المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : "دولة داخل الدولة".. تقرير يرصد تنامي نفوذ الشيعة في نيجيريا


مزون الطيب
09-05-2012, 11:11 AM
"دولة داخل الدولة".. تقرير يرصد تنامي نفوذ الشيعة في نيجيريا
الاربعاء 09 مايو 2012

مفكرة الاسلام: رصد تقرير صحافي تنامي نفوذ الشيعة في نيجيريا واتساع نطاق الحركة الشيعية لدرجة بات يوصف نفوذهم بأنه "دولة داخل الدولة" بما يشكل تهديدًا حقيقيًّا على البلاد، بحسب محللين.

وتعد مدينة كادونا معقلَ الحركة الشيعية الرئيسة في نيجيريا، وتُصدر الحركة الشيعية هناك صحيفة يومية واسعة الانتشار منذ عقدين، كما تقول الحركة: إنها ستطلق قريبًا محطة إذاعية عبر موقعها على شبكة الإنترنت، وذلك عبر الموجات الرئيسة للدولة، وستطلق كذلك قناة تلفزيونية.

كما أن هناك العديد من الأفلام الوثائقية التي تمتدح الحركة الشيعية وقادتها والتي تباع بكثرة للسكان المحليين في المدينة في صورة أسطوانات دي في دي، وذلك بعد ترجمتها إلى لغة الهاوسا المحلية.

وكتب "مارك لوبيل" في تقرير نشرته "بي بي سي" يقول: "في السنوات الأخيرة، زاد حجم عضوية الحركة واتسع نطاقها بعد أن كانت حركة صغيرة ومحدودة، وذلك في الوقت الذي تحول الاهتمام فيه إلى حركة بوكو حرام، وهي حركة إسلامية سنية تحارب من أجل إقامة دولة إسلامية في نيجيريا".

ويخشى البعض من نمو الحركة دون وجود رقابة من السلطات الحاكمة الحالية التي تتهمها الحركة بأنها غير جديرة بالحكم.

وقد أصبح زعيم هذه الحركة الشيعية إبراهيم زاكزاكي نصيرًا للتشيع في الفترة التي وقعت فيها الثورة الإيرانية عام 1979.

وقد شجعت الأحداث في إيران زاكزاكي ليؤمن بأن ما وصفه بالصحوة الشيعية يمكن أيضًا أن تصل إلى نيجيريا.

وبالرغم من نفيه تلقي أي تمويل من إيران، إلا أنه يعارض بشدة الولايات المتحدة الأمريكية كما تفعل إيران.

ويقول زاكزاكي البالغ من العمر 57 عامًا: إنه "الآن لديه مئات الآلاف من الأتباع". كما أنه يحرص على تعليق صورة لزعيم الثورة الإيرانية الخوميني، كما يحرص هو وأتباعه أيضًا على متابعة الأحداث الجارية في إيران.

وردًّا على سؤال عما إذا كان الهجوم العسكري على إيران سيكون له تأثير في نيجيريا، قال زاكزاكي: "ليس فقط في نيجيريا، ولكن في جميع أنحاء العالم".

ويقول الكاتب مارك لوبيل الذي زار معقل الحركة الشيعية في كادونا: إنه "خلال اللقاء مع الشيخ زكزاكي، كان الغموض يلف بعض إجاباته، وربما كان من الواضح عدم ثقته في الإعلام، مما دعاه إلى أن يسجل هو لنفسه نسخة من الحوار خشية تحريف كلامه". مشيرًا إلى أن زكزاكي "ترك العديد من الإجابات دون تفسير مما أعطى انطباعًا أن لديه ما يخفيه".

وقد خاض أنصار زكزاكي العديد من الصدامات العنيفة مع الدولة عبر عقود من الزمن، وهناك حاليًا نحو 120 معتقلاً من أتباعه في سجون الدولة.

ونقل التقرير عن المحلل السياسي النيجيري محمد كبير عيسى قوله: إن هذه الحركة (الشيعية) تشكل تهديدًا حقيقيًّا على البلاد.

ويضيف عيسى - وهو أحد كبار الباحثين بجامعة أحمدو بيلو - أن الحركة الشيعية بقيادة الشيخ زاكزاكي تعد "دولة داخل الدولة".

ويقول أيضًا: إنه يعلم أن الحركة تقوم بإجراء تدريبات عسكرية لأعضائها، كما يؤكد: "عند الشروع في القيام بتدريبات عسكرية، فهناك بالتأكيد نوع من الترقب لشيء ما، وهناك أيضًا توقعات معينة".

من جانب آخر، أشار زاكزاكي خلال حواره إلى أنه يفكر في الدخول في العملية السياسية، وأنه ربما يؤسس حزبًا سياسيًّا إذا سمح بذلك النظام العام للدولة. ولكنه لا يزال يرى أن الوضع الحالي في البلاد لا يسمح بذلك الآن.

وانتقد زاكزاكي النظام العام للدولة وألقى باللوم على الدولة في حدوث مشكلة غياب الأمن في البلاد.

ويؤكد أتباع زاكزاكي من الكبار والصغار بثقة أنهم يتفقون مع وجهات نظره، كما أنهم يدعمون أفكاره الدينية التي يرون أنها تنتشر الآن ليس فقط في نيجيريا بل في جميع أنحاء أفريقيا.