المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الرد على شبهات المستشرق الألماني اليهودي أبراهام جايجر


نور الإسلام
07-02-2012, 12:47 PM
أبراهام جايجر مستشرق يهودي ألماني عاش في أواخر القرن التاسع عشر وبداية القرن العشرين، يصنف ضمن المستشرقين اليهود التقليديين في مجال الدراسات الإسلامية، كان يجيد اللغة العبرية، كما كان يعرف اللاتينية واليونانية، هذا بالإضافة إلى تعلمه العربية ، إلا أن المصادر العربية المتوافرة لديه –غير القرآن –كانت قليلة، إذ اطلع على تفسير البيضاوي وتفسير الجلالين فقط، إلى جانب بعض المعاجم العربية التي استعان بها في تحديد بعض المفاهيم اللغوية

وجه اهتماماته الفكرية إلى الإسلام، وإلى نبي الإسلام، ونتيجة لذلك أصدر كتابه المعروف ماذا أخذ محمد عليه الصلاة والسلام من اليهودية، مما مكنه من الحصول على جائزة الدولة

ولقد مارس جايجر في كتابه هذا تأثيرا لا يستهان به على كل الذين عالجوا موضوع تأثر الإسلام باليهودية، من بعده سواء كانوا يهودا أو مسحيين أو غير متدينين حتى الثلث الأول من القرن العشرين·

أخذ الرسول من اليهود بعض التعاليم، ومخالفته لهم في بعضها الآخر

أخذ الرسول من اليهود بعض التعاليم، ومخالفته لهم في بعضها الآخر، والسبب –كما يرى جايجر هو أن محمدا عليه الصلاة والسلام أراد ان يثبت لنفسه الاستقلالية عن التعاليم اليهودية من جهة، والاعتراف به في نطاق الرسالات السماوية والمرسلين السابقين من جهة أخرى، ويسوِّغ للعالم كله ضرورته وضرورة دعوته لتصحيح ما حرفه اليهود والمسيحيون·

محمدا عليه الصلاة والسلام ليس نبيا موحى إليه، بل هو رجل واع طموح

إن محمدا عليه الصلاة والسلام ليس نبيا موحى إليه، بل هو رجل واع طموح يريد النهوض بقومه ونفسه

وكان جايجر ينظر إلى كل التراث الديني اليهودي نظرة التقديس· فلا يفرق بين التوراة والتلمود، كما لا يفرق بين الشروح الشعبية، والعادات اليهودية، وبالنظرة نفسها تقريبا–وإن كان لا يعطي أي اعتبار–تقديسي للدين الإسلامي–تعامل مع الإسلام حين وضع القرآن الكريم وأحاديث النبي ، وشروح القرآن وتفاسيره في المرتبة عينها ولم يحاول أن يميز بينها .

وحاول جايجرأن يثبت زيف دين محمد عليه الصلاة والسلام بوسائل متباينة، فهو من جهة، اعتمد على عدد من الآيات والأحاديث والمناسبات التي وجدها صالحة للتأويل، والتحريف، وقدمها إلى القارئ الأوروبي بلغة سهلة، وأسلوب مستساغ كأدلة قاطعة على زيف دين محمد عليه الصلاة والسلام، كما أنه استفاد في هذا الصدد من منهج الدراسات المقارنة الذي كان ينظر إليه في تلك الفترة كأحد العلوم الرائدة التي لا يرقى إلى صدقها شك