المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : صحيفة: نظام بوتين انتهى وخسر بلاده


مزون الطيب
09-02-2012, 12:33 PM
صحيفة: نظام بوتين انتهى وخسر بلاده
الخميس 09 فبراير 2012

مفكرة الاسلام: قالت صحيفة "فورين بوليسي" تعليقًا على المظاهرات الروسية ضد "بوتين" أنه قد انتهى وقد خسر البلاد.

ويوضح الكاتب ليون آرون أنه ما مُنِي نظامٌ روسيٌّ في التاريح بخسائر كالتي يعاني منها النظام الحالي، وتوقع أنه إذا لم يسقط النظام في الربيع أو في الصيف المقبلين بعد مظاهرات تعم البلاد عند انتخاب بوتين في مارس، فإن بوتين سيعاني في سنوات حكمه الست الأولى (تنتهي عام 2018)، وبالتأكيد لن يستطيع التمديد لولاية ثانية.

وتابع ليون: "فإن روسيا - بغض النظر عن نظامها السياسي المختل - تواجه مشاكل شديدة التعقيد في الاقتصاد والاجتماع والديموغرافيا والعرقية، من المستحيل حلها في عهد "متحجر من الاستبدادية الجديدة" أو ما يطلق عليها في روسيا "الديمقراطية السيادية"، وهذا ما فسره بعض أصدقاء الكاتب في روسيا بأنها "الكرسي الكهربائي" وهو الرئيس.

وهذا التوصيف مرتبط بشكل وثيق "بالبوتينية" ناهيك عن الفساد الذي وصل إلى أعلى مستوياته في تاريخ روسيا الطويل وشل جميع مؤسسات الدولة الاقتصادية والاجتماعية.

وربط الكاتب ليون آرون بين النتيجة التي وصل إليها والحتمية التاريخية، فيعتبر أن الحراك أحدث اختراقًا كبيرًا نحو روسيا ما بعد حكم الاستبداد، ويضيف أن التحول الديمقراطي يشبه إلى حد كبير التحولات التي شهدتها دول جنوب أوروبا (اليونان والبرتغال وإسبانيا) في سبعينيات القرن الماضي ونمور آسيا (كوريا الجنوبية وتايوان) في ثمانينيات القرن الماضي.

وبعد فترة من الإنجازات الاقتصادية توسعت بشكل كبير الطبقة الوسطى التي تمتعت بالحرية الشخصية والرأي، وطالبوا حتى بالحرية السياسية وأن يكون لها رأي في حكم البلاد، وهذا المخاض تعيشه روسيا اليوم
وأشار الكاتب بالقول: إنه بصرف النظر عن العيوب الواضحة التي ظهرت في النظام بعهد بوتين فإن المعضلة الكبيرة والوجودية في النظام هي النقص الفادح في الأخلاق.

واستشهد ليون بجيل الإنترنت الروسي الذي يدعو للمظاهرات عبر مواقع التواصل الاجتماعي والذي لم يشهد معظمهم انهيار الاتحاد السوفياتي (يصفونه بأنه المسخ الذي لا يمكن تصوره)، لم يعد مقبولاً لدولة عظمى كروسيا أن يحكمها رجل - مهما كان اسمه - لـ24 عامًا (خاصة أنه في حال فوز بوتين سيبقى في الحكم لدورتين متتاليتين كل فترة ست سنوات)، وهذه الفترة أقل بقليل مما حكم ستالين البلاد، وهذا بالتحديد ما يثير حفيظة معارضيه.

والمفارقة أن "الديمقراطية السيادية" التي يعتمدها بوتين في حكمه يعدها هؤلاء الشباب عدوًّا تنتهك كرامتهم يوميًّا، فهم لا يقارنون أنفسهم بذويهم وأجدادهم في الاتحاد السوفياتي وإنما بنظرائهم في الدول الأوروبية وأميركا، وإذا كانت الشرعية الرئيسة التي تستمد "البوتينية" الحكم منها "نحن اليوم أفضل من فوضى 1990" فحتى هذه برأي الشباب تتأكل يوميًّا.

وكانت مظاهرات قد خرجت في موسكو وعدد من المدن الروسية احتجاجًا على ما وصفوه تزوير الانتخابات التشريعية التي جرت في سبتمبر/ أيلول الماضي مطالبين بإعادتها.