخطية الا انهم يحاسبون علي خطاياهم
ث- والتفكير في ذلك باعتباره ظلم او عدل هو فوق تفكيرنا
ج - ان الله يتأثر بالخطية البشرية ، ولانعرف كيف
ح - والخطية تضر البشر
2- ورغم ان هذه الافكار متضاربة باعتراف الاستاذ سمعان والذي في النهاية قال ان معرفتها فوق ادراك البشر الا انها ايضا تفتقر للادلة
3- نفصل الرد في بعض النقاط
أ- يقول :
طبقا لقوانين الوراثة الخنزيرة لاتلد حملا
هذه قوانين وراثة الاجساد التي يستخدمها الاطباء فهل اخطأ ادم بروحه ام بجسده ؟
هو قال سابقا ان الله لايتعامل مع الجسد ، اذن اخطأ ادم بروحه فاين هي قوانين وراثة الارواح التي يتحدث عنها ، فهل تسري قوانين وراثة الاجساد علي الارواح ؟
ب- يقول :
هَئَنَذَا بِٱلإِثْمِ صُّوِرتُ وَبِالْخَطِيَّةِ حَبِلَتْ بِي أُمِّي
1- دعنا نكمل بقية المزمور 51
Psa 51:5 هَئَنَذَا بِالإِثْمِ صُوِّرْتُ وَبِالْخَطِيَّةِ حَبِلَتْ بِي أُمِّي.
Psa 51:6 هَا قَدْ سُرِرْتَ بِالْحَقِّ فِي الْبَاطِنِ فَفِي السَّرِيرَةِ تُعَرِّفُنِي حِكْمَةً.
Psa 51:7 طَهِّرْنِي بِالزُوّفَا فَأَطْهُرَ. اغْسِلْنِي فَأَبْيَضَّ أَكْثَرَ مِنَ الثَّلْجِ.
Psa 51:8 أَسْمِعْنِي سُرُوراً وَفَرَحاً فَتَبْتَهِجَ عِظَامٌ سَحَقْتَهَا.
Psa 51:9 اسْتُرْ وَجْهَكَ عَنْ خَطَايَايَ وَامْحُ كُلَّ آثَامِي.
Psa 51:10 قَلْباً نَقِيّاً اخْلُقْ فِيَّ يَا اللهُ وَرُوحاً مُسْتَقِيماً جَدِّدْ فِي دَاخِلِي.
Psa 51:11 لاَ تَطْرَحْنِي مِنْ قُدَّامِ وَجْهِكَ وَرُوحَكَ الْقُدُّوسَ لاَ تَنْزِعْهُ مِنِّي.
Psa 51:12 رُدَّ لِي بَهْجَةَ خَلاَصِكَ وَبِرُوحٍ مُنْتَدِبَةٍ اعْضُدْنِي.
2- هاهو داود يطلب من الرب محو اثامه وان يجدد قلبه النقي وروحه المستقيمة والا ينزع روحه القدوس منه وان يرد له بهجة خلاصه
3- اليس معني ذلك النص ان داود قبل ان يخطيء كان قلبه نقيا وروحه مستقيمة وروح القدس بداخله ؟
4- اذن فالانسان لم يرث الخطية وانما يولد نقيا كما في بقية المزمور ، كما ان داود طلب من الرب ان يرد له بهجة خلاصه ، مما يعني انه كان خالصا
يقول :
لَيْس أَحَدٌ صَالِحاً إِلاَّ وَاحِدٌ وَهُوَ ٱللّٰهُ
1- ونرد عليه من كتابه ان الصالحين كثر
لوقا
23: 50 و اذا رجل اسمه يوسف و كان مشيرا و رجلا صالحا بارا
اعمال الرسل
11: 22 فسمع الخبر عنهم في اذان الكنيسة التي في اورشليم فارسلوا برنابا لكي يجتاز الى انطاكية
1: 23 الذي لما اتى و راى نعمة الله فرح و وعظ الجميع ان يثبتوا في الرب بعزم القلب
11: 24 لانه كان رجلا صالحا و ممتلئا من الروح القدس و الايمان فانضم الى الرب جمع غفير
اخبار الايام الثاني
14: 2 و عمل اسا ما هو صالح و مستقيم في عيني الرب الهه
31: 20 هكذا عمل حزقيا في كل يهوذا و عمل ما هو صالح و مستقيم و حق امام الرب الهه
2- من تفسير الاب متي المسكين
18:18و19 «وَسَأَلَهُ رَئِيسٌ قَائِلاً: أَيُّهَا الْمُعَلِّمُ الصَّالِحُ، مَاذَا أَعْمَلُ لأَرِثَ الْحَيَاةَ الأَبَدِيَّةَ؟ فَقَالَ لَهُ يَسُوعُ: لِمَاذَا تَدْعُونِي صَالِحاً؟ لَيْسَ أَحَدٌ صَالِحاً إِلاَّ وَاحِدٌ وَهُوَ اللهُ».
الـ» رئيس ¥rcwn «يعني: أحد قادة السنهدرين، والرجل هنا يسلك بمقتضى الذوق والإتيكيت، فهو يدعو المسيح معلِّماً، وفي إنجيل ق. مرقس يسجد أمامه. وفي الحقيقة كلمة “الصالح ¢gaqš” لا تُقال للربّي مهما كان، فهي هنا امتياز فوق كلمة معلِّم. والمعروف لدى اليهود جميعاً أن كلمة صالح في المنادى: ¢gaqš لا يُخاطب بها إلاَّ الله، وهذا هو السر في مراجعة المسيح له،
مع أنه ليس غريباً أن يُنعت إنسانٌ بهذه الصفة بوجه خاص. لذلك نجد المسيح يسأله: لماذا يدعوه “أغاثون” ولا يُدعى بهذا إلاَّ الله؟ وبقول المسيح هذا ينفي عن نفسه الإطراء الرخيص، ولكن يردُّه لكي يَستَخْدِم هذا اللقب في موضعه الصحيح، بمعنى أنه يمكن أن يقبله المسيح منه بسرور لو كان يؤمن حقـًّا بما يقول!
3- ان الاستاذ يستخدم الايات في غير مواضعها ، فليس المقصود من الكلمة هنا صفة الصلاح وانما صفة يقصرها اليهود علي الرب
يقول :
أما العصمة المسندة إلى الرسل والأنبياء في المسيحية، فهي فقط في تبليغهم للرسائل.....
أما قول الوحي عن نوح إنه كان رجلاً باراً وكاملاً في اجياله فلا يُراد به أنهم لم يفعلوا خطية طوال حياتهم، بل أنهم كانوا يهابون اللّه
1- لم يذكر لنا الاستاذ دليلا علي ماقاله من تفسير للنصوص ومالادليل عليه لاحجة فيه
2- وماذا عن اخنوخ وايليا الذين صعدوا الي السماء ، اليسوا صالحين ؟ لماذا اذن صعدوا الي السماء ؟ فليذكر لنا الاستاذ خطاياهم؟
يقول
فالخطية، علْمنا أم لم نعلم، هي أكبر إساءة نوجهها إلى اللّه
1- ونرد عليه من كتابه ان الخطاة مرضي و ان الله يعلم الخطاة التوبة ويقبلها منهم ويفرح بهم
مزامير
25: 8 الرب صالح و مستقيم لذلك يعلم الخطاة الطريق
51: 13 فاعلم الاثمة طرقك و الخطاة اليك يرجعون
متي
9: 11 فلما نظر الفريسيون قالوا لتلاميذه لماذا ياكل معلمكم مع العشارين و الخطاة
9: 12 فلما سمع يسوع قال لهم لا يحتاج الاصحاء الى طبيب بل المرضى
لوقا
17: 4 و ان اخطا اليك سبع مرات في اليوم و رجع اليك سبع مرات في اليوم قائلا انا تائب فاغفر له
15: 7 اقول لكم انه هكذا يكون فرح في السماء بخاطئ واحد يتوب اكثر من تسعة و تسعين بارا لا يحتاجون الى توبة


مطلب ثالث : طرق الغفران










1- بما أن الخاطئ لم يُفسِد فقط نفسه التي ائتمنه اللّه عليها، بل تعدّى أيضاً على شريعته تعالى، إن لم يكن قد أساء كذلك إلى بعض الناس.
2- وبما أن صلواته مهما طالت، وأصوامه مهما كثرت، وصدقاته مهما عظمت، وتوبته مما صدقت، وشفاعة القديسين والصالحين (إن كانت لهم شفاعة)، لا تستطيع أن تفي مطالب قداسة اللّه وعدالته.
3- لأن هذه الأعمال لا تستطيع أن تعيد إلى الخاطئ حياة الاستقامة التي كانت لآدم قبل السقوط في الخطية ولا تستطيع أن تُعيد إلى عدالة اللّه كرامتها
4- إذاً فكل الأعمال الصالحة التي يعملها الخاطئ، وإن كانت لها قيمتها وقدرها من نواح خاصة (كما سيتضح فيما يلي)، غير أنها ليست كافية لتأهيله للوجود مع اللّه أو التمتع بصفحه.
5- عجز الخاطئ عن القيام بالصلاة بما أن الخاطئ أساء بخطيته إلى اللّه وكسر شريعته، فإنه يحول بينه وبين مواجهة اللّه والمثول في حضرته، ويصبح في ذاته عاجزاً عن التوافق مع الله في صفاته الأدبية السامية.
6- لذلك فالخاطئ لا يستطيع أن يتصل من تلقاء ذاته باللّه أو يتحدث معه، ولا يستطيع أن يرفع صلاة حقيقية إليه، وصلاته عبارات ينطق بها أمام من يتصوّر أنه اللّه فإنه يتكلم ما شاء له الكلام، دون أن يكون هناك سميع أو مجيب.
7- إذا وقع الخطاة في ضيقة ما، وصرخوا من كل قلوبهم إلى اللّه، فإنه ينقذهم من هذه الضيقة. لكن هذا الإِنقاذ لا يدل على أنه قرّبهم إليه أو غفر لهم خطاياهم، لأن صراخهم له لا يُعيد إليهم حياة الاستقامة التي كانت لآدم قبل السقوط في الخطية، حتى يستطيعوا التوافق مع اللّه في قداسته وغيرها من الصفات الأدبية السامية.
8- وقد أعلن الوحي بعبارات لا تقبل الشك أن اللّه لا يطيق صلاة الخطاة، وأنه ليست لهم علاقة به على الإطلاق. فقد قال «مَنْ يُحَّوِلُ أُذْنَهُ عَنْ سَمَاعِ ٱلشَّرِيعَةِ فَصَلاتُهُ أَيْضاً مَكْرَهَةٌ»(أمثال 28: 9). كما قال للخطاة «آثَامُكُمْ صَارَتْ فَاصِلَةً بَيْنَكُمْ وَبَيْنَ إِلَهِكُمْ، وَخَطَايَاكُمْ سَتَرَتْ وَجْهَهُ عَنْكُمْ حَتَّى لا يَسْمَعَ»(إشعياء 59: 2) «حِينَ تَبْسُطُونَ أَيْديكُمْ أَسْتُرُ عَيْنَيَّ عَنْكُمْ، وَإِنْ كَثَّرْتُمُ ٱلصَّلاةَ لا أَسْمَعُ» (إشعياء 1: 15). وقد اختبر داود النبي هذه الحقيقة فقال: «إِنْ رَاعَيْتُ إِثْماً فِي قَلْبِي لا يَسْتَمِعُ لِيَ ٱلرَّبُّ»(مزمور 66: 18). ولذلك قال إنه لا يستطيع أن يصلي للّه إلا الطاهر اليدين والنقي القلب (مزمور 24: 4)
9- وهل يستوي الخاطئ الذي يطلب من اللّه بكل تذلل وإخلاص أن يرحمه ويغفر له خطاياه، والخاطئ الذي لا يبالي بالصلاة، أو يكتفي بالصلاة الشكلية التي لا قيمة لها؟
الرد:طبعاً لا يستويان، بل من المؤكد أن اللّه ينظر إلى الأول بعين العطف والشفقة. لكن عطف اللّه وشفقته شيء، والاعتقاد بأنَّ الصلاة هي التي تجلب الغفران والقبول أمام اللّه شيء آخر.
10- والصلاة لا تكفي وحدها لإيفاء مطالب عدالة اللّه، أوإعادة الإنسان إلى حالة الاستقامة التي كانت لآدم قبل السقوط في الخطية، ولا يمكن أن تكون ثمناً للغفران أو وسيلة للتمتع باللّه. كل ما في الأمر أنها إذا كانت بإخلاص، فهي تهيئ فقط القائم بها للحصول على هذين الامتيازين، إذا وُفيت مطالب عدالة للّه وقداسته من جهته بوسيلة إلهية خاصة، كما كانت الحال مع كرنيليوس الوارد ذكره في (أعمال 10). وهذه الوسيلة هي موضوع حديثنا في الأبواب التالية.
11- الصوم، لأنه لا يفي وحده مطالب عداة اللّه وقداسته، لا يمكن أن يكون ثمناً للغفران أو التمتع باللّه. كل ما في الأمر أنه إذا كان بإخلاص، فهو يهيئ القائم به للحصول على هذين الامتيازين، على شرط أن يكون هناك أولاً إيفاء لمطالب عدالة اللّه وقداسته بوسيلة إلهية خاصة، كما كانت الحال مع كرنيليوس (أعمال 10).
12- بما أننا مهما تُبنا عن الخطية إكراماً للّه ومحبة فيه، قد نخطئ أحياناً بالقول والفكر، إن لم يكن بالفعل أيضاً. وبما أنَّ الخطأ أيّاً كان نوعه، يحرم النفس من التوافق مع اللّه في صفاته الأدبية السامية. إذاًفليست هناك في الواقع توبة كاملة لأحد منا أمام اللّه.
13- الصدقة والأعمال الصالحة لا تفي في ذاتها مطالب عدالة اللّه، ولا تمدّ القائمين بها بطبيعة روحية تؤهلهم للتوافق معه في قدسيته وصفاته الأدبية الأخرى، كما ذكرنا فيما سلف.
14- أما الذين، مع قيامهم بأعمال الخير، يمقتون الخطية ويتضرعون إلى اللّه بتذلل ليخلصهم منها، فإنه يتجه إليهم بكل عطف، ويهيئ لهم السبيل للحصول على الغفران والتمتع بشخصه، إذ وفيت مطالب عدالته وقداسته بوسيلة خاصة، كما كانت الحال مع كرنيليس السابق ذكره.
15- عدم قدرة الأنبياء على الشفاعة أمام اللّه:
بما أن هؤلاء الأنبياء وإن كانوا أفضل من غيرهم من الناس، غير أنهم في ذواتهم خطاة مثلهم، إن لم يكن بالفعل، فبالقول والفكر كما ذكرنا في الباب الأول، لذلك فإنهم من تلقاء أنفسهم لا يتوافقو مع اللّه في صفاته السامية، كما يقعون من جهة استحقاقهم الذاتي تحت طائلة قصاصه الأبدي، فلا يستطيعون أن يتشفَّعوا لأجل خلاص أحدٍ من قصاص خطاياه أو تأهيله للوجود مع اللّه، لأنهم أنفسهم يحتاجون إلى هذا وذاك.
16- والكتاب المقدس بإعلانه أن القديسن خطاة مثل باقي الناس (جامعة 7: 20)
17- أنَّ الملائكة وإن كانوا في نظرنا كائنات سامية طاهرة، لكنهم ليسوا كذلك في نظر اللّه الكلي الكمال. فقد قال الوحي إنه تعالى ينسب إلى الملائكة حماقة (أيوب 4: 18). فإذا أضفنا إلى ذلك أن الملائكة كائنات محدودة، والكائنات المحدودة لا تستطيع أن تفي مطالب عدالة اللّه وقداسته غير المحدودة، أدركنا أن شفاعة الملائكة (إن كانت لهم شفاعة) لا تجلب لنا الغفران أو تقربنا إلى اللّه، لأنه لا سبيل إلى ذلك إلا بعد إيفاء مطالب عدالته وقدسته.
18- إذا كان الأمر كذلك، ألا يوجد شفيع بيننا وبين اللّه؟
19- نعم هناك شفيع أو بالحري محام، معيّن من لدن اللّه، قادر على الوقوف بيننا وبينه أنّ الجدير بالشفاعة يجب أن يكون شخصاً لم يعمل أية خطية على الإطلاق، وفي الوقت نفسه يكون كاملاً من جهة البر كل الكمال. كما يجب أن يكون قادراً على الإحاطة بمطالب عدالة اللّه وقداسته التي لا حدّ لها، وقادرً أيضاً على إيفائها جميعاً، بالدرجة التي تُرضي اللّه تماماً. فمن هو هذا الشخص يا ترى؟
20- لا بد من الفداء أو التعويض، أو بالحري لا بد من إيفاء مطالب عدالةاللّه وقداسته بواسطة كائن عوضاً عنا - وإيفاء هذه المطالب يستلزم طبعاً من هذا الكائن أن يقبل على نفسه القصاص الذي نستحقه بسبب خطايانا تنفيذاً لمطالب عدالة اللّه، وأن يهبنا أيضاً طبيعة روحية تجعلنا أهلاً للتوافق مع اللّه في صفاته الأدبية لسامية تنفيذاً لمطالب قداسته.
21- هل من العدالة أن يقوم كائن بريء التعويض عن خطايا أحد المذنبين؟
إن مبدأ النيابة مبدأ سليم تشهد العدالة بقانونيته، طالما كان النائب قادراً وموافقاً على القيام بمطالب النيابة.
22- أليس عجزنا جميعاً عن إيفاء مطالب عدالة اللّه وقداسته مبرراً كافياً يدعوه للعفو عنا وتقريبنا إليه، دون أن يلزمنا بالبحث عن كائن يفي هذه المطالب عوضاً عنا، لا سيما إذا كان من المتعذر علينا العثور عليه؟
إذا عفا اللّه عنا وقرّبنا إليه لمجرد عجزنا عن إيفاء مطالب عدالته وقداسته، يكون قد تنازل عن المطالب المذكورة مضطراً. وبما أنه حاشا للّه أن يُرغَم على القيام بعمل يتعارض مع عدالته أو قداسته، لذلك لا مفرّ من إيفاء مطالب عدالة للّه وقداسته بواسطتنا أو بواسطة كائن آخر عوضاً عنا، وإلا فلا خلاص لنا على الإِطلاق، كما ذكرنا فيما سلف.
23- كثيراً ما نصفح عن المسيئين إلينا دون أن نُلزمهم بتعويض ما، فهل يكون اللّه أقل عطفاً أو شفقة منا؟
لا تجوز المقارنة بين معاملة اللّه معنا وبين معاملة بعضنا للبعض الآخر، لأننا تارة نصفح تحت تأثرنا بعواطفنا البشرية دون أن يكون هناك مبرر كاف للصفح، وتارة نعاقب تحت تأثرنا بمصالحنا الشخصية إن إدانة البريء وتبرئة المذنب كلاهما مكرهة عند الرب (أمثال 17: 15).
هامش توضيحي
يقول القس منيس عبد النور
1- إننا بفضل المسيح يمكننا أن نجد خلاصاً. قال المسيح في (يوحنا 6:14): ”أَنَا هُوَ الطَّرِيقُ وَالْحَقُّ وَالْحَيَاةُ. لَيْسَ أَحَدٌ يَأْتِي إِلَى الآبِ إِلاَّ بِي“. 2- لقد أدرك بطرس هذه الحقيقة فقال في الأصحاح الرابع من سفرالأعمال: ”وَلَيْسَ بِأَحَدٍ غَيْرِهِ الْخَلاَصُ. لأَنْ لَيْسَ اسْمٌ آخَرُ تَحْتَ السَّمَاءِ، قَدْ أُعْطِيَ بَيْنَ النَّاسِ، بِهِ يَنْبَغِي أَنْ نَخْلُصَ“.
3- ذلك لأنه الله الذي ظهر في الجسد - صاحب الطبيعتين - هو الإله الكامل وهو الإنسان الكامل. ولا يمتلك أحد هاتين الصفتين إلا هو. نعم، هو الباب الذي به وحده الخلاص، لأنه ابن الله الذي جاء ليصالحنا مع الله بعد أن ضيّعنا الصلة التي بيننا وبينه.
4- في المسيحية هناك عثرة الصليب.. وهي كامنة في أن البشر يريدون أن يدفعوا ثمن خلاصهم بصلوات يؤدونها، أو بطقوس يمارسونها، أو بأموال وتبرعات يدفعونها، وهم يريدون أن يشتروا حقهم في السماء،
5- وفي الأصحاح الثالث من الرسالة إلى أهل رومية يقول الرسول بولس: ”لأنه بأعمال الناموس لا يتبرر جسد ما“...
تعليق المطلب:
1- يتفق الاستاذ سمعان والقس منيس علي انه لا الاعمال الصالحة ولا الشفاعة ولا اي شيء ينقذ الانسان من الخطية باستثناء المسيح
2- ويحتجون بايات من العهد الجديد مثل :
أ- لأنه بأعمال الناموس لا يتبرر جسد ما
ب- أَنَا هُوَ الطَّرِيقُ وَالْحَقُّ وَالْحَيَاةُ. لَيْسَ أَحَدٌ يَأْتِي إِلَى الآبِ إِلاَّ بِي
ت- وَلَيْسَ بِأَحَدٍ غَيْرِهِ الْخَلاَصُ. لأَنْ لَيْسَ اسْمٌ آخَرُ تَحْتَ السَّمَاءِ، قَدْ أُعْطِيَ بَيْنَ النَّاسِ، بِهِ يَنْبَغِي أَنْ نَخْلُصَ
3- وفاتهم ان في العهد الجديد ايات اخري علي عكس مايقولونه
مثل
Mat 19:16 وَإِذَا وَاحِدٌ تَقَدَّمَ وَقَالَ لَهُ: «أَيُّهَا الْمُعَلِّمُ الصَّالِحُ أَيَّ صَلاَحٍ أَعْمَلُ لِتَكُونَ لِيَ الْحَيَاةُ الأَبَدِيَّةُ؟»
Mat 19:17 فَقَالَ لَهُ: «لِمَاذَا تَدْعُونِي صَالِحاً؟ لَيْسَ أَحَدٌ صَالِحاً إِلاَّ وَاحِدٌ وَهُوَ اللَّهُ. وَلَكِنْ إِنْ أَرَدْتَ أَنْ تَدْخُلَ الْحَيَاةَ فَاحْفَظِ الْوَصَايَا».
Mat 19:18 قَالَ لَهُ: «أَيَّةَ الْوَصَايَا؟» فَقَالَ يَسُوعُ: «لاَ تَقْتُلْ. لاَ تَزْنِ. لاَ تَسْرِقْ. لاَ تَشْهَدْ بِالزُّورِ.
Mat 19:19 أَكْرِمْ أَبَاكَ وَأُمَّكَ وَأَحِبَّ قَرِيبَكَ كَنَفْسِكَ».
Mat 19:20 قَالَ لَهُ الشَّابُّ: «هَذِهِ كُلُّهَا حَفِظْتُهَا مُنْذُ حَدَاثَتِي. فَمَاذَا يُعْوِزُنِي بَعْدُ؟»
Mat 19:21 قَالَ لَهُ يَسُوعُ: «إِنْ أَرَدْتَ أَنْ تَكُونَ كَامِلاً فَاذْهَبْ وَبِعْ أَمْلاَكَكَ وَأَعْطِ الْفُقَرَاءَ فَيَكُونَ لَكَ كَنْزٌ فِي السَّمَاءِ وَتَعَالَ اتْبَعْنِي».
4- لايوجد دليل اوضح من هذا النص ، المسيح قال بنفسه ، وليس بولس ولا بطرس ولا احد من التلاميذ ، ان حفظ الوصايا يدخل الانسان الحياة الابدية
5- واوضح من ذلك ان الصدقة بالذات تعطي الانسان كنز في السماء وتجعله كاملا
6- وتأمل نص الاية : (لأن الذين يسمعون الناموس هم أبرار عند الله، بل الذين يعملون بالناموس هم يبررون) (رو 2: 13)
7- هنا يتبرر الانسان بالعمل بالناموس
السؤال الان : الم يقرأ الاستاذ سمعان والقس منيس تلك الاية ؟
8- بالطبع قرأوها ولكنها لاتلزمهم وعكس عقيدتهم فلم يكتبوها ولم يعلقوا عليها
9- ولكن لاننا لسنا مثلهم وانما نبحث عن الحق ولانبرر عقيدة ما بالباطل فاننا نعتقد انه يجب دراسة جميع الايات حول الخلاص معا
10- يقودنا ذلك الي تحقيق قاعدة هامة فننقل من
كتاب البابا شنودة الثالث ( الخلاص في المفهوم الارثوذكسي )
حيث يقول :
1- احترسوا جدا من خطورة استخدام واحدة من الكتاب المقدس.
2- ان الكتاب المقدس ليس هو مجرد آية أو آيات، وانما هو روح معينة تتمشى في الكتاب كله.
3- الشخص الجاهل يضع أمامه آية واحدة، أو أجزاء من آية، فاصلا اياها عن ظروفها وملابساتها وعن المعنى العام كله، أما الباحث الحكيم، الذي يتوخى الحق فانه يجمع كل النصوص التي تتعلق بموضوع بحثه، ويرى على أى شئ تدل
4- وفى موضوع الخلاص، ترى أمثلة من خطورة الآية الواحدة:
آمن بالرب يسوع المسيح فتخلص أنت وأهل بيتك (أع 16: 31) هذه الآية يتخذها البعض برهانا على الخلاص بالايمان فقط!!

5- وينسى الذين يستخدمون هذه الآية عدة أمور هى: لمن قيلت..؟ وتكلمت الآية..؟ وماذا حدث بعدها..؟ والآيات الأخرى المتعلقة بالموضوع.

6- أولا: قيلت هذه الآية لرجل أممى، غير مؤمن، مهما فعل من أعمال صالحة فلن تجديه شيئا بدون الايمان بالمسيح!!
7- لذلك كان لابد من ارشاده الى الخطوة الأولى التي بدونها لا يمكن أن ينال شيئا من الخلاص. فاذا خطا هذه الخطوة، يمكن ارشاده الى ما يتلوها من خطوات.. لم يكن مناسبا أن يكلم الرسولان هذا السجان عن أهمية الأعمال الصالحة، لأنها بالنسبة اليه لا يمكن أن تفيده وهو غير مؤمن.. والوضع السليم أن يتدرجا معه خطوة خطوة، حتى يصل.
8 – وأكبر دليل على أن المقصود بهذا الخلاص هو الخطوة الأولى المؤدية اليه، هو قول الرسول لهذا السجان: (فتخلص أنت وأهل بيتك).
اذ كيف يمكن أن يخلص أهل بيته بمجرد ايمانه؟! هل ايمان انسان يخلص شخصا آخر؟! ولكن الوضع السليم هو ان ايمان هذا الشخص هو مجرد الخطوة الأولى التي ستقوده الى الخلاص عندما يعتمد باسم يسوع المسيح، وأيضا سيقنع اسرته بالايمان ويكون فاتحة خير للأسرة، وهكذا يخلص هو وأهل بيته..
9- ولذلك نرى أن هذه الآية كان لها تكملة،
اذ يقول الكتاب أن بولس وسيلا (كلماه وجميع من في بيته بكلمة الرب.. واعتمد في الحال هو والذين له أجمعون)
10- ونحن اذا أخذنا هذه الآية: (آمن بالرب يسوع فتخلص أنت وأهل بيتك) انما يجب أن نضع الى جوارها آيات أخرى لنكمل فهم الموضوع، 11- وسأذكر لكم مثالا بسيطا له دلالته القوية:
تقدم شاب الى السيد المسيح ليسأله: (أى صلاح أعمل لتكون لى الحياة الأبدية؟) (مت 19: 16) فلم يقل له السيد المسيح: (آمن فتخلص) وانما قال له: ان اردت أن تدخل الحياة فاحفظ الوصايا)
12- هل نجرؤ نحن ونقول أن مجرد حفظ الوصايا كاف للخلاص، بدون ايمان، وبدون معمودية، وبدون أسرار؟‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍ كلا اننا لا يمكن أن نخطئ الى انفسنا ولا الى الناس ولا الى الإيمان ذاته باستخدام الآية الواحدة..
13- فى هذا المثال أيضا نجد أن الشاب عندما قال عن الوصايا: (هذه حفظتها منذ حداثتى، فماذا يعوزنى بعد؟) حينئذ قال له ربنا يسوع (ان أردت أن تكون كاملا، فاذهب وبع أملاكك وأعط الفقراء فيكون لك كنز في السماء وتعال اتبعنى) هنا أيضا لم يحدثه السيد المسيح عن الايمان. ولا عن النعمة.. فهل نستخدم هذا المثال لنقلل من قيمة الايمان، اذ لم يرد له ذكر في حديث الرب عن نوال الحياة الأبدية؟‍‍‍‍!
14- نتناول آية أخرى من التي يستخدمها البروتستانت ومن يجرى في مجراهم..
(فاذا قد تبررنا بالايمان، لنا سلام مع الله) (رو 5: 1)

15- يأتيك انسان من الذين يهتمون بالآية الواحدة، ويقول لك: هوذا أمامك آية صريحة تقول ان تبررنا بالإيمان، فلا داعى لأن تجادل أو تفتح فمك! هل تنكر الآية أو تعارض كلام الله..!
16- لا يا أخى، نحن لا ننكر الآية، ولا نعارض كلام الله. ولكننا نضع الى جوار هذه الآية أخرى من نفس رسالة بولس الرسول إلى أهل رومية، ونرى ماذا يمكن أن نفهمه من الآية. يقول الرسول: (لأن الذين يسمعون الناموس هم أبرار عند الله، بل الذين يعملون بالناموس هم يبررون) (رو 2: 13)
17- هنا كلام عن تبرير من يعمل بالناموس، هل نسمح لأنفسنا أن نخطئ ونستخدم الآية الواحدة، ونقول أن الأعمال وحدها هى التي تخلص معتمدين على قول الرسول: (بل الذين يعملون بالناموس هم يبررون)؟!
18- كلا، بل نحن نضع الآيتين معا (رو 2: 13)، (رو 5: 1). ونخرج بتعليم صحيح يتفق مع كلام الله، وهو أن عمل الايمان في التبرير لا ينكر أهمية الأعمال، ولزوم الآعمال لتبرير لا ينكر قيمة الايمان..
19- هذه الآية التي تقول (اذ قد تبررنا بالايمان) نضع الى جوارها آية أخرى هى (ترون اذن أنه بالأعمال يتبرر الانسان، لا بالايمان وحده (كذلك راحاب الزانية أيضا، أما تبررت بالأعمال، اذ قبلت الرسل وأخرجهم في طريق آخر) (يع 2: 24، 25).
20- (وأما الذي لا يعمل، ولكن يؤمن بالذى يبرر الفاجر، فايمانه يحسب له برا) (رو 4: 5)

فهل تعنى هذه الآية أن الله يبرر الفاجر إذا ثبت في فجوره دون عمل التوبة؟‍‍! حاشا. إذن لكى نفهم هذه الآية فلنضع أمامها آيات أخرى توضحها. ولنبدأ بآية من نفس الرسالة إلي رومية حيث يقول الرسول (1: 18) (لأن غضب الله معلن من السماء على جميع فجور الناس وأثمهم)
21- تضيف إليها آية أخرى من الرسالة الثانية لبطرس الرسول: (واذ رمد مدينتى سدوم وعمورة، حكم عليهما بالانقلاب، واضعا عبرة للعتيدين أن يفجروا) (2 بط 2: 6) وهكذا أظهر لنا الرسول أن الفاجر يشترك في مصير سدوم وعمورة.
22- وهذا أيضا يشرحه معلمنا يهوذا الرسول اذ يقول: وتنبأ عن هؤلاء أيضا أخنوخ السابع من آدم) قائلا: (هوذا قد جاء الرب في ربوات قديسيه ليصنع دينونة على الجميع، ويعاقب جميع فجورهم، على جميع أعمال فجورهم التي فجروا بها) (يه 14، 15).
23- لا يمكن أن نفهم اذن من الآية التى قالها بولس الرسول أنه يكفى للفاجر أن يؤمن فقط لكى يخلص، بقائه في فجوره. فان بولس نفسه أنذرنا في صراحة تامة قائلا: (لا تضلوا. لا زناة، ولا عبدة أوثان، ولا فاسقون، ولا مأبونون، ولا مضاجعو ذكور.. يرثون ملكوت الله) (1كو 6: 9، 10).
24- لا يصح مطلقا أيها الأحباء أن نسير بطريقة الآية الواحدة، فهى طريقة خاطئة وخطر وغير أرثوذكسية.
25- أن أتاك أحد في يوم من الأيام بآية من الآيات، مهما كانت صريحة وواضحة، فقل له: أنا لا تنفعنى الآية الواحدة (لنضع أمامنا جميع النصوص التي تتعلق بهذا الموضوع، ثم نتفاهم معا (احترسوا من أن تخدعكم الآية الواحدة، فربما لها مناسبة معينة، وربما لها تكملة، وهذه التكملة هى التي توضح معناها
26- اذن لا يليلق أن نخطف آية ونجرى قائلين في خفة: ان الموضوع قد انتهى
27- لنأخذ مثالا آخر. يقول بولس الرسول:
(فان كان بالنعمة، فليس بعد الأعمال، والا فليست النعمة بعد نعمة (رو 11: 6)

ما أجمل أن نتروى قليلا، ونتابع ما يقوله الرسول في نفس الاصحاح، حيث يستطرد: (.. أنت بايمان (لا تستكبر بل خف (لأنه ان كان الله لا يشفق على الأغصان الطبيعية، فلعله لا يشفق علينا أيضا. فهوذا لطف الله وصرامته، أما الصرامة فعلى الذين سقطوا. وأما اللطف فلك، ان ثبت في اللطف، والا فانت أيضا ستقطع). (رو 11: 10 – 22)
28- ما معنى هذا الكلام..؟ معناه أنك نلت خلاصا بدم المسيح. ولكن يجب أن تثبت فيه، والا فانك ستفقده اذا لم تعمل أعمالا تليق بالتوبة. لأن الغصن الذي يقطع من الشجرة يهلك ويموت
· مثال آخر؟ يقول بولس الرسول:
(اننا نحسب ان الانسان يتبرر بالايمان دون أعمال الناموس) (رو 3: 27، 28).

ان قرأنا آية مثل هذه، فلا يصح أن نتسرع، بل نتابع القراءة لنرى ماذا يقول الرسول بعدها.. انه يستطرد قائلا بعد هذه الآية مباشرة: (أفنبطل الناموس بالايمان حاشا، بل نثبت الناموس) (رو 3: 31)
29- مثال آخر، يقول بولس الرسول:
(ولكن حين ظهر لطف مخلصنا الله واحسانه، لا بأعمال في بر عملناها نحن، بل بمقتضى رحمته خلصنا بغسل الميلاد الثانى وتجديد الروح القدس..) (تى 3: 4 –6).

لاحظوا أن هذه الآية بالذات تتحدث عن الخلاص بالمعمودية وعمل الروح القدس. أما من جهة الأعمال، فاننا اذا. أكملنا ما يقوله الرسول نجده يستطرد مباشرة (صادقة هى الكلمة، وأريد أن تقرر هذه الأمور لكى يهتم الذين آمنوا بالله أن يمارسوا أعمالا حسنة. فان هذه الأمور هى الحسنة والنافعة للناس) (تى 3: 8).
30- أريد أن أوجه الاهتمام الى هذه القاعدة وحدها وهى خطورة استخدام الآية الواحدة.ونحن أنفسنا، لا نسمح لذواتنا بتاتا أن نستخدم هذه الطريقة الخطرة الضارة. إننا لا نستغل الآية الواحدة لصالحنا
31- فمثلا إن وجدنا يوحنا الرسول يقول:
*(إن علمتم أنه بار هو، فاعلموا أن كل من يصنع البر مولود منه) (1 يو 2: 29).

إن قرأنا مثل هذه الآية وحدها، وانما مع هذه الآية نذكر الإيمان والمعمودية وأسرارالكنيسة التي لم تتضمنها الآية مطلقا من حيث اللفظ.
32- وبالمثل أيضا إذا قرأنا ليوحنا الرسول قوله:
*(نحن نعلم أننا قد انتقلنا من الموت إلى الحياة، لأننا نحب الاخوة) (1يو 3: 14)

فلا يمكن أن نتخذ هذه الآية دليلا على أن المحبة وحدها كافية لتخليص الانسان، ونقله من الموت إلى الحياة‍‍!!
33- وكذلك بنفس الأسلوب لا يمكن أن نستعمل الآية التي تقول:
*(الله محبة. ومن يثبت في المحبة يثبت في الله والله فيه) (1 يو 4: 16).
34- وبنفس الأسلوب لا يمكن أن نستغل أية آية من الآيات التي تتحدث عن الأعمال وأهميتها، مثل قول السيد المسيح للشاب الغنى:
*(إن أردت أن تدخل الحياة فاحفظ الوصايا) (مت 19: 17).
هل مجرد حفظ الوصايا وحده يكفى، بدون إيمان وبدون معمودية؟! بلا شك. أما الآية فتفهم آخر يتفق مع الملابسات التي أحاطت بها.
35- وهكذا أيها الأحباء، علينا أن نتذكر باستمرار – في تعرفنا على الايمان السليم – تلك الآية الجميلة التي تقول:
* (لا الحرف بل الروح. لأن الحرف يقتل، ولكن الروح يحيى) (2 كو 3: 6)

36- فلنبحث اذن عن مفهوم الخلاص مقتادين بروح الكتاب، لا بحرفه، محاولين أن نجمع في صعيد واحد النصوص المتعددة التي تتناول الموضوع. لنطرق موضوعنا من جميع نواحيه لا من زواية واحدة فقط، ولا من ملابسة معينة فقط.
(انتهي )
10- نستفيد من هذا النقل عدة امور
أ- البابا شنودة لايوافق الانجيلين علي طريقتهم في الاستدلال بالاية الواحدة
ب- و يقول انه لاخلاص بالايمان وحده وانما لابد من اعمال واشياء اخري نوضحها لاحقا
ت- ويقول انه يجب وضع النصوص الي جوار بعضها وفهمها معا
11- وهذا كلام منطقي ولكن البابا نفسه لايعمل بهذه القاعدة
12- لماذا لايمكن ان تكون الاعمال فقط طريق الخلاص ؟ هناك 3 طرق تحدث عنها الكتاب المقدس للخلاص بشكل منفصل ، الخلاص بالايمان ، الخلاص بالاعمال ، الخلاص بالايمان والاعمال معا
13- الانجيلين اتبعوا الطريق الاول ، والبابا اتبع الطريق الثالث ، واهمل الاثنان الطريق الثاني
لماذا ؟
14- يجب ان نضيف الي القاعدة التي وضعها البابا قواعد اخري هامة لتوضحها وتفصلها ، علي سبيل المثال
أ- حينما نضيف الكلام من الايات بعضها لبعض يعتبر جزء منها اجمال والاخر تفصيل ، ماهي شروط اعتبار احد الايات هي الاصلية والباقي مكمل لها ؟
ب- الاهم من ذلك هو هل يتساوي كلام بولس وبطرس وغيرهم بكلام المسيح ؟؟؟؟؟؟؟
ت- الا يجب ان يعتبر كلام المسيح هو الاصل والباقي مفسر له ؟؟؟؟؟؟
ث- هل يجوز انشاء عقيدة بكلام التلاميذ رغم انها لم ترد علي لسان المسيح ؟؟؟؟
15- لم يحدثنا البابا عن هذا وسوف نتولي شرحه خلال السياق

نور الإسلام
17-01-2012, 07:51 PM
مطلب رابع : الفداء

1- آدم عندما أكل من الشجرة المنهي عنها ومات موتاً أدبياً، لم ينفذ اللّه فيه وقتئذ حكم الموت الجسدي، الذي أنذره به في حالة العصيان، بل أنقذه من هذا الموت، وأنقذه أيضاً من الموت الأبدي الذي هو العقاب الذي كان سيعرض له في العالم الآخر، وذلك بتوقيع الموت على حيوان عوضاً عنه.
2- وإن كانت هذه الذبيحة الحيوانية في حدّ ذاتها غير كافية للفداء، لكن لأنها كانت رمزاً إلى ذبيحة عظمى في نظر اللّه، لذلك اكتسبت وقتئذ شرعاً قوة الفداء
3- سجَّل الوحي أنَّ اللّه بعدما اقتاد آدم وحواء للاعتراف بعصيانهما والندم عليه، صنع لهما أقمصة من جلد وألبسهما (تكوين 3: 21) ولما كانت صناعتها تستلزم وجود جلد وقتئذ تُصنع منه، واللّه لم يخلق جلداً بمفرده، بل خلق حيوانات يكسوها الجلد، إذاً فمن المؤكد أنه بوسيلة ما تمَّ ذبح حيوانين، ومن جلدهما صُنعت هذه الأقمصة.
4- لكن إذا تأملنا الظروف المحيطة بهذا الموضوع، يتضح لنا أن الغرض من ذبح الحيوانين المذكورين لم يكن مجرد الحصول على الجلد، بل التكفير بهما
5- للأسباب الآتية:
إن اللّه الذي خلق العالمين بكلمة، لم يكن من العسير عليه أن يخلق أقمصة من الجلد بكلمة أيضاً، بدلاً من ذبح حيوانين لاستخدام جلدهما في صنع الأقمصة المذكورة.
مسألة - أهمية سفك دم الذبائح في الحصول على الغفران

1- قال اللّه لموسى النبي: «لأَنَّ نَفْسَ ٱلْجَسَدِ هِيَ فِي ٱلدَّمِ، فَأَنَا أَعْطَيْتُكُمْ إِيَّاهُ عَلَى ٱلْمَذْبَحِ لِلتَّكْفِيرِ عَنْ نُفُوسِكُم، لأَنَّ ٱلدَّمَ يُكَفِّرُ عَنِ ٱلنَّفْسِ»(لاويين 17: 11) وقال الرسول بولس للمسيحيين: «بِدُونِ سَفْكِ دَمٍ لا تَحْصُلُ مَغْفِرَةٌ»(عبرانيين 9: 22)
2 - عدم صلاحية القرابين غير الدموية للتكفير عن النفس: إذا رجعنا إلى الكتاب المقدس نرى أن اللّه رفض قربان قايين (أخي هابيل) لأنه لم يكن ذبيحة دموية، بل كان ثمراً من ثمار الأرض. فقد قال الوحي عن اللّه «إِلَى قَايِينَ وَقُرْبَانِهِ لَمْ يَنْظُرْ» (تكوين 4: 5).
3- وهنا يسأل بعض الناس: «إذا كان الغفران يتوقّف على سفك الدم، فلماذا لم يرشد اللّه قايين، كما أرشد هابيل أخاه، إلى ضرورة تقديم ذبيحة دموية؟»وللرد على ذلك نقول: إنَّ اللّه أرشده كما أرشد أخاه تماماً، لكن قايين هو الذي شاء أن يقدم قرباناً حسب استحسانه، فاستحقَّ أن يلومه اللّه بالقول «إِنْ أَحْسَنْتَ (اختيار الذبيحة) أَفَلا رَفْعٌ؟»أو بالحري أَمَا كان يرتفع وجهك، وتنال القبول أمامي مثل أخيك (تكوين4: 7)
4- لما كان الدم هو الوسيلة التي عينها اللّه للغفران، حرم على البشر شربه. فقال لبني إسرائيل: «كُلُّ إِنْسَانٍ مِنْ بَيْتِ إِسْرَائِيلَ وَمِنَ ٱلْغُرَبَاءِ ٱلنَّازِلِينَ فِي وَسَطِكُمْ يَأْكلُ دَماً، أَجْعَلُ وَجْهِي ضِدَّ ٱلنَّفْسِ ٱلآكِلَةِ ٱلدَّمَ وَأَقْطَعُهَا مِنْ شَعْبِهَا» (اللاويين 17: 10).
5- ولما جاءت المسيحية نهت أيضاً عن شرب الدم وأكل لحم الحيوان الذي لم يسفك دمه، فقد قال الرسُل للمؤمنين( أَنْ تَمْتَنِعُوا عَنِ ٱلدَّمِ،وَٱلْمَخْنُوقِ) (أعمال 15: 29).
مسألة : عدم كفاية الذبائح الحيوانية للفداء
1- بما أن الفدية التي تصلح للتكفير عن الإِنسان يجب أن تكون معادلة له في القيمة، حتى تكون كافية للتعويض عنه.
2- وبما أنَّ نفس الإِنسان روحية خالدة وذات خواص أدبية وعقلية سامية، بينما نفس الحيوان فضاً عن كونها دموية لا خلود لها، هي خالية من هذه الخواص،
3- إذاً لا يمكن أن تكون في ذاتها كافية لفداء الإِنسان والتكفير عنه أمام عدالة اللّه.
4- يتساءل بعض الناس: إذا كانت الذبائح الحيوانية غير كافية في ذاتها للتكفير عن الإنسان، فلماذا أمر اللّه بتقديمها؟.
5- وللرد على ذلك نقول: لم يكن الإنسان في العصر الأول يقدّر القيم الأخلاقية تقديراً صحيحاً، كما يشهد بذلك الكتاب المقدس وكتب التاريخ، فكان يتعذر عليه إدراك نتائج الخطية في نفسه، أو مقدار الإساءة التي يوجهها إلى اللّه بفعلها.
6- لذلك كان من البديهي أن يبدأ اللّه وهو الحكيم العارف بطباع البشر وطرق تعليمهم وتهذيبهم، بإظهار خطورة الخطية ووخامة عواقبها بوسائل ملموسة تستطيع عقولهم البدائية فهمها وإدراكها. 7- وذلك بتصوير الموت الذي هو النتيجة الحتمية للخطية بعمل يمكنهم رؤيته بعينهم وفهم مرماه بعقولهم، كما هي الحال في تعليمنا للأطفال
8- لكن بارتقاء البشر أدبياً وروحياً، أخذوا يدركون نجاسة الخطية وتأثيرها الشنيع على نفوسهم، كما أخذوا يدركون فداحة الإساءة التي يوجّهونها إلى اللّه بارتكابها، فأدركوا أن الذبائح الحيواية لا يمكن أن تكون في ذاتها هي الفدية التي قصدها اللّه للخلاص من عقوبة الخطية.
9- قال داود النبي: «لأَنَّكَ لا تُسَرُّ بِذَبِيحَةٍ وَإِلاَّ فَكُنْتُ أُقَدِّمُهَا. بِمُحْرَقَةٍ لا تَرْضَى»(مزمور 51: 16).
10- وميخا النبي تساءل: «بِمَ أَتَقَّدَمُ إِلَى ٱلرَّبِّ وَأَنْحَنِي لِلإِلَهِ ٱلْعَلِيِّ؟ هَلْ أَتَقَدَّمُ بِمُحْرَقَاتٍ، بِعُجُولٍ أَبْنَاءِ سَنَةٍ؟ هَلْ يُسَرُّ ٱلرَّبُّ بِأُلُوفِ ٱلْكِبَاشِ، بِرَبَوَاتِ أَنْهَارِ زَيْتٍ؟ هَلْ أُعْطِي بِكْرِي عَنْ مَعْصِيَتِي، ثَمَرةَ جَسَدِي عَنْ خَطِيَّةِ نَفْسِي؟!»(ميخا 6: 6 ، 7).
11- هذا هو ما انتهى إليه الأنبياء الذين كانوا يؤمنون باللّه ويعملون كل ما في وسعهم لينجوا من عقابه ويحصلوا على ثوابه، كما كانوا يكثرون من الصلوات والأصوام وأعمال الرحمة والإحسان وتقديم الذبائح والقرابين، ومع ذلك كانت خطاياهم على الرغم من قلتها أكثر وأشنع من أن يجدوا لها بهذه الوسائل غفراناً.
12- لذلك قطعوا الأمل من جهة القبول أمام اللّه، فقال أيوب «فَكَيْفَ يَتَبَرَّرُ ٱلإِنْسَانُ عِنْدَ ٱللّٰهِ ؟»(أيوب 9: 33 و34 و1).
13- كما قطعوا الأمل من وجود أي فدية عن نفوسهم. فقال داود النبي « ٱلأَخُ لَنْ يَفْدِيَ ٱلإِنْسَانَ فِدَاءً، وَلا يُعْطِيَ ٱللّٰهَ كَفَّارَةً عَنْهُ. وَكَرِيمَةٌ هِيَ فِدْيَةُ نُفُوسِهِم، فَغَلِقَتْ إِلَى ٱلدَّهْرِ»(مزمور 49: 7 ، 8).
تعليق المطلب
1- يستخدم الاستاذ كما قال البابا شنودة ايات مبتورة عن سياقها ليدلس علي الناس ونفصل تدليسه كما يلي
2- يقول :
إذاً فمن المؤكد أنه بوسيلة ما تمَّ ذبح حيوانين، ومن جلدهما صُنعت هذه الأقمصة
ونرد :
من اين جاء بتلك القصة ؟ ماهي تلك الوسيلة ؟ واين تم ذكرها ؟
3- يقول:
أن الغرض من ذبح الحيوانين المذكورين لم يكن مجرد الحصول على الجلد، بل التكفير بهما
ونرد :
اي منطق هذا الذي يستخدمه الاستاذ ؟ مذكورين اين ؟ نحن لم نتأكد من مسألة ذبح الحيوانين فكيف يبني عليها استنتاجات ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟!!!!!!!!!!!!!!!!!!!
4- يقول:
لم يكن من العسير عليه أن يخلق أقمصة من الجلد بكلمة أيضاً، بدلاً من ذبح حيوانين لاستخدام جلدهما
نرد :
عجيب امر هذا الرجل !!! في البداية انكر ان الله خلق جلد بدون حيوان ، ثم عاد وقال ليس عسير ان يخلق الله جلد بدون حيوان ، ثم تحدث عن التكفير بالحيوان ، بناء متهالك لايوجد عليه دليل ، مجرد اوهام لامنطق فيها ولانص كتابي يدل عليها
5- يقول :
عدم صلاحية القرابين غير الدموية للتكفير عن النفس
ونرد :
اولا : هناك تفسيرات اخري لرفض الرب تقدمة قايين نذكر منها :
أ- من تفسير الاب تادرس
1- يري القديس چيروم في حديث الرب مع قايين (الترجمة السبعينية): "إذ لم تقسم بالصواب" أن قايين قدم لله ثمار الأرض ولم يقدم قلبه، أي قدم تقدمة خارجية دون الداخل، فكان التقسيم غير مصيب.
2- هنا غضب الرب (كما يقول القديس جيروم) ليس سببه ان التقدمة ليست دما(كما يقول الاستاذ سمعان ) وانما بسبب ان قايين لم يكن مخلصا في تقدمته ،
ب - من تفسير الاب انطونيوس فكري :
لماذا قبل الله قربان هابيل دون قايين؟
١. ربما أشارت عبارة وحدث بعد أيام: إلي تراخي قايين في تقدمته أو ممارستها بلاحب. وبالرجوع لسفر اللاويين نفهم أن قربانًا للرب: عطية دقيق.
٢. ربما أن قايين حين قدم لم يقدم أفخر ما عنده بل من أثمار الأرض وليس مثل هابيلالذي قدم من أبكار غنمه ومن سمانها. فهو قدم أفضل ما لديه.
ثانيا : القرابين عند بني اسرائيل متنوعة ، هناك نصوص حول ان القربان ليس دم فقط (قربان خطية) ، (قربان ملء ) وانما قد يكون دقيق (قربان تقدمة) ، و اشياء اخري مع الدم مثل العصفور الحي والتيس الحي ......
1- في سفر اللاويين :
2: 1 و اذا قرب احد قربان تقدمة للرب يكون قربانه من دقيق و يسكب عليها زيتا و يجعل عليها لبانا
6: 20 هذا قربان هرون و بنيه الذي يقربونه للرب يوم مسحته عشر الايفة من دقيق تقدمة دائمة نصفها صباحا و نصفها مساء
8: 28 ثم اخذها موسى عن كفوفهم و اوقدها على المذبح فوق المحرقة انها قربان ملء لرائحة سرور وقود هي للرب
14: 49 فياخذ لتطهير البيت عصفورين و خشب ارز و قرمزا زوفا
14: 50 و يذبح العصفور الواحد في اناء خزف على ماء حي
14: 51 و ياخذ خشب الارز و الزوفا و القرمز و العصفور الحي و يغمسها في دم العصفور المذبوح و في الماء الحي و ينضح البيت سبع مرات
14: 52 و يطهر البيت بدم العصفور و بالماء الحي و بالعصفور الحي و بخشب الارز و بالزوفا و بالقرمز
14: 53 ثم يطلق العصفور الحي الى خارج المدينة على وجه الصحراء و يكفر عن البيت فيطهر
14: 54 هذه هي الشريعة لكل ضربة من البرص و للقرع
16: 21 و يضع هرون يديه على راس التيس الحي و يقر عليه بكل ذنوب بني اسرائيل و كل سياتهم مع كل خطاياهم و يجعلها على راس التيس و يرسله بيد من يلاقيه الى البرية
16: 22 ليحمل التيس عليه كل ذنوبهم الى ارض مقفرة فيطلق التيس في البرية
3- هنا ليس الدم وحده يكفر وانما العصفور الحي واشياء اخري اضيفت للدم ، وكذلك التيس الحي
فليس التكفير مجرد اهراق الدماء
2- في سفر العدد
31: 50 فقد قدمنا قربان الرب كل واحد ما وجده امتعة ذهب حجولا و اساور و خواتم و اقراطا و قلائد للتكفير عن انفسنا امام الرب
3- في سفر الاخبار الثاني سمع الرب لدعاء حزقيا دون كفارة:
30: 18 لان كثيرين من الشعب كثيرين من افرايم و منسى و يساكر و زبولون لم يتطهروا بل اكلوا الفصح ليس كما هو مكتوب الا ان حزقيا صلى عنهم قائلا الرب الصالح يكفر عن
30: 19 كل من هيا قلبه لطلب الله الرب اله ابائه و ليس كطهارة القدس
30: 20 فسمع الرب لحزقيا و شفى الشعب
4- تتمة سفر استير
من اكرم اباه فانه يكفر خطاياه و يمتنع عنها و يستجاب له في صلاة كل يوم
يقول
صنع لهما أقمصة من جلد وألبسهما
ونرد :
1- لايقرأ اليهود مثل تفسيرات المسيحين ، يقول راشي ، شيخ المفسرين اليهود
And the Lord God made for Adam and for his wife shirts of skin, and He dressed them.
shirts of skin Some Aggadic works say that they were as smooth as fingernails, fastened over their skin (Gen. Rabbah 20:12), and others say that they were a material that comes from the skin, like the wool of rabbits, which is soft and warm, and He made them shirts from it (Gen. Rabbah ad loc., Sotah 14a
يعتقد بعض المفسرين انها كانت تشبه اظافر الانسان .... ويعتقد اخرون انها مواد من الجلد مثل صوف الارنب ناعمة ودافئة ...
2- لايعترف اليهود بذبح حيوانات ولا جلد حيوانات لانه لايوجد في النص اشارة الي ذلك
3- تفسير تادرس
يري القديس امبروسيوس في الأقمصة الجلدية إشارة إلى أتعاب أعمال التوبة، إذ يقول: ألبسهما الله أقمصة من الجلد لا من الحرير
يقول :
لما كان الدم هو الوسيلة التي عينها اللّه للغفران، حرم على البشر شربه
ونرد عليه :
1- ما الدليل الكتابي علي رأيه هذا ؟
2- لماذا نهي الله عن شرب الخمر ؟
من سفر العدد ،
6: 2 كلم بني اسرائيل و قل لهم اذا انفرز رجل او امراة لينذر نذر النذير لينتذر للرب
6: 3 فعن الخمر و المسكر يفترز و لا يشرب خل الخمر و لا خل المسكر و لا يشرب من نقيع العنب و لا ياكل عنبا رطبا و لا يابسا
3- من سفر القضاة
13: 14 من كل ما يخرج من جفنة الخمر لا تاكل و خمرا و مسكرا لا تشرب و كل نجس لا تاكل لتحذر من كل ما اوصيتها
يقول
1- بما أن الفدية التي تصلح للتكفير عن الإِنسان يجب أن تكون معادلة له في القيمة، حتى تكون كافية للتعويض عنه.
2- وبما أنَّ نفس الإِنسان روحية خالدة وذات خواص أدبية وعقلية سامية، بينما نفس الحيوان فضلا عن كونها دموية لا خلود لها، هي خالية من هذه الخواص،
3- إذاً لا يمكن أن تكون في ذاتها كافية لفداء الإِنسان والتكفير عنه أمام عدالة اللّه.
نرد علي ذلك
1- لم يورد الاستاذ اي ادلة علي افتراضاته العجيبة واللامنطقية هذه ، ولكن لو افترضنا جدلا (وهذا ليس صحيح عندنا ولكن لاستكمال الحوار ) ان افتراضه صحيح ، يؤدي ذلك الي نتيجة هامة
2- وهي ان دم المسيح مساوي لدم الانسان ، فهل يقبل هو هذه النتيجة ؟ بالطبع لايقبلها
يقول :
كما هي الحال في تعليمنا للأطفال
ونرد عليه :
هل يقصد بذلك ان ادم ونوح وابراهيم وموسي وكل هؤلاء الانبياء كانوا اطفال ؟؟؟؟؟؟؟؟؟!!!!!
يقول :
قال داود النبي: «لأَنَّكَ لا تُسَرُّ بِذَبِيحَةٍ وَإِلاَّ فَكُنْتُ أُقَدِّمُهَا. بِمُحْرَقَةٍ لا تَرْضَى»(مزمور 51: 16).
ونرد
1- من بقية المزمور
Psa 51:1 لإِمَامِ الْمُغَنِّينَ. مَزْمُورٌ لِدَاوُدَ عِنْدَمَا جَاءَ إِلَيْهِ نَاثَانُ النَّبِيُّ بَعْدَ مَا دَخَلَ إِلَى بَثْشَبَعَ اِرْحَمْنِي يَا اللهُ حَسَبَ رَحْمَتِكَ. حَسَبَ كَثْرَةِ رَأْفَتِكَ امْحُ مَعَاصِيَّ.
2- فهذا المزمور هو حالة خاصة حينما زني داوود ( علي كلام كتابهم المقدس ) ولذلك هو لم يجد ذبيحة لانه كما يقول جون جيل ( من تفسيرات esword)
Psa 51:16 For thou desirest not sacrifice,.... Legal sacrifice; for there was no sacrifice appointed under the law for murder and adultery;
لانه لايوجد في الناموس ذبائح للزنا او القتل
3- لقد مللنا تدليس هذا الرجل واستخدامه الايات في غير محلها ، ولكن لنكمل
4- بقية المزمور
Psa 51:12 رُدَّ لِي بَهْجَةَ خَلاَصِكَ وَبِرُوحٍ مُنْتَدِبَةٍ اعْضُدْنِي.
Psa 51:13 فَأُعَلِّمَ الأَثَمَةَ طُرُقَكَ وَالْخُطَاةُ إِلَيْكَ يَرْجِعُونَ.
Psa 51:14 نَجِّنِي مِنَ الدِّمَاءِ يَا اللهُ إِلَهَ خَلاَصِي فَيُسَبِّحَ لِسَانِي بِرَّكَ.
Psa 51:15 يَا رَبُّ افْتَحْ شَفَتَيَّ فَيُخْبِرَ فَمِي بِتَسْبِيحِكَ.
Psa 51:16 لأَنَّكَ لاَ تُسَرُّ بِذَبِيحَةٍ وَإِلاَّ فَكُنْتُ أُقَدِّمُهَا. بِمُحْرَقَةٍ لاَ تَرْضَى.
Psa 51:17 ذَبَائِحُ اللهِ هِيَ رُوحٌ مُنْكَسِرَةٌ. الْقَلْبُ الْمُنْكَسِرُ وَالْمُنْسَحِقُ يَا اللهُ لاَ تَحْتَقِرُهُ.
Psa 51:18 أَحْسِنْ بِرِضَاكَ إِلَى صِهْيَوْنَ. ابْنِ أَسْوَارَ أُورُشَلِيمَ.
Psa 51:19 حِينَئِذٍ تُسَرُّ بِذَبَائِحِ الْبِرِّ مُحْرَقَةٍ وَتَقْدِمَةٍ تَامَّةٍ. حِينَئِذٍ يُصْعِدُونَ عَلَى مَذْبَحِكَ عُجُولاً.
2- واضح ان داوود يطلب من الرب ان يعلمه التسبحة ليكفر عن ذنبه لانه لاذبائح لذلك الذنب ،
يقول
لذلك قطعوا الأمل من جهة القبول أمام اللّه، فقال أيوب «فَكَيْفَ يَتَبَرَّرُ ٱلإِنْسَانُ عِنْدَ ٱللّٰهِ ؟»(أيوب 9: 33 و34 و1).
ونرد عليه من رسالة يعقوب
2: 21 الم يتبرر ابراهيم ابونا بالاعمال اذ قدم اسحاق ابنه على المذبح
2: 22 فترى ان الايمان عمل مع اعماله و بالاعمال اكمل الايمان
2: 23 و تم الكتاب القائل فامن ابراهيم بالله فحسب له برا و دعي خليل الله
2: 24 ترون اذا انه بالاعمال يتبرر الانسان لا بالايمان وحده
2: 25 كذلك راحاب الزانية ايضا اما تبررت بالاعمال اذ قبلت الرسل و اخرجتهم في طريق اخر
13- كما قطعوا الأمل من وجود أي فدية عن نفوسهم. فقال داود النبي « ٱلأَخُ لَنْ يَفْدِيَ ٱلإِنْسَانَ فِدَاءً، وَلا يُعْطِيَ ٱللّٰهَ كَفَّارَةً عَنْهُ. وَكَرِيمَةٌ هِيَ فِدْيَةُ نُفُوسِهِم، فَغَلِقَتْ إِلَى ٱلدَّهْرِ»(مزمور 49: 7 ، 8).
نرد عليه من نفس المزمور
Psa 49:15 إِنَّمَا اللهُ يَفْدِي نَفْسِي مِنْ يَدِ الْهَاوِيَةِ لأَنَّهُ يَأْخُذُنِي. سِلاَهْ.



مطلب خامس : تفرد الله بالقدرة علي الفداء
مسألة : الشروط الواجب توافرها في الفادي
1- أ- يجب أن لا يكون حيواناً بل أن يكون على الأقل إنساناً.
ب- يجب أن تكون قيمته معادلة لكل هؤلاء الناس.
ت- يجب أن يكون واحداً من جنسنا.
ث- يجب أن يكون خالياً من الخطية خلواً تاماً.
ج- يجب أن يثبت بالدليل العملي أنه معصوم منها أيضاً.
د- يجب أن يكون أيضاً غير مخلوق ليكون من حقه أن يقدم نفسه كفارة.
ذ - يجب أن يكون أيضاً ذا مكانة لا حدَّ لسموها.
2- فترى من يكون هذا الفادي العظيم القدر، الخالي من الخطية والمعصوم منها، غير المخلوق في ذاته وغير المحدود في مكانته، حتى يستطيع متطوعاً أن يفي مطالب عدالة اللّه التي لا حدَّ لها عوضاً عنا، ويبعث فينا أيضاً حياة روحية ترقى بنا لدرجة اتوافق مع اللّه في صفاته الأدبية السامية، وليس من يتصف بهذه الصفات أو يستطيع القيام بهذه الأعمال سوى اللّه؟
3- فهل هذا الفادي بجانب إنسانيته الممتازة يجب أن يكون هو اللّه؟!
مسألة : إمكانية تحقيق الشروط السابقة
1- إن اتخاذ اللّه ناسوتاً من جنسنا ليكون فيه فادياً لنا، فضلاً عن أنه أمر يمكنه القيام به، فإنه باتخاذه هذا الناسوت
(أ) لا ينحصر في مكان ما. لأن اللاهوت لا يتحيز بحيز، إذ أنَّ وجوده في مكان لا يمنع وجوده في مكان آخر في نفس الوقت.
(ب) إنه باتخاذه هذا الناسوت، لا يفقد شيئاً من مجده الذاتي، لأن هذا المجد لا يتعرض للزيادة أو النقصان على الإطلاق
(ج) إنَّ اتخاذه هذا الناسوت أمر تتطلبه رغبته في أن تكون لنا جميعاً علاقة حقيقية معه
مسألة :أدلة كتابية على تفرُّد اللّه بمهمة الفداء

أولاً - شهادة التوراة
1- قال موسى النبي للّه: «ترشد برأفتك الشعب الذي فديته»(خروج 15: 13 )
2- ولما كان قصد اللّه منذ الأزل أن يقوم بهذه المهمة، ترد الأفعال الخاصة بها في التوراة «فديتَه»في الزمن الماضي، كما يتضح من خروج 15: 13 ، ومما سنقتبسه بعد ذلك.
3- أما إذا وردت في صيغة المضارع، فيكون المُراد بها التحدث عن الفداء أو التكفر كحقيقة من الحقائق الإلهية الثابتة، لأن التعبير عن هذه الحقائق يُصاغ في الفعل المضارع. وقال موسى أيضاً للّه: «اِغْفِرْ لِشَعْبِكَ إِسْرَائِيلَ ٱلَّذِي فَدَيْتَ يَا رَبُّ»(تثنية 21: 8) ومن هذه الآية يتضح لنا أنه لا غفران إلا بعد الفداء
4- وقال حزقيا الملك التقي «ٱلرَّبُّ ٱلصَّالِحُ يُكَفِّرُ عَنْ كُلِّ مَنْ هَيَّأَ قَلْبَهُ لِطَلَبِ ٱللّٰهِ»(2 أيام 30: 18 ، 19).
5- وقال أيوب عن اللّه «فَدَى نَفْسِي مِنَ ٱلْعُبُورِ إِلَى ٱلْحُفْرَةِ، فَتَرَى حَيَاتِيَ ٱلنُّورَ»(أيوب 33: 28).
6- وقال داود النبي «ٱلرَّبُّ فَادِي نُفُوسِ عَبِيدِهِ» (مزمور 34: 22). وقال أيضاً «إِنَّمَا ٱللّٰهُ يَفْدِي نَفْسِي مِنْ يَدِ ٱلْهَاوِيَةِ»(مزمور 49: 15). كما خاطب نفسه قائلاً عن اللّه: «ٱلَّذِي يَفْدِي مِنَ ٱلْحُفْرَةِ حَيَاتَكِ. ٱلَّذِي يُكَلِّلُكِ بِٱلرَّحْمَةِ وَ ٱلرَّأْفَةِ» (مزمور 103: 4)، لأنه «إِلٰهُ خَلاصِي»(مزمو 25: 5). ولذلك خاطب اللّه بالقول «مَعَاصِينَا أَنْتَ تُكَفِّرُ عَنْهَا»(مزمور 65: 3) والخلاص المقصود هنا هو الخلاص من الضيقات والآلام، كما يراد به الخلاص من الخطية ونتائجها.
7- وقال إشعياء النبي «فَادِينَا رَبُّ ٱلْجُنُودِ ٱسْمُهُ» (إشعياء 47: 4). وقال أيضاً: «ٱلرَّبَّ قَدْ فَدَى يَعْقُوبَ»(إشعياء 44: 23). وقال اللّه على لسانه «إِلَهٌ بَارٌّ وَمُخَلِّصٌ. لَيْسَ سِوَايَ»(إشعياء 45: 21) كما قال للشعب الخاطئ «اِرْجِعْ إِلَيَّ لأَنِّي فَدَيْتُكَ»(إشعياء 44: 22).
8- وقال زكريا النبي عن اللّه «وَيُخَلِّصُهُمُ ٱلرَّبُّ إِلَهُهُمْ»(زكريا 9: 16). وليس هناك إشكال في هذه الآية، إذ يُقصد «بالرب الإله هنا»المسيح من الناحية الجوهرية وبذلك يكون المعنى أن اللّه يخلّص البشر بواسطة المسيح. وقال اللّه على لسانه «أَجْمَعُهُمْ لأَنِّي قَدْ فَدَيْتُهُمْ»(زكريا 10: 8).
ثانياً: شهادة الإنجيل
1- قالت العذراء مريم عن اللّه «ٱللّٰهِ مُخَلِّصِي» (لوقا 1: 47). قاصدة بذلك أنه مخلِّصها من الخطية، لأنه لم تكن لديها وقتئذ مشكلة دنيوية ترجو الخلاص منها.
2- وقال زكريا عندما ألهمه اللّه أنَّ ابنه يوحنا سيُعدّ الطريق أمام المسيح «مُبَارَكٌ ٱلرَّبُّ لأَنَّهُ ٱفْتَقَدَ وَصَنَعَ فِدَاءً لِشَعْبِهِ»(لوقا 1: 68).
3- وقال بولس الرسول عن اللّه إنه يفدينا من كل إثم (تيطس 2: 14)، وإنه افتدانا من لعنة الناموس (غلاطية 3: 13) وإنه يكفّر الخطايا (عبرانيين 2: 17) وإنه خلصنا (من خطايانا) ودعانا دعوة مقدسة (2 تيموثاوس 1: 9). وإنه بمقتضى رحمته خلصنا من خطايانا (تيطس 3: 5).
4- وقال بطرس الرسول إنَّ «ٱلَّذِي مِثَالُهُ يُخَلِّصُنَا»(1 بطرس 3: 21) و «أَنَّكُمُ ٱفْتُدِيتُمْ لا بِأَشْيَاءَ تَفْنَى، بِفِضَّةٍ أَوْ ذَهَبٍ، مِنْ سِيرَتِكُمُ ٱلْبَاطلَةِ ٱلَّتِي تَقَلَّدْتُمُوهَا مِنَ ٱلآبَاءِ، بَلْ بِدَمٍ كَرِيمٍ، كَمَا مِنْ حَمَلٍ بِلا عَيْبٍ وَلا دَنَسٍ، دَمِ ٱلْمَسِيحِ، مَعْرُوفاً سَابِقاً قَبْلَ تَأْسِيسِ ٱلْعَالَمِ»(1بطرس 1: 18 - 20).
5- وقال يوحنا الرسول عن اللّه إنه «يُطَهِّرَنَا مِنْ كُلِّ إِثْمٍ»(1 يوحنا 1: 9) - وهذا يتضمَّن الخلاص منه. وقال عن المسيح إنه «كَفَّارَةٌ لِخَطَايَانَا. لَيْسَ لِخَطَايَانا فَقَطْ، بَلْ لِخَطَايَا كُلِّ ٱلْعَالَمِ أَيْضاً»(1 يوحنا 2: 2).
6- وقال يهوذا عن اللّه إنه «ٱلإِلٰهُ ٱلْحَكِيمُ ٱلْوَحِيدُ مُخَلِّصُنَا»(آية 25).
تعليق المطلب
1- الاستاذ سمعان كعادته يلجأ الي حيل عجيبة للتهرب من المنطق والعلم
2- انظر الي مانقلناه ، تجده افرد الشروط في الفادي ثم قال ان الله الفادي ، دونما ان يستشهد باية واحدة
3- ثم جمع الايات بعد ذلك معا ، وكأنما يدعي انها شواهد لما سبق ان قاله
4- لماذا لم يورد الشاهد من الايات عند كل شرط؟
ببساطة لانه لاعلاقة للايات بما اشترطه قبلها
5- دعنا نفصل :
يقول الاستاذ :
الشروط الواجب توافرها في الفادي .......
الرد
من اين جاء الاستاذ بهذه الشروط ؟ فلم يذكر عليها ادلة كتابية او عقلية ؟
يقول :
اللاهوت لا يتحيز بحيز، إذ أنَّ وجوده في مكان لا يمنع وجوده في مكان آخر في نفس الوقت.
الرد
كيف يوجد اللاهوت في حيز ؟
لم يورد الاستاذ ادلة كتابية لنناقشها ولذلك نبرهن عقلانيا ونقول ، ان الله لايتحيز لانه لايتحيز الا المخلوق والله غير مخلوق كما اتفق كل العقلاء
يقول :
إنَّ اتخاذه هذا الناسوت أمر تتطلبه رغبته
الرد
اين اعلن الله انه يرغب في ان يكون له ناسوت ؟ وسوف نناقش ادلة الاستاذ الكتابية ولن تجد فيها شيئا مما قاله
اولا :
ترشد برأفتك الشعب الذي فديته(خروج 15: 13)
1- الشعب هنا هو اسرائيل وليس كل البشر كما يتضح من الترجمة العبرية في قاموس سترونج
עם ويقصد بها خاصة قبيلة مثل اسرائيل
as a congregated unit); specifically a tribe (as those of Israel); hence (collectively) troops or attendants; figuratively a flock: - folk, men, nation, people
2- ويتضح من سياق بقية النص من سفر الخروج
Exo 15:9 قَالَ الْعَدُوُّ: اتْبَعُ ادْرِكُ اقَسِّمُ غَنِيمَةً! تَمْتَلِئُ مِنْهُمْ نَفْسِي. اجَرِّدُ سَيْفِي. تُفْنِيهِمْ يَدِي!
Exo 15:10 نَفَخْتَ بِرِيحِكَ فَغَطَّاهُمُ الْبَحْرُ. غَاصُوا كَالرَّصَاصِ فِي مِيَاهٍ غَامِرَةٍ.
Exo 15:11 مَنْ مِثْلُكَ بَيْنَ الالِهَةِ يَا رَبُّ؟ مَنْ مِثْلُكَ مُعْتَزّا فِي الْقَدَاسَةِ مَخُوفا بِالتَّسَابِيحِ صَانِعا عَجَائِبَ؟
Exo 15:12 تَمُدُّ يَمِينَكَ فَتَبْتَلِعُهُمُ الارْضُ.
Exo 15:13 تُرْشِدُ بِرَافَتِكَ الشَّعْبَ الَّذِي فَدَيْتَهُ. تَهْدِيهِ بِقُوَّتِكَ الَى مَسْكَنِ قُدْسِكَ.
Exo 15:14 يَسْمَعُ الشُّعُوبُ فَيَرْتَعِدُونَ. تَاخُذُ الرَّعْدَةُ سُكَّانَ فَلَسْطِينَ.
Exo 15:15 حِينَئِذٍ يَنْدَهِشُ امَرَاءُ ادُومَ. اقْوِيَاءُ مُوابَ تَاخُذُهُمُ الرَّجْفَةُ. يَذُوبُ جَمِيعُ سُكَّانِ كَنْعَانَ.
Exo 15:16 تَقَعُ عَلَيْهِمِ الْهَيْبَةُ وَالرُّعْبُ. بِعَظَمَةِ ذِرَاعِكَ يَصْمُتُونَ كَالْحَجَرِ حَتَّى يَعْبُرَ شَعْبُكَ يَا رَبُّ. حَتَّى يَعْبُرَ الشَّعْبُ الَّذِي اقْتَنَيْتَهُ.
3- الحديث كما هو واضح عن انقاذ اليهود من فرعون
4- اما كلمة يفدي فهي بالعبرية
גּאלطبقا للمفهوم الشرقي للقرابة والنسب ، بمعني ان يكون القريب التالي فيعيد شراء املاك اقاربه ويتزوج ارملته .... الخ)
to redeem (according to the Oriental law of kinship), that is, to be the next of kin (and as such to buy back a relative’s property, marry his widow, etc
5- وبداهة لو كان لتلك الكلمة مفهوم لاهوتي لانتشر معني الفداء والخلاص عند اليهود ولنقله عنهم المسحيين ولكنه اختراع مسيحي لاعلاقة له باليهودية
ثانيا :
اِغْفِرْ لِشَعْبِكَ إِسْرَائِيلَ ٱلَّذِي فَدَيْتَ يَا رَبُّ»(تثنية 21: 8) ومن هذه الآية يتضح لنا أنه لا غفران إلا بعد الفداء
1- هذا النص يؤيد وجهة نظرنا بان الشعب هو اسرائيل وليس كل العالم ، فهنا مفهوم محدود يقصد به النجاة من فرعون
2- كلمة فديت هنا هي بالعبرية
פּדה بمعني يدفع الفدية ليخلص اسير او يحفظ شيء
to sever, that is, ransom; generally to release, preserve
ثالثا :
وقال زكريا النبي عن اللّه «وَيُخَلِّصُهُمُ ٱلرَّبُّ إِلَهُهُمْ»(زكريا 9: 16). وليس هناك إشكال في هذه الآية، إذ يُقصد «بالرب الإله هنا»المسيح من الناحية الجوهرية وبذلك يكون المعنى أن اللّه يخلّص البشر بواسطة المسيح. وقال اللّه على لسانه «أَجْمَعُهُمْ لأَنِّي قَدْ فَدَيْتُهُمْ»(زكريا 10: 8).
1- هل كان النبي زكريا يقصد هذا الذي يقوله الاستاذ ؟
2- بالطبع كلا ، لان اليهود لم يكونوا يعرفون عقيدة الفداء المسيحية هذه والافلينقلوا لنا عن يهودي واحد قبل المسيح ذكر هذه النظرية
3- لنقرأ بقية النص
Zec 9:14 وَيُرَى الرَّبُّ فَوْقَهُمْ وَسَهْمُهُ يَخْرُجُ كَالْبَرْقِ وَالسَّيِّدُ الرَّبُّ يَنْفُخُ فِي الْبُوقِ وَيَسِيرُ فِي زَوَابِعِ الْجَنُوبِ.
Zec 9:15 رَبُّ الْجُنُودِ يُحَامِي عَنْهُمْ فَيَأْكُلُونَ وَيَدُوسُونَ حِجَارَةَ الْمِقْلاَعِ وَيَشْرَبُونَ وَيَضِجُّونَ كَمَا مِنَ الْخَمْرِ وَيَمْتَلِئُونَ كَالْمَنْضَحِ وَكَزَوَايَا الْمَذْبَحِ.
Zec 9:16 وَيُخَلِّصُهُمُ الرَّبُّ إِلَهُهُمْ فِي ذَلِكَ الْيَوْمِ. كَقَطِيعٍ شَعْبَهُ بَلْ كَحِجَارَةِ التَّاجِ مَرْفُوعَةً عَلَى أَرْضِهِ.
4- ما علاقة هذا بما يقوله الاستاذ عن الخطية والفداء ؟
5- يقول الاستاذ ( وليس هناك اشكال فيقصد بالرب الاله هنا المسيح )
6- والنص العبري
והושׁיעםיהוהאלהיהם
ولم يستخدم اليهود الاسم يهوه هذا للدلالة علي اي شيء سوي الذات الالهية ، ونتحدي الاستاذ وكنيسته ان يورد لنا يهودي واحد كان يقول ان يهوه هو المسيح


يقول الاستاذ : ثانياً: شهادة الإنجيل
1- قالت العذراء مريم «ٱللّٰهِ مُخَلِّصِي» (لوقا 1: 47).
2- وقال زكريا وَصَنَعَ فِدَاءً لِشَعْبِهِ»(لوقا 1: 68).
3- وقال بولس يكفّر الخطايا (عبرانيين 2: 17) وإنه خلصنا (من خطايانا) (2 تيموثاوس 1: 9). خلصنا من خطايانا (تيطس 3: 5).
4- وقال بطرس «ٱلَّذِي مِثَالُهُ يُخَلِّصُنَا»(1 بطرس 3: 21)
5- وقال يوحنا كَفَّارَةٌ لِخَطَايَانَا. لَيْسَ لِخَطَايَانا فَقَطْ، بَلْ لِخَطَايَا كُلِّ ٱلْعَالَمِ أَيْضاً»(1 يوحنا 2: 2).
6- وقال يهوذا (مُخَلِّصُنَا»(آية 25).
الرد
1- في البداية لم يورد الاستاذ اي نص عن لسان المسيح انه فادي او مخلص كما لم يرد عنه انه تجسد او انه اله
2- والاستاذ كعادته كما قال البابا شنودة يجتزيء الكلام عن سياقه
اولا : فيما يخص مريم ،
1- يقول بارنز
He was “Mary’s” Saviour, as he had redeemed her soul and given her a title to eternal life; and she rejoiced for that, and especially for his mercy in honoring her by her being made the mother of the Messiah.
الرب مخلص مريم لانه انقذ روحها واعطاها ذكرا ابديا وهي تفرح خاصة لان رحمته في تكريمها بان تكون ام المسيح
2- وهذا يتوافق مع بقية النص ، ونستكمل حديث مريم
Luk 1:46 فَقَالَتْ مَرْيَمُ: «تُعَظِّمُ نَفْسِي الرَّبَّ
Luk 1:47 وَتَبْتَهِجُ رُوحِي بِاللَّهِ مُخَلِّصِي
Luk 1:48 لأَنَّهُ نَظَرَ إِلَى اتِّضَاعِ أَمَتِهِ. فَهُوَذَا مُنْذُ الآنَ جَمِيعُ الأَجْيَالِ تُطَوِّبُنِي
Luk 1:49 لأَنَّ الْقَدِيرَ صَنَعَ بِي عَظَائِمَ وَاسْمُهُ قُدُّوسٌ
Luk 1:50 وَرَحْمَتُهُ إِلَى جِيلِ الأَجْيَالِ لِلَّذِينَ يَتَّقُونَهُ.
Luk 1:51 صَنَعَ قُوَّةً بِذِرَاعِهِ. شَتَّتَ الْمُسْتَكْبِرِينَ بِفِكْرِ قُلُوبِهِمْ.
Luk 1:52 أَنْزَلَ الأَعِزَّاءَ عَنِ الْكَرَاسِيِّ وَرَفَعَ الْمُتَّضِعِينَ.
Luk 1:53 أَشْبَعَ الْجِيَاعَ خَيْرَاتٍ وَصَرَفَ الأَغْنِيَاءَ فَارِغِينَ.
Luk 1:54 عَضَدَ إِسْرَائِيلَ فَتَاهُ لِيَذْكُرَ رَحْمَةً
Luk 1:55 كَمَا كَلَّمَ آبَاءَنَا. لِإِبْراهِيمَ وَنَسْلِهِ إِلَى الأَبَدِ»
3- هل ذكرت هنا مريم ان الله تجسد ليفدي الخطايا البشرية او شروط الفادي كما يتحدث الاستاذ ؟
4- بالطبع كلا ، اذن لماذا يضع الاستاذ هذه الاية هنا ؟
5- كما قلنا سابقا ليوهم الذين لايعرفون شيئا عن الكتاب ان كلامه تؤيده ادلة كتابية
ثانيا : فيما يخص زكريا
سبق ناقشناه في الايات من العهد القديم فزكريا كان كاهن اليهود ولم يكن اليهود يعرفون شيئا مما يقوله الاستاذ سمعان عن التجسد والفداء
ثالثا : فيما يخص التلاميذ
فلا يوجد في سياق رسائلهم ( باستثناء بولس ) دليل علي معاني التجسد والفداء التي يقولها الاستاذ
وسوف نخرج باذن الله كتابا حول نظرية التجسد هذه ، ويمكن الرجوع لجامع العقائد حيث اوضحنا استحالة التجسد عقلا ونقلا ونقول في عجالة
1- اشهر ايتين في العهد الجديد يستخدمهما البعض للاستدلال الكتابي علي التجسد هما
أ- انجيل يوحنا
1: 14 و الكلمة صار جسدا و حل بيننا
2- يقول جون جيل في تفسيره (من منشورات esword)
no other than the Son of God, or second person in the Trinity; for neither the Father, nor the Holy Ghost, were made flesh, as is here said of the word, but the Son only: and "flesh" here signifies, not a part of the body, nor the whole body only, but the whole human nature, consisting of a true body, and a reasonable soul; and is so called, to denote the frailty of it, being encompassed with infirmities, though not sinful; and to show, that it was a real human nature, and not a phantom, or appearance, that he assumed
ويعني باختصار ان الكلمة فقط وهي اقنوم الابن وليس الاب ولا الروح القدس هي التي حولت الي لحم ، وان المقصود انه انسان حقيقي من لحم وروح وليس شبح
ب-
تيموثاوس 1 ، 3-16
1Ti 3:16 وَبِالإِجْمَاعِ عَظِيمٌ هُوَ سِرُّ التَّقْوَى: اللهُ ظَهَرَ فِي الْجَسَدِ،
1- يقول بارنز :
. The Vulgate and the Syriac read it: “who,” or “which.” The Vulgate is, “Great is the sacrament of piety which was manifested in the flesh.” The Syriac, “Great is the mystery of godliness, that he was manifested in the flesh.”
في نسخة الفولجات ( عظيم هو سر التقوي الذي اظهر في الجسد ) ونفس القراءة في السريانية
2- يقول كلارك
several MSS., versions, and fathers, have ὁς or ὁ, who or which. And this is generally referred to the word mystery; Great is the mystery of godliness, Which was manifest in the flesh.
عدد من المخطوطات والاباء لديهم النص ( الذي اظهر في الجسد) وليس ( الله ظهر في الجسد)
مارفن فنسنت
القراءة الصحيحة (الذي اظهر في الجسد)
. But the correct reading is o{v who. 108 The antecedent of this

متزجر
القراءة الاصلية هي الذي وليس الله ، علي اساس الدليل الخارجي للمخطوطات وهو مؤيد باقدم وافضل المخطوطات اليونانية والسريانية والقوطية وكتابات اوريجون وابيفانيوس وجيروم وكيرلس
The reading which, on the basis of external evidence and transcriptional probability, best explains the rise of the others is ὅς. It is supported by the earliest and best uncials א* )A* C* G( as well as by (33 365 442 2127 syr, goth eth Origen Epiphanius Jerome Theodore Eutherius Cyril Cyril Liberatus(.
هكذا لايوجد دليل كتابي علي مايدعيه الاستاذ من تجسد

نور الإسلام
17-01-2012, 07:51 PM
خلاصة المبحث الاول :
يدعي الاستاذ سمعان ان ادم عندما اخطأ ورثت البشرية خطيئته ، وللتكفير عن الخطيئة كان لابد من دم للفداء، ولان هذا الفادي في زعمه له شروط عجيبة لاتنطبق الا علي الله ، تجسد الله ليكفر عن البشر خطيئتهم
ولقد لاحظنا انه لايستخدم ادلة كتابية ذات صلة ولا يستخدم ادلة منطقية وانما يلجأ للشبهات والتدليس وقد فندنا جميع شبهاته نقلا عن ابناء ملته المبحث الثاني :
( فلسفة الغفران – الجزء الثاني – كيف تنتفع بكفارة المسيح)
1- إن الذين ليست لهم دراية بشخصية المسيح، يظنون أن صلبه يرجع فقط إلى كراهية كهنة اليهود له، بسبب توبيخه إياهم على شرورهم وآثامهم. ولذلك يكون المسيح، بناءً على رأيهم، قد مات شهيد الحق والواجب فحسب.
2- لكن وإن كان هذا الرأي صواباً من جهة تصرف هؤلاء الكهنة إزاء المسيح، غير أننا إذا رجعنا إلى الكتاب المقدس وإلى القرائن الخاصة بحادثة صلب المسيح الواردة فيه، نرى أنه لم يمت شهيداً فحسب، بل وكفارة أيضاً















مطلب اولً - شهادة المسيح والرسل عن ان موته كفارة

اولا :شهادة المسيح
1- «أَنَا هُوَ ٱلرَّاعِي ٱلصَّالِحُ، وَٱلرَّاعِي ٱلصَّالِحُ يَبْذِلُ نَفْسَهُ عَنِ ٱلْخِرَافِ» يوحنا (11:10)
2- وَكَمَا رَفَعَ مُوسَى ٱلْحَيَّةَ فِي ٱلْبَرِّيَّةِ هٰكَذَا يَنْبَغِي أَنْ يُرْفَعَ ٱبْنُ ٱلإِنْسَانِ لِكَيْ لاَ يَهْلِكَ كُلُّ مَنْ يُؤْمِنُ بِهِ بَلْ تَكُونُ لَهُ ٱلْحَيَاةُ ٱلأَبَدِيَّةُ. لأَنَّهُ هٰكَذَا أَحَبَّ ٱللّٰهُ ٱلْعَالَمَ حَتَّى بَذَلَ ٱبْنَهُ ٱلْوَحِيدَ، لِكَيْ لاَ يَهْلِكَ كُلُّ مَنْ يُؤْمِنُ بِهِ بَلْ تَكُونُ لَهُ ٱلْحَيَاةُ ٱلأَبَدِيَّةُ» (يوحنا 3: 14 - 16).
اضاف الاستاذ كلمة (على الصليب) بعد كلمة ابن الانسان ، وسط الاية من عنده فحذفناها
3- «أِنَّ ٱبْنَ ٱلإِنْسَانِ أَيْضاً لَمْ يَأْتِ لِيُخْدَمَ بَلْ لِيَخْدِمَ وَلِيَبْذِلَ نَفْسَهُ فِدْيَةً عَنْ كَثِيرِينَ» أو بالحري عوضاً عنهم (مرقس 10: 45).
4- «لأَنَّ ٱبْنَ ٱلإِنْسَانِ قَدْ جَاءَ لِكَيْ يُخَلِّصَ مَا قَدْ هَلَكَ» (متى 18: 11).
5- إِنْ لَمْ تَقَعْ حَبَّةُ ٱلْحِنْطَةِ فِي ٱلأَرْضِ وَتَمُتْ فَهِيَ تَبْقَى وَحْدَهَا. وَلٰكِنْ إِنْ مَاتَتْ تَأْتِي بِثَمَرٍ كَثِيرٍ» (يوحنا 12: 24)
6- وَٱلْخُبْزُ ٱلَّذِي أَنَا أُعْطِي هُوَ جَسَدِي ٱلَّذِي أَبْذِلُهُ مِنْ أَجْلِ حَيَاةِ ٱلْعَالَمِ» (يوحنا 6: 51).
7- كما قال لتلاميذه مرة بأن جسده سيُبذل وبأن دمه سيُسفك عنهم وعن كثيرين (لوقا 22: 19 و 20)
ثانياً : شهادة الرسل

1- أَنَّكُمُ ٱفْتُدِيتُمْ ... بَلْ بِدَمٍ كَرِيمٍ.... دَمِ ٱلْمَسِيحِ، » (1 بطرس 1: 17 - 20)
2- وَأَرْسَلَ ٱبْنَهُ كَفَّارَةً لِخَطَايَانَا
(1 يوحنا 4: 10).
4- وقال بولس لأهل رومية: « وَنَحْنُ بَعْدُ خُطَاةٌ مَاتَ ٱلْمَسِيحُ لأَجْلِنَا» (5: 7 ، 8 )
تعليق المطلب
النص الاول
«أَنَا هُوَ ٱلرَّاعِي ٱلصَّالِحُ، وَٱلرَّاعِي ٱلصَّالِحُ يَبْذِلُ نَفْسَهُ عَنِ ٱلْخِرَافِ» يوحنا (11:10)
1- يقول بارنز
يهب حياته ، الراعي الذي يرعي قطيعه يعرض حياته للخطر ليحميهم وعندما يأتي الذئب يبقي ويهب حياته هنا تعني انه لايهرب
Giveth his life - A shepherd that regarded his flock would hazard his own life to defend them. When the wolf comes, he would still remain to protect them. To give his life, here, means the same as not to fly
2- فليس معني يبذل نفسه انه يموت وهذا واضح من تفسير بارنز
النص الثاني
وَكَمَا رَفَعَ مُوسَى ٱلْحَيَّةَ فِي ٱلْبَرِّيَّةِ هٰكَذَا يَنْبَغِي أَنْ يُرْفَعَ ٱبْنُ ٱلإِنْسَانِ لِكَيْ لاَ يَهْلِكَ كُلُّ مَنْ يُؤْمِنُ بِهِ بَلْ تَكُونُ لَهُ ٱلْحَيَاةُ ٱلأَبَدِيَّةُ. لأَنَّهُ هٰكَذَا أَحَبَّ ٱللّٰهُ ٱلْعَالَمَ حَتَّى بَذَلَ ٱبْنَهُ ٱلْوَحِيدَ، لِكَيْ لاَ يَهْلِكَ كُلُّ مَنْ يُؤْمِنُ بِهِ بَلْ تَكُونُ لَهُ ٱلْحَيَاةُ ٱلأَبَدِيَّةُ» (يوحنا 3: 14 - 16).
1- كلمة بذل اليونانية هي من الفعلδίδωμι) ) وهي ايضا بمعني ارسل ففي قاموس (lust)
Ez 13,11 δώσω I will give or send- אתנה for MT אתנהאתהyou
2- ويكون المعني (احب الله العالم حتي ارسل ابنه الوحيد )

3- قصة رفع الحية في سفر العدد

Num 21:6 فَأَرْسَل الرَّبُّ عَلى الشَّعْبِ الحَيَّاتِ المُحْرِقَةَ فَلدَغَتِ الشَّعْبَ فَمَاتَ قَوْمٌ كَثِيرُونَ مِنْ إِسْرَائِيل.
Num 21:7 فَأَتَى الشَّعْبُ إِلى مُوسَى وَقَالُوا: «قَدْ أَخْطَأْنَا إِذْ تَكَلمْنَا عَلى الرَّبِّ وَعَليْكَ فَصَلِّ إِلى الرَّبِّ لِيَرْفَعَ عَنَّا الحَيَّاتِ». فَصَلى مُوسَى لأَجْلِ الشَّعْبِ.
Num 21:8 فَقَال الرَّبُّ لِمُوسَى: «اصْنَعْ لكَ حَيَّةً مُحْرِقَةً وَضَعْهَا عَلى رَايَةٍ فَكُلُّ مَنْ لُدِغَ وَنَظَرَ إِليْهَا يَحْيَا».
Num 21:9 فَصَنَعَ مُوسَى حَيَّةً مِنْ نُحَاسٍ وَوَضَعَهَا عَلى الرَّايَةِ فَكَانَ مَتَى لدَغَتْ حَيَّةٌ إِنْسَاناً وَنَظَرَ إِلى حَيَّةِ النُّحَاسِ يَحْيَا.
4- كانت الحية تعمل طالما هي موجودة ونظر اليها الملدوغ ، ولكن المسيح لم يبق علي الصليب لينظر اليه الناس فيخلصوا ، ماهو وجه الاستدلال بين القصتين ولا تشابه بينهما ؟
5- ثم لماذا فهموا معني الرفع انه علي الصليب وليس الي السماء ؟ الكلمة عامة ولا قرائن تفسرها
النص الثالث

«أِنَّ ٱبْنَ ٱلإِنْسَانِ أَيْضاً لَمْ يَأْتِ لِيُخْدَمَ بَلْ لِيَخْدِمَ وَلِيَبْذِلَ نَفْسَهُ فِدْيَةً عَنْ كَثِيرِينَ» أو بالحري عوضاً عنهم (مرقس 10: 45).
1- لنضع النص في سياقه
Mar 10:42 فَدَعَاهُمْ يَسُوعُ وَقَالَ لَهُمْ: «أَنْتُمْ تَعْلَمُونَ أَنَّ الَّذِينَ يُحْسَبُونَ رُؤَسَاءَ الأُمَمِ يَسُودُونَهُمْ وَأَنَّ عُظَمَاءَهُمْ يَتَسَلَّطُونَ عَلَيْهِمْ.
Mar 10:43 فَلاَ يَكُونُ هَكَذَا فِيكُمْ. بَلْ مَنْ أَرَادَ أَنْ يَصِيرَ فِيكُمْ عَظِيماً يَكُونُ لَكُمْ خَادِماً
Mar 10:44 وَمَنْ أَرَادَ أَنْ يَصِيرَ فِيكُمْ أَوَّلاً يَكُونُ لِلْجَمِيعِ عَبْداً.
Mar 10:45 لأَنَّ ابْنَ الإِنْسَانِ أَيْضاً لَمْ يَأْتِ لِيُخْدَمَ بَلْ لِيَخْدِمَ وَلِيَبْذِلَ نَفْسَهُ فِدْيَةً عَنْ كَثِيرِينَ».
2- وسؤال عجيب ، لماذا لم يذكر الاستاذ هذا النص من انجيل متي ونقله عن مرقس ؟ ونفس النص هو في متي
Mat 20:25 فَدَعَاهُمْ يَسُوعُ وَقَالَ: «أَنْتُمْ تَعْلَمُونَ أَنَّ رُؤَسَاءَ الأُمَمِ يَسُودُونَهُمْ وَالْعُظَمَاءَ يَتَسَلَّطُونَ عَلَيْهِمْ.
Mat 20:26 فَلاَ يَكُونُ هَكَذَا فِيكُمْ. بَلْ مَنْ أَرَادَ أَنْ يَكُونَ فِيكُمْ عَظِيماً فَلْيَكُنْ لَكُمْ خَادِماً
Mat 20:27 وَمَنْ أَرَادَ أَنْ يَكُونَ فِيكُمْ أَوَّلاً فَلْيَكُنْ لَكُمْ عَبْداً
Mat 20:28 كَمَا أَنَّ ابْنَ الإِنْسَانِ لَمْ يَأْتِ لِيُخْدَمَ بَلْ لِيَخْدِمَ وَلِيَبْذِلَ نَفْسَهُ فِدْيَةً عَنْ كَثِيرِينَ».
3- ان سياق الحديث دعوة للتواضع ، كما انه لماذا لم يقل المسيح انه يبذل نفسه فدية عن خطيئة ادم ؟
4- ان مفهوم الفداء عن الخطيئة الاصلية غير موجود في كلام المسيح
النص الرابع
«لأَنَّ ٱبْنَ ٱلإِنْسَانِ قَدْ جَاءَ لِكَيْ يُخَلِّصَ مَا قَدْ هَلَكَ» (متى 18: 11).
ليس هنا حديث عن بذل المسيح حياته او موته فلماذا اورد الاستاذ هذه الاية هنا ؟
النص الخامس
إِنْ لَمْ تَقَعْ حَبَّةُ ٱلْحِنْطَةِ فِي ٱلأَرْضِ وَتَمُتْ فَهِيَ تَبْقَى وَحْدَهَا. وَلٰكِنْ إِنْ مَاتَتْ تَأْتِي بِثَمَرٍ كَثِيرٍ» (يوحنا 12: 24)
1- عجيبة هذه الاية ومعناها غير طبيعي ، كيف تموت الحبة وتأتي بثمر بعد ان تموت ؟
2- هل تموت حبة القمح ؟
3- يحدثنا الاب متي المسكين في تفسيره عن موت حبة القمح الظاهري !!!!!!!!!!
4- مامعني هذا الموت الظاهري وما موقعه في علم النبات؟
النص السادس
وَٱلْخُبْزُ ٱلَّذِي أَنَا أُعْطِي هُوَ جَسَدِي ٱلَّذِي أَبْذِلُهُ مِنْ أَجْلِ حَيَاةِ ٱلْعَالَمِ» (يوحنا 6: 51).
1- لنضع الامر في سياقه
Joh 6:47اَلْحَقَّ الْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: مَنْ يُؤْمِنُ بِي فَلَهُ حَيَاةٌ أَبَدِيَّةٌ
Joh 6:48 أَنَا هُوَ خُبْزُ الْحَيَاةِ.
Joh 6:49 آبَاؤُكُمْ أَكَلُوا الْمَنَّ فِي الْبَرِّيَّةِ وَمَاتُوا.
Joh 6:50 هَذَا هُوَ الْخُبْزُ النَّازِلُ مِنَ السَّمَاءِ لِكَيْ يَأْكُلَ مِنْهُ الإِنْسَانُ وَلاَ يَمُوتَ.
Joh 6:51 أَنَا هُوَ الْخُبْزُ الْحَيُّ الَّذِي نَزَلَ مِنَ السَّمَاءِ. إِنْ أَكَلَ أَحَدٌ مِنْ هَذَا الْخُبْزِ يَحْيَا إِلَى الأَبَدِ. وَالْخُبْزُ الَّذِي أَنَا أُعْطِي هُوَ جَسَدِي الَّذِي أَبْذِلُهُ مِنْ أَجْلِ حَيَاةِ الْعَالَمِ».
Joh 6:52 فَخَاصَمَ الْيَهُودُ بَعْضُهُمْ بَعْضاً قَائِلِينَ: «كَيْفَ يَقْدِرُ هَذَا أَنْ يُعْطِيَنَا جَسَدَهُ لِنَأْكُلَ؟»
Joh 6:53 فَقَالَ لَهُمْ يَسُوعُ: «الْحَقَّ الْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: إِنْ لَمْ تَأْكُلُوا جَسَدَ ابْنِ الإِنْسَانِ وَتَشْرَبُوا دَمَهُ فَلَيْسَ لَكُمْ حَيَاةٌ فِيكُمْ.
Joh 6:54 مَنْ يَأْكُلُ جَسَدِي وَيَشْرَبُ دَمِي فَلَهُ حَيَاةٌ أَبَدِيَّةٌ وَأَنَا أُقِيمُهُ فِي الْيَوْمِ الأَخِيرِ
Joh 6:55 لأَنَّ جَسَدِي مَأْكَلٌ حَقٌّ وَدَمِي مَشْرَبٌ حَقٌّ.
Joh 6:56 مَنْ يَأْكُلْ جَسَدِي وَيَشْرَبْ دَمِي يَثْبُتْ فِيَّ وَأَنَا فِيهِ.
2- هل هذا المعني حقيقي ام مجازي ؟ هل فعلا يأكل الناس جسد المسيح الحقيقي ويشربون دمه الحقيقي ام انه مجاز ؟
3- فالمقصود من ذلك كما في الاية في اول الاقتباس الايمان به واتباعه
4- يقول بارنز
I am that bread of life - My doctrines and the benefits of my mediation are that real support of spiritual life. See Joh_6:32-33
انا خبز الحياة ، عقيدتي والاستفادة من رسالتي هي السند الحقيقي للحياة الروحية انظر يوحنا
Joh 6:27 اِعْمَلُوا لاَ لِلطَّعَامِ الْبَائِدِ بَلْ لِلطَّعَامِ الْبَاقِي لِلْحَيَاةِ الأَبَدِيَّةِ الَّذِي يُعْطِيكُمُ ابْنُ الإِنْسَانِ لأَنَّ هَذَا اللَّهُ الآبُ قَدْ خَتَمَهُ».
Joh 6:28 فَقَالُوا لَهُ: «مَاذَا نَفْعَلُ حَتَّى نَعْمَلَ أَعْمَالَ اللَّهِ؟»
Joh 6:29 أَجَابَ يَسُوعُ: «هَذَا هُوَ عَمَلُ اللَّهِ: أَنْ تُؤْمِنُوا بِالَّذِي هُوَ أَرْسَلَهُ».
Joh 6:30 فَقَالُوا لَهُ: «فَأَيَّةَ آيَةٍ تَصْنَعُ لِنَرَى وَنُؤْمِنَ بِكَ؟ مَاذَا تَعْمَلُ؟
Joh 6:31 آبَاؤُنَا أَكَلُوا الْمَنَّ فِي الْبَرِّيَّةِ كَمَا هُوَ مَكْتُوبٌ: أَنَّهُ أَعْطَاهُمْ خُبْزاً مِنَ السَّمَاءِ لِيَأْكُلُوا».
Joh 6:32 فَقَالَ لَهُمْ يَسُوعُ: «الْحَقَّ الْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: لَيْسَ مُوسَى أَعْطَاكُمُ الْخُبْزَ مِنَ السَّمَاءِ بَلْ أَبِي يُعْطِيكُمُ الْخُبْزَ الْحَقِيقِيَّ مِنَ السَّمَاءِ
Joh 6:33 لأَنَّ خُبْزَ اللَّهِ هُوَ النَّازِلُ مِنَ السَّمَاءِ الْوَاهِبُ حَيَاةً لِلْعَالَمِ»
خلاصة :
لايوجد فيما نقله الاستاذ من كلام المسيح انه يموت من اجل الفداء كما يدعي الاستاذ ، واما ابتكار التلاميذ لما لم يقله المسيح فسنناقشه لاحقا

نور الإسلام
17-01-2012, 07:52 PM
مطلب ثاني: نقد نظرية كفارة المسيح
1- قلنا اننا سنرد علي المسيحيين من كتبهم
2- ننقل رد علي ماكتبه سمعان من كتاب سألتني فاجبتك للدكتور عدنان الطرابلسي ، منشور علي موقع انطاكية

1- تعني العدالة الإلهية شيئاً مختلفاً بين الأرثوذكس والكاثوليك.
2- بالنسبة للآباء, العدالة الإلهية هي القضاء على الشيطان, والموت, واستعادة الإنسان كاملاً ( جسداً وروحاً) إلى عدم الموت, وعدم الفساد, وإلى معرفة الله في مجده.
3- وحتى يحدث هذا, لا داع لإحداث تبدّل في الله , ولا تكفير, ولا دفع فدية للتعويض القضائي. فالناس " مبرّرون مجاناً بنعمته, بالفداء الذي بيسوع المسيح"(رو3-24) .
4- إن فكرة التكفير غير موجودة عند الآباء, لأنهم كانوا يعرفون أن عدالة الله هي محبة مجانية لا تطلب شيئاً بالمقابل.
5- إن موت خليقة الله, وموت البار, هو أمر غير عادل, لأن الله لم يخلق الموت, ولا يستلذ بموت خليقته. لكن الموت دخل إلى العالم بسبب الشرير, بسبب سقوط الإنسان وخطيئته. الغرب يساوي بين الموت والعدالة الإلهية, أما في الأرثوذكسية فالموت غير عادل.
6- الشيطان والموت كانا دائماً العدو الذي هزمه الرب بموته على الصليب, ولم يكونا أبداً أداة أو شريكاً لله (كما يفهم أوغسطينوس ومعه الغرب) .
7- إن فهم الغرب للعدالة الإلهية, يحمل تشابهاً هائلاً مع العدالة البشرية . فهو يحصر مفهوم الخلاص, على أنه كفارة استرضائية لإله غاضب منتقم, وهي وجهة نظر تعبّر عن بقايا إيمان وثني.
8- قال أوغسطينوس : "الله هدّد آدم بعقاب الموت إذا أخطأ" ولا يمكن لله إلا أن يطلب دماً وثأراً كضريبة على تعديات الإنسان ضد القانون الإلهي, لأنه ( أي الله) مقيّد بضروريات العدالة الإلهية.
إن الحاجة الإلهية للثأر والجزاء ضد الإنسان, هما السبب الرئيسي للموت.
9- رغم ذلك كان موت كامل السلالة البشرية غير كافياً. كان لا بد من ولادة من كان دمه كافياً للدفع. هذه الضرورة كانت السبب الرئيسي للتجسد برأي الغرب.
10- المسيح ولد لأنه كان الوحيد القادر على دفع الفدية المطلوبة الكافية لصنع التكفير الضروري غير المحدود , والذي سيغيّر موقف الله نحو الإنسان, والذي سيمكّن الله من منح العفو القانوني أو حلّ الخطايا.
11- إن تعليم الغرب عن الكفارة هو إعلان لا لبس فيه عن وجود الضرورة في الله. الضرورة في الله حلّت محل حرية الله, ومحبته غير الأنانية في علاقته مع أولاده , وأملت التجسد. ????: منتديات الشبكة الأرثوذكسية العربية الأنطاكية - منتدى الشبيبة الأرثوذكسية http://vb.orthodoxonline.org/showthread.php?t=8290 (http://vb.orthodoxonline.org/showthread.php?t=8290)
12- الآباء من جهة, عرّفوا العدالة الإلهية على أنها قضاء الكلمة المتجسد على الشر والموت , أعداء البشرية.
13- ومن جهة أخرى رأى أوغسطين الشيطان والموت أدوات عقابية بيد الله. ورأى الخلاص أنه مفرّ الإنسان من براثن الله. كل الشر في العالم يأتي من المشيئة الإلهية المعاقِبة,
14- وعلى العكس يشرح غريغوريوس اللاهوتي إجماع الآباء قائلاً:
" لم يكن بواسطة الآب أننا ظُلمنا, على أي أساس ابتهج الآب بدم ابنه الوحيد , هوالذي لم يكن ليقبل حتى اسحق عندما قدّمه والده, بل غيّر الذبيحة, واضعاً كبشاً مكان الذبيحة البشرية. أليس من الواضح أن الآب يقبله ( دم المسيح) لكنه لا يطلبه ولا يتطلّبه, لكن بسبب تدبير التجسد, ولأنه على البشرية أن تتقدس بناسوت الله, حتى يُعطينا نفسه ويغلب الطاغية, ويجذبنا إليه بواسطة ابنه".
مسألة : نظرية التكفير
1- الكتاب المقدس يُظهر الخلاص بأنه حقيقة ذات وجوه متعددة.
2- في العصور الوسطى قام اللاهوتي أنسلموس رئيس أساقفة كانتربري (1033- 1109) باختراع نظرية التكفير التي سادت في الغرب حتى اليوم .
3- يقول أنسلموس أن خطيئة الإنسان كانت إهانة لله ( في العصور الوسطى لم تكن الجريمة ضد الشعب أو الدولة بل كانت ضد شخص الملك) بما أن الخطيئة كانت ضد الله , فالذنب كان غير محدود لأن الله غير محدود.والإنسان المحدود لا يمكنه أن يكفّر عن ذنب غير محدود , لهذا دعت الحاجة إلى وجود إله–إنسان أي إلى إله متجسد ليكفّر بآلامه وموته عن خطايا البشرية.
4- وضع اللاحقون ( كاثوليك وبروتستانت) نبرات مختلفة في نظرية أنسلموس : البعض قال أن العدالة الإلهية هي التي يجب أن تُرضى. آخرون قالوا أنها كرامة الله المجروحة بخطيئة الإنسان, آخرون قالوا بأن غضب الله يجب أن يُطفأ.
5- لم يختلف البروتستانت مع الكاثوليك حول كل ما سبق , لكنهم اختلفوا فيما إذا كان الإنسان يستطيع أن يُضيف أي شيء على التكفير بواسطة أعمال التوبة.
6- نظرية التكفير مهمة جداً ومؤثّرة وقوية في الفكر الغربي. فلو ارتكب إنسان ما جريمة قتل, وحكمَ عليه القاضي إما بأن يدفع فدية أو يُقتل, جاء المختار ودفع الفدية عن المجرم. فأعلن القاضي براءته وأطلقه مبرّراً.
7- هذا ما يفعله البروتستانت في مؤتمراتهم واجتماعاتهم:المسيح دفع الفدية عنك. أنت خاطئ. اقبل فدية المسيح تصير مبرراً. خلال دقائق يخرج الإنسان من خاطئ مصيره الجحيم ,إلى قديس عظيم قد ضمن الملكوت!
توجد 3 مشكلات لاهوتية في هذه النظرية.
1- المشكلة الأولى: أنها مبنية على أن الله ذو خصائص بشرية, فهو يغضب, ويحقد, ويثأر, ويُهان, وتُجرح كرامته .. الخ . لكننا نعرف أن الله لا يتغيّر.
2- بحسب هذه النظريةالله لم يكن غاضباً قبل خطيئة الإنسان , لكن الخطيئة غيّرته .ومن الذي أحدث هذا التغيير ؟ هو الإنسان. إذاً الإنسان قادر أن يغيّر في الله!
3- المشكلة الثانية: أنها تجعلالخطيئة مشكلة الله بالأحرى لا مشكلة الإنسان. إحدى أوجه هذه النظرية أن الله رحيم وعادل بنفس الوقت. رحمته تريد خلاص البشر, لكنه لا يستطيع أن يَنتهِك عدالته الإلهية.
4- لذلك فالخطيئة عملياً هي مشكلة الله! المشكلة هنا ليست ما تفعله الخطيئة بالإنسان, بل ما تُحدثه من تأثير على الله وعلى موقفه من الإنسان.
5- الأرثوذكسية تنظر إلى الخطيئة على أنها مرض يصيب الإنسان, لكن بحسب نظرية التكفير الغربية , هذا المرض يصيب الطبيب أكثر من المريض, والشفاء يعتمد على موقف الطبيب نحو المريض, أكثر بالحري من صحة المريض.
6- المشكلة الثالثة: الخلاص في نظرية التكفير الغربية يبقى خارجياً بالنسبة للإنسان, وبالتالي يبقى الإنسان بدون تغيير. فالخلاص يعني أن ذنب الإنسان قد زال.
7- وإن كان هذا الذنب هو مجرد موقف قضائي قانوني أمام الله, فهذا يعني أن الإنسان سيبقى بدون تغيير في طبيعته وبدون شفاء لأمراضه.

8- بمعنى آخر, الإيمان بكفارة المسيح على الصليب, بحسب نظرية التكفير الغربية , لا يمحو خطايا المؤمن , بل لا يُعدّ هذا المؤمن متّهماً بعد بهذه الخطايا. و يبقى الإنسان في الجوهر خاطئاً.
9- هذا يعني أن الله والإنسان يبقيان طوال حدثية الخلاص خارجييّن أحدهما بالنسبة للآخر. فالإنسان لا يُغيَّر أو يصبح خليقة جديدة , بل يُعلَن أنه "غير مذنب" Not guilty وحسب.
10- هذا لأن نظرية التكفير تفترض أن الله والإنسان لا يمكنهما أن يتحدا على أي مستوى سوى مستوى الطاعة الأخلاقية. هذا إنكار عملي للتجسد الإلهي في الفكر الغربي.
11- بالنسبة للأرثوذكس الحالة هي العكس تماماً. ليست المسألة هي الموقف الأخلاقي للإنسان نحو الله, ولكنه تغرّب الإنسان عن الهدف الذي خُلق من أجله, وهو الشركة مع الله, أن يكون معه ويتحد به.
12- المصير البشري الضائع قد استُعيد بالمسيح ( آدم الجديد الثاني) .. فما هو عليه بالطبيعة نصير نحن عليه بالنعمة.
13- لهذا ترفض الكنيسة الأرثوذكسية نظرية التكفير بالفداء لأنها تخالف أبسط مبادئ اللاهوت المسيحي, ولأنها تترك الإنسان بدون تغيير.

14- بالنسبة للأرثوذكس , أن تخلص يعني أن تستعيد صحتك الروحية. ليس هو موقف الله نحو الإنسان الذي بحاجة إلى تغيير, وإنما بالحري حالة الإنسان
15- يقول القديس يوستينوس بوبوفيتش (عن الآباء) :الخلاص في اللاهوت الأرثوذكسي ليس هو حالة البرارة الغربية Not guilty بل هو التأله الذي نحصل على بذرته في المعمودية, ونبلغ ذروته في الجهاد الروحي المرير المكلل في القيامة العامة بالتلألؤ كالمسيح على الجبل.
تعليق المطلب
هذه اراء كاتب مسيحي تنسف كل ماقاله سمعان وتكشف عيوبه اللاهوتية ولاتحتاج لمزيد تعليق

نور الإسلام
17-01-2012, 07:52 PM
المبحث الثالث :
(الايمان والاعمال )
مطلب اول : مفهوم الايمان
من كتابة كيف ننتفع بكفارة المسيح

مسألة : - معني الايمان



1- ما ماهية الإِيمان الذي بواسطته يمكن أن نخلص من قصاص الخطيئة ونتائجها، وأن نتمتع أيضاً بالحياة الروحية مع الله إلى الأبد؟
2- كلمة الإيمان لكثرة تداولها بين الناس فقدت معناها عند معظمهم، وأصبحت تطلق على مجرد الإعتراف بعقيدة ما. فكل من اعترف بوجود الله (مثلاً)، أصبح في نظرهم مؤمناً.
3- لكن هذا ليس من الصواب في شيء، لأن من يؤمن بوجود الله، يبغض الخطيئة ويأبى السلوك فيها. وبما أن كثيرين من الذين يعترفون بوجود الله، يرتكبون الكثير من الآثام غير حاسبين له تعالى حساباً، إذاً فهم ليسوا بمؤمنين. وإن قالوا أنهم مؤمنون، فإيمانهم هذا لا يكون حقيقياً بل اسمياً فحسب.
4- وإيمان مثل هذا (إن جاز أن يسمى إيماناً) لا قيمة له في نظر الله، حتى إن كان ذووه يصومون ويصلون ويتصدقون كثيراً.
5- وإذا كان الأمر كذلك، يجب علينا جميعاً أن نعرف ما هو الإيمان الحقيقي الذي يهيئنا للتمتع بالبركات السابق ذكرها
6- الإيمان لغة هو الثقة بحقائق غير منظورة بناء على شهادة الله عنها، بغض النظر عن حكمنا نحن عليها وقد استعمل الكتاب المقدس كلمة الإيمان بهذا المعنى فقال «ٱلإِيمَانُ فَهُوَ ٱلثِّقَةُ بِمَا يُرْجَى وَٱلإِيقَانُ بِأُمُورٍ لاَ تُرَى» (عبرانيين 11: 1).
7- هذا هو المعنى العام للإيمان، وإذا أردنا تطبيقه على سبيل الإفادة من خلاص المسيح، يكون هو العمل الروحي الذي به تتفتح نفوسنا لله وتثق في خلاصه الذي عمله في المسيح، ثقة تجعلها توقن كل اليقين أنها امتلكت هذا الخلاص مع البركات المترتبة عليه.
8- المؤمن شخصاً يعيش في سلام واطمئنان مع الله، كما يكون شخصاً أميناً مخلصاً له، وهذان المعنيان يردان في الكتاب المقدس ليس تعريفاً للإيمان بل نتيجة له. فقد قال الوحي «إِنْ لَمْ تُؤْمِنُوا فَلاَ تَأْمَنُوا» (إشعياء 7: 9)، كما قال غير المؤمنين إنهم أشخاص لا أمانة فيهم (تثنية 32: 20).
9- والإيمان بلغة المسيحية هو
(أولاً) عودة الإنسان إلى حالة الطفولة التي تتجلى فيها النفس ببراءتها وصفاتها، ثم تصديق الأطفال الذي لا يشوبه شك أو ريب. ولذلك قال المسيح «اَلْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: إِنْ لَمْ تَرْجِعُوا وَتَصِيرُوا مِثْلَ ٱلأَوْلاَدِ فَلَنْ تَدْخُلُوا مَلَكُوتَ ٱلسَّمَاوَاتِ» (متى 18: 3).
(ثانياً) قبول المسيح في النفس فقد قال الوحي «وَأَمَّا كُلُّ ٱلَّذِينَ قَبِلُوهُ فَأَعْطَاهُمْ سُلْطَاناً أَنْ يَصِيرُوا أَوْلاَدَ ٱللّٰهِ، أَيِ ٱلْمُؤْمِنُونَ بِٱسْمِهِ» (يوحنا 1: 12). وقبول المسيح لا يراد به فقط قبول عقيدة الخلاص الذي عمله المسيح على الصليب، بل وأيضاً قبول شخصه بحالة روحية في أعماق النفس كما ذكرنا. (ثالثاً) الإعتماد على المسيح أو بالحري إراحة القلب والعقل عليه. فقد قال النبي لله «يَا مُخَلِّصَ (جميع) ٱلْمُتَّكِلِينَ عَلَيْكَ» (مزمور 17: 7). وقال أيضاً «يَفْرَحُ جَمِيعُ ٱلْمُتَّكِلِينَ عَلَيْكَ. إِلَى ٱلأَبَدِ» (مزمور 5: 11). وأيضاً «ٱلرَّبُّ فَادِي نُفُوسِ عَبِيدِهِ، وَكُلُّ مَنِ ٱتَّكَلَ عَلَيْهِ لاَ يُعَاقَبُ» (مزمور 34: 22).
10 - ان الإيمان الحقيقي ليس مجرد الإعتراف بالمسيح أو مجرد تصديق رسالته كحقيقة أعلنها الوحي وأيدها الإختبار، لأنه إن وقف إيمان إنسان عند هذا الحد يكون إيمانه عقلياً فحسب. والإيمان العقلي، وإن كان ينشئ في النفس اقتناعاً بحقيقة الخلاص، لكنه لا يهيء لها سبيل الإفادة منه.
وقد أعلن الوحي عن عدم فائدة هذا النوع من الإيمان، فقال عن الشياطين إنهم يؤمنون ويقشعرون (يعقوب 2: 19)، ومع ذلك لا خلاص لهم على الإطلاق.
11- كما أن القيام بالصلاة والصوم والصدقة ليس دليلاً على وجود الإيمان الحقيقي فالإيمان الحقيقي هو عمل باطني يشغل قوى النفس كلها
مسألة ً - أهمية الإيمان

1- إذا رجعنا إلى حياة المسيح على الأرض، نرى أن الإيمان كان يشغل جانباً كبيراً من تعليمه. فكان يقول لسامعيه «كُلُّ مَا تَطْلُبُونَهُ حِينَمَا تُصَلُّونَ، فَآمِنُوا أَنْ تَنَالُوهُ، فَيَكُونَ لَكُمْ» (مرقس 11: 24). و «كُلُّ شَيْءٍ مُسْتَطَاعٌ لِلْمُؤْمِنِ» (مرقس 9: 23). و «لِيَكُنْ لَكُمْ إِيمَانٌ بِٱللّٰهِ» (مرقس 11: 22). و «لَوْ كَانَ لَكُمْ إِيمَانٌ مِثْلُ حَبَّةِ خَرْدَلٍ لَكُنْتُمْ تَقُولُونَ لِهٰذَا ٱلْجَبَلِ: ٱنْتَقِلْ مِنْ هُنَا إِلَى هُنَاكَ فَيَنْتَقِلُ، وَلاَ يَكُونُ شَيْءٌ غَيْرَ مُمْكِنٍ لَدَيْكُمْ» (متى 17: 20) يراد بالجبل الصعوبات التي تعترضنا في الحياة
2- وكان للإيمان كل الأهمية لدى المسيح ليس في عمل المعجزات فحسب، بل وأيضاً في منح الغفران للخطاة النادمين على خطاياهم. فالمرأة الخاطئة التي ندمت على خطاياها قال المسيح لها: «مَغْفُورَةٌ لَكِ خَطَايَاكِ إِيمَانُكِ قَدْ خَلَّصَكِ! اِذْهَبِي بِسَلاَمٍ» (لوقا 7: 48 و50). والمفلوج الذي أتى به حاملوه إلى المسيح، غفر له خطاياه وشفاه من أجل إيمانهم (مرقس 2: 5).



3- يجب أن تتوافر الشروط الآتية في كل من يريد أن يكون مؤمناً حقيقياً:
أ- الرغبة الخالصة في الحصول على الخلاص:
ولذلك ليس كل من يقول بفمه «إرحمني اللهم أنا الخاطئ»، يحصل على الخلاص، لأن العبرة ليست بالكلام بل بالحالة التي تكون عليها النفس. فالمرأة الخاطئة لم تخلص إلا بعد أن أحست بثقل خطاياها والتجأت إلى المسيح بكل قلبها (لوقا 7: 36 - 50). وزكا لم يخلص إلا بعد أن أحس بحاجته إلى المسيح أكثر من المال (لوقا 19: 1 - 10). واللص لم يدخل الفردوس إلا بعد أن أدرك في نفسه أنه لا يستحق سوى الهلاك، وأنه لا خلاص له إلا بواسطة المسيح (لوقا 23: 43).
ب - التوبة عن الخطيئة:
ولا يراد بالتوبة الندم على ارتكاب الخطيئة فحسب، بل والتحول عنها والرجوع إلى اللّه أيضاً. فقد قال الوحي: إن اللّه يأمر جميع الناس في كل مكان أن يتوبوا وأن يرجعوا إليه عاملين أعمالاً تليق بالتوبة (أعمال 17: 30 ، 26: 20)
ت- الإتجاه إلى المسيح:
إن الندم على ارتكاب الخطيئة والتوبة عنها أمران هامان، لكنهما لا يخلصان من دينونة الخطيئة أو سلطانها الخفي على النفس، لأن الذي يخلّص من هذين معاً هو المسيح دون سواه. لذلك على المرء أن لا يقف عند حد الندم على الخطيئة والتوبة عنها، بل أن يتجه بكل قلبه إلى المسيح، الذي أحبه ومات على الصليب كفارة عنه، فيفيد منه مثلما أفاد بطرس وبولس (إن كان مثلهما متديناً)، أو مثلما أفادت المرأة الخاطئة والعشار (إن كان مثلهما مستبيحاً)، لأن خلاص المسيح ليس لفئة خاصة من الناس، بل لكل الناس دون استثناء. فقد قال الوحي عن المسيح إنه ذاق بنعمة اللّه الموت لأجل كل واحد (عبرانيين 2: 9). وإنه كفارة لخطايانا، ليس لخطايانا فقط بل لخطايا كل العالم أيضاً (1 يوحنا 2: 2).
4- دلائل الإِيمان الحقيقي بكل وضوح وجلاء، وأهم هذه الدلائل ما يأتي:
أ - المحبة للّه والتعبد له:
هذه هي أولى العلامات التي تدل على الإِيمان الحقيقي. فقد قال بولس الرسول عنه إنه «ٱلإِيمَانُ ٱلْعَامِلُ بِٱلْمَحَبَّةِ» (غلاطية 5: 6
ب-الصلاة:
الصلاة فهي طلب ما نحتاج إليه من الله في هذه الحياة. المصلي فيطلب شيئاً من الله ، سواء أكان هذا الشيء روحياً أم مادياً
ت - دراسة كلمة اللّه:
لأنه يستمع فيها لصوت اللّه... يفهمه ويعرفه ويدأب على الرجوع إليه من وقت إلى آخر، حتى يتشبع به ويسير على هداه.
تعليق المطلب
1- من اين جاء الاستاذ سمعان بهذه التعريفات للايمان ؟ المسيح لم يقل ان الايمان هو كذا ..... بما يعني ان هذه التعريفات هي اجتهادات الاستاذ ومن نقل عنهم
2- وهذه الاجتهادات معيبة من امثلة عيوبها
3- كيف يمكن التوفيق بين قول الاستاذ سمعان
(أن القيام بالصلاة والصوم والصدقة ليس دليلاً على وجود الإيمان الحقيقي فالإيمان الحقيقي هو عمل باطني يشغل قوى النفس كلها)
وقوله (دلائل الإِيمان الحقيقي بكل وضوح وجلاء...المحبة للّه والتعبد له ... الصلاة)
2- كيف تكون الصلاة ليست دليلا علي الايمان الحقيقي ودليلا عليه في نفس الوقت ؟
3- ماذا عن المعمودية ؟ اليست ركن في الايمان ؟
4- وماذا عن النصوص الاخري الاتية :
أ- فَتُوبُوا وَٱرْجِعُوا لِتُمْحَى خَطَايَاكُمْ» ( أعمال 3: 19)
ب- تُوبُوا وَلْيَعْتَمِدْ كُلُّ وَاحِدٍ مِنْكُمْ عَلَى ٱسْمِ يَسُوعَ ٱلْمَسِيحِ لِغُفْرَانِ ٱلْخَطَايَا، فَتَقْبَلُوا عَطِيَّةَ ٱلرُّوحِ ٱلْقُدُسِ» (أعمال 2: 38)
ت- إِنِ ٱعْتَرَفْنَا بِخَطَايَانَا فَهُوَ أَمِينٌ وَعَادِلٌ، حَتَّى يَغْفِرَ لَنَا خَطَايَانَا وَيُطَهِّرَنَا مِنْ كُلِّ إِثْمٍ» (1 يوحنّا 1: 9).
ث- إِنِ ٱعْتَرَفْتَ بِفَمِكَ بِٱلرَّبِّ يَسُوعَ، وَآمَنْتَ بِقَلْبِكَ أَنَّ ٱللّٰهَ أَقَامَهُ مِنَ ٱلأَمْوَاتِ، خَلَصْتَ» (رومية 10: 9).
ج- لأَنَّ كُلَّ مَنْ يَدْعُو بِٱسْمِ ٱلرَّبِّ يَخْلُصُ» (رومية 10: 13).
ح- «وَهٰذِهِ هِيَ ٱلْحَيَاةُ ٱلأَبَدِيَّةُ: أَنْ يَعْرِفُوكَ أَنْتَ ٱلإِلٰهَ ٱلْحَقِيقِيَّ وَحْدَكَ وَيَسُوعَ ٱلْمَسِيحَ ٱلَّذِي أَرْسَلْتَهُ» (الإنجيل بحسب يوحنّا 17: 3).
5- اليست كل هذه شروط للايمان المسيحي ؟

نور الإسلام
17-01-2012, 07:52 PM
مطلب ثاني : الاعمال
من كتاب الايمان والاعمال
مسالة : الخلاص ليس بالاعمال
1- الذين يعتقدون أن الخلاص يكون بالإيمان والأعمال معاً السبب في اعتقادهم هذا، يرجع إلى فهم بعض الموضوعات الواردة في الكتاب المقدس فهماً يختلف عن المقصود منها
2- إن "الخلاص بالإيمان" الوارد في الآية "لأنكم بالنعمة مخلصون بالإيمان، وذلك ليس منكم، هو عطية الله" (أفسس 2: 8) ليس معناه أن الإيمان هو ثمن الخلاص بل معناه أن الإيمان هو الوسيلة التي ننال بها هذا الخلاص
3- لأن ثمن الخلاص هو دم المسيح دون سواه. فقد قال الوحي للمؤمنين "اشتريتم بثمن"
(1 كورنثوس 6: 20)، وإن هذا الثمن هو "دم المسيح" (1 بطرس: 18 – 19).
4- الإيمان لا يزيد عن كونه الثقة القلبية (أو بالحري حالة الاستقبال الروحية) التي تهيئنا للحصول على الخلاص الذي أحسن الله به إلينا على أساس دم المسيح
5- فإننا عندما نتناول الخلاص من الله بالإيمان، لا نكون قد دفعنا ثمن هذا الخلاص، بل نكون قد تناولناه هبة مجانية منه تعالى، ومن ثم يكون الفضل وكل الفضل له.
6-الخلاص كلف المسيح ثمناً لا قدرة لنا على الإحاطة به، قد وهبه الله لنا مجاناً،
وذلك لسببين: (الأول) إننا لا نستطيع أن ندفع جزءاً يسيراً من ثمن الخلاص، لأن الأعمال الصالحة التي نقوم بها لا تستطيع أن تكفر عن خطية واحدة من خطايانا
(الثاني) إن الله قصد بالخلاص إحساناً لنفوسنا، والإحسان إذا كنا نقدم شيئاً في سبيل الحصول عليه، لا يكون إحساناً. ومن ثم عندما نحصل عليه بالإيمان (أو بالحري بالإيمان الحقيقي) ، لا نكون قد دفعنا ثمناً له، بل نكون قد تناولناه هبة مجانية من إلهنا الذي يفيض قلبه بالحب والعطف من نحونا. فقد قال الرسول "أما هبة الله فهي حياة أبدية بالمسيح يسوع ربنا" (رومية 6: 23).
7- فليس هناك شخص مسيحي يمكن أن يخطر بباله أن يضع هذه الأعمال جنباً إلى جنب مع دم المسيح الكريم، ويطلب من الله أن يعفو عنه ويقبله في حضرته لأجل استحقاقهما معاً لأن من يتصرف هذا التصرف، يقلل من شأن دم المسيح ويجعله غير كاف للخلاص، أو يرفع من شأن أعماله التي يدعوها صالحة، لكي يكون لها قدر عظيم بجانب دم المسيح
8- ومن ثم فإن إضافة الأعمال التي ندعوها الصالحة، إلى دم المسيح للحصول على الخلاص، إهانة بالغة للمسيح، وخطية قائمة بذاتها إلى جانب الخطايا الأخرى التي تصدر منا في بعض الأحيان.
9- إن الخلاص بواسطة الإيمان دون الأعمال، الوارد في الآية "وأما الذي لا يعمل لكن يؤمن بالذي يبرر الفاجر، فإيمانه يحسب له براً" (رومية 4: 5)، وغير ذلك من الآيات، لا يفسح المجال أمام المؤمنين الحقيقيين لعمل الشر أو الإقلال من عمل الخير، كما يعتقد القائلون بالإيمان والأعمال. لأن هؤلاء المؤمنين مولودون من الله (1 بطرس 1: 3)، وحاصلون على طبيعته الأدبية كما ذكرنا في هامش سابق، ولذلك فهم لا يكرهون الشر فحسب، بل ويسعون بتأثير الروح القدس في نفوسهم إلى القيام بكل الأعمال الصالحة التي يستطيعون القيام بها.
10- غير أنهم لا يقومون بهذه الأعمال لكي يخلصوا من دينونة خطاياهم، بل لكي يمجدوا الله الذي خلصهم من هذه الدينونة [وذلك تنفيذاً لقول المسيح "لكي يروا أعمالكم الحسنة، ويمجدوا أباكم الذي في السموات" (متى 5: 16)]،
11- إذ أن دينونة خطايانا قد حملها المسيح بأسرها على الصليب (1 بطرس 2: 24)، ولم يبق لنا منها شيئاً لنتحمله نحن. ومن البديهي أن يكون الأمر كذلك، لأنه لو ترك المسيح لنا خطية واحدة، لما استطعنا أن نكفر عنها بكل أعمالنا الصالحة، ولكان مصيرنا جميعاً إلى جهنم النار تبعاً لذلك.
12- إن التبرير بالإيمان الوارد في الآية "فإذ قد تبررنا بالإيمان، لنا سلام مع الله بربنا يسوع المسيح" (رومية 5: 1) وغير ذلك من الآيات، وليس معناه أن المؤمنين الحقيقيين يصبحون كاملين أو أبراراً في طبيعتهم، بل معناه أنهم يحسبون كاملين أو أبراراً في المسيح وبواسطته، فقد قال الوحي "وأما الذي لا يعمل (شيئاً كثمن للخلاص)، ولكن يؤمن (إيماناً حقيقياً بالمسيح) الذي يبرر الفاجر، فإيمانه يحسب له براً" (رومية 4: 5). ولذلك فإن هذا البر لا يكون براً ذاتياً بل براً اكتسابياً فحسب، لأنه لم يعمل بواسطة المؤمنين الحقيقيين، بل عمل بواسطة الله في المسيح، ثم أعطى لهؤلاء المؤمنين هبة مجانية. وقد أشار الوحي على هذه الحقيقة، فقال "ظهر بر الله .... بالإيمان بيسوع المسيح إلى كل ، وعلى كل الذين يؤمنون" (رومية 3: 21).
13- ولإيضاح معنى البر الاكتسابي نقول: كما أن الخطايا التي حسبت على المسيح عندما كان معلقاً على الصليب، هي خطايانا نحن وليس خطايا ذاتية له، كذلك ما يحسب لنا نحن المؤمنين من بر، هو بر الله في المسيح وليس براً ذاتياً لنا.
13- فشخصية المؤمنين الحقيقيين القديمة التي كانوا فيها تحت الدينونة بسبب الخطية الأصلية والخطايا الفعلية، قد نزعت عنهم شرعاً من أمام
ا لله، لأن المسيح أخذها على نفسه بقبوله الصلب نيابة عنهم، وصارت لهم عوضاً عنها شخصيته البارة التي لا عيب فيها على الإطلاق، وذلك بقيامته من الأموات، لأنه أسلم من أجل خطايانا وأقيم لأجل تبريرنا (رومية 4: 5)
14- إن المسيح لم يكفر بموته على الصليب عن خطية آدم وحده كما يعتقد القائلون بالإيمان والأعمال. بل وكفر أيضاً عن كل خطايا المؤمنين الشخصية. فمن جهة تكفيره عن خطية آدم، قال الوحي عن المسيح إنه "يرفع خطية العالم" (يوحنا 1: 29)،
15- ومن جهة تكفيره عن خطايا المؤمنين الشخصية، قال الوحي عن المسيح إنه "أسلم من أجل خطايانا" (رومية 4: 5) وإنه مات من أجل خطايانا" (1 كورنثوس 15: 10)
16- ومما يثبت هذه الحقيقة ا لأدلة الآتية:
(الأول) استحالة تكرار كفارة ا لمسيح: لو فرضنا أن المسيح مات نيابة عن آدم وحده، بسبب الخطية الواحدة التي أتاها، يكون من الضروري أن يموت كذلك نيابة عن كل واحد منا مرات بعدد الخطايا التي تصدر منه، حتى تغفر له هذه الخطايا.
(الثاني) تكفير المسيح عن نفوسنا، وليس عن خطايانا فحسب: إن المسيح لم يكفر عن خطايانا بالانفصال عن نفوسنا، بل كفر عن نفوسنا بذاتها، لأنها هي التي تستحق القصاص بسبب معاصيها، فقد قال الوحي "مات البار عوضاً عن الآثمة" (1 بطرس 3: 8)
(الثالث) عدم إفادتنا من كفارة المسيح بشيء، لو كانت عن آدم وحده: لو كانت كفارة المسيح هي عن خطية آدم وحده، لما كانت تعود على واحد من نسله بفائدة ما، ولهلك تبعاً لذلك جميع الناس بما فيهم الرسل والأنبياء، لأنهم جميعاً خطاة مثل غيرهم من البشر، وليس في وسع واحد منهم أن يكفر عن خطية واحدة من خطاياه مهما عمل من أعمال صالحة كما ذكرنا فيما سلف.
مسألة : خطأ الاعتقاد بأن الخلاص يكون بالإيمان والأعمال
1- إننا مع تقديرنا للأعمال الصالحة وحثنا لأنفسنا ولغيرنا على القيام بها والإكثار منها، نعلن بناءً على كلمة الله أن هذه الأعمال ليست شرطاً ثانياً مع الإيمان للحصول على الخلاص، بل إن الشرط الأول والأخير الذي وضعه الله أمامنا للحصول عليه هو الإيمان الحقيقي بالمسيح
2- لو كانت الكفارة التي قدمها المسيح على الصليب غير كافية للتكفير عن خطايانا، لكان هناك مجال للظن بوجوب تكميلها أو تكميل خلاصنا بها ببعض الأعمال الصالحة. لكن هذه الكفارة، كما أعلن الوحي، كافية للتكفير عن خطايانا، وليس عن خطايانا فقط، بل وعن خطايا كل العالم أيضاً (1 يوحنا 2: 2)
3- أن الحية الأبدية هي هبة من الله فقد قال "وأما هبة الله فهي حياة أبدية بالمسيح يسوع ربنا". (رومية 6: 23)، وما دامت الحياة الأبدية هي هبة من الله، لا يكون الحصول عليها متوقفاً على الأعمال الصالحة.
4- كما أنه لو كانت الحياة الأبدية تتوقف على الإيمان والأعمال معاً، لكان الوحي قد حدد لنا القدر الذي يجب على كل منا القيام به من كل نوع من الأعمال الصالحة
5- لو كان الحصول على الحياة الأبدية (أو جزء منها، إن كانت تتجزأ)، يتوقف على شيء من الأعمال الصالحة، لكانت هذه الحياة تعطي لنا بعد انتقالنا من العالم الحاضر، حتى يكون من الممكن تقدير هذه الأعمال ومعرفة ما نستحقه من جزاء عنها. لكن الحياة الأبدية لا تمنح للمؤمنين الحقيقيين بعد انتقالهم من هذا العالم، بل تمنح لهم بمجرد إيمانهم وهم لا يزالون فيه كما ذكرنا فيما سلف. فقد قال المسيح "الحق الحق أقول لكم إن من يسمع كلامي ويؤمن بالذي أرسلني، فله (أي له الآن، وليس سوف يكون له في المستقبل) حياة أبدية، ولا يأتي إلى دينونة بل قد انتقل (وليس سوف ينتقل) من الموت إلى الحياة" (يوحنا 5: 24).
6- إن المسيح ليس طريقاً للخلاص حتى نحتاج إلى طريق آخر معه، بل إنه الطريق الوحيد للخلاص (يوحنا 14: 6)
7- إن من يقول إنه يؤمن بالمسيح، ولكن خلاصه يتوقف على ما يقوم به من أعمال صالحة، يكون مؤمناً بهذه الأعمال وليس مؤمناً بالمسيح، لأن المؤمن بالمسيح يعتمد في خلاصه على المسيح دون سواه.
8- إن من يقول إنه آمن بالمسيح لكن إيمانه ضعيف، ولذلك يرفع من شأنه ببعض الأعمال الصالحة حتى يصبح مقبولاً لدى الله، يكون معتمداً على إيمانه وليس على المسيح،وهذا هو الخطـأ بعينه لأن ثمن الخلاص ليس هو الإيمان بل هو دم المسيح، ودم المسيح فيه كل الكفاية للخلاص، ولا يمكن أن تزيد من كفايته كثرة الأعمال الصالحة، أو تقلل من كفايته قلة هذه الأعمال.
تعليق المطلب
يقول الاستاذ سمعان ان الاعمال ليست شرطا للخلاص وسنورد فيما بعد نقلا عن اباء الكنيسة الارثوذكسية علي عكس هذا ونقارن الاثنين لاحقا
مطلب ثالث : الحجج القائلة بتوقف الخلاص على الإيمان والأعمال
اتضح لنا فيما سلف أن ثمن الخلاص هو دم المسيح وحده، وأن الواسطة للحصول عليه هي الإيمان الحقيقي دون سواه. ومع ذلك فهناك آيات يقول بعض المسيحيين إنها تدل على أن الخلاص يكون بواسطة الإيمان والأعمال معاً، ولذلك رأينا من الواجب أن نفحص هذه الآيات بكل تدقيق، لكي يتضح لنا المعنى الحقيقي لها.
مسألة : الايات الواردة في الرسائل
(أولاً) ترون إذاً أنه بالأعمال يتبرر الإنسان، لا بالإيمان وحده" (يعقوب 2: 21 – 23).
1- فآمن (إبراهيم) بالرب فحسب له براً" (تكوين 15: 4، 6)، وبعد حصول إبراهيم على هذا البر بأربعين سنة تقريباً كما ذكرنا، طلب الله منه أن يقدم ابنه إسحاق ذبيحة (تكوين 22: 2)، ومن ثم فإبراهيم عندما قدم ابنه لله على المذبح لم يكن غير مبرر، بل كان مبرراً ومبرراً لديه تعالى.
2- وإذا كان الأمر كذلك، فما الغرض من تبرير إبراهيم بعد ذلك بسبب تقديم ابنه؟ (الجواب) "لأنه إن كان إبراهيم قد تبرر بالأعمال فله فخر، لكن ليس لدى الله" (رومية 4: 2)
3- فتبرير إبراهيم بالأعمال أو تكميل إيمانه بها الوارد ذكره في رسالة يعقوب، لا يقصد به سوى الشهادة العلنية على أنه كان حقاً باراً أو كاملاً في إيمانه
(ثانيا ) ما المنفعة يا إخوتي إن قال أحد إن له إيماناً ولكن ليس له أعمال، هل يقدر الإيمان أن يخلصه ... هكذا الإيمان أيضاً، إن لم يكن له أعمال ميت في ذاته .... لأنه كما أن الجسد بدون روح ميت، هكذا الإيمان أيضاً بدون أعمال، ميت" (يعقوب 2: 14 – 18).
1- يعقوب لا يتحدث هنا عن مؤمن حقيقي، بل عن شخص يقول إنه مؤمن، وطبعاً ما لم يبرهن هذا الشخص على صدق إيمانه بالحياة المقدسة والأعمال الصالحة، فإيمانه يكون شكلياً لا حقيقياً، لأن الإيمان الحقيقي لا يكون ميتاً بل حياً، والإيمان الحي هو المصحوب بالحياة الإلهية، والحياة الإلهية من شأنها أن تثمر أثماراً صالحة.
2- ليس هناك أي اختلاف بين أقوال بولس التي ذكرناها في الفصل السابق عن السبيل إلى التبرير أمام الله، وبين أقوال يعقوب الواردة في الآيات التي نحن بصددها عن هذا السبيل.
3- لأن الأول يعلن أن التبرير هو بالإيمان الحقيقي، ويعلن الثاني أنه ليس بالإيمان الإدعائي، وكلا الإعلانين حق.
4- ويعلن الأول أن الخاطئ يتبرر أمام الله بالإيمان ويعلن الثاني أن المؤمن الذي يحصل على الخلاص بالإيمان، يجب أن يبرهن على وجود هذا الإيمان في نفسه بالأعمال الصالحة، لأن هذه الأعمال هي التي تعلن أنه مؤمن حقيقي، وكلا الإعلانين حق أيضاً.
(ثالثا) كذلك راحاب الزانية أيضاً، أما تبررت بالأعمال إذ قبلت الرسل وأخرجتهم في طريق آخر،" (2: 25).
1- إن قبول راحاب الوثنية للرسل المذكورين ومحافظتها على حياتهم، هو ثمر إيمانها بالله وقدرته الفائقة .... أن الذي أنقذ راحاب ليس هو محافظتها على حياة الرسل المذكورين، بل إيمانها الحقيقي بالله الذي تميزت به عن جميع مواطنيها.
2- أن بولس قال إنه بالإيمان راحاب الزانية لم تهلك مع العصاة، إذ قبلت الرسل بسلام (عبرانيين 11: 31).
(رابعا ) الله لا يقبل الوجوه، بل في كل أمة الذي يتقيه ويصنع البر مقبول عنده" (أعمال 10: 35). وقال بولس الرسول "مجد وكرامة وسلام لكل من يفعل الصلاح .... لأنه ليس عند الله محاباة" (رومية 2: 10).
السبب في قول الرسولين بطرس وبولس في الآيتين اللتين نحن بصددهما. إن الأعمال الصالحة تجعل صاحبها مقبولاً أمام الله وأهلاً للحصول على المجد والكرامة والسلام، فيرجع إلى أن هذين الرسولين كانا في مستهل حديثهما مع أشخاص أمميين، لا يعرفون شيئاً عن الخلاص الكامل من الخطية والتوافق مع الله في صفاته الأدبية السامية
(خامسا) "لأن الذي ليس عنده هذه هو أعمى قصير البصر قد نسي تطهير خطاياه السالفة" (2 بطرس 1: 9).
الرسول لا يقول: إن المؤمن الذي لا يتصف بهذه الصفات يطرح في جهنم أو يهلك إلى الأبد
(سادسا ) تمموا خلاصكم بخوف ورعدة، لأن الله هو العامل فيكم أن تريدوا وأن تعملوا من أجل المسرة" (فيلبي 2: 11 – 13)
الرسول لا يقول للمؤمنين أن يتمموا خلاصهم بخوف ورعدة بواسطة الأعمال الصالحة ولا يقول تمموا خلاصكم بخوف ورعدة لئلا تهلكوا أن السبب في وجوب إتمام خلاصنا بخوف ورعدة، هو وجود الله معنا
(سابعا) لا بد أننا جميعاً نظهر أمام كرسي المسيح لينال كل واحد منا ما كان بالجسد، بحسب ما صنع خيراً كان أم شراً" (2 كورنثوس 5: 9).
بالرجوع إلى الإصحاح المقتبسة منه هذه الآية، نرى أن الرسول افتتحه بالقول "لأننا نعلم أنه إن نقض بيت خيمتنا الأرضي، فلنا في السماء بناء من الله بيت غير مصنوع بيد، أبدي" (2 كورنثوس 5: 1)
(ثامنا ) "لاحظ نفسك والتعليم، لأنك إن فعلت هذا، تخلص نفسك والذين يسمعونك" (1 تيموثاوس 4: 16) وقال عن "النساء إنهن سيخلصن بولادة الأولاد، إن ثبتن في الإيمان والمحبة والقداسة مع التعقل" (1 تيموثاوس 2: 15).
الآية الثانية فقد قيلت بمناسبة الإشارة إلى الحكم الذي أصدره الله على حواء، [وهو تكثير أتعاب حبلها وولادتها الأولاد بالأوجاع (تكوين 3: 16)] بسبب تصديقها للشيطان وتنفيذها لمشورته. ولكن المؤمنات الحقيقيات من بناتها أعطى الله لهن الوعد بالخلاص من هذه الأتعاب والأوجاع، إذا ثبتن في الإيمان والمحبة والقداسة مع التعقل
(تاسعا) إن علمتم أنه بار فاعلموا أن كل من يصنع البر مولود منه" (1 يوحنا 2: 9).
إن الإنسان لا يستطيع بطبيعته أن يعمل البر الذي يتوافق مع كمال الله، فقد قال الوحي" ليس بار، ليس ولا واحد" رومية 3: 10)
(عاشرا) اكتب طوبى للأموات الذي يموتون في الرب منذ الآن، نعم يقول الروح لكي يستريحوا من أتعابهم وأعمالهم تتبعهم" (رؤيا 14: 13).
إن وصف هؤلاء الناس بأنهم "يموتون في الرب" دليل على أنهم كانوا يحيون فيه أثناء وجودهم على الأرض فهؤلاء الأشخاص إذاً ستكون لهم الحياة الأبدية مع المسيح، ليس بسبب أعمالهم، بل بسبب إيمانهم به إيماناً حقيقياً.
مسألة – الآيات الواردة في البشائر الأربع
اولا : فيخرج الذين فعلوا الصالحات إلى قيامة الحياة، والذين عملوا السيئات إلى قيامة الدينونة" (يوحنا 5: 28 و 29).
إن الإنسان بحسب طبيعته البشرية العتيقة لا يسكن فيه، أي في جسده، شيء صالح (رومية 7: 18)، فقد قال المسيح في موضع آخر "الإنسان الصالح من الكنز الصالح في القلب، يخرج الصالحات" (متى 12: 25)، وقلب مثل هذا لا يوجد إلا في المؤمنين الحقيقيين
ثانيا : قد غفرت لها خطاياها الكثيرة لأنها أحبت كثيراً. (لوقا 7: 46).
ليس لأن محبتها في ذاتها هي السبب في ذلك، بل لأن سمعان لم يكن يرى الإيمان الحقيقي الذي كان في قلبها، والذي كان المسيح يراه وعلى أساسه منحها الغفران.
والدليل على ذلك أن المسيح لم يقل لها: محبتك قد خلصتك، بل قال لها "إيمانك قد خلصك. اذهبي بسلام" (لوقا 7: 50).
ثالثا : إن المسيح سيقول للعذارى الجاهلات اللاتي لم يأخذن زيتاً معهن في آنيتهن "الحق الحق أقول لكنّ: إني ما أعرفكن" (متى 25: 1 – 30).
الزيت المذكور في هذه الآيات ليس رمزاً للأعمال الصالحة، كما يعتقد القائلون بالإيمان والأعمال، بل رمز للروح القدس الذي يسكن في المؤمنين الحقيقيين دون غيرهم (1 كورنثوس 6: 19)
رابعا : إن المسيح سيقول لبعض الناس: "تعالوا إلي يا مباركي أبي رثوا الملك المعد لكم منذ تأسيس العالم. لأني جعت فأطعمتموني .... " (متى 25: 23 – 46).
أن الملك الوارد بها لا يراد به أمجاد السماء، بل ملك المسيح على الأرض عند مجيئه إليها في المرة الثانية
خامسا : قال المسيح "لكن الذي يصبر إلى المنتهى، فهذا يخلص" (متى 24: 13)
أن المسيح عندما نطق بها كان يتحدث عن الضيقة العظيمة، وفي هذه الضيقة سيرجع نفر من اليهود الأتقياء إلى النبوات ويعرفون أن المسيح الذي صلبه آباؤهم هو حقاً مسيح الله، ومن ثم سوف يتجهون إليه ويؤمنون بشخصه، ضاربين عرض الحائط بسلطة المسيح الكذاب
مسألة : رد الاستاذ سمعان علي البابا شنودة
نقلنا في المبحث الاول في تعليق علي المطلب الثالث – طرق الغفران - تعليق البابا شنودة علي مذهب البروتستانت والان ننقل رد الاستاذ سمعان علي بعض ما كان اورده البابا
1- من الخطأ أن نتمسك بشطر من آية ونترك الشطر الآخر منها، أو نتمسك بآية ونترك الآيات الأخرى الخاصة بموضوعها
الرد: إن المقدمة الموجودة في صدر هذا الاعتراض أمر يسلم به كل مخلص للحق، ونحن نوافق المعترض عليها كل الموافقة
إن الفاجر الذي يؤمن بالمسيح إيماناً، حقيقياً تولد نفسه من الله ولادة روحية يصبح بها شريكاً لله في طبيعته الأدبية (2 بطرس 1: 4)، ومن ثم لا يكون فاجراً بعد بل قديساً.
2- إن كل المسيحيين مؤمنون بالمسيح، ومع ذلك سيهلك كثيرون منهم لأنهم لا يقومون بالأعمال الصالحة.
الرد: إن أساس الخلاف بين القائلين بأن الخلاص بالإيمان وبين القائلين بأنه بالإيمان والأعمال، هو اختلافهم في مفهوم الإيمان.
فالفريق الثاني يرى أن الإيمان هو فقط الاعتراف بالمسيح رباً وفادياً. أما الفريق الأول فيرى بالإضافة إلى ذلك أن الإيمان هو الثقة القلبية في الخلاص الذي عمله المسيح، ثقة تولد النفس بها من الله ولادة روحية تؤهلها للتوافق معه في صفاته الأدبية
3- هناك فرق كبير بين فائدة دم المسيح واستحقاق دم المسيح، ففائدة دم المسيح لا حد لها وتكفي لخلاص كل الناس. لكننا لا نستحق شيئاً من فائدته، إلا إذا كنا نعمل أعمالاً صالحة
الرد: (أ) ذكرنا فيما سلف أننا لو عملنا كل البر، لا نكون أكثر من عبيد بطالين، لأننا لا نكون قد عملنا أكثر مما يجب علينا من نحو الله (لوقا 17: 10)، ومن ثم فإننا لا نستحق شيئاً من جوده وفضله.
تعليق المطلب
1- لايتفق تفسير الاستاذ سمعان للايات مع نص الكتاب المقدس ولا مع عقيدة الارثوذكس المسيحية
2- لننظر اولا نص رسالة يعقوب ثم تفسيراتها
10لأَنَّ مَنْ حَفِظَ كُلَّ النَّامُوسِ، وَإِنَّمَا عَثَرَ فِي وَاحِدَةٍ، فَقَدْ صَارَ مُجْرِماً فِي الْكُلِّ. 11لأَنَّ الَّذِي قَالَ: «لاَ تَزْنِ» قَالَ أَيْضاً: «لاَ تَقْتُلْ». فَإِنْ لَمْ تَزْنِ وَلَكِنْ قَتَلْتَ، فَقَدْ صِرْتَ مُتَعَدِّياً النَّامُوسَ.
14مَا الْمَنْفَعَةُ يَا إِخْوَتِي إِنْ قَالَ أَحَدٌ إِنَّ لَهُ إِيمَاناً وَلَكِنْ لَيْسَ لَهُ أَعْمَالٌ؟ هَلْ يَقْدِرُ الإِيمَانُ أَنْ يُخَلِّصَهُ؟17هَكَذَا الإِيمَانُ أَيْضاً، إِنْ لَمْ يَكُنْ لَهُ أَعْمَالٌ، مَيِّتٌ فِي ذَاتِهِ. 18لَكِنْ يَقُولُ قَائِلٌ: «أَنْتَ لَكَ إِيمَانٌ، وَأَنَا لِي أَعْمَالٌ!» أَرِنِي إِيمَانَكَ بِدُونِ أَعْمَالِكَ، وَأَنَا أُرِيكَ بِأَعْمَالِي إِيمَانِي. 19أَنْتَ تُؤْمِنُ أَنَّ اللَّهَ وَاحِدٌ. حَسَناً تَفْعَلُ. وَالشَّيَاطِينُ يُؤْمِنُونَ وَيَقْشَعِرُّونَ! 20وَلَكِنْ هَلْ تُرِيدُ أَنْ تَعْلَمَ أَيُّهَا الإِنْسَانُ الْبَاطِلُ أَنَّ الإِيمَانَ بِدُونِ أَعْمَالٍ مَيِّتٌ؟ 21أَلَمْ يَتَبَرَّرْ إِبْرَاهِيمُ أَبُونَا بِالأَعْمَالِ، إِذْ قَدَّمَ إِسْحَاقَ ابْنَهُ عَلَى الْمَذْبَحِ؟ 22فَتَرَى أَنَّ الإِيمَانَ عَمِلَ مَعَ أَعْمَالِهِ، وَبِالأَعْمَالِ أُكْمِلَ الإِيمَانُ، 23وَتَمَّ الْكِتَابُ الْقَائِلُ: «فَآمَنَ إِبْرَاهِيمُ بِاللَّهِ فَحُسِبَ لَهُ بِرّاً» وَدُعِيَ خَلِيلَ اللَّهِ. 24تَرَوْنَ إِذاً أَنَّهُ بِالأَعْمَالِ يَتَبَرَّرُ الإِنْسَانُ، لاَ بِالإِيمَانِ وَحْدَهُ. 25كَذَلِكَ رَاحَابُ الّزَانِيَةُ أَيْضاً، أَمَا تَبَرَّرَتْ بِالأَعْمَالِ، إِذْ قَبِلَتِ الرُّسُلَ وَأَخْرَجَتْهُمْ فِي طَرِيقٍ آخَرَ؟ 26لأَنَّهُ كَمَا أَنَّ الْجَسَدَ بِدُونَ رُوحٍ مَيِّتٌ، هَكَذَا الإِيمَانُ أَيْضاً بِدُونِ أَعْمَالٍ مَيِّتٌ.
3- يتضح من الرسالة انه لاايمان نظري بلا عمل
4- يدعم ذلك تفسيرات الارثوذكس
أ- تفسير الاب انطونيوس فكري
1- من يقول أن له إيمان وليس له أعمال فإيمانه ميت، هو إيمان خيالى غير واقعى وغير موجود، هى مجرد فكرة فلسفية.
2- يذكر لنا الرب من بين الهالكين أناساً مؤمنين بل وأصحاب مواهب ومعجزات. لكن إذ ليس لهم أعمال يقول لهم إنى لا أعرفكم قط، إذهبوا عنى يا فاعلى الإثم.
3- إذن فالإيمان وحده دون أعمال لا يخلص. ويشير أثناسيوس الرسولى لأن بولس الرسول يبدأ أحاديثه دائماً بالإيمان ثم يكمل الحديث عن الوصايا والأعمال. فلا خلاص لنا بدون إيمان، ولا نفع لإيمان نظرى بغير أعمال.
4- الأعمال الحية برهان على وجود الإيمان " من ثمارهم تعرفونهم " (مت7: 16)
5- وبالأعمال يكون أولاد الله ظاهرون وأولاد إبليس (1يو3: 10)
6- المثال الثانى للإيمان الميت، فالشياطين يعرفون أن الله موجود ومتأكدون، ولكنهم كل أعمالهم شر. لذلك هم لا يعاينون الله، فلا يعاين الله سوى أنقياء القلب. فإيماننا الحى ينقى القلب وإيمانهم الميت يجعلهم مذنبين إذ هم بلا أعمال صالحة.
7- يقول الإنسان الباطل لأنه يوجه كلامه لمن يقول أنا لى إيمان لكنه بدون أعمال. هل لو كان إبراهيم قال أنا أؤمن ولم يقدم إبنه ذبيحة، هل كان قد تبرر ؟
8- الإيمان كالجذور والأعمال كالثمار، ينبغى أن يكون لدينا كليهما. المسيحية ليست فلسفة فكرية بل حياة فى نور الرب يسوع.
ب- تفسير الاب تادرس يعقوب
1- يجدر بنا أن نراعي أن الرسول يعقوب كان يحث أناسًا مؤمنين انحرف بعضهم في سلوكهم تحت دَعْوَى أن دم المسيح يطهر وكافٍ لخلاصهم دون حاجة إلى الجهاد والمثابرة، لذلك وجه إليهم الحديث قائلاً:"ما المنفعة يا إخوتي إن قال أحد أن له إيمانًا ولكن ليس له أعمال؟
2- أن الأعمال التي يقصدها الرسول يعقوب غير ما قصده الرسول بولس. فالإيمان وحده لا يقدر أن يخلص، فحنانيا وسفيرة آمنا بالرب لكن بسبب انحرافهما عن السلوك في النور هلكا (أع ٥: ٩).
3- وإذ تحدث البابا أثناسيوس الرسولي يقول:
أ- بحق يَلزمنا أن نبحث في الفكر الرسولي، لا في بداية الرسائل بل وفيما جاء بنهايتها وفي صُلْبِهاحيث يورد المعتقدات (الإيمان) والنصائح (الأعمال)...
ب- وقد استخدم موسى المؤمن – خادم الله – نفس الطريقة لأنه عندما أذاع كلمات الشريعة الإلهيّة، تكلم أولاً عن الأمور الخاصة بمعرفة الله... (تث ٦: ٤) وبعدما أشار للشعب عن الله وعلمهم بمن يؤمنون به وأخبرهم عن الله الحقيقي، عندئذ بدأ يقدم الشريعة الخاصة بالأمور التي بها يكون الإنسان مرضيًا لله قائلاً: "لا تزنِ. لا تسرق" مع بقيَّة الوصايا.
ت- هكذا بحسب التعليم الرسولي: "يجب أن الذي يأتي إلى الله يؤمن بأنه موجود، وأنه يجازي الذين يطلبونه" (عب ١١: ٦). الآن فإنه يُبْحَث عن الله عن طريق الأعمال الصالحة كقول النبي: "اطلبوا الرب ما دام يُوجد.
4- يقول القديس يوحنا ذهبي الفم: هل تعليمنا ضعيف؟ إن كنت مسيحيًا آمن بالمسيح، وإن كنت تؤمن به أرني إيمانك بأعمالك
5- لقد دعاهما البابا أثناسيوس الرسولي بأختين قائلاً: الإيمان والأعمال أختان مرتبطتان ببعضهما البعض. فمن يؤمن بالرب يكون نقيًا، ومن يكون نقيًا فهو مؤمن بالأكثر.
الخلاصة ان نظرية الاستاذ سمعان عن الخلاص بالايمان وحده والتي نقلها عن البروتستانت حسب تفسيرهم لرسائل بولس غير مقبولة عند الارثوذكس

نور الإسلام
17-01-2012, 07:53 PM
مطلب رابع : الحجج القائلة بتوقف الخلاص على العمل بالناموس
1- يقول أصحاب هذا الرأي إن الأعمال التي لا تصلح للتبرير الوارد ذكرها في قول الرسول: "إذاً نحسب أن الإنسان يتبرر بدون أعمال الناموس" (رومية 3: 27 – 28)، هي أعمال الناموس الطقسي الخاصة بالفرائض الدينية التي كان يمارسها اليهود قديماً
2- لأن هذه كانت رموزاً مؤقتة للمسيح وعمله الفدائي الكريم. وبمجيء المسيح وإتمامه للفداء، أصبحت هذه الفرائض بلا قيمة أمام الله.
3- أما الناموس الأدبي الخاص بالامتناع عن الخطية والقيام بعمل الصلاح، فليس هناك ما يعطله أو يلغيه، ولذلك فإنه باق مع الإيمان إلى نهاية الدهر
4- فكل من لا يحفظ وصية من وصايا هذا الناموس، لا بد أن يقع تحت قضائه المريع، فقد قال الوحي "ملعون كل من لا يثبت في جميع ما هو مكتوب في كتاب الناموس ليعمل به" (غلاطية 3: 10).
الرد:
1- نعلن بملء أفواهنا أننا لا نبيح لأنفسنا أو لغيرنا فعل الشر أو التهاون في فعل الخير، لكن ما ننبه إليه هو أن الأعمال الصالحة مهما كثرت لا تستطيع أن تكفر عن خطية واحدة من خطايانا للأسباب التي ذكرناها فيما سلف.
2- أما من جهة الآيات المشار إليها فنقول:
إن الأعمال التي ذكر الرسول أنها لا تصلح للخلاص هي أعمال الناموس عامة، والناموس عامة يشمل الناموس الطقسي كما يشمل الناموس الأدبي.
3- وقد أعلن بولس الرسول تحررنا من حكم الناموس الأول فقال عن المسيح، إنه "أبطل بجسده ناموس الوصايا في فرائض" (أفسس 2: 15)، وإنه "محا الصك الذي كان علينا في الفرائض الذي كان ضداً لنا" (كولوسي 2: 14)، ولذلك قال للمؤمنين "فلا يحكم عليكم أحد في أكل أو شرب، أو من جهة عيد أو هلال أو سبت، التي هي ظل الأمور العتيدة" (كولوسي 2: 16 – 17). وقال لهم أيضاً "فلماذا كأنكم عائشون في العالم تفرض عليكم فرائض: لا تمس ولا تذق ولا تجس التي هي جميعها للفناء في الاستعمال" (كولوسي 2: 20 – 23).
4- كما أعلن الرسول تحررنا من حكم الناموس الأدبي (من جهة كونه تشريعاً يقتصر على الأمر والنهي والتهديد والوعيد)، فقال "إذاً يا إخوتي أنتم أيضاً قد متم للناموس بجسد المسيح، (أي أن علاقتكم بالناموس قد انتهت لأن المسيح بموته على الصليب حقق كل مطالب الناموس
5- حتى نعبد بجدة الروح لا بعتق الحرف " (رومية 7: 4 – 6). وقد طبق الرسول هذه الحقيقة على نفسه، ولذلك قال "مت بالناموس للناموس، لأحيا لله" (غلاطية 2: 19)
6- إذ بموت المسيح نيابة عنهم حمل في نفسه عقوبة الخطية التي كان الناموس يهددهم بها إلى الأبد. فمكتوب عن المسيح أنه "افتدانا من لعنة الناموس إذ صار لعنة لأجلنا" (غلاطية 3: 13)، ومن ثم سلب من الناموس سلطته بالنسبة للمؤمنين الحقيقيين
تعليق المطلب :
1- يدعي الاستاذ سمعان ان الناموس قد انتهي بصلب المسيح لانه حقق كل مطالب الناموس
فهل يعقل ان يكون بولس الذي قال عن الناموس في رسالته الي رومية ان الناموس صالح ومقدس وعادل ، يكون قال في رسالة افسس كما يعتقد الاستاذ سمعان ان الناموس قد بطل ؟
لاشك ان الاستاذ اخطأ الفهم
2- لنعيد الان تفسير الايات التي فسرها الاستاذ سمعان ولكن بمفهوم شامل وليس مبتور كما يفعل
3- لننظر رسالة افسس التي يقول انها دليل علي تحررنا من احكام الناموس
أ- تفسير الاب انطونيوس
1- بالنعمة أنتم مخلصون: النعمة هى عطية مجانية، فالله من محبته أعطانا الخلاص والحياة مجاناً، فالمسيح مات عنا ونحن بعد خطاة أى دون أى إستحقاق منا أى مجاناً.
2- كان كل ما أخذناه ليس فى مقابل أعمال صالحة عملناها، ولكن أعطى الله ما أعطاه لنا من محبته. ولو كان الله قد أعطى ما أعطاه فى مقابل أعمال صالحة فما هى الأعمال الصالحة التى عملها الأمم حتى يعطيهم الله الخلاص.
3- ولكن: بعد أن ندخل الإيمان يجب أن نعمل أعمالاً صالحة حتى تستمر النعمة منسكبة علينا، أمَا من يحيا فى استهتار فهو غير مستحق للنعمة.
4- هنا يجب أن نفرق بين إستعمالين لكلمة النعمة:
أ) فداء المسيح وإرساله للروح القدس كان نعمة مجانية ليس فى مقابل أعمال.
ب) تغيير طبيعتى من طبيعة الإنسان العتيق الفاسد إلى الإنسان الجديد هذا يكون بعمل النعمة، وهذه النعمة تستوجب أن نجاهد لأجلها.
5- إذاً بالمعمودية نتحد بالمسيح.
هل يظل المُعمّد متحداً بالمسيح مهما فعل ؟ قطعاً لا وإلا ما كان السيد المسيح يوصينا "اثبتوا فىّ وأنا فيكم".
6- كان اليهود يحتقرون الأمم ويسمونهم كلاباً، ويعتبرون أنهم وحدهم هم شعب الله، ولهم موسى العظيم صانع العجائب، ولهم الناموس وعهد الختان وهم أولاد إبراهيم وحدهم.
7- وكان اليونانيون أيضاً يعتزون بجنسيتهم ويعتبرون أنفسهم أبناء الآلهة ويسمون غيرهم برابرة (وهكذا كان الرومان أيضاً). وقال شعراء اليونان أنهم ذرية الله (أع28:17).
8- وهنا نرى وجهه نظر بولس المسيحى فى الأمم. فى ذلك الوقت: قبل إيمانكم. بلا إله فى العالم: أى بلا معرفة عنه. فلم يكن لهم إيمان اليهود الذين كانوا على رجاء، ولهم النبوات التي تعطيهم هذا الرجاء في مجيء المسيح المخلص. وكان لهم رجاء فى حياة بعد الموت. أما الأمم فماذا كان رجاؤهم بعد الموت إلا العدم مثل الحيوانات.
9- وأبطل ناموس الوصايا فى فرائض بجسده: فالمسيح أبطل فرائض الناموس التى كانت سبباً فى العداوة بين الأمم واليهود، مثل عدم الأكل مع الأمم، فكان اليهودى يمتنع عن أن يأكل مع أممى، وكان اليهود مهتمين جداً بالغسلات والتطهيرات،" فهم إذا تلامسوا مع أممى لابد ان يغتسلوا
10- ولكنه قطعاً لم يبطل الوصايا العشر ولا كل الوصايا الأخلاقية. ولاحظ دقة قول الرسول أبطل ناموس الوصايا فى فرائض فهو أبطل ناموس الفرائض فقط وليس ناموس الوصايا الأخلاقية.(ات)
4- المسيح لم يبطل الوصايا العشرة ولا كامل الناموس لانه جاء ليكمل كما ورد في انجيل متي
5: 17 لا تظنوا اني جئت لانقض الناموس او الانبياء ما جئت لانقض بل لاكمل
5: 18 فاني الحق اقول لكم الى ان تزول السماء و الارض لا يزول حرف واحد او نقطة واحدة من الناموس حتى يكون الكل
5: 19 فمن نقض احدى هذه الوصايا الصغرى و علم الناس هكذا يدعى اصغر في ملكوت السماوات و اما من عمل و علم فهذا يدعى عظيما في ملكوت السماوات
19: 17 فقال له لماذا تدعوني صالحا ليس احد صالحا الا واحد و هو الله و لكن ان اردت ان تدخل الحياة فاحفظ الوصايا
19: 18 قال له اية الوصايا فقال يسوع لا تقتل لا تزن لا تسرق لا تشهد بالزور
19: 19 اكرم اباك و امك و احب قريبك كنفسك
5- في تفسير بنكرتين :
لا تظنوا إني جئت لأنقض الناموس والأنبياء. ...
أ- كان الناموس نيرًا لم يستطع إسرائيل أن يحمله (أعمال الرسل 10:15). وطالما وبخهم الأنبياء على مخالفتهم إياه. ولكن بدون نتيجة حسنه. ولم يزل الناموس حاكمًا عليهم (غلاطية ا10:3).
ب- وأما الآن فقد حضر المسيح بينهم ليعلمهم. فهل يا ترى يُنسخ الناموس؟ أو يُخفف مطاليبهُ عنهم؟ إنه لا يعمل هذا ولا ذاك، لأن الناموس صالح ومقدس وعادل (رومية 12:7)، وليس اللوم عليه، بل عليهم. فإذن، لم يأت المسيح ليُنقض شيئًا من الناموس أو الأنبياء.

نور الإسلام
17-01-2012, 07:54 PM
مطلب خامس : الحجج القائلة بجواز هلاك المؤمنين الحقيقيين
1- أن المؤمنين الحقيقيين لا يمكن أن يهلكوا على الإطلاق، ولكن هناك آيات يقول بعض المسيحيين أنها تدل على جواز هلاك هؤلاء المؤمنين، الأمر الذي يدل في نظرهم على أن الخلاص يكون بالإيمان والأعمال
2- لذلك رأينا من الواجب أن نفحص هذه الآيات أيضاً لكي يتضح لنا الغرض الحقيقي منها.
3- قال المسيح مرة للآب عن تلاميذه "الذين أعطيتني حفظتهم، ولم يهلك منهم أحد إلا ابن الهلاك ليتم الكتاب" (يوحنا 17: 22)
4- معنى الآية التي نحن بصددها أن الذين أعطاهم الآب للمسيح لم يهلك منهم أحد، أما ابن الهلاك (أو بالحري ابن الشيطان الذي لم يعطه الآب للمسيح) فقد هلك، الأمر الذي لا مفر منه على الإطلاق. فهلاك يهوذا إذاً ليس دليلاً على جواز هلاك المؤمن الحقيقي، بل على وجوب هلاك المؤمن المزيف
5- قال المسيح لتلاميذه في مثل الزارع إن هناك فريقاً من الناس يسمعون كلمة الله، وبعد ذلك يخطفها إبليس من قلوبهم. وإن فريقاً آخر يسمعون هذه الكلمة بفرح، ولكن عندما تصادفهم التجربة يرتدون. وإن فرقاً ثالثاً يسمعون كلمة الله، ولكن هموم الحياة وغناها ولذاتها تؤثر عليهم، فلا يأتون بثمر (لوقا 8: 9 – 14) وهذا دليل على جواز ارتداد بعض المؤمنين بالمسيح وهلاكهم إلى الأبد تبعاً لذلك.
6- أن الأشخاص المذكورين لا يمثلون المؤمنين الحقيقيين بل يمثلون المؤمنين بالاسم، لأنهم قبلوا كلمة الله قبولاً سطحياً فحسب.
7- إن كان أحد لا يثبت في يطرح خارجاً كالغصن، فيجف ويجمعونه ويطرحونه في النار فيحرق" (يوحنا 15: 2 – 6)
8- لا يراد بالأغصان المؤمنون الحقيقيون وحدهم، بل كل المنتمين إلى المسيح. وهؤلاء ينقسمون (كما نعلم) إلى فريقين: مؤمنين حقيقيين ومؤمنين بالاسم: فالمؤمنون الحقيقيون هم الذين تسري فيهم حياة المسيح، فيأتون بثمر لأجل مجد الله، ومن ثم يقوم الله بتنقيتهم من وقت إلى آخر لكي يأتوا بثمر كثير. أما المؤمنون بالاسم فلا نرى فيهم حياة المسيح، لأنهم غير ثابتين فيه أو مولودين منه، بل هم ينتسبون إليه انتساباً إليه انتساباً ظاهرياً فحسب، ومن ثم لا يأتون بثمر ولا يكون لهم نصيب إلا الهلاك الأبدي.
9- قال المسيح لبطرس الرسول "هوذا الشيطان طلبكم لكي يغربلكم كالحنطة، ولكني طلبت من أجلك لكيلا يفنى إيمانك ... وأنت متى رجعت ثبت إخوتك" (لوقا 22: 31 – 32).
10- المؤمنون لا يعتمدون في أمر خلاصهم الأبدي على أنفسهم بعد إيمانهم بالمسيح، بل يعتمدون على المسيح نفسه الذي مات مرة لأجل التكفير عن خطاياهم، ويحيا الآن ليشفع فيهم ويعضدهم، ولذلك فإن إيمانهم لا يفنى على الإطلاق.
11- إن حنانيا وسفيرة الذين كذبا على بطرس قد ماتا وهلكا (أعمال 5: 1 – 11)، مع أنهما كانا مؤمنين حقيقيين.
12- إن الوحي لا يقول إنهما هلكا للسببين الآتين (الأول) إن الخطية التي سقطا فيها لم تكن خطية التجديف على الروح القدس أو الارتداد عن المسيح وإنكار كفارته اللتين لا مجال لغفرانهما، بل كانت خطية الكذب فحسب. وهذه الخطية مثل غيرها من الخطايا التي يتعرض لها المؤمن الحقيقي يمكن غفرانها بفضل كفارة المسيح (1 يوحنا 1: 9)..
13- وقال بولس الرسول للعبرانيين أيضاً "فإنه إن أخطأنا باختيارنا بعد ما أخذنا معرفة الحق، لا تبقى بعد ذبيحة عن الخطايا، بل قبول دينونة مخيف وغيرة نار عتيدة أن تأكل المضادين" (عبرانيين 10: 26).
14- بالرجوع إلى الكتاب المقدس يتضح لنا أن الخطايا التي لا تغفر، هي خطية التجديف على الروح القدس وخطية إنكار المسيح، أما باقي الخطايا فتغفر عند الاعتراف بها والإقلاع عنها، فمكتوب "إن اعترفنا بخطايانا فهو أمين وعادل حتى يغفر لنا خطايانا ويطهرنا من كل إثم" (1 يوحنا 1: 9)
تعليق المطلب
اولا : سنعيد فحص الايات التي فحصها الاستاذ سمعان
أ- إن كان أحد لا يثبت في يطرح خارجاً كالغصن، فيجف ويجمعونه ويطرحونه في النار فيحرق" (يوحنا 15: 2 – 6)
تفسير بارنز

though it may be applied to anyone who has made a profession of Christ, and denies the truths of the Gospel, neglects the ordinances of it
يطبق هذا علي اي شخص يعترف بالمسيح وينكر حقائق الانجيل ويهمل وصاياه
تفسير بنكرتين
1- جميع الذين يعترفون باسمهِ هم أغصان فيهِ ... ويمكن أن نتظاهر بأننا أغصان في الكرمة ونحن لسنا سوى مرائين ... مثل يهوذا الإسخريوطي. فإن كنا هكذا ولا نتوب فلا بد أن ينزعنا الآب يومًا ما بالدينونة لأنهُ لا يزال يحكم بغير محاباة في بيتهِ الآن (انظر عبرانيين 4:12-11؛ بطرس الأولى 17:1).
2- لا شك بأن المرائين يهلكون إلى الأبد غير أن ذلك ليس الموضوع هنا بل معاملة الآب على الأرض مع الذين اعترفوا بالمسيح. فالثبوت فيهِ هو الاستمرار على الاعتراف بهِ والطاعة لهِ
3- الذين يتظاهرون إلى حين بأنهم قد تعلَّقوا بالمسيح بالإيمان فلا بد أنهم يرتدون يومًا ما ولا يصلحون إلاَّ للحريق فقط. انظر مثل الزارع حيث يتضح أن كثيرين يتأثرون من سماع كلام الله ولكن في وقت الامتحان يسقطون ولا يأتون بشيء من الثمر.
4- أن الرب حين تكلَّم عن إمكانية حريق بعض الأغصان لم يخاطب التلاميذ رأسًا قائلاً: إن كنتم أنتم تثبتون بل رتَّب كلامهُ على صيغة الغائب قائلاً: إن كان أحد لا يثبت فيَّ الخ. لأنهُ لا يفرض هلاك أحد تلاميذهِ الحقيقيين.
5- وثبت كلامي فيكم. يعني انغراسهُ في قلوبهم كالزارع الجيد ثم محافظتهم على طاعتهِ فحينئذٍ تكون لهم الشركة مع الآب والابن
موسوعة الكنيسة القبطية
"إن ثبتم فىَّ": من خلال جسدى ودمى، وثبتت كل وصاياى فى قلوبكم وظهرت فى أعمالكم،فالعطية الخاصة لكم هى استجابتى الفورية لكل ما تُصَلُّونَ من أجله.
يتضح مما نقلناه اتفاق المسيحين علي جواز هلاك الذين يؤمنون بالمسيح لانهم لم يعملوا بما قاله لهم المسيح ، وهذا دليل علي ان العمل يكمل الايمان ، وهذا خلاف مايقوله الاستاذ سمعان
مطلب سادس : تاريخ الاعتقاد بأن الخلاص يكون بالإيمان والأعمال
1- إذا كان الكتاب المقدس يعلن في كل جزء من أجزائه أن الخلاص من الخطية يكون فقط بواسطة الإيمان الحقيقي، بفضل كفارة المسيح الدائمة الأثر، فكيف وصل إلينا الاعتقاد بأن هذا الخلاص يكون بواسطة الإيمان والأعمال معاً؟
2- إذا رجعنا إلى العصر الرسولي نجد أن بعض اليهود المنتصرين كانوا يحرضون المسيحيين من الأمم على أن يختتنوا ويحفظوا ناموس موسى، بجانب الإيمان بالمسيح، بدعوى أنه لا خلاص لهم بالإيمان به فحسب (أعمال 15: 1 – 21، غلاطية 3: 2)
3- فقاومهم بولس الرسول بكل شدة قائلاً لهم "أيها الأغبياء .... أبأعمال الناموس أخذتم الروح، أم بخير الإيمان .... أهكذا أنتم أغبياء؟! لأن جميع الذين هم من أعمال الناموس هم تحت لعنة ... إن أختتنتم لا ينفعكم المسيح شيئاً. تبطلتم عن المسيح أيها الذين تتبررون بالناموس، سقطتم من النعمة. فمن صدكم حتى لا تطاعوا للحق؟!" (غلاطية 3: 1 – 10، 5: - 7).
4- في القرن الثاني ظهرت جماعة الأبيونيين التي اتخذت لها ديناً مزيجاً من اليهودية والمسيحية، ونادت فيما نادت به من بدع بأنه لا خلاص إلا بالختان وممارسة الطقوس اليهودية، وتقديس يومي السبت والأحد معاً، مع الامتناع عن أكل لحم الحيوان بتاتاً. وأخطر ما نادت به من بدع أن المسيح ولد ولادة طبيعية لا معجزية، وتبعاً لذلك يكون إنساناً عادياً، وتكون كفارته غير كافية للخلاص، ويجب إضافة حفظ الناموس إليها، للحصول على هذا الخلاص.
5- وفي القرن الخامس نادى رجل من رجال الدين البريطانيين يدعى بيلاجيوس بأن الإنسان يولد طاهراً لا أثر للخطية في نفسه على الإطلاق، فتجاهل قول النبي "بالإثم صورت وبالخطية حبلت بي أمي" (مزمور 51: 7). كما نادى بأن الشر لا يكون شراً إلا بالفعل فقط، وهكذا الحال من جهة الخير، فقد قال إنه لا وجود له إلا في الأعمال الصالحة التي يقوم بها الإنسان – وبناء على رأيه لا تكون الأهواء الشريرة التي تجول في النفس خطايا، ولا تكون التقوى والأمانة والقداسة والشركة الروحية مع الله، أموراً هامة؛ ويكون الخلاص (حسب رأيه) هو فقط بواسطة الصدقة والأعمال التي تسمى الصالحة.
6- غير أن رأي بيلاجيوس هذا لم يستمر طويلاً بين أتباعه، فخلطوا في القرن السادس بينه وبين تعليم القديس أوغسطينوس، وكان هذا يعتقد بناء على كلمة الله [أن الإنسان مولود بالخطية وعاجز من تلقاء ذاته عن عمل الصلاح الذي يتوافق مع كمال الله، ولذلك فإن خلاصه من قصاص الخطية لا يكون إلا بالإيمان الحقيقي بكفارة المسيح، وأن تأهيله لعمل الصلاح لا يكون إلا بعمل الروح القدس في نفسه]
7- ولذلك قال أتباع بيلاجيوس إن خطية آدم أثرت في البشر جميعاً، وإنها وإن لم تسلبهم القدرة على عمل وصايا الله غير أنها جعلتهم عاجزين عن إتمام هذه الوصايا، دون معونة منه. كما قالوا إن عجز البشر هذا، وإن كان لا يحسب عليهم خطية بل مجرد تعطيل، إلا أنه هو السبب الذي يجعلهم يسقطون في الخطية من وقت لآخر.
8- ولذلك فإن الخلاص (حسب رأيهم) يبدأ بارتقاء الإنسان فوق العجز الكامن في نفسه، ثم قيام الله بتقديم المساعدة اللازمة له بعد ذلك، وبناء عله يكون نصف الخلاص محسوباً للإنسان والنصف الآخر محسوباً لله
9- وفي القرن العاشر أصدرت الكنيسة الكاثوليكية صكوك الغفران بناء على قرار مجلس راتس سنة 924 م ، فأقبل معظم الكاثوليك على شرائها، حتى يتمتعوا (حسب اعتقادهم) بالحياة الأبدية، وهكذا أصبحت هذه الحياة تشترى بالمال، بغض النظر عن كفارة المسيح أو الحالة الروحية للذين يبتاعون هذه الصكوك.
10- ولما قامت الحروب الصليبية سنة 1095 أصدر البابا أوربان الثاني غفراناً شاملاً لكل الذين يخرجون إلى هذه الحروب بدافع الرغبة في خدمة المسيحية، وبذلك ضمن الحياة الأبدية لكل العاملين في الحروب المذكورة بغض النظر عن حياتهم الروحية وعن كفارة المسيح أيضاً.
11- وفي القرن الثاني عشر عقد رجال الدين الكاثوليك عدة مجامع لبحث موضوع التبرير أمام الله، فاستقر رأيهم على أن الإنسان بالإضافة إلى تبرره شرعاً أمام الله بكفارة المسيح، يتبرر فعلاً أمامه بالأعمال الصالحة التي يقوم بها في العالم الحاضر. وهذه الأعمال (كما يقولون) ليست فقط هي الصوم والصلاة والصدقة، بل إنها أيضاً ممارسة الطقوس الدينية وتنفيذ التأديبات الكنسية التي يفرضها رجال الدين المذكورين.
12- ثم ذهبوا إلى أبعد من ذلك، فقالوا إن بعض المؤمنين يستطيعون القيام بأعمال صالحة تزيد عن حاجتهم للخلاص، وفي هذه الحالة يمكن للكنيسة الكاثوليكية بما لها من السلطان، أن تقوم بتوزيع ما زاد من هذه الأعمال على الأشخاص الذين لم يقوموا بالقدر الكافي منها، حتى يحسب الله لهؤلاء الأشخاص قيمة الأعمال المذكورة في خلاص نفوسهم.
13 - وفي القرن السادس عشر، أعلن لوثر أن التبرير أمام الله هو فقط بالإيمان الحقيقي بالمسيح، كما أعلن أنه ليست هناك شريعة تفرض على المؤمنين الحقيقيين أن يقوموا بأعمال صالحة معينة، لأنهم يقومون بكل الأعمال الصالحة بتأثير الروح القدس الساكن فيهم.
14 لكن خشية أن يستغل سامعوه قوله هذا في إهمال شيء من هذه الأعمال (بدعوى عدم إرشاد الروح القدس لهم في القيام بها)، كان يحثهم على السلوك بالتقوى والقداسة لكي يمجدوا الله بسبب تبريره لهم بدم المسيح.
15- فضلاً عن ذلك فقد سن قانوناً للوعاظ والرعاة يحتم عليهم تنفيذ وصايا الله بكل دقة في حياتهم السرية والعلنية.
16 - وحينئذ نهض رجل يدعى أجريكولا، ورمى لوثر بالخروج عن تعليم التبرير بالإيمان، وأعلن أن المؤمنين جميعاً ليسوا تحت التزام أن يحفظوا آية وصايا، كما أعلن أنهم حتى إذا عاشوا كل حياتهم في الشر والدنس لا يمكن أن يهلك واحد منهم على الإطلاق، ويعرف رأيه هذا بـالانتينومانية Antinomianism أي "المقاومة للناموس"
17- فأراد بعض رجال الدين بعد ذلك أن يوفقوا بين لوثر وأجريكولا، فقالوا إن الخلاص لا يكون بالإيمان فقط، بل يكون بالإيمان والأعمال معاً، غير عالمين أنهم بقولهم هذا قد جعلوا كفارة المسيح غير كافية للخلاص، وأن الأعمال هي التي تكمل هذه الكفارة.
18- القول بأن الخلاص هو بالإيمان والأعمال، ففضلاً عن أنه ليس له أساس في الكتاب المقدس، الأمر الذي لا يدع مجالاً للتمسك به (أي بهذا القول)، فهو يضع أعمال الإنسان الخاطئ المملوءة بالشوائب والنقائص جنباً إلى جنب مع كفارة المسيح الأمر الذي يعتبر أكبر إهانة لهذه الكفارة.
تعليق المطلب :
1- يدعي الاستاذ بقوله
بعض اليهود المنتصرين كانوا يحرضون المسيحيين من الأمم على أن يختتنوا ويحفظوا ناموس موسى، بجانب الإيمان بالمسيح... فقاومهم بولس الرسول بكل شدة
2- ننقل الان كامل الاصحاح من سفر الاعمال والذي نقله الاستاذ مبتورا
الأصحَاحُ الْخَامِسُ عَشَرَ

1وَانْحَدَرَ قَوْمٌ مِنَ الْيَهُودِيَّةِ، وَجَعَلُوا يُعَلِّمُونَ الإِخْوَةَ أَنَّهُ «إِنْ لَمْ تَخْتَتِنُوا حَسَبَ عَادَةِ مُوسَى، لاَ يُمْكِنُكُمْ أَنْ تَخْلُصُوا».
5وَلكِنْ قَامَ أُنَاسٌ مِنَ الَّذِينَ كَانُوا قَدْ آمَنُوا مِنْ مَذْهَبِ الْفَرِّيسِيِّينَ، وَقَالُوا:«إِنَّهُ يَنْبَغِي أَنْ يُخْتَنُوا، وَيُوصَوْا بِأَنْ يَحْفَظُوا نَامُوسَ مُوسَى».
13وَبَعْدَمَا سَكَتَا أَجَابَ يَعْقُوبُ قِائِلاً:«أَيُّهَا الرِّجَالُ الإِخْوَةُ، اسْمَعُونِي.
19لِذلِكَ أَنَا أَرَى أَنْ لاَ يُثَقَّلَ عَلَى الرَّاجِعِينَ إِلَى اللهِ مِنَ الأُمَمِ، 20بَلْ يُرْسَلْ إِلَيْهِمْ أَنْ يَمْتَنِعُوا عَنْ نَجَاسَاتِ الأَصْنَامِ، وَالزِّنَا، وَالْمَخْنُوقِ، وَالدَّمِ. 21لأَنَّ مُوسَى مُنْذُ أَجْيَال قَدِيمَةٍ، لَهُ فِي كُلِّ مَدِينَةٍ مَنْ يَكْرِزُ بِهِ، إِذْ يُقْرَأُ فِي الْمَجَامِعِ كُلَّ سَبْتٍ».
22حِينَئِذٍ رَأَى الرُّسُلُ وَالْمَشَايِخُ مَعَ كُلِّ الْكَنِيسَةِ أَنْ يَخْتَارُوا رَجُلَيْنِ مِنْهُمْ، فَيُرْسِلُوهُمَا إِلَى أَنْطَاكِيَةَ مَعَ بُولُسَ وَبَرْنَابَا: يَهُوذَا الْمُلَقَّبَ بَرْسَابَا، وَسِيلاَ، رَجُلَيْنِ مُتَقَدِّمَيْنِ فِي الإِخْوَةِ. 23وَكَتَبُوا بِأَيْدِيهِمْ هكَذَا:«اَلرُّسُلُ وَالْمَشَايخُ وَالإِخْوَةُ يُهْدُونَ سَلاَمًا إِلَى الإِخْوَةِ الَّذِينَ مِنَ الأُمَمِ فِي أَنْطَاكِيَةَ وَسُورِيَّةَ وَكِيلِيكِيَّةَ: 24إِذْ قَدْ سَمِعْنَا أَنَّ أُنَاسًا خَارِجِينَ مِنْ عِنْدِنَا أَزْعَجُوكُمْ بِأَقْوَال، مُقَلِّبِينَ أَنْفُسَكُمْ، وَقَائِلِينَ أَنْ تَخْتَتِنُوا وَتَحْفَظُوا النَّامُوسَ، الَّذِينَ نَحْنُ لَمْ نَأْمُرْهُمْ. 25رَأَيْنَا وَقَدْ صِرْنَا بِنَفْسٍ وَاحِدَةٍ أَنْ نَخْتَارَ رَجُلَيْنِ وَنُرْسِلَهُمَا إِلَيْكُمْ مَعَ حَبِيبَيْنَا بَرْنَابَا وَبُولُسَ، 26رَجُلَيْنِ قَدْ بَذَلاَ نَفْسَيْهِمَا لأَجْلِ اسْمِ رَبِّنَا يَسُوعَ الْمَسِيحِ. 27فَقَدْ أَرْسَلْنَا يَهُوذَا وَسِيلاَ، وَهُمَا يُخْبِرَانِكُمْ بِنَفْسِ الأُمُورِ شِفَاهًا. 28لأَنَّهُ قَدْ رَأَى الرُّوحُ الْقُدُسُ وَنَحْنُ، أَنْ لاَ نَضَعَ عَلَيْكُمْ ثِقْلاً أَكْثَرَ، غَيْرَ هذِهِ الأَشْيَاءِ الْوَاجِبَةِ: 29أَنْ تَمْتَنِعُوا عَمَّا ذُبحَ لِلأَصْنَامِ، وَعَنِ الدَّمِ، وَالْمَخْنُوقِ، وَالزِّنَا، الَّتِي إِنْ حَفِظْتُمْ أَنْفُسَكُمْ مِنْهَا فَنِعِمَّا تَفْعَلُونَ. كُونُوا مُعَافَيْنَ».
3- يتضح هنا انه ، خلافا لما يقول الاستاذ ، منذ بداية الكنيسة اتفق الجميع علي ان المتحولين من الامم يعملون بما لايرهقهم من الناموس ، ولم يقم احد بالغاء الناموس ، ولم يقاوم بولس وانما كان هو من بلغ الامم عن ضرورة الالتزام بذلك الجزء من الناموس ، فليس الامر بدعة كما يدعي

تعليق الفصل الاول :
1- بعد هذا النقل المطول والممل من كتب الاستاذ سمعان ماهي الحصيلة ؟
2- ينقل لنا الاستاذ سمعان نظرية كفارة المسيح التي ساهم في تطويرها القديس انسلم و القديس اوغسطين ومارتن لوثر ...
3- تتلخص النظرية في الخطوات الاتية باختصار
أ- ادم اخطأ بعصيانه الرب
ب- ورث البشر خطيئة ادم
ت- الخطية اثرت علي كبرياء الرب ولاستعادة ذلك كان لابد من تكفير يتناسب مع الحدث
ث- تجسد الرب ونزل للارض وصلب ومات ودخل جهنم ثم استيقظ وصعد للسماء
ج- كل من يؤمن بهذه النظرية يكون بلا خطية
ح- الايمان بتلك النظرية يغني عن العمل الصالح فيتحول الشخص بمجرد ايمانه من زاني او قاتل الي قديس
خ- لايهلك من يؤمن بتلك النظرية مهما كانت معصيته
4- لاتعقل هذه النظرية ، لانه لا ادلة عقلية علي التثليث ولا التجسد كما اوضحنا في كتابنا جامع العقائد استحالة ذلك نقلا وعقلا
6- لو تركنا العقل جانبا وعدنا لنحكم علي الاستاذ من كتابه وعقيدة اهل ملته لوجدنا انه هذه النظرية لايوجد عليها ادلة نقلية من الكتاب المقدس وقد فندنا مايقوم به الاستاذ من بتر للايات واستخدامها في غير موضعها
7- اوضحنا ان الكتاب لايوجد به ادلة علي التجسد باستثناء نص يوحنا عن تجسد الكلمة ، وهذا النص يثير مشكلات لاهوتية اكثر مما يفيد ، لانه لايعقل تجسد احد الاقانيم دون الاثنان الاخران
8- اعترض الارثوذكس علي نظرية الكفارة لاسباب لاهوتية هي
أ- الله لم يكن غاضباً قبل خطيئة الإنسان , لكن الخطيئة غيّرته .ومن الذي أحدث هذا التغيير ؟ هو الإنسان. إذاً الإنسان قادر أن يغيّر في الله!
ب- الخطيئة مشكلة الله بالأحرى لا مشكلة الإنسان. إحدى أوجه هذه النظرية أن الله رحيم وعادل بنفس الوقت. رحمته تريد خلاص البشر, لكنه لا يستطيع أن يَنتهِك عدالته الإلهية.
ت- هذه النظرية تؤدي الي وجود الضرورة في الله. حلّت محل حرية الله وأملت التجسد
9- واعترضوا علي ذلك لاسباب اخلاقية
أ- كيف ابتهج الآب بدم ابنه الوحيدوهوالذي لم يكن ليقبل حتى اسحق عندما قدّمه والده ؟
ب- يبقى الإنسان بدون تغيير. فالخلاص يعني أن ذنب الإنسان قد زال ولكن الانسان لم يتغير
ت- لاترهق نفسك في الاعمال الصالحة فقط اقبل فدية المسيح تصير من خاطئ مصيره الجحيم ,إلى قديس عظيم قد ضمن الملكوت
10- الخلاصة ان هذه النظرية لاتصح لاعقلا ولا نقلا ولم يرض بها حتي المسيحيون انفسهم

نور الإسلام
17-01-2012, 07:54 PM
سنتوقف ن نشر الفصل الثاني لنتفرغ للانتهاء من الجزء الثاني من كتاب اطلس تحليل المخطوطات والجزء الاول من شواهد الاباء

عاطف عثمان حلبية