المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : معاملة الرّسول للأطفال


نور الإسلام
13-03-2013, 08:21 PM
الشيخ عبد المالك واضح

أخرج الشيخان عن أنس رضي اللّه عنه قال: كان النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم أحسن النّاس خُلقًا، وكان لي أخ يُقال له أبو عُمَيْر، قال: أحسبه فطيمًا، وكان إذا جاء قال: ''يا أبا عُمَيْر ما فَعَل النُّغَيْرُ''، النُّغَيْر: تصغير نغر، وهو العصفور.
العناية بالنَّشء مسلكُ الأخيار، وطريقُ الأبرار، ولا تفسد الأمم إلاّ حين تفسد أجيالها الناشئة، ولا ينال منها الأعداء إلا حين ينالون من شبابها.
زينة الحياة الدُّنيا وعدّة الزمان هم شباب الأمّة، الناشئون في طاعة ربّهم، المتسابقون في ميادين الصّالحات، أولئك لهم الحياة الطيّبة في الدّنيا والنّعيم المقيم في الآخرة، يُظلّهم اللّه بظلّه يوم لا ظلّ إلاّ ظلّه سبحانه: ''.. وشابٌّ نشأ في طاعة اللّه''. فالطفولة من أخطر المراحل، ومن هنا كان أسلافنا يعنون بأبنائهم أتمّ العناية، يعلّمونهم وينشّئونهم على الخير، ويبعدونهم عن الشرّ، ويختارون لهم المعلّمين الصّالحين، والمربّين الأكْفَاء، الحكماء الأتقياء.
المصطفى صلّى اللّه عليه وسلّم راعى الأطفال، واهتمَّ بأمرهم، فلم يكن يتضجّر ولا يغضب منهم، إن أخطأوا دلّهم من غير تعنيف، وإن أصابوا دعا لهم.
يروي الإمام أحمد في مسنده أنّ أبا هريرة رضي اللّه عنه قال: كنّا نصلّي مع النّبيّ العشاء، فإذا سجد رسول اللّه وثب الحسن والحسين على ظهره، فإذا رفع رأسه أخذهما من خلفه أخذًا رفيقًا ووضعهما على الأرض، فإذا عاد إلى السّجود عادَا إلى ظهره حتّى قضى صلاته..''.
محمّد صلّى اللّه عليه وسلّم، وهو خير خلق اللّه، كان يلاعب الأطفال، ويمشي خلفهم أمام النّاس، ويقبِّلُهم ويضاحكهم. ورد في السنن عن يعلى بن مرة رضي اللّه عنه قال: خرجتُ مع النّبيّ وقد دعينا إلى طعام، فإذا الحسين بن عليّ يلعب في الطريق، فأسرع النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم أمام القوم ثمّ بسط يديه ليأخذه، فطفق الغلام يفرّ ها هنا، ويفرّ ها هنا، ورسول اللّه يلحقه يُضاحكه حتّى أخذه، فجعل إحدى يديه في ذقنه والأخرى في رأسه ثمّ اعتنقه، ثمّ أقبل علينا وقال: ''حسين منّي، وأنا من حسين''.
لقد بلغ من عناية الرّسول صلّى اللّه عليه وسلّم بالأطفال أن يهتمَّ بأمرهم حتّى أثناء تأديته للعبادة، يقول أبو قتادة: كان رسول اللّه يًصلّي وهو حامل أمامة بنت بنته زينب، فإذا ركع وضعها وإذا قام حملها.