المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : اليابان والإسلام


نور الإسلام
20-07-2013, 11:15 AM
قبل فترة كنا نسمع ونقرأ ونشاهد أخبارا ً عديدة وبشكل مكثف عن مايحدث في غزة خاصة عندما انقطع عنها الكهرباء ، وتفاعل معها المتابعين العرب عاطفيا ً ، وتعالت أصواتهم قائلين أن اغيثوا أهل غزة ، ولنكسر هذا الحصار من الداخل والخارج ، ولنفعل .. ، ولنقوم .. ، ولنعمل .. على إنقاذهم . ثم مالبثت هذه الأصوات أن انتهت تنتظر مرة اخرى حدثا ً مأساويا ً أشد من سابقه لتكرر العادة . فيرجعوا إلى سباتهم العميق ، ويبتعدوا قليلا ً قليلا ً عن الأحداث التي أرعبتهم ،وتقل تدريجياً صرير أقلامهم عن الكتابة حول غزة ومعناتها ..

http://i2.ytimg.com/vi/Ib-W-wp1ijM/hqdefault.jpg?feature=og

هل هم نسوا غزة أم تناسوا أنها مازالت في حزنها ممتدة على سرير الهموم والمآسي تأن وتصرخ وليس ذلك كله من آلامها فقط لا والله بل من تخلي أخوتها العرب عنها ، فنحن أهل هذه القضية نتكاسل ولا نستمر في دعم قضيتنا . ولكن على الرغم من ذلك نجد أناسا ً أقصى شرق الأرض وغربها بعيدون كل البعد عن منطقتنا ومشاكلنا أنشط منا في دعم أهل غزة ، وأذكر منهم على سبيل المثال الدكتور ديريك سمرفيلد ، والذي يعد من أكبر المقاطعين للجامعات والمحافل التعليمية الإسرائيلية في بريطانيا ،وهو أول من نادى بمقاطعة المؤسسة الطبية الإسرائيلية قبل عشر سنوات علنا ً ولايزال مستمرا ً إلى الآن . ايضا هناك في اليابان نجد الأستاذ سايتو صاحب مدونة اليابان بدأ بالعمل فعلا ً في حملة خيرية ضخمة والتي أسماها “مسيرة البقاء

بلدة كوشيمو القديمة اعلاقتها بالعتمانيين
بدأت الاتصالات بين اليابان والدولة العثمانية في عهد السلطان عبد الحميد الثاني سنة 1889م / 1307هـ عندما قام الإمبراطور ميجي بكتابة رسالة إلى السلطان العثماني عبد الحميد حيث قال فيها : (( أنا وأنت تحت ضغوط الدول الكبرى فلنجعل شعوبنا تتعرف على بعضها البعض؛ لذا نرجو منك أن تبعث لنا أناساً يشرحون لشعبنا من أنتم وما هو دينكم )) ، وقد أرسل السلطان عبد الحميد وفدا ً رسميا ًعلى احدى السفن الحربية الكبيرة تدعى « إيرتوغرول » وكانت تحت قيادة عثمان باشا متهجة إلى الامبراطورية اليابانية ، ومكثت هذه البعثة ثلاثة أشهر في طوكيو وقدم رئيس الوفد عثمان باشا الهدايا والنياشين للإمبراطور ميجي ، ثم عادت الباخرة متوجهة إلى العاصمة العثمانية إسطنبول ، إلا أنها وهي لا تزال في الشواطئ اليابانية ..
هب عليها إعصار شديد مما أدى إلى تحطمها وغرق أكثر من 530 من طاقمها بما فيهم قائدها ونجى منهم حوالي 69 ، وقد أثرت هذه الحادثة كلا ً من الإمبراطوريتين اليابانية والعثمانية ، ويصف الباحثون بأن هذه الحادثة هي النقطة التاريخية المهمة في تاريخ علاقاتهما ، وقد حُمل الناجون من كارثة الإعصار المدمرة بباخرة يابانية إلى إسطنبول ، ودفن من استشهد في بلدة صغيرة تسمى كوشيموتو ( 串本町 ) والتي تقع في محافظة واكاياما غرب اليابان، وهذه الحادثة أثرت في مشاعر اليابانيين كثيرا ً ، فقام مجموعة من المتطوعين بجمع المساعدات لعوائل الشهداء وأخذها إلى إسطنب
ولا يزال سكان بلدة كوشيوموتو يتذكرون هذه الحادثة المؤلمة . وقبل فترة احتفلوا أهلها بقدوم الرئيس التركي عبدالله غول إليها لغرض الزيارة والسلام على أهلها ليعبر عن شكره وامتنانه لإنقاذهم أرواح طاقم السفينة .
وزير المواصلات الياباني المسلم جوشيرو كومياما
المجتمع الياباني فريد من نوعه ، ذلك أن اليابانيين قوم يتميزن بالجدية والتمسك بعقيدتهم ، وعلى الرغم من أنهم يقودون حاليا ً ثورة التقنية الحالية التقنية ويسبقون في ذلك نظراءهم بعشرات السنوات حتى ليمكن القول : أنهم دخلوا فعلا ً القرن الحادي والعشرين بأعمالهم واختراعاتهم الباهرة بكل قوة ، وعلى كل هذا التقدم ، لا يزالون يتمسكون بعقيدة “الشنتون” التي هي فرع من البوذية ، وتقوم على الربط بين الشخصية القومية للبلاد والاعتقاد بأن الامبراطور أو “الميكادو”سليل لآلهة الشمس وفي ضل هذه البيئة وتلك المعتقدات ولد ” جوشيرو كومياما ” . ( وعقيدة تقديس الامبراطور والتمسك بعقيدة الشنتو ليست سائدة الآن وإنما كانت في زمن مولد جوشيرو )

اول حاج ياباني
في أثناء كتابتي لهذا الموضوع كان التلفزيون على قناة السعودية الأولى ،،، على وقت الأخبار .. وكان يتكلم المذيع عن استضافة الملك عبدالله لأربعين حاجا ً يابانيا ً .. زادني هذا الخبر سعادة لهؤلاء الحجاج عندما رأيتهم يتعلمون كيفية أداء الحج والعمرة على أشرطة الفيديو ، واُجريت مقابلة مع واحد منهم يجيد اللغة العربية بطلاقة عبر فيها عن شكره وامتنانه للملك عبدالله وللمعهد الإسلامي في طوكيو ، وكان اللقاء ايضا مع فتاة يابانية شابة .. لقد كانت سعيدة وهي تتكلم عن الحج وختمت حديثها بعربية مكسرة : السلام عليكم…

وبعد هذا الخبر اتصلت على صديقي العزيز أبو قصي اطلب منه أن يتجه إلى مخيم الحجاج اليابانيين ويرسل لي صورة لهم وهم بــــ+ منى + ،، وللمعلومية أبو قصي أحد الذين يقومون بخدمة ضوف الرحمن ، فجزاهم الله خيرا..