المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : كاهن يقول .. ولماذا لن يدخل المثلي الجنة، بينما سيدخل أحد القساوسة البدناء؟"


نور الإسلام
11-08-2012, 12:38 PM
عبر الكاهن كريغ غروس،الذي أسس موقع لمعالجة إدمان الإباحية الجنسية، عن استغرابه للنظرة السلبية التي ينظر بها المسيحي المتشدد تجاه الأشخاص المثليين، باعتبار المثلية الجنسية خطيئة بشرية، في حين يقبل المسيحي الأشخاص البدناء، المدمنين على الطعام والشراب.
وأكد الكاهن غروس، الذي ألف حتى الآن سبع كتب روحانية، أن الله يحب جميع الناس، وأن المثلي ومدمن الطعام متساويان أمامه، فالمسيح جاء من أجل جميع البشرية، ويقبل الكل مهما كانت خطيئتهم، مشيرا إلى أن جميع الخطايا، مثل الكذب والنميمة والخداع، هي متساوية في عين الله.
وأثار غروس هذا الموضوع في مقال كتبه لـ cnn، قال فيه إن الله يغفر للكل، ويساعد الجميع على تغيير حياتهم، مؤكدا أن التغيير لا يحدث بين ليلة وضحاها، بل يحتاج إلى وقتٍ وعلاج.
من جانبه، قال القس غروس: "بعد أن كشف أندرسون كوبر مذيع شبكة cnn أنه مثلي الأسبوع الماضي، كتبتُ عبر حسابي الشخصي على "تويتر"، جملة اقتبستها عن كوبر، وهي "أنا أحب وأيضا محبوب،" وعلقت بأن كوبر هو من الصحفيين المفضلين عندي، وأنني شعرت بالفخر الشديد حين استضافني في برنامجه."
وأضاف:" بعد وضع هذه التغريدة، تلقيت عددا كبيرا من الرسائل، تسألني فيما إذا كنت لا أزال أحب كوبر، بعد أن عرفت حقيقة أنه مثلي؟ وقتها شعرت بمرارة كبيرة بسبب محاولة كثير من المسيحيين، عدم تسليط الضوء الكافي على مقاطع واضحة في الإنجيل حول هذا الموضوع، مفضلين المرور عليها سريعاً."
وأشار إلى وجود آية في العهد الجديد من الإنجيل، وتحديدا في رسالة كورنثوس الأولى، تُنهي الناس عن الانغماسِ في شهوة الطعام والجنس، إذ تقول الآية: "الأطعمة للجوف والجوف للأطعمة، والله سيبيد هذا وتلك، ولكن الجسد ليس للزنا بل للرب والرب للجسد."
وعلق قائلاً: "ترفض الكنيسة الأشخاص المثلين أو المنغمسين في العلاقات الجنسية والأفلام الإباحية، وحين ينكشف أمرهم أمام كاهن الكنيسة، يصبحون غير مؤهلين لممارسة أسرار الكنيسة. أما هؤلاء المنغمسين في شهوة الطعام والشراب والبدناء، فيمكنهم أن يصبحوا قساوسة، ويقودون كنائس كبيرة، ويصبحون من أشهر الوعاظ!"
وبين القس غروس أنه تعامل على مدار أكثر من 10 سنوات، مع أشخاص مدمنين على مزاولة الجنس، وحاول مساعدتهم للتخلص من هذه المشكلة من خلال موقعه الالكتروني.
وتساءل قائلا: "لماذا يرفض الدين شخصا ويقبل الآخر؟ ولماذا لن يدخل المثلي الجنة، بينما سيدخل أحد القساوسة البدناء؟"
وروى غروس قصة قائلاً: "قمت العام الماضي بتدريب فريق كرة القدم، وابني كان ضمن أعضاء الفريق، وكانت مساعدتي مثلية، لكن هذا لم يمنع من أن تنشأ علاقة صداقة بين عائلتي وعائلتها والأبناء، وأصبحنا نتبادل الزيارات. لكني بالتأكيد لم أستطع اصطحابهم معي يوماً إلى الكنيسة، فمعظم المسيحيين المتشددين ليس لديهم علاقات مع أشخاص مثليين، وذلك لأنهم يدققون فقط في بعض الآيات الخاصة بالمثلية، مهملين الصراعات الأخرى التي تواجه الناس، مثل إدمان الطعام وغيرها من وسائل الإدمان."
ويرى غروس أن كثيرا من المسيحيين يحاولون مساعدة أصدقاء لهم من المثليين على التغيير، لكنه أكد أنهم لن يستطيعوا ذلك بمفردهم، لأن المسيح وحده هو من يستطيع تغييرهم.
وقال: "يوجد من المسيحيين من يقبل المثليين، ويتبادل معهم الأحاديث الدينية.. ونجد من بين المتدينين من هو مثلي أيضا، ولكنه لا يستطيع دخول الكنيسة، لأنه مرفوض من البشر، وإذا ذهب إلى كنيسة مخصصة للمثليين، يصبح موضع تهكم من الأخرين أيضاَ."
وأضاف: "الناس تطلب مني ككاهن اتخاذ موقف من المثليين، لكن لم يطلب من أحد اتخاذ موقف من البدناء. فلابد أن ننظر إلى المثليين كخطاء مثل غيرهم من الخطاء. فلابد وأن يكونوا جزءا من الكنيسة ويشاركوا احتياجنا للمسيح حتى يحدث التغيير."
وختم غروس مقاله قائلاً: "هل رأيتم من يفقد 100 رطل من وزنه في يوم واحد؟ بالتأكيد لا، فهذا يحتاج إلى وقت. وعندما يأتي الخاطئ إلى الرب، فالأمر يمر برحلة من القداسة، وأعتقد أنه مهما كانت خطية الإنسان يجب أن يكون له مكان في الكنيسة، فقد يكون له مكان في الجنة أيضا."
* ملاحظة: وجهة النظر الواردة في المقال تعبر عن رأي صاحبها الكاهن كريغ غروس.