المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : عقيدة الفداء والصلب في المسيحية وموقف العقيدة الإسلامية منها


نور الإسلام
06-08-2012, 11:53 AM
نظرة تفصيلية في العقائد المسيحية – عقيدة الفداء والصلب في المسيحية وموقف العقيدة الإسلامية منها :
تبيان عقيدة الفداء والصلب كما يؤمن بها المسيحي :
معنى كلمة الفداء كما يوضحها موقع تبشيري
ماذا تعني كلمة الفداء ؟ في العهد الجديد من الكتاب المقدس، فإن كلمة الفداء تشير إلى التحرر من عبودية أو أسر الخطية
ويقصد هنا خطيئة آدم عندما أكل من الشجرة , وهذا من عجائب الأمور في العقيدة المسيحية , فالمسيحي يؤمن بأنه عندما أخطأ آدم عليه السلام
( بحسب القصة المذكورة في العهد القديم في أول سفر التكوين )
بأن كل إبن من أبناء آدم عليه السلام قد ورث منه ذنب الخطيئة التي قد ارتكبها آدم عليه السلام عندما عصى أمر الله عز وجل وأكل من الشجرة . سوف يكون هناك تفصيل في هذا الأمر
والخلاص من حكم الله العادل وقصاصه الأبدي، عن طريق وسيط يدفع الثمن عوضا عنا.
يؤمن المسيحي بأن هناك رجل بار ليس له أي ذنب في أي شئ قد مات عوضاً عن الأشرار الذين ارتكبوا المعاصي والآثام , وهذا الشخص هو المسيح عليه السلام , مع إيمانهم بأن المسيح عليه السلام هو الله , فالمسيحي مؤمن بأن الله قد مات من أجل البشرية الخاطئة , ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم
ولهذا ارتبط الفداء بالمخلص المسيح الذي يوصف بالفادي. فالمسيح هو الذي قدّم جسده فدية، أي دفع ثمن العقاب عوضا عنا ، وذلك لكي يفك أسرنا من عبودية الخطية، ويرفع عنا دينونة الله
يؤمن المسيحي بأن الله عز وجل بعد ما أخطأ آدم عليه السلام , قد غضب على البشرية كلها , ولم يرضى على أحد قط , وأن كل أبناء آدم أشرار وخطاه قد ورثوا ذنب أبوهم آدم عليه السلام , فقرر الله ان يصالح البشر ويرفع عنهم غضبه , فصار الله إنسان ( المسيح ) وتحول إلى بشر , ومات على الصليب , وهناك مقولة شهيرة جدا جدا قالها احد المسيحيون عن عقيدة الفداء والصلب ” الله قتل الله ليرضى الله ” ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم
إن الفدية في العهد الجديد إذن، هي جسد المسيح المقدم على الصليب، ودمه المسفوك من أجل ذنوبنا. والمخلص المسيح هو الوحيد الذي أكمل عمل الفداء، إذ فدى البشر، أي اشتراهم بموته البديلي على الصليب.
هذا بإختصار مفهوم المسيحي عن الفداء .
__________
يقول نيافة الأنبا موسى عن عقيدة الفداء والصلب
هى من أهم العقائد المسيحية
جميع طوائف المسيحية تؤمن بعقيدة الفداء والصلب , حتى الطوائف التي لا تؤمن بأن المسيح إله , تؤمن بعقيدة الفداء والصلب .
ولها إرتباط وثيق بلاهوت السيد المسيح
لاهوت السيد المسيح أى ألوهية السيد المسي , هذا الفكر خاص بمعظم طوائف المسيحية , ولكن كما قلنا سابقاً ان بعض الطوائف وأشهرها طائفة شهود يهوه , هذه الطائفة تنكر لاهوت السيد المسيح وتقول انه عبد مخلوق رسول , ولكن مع كل هذا تؤمن بعقيدة الفداء والصلب .
وتجسد الكلمة
المسيحي يؤمن بأن المسيح عليه السلام هو الكلمة , مع فارق إيمان المسلم بهذا الأمر كام وضحنا سابقاً [ المسيح بين العقيدة الإسلامية والعقيدة المسيحية ] , فالمسيحي يؤمن بأن الكلمة صار جسداً وأن الله أصبح بشراً , ولا حول ولا قوة إلا بالله .
حيث كان لابد من أن يكون الفادى هو الإله المتأنس، ليوفى المطاليب
ولا نعلم حقيقة ما هذه المطالب , ولا نعلم من أين جاء بها ولكن هكذا يقول نيافة الأنبا موسى , يقول ان الفادي ( أي الذي سوف يموت نيابة عن البشرية كي ينقذهم من خطيئة آدم الأولى ) لابد ان يكون الإله المتأنس أي ان الله أصبح إنسان .
ويرفع الدين
تم توضيح عقيدة الدين أي خطيئة آدم
ويحل المشكلة.
__________
يستكمل الأنبا موسى شرحه لعقيدة الأقباط الأرثوزوكس حول الفداء والصلب فيقول
فماذا كانت المشكلة؟ المشكلة أن الإنسان سقط فى الخطيئة
دعونا نفتح الكتاب المقدس , لنرى قصة آدم , بحسب الرواية المسيحية التي تختلف كثيراً جداً عن قصة آدم عليه السلام في القرآن الكريم :
__________
قصة آدم من الكتاب المقدس :
1. خلق الإنسان : سفر التكوين الإصحاح الأول :
26 وَقَالَ اللهُ: ((نَعْمَلُ الإِنْسَانَ عَلَى صُورَتِنَا كَشَبَهِنَا فَيَتَسَلَّطُونَ عَلَى سَمَكِ الْبَحْرِ وَعَلَى طَيْرِ السَّمَاءِ وَعَلَى الْبَهَائِمِ وَعَلَى كُلِّ الأَرْضِ وَعَلَى جَمِيعِ الدَّبَّابَاتِ الَّتِي تَدِبُّ عَلَى الأَرْضِ)). 27فَخَلَقَ اللهُ الإِنْسَانَ عَلَى صُورَتِهِ. عَلَى صُورَةِ اللهِ خَلَقَهُ. ذَكَراً وَأُنْثَى خَلَقَهُمْ. 28وَبَارَكَهُمُ اللهُ وَقَالَ لَهُمْ: ((أَثْمِرُوا وَاكْثُرُوا وَامْلأُوا الأَرْضَ وَأَخْضِعُوهَا وَتَسَلَّطُوا عَلَى سَمَكِ الْبَحْرِ وَعَلَى طَيْرِ السَّمَاءِ وَعَلَى كُلِّ حَيَوَانٍ يَدِبُّ عَلَى الأَرْضِ)).
* نلاحظ : فقد خلق الله آدم لكي يعمر الأرض وليس من أجل ان يعيش في الجنة .
2. وصية الله لآدم بعدم الأكل من الشجرة : سفر التكوين الإصحاح الثاني :
16وَأَوْصَى الرَّبُّ الإِلَهُ آدَمَ قَائِلاً: ((مِنْ جَمِيعِ شَجَرِ الْجَنَّةِ تَأْكُلُ أَكْلاً 17وَأَمَّا شَجَرَةُ مَعْرِفَةِ الْخَيْرِ وَالشَّرِّ فَلاَ تَأْكُلْ مِنْهَا لأَنَّكَ يَوْمَ تَأْكُلُ مِنْهَا مَوْتاً تَمُوتُ)).
* نلاحظ : الإله حَرّم على آدم عليه السلام ان يأكل من شجرة المعرفة , آدم عليه السلام لا يعرف الفارق بين الخير والشر , لا يعلم الفارق بين الخطأ والصواب , لا يعرف الفارق بين الحسن والقبيح , لماذا نستقبح الكذب ؟ لأن الله بين لنا في شرعه الشريف ان الكذب شئ قبيح , يؤدي بنا إلى النار , هل معرفة الخير والشر في حد ذاته كان شيئاً سيئاً ؟ لذلك حرمها الإله على آدم ؟ وأريد منكم ان تركزوا على هذا الجزء من النصوص لأننا سوف نحتاجه .
17وَأَمَّا شَجَرَةُ مَعْرِفَةِ الْخَيْرِ وَالشَّرِّ فَلاَ تَأْكُلْ مِنْهَا لأَنَّكَ يَوْمَ تَأْكُلُ مِنْهَا مَوْتاً تَمُوتُ
* نلاحظ : اليوم الذي سوف يأكل فيها آدم عليه السلام من هذه الشجرة المحرمة علية , قضى الإله عليه بالموت في نفس اليوم .
3. خلق حواء : سفر التكوين الإصحاح الثاني :
18وَقَالَ الرَّبُّ الإِلَهُ: ((لَيْسَ جَيِّداً أَنْ يَكُونَ آدَمُ وَحْدَهُ فَأَصْنَعَ لَهُ مُعِيناً نَظِيرَهُ)). 19وَجَبَلَ الرَّبُّ الإِلَهُ مِنَ الأَرْضِ كُلَّ حَيَوَانَاتِ الْبَرِّيَّةِ وَكُلَّ طُيُورِ السَّمَاءِ فَأَحْضَرَهَا إِلَى آدَمَ لِيَرَى مَاذَا يَدْعُوهَا وَكُلُّ مَا دَعَا بِهِ آدَمُ ذَاتَ نَفْسٍ حَيَّةٍ فَهُوَ اسْمُهَا. 20فَدَعَا آدَمُ بِأَسْمَاءٍ جَمِيعَ الْبَهَائِمِ وَطُيُورَ السَّمَاءِ وَجَمِيعَ حَيَوَانَاتِ الْبَرِّيَّةِ. وَأَمَّا لِنَفْسِهِ فَلَمْ يَجِدْ مُعِيناً نَظِيرَهُ. 21فَأَوْقَعَ الرَّبُّ الإِلَهُ سُبَاتاً عَلَى آدَمَ فَنَامَ فَأَخَذَ وَاحِدَةً مِنْ أَضْلاَعِهِ وَمَلَأَ مَكَانَهَا لَحْماً. 22وَبَنَى الرَّبُّ الإِلَهُ الضِّلْعَ الَّتِي أَخَذَهَا مِنْ آدَمَ امْرَأَةً وَأَحْضَرَهَا إِلَى آدَمَ. 23فَقَالَ آدَمُ: ((هَذِهِ الْآنَ عَظْمٌ مِنْ عِظَامِي وَلَحْمٌ مِنْ لَحْمِي. هَذِهِ تُدْعَى امْرَأَةً لأَنَّهَا مِنِ امْرِءٍ أُخِذَتْ)). 24لِذَلِكَ يَتْرُكُ الرَّجُلُ أَبَاهُ وَأُمَّهُ وَيَلْتَصِقُ بِامْرَأَتِهِ وَيَكُونَانِ جَسَداً وَاحِداً. 25وَكَانَا كِلاَهُمَا عُرْيَانَيْنِ آدَمُ وَامْرَأَتُهُ وَهُمَا لاَ يَخْجَلاَنِ.
* نلاحظ : خلق الإله آدم وجعل معه زوجته حواء , ونرى انه هناك حالة من حالات السذاجة لآدم وحواء , أنهما عريانيين ولا يعلمان ان كان هذا حسناً أو سيئاً , إن كان هذا خيراً أم شراً .
3. إغواء الحية لحواء : سفر التكوين الإصحاح الثالث :
وَكَانَتِ الْحَيَّةُ أَحْيَلَ جَمِيعِ حَيَوَانَاتِ الْبَرِّيَّةِ الَّتِي عَمِلَهَا الرَّبُّ الإِلَهُ فَقَالَتْ لِلْمَرْأَةِ: ((أَحَقّاً قَالَ اللهُ لاَ تَأْكُلاَ مِنْ كُلِّ شَجَرِ الْجَنَّةِ؟)) 2فَقَالَتِ الْمَرْأَةُ لِلْحَيَّةِ: ((مِنْ ثَمَرِ شَجَرِ الْجَنَّةِ نَأْكُلُ 3وَأَمَّا ثَمَرُ الشَّجَرَةِ الَّتِي فِي وَسَطِ الْجَنَّةِ فَقَالَ اللهُ: لاَ تَأْكُلاَ مِنْهُ وَلاَ تَمَسَّاهُ لِئَلَّا تَمُوتَا)). 4فَقَالَتِ الْحَيَّةُ لِلْمَرْأَةِ: ((لَنْ تَمُوتَا! 5بَلِ اللهُ عَالِمٌ أَنَّهُ يَوْمَ تَأْكُلاَنِ مِنْهُ تَنْفَتِحُ أَعْيُنُكُمَا وَتَكُونَانِ كَاللهِ عَارِفَيْنِ الْخَيْرَ وَالشَّرَّ)). 6فَرَأَتِ الْمَرْأَةُ أَنَّ الشَّجَرَةَ جَيِّدَةٌ لِلأَكْلِ وَأَنَّهَا بَهِجَةٌ لِلْعُيُونِ وَأَنَّ الشَّجَرَةَ شَهِيَّةٌ لِلنَّظَرِ. فَأَخَذَتْ مِنْ ثَمَرِهَا وَأَكَلَتْ وَأَعْطَتْ رَجُلَهَا أَيْضاً مَعَهَا فَأَكَلَ.
* نلاحظ : ان ليس هناك أي ذكر للشيطان في الموقف .
* نلاحظ : أيضاً ان حواء هي الأخرى لا تعلم الفارق بين الخير والشر , ولا تعلم ان إغواء الحية لها , شراً .
* نلاحظ : ان الرب الإله ترك لحواء حرية التجول حول الشجرة وان في إستطاعتها الإقتراب من الشجرة كما تحب .
* نلاحظ : ان نتيجة التقرب من الشجرة أدى إلى الأكل منها .
* نلاحظ : ان الحية أثارت فضول حواء حول شئ هي لا تعرفه , وهي معرفة الخير والشر .
* نلاحظ : انه ليس هناك أي إشارة بأن الرب الإله أخبر آدم وحواء بأن لهم أي أعداء من أي نوع كان .
* نلاحظ : ان حواء هي سبب أكل آدم من الشجرة وقد لا يعلم انها من الشجرة المحرمة عليه , إذ انه لا يعلم الفارق بين الخير والشر , ولا يعلم انه هناك شراً مطلقاً , ولن يكون في مخيلته مطلقاً ان يكون يكون هناك اي شرور في الدنيا , إذ أن الرب الإله لم يعرفه الخير ولا الشر ولا حتى عرفه على أعدائه .
* نلاحظ : كأن الفارق بين الإنسان والإله , معرفة الخير والشر .
4. المشكلة التي حدثت وتوابع الأكل من الشجرة : سفر التكوين الإصحاح الثالث :
7فَانْفَتَحَتْ أَعْيُنُهُمَا وَعَلِمَا أَنَّهُمَا عُرْيَانَانِ. فَخَاطَا أَوْرَاقَ تِينٍ وَصَنَعَا لأَنْفُسِهِمَا مَآزِرَ. 8وَسَمِعَا صَوْتَ الرَّبِّ الإِلَهِ مَاشِياً فِي الْجَنَّةِ عِنْدَ هُبُوبِ رِيحِ النَّهَارِ فَاخْتَبَأَ آدَمُ وَامْرَأَتُهُ مِنْ وَجْهِ الرَّبِّ الإِلَهِ فِي وَسَطِ شَجَرِ الْجَنَّةِ. 9فَنَادَى الرَّبُّ الإِلَهُ آدَمَ: ((أَيْنَ أَنْتَ؟)). 10فَقَالَ: ((سَمِعْتُ صَوْتَكَ فِي الْجَنَّةِ فَخَشِيتُ لأَنِّي عُرْيَانٌ فَاخْتَبَأْتُ)).11فَقَالَ: ((مَنْ أَعْلَمَكَ أَنَّكَ عُرْيَانٌ؟ هَلْ أَكَلْتَ مِنَ الشَّجَرَةِ الَّتِي أَوْصَيْتُكَ أَنْ لاَ تَأْكُلَ مِنْهَا؟)) 12فَقَالَ آدَمُ: ((الْمَرْأَةُ الَّتِي جَعَلْتَهَا مَعِي هِيَ أَعْطَتْنِي مِنَ الشَّجَرَةِ فَأَكَلْتُ)). 13فَقَالَ الرَّبُّ الإِلَهُ لِلْمَرْأَةِ: ((مَا هَذَا الَّذِي فَعَلْتِ؟)) فَقَالَتِ الْمَرْأَةُ: ((الْحَيَّةُ غَرَّتْنِي فَأَكَلْتُ)).14فَقَالَ الرَّبُّ الإِلَهُ لِلْحَيَّةِ: ((لأَنَّكِ فَعَلْتِ هَذَا مَلْعُونَةٌ أَنْتِ مِنْ جَمِيعِ الْبَهَائِمِ وَمِنْ جَمِيعِ وُحُوشِ الْبَرِّيَّةِ. عَلَى بَطْنِكِ تَسْعِينَ وَتُرَاباً تَأْكُلِينَ كُلَّ أَيَّامِ حَيَاتِكِ. 15وَأَضَعُ عَدَاوَةً بَيْنَكِ وَبَيْنَ الْمَرْأَةِ وَبَيْنَ نَسْلِكِ وَنَسْلِهَا. هُوَ يَسْحَقُ رَأْسَكِ وَأَنْتِ تَسْحَقِينَ عَقِبَهُ)). 16وَقَالَ لِلْمَرْأَةِ: ((تَكْثِيراً أُكَثِّرُ أَتْعَابَ حَبَلِكِ. بِالْوَجَعِ تَلِدِينَ أَوْلاَداً. وَإِلَى رَجُلِكِ يَكُونُ اشْتِيَاقُكِ وَهُوَ يَسُودُ عَلَيْكِ)).17وَقَالَ لِآدَمَ: ((لأَنَّكَ سَمِعْتَ لِقَوْلِ امْرَأَتِكَ وَأَكَلْتَ مِنَ الشَّجَرَةِ الَّتِي أَوْصَيْتُكَ قَائِلاً: لاَ تَأْكُلْ مِنْهَا مَلْعُونَةٌ الأَرْضُ بِسَبَبِكَ. بِالتَّعَبِ تَأْكُلُ مِنْهَا كُلَّ أَيَّامِ حَيَاتِكَ. 18وَشَوْكاً وَحَسَكاً تُنْبِتُ لَكَ وَتَأْكُلُ عُشْبَ الْحَقْلِ. 19بِعَرَقِ وَجْهِكَ تَأْكُلُ خُبْزاً حَتَّى تَعُودَ إِلَى الأَرْضِ الَّتِي أُخِذْتَ مِنْهَا. لأَنَّكَ تُرَابٌ وَإِلَى تُرَابٍ تَعُودُ)).
* نلاحظ : صدقت الحية في قولها بأن أول ما سيأكلان من الشجرة سوف تنفتح أعينهما ويعرفا الخير والشر .
* نلاحظ : عرفا آدم وحواء ان كونهما عريانان , هذا شئ قبيح , ولك يكونا يعلما هذا الأمر من قبل .
* نلاحظ : يصور الكتاب المقدس الإله وكأنه رجل محدود المساحة , وأن الجنة تحتويه , وأنه يتمشى في الجنة .
* نلاحظ : يحاول آدم وحواء الإختباء من الإله وكأن الإله ليس مطلعاً على كل شئ
( ولا أرى شيئاً غريباً في هذا الأمر اذ ان الكتاب يصور الإله محدوداً وان الجنة تحتوية ويتجول فيها ) وأنه سميع بصير لا يخفى عليه شئ في الأرض ولا في السماء .
* نلاحظ : الإله فعلاً لم يعلم أين ذهب آدم , ويصور الكتاب الإله بأنه محدود الرؤيا .
* نلاحظ : كل شخصية من الشخصيات المشتركة في الحادث يلقى اللوم على الآخر , آدم يلقيها على حواء , حواء تلقيها على الحية .
* نلاحظ : كون إن الإله قد سأل آدم وحده عن انه أكل أم لا , قد يدل دلالة ولو بسيطة ان الإله يحمل آدم كل الذنب وأنه لم ينهى حواء من الأكل من الشجرة .
* نلاحظ : ان الإله قد عاقب الحية أولاً قبل الجميع , وهذا ان دل على شئ فأنه يدل دلالة واضحه على ان السبب الرئيسي هو إغواء الحية لحواء , لذلك أرى انه ظلماً من الإله انه لم يعرف آدم وحواء على هذا العدو , وتركهما دون أي علم , دون اي معرفة بأي شئ , والإله يعلم تمام العلم بأن هناك حية خبيثة , بل هي أحيل حيوانات البرية , مع ذلك لم يحذرهما منها .
* نلاحظ : أن هناك عقوبات كثيرة جدا جدا لم يقل بها الإله من قبل , هل من عدل ان يضع الإله عقوبة معينة , ثم يفرض عقوبات أخرى ؟ .
__________
بعد عرض القصة بإختصار شديد جدا جدا . نرجع إلى كلام الأنبا موسى وهو يعرض المشكلة :
فماذا كانت المشكلة؟ المشكلة أن الإنسان سقط فى الخطيئة , فجلب على نفسه أمرين :
1- حكم الموت
فقد قال الرب لآدم :
† “من جميع شجر الجنة تأكل أكلاً، وأما شجرة معرفة الخير والشر فلا تأكل منها، لأنك يوم تأكل منها موتاً تموت” (تك 2:16-17).
وهذه الوصية : أمر ونصيحة، فالطفل الذى لا يعرف آثار الاحتراق بالنار نأمره بترك علبة الكبريت، لأن فى ذلك خيره.
† وهكذا سقط آدم وحواء تحت حكم الموت، لأن “أجرة الخطية موت” (رو 23:6)، و “النفس التى تخطئ تموت” (حز 4:18).
النصوص المستشهد بها :
Rom 6:23 لأَنَّ أُجْرَةَ الْخَطِيَّةِ هِيَ مَوْتٌ وَأَمَّا هِبَةُ اللهِ فَهِيَ حَيَاةٌ أَبَدِيَّةٌ بِالْمَسِيحِ يَسُوعَ رَبِّنَا.
للعلم , بولس المدعوا رسولاً هو مؤسس عقيدة الفداء والصلب في المسيحية .
Eze 18:4 هَا كُلُّ النُّفُوسِ هِيَ لِي. نَفْسُ الأَبِ كَنَفْسِ الاِبْنِ. كِلاَهُمَا لِي. النَّفْسُ الَّتِي تُخْطِئُ هِيَ تَمُوتُ.
هل مات آدم في نفس اليوم كما قصى الإله ؟ لانَّكَ يَوْمَ تَاكُلُ مِنْهَا مَوْتا تَمُوتُ
ما هو مقدار اليوم عند الإله بحسب الكتاب المقدس ؟
Psa 90:4 لأَنَّ أَلْفَ سَنَةٍ فِي عَيْنَيْكَ مِثْلُ يَوْمِ أَمْسِ بَعْدَ مَا عَبَرَ وَكَهَزِيعٍ مِنَ اللَّيْلِ.
2Pe 3:8 وَلَكِنْ لاَ يَخْفَ عَلَيْكُمْ هَذَا الشَّيْءُ الْوَاحِدُ أَيُّهَا الأَحِبَّاءُ، أَنَّ يَوْماً وَاحِداً عِنْدَ الرَّبِّ كَأَلْفِ سَنَةٍ، وَأَلْفَ سَنَةٍ كَيَوْمٍ وَاحِدٍ.
إذن , لو مات آدم قبل أن يمر ألف سنه , فأنه سوف يكون قد مات في نفس اليوم عند الإله , لنرى متى مات آدم بحسب الكتاب المقدس :
Gen 5:5 فَكَانَتْ كُلُّ ايَّامِ ادَمَ الَّتِي عَاشَهَا تِسْعَ مِئَةٍ وَثَلاثِينَ سَنَةً وَمَاتَ.
آدم عليه السلام بحسب الكتاب المقدس لم يكمل ألف سنة على الأرض ( 930 سنة ) , فقد مات آدم عليه السلام في اليوم الذي أكل فيه من الشجرة , وقد أقام الإله قضاءه عليه , هل قال الإله بأنه الحكم أبدي ؟ عليه وعلى نسله من بعده ؟ سبحان الله العظيم .
يقول حزقيال نفسه , في نفس الإصحاح الذي استشهد منه الأنبا موسى :
Eze 18:19 [وَأَنْتُمْ تَقُولُونَ: لِمَاذَا لاَ يَحْمِلُ الاِبْنُ مِنْ إِثْمِ الأَبِ؟ أَمَّا الاِبْنُ فَقَدْ فَعَلَ حَقّاً وَعَدْلاً. حَفِظَ جَمِيعَ فَرَائِضِي وَعَمِلَ بِهَا فَحَيَاةً يَحْيَا.
Eze 18:20 اَلنَّفْسُ الَّتِي تُخْطِئُ هِيَ تَمُوتُ. الاِبْنُ لاَ يَحْمِلُ مِنْ إِثْمِ الأَبِ وَالأَبُ لاَ يَحْمِلُ مِنْ إِثْمِ الاِبْنِ. بِرُّ الْبَارِّ عَلَيْهِ يَكُونُ وَشَرُّ الشِّرِّيرِ عَلَيْهِ يَكُونُ
أظن والله أعلم ان هذا تدليساً من الأنبا موسى لأنه أختار النص الأول , ولم يختار النص الثاني , مع ان النصين فيهما ان النفس التي تخطئ هي تموت , لكن كالعادة , الموضوع بالمزاج . هذه النصوص تخالف تكملة تعليق الأنبا موسى إذ كان يقتبس من أقوال القديس أثاناسيوس يقول :
ولكن لما كان ضرورياً أيضاً وفاء الدين المستحق على الجميع... إذ كان الجميع مستحقين الموت... أتى المسيح بيننا.. وبعد تقديم البراهين الكثيرة عن لاهوته بواسطة أعماله، قدَّم ذبيحة نفسه
لماذا يستحق الجميع الموت ؟ هل هذا عدل الإله ؟ بغض النظر عن نقطة تقديم براهين كثيرة عن لاهوتة إذ أننا قلنا ان بعض الطوائف الناكرة للاهوت السيد المسيح ما زالت تؤمن بعقيدة الفداء والصلب . ولكن من أين أتى بأن الجميع مستحقين الموت ؟ , ونرى ان هذا الرأي ليس رأي القديس أثاناسيوس فقط ولكنه رأي الكثير من القديسيين القدماء , دون أي دليل على ان خطيئة آدم عليه اسلام قد تورثت لباقي ذريته , ثم أننا قد أثبتنا ان حكم الموت قد تم تنفيذه على آدم عليه السلام , فما ذنب نسل آدم عليه السلام , مع العلم ان الكتاب المقدس يقول بأن الاِبْنُ لاَ يَحْمِلُ مِنْ إِثْمِ الأَبِ وَالأَبُ لاَ يَحْمِلُ مِنْ إِثْمِ الاِبْنِ , فعندما نقرأة الآية الكريمة التي تقول , اتَّخَذُواْ أَحْبَارَهُمْ وَرُهْبَانَهُمْ أَرْبَاباً مِّن دُونِ اللّهِ , صدق الله العظيم .
__________
يقول الأنبا موسى ان المكشلة الثانية التي وقع فيها آدم بعد الأكل من الشجرة :
2- فساد الطبيعة البشرية
هذه هى النتيجة الثانية للسقوط، إذ فسدت طبيعتنا البشرية، مما يستوجب "إعادة خلق" و "تجديد" الإنسان، ليعود إلى "صورته الأولى"...
ما هي هذه الطبيعة التي يقول عنها الأنبا موسى ؟
هل يريد منا أن نرجع إلى سذاجة آدم وحواء في الأول ؟ إذ كانوا عراه ولا يخجلون , جائت الحية إلى حواء وضحك عليه وأغواها وهي لا تفقه شئ في أي شئ ولا تعلم الفارق لين الخير والشر ؟ هل يريد منّا أن نصبح هكذا ؟ , وهل بعد الفداء والصلب رجعنا إلى هذه الطبيعة التي يقول عنها الأنبا موسى ؟ هل اختفى الشر , حتى ولو بين المسيحيين فقط ؟ من أين جاء برسوم المحرقي ؟ ولماذا لم يختفي الشر من العالم بعد الفداء والصلب المزعوم ؟
ثم يكمل الأنبا موسى حديثه حول موضوع الفداء والصلب ويقول :
- أولاً: كان من المستحيل مسامحة آدم، لأن هذا يتناقض مع عدل الله، كما أن الغفران وحده لا يحل المشكلة، إذ سيبقى آدم فى طبيعة فاسدة تحتاج إلى تجديد.
هل هناك شئ مستحيل على الله عز وجل ؟ هل يعاملنا الله بعدله أم يعاملنا برحمته ومغفرته , الحمد لله على نعمة الإسلام وكفى بها نعمة .
هل الإله في الكتاب المقدس لا يسامح ؟ لأن هذا يتنافى مع عدله ؟ هل الإله في الكتاب المقدس لم يسامح آدم ؟ هل كلام الأنبا موسى مبني على أساس نصوص من كتابه ام انه يضبط الأمور بحسب عقيدته ؟ من المفترض ان تكون العقيدة مستقاه من الكتاب ولكن المسيحيون عندهم عقيدة ثم يفسرون بها الكتاب ! .
Gen 3:21 وَصَنَعَ الرَّبُّ الالَهُ لِادَمَ وَامْرَاتِهِ اقْمِصَةً مِنْ جِلْدٍ وَالْبَسَهُمَا.
التفسير التطبيقي للكتاب المقدس : لا توجد ملاحظات لهذة الآية
هل هذا طبيعي ؟ ان الإله يصنع بنفسه أقمصه من جلد ؟ ويلبسهم إياها بنفسه ؟ والأعجب عندما نرى التفسير التطبيقي للكتاب المقدس في هذا النص , لا توجد ملاحظات لهذه الآية , والله جائني إحساس بالضحك مع شعور بالحزن , أضحك لأن المفسرون يعلمون تماما ان أي إيضاح في هذا النص سوف يسبب مشاكل مع عقيدة الفداء والصلب , وسوف يبين ان العلاقة بين الإله وآدم وحواء أصبحت علاقة جيدة لدرجة ان الإلة الذي قال بِعَرَقِ وَجْهِكَ تَاكُلُ وقال أيضاً وَشَوْكا وَحَسَكا تُنْبِتُ لَكَ وَتَاكُلُ عُشْبَ الْحَقْلِ بل أنه قال مَلْعُونَةٌ الارْضُ بِسَبَبِكَ , قد عاد وصالح آدم وحواء وصنع بنفسه لهما أقمصه من جلد وألبسهما بنفسه , وأحزن حزن شديد جدا جدا , لأن القساوسة والرهبان , أهل الدين والصلاح والتقى والعفاف وكل معنى حسن بالنسبة لشعب الكنيسة , يحاولون إخفاء الحق عن عوام المسيحيين ولا يعلقون على نصوص مهمة بهذه الدرجة . النص يدل دلالة واضحة ان العلاقة جيدة بين آدم وحواء ولكن كيف نبين مثل هذا الكلام الذي ينافي كلام نيافة وقداسة الأنبا موسى , لا يجوز ان نبين مثل هذه الأمور , بل كلام قداسة الأنبا موسى فوق الرأس ونتبعه مهما كان , حتى ولو كلام يخالف الكتاب المقدس نفسه . والعجيب ان هناك بعض المفسرين الأجانب يقولون أقوال خطيرة جدا على هذا النص , إذ يقول المفسير العالمي آدم كلارك على هذا النص :
Adam Clarke's Commentary on the Bible - LL.D., F.S.A., (1715-1832)
Gen 3:21 -
God made coats of skins - It is very likely that the skins out of which their clothing was made were taken off animals whose blood had been poured out as a sin-offering to God
الترجمة : وَصَنَعَ الرَّبُّ الالَهُ لِادَمَ وَامْرَاتِهِ اقْمِصَةً مِنْ جِلْدٍ وَالْبَسَهُمَا. من الواضح جدا ان الجلود التي صُنع منها الملابس , قد تم أخذها من حيوانات , قد سُفِك دمها كتَقدُمة قربان لغفران الخطايا . وهذا يدل دلالة واضحة ان آدم حاول ان ينول رضى الإله وقدم له الذبائح والمحرقات , ومن الواضح أيضاً ان الإله قبل هذه الذبائح والمحرقات فصنع من جلودها ملابس لآدم وحواء . فكيف يقول الأنبا موسى ان من المستحيل مساحمة آدم مع ان هذا واقع الكتاب المقدس ؟ ثم يقول ان الغفران وحده لا يحل المشكله , ما هذه المشكلة , هل يضع أي شئ من أجل ان يبرر هذه العقيدة ؟ وهل هذه دلالة النصوص من الكتاب المقدس ؟ ألم يلبسهما ملابس من جلد ؟ ألا يدل هذا انه غفر له وسامحه . وهل هذه طبيعة الإله في الكتاب المقدس ؟ أليست موجودة نصوص عديدة جدا جدا من الكتاب المقدس توضح ان الإله يغفر للخاطئ بمجرد التوبة ؟
Eze 18:19 [وَأَنْتُمْ تَقُولُونَ: لِمَاذَا لاَ يَحْمِلُ الاِبْنُ مِنْ إِثْمِ الأَبِ؟ أَمَّا الاِبْنُ فَقَدْ فَعَلَ حَقّاً وَعَدْلاً. حَفِظَ جَمِيعَ فَرَائِضِي وَعَمِلَ بِهَا فَحَيَاةً يَحْيَا.
Eze 18:20 اَلنَّفْسُ الَّتِي تُخْطِئُ هِيَ تَمُوتُ. الاِبْنُ لاَ يَحْمِلُ مِنْ إِثْمِ الأَبِ وَالأَبُ لاَ يَحْمِلُ مِنْ إِثْمِ الاِبْنِ. بِرُّ الْبَارِّ عَلَيْهِ يَكُونُ وَشَرُّ الشِّرِّيرِ عَلَيْهِ يَكُونُ.
Eze 18:21 فَإِذَا رَجَعَ الشِّرِّيرُ عَنْ جَمِيعِ خَطَايَاهُ الَّتِي فَعَلَهَا وَحَفِظَ كُلَّ فَرَائِضِي وَفَعَلَ حَقّاً وَعَدْلاً فَحَيَاةً يَحْيَا. لاَ يَمُوتُ.
Eze 18:22 كُلُّ مَعَاصِيهِ الَّتِي فَعَلَهَا لاَ تُذْكَرُ عَلَيْهِ. فِي بِرِّهِ الَّذِي عَمِلَ يَحْيَا.
Eze 18:23 هَلْ مَسَرَّةً أُسَرُّ بِمَوْتِ الشِّرِّيرِ يَقُولُ السَّيِّدُ الرَّبُّ؟ أَلاَ بِرُجُوعِهِ عَنْ طُرُقِهِ فَيَحْيَا؟
ألم يوصف الإله في الكتاب المقدس بأنه كثير الغفران ؟
Isa 55:7 لِيَتْرُكِ الشِّرِّيرُ طَرِيقَهُ وَرَجُلُ الإِثْمِ أَفْكَارَهُ وَلْيَتُبْ إِلَى الرَّبِّ فَيَرْحَمَهُ وَإِلَى إِلَهِنَا لأَنَّهُ يُكْثِرُ الْغُفْرَانَ.
هل نفذ الغفران عندما أخطئ آدم ؟ سبحان الله العظيم , ما لكم كيف تحكمون ؟ , لماذا يحاول الأنبا موسى دائماً وضع المشاكل والعقد ؟ من الواضح جدا انه يحاول تبرير عقيدته بأى شكل من الأشكال , والمصيبة الكبرى ان أفكاره ضد كتابه , سبحان الله العظيم
وما هذه الطبيعة الفاسدة التي يدعيها الأنبا موسى ؟ وكيف تغيرت هذه الطبيعة بعد الفداء والصلب , سبحان الله العظيم .
- ثانياً: وكان من غير المقبول إماتة آدم، لأن هذا يتعارض مع رحمة الله، كما أنه لا يليق بكرامة الله وحكمته أن يخلق آدم حراً، فيسقطه الشيطان، فيموت... ليخلق الله غيره، ويسقطه الشيطان أيضاً، فيموت... وهذا انتصار للشيطان... حاشا!! كان الحلّ الوحيد هو أن يفتدى الرب آدم... أى أن يموت آخر عن آدم، وأن يجدد الله طبيعة آدم مرة أخرى...
كيف يقول انه من غير المقبول إماتة آدم وقد مات بالفعل ؟ يخالف كتابه مرة أخرى .
Gen 5:5 فَكَانَتْ كُلُّ ايَّامِ ادَمَ الَّتِي عَاشَهَا تِسْعَ مِئَةٍ وَثَلاثِينَ سَنَةً وَمَاتَ.
ثم يقول انه يتعارض مع رحمة الله , هل هناك دليل ان الله عز وجل قد خلق آدم ليكون خالداً مخلداً في الأرض ؟ وماذا يعني بأن يخلق آدم حراً , وقد قال الإله في العهد القديم انه قد خلقه ليعمر الأرض ويتسلط على سمك البحر .. إلخ , ثم أين ذكر الشيطان في القصة كلها ؟ لم أرى كلمة الشيطان في سفر التكوين كله فضلاً على ان يذكر في قصة آدم في بداية الكتاب المقدس , ولماذا لم يحذر الإله آدم من الشيطان أو من أي عدوا له , نرى بكل وضوح ان الأنبا موسى يحاول وضع أي مشاكل وعراقيل أمامه حتى يبرر عقيدته , ويقول ان الحل الوحيد هو يفتدي الرب آدم , وكأن هذا الرب قد وضع نفسه في مأزق وليس له حل آخر سوى الفداء , يصور الرب بأنه عاجز عن فعل أي شئ آخر لإنقاذ الموقف , سبحان الله العظيم .
__________
ثم نرى الأنبى موسى يضع صفات للفادي بشروط وضعها هو كما يرى مناسباً للمشكلة التي إختلقها من لاشئ :
فما هى مواصفات ذلك الفادى ؟
يجب أن يكون :
1- إنساناً... لأن الإنسان هو الذى اخطأ.
2- يموت... لأن أجرة الخطية موت.
3- غير محدود... لأن خطية آدم موجهة نحو الله غير المحدود، وعقابها غير محدود تبعاً لذلك.
4- بلا خطية... لأن فاقد الشىء لا يعطيه.
5- خالقاً... لكى يعيد خلقة آدم.
طبعاً هذه الصفات لا تهمنا , باي شكل من الأشكال , لأنها من وحي الخيال ومجرد إستنتاجات , الأنبا موسى (حط العقدة في المنشار) لذلك يحاول إيجاد أي حلول للمشكلة بحسب العقيدة الموجودة في عقله وليست عقيدة كتابية , والدليل هو ان صفات الفادي ليست كتابية بل من وحي خيالة بحسب عقيدته الموجودة في ذهنه , وإلا لكان اقتبس على كل صفة من صفات الفادي , بجانبة شواهد النص .
الأنبا موسى يقول ان الفادي لابد ان يكون غير محدود لأن الخطيئة موجهة نحو الله غير المحدود , أي انه يقول ان الفادي لابد ان يكون الله نفسه , فهل هناك غير محدود سوى الله , وعلل هذا لأنه يقول ان الخطيئة موجهة نحو الله غير المحدود , وعقابها غير محدود تبعاً لذلك , هذا الكلام غير منطقي وغير سليم , الموضوع ببساطه ان فعل آدم مهما كان , سيكون غير محدود ,فهل من العدل ان يعاقب الله عز وجل آدم بعقاب غير محدود , مع ان الفعل محدود في الأصل ؟ . ثم ان الله قد عاقب آدم فعلاً وانتهى الأمر , قال له انه يوم ان تأكل من الشجرة تموت , وقد مات في نفس اليوم , فلم السفسطه في الأمر والموضوع قد انتهى بالفعل ؟ . ثم يعود يتكلم عن ان الفادي لابد ان يكون خالق لكي يعيد الخليقة , يا عالم فهمونا ايه الخليقة إلى عادت ديه ؟ سبحان الله العظيم .
__________
العجيب في الأمر ما يقوله الأنبا موسى عن الإيمان بعقيدة الفداء والصلب :
نحن حينما نتحدث عن الفداء لا نتحدث عن نظرية قابلة للمناقشة، ولكن عن عقيدة نسلمها لأجيالنا..
لكن آباءنا تركوا لنا عقيدة راسخة وثابتة، ونحن نلتزم بالوصية . ولو أننا سلمنا أنفسنا لكل المفكرين المحدثين، لحدثت بلبلة كبيرة فى الكنيسة، فكل واحد سيفكر بطريقته، ويعلم بتعاليمه الخاصة، ويصل إلى نتائج كثيراً ما تكون خاطئة... أما العقيدة فهى الشىء الراسخ الذى تسلمناه من الإنجيل والآباء وعلينا أن نسلمه لأجيالنا كما هو... مرة واحدة!!
كعادة اي عقيدة من عقائد المسيحيية , لاتناقش ولا تجادل , فقط إقبل بالإيمان , حتى لو مفيش إقتناع , الموضوع غير قابل للمناقشة . الإيمان مُسلم به من الآباء الكهنة , عقيدة متناقلة بين الكهنة والرهبان , يقول الأنبا موسى ان التفكير في العقيدة ومحالة الإقتناع والفهم والنقاش سيأدي إلى البلبلة في الكنيسة وسيحدث مشاكل , الحل الأمثل , كمل فعلنا في الثالوث القدوس , آمن بالعقيدة وليس مهماً ان تقتنع , فعقولنا بسيطه جدا ومحدودة ولن ندرك أي شئ , ومهما حاولت تفم يا مسلم مش هتقدر , ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم .
__________
خلاصة العقيدة المسيحية كما يؤمن بها المسيحي :
* آدم عصى وصية الإله
* الإله غضب على البشرية كلها ولعن الأرض كلها
* آدم فقد الخليقة الصافيه ( مش عارف يعني ايه )
* توارث كل البشر هذه الطبيعة الفاسده مع خطيئة آدم
* لابد ان يكون هناك حل يتوافق مع عدل الله ورحمة الله
* الحل هو وجود فداء لكي يعود الإنسان لطبيعته الأولى
* والفادي لابد ان يكون الإله نفسه وان يموت على الصليب ويفدينا لكي يحل كل مشاكلنا
*** بعض الصور للإله وهو مصلوب ***
http://eld3wah.com/img/cross1.jpg (http://eld3wah.com/img/cross1.jpg)
http://eld3wah.com/img/cross2.jpg
http://eld3wah.com/img/cross3.jpg
المصيبة الكبرى انه مكتوب في العهد القديم , ان المعلق على الخشبة ملعون من الله
Deu 21:22 «وَإِذَا كَانَ عَلى إِنْسَانٍ خَطِيَّةٌ حَقُّهَا المَوْتُ فَقُتِل وَعَلقْتَهُ عَلى خَشَبَةٍ
Deu 21:23 فَلا تَبِتْ جُثَّتُهُ عَلى الخَشَبَةِ بَل تَدْفِنُهُ فِي ذَلِكَ اليَوْمِ لأَنَّ المُعَلقَ مَلعُونٌ مِنَ اللهِ. فَلا تُنَجِّسْ أَرْضَكَ التِي يُعْطِيكَ الرَّبُّ إِلهُكَ نَصِيباً».
ويقر بولس المدعوا رسولاً هذا الكلام , إذ يقول ان يسوع ( الإله ) ملعون
وأصبح ملعون من أجله , لأنه ملعون كل من علق على خشبة
Gal 3:13 اَلْمَسِيحُ افْتَدَانَا مِنْ لَعْنَةِ النَّامُوسِ، إِذْ صَارَ لَعْنَةً لأَجْلِنَا، لأَنَّهُ مَكْتُوبٌ: «مَلْعُونٌ كُلُّ مَنْ عُلِّقَ عَلَى خَشَبَةٍ».
ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم .
المسيحيين يعبدون إله لعن نفسه , فهل تقبل يا مسلم ان تعبد هذا الإله ؟
__________
موقف العقيدة الإسلامية من عقيدة الصلب والفداء :
من الطبيعي جدا ان عقيدة فاسدة وغير منطقية أو عقلانية ان لا تكون موجودة في القرآن الكريم , بل ان القرآن الكريم يحارب أي عقيدة فاسدة مثل هذه وسوف نرى بالدليل والبرهان وإستناداً على آيات من القرآن الكريم , كيف ان العقيدة الإسلامية أكثر منطقية وعقلانية ومتوافقة مع العقل والمنطق .
فلنبدأ أولاً بعرض قصة آدم عليه السلام من القرآن الكريم :
خلق الله الإنسان من أجل تعمير الأرض
{ وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلاَئِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الأَرْضِ خَلِيفَةً قَالُواْ أَتَجْعَلُ فِيهَا مَن يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاء وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ قَالَ إِنِّي أَعْلَمُ مَا لاَ تَعْلَمُونَ } البقرة30
فـ الإنسان مخلوق من أجل ان يوجد في الأرض من الأصل , وقد تم إقرار ذلك حتى من قبل ان يعصى آدم الله عز وجل .
تم رواية قصة آدم عليه السلام في أكثر من سورة من سور القرآن الكريم سوف نجمعهم كلهم ان شاء الله رب العالمين .
[ وَقُلْنَا يَا آدَمُ اسْكُنْ أَنتَ وَزَوْجُكَ الْجَنَّةَ وَكُلاَ مِنْهَا رَغَداً حَيْثُ شِئْتُمَا وَلاَ تَقْرَبَا هَـذِهِ الشَّجَرَةَ فَتَكُونَا مِنَ الْظَّالِمِينَ {35} فَأَزَلَّهُمَا الشَّيْطَانُ عَنْهَا فَأَخْرَجَهُمَا مِمَّا كَانَا فِيهِ وَقُلْنَا اهْبِطُواْ بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ وَلَكُمْ فِي الأَرْضِ مُسْتَقَرٌّ وَمَتَاعٌ إِلَى حِينٍ {36} فَتَلَقَّى آدَمُ مِن رَّبِّهِ كَلِمَاتٍ فَتَابَ عَلَيْهِ إِنَّهُ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ {37} قُلْنَا اهْبِطُواْ مِنْهَا جَمِيعاً فَإِمَّا يَأْتِيَنَّكُم مِّنِّي هُدًى فَمَن تَبِعَ هُدَايَ فَلاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ {38} ]
[ سورة البقرة ]
التفسير الميسر للآيات : وقال الله: يا آدم اسكن أنت وزوجك حواء الجنة, وتمتعا بثمارها تمتعًا هنيئًا واسعًا في أي مكان تشاءان فيها, ولا تقربا هذه الشجرة حتى لا تقعا في المعصية, فتصيرا من المتجاوزين أمر الله.فأوقعهما الشيطان في الخطيئة: بأنْ وسوس لهما حتى أكلا من الشجرة, فتسبب في إخراجهما من الجنة ونعيمها. وقال الله لهم: اهبطوا إلى الأرض, يعادي بعضكم بعضًا -أي آدم وحواء والشيطان- ولكم في الأرض استقرار وإقامة, وانتفاع بما فيها إلى وقت انتهاء آجالكم.فتلقى آدمُ بالقبول كلماتٍ, ألهمه الله إياها توبة واستغفارًا, وهي قوله تعالى: (ربَّنَا ظَلَمْنَا أَنْفُسَنَا وإِنْ لَمْ تَغْفِرْ لَنَا وتَرْحَمْنَا لَنَكُونَنَّ مِن الخَاسِرِينَ) فتاب الله عليه, وغفر له ذنبه إنه تعالى هو التواب لمن تاب مِن عباده, الرحيم بهم .قال الله لهم: اهبطوا من الجنة جميعًا, وسيأتيكم أنتم وذرياتكم المتعاقبة ما فيه هدايتكم إلى الحق. فمن عمل بها فلا خوف عليهم فيما يستقبلونه من أمر الآخرة ولا هم يحزنون على ما فاتهم من أمور الدنيا .
هذه الملاحظات جوهرية لنبين الفارق بين القصة في القرآن الكريم والكتاب المقدس :
* نلاحظ : الأمر للإثنين , آدم وحواء على السواء , وَلاَ تَقْرَبَا هَـذِهِ الشَّجَرَةَ .
* نلاحظ : الله عز وجل قال وَلاَ تَقْرَبَا هَـذِهِ الشَّجَرَةَ وكما يقول التفسير ولا تقربا هذه الشجرة حتى لا تقعا في المعصية وهذا ما فقدناه في قصة الكتاب المقدس إذ ان إقتراب حواء من الشجرة سبب هام في أكلها من الشجرة . Gen 3:6 فَرَاتِ الْمَرْاةُ انَّ الشَّجَرَةَ جَيِّدَةٌ لِلاكْلِ وَانَّهَا بَهِجَةٌ لِلْعُيُونِ وَانَّ الشَّجَرَةَ شَهِيَّةٌ لِلنَّظَرِ. فَاخَذَتْ مِنْ ثَمَرِهَا وَاكَلَتْ وَاعْطَتْ رَجُلَهَا ايْضا مَعَهَا فَاكَلَ.
* نلاحظ : ان الشيطان أغوى آدم وحواء , الإثنين على السواء ” فَأَزَلَّهُمَا ” , ” وسوس لهما حتى أكلا من الشجرة ” فلم تكم حواء هي السبب في أكل آدم من الشجرة ” وَاعْطَتْ رَجُلَهَا ايْضا مَعَهَا فَاكَلَ ” .
* نلاحظ : الله عز وجل لم يحدد عقاب لآدم وحواء , بل فقط أمرهم بأن لا يقربا من الشجرة عكس ما هو موجود في الكتاب المقدس , بأن وعد الإله آدم بالموت في اليوم الذي يأكل من الشجرة . Gen 2:17 وَامَّا شَجَرَةُ مَعْرِفَةِ الْخَيْرِ وَالشَّرِّ فَلا تَاكُلْ مِنْهَا لانَّكَ يَوْمَ تَاكُلُ مِنْهَا مَوْتا تَمُوتُ».
__________
[ وَيَا آدَمُ اسْكُنْ أَنتَ وَزَوْجُكَ الْجَنَّةَ فَكُلاَ مِنْ حَيْثُ شِئْتُمَا وَلاَ تَقْرَبَا هَـذِهِ الشَّجَرَةَ فَتَكُونَا مِنَ الظَّالِمِينَ {19} فَوَسْوَسَ لَهُمَا الشَّيْطَانُ لِيُبْدِيَ لَهُمَا مَا وُورِيَ عَنْهُمَا مِن سَوْءَاتِهِمَا وَقَالَ مَا نَهَاكُمَا رَبُّكُمَا عَنْ هَـذِهِ الشَّجَرَةِ إِلاَّ أَن تَكُونَا مَلَكَيْنِ أَوْ تَكُونَا مِنَ الْخَالِدِينَ {20} وَقَاسَمَهُمَا إِنِّي لَكُمَا لَمِنَ النَّاصِحِينَ {21} فَدَلاَّهُمَا بِغُرُورٍ فَلَمَّا ذَاقَا الشَّجَرَةَ بَدَتْ لَهُمَا سَوْءَاتُهُمَا وَطَفِقَا يَخْصِفَانِ عَلَيْهِمَا مِن وَرَقِ الْجَنَّةِ وَنَادَاهُمَا رَبُّهُمَا أَلَمْ أَنْهَكُمَا عَن تِلْكُمَا الشَّجَرَةِ وَأَقُل لَّكُمَا إِنَّ الشَّيْطَآنَ لَكُمَا عَدُوٌّ مُّبِينٌ {22} قَالاَ رَبَّنَا ظَلَمْنَا أَنفُسَنَا وَإِن لَّمْ تَغْفِرْ لَنَا وَتَرْحَمْنَا لَنَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ {23} قَالَ اهْبِطُواْ بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ وَلَكُمْ فِي الأَرْضِ مُسْتَقَرٌّ وَمَتَاعٌ إِلَى حِينٍ {24} قَالَ فِيهَا تَحْيَوْنَ وَفِيهَا تَمُوتُونَ وَمِنْهَا تُخْرَجُونَ {25} ]
[ سورة الأعراف ]
التفسير الميسر للآيات : فألقى الشيطان لآدم وحواء وسوسة لإيقاعهما في معصية الله تعالى بالأكل من تلك الشجرة التي نهاهما الله عنها; لتكون عاقبتهما انكشاف ما سُتر من عوراتهما, وقال لهما في محاولة المكر بهما: إنما نهاكما ربكما عن الأكل مِن ثمر هذه الشجرة مِن أجل أن لا تكونا ملَكين, ومِن أجل أن لا تكونا من الخالدين في الحياة.وأقسم الشيطان لآدم وحواء بالله إنه ممن ينصح لهما في مشورته عليهما بالأكل من الشجرة, وهو كاذب في ذلك.وأقسم الشيطان لآدم وحواء بالله إنه ممن ينصح لهما في مشورته عليهما بالأكل من الشجرة, وهو كاذب في ذلك.فجرَّأهما وغرَّهما, فأكلا من الشجرة التي نهاهما الله عن الاقتراب منها, فلما أكلا منها انكشفت لهما عوراتهما, وزال ما سترهما الله به قبل المخالفة, فأخذا يلزقان بعض ورق الجنة على عوراتهما, وناداهما ربهما جل وعلا ألم أنهكما عن الأكل من تلك الشجرة, وأقل لكما: إن الشيطان لكما عدو ظاهر العداوة؟ وفي هذه الآية دليل على أن كشف العورة من عظائم الأمور, وأنه كان ولم يزل مستهجَنًا في الطباع, مستقبَحًا في العقول.قال آدم وحواء: ربنا ظلمنا أنفسنا بالأكل من الشجرة, وإن لم تغفر لنا وترحمنا لنكونن ممن أضاعوا حظَّهم في دنياهم وأخراهم.
(وهذه الكلمات هي التي تلقاها آدم من ربه, فدعا بها فتاب الله عليه).
قال تعالى مخاطبًا آدم وحواء لإبليس: اهبطوا من السماء إلى الأرض, وسيكون بعضكم لبعض عدوًا, ولكم في الأرض مكان تستقرون فيه, وتتمتعون إلى انقضاء آجالكم.قال الله تعالى لآدم وحوَّاء وذريتهما: فيها تحيون, أي: في الأرض تقضون أيام حياتكم الدنيا, وفيها تكون وفاتكم, ومنها يخرجكم ربكم, ويحشركم أحياء يوم البعث.
__________
[ وَلَقَدْ عَهِدْنَا إِلَى آدَمَ مِن قَبْلُ فَنَسِيَ وَلَمْ نَجِدْ لَهُ عَزْماً {115} وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلَائِكَةِ اسْجُدُوا لِآدَمَ فَسَجَدُوا إِلَّا إِبْلِيسَ أَبَى {116} فَقُلْنَا يَا آدَمُ إِنَّ هَذَا عَدُوٌّ لَّكَ وَلِزَوْجِكَ فَلَا يُخْرِجَنَّكُمَا مِنَ الْجَنَّةِ فَتَشْقَى {117} إِنَّ لَكَ أَلَّا تَجُوعَ فِيهَا وَلَا تَعْرَى {118} وَأَنَّكَ لَا تَظْمَأُ فِيهَا وَلَا تَضْحَى {119} فَوَسْوَسَ إِلَيْهِ الشَّيْطَانُ قَالَ يَا آدَمُ هَلْ أَدُلُّكَ عَلَى شَجَرَةِ الْخُلْدِ وَمُلْكٍ لَّا يَبْلَى {120} فَأَكَلَا مِنْهَا فَبَدَتْ لَهُمَا سَوْآتُهُمَا وَطَفِقَا يَخْصِفَانِ عَلَيْهِمَا مِن وَرَقِ الْجَنَّةِ وَعَصَى آدَمُ رَبَّهُ فَغَوَى {121} ثُمَّ اجْتَبَاهُ رَبُّهُ فَتَابَ عَلَيْهِ وَهَدَى {122} قَالَ اهْبِطَا مِنْهَا جَمِيعاً بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ فَإِمَّا يَأْتِيَنَّكُم مِّنِّي هُدًى فَمَنِ اتَّبَعَ هُدَايَ فَلَا يَضِلُّ وَلَا يَشْقَى {123} ]
[ سورة طه ]
التفسير الميسر للآيات : ولقد وصينا آدم مِن قَبلِ أن يأكل من الشجرة, ألا يأكل منها, وقلنا له: إن إبليس عدو لك ولزوجك, فلا يخرجنكما من الجنة, فتشقى أنت وزوجك في الدنيا, فوسوس إليه الشيطان فأطاعه, ونسي آدم الوصية, ولم نجد له قوة في العزم يحفظ بها ما أُمر به.واذكر – أيها الرسول – إذ قلنا للملائكة: اسجدوا لآدم سجود تحية وإكرام, فأطاعوا, وسجدوا, لكن إبليس امتنع من السجود.فقلنا: يا آدم إن إبليس هذا عدو لك ولزوجتك, فاحذرا منه, ولا تطيعاه بمعصيتي, فيخرجكما من الجنة, فتشقى إذا أُخرجت منها.إن لك – يا آدم – في هذه الجنة أن تأكل فلا تجوع, وأن تَلْبَس فلا تَعْرى.وأن لك ألا تعطش في هذه الجنة ولا يصيبك حر الشمس.فوسوس الشيطان لآدم وقال له: هل أدلك على شجرة, إن أكلت منها خُلِّدتَ فلم تمت, وملكت مُلْكًا لا ينقضي ولا ينقطع؟فأكل آدم وحواء من الشجرة التي نهاهما الله عنها, فانكشفت لهما عوراتهما, وكانت مستورةً عن أعينهما, فأخذا ينزعان من ورق أشجار الجنة ويلصقانه عليهما; ليسترا ما انكشف من عوراتهما, وخالف آدم أمر ربه, فغوى بالأكل من الشجرة التي نهاه الله عن الاقتراب منها.ثم اصطفى الله آدم, وقرَّبه, وقَبِل توبته, وهداه رشده.قال الله تعالى لآدم وحواء: اهبطا من الجنة إلى الأرض جميعًا مع إبليس, فأنتما وهو أعداء, فإن يأتكم مني هدى وبيان فمن اتبع هداي وبياني وعمل بهما فإنه يرشد في الدنيا, ويهتدي, ولا يشقى في الآخرة بعقاب الله.
هذه الملاحظات جوهرية لنبين الفارق بين القصة في القرآن الكريم والكتاب المقدس :
* نلاحظ : ان الله عز وجل قد حذر آدم عليه السلام وحواء من الشيطان , عكس ما هو موجود في الكتاب المقدس , فإن الإله في الكتاب المقدس قد ترك آدم وحواء ( على عماهم ) ولم يحذرهم من وجود عدو لهم ( الحية ) أياً كان هذا العدو , ولكن في القرآن الكريم قد قام الله عز وجل بإنذارهم من الشيطان , ولم يترك لآدم وحواء أي فرصة لهم للتحجج بأي شئ , ولكن آدم عليه السلام قد نسى الوصية , ومع كل هذا , غفر الله لآدم عليه السلام , بالله عليكم , أتعبدون إلهاً رحيماً غفوراً , أم تعبدون إله صلب نفسه وجعل نفسه ملعوناً لأنه لم يقدر ان يغفر لآدم . لا حول ولا قوة إلا بالله .
هذا ما يخص قصة آدم عليه السلام في القرآن الكريم , قد غفر الله له وانتهى الموضوع .
ماذا يقول القرآن الكريم في شأن توارث الخطيئة :
{ الْيَوْمَ تُجْزَى كُلُّ نَفْسٍ بِمَا كَسَبَتْ لَا ظُلْمَ الْيَوْمَ إِنَّ اللَّهَ سَرِيعُ الْحِسَابِ } غافر17
اليوم تثاب كل نفس بما كسبت في الدنيا من خير وشر, لا ظلم لأحد اليوم بزيادة في سيئاته أو نقص من حسناته. إن الله سبحانه وتعالى سريع الحساب, فلا تستبطئوا ذلك اليوم؛ فإنه قريب.
{ وَخَلَقَ اللَّهُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ بِالْحَقِّ وَلِتُجْزَى كُلُّ نَفْسٍ بِمَا كَسَبَتْ وَهُمْ لَا يُظْلَمُونَ } الجاثية22
وخَلَق الله السموات والأرض بالحق والعدل والحكمة; ولكي تجزى كل نفس في الآخرة بما كسبت مِن خير أو شر, وهم لا يُظْلمون جزاء أعمالهم
{ كُلُّ نَفْسٍ بِمَا كَسَبَتْ رَهِينَةٌ } المدثر38
كل نفس بما كسبت من أعمال الشر والسوء محبوسة مرهونة بكسبها, لا تُفَكُّ حتى تؤدي ما عليها من الحقوق والعقوبات,
[ وَكُلَّ إِنسَانٍ أَلْزَمْنَاهُ طَآئِرَهُ فِي عُنُقِهِ وَنُخْرِجُ لَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ كِتَاباً يَلْقَاهُ مَنشُوراً {13} اقْرَأْ كَتَابَكَ كَفَى بِنَفْسِكَ الْيَوْمَ عَلَيْكَ حَسِيباً {14} مَّنِ اهْتَدَى فَإِنَّمَا يَهْتَدي لِنَفْسِهِ وَمَن ضَلَّ فَإِنَّمَا يَضِلُّ عَلَيْهَا وَلاَ تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى وَمَا كُنَّا مُعَذِّبِينَ حَتَّى نَبْعَثَ رَسُولاً {15} ][ سورة الإسراء ]
التفسير الميسر للآيات : وكل إنسان يجعل الله ما عمله مِن خير أو شر ملازمًا له، فلا يحاسَب بعمل غيره، ولا يحاسَب غيره بعمله، ويخرج الله له يوم القيامة كتابًا قد سُجِّلت فيه أعماله يراه مفتوحًا.يقال له: اقرأ كتاب أعمالك، فيقرأ، وإن لم يكن يعرف القراءة في الدنيا، تكفيك نفسك اليوم محصية عليك عملك، فتعرف ما عليها من جزاء. وهذا من أعظم العدل والإنصاف أن يقال للعبد: حاسِبْ نفسك، كفى بها حسيبًا عليك.من اهتدى فاتبع طريق الحق فإنما يعود ثواب ذلك عليه وحده، ومن حاد واتبع طريق الباطل فإنما يعود عقاب ذلك عليه وحده، ولا تحمل نفس مذنبة إثم نفس مذنبة أخرى. ولا يعذب الله أحدًا إلا بعد إقامة الحجة عليه بإرسال الرسل وإنزال الكتب.
* نلاحظ : ان الله عز وجل يوضح في الآيات ان لا أحد يحاسب مكان الآخر أو ان أحد يفدي الآخر , الله عز وجل لا يقبل الفداء عن أحد .
الدليل من القرآن الكريم على ان الله لا يقبل الفداء من أحد عن أحد :
[ يُبَصَّرُونَهُمْ يَوَدُّ الْمُجْرِمُ لَوْ يَفْتَدِي مِنْ عَذَابِ يَوْمِئِذٍ بِبَنِيهِ {11} وَصَاحِبَتِهِ وَأَخِيهِ {12} وَفَصِيلَتِهِ الَّتِي تُؤْويهِ {13} وَمَن فِي الْأَرْضِ جَمِيعاً ثُمَّ يُنجِيهِ {14} كَلَّا إِنَّهَا لَظَى {15} ][ سورة المعارج ]
التفسير الميسر للآيات : يرونهم ويعرفونهم, ولا يستطيع أحد أن ينفع أحدًا. يتمنى الكافر لو يفدي نفسه من عذاب يوم القيامة بأبنائه,وزوجه وأخيه،وعشيرته التي تضمه وينتمي إليها في القرابة,وبجميع مَن في الأرض مِنَ البشر وغيرهم, ثم ينجو من عذاب الله.ليس الأمر كما تتمناه- أيها الكافر- من الافتداء, إنها جهنم تتلظى نارها وتلتهب.
* نلاحظ : من يستحق العقاب ,يعاقبه الله عز وجل ولا يقبل منه فداء أبداً
[ وَإِذْ أَخَذَ رَبُّكَ مِن بَنِي آدَمَ مِن ظُهُورِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَأَشْهَدَهُمْ عَلَى أَنفُسِهِمْ أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ قَالُواْ بَلَى شَهِدْنَا أَن تَقُولُواْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّا كُنَّا عَنْ هَذَا غَافِلِينَ {172} أَوْ تَقُولُواْ إِنَّمَا أَشْرَكَ آبَاؤُنَا مِن قَبْلُ وَكُنَّا ذُرِّيَّةً مِّن بَعْدِهِمْ أَفَتُهْلِكُنَا بِمَا فَعَلَ الْمُبْطِلُونَ {173} وَكَذَلِكَ نُفَصِّلُ الآيَاتِ وَلَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ {174} ][ سورة الأعراف ]
التفسير الميسر للآيات : واذكر -أيها النبي- إذ استخرج ربك أولاد آدم مِن أصلاب آبائهم, وقررهم بتوحيده بما أودعه في فطرهم من أنه ربهم وخالقهم ومليكهم, فأقروا له بذلك, خشية أن ينكروا يوم القيامة, فلا يقروا بشيء فيه, ويزعموا أن حجة الله ما قامت عليهم, ولا عندهم علم بها, بل كانوا عنها غافلين.أو لئلا تقولوا: إنما أشرك آباؤنا من قبلنا ونقضوا العهد, فاقتدينا بهم من بعدهم, أفتعذبنا بما فعل الذين أبطلوا أعمالهم بجعلهم مع الله شريكا في العبادة؟وكما فَصَّلْنا الآيات, وبيَّنَّا فيها ما فعلناه بالأمم السابقة, كذلك نفصِّل الآيات ونبيِّنها لقومك أيها الرسول; رجاء أن يرجعوا عن شركهم, وينيبوا إلى ربهم.
* نلاحظ : أَفَتُهْلِكُنَا بِمَا فَعَلَ الْمُبْطِلُونَ بالطبع لا , ان الله عز وجل لا يعاقب أحد مكان أحد , فلن يعاقب ذرية آدم من أجل خطأ أبوهم .
{ قُلْ أَغَيْرَ اللّهِ أَبْغِي رَبّاً وَهُوَ رَبُّ كُلِّ شَيْءٍ وَلاَ تَكْسِبُ كُلُّ نَفْسٍ إِلاَّ عَلَيْهَا وَلاَ تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى ثُمَّ إِلَى رَبِّكُم مَّرْجِعُكُمْ فَيُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ فِيهِ تَخْتَلِفُونَ } الأنعام164
التفسير الميسر : قل -أيها الرسول- : أغير الله أطلب إلها, وهو خالق كل شيء ومالكه ومدبره؟ ولا يعمل أي إنسان عملا سيئا إلا كان إثمه عليه, ولا تحمل نفس آثمة إثم نفس أخرى, ثم إلى ربكم معادكم يوم القيامة, فيخبركم بما كنتم تختلفون فيه من أمر الدين.
{ وَلَا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى وَإِن تَدْعُ مُثْقَلَةٌ إِلَى حِمْلِهَا لَا يُحْمَلْ مِنْهُ شَيْءٌ وَلَوْ كَانَ ذَا قُرْبَى إِنَّمَا تُنذِرُ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُم بِالغَيْبِ وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَمَن تَزَكَّى فَإِنَّمَا يَتَزَكَّى لِنَفْسِهِ وَإِلَى اللَّهِ الْمَصِيرُ } فاطر18
التفسير الميسر : ولا تحمل نفس مذنبة ذنب نفس أخرى, وإن تَسْأل نفسٌ مثقَلَة بالخطايا مَن يحمل عنها من ذنوبها لم تجد من يَحمل عنها شيئًا, ولو كان الذي سألتْه ذا قرابة منها من أب أو أخ ونحوهما. إنما تحذِّر -أيها الرسول- الذين يخافون عذاب ربهم بالغيب, وأدَّوا الصلاة حق أدائها. ومن تطهر من الشرك وغيره من المعاصي فإنما يتطهر لنفسه. وإلى الله سبحانه مآل الخلائق ومصيرهم, فيجازي كلا بما يستحق.
{ إِن تَكْفُرُوا فَإِنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ عَنكُمْ وَلَا يَرْضَى لِعِبَادِهِ الْكُفْرَ وَإِن تَشْكُرُوا يَرْضَهُ لَكُمْ وَلَا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى ثُمَّ إِلَى رَبِّكُم مَّرْجِعُكُمْ فَيُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ إِنَّهُ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ } الزمر7
التفسير الميسر : إن تكفروا- أيها الناس- بربكم ولم تؤمنوا به, ولم تتبعوا رسله, فإنه غنيٌّ عنكم, ليس بحاجة إليكم, وأنتم الفقراء إليه, ولا يرضى لعباده الكفر, ولا يأمرهم به, وإنما يرضى لهم شكر نعمه عليهم. ولا تحمل نفس إثم نفس أخرى, ثم إلى ربكم مصيركم, فيخبركم بعملكم, ويحاسبكم عليه. إنه عليم بأسرار النفوس وما تخفي الصدور.
[ أَمْ لَمْ يُنَبَّأْ بِمَا فِي صُحُفِ مُوسَى {36} وَإِبْرَاهِيمَ الَّذِي وَفَّى {37} أَلَّا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى {38} وَأَن لَّيْسَ لِلْإِنسَانِ إِلَّا مَا سَعَى {39} وَأَنَّ سَعْيَهُ سَوْفَ يُرَى {40} ثُمَّ يُجْزَاهُ الْجَزَاء الْأَوْفَى {41} وَأَنَّ إِلَى رَبِّكَ الْمُنتَهَى {42} ][ سورة النجم ]
التفسير الميسر للآيات : أم لم يُخَبَّر بما جاء في أسفار التوراة .وصحف إبراهيم الذي وفَّى ما أُمر به وبلَّغه؟أنه لا تؤخذ نفس بمأثم غيرها، ووزرها لا يحمله عنها أحد, وأنه لا يحصل للإنسان من الأجر إلا ما كسب هو لنفسه بسعيه.وأن سعيه سوف يُرى في الآخرة, فيميَّز حَسَنه من سيئه؛ تشريفًا للمحسن وتوبيخًا للمسيء.ثم يُجزى الإنسان على سعيه الجزاء المستكمل لجميع عمله, وأنَّ إلى ربك -أيها الرسول- انتهاء جميع خلقه يوم القيامة.
أظن ان هذه الآيات الكريمات كافية , وتثبت بالدليل والبرهان ان الخطيئة لا تورث وأن الله عز وجل لا يقبل الفداء عن أحد , ومسك الختام ان شاء الله عز وجل ان المسيح عليه السلام لم يصلب أصلاً وتم رفع إلى السماء .
[ وَقَوْلِهِمْ إِنَّا قَتَلْنَا الْمَسِيحَ عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ رَسُولَ اللّهِ وَمَا قَتَلُوهُ وَمَا صَلَبُوهُ وَلَـكِن شُبِّهَ لَهُمْ وَإِنَّ الَّذِينَ اخْتَلَفُواْ فِيهِ لَفِي شَكٍّ مِّنْهُ مَا لَهُم بِهِ مِنْ عِلْمٍ إِلاَّ اتِّبَاعَ الظَّنِّ وَمَا قَتَلُوهُ يَقِيناً {157} بَل رَّفَعَهُ اللّهُ إِلَيْهِ وَكَانَ اللّهُ عَزِيزاً حَكِيماً {158} ][ سورة النساء ]
التفسير الميسر للآيات : وبسبب قولهم -على سبيل التهكم والاستهزاء- : هذا الذي يدعي لنفسه هذا المنصب (قتلناه), وما قتلوا عيسى وما صلبوه, بل صلبوا رجلا شبيهًا به ظنًّا منهم أنه عيسى. ومن ادَّعى قَتْلَهُ من اليهود, ومن أسلمه إليهم من النصارى, كلهم واقعون في شك وحَيْرَة, لا عِلْمَ لديهم إلا اتباع الظن, وما قتلوه متيقنين بل شاكين متوهمين.بل رفع الله عيسى إليه ببدنه وروحه حيًّا, وطهَّره من الذين كفروا. وكان الله عزيزًا في ملكه, حكيمًا في تدبيره وقضائه.
رسالة مني إلى كل باحث في الأديان
بين يديك عقيدة الفداء والصلب في الإيمان المسيحي
والعقيدة الإسلامية
إختر ما شئت ولكن أعلم
{ وَقُلِ الْحَقُّ مِن رَّبِّكُمْ فَمَن شَاء فَلْيُؤْمِن وَمَن شَاء فَلْيَكْفُرْ إِنَّا أَعْتَدْنَا لِلظَّالِمِينَ نَاراً أَحَاطَ بِهِمْ سُرَادِقُهَا وَإِن يَسْتَغِيثُوا يُغَاثُوا بِمَاء كَالْمُهْلِ يَشْوِي الْوُجُوهَ بِئْسَ الشَّرَابُ وَسَاءتْ مُرْتَفَقاً } الكهف29
التفسير الميسر : وقل لهؤلاء الغافلين: ما جئتكم به هو الحق من ربكم، فمن أراد منكم أن يصدق ويعمل به، فليفعل فهو خير له، ومن أراد أن يجحد فليفعل، فما ظَلَم إلا نفسه. إنا أعتدنا للكافرين نارًا شديدة أحاط بهم سورها، وإن يستغث هؤلاء الكفار في النار بطلب الماء مِن شدة العطش، يُؤتَ لهم بماء كالزيت العَكِر شديد الحرارة يشوي وجوههم. قَبُح هذا الشراب الذي لا يروي ظمأهم بل يزيده، وقَبُحَتْ النار منزلا لهم ومقامًا. وفي هذا وعيد وتهديد شديد لمن أعرض عن الحق، فلم يؤمن برسالة محمد صلى الله عليه وسلم، ولم يعمل بمقتضاها.
{ وَقُلْ جَاء الْحَقُّ وَزَهَقَ الْبَاطِلُ إِنَّ الْبَاطِلَ كَانَ زَهُوقاً } الإسراء81
التفسير الميسر : وقل -أيها الرسول- للمشركين: جاء الإسلام وذهب الشرك، إن الباطل لا بقاء له ولا ثبات، والحق هو الثابت الباقي الذي لا يزول.


المصدر: مدونة جند الله الإسلامية