المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : مسلمو ألمانيا .. صامدون في وجه العنصرية


نور الإسلام
14-06-2013, 11:10 AM
قرر "سليم ريد" الألماني العراقي الأصل، ابتكار خدمة التاكسي الإسلامي؛ لمكافحة العنصرية ضد مسلمي ألمانيا، وذلك مع تزايد الهجمات العدائية ضد المسلمين.


https://encrypted-tbn2.gstatic.com/images?q=tbn:ANd9GcSHp8LtS3nO__679plXvdj-rDGTNGz6nVBqF9mJuAMsmTW525lu الخدمة الجديدة تعتمد على فكرة التاكسي الجماعي، والتي يستخدمها عادة ركاب لا يعرف بعضهم بعضًا، للمسافات الطويلة بأسعار رخيصة، وخصصها للمسلمين، من خلال الحجز المسبق عبر أول موقع إسلامي لسيارات التاكسي الأجرة، وتحديد هوية السائق والمسافرين.
يقول ريد متحدثا عن مشروعه:"إن التاكسي الإسلامي، يساعد زبائنه على اختيار جنس السائقين؛ ولحماية المسلمات، اللاتي لا يمكنهن الجلوس مع سائقين رجال دون محرم.
وعن سبب ابتكاره لفكرة هذا المشروع، يقول:"كنت أتلقى العديد من الشكاوى من مسلمين ومسلمات، في هذا الشأن، بجانب شكواهم من عدم قدرتهم على السفر وحدهم، عبر مواقع خدمة السيارات الجماعية التقليدية في ألمانيا؛ لأنها لا تفصل بين الجنسين".
وتابع: "لذا حرصت على إتاحة الفرصة للمسافرين، أن يحددوا هوية السائق، وهوية بقية الركاب من خلال موقعه الإلكتروني؛ إذ يتم الحجز المسبق، عبر موقع المشروع على الإنترنت".
كما أعلن الألماني المسلم " سليم ريد"، ترحيبه بتلبية طلبات غير المسلمين، الراغبين في استخدام خدمات التاكسي الإسلامي، لتعزيز الحوار معهم، بشكل يجعلهم متحمسين للدين الإسلامي، وربما لاعتناقه.
يشار إلى أن مشروع التاكسي الإسلامي، حقق نجاحًا كبيرًا في الأيام الأولى من انطلاقه، وتم تسجيل 2000 تصفح للموقع، وعبر الآلاف عن امتنانهم للفكرة.
ويصل عدد المسلمين في ألمانيا، نحو 4 ملايين مسلم، يمثلون نحو 5% من تعداد السكان، بحسب الإحصائيات الحكومية، 45% منهم يحملون جوازات سفر ألمانية، وثلثا مسلمي ألمانيا من الأتراك، والباقون أكراد، ومن دول عربية ومن مسلمي البوسنة وألبانيا.
ويبدو أن نسبة المسلمين الألمان، تفوق هذا العدد بكثير، لأن الإحصاءات الرسمية تهمل من اعتنق الإسلام من الألمانيات، ممن لا عمل لهن، وكذلك تغفل الأولاد الذين ولدوا من آباء مسلمين بالأصل وتزوجوا ألمانيات. وتتسارع نسبة المسلمين في ألمانيا بشكل كبير، وتكفي الإشارة إلى أن عددهم كان في بداية الثمانينات 56 ألف مسلم فقط.
وتزايدت الحوادث العنصرية، التي تستهدف المسلمين مؤخرا في ألمانيا، ما حدا بالمجلس المركزي للمسلمين، إلى طلب مزيد من الحماية للمساجد في "ألمانيا"، وكان ذلك بعد أن أعلنت المنظمات الإسلامية الكبرى في "كولونيا"، إدانتها للهجومين اللذين وقعا على مسجدين، أحدهما في "ماينز" جنوب غرب ألمانيا. والآخر في "لينجريش" في الأيام الأخيرة، لتضاف إلى سلسلة جرائم الكراهية، التي تمت ضد المساجد في الأعوام الأخيرة.
وقام مجهولون في 9 مايو الماضي، بتحطيم النوافذ الزجاجية لأحد المساجد في "لينجريش"، أما في "ماينز"، فقد تم وضع ملصقات معادية للمسلمين، على حوائط مسجد، وترك بركة من الدماء مع منشورات تحتوي على محتوى يميني متطرف.
جدير بالذكر، أن دراسة ألمانية، كانت قد كشفت مؤخرا، أن نصف الألمان يرون الإسلام خطرًا يهدد بلادهم، وأكد "ديتليف بولاك" - أستاذ علم الاجتماع المشارك في الدارسة - أن الإعلام يعمل على تشويه صورة الإسلام والمسلمين، في الوقت الذي يلمع فيه الصورة البوذية والهندوسية.
ورغم موجات العنف والتحريض، التي يتعرض لها المسلمون هناك، إلا إن مسلمي ألمانيا أكثر تسامحا مما هو شائع عنهم، وذلك بحسب دراسة أجرتها مؤسسة "برتلسمان" الألمانية للدراسات والبحوث، في سبتمبر 2008، موضحة أن 90% من المسلمين في ألمانيا متدينون، منهم 41% يوصفون بأنهم "شديدو التدين".
أماكن الانتشار
ويعيش نحو 98% من مسلمي ألمانيا في الولايات الغربية وبرلين، في حين يعيش 2% فقط في الولايات الشرقية، ويتركز القسم الأكبر من المسلمين، في ولاية شمال الراين، التي تستحوذ على أكثر من ثلثهم، حيث أنشأوا مجتمعات كاملة لها صبغة تركية وإسلامية؛ لدرجة أن برلين توصف بأنها اسطنبول الثانية.
خطر على الإسلام
ويعد البهائيون والقاديانيون - وهم من الفرق الضالة عن صحيح الدين- من أشد الفرق خطرا على الإسلام والمسلمين في ألمانيا، لما ينشرونه من تعاليم تخالف الإسلام، ومحاولتهم الدخول والزج بأنفسهم، في بعض الجمعيات الإسلامية الألمانية، فكان عبثهم شديدًا، وخطرهم كبيرًا، كذلك فقد ترجموا معاني القرآن الكريم، إلى اللغة الألمانية حسب معتقداتهم، التي تخالف أصول الإسلام، وهي التي يُروج لها في الأسواق.
هيئات إسلامية
وتضم ألمانيا حوالي 400 هيئة ومؤسسة إسلامية، وعشرات من المراكز الإسلامية، التي توجد في معظم الدول الألمانية، التي تهدف إلى توثيق الأخوة الإسلامية، وتزويد المسلمين بالكتب الإسلامية، وفتح المدارس الإسلامية، وترجمة أمهات الكتب الإسلامية إلى الألمانية، وإصدار الدوريات الإسلامية، والحفاظ على الهوية الإسلامية. ويوجد في ألمانيا أكثر من 300 مسجد، منتشرة في المدن الألمانية الكبرى.