المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : رمضان في أمريكا.. روح ومذاق مختلف


نور الإسلام
18-07-2014, 03:08 PM
http://www.moheet.com/gallery/2014/moheet_08/20140708_001548_7900.jpg
كتبت ـ بسمة علي للمسلمين في الولايات المتحدة الأمريكية طقوسهم المعروفة فى استقبال شهر رمضان المبارك وصيامه سوآءا كانوا من المواطنين الأمريكيين أو المقيمين المسلمين والعرب ، وذلك بحسب التركيبة السكانية للولايات المتحدة الامريكية، ومساحتها الجغرافية المترامية الأطراف .
ويبلغ عدد المسلمين في الولايات المتحدة الأمريكية ما يقرب من ثمانية ملايين مسلم في جميع الولايات، وكلهم متمسكون بدينهم الإسلامي، وبفرائضه ومنها فريضة الصيام في شهر رمضان المبارك، وقبل قدوم الشهر الفضيل تسعى الجاليات المسلمة الى التواصل مع بعضها البعض، بواسطة المراكز الإسلامية المنتشرة في أنحاء الولايات المتحدة الامريكية، وذلك لانتظار رؤية هلال شهر رمضان .
وهناك فريقان فريق يرى ان يبدأ صومه مع المملكة العربية السعودية ويمثل الغالبية العظمى من الجاليات المسلمة في امريكا، وفريق اخر يرى ان الصوم يجب ان يكون مع أقرب دولة مسلمة قريبة لأمريكا، وتعد المملكة المغربية هي الأقرب حيث تقع فى الطرف الآخر للمحيط الاطلسي، اما سكان ولايتي نيوجرس ونيويورك فيتحريان الهلال مع المملكة العربية السعودية ، لتحديد بداية أول يوم للشهر الفضيل.
أما عن اليوم الأول، تقوم المراكز الاسلامية بطبع مواقيت الصلاة والإفطار والإمساك في أوراق توزعها المراكز الاسلامية ويزداد توزيعها في أيام الجمع، وعند ثبوت الهلال تقوم جميع المراكز بتبليغ بعضها البعض.
وتقوم المراكز بعمل افطار جماعي بواسطة المسلمين والجاليات المسلمة وذلك طوال ايام شهر رمضان المبارك ، ويحرص المسلمون على اصطحاب زملائهم الامريكان على مائدة الافطار ، ليكون شاهدا على هذه المظاهر الرمضانية وسعيا لتقريبه للإسلام وليرى تماسك المسلمين وتعاطفهم وتراحمهم في هذا الشهر ، كما يشهد شهر رمضان زيادة عدد الأمريكيين الذين يدخلون في دين الإسلام.
وعن الصيام اثناء العمل، فإن العمل شاق في امريكا فى جميع المجالات، وليس هناك مجال للاستهتار، ويؤدي المسلمون عملهم بجدارة حتى ان البعض من زملائهم الامريكان يراقبونهم ولا يصدقون انهم صائمون، وقد تغيرت سلوكياتهم وازداد التزامهم في هذا الشهر.
ويقول المهندس عادل السيد، وهو مواطن امريكي من أصول مصرية قضى بالولايات المتحدة الامريكية سنوات عديدة ، ومن المفارقات التي حدثت لي في رمضان هي ان طبيعة عملي كانت تستدعى ان اكون امام فرن شديد الحرارة لصناعة المواد البلاستيكية ، وكان زملائنا يرون ذلك ويرون كم الماء الذى اشربه يوميا بسبب طبيعة العمل ، ولاحظوا في خلال شهر رمضان أنني لا اشرب الماء مطلقا طوال ساعات الصيام رغم تصبب العرق بغزارة وكانوا يأتون لي بالماء لأشرب فاشرح لهم أنني صائم حسب شريعتنا الاسلامية ، فكانوا يتعجبون من ذلك ويراقبوننى من بعيد ويهمسون لبعضهم البعض اننى ساموت ، وكان صاحب العمل يراقب عملية الإنتاج اليومي لأننا نعمل بالإنتاج فوجدوا ان إنتاجي قد زاد خلال شهر رمضان ، لأتفاجأ بعدها بزيادة في راتبي بسبب تزايد الانتاج اثناء عملي في رمضان.
وعن شكل الافطار الرمضانى للمسلمين فى امريكا يأتي المسلمون المسجد قبل الإفطار ويبدأو فى قراءة القرءان وعندما يرفع المؤذن الأذان يوزعون الماء والتمر على بعضهم البعض ، للاقتداء بسنة النبي صلى الله عليه وسلم ، ثم يؤدون صلاة المغرب وبعدها يبدأ المسلمون في تناول الإفطار ، الذى يعقبه الاستعداد لصلاة العشاء والتراويح.
وفي الكثير من الاحيان يزور امريكا عدد من الشيوخ الاجلاء من علماء المسلمين من الازهرالشريف وباقي الدول العربية والاسلامية ، ليؤموا المسلمين في صلاتي المغرب والعشاء وصلاة التراويح ، ويشرعون في القاء الدروس الدينية بعد صلاة التراويح ، وخاصة اثناء العطلات الاسبوعية التي تمتلىء فيها المساجد بالمصلين.
وفي العشر الأواخر يقوم الكثير من المسلمين من ابناء الجاليات الاسلامية هناك بالاعتكاف في المساجد والمراكز الاسلامية لفترات معينة ثم يذهبون لعملهم ويعودوا في اليوم التالي لاستكمال اعتكافهم وذلك نظرا لطبيعة عملهم التي لا تسمح لهم بالتغيب.
وعند اقتراب عيد الفطر المبارك يبدأ المسلمون في امريكا بانتظاره بكل فرح وابتهاج ويتحرون رؤيته مع المملكة العربية السعودية ويراعون فرق التوقيت، ويشهد اليوم الأول للعيد الكثير من الاتصالات التى يجريها المسلمون ببعضهم البعض، ويحدد كل مركز اسلامي موعد ومكان صلاة العيد التي عادة ما تكون فى احد النوادي الرياضية او قاعات كبرى بأحد الفنادق.
ويجتمع المسلمون فى المراكز الاسلامية والنوادي ليتعارف بعضهم على بعض ويتبادلون التهاني بالعيد ، ويقومون بتوزيع الحلوى والهدايا ، وبعض المأكولات والمشروبات الشرقية ، ثم يعودون الى منازلهم ليبدأو رحلة عمل جديدة بعد أن إجتمعوا سويا على مدى شهر كامل.