المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الإفطار الجماعي: عادة مسلمي أثينا الرمضانية


نور الإسلام
20-07-2014, 10:31 PM
الإفطار الجماعي: عادة مسلمي أثينا الرمضانية
مترجم للألوكة من اللغة التركية
المصدر: موقع haberler
ترجمة: مها مصطفى إسماعيل



يقيم في العاصمة اليونانية (أثينا) عشرات الآلاف من المسلمين، وجميعهم تغمرهم السعادة لحلول شهر رمضان المعظم، وبينما تسببت الأزمة الاقتصادية التي حدثت لليونان في الأعوام الأخيرة في زيادة البطالة، ومن ثم تقشف الأحوال لدى المسلمين، ثم مغادرة عدد كبير منهم البلاد، يحاول من تبقى منهم إحياء شهر الصوم عن طريق قراءة القرآن الكريم والذِّكر والعبادات على الرغم من كل هذه الصعاب، أما المسلمون يونانيو الأصل فيفتحون بيوتهم وقت الإفطار، ويرحبون بالمسلمين المهاجرين لليونان من مختلف الدول، مرسلين بذلك رسالة تحمل معاني التضامن والتكافل والإخاء.



موائد الإفطار العامرة بالخيرات في أثينا:

يحاول المسلمون المقيمون في أثينا التجمع معًا على الإفطارات الجماعية في المساجد والجمعيات، التي يقع معظمها في البدروم، أما المسلمون اليونانيون فيداومون على عادتهم بدعوة المسلمين الآخرين للإفطار في منازلهم، ويحاولون مشاركة المسلمين القادمين من دول مختلفة بهجة رمضان على حسب مساحة منازلهم، فيجتمعون معًا حول مائدة واحدة، ومن ضمن هذه العائلات المقيمة في أثينا: عائلة أنس (أنستاسيوس) وزوجته مارتينا بانوسيس، يبلغ رب الأسرة أنس بانوسيس من العمر 49 عامًا، ولقد اعتنق الإسلام قبل 21 عامًا، أما زوجته مارتينا فصارت مسلمة منذ 3 أعوام فقط.



يعمل أنس بانوسيس في بلدية (أليموس) في أثينا، أما زوجته السيدة مارتينا فهي مصوِّرة فوتوغرافية محترفة، ولشهر رمضان معنى خاص بالنسبة لهما هما الاثنان، ويود الزوجان الاستفادة من شهر الرحمة والمغفرة؛ لذلك دعَوَا إلى منزلهما مؤخرًا مجموعة من المسلمين المقيمين في العاصمة على الإفطار.



دعا الزوجان مجموعة تألفت من 20 مسلمًا من الباكستانيين والمصريين والمغاربة واليونان على مائدة إفطار غنية، عمِلا جاهدين على إعدادها لمدة ساعات؛ فهما يودان أن يُشعِرا هؤلاء المسلمين المهاجرين عن أوطان تبعد مئات الكيلومترات بالدفء العائلي، وعهِد الزوجان بمطبخهما إلى جارَتَيْهما مغربيتين الأصل (داهو فاطمة زهراء) و(حبيبة سريز)، والثانية كانت مرشحة الحزب الشيوعي اليوناني في الانتخابات المحلية التي انعقدت في شهر مايو الماضي، واضطلعت الجارتان المغربيتان بإعداد مائدة الإفطار، وكانت السيدة مارتينا ربة المنزل تساعدهما.



كانت استعدادات الإفطار تتم الواحدة تلو الأخرى بمعونة السيدتين المغربيتين، وكان الطبق الرئيسي لهذا الإفطار هو البرغل مع الخضروات واللحوم، وإلى جانبه (البغرير)، وهو نوع من الخبز على الطريقة المغربية، أما السيدة مارتينا فكانت تعد المكرونة إلى جانب المشروبات والمياه الباردة.



وبينما تستمر الاستعدادات في المطبخ، يقرأ الزوج أنس كتابًا في انتظار ضيوفه، الذين يصلون بدورهم قبل موعد الأذان بوقت قصير، وينتقلون إلى غرفة المعيشة ليتبادلوا أطراف الحديث في انتظار موعد الإفطار، وعندما حان الوقت بدؤوا إفطارهم بأدعية من أحد علماء الدين الباكستانيين، الذي دعوه ضمن المجموعة، وهو يزور المدينة لبضعة أيام، أما باقي المدعوين الذين لم يتسع المنزل لهم فتناولوا إفطارهم في المسجد المقام في بدروم المنزل.



مسجد البدروم الصغير في أثينا:

بعد تناول الإفطار انتقل الجميع إلى المسجد الموجود في البدروم لصلاة المغرب معًا، كان أنس قد حول بدروم منزله إلى مسجد منمق صغير، تبلغ مساحته 15 مترًا، نظرًا لعدم وجود جامع أو مسجد في أثينا، ويقول (أنس بانوسيس): "إن هذا مسجد بدروم صغير كتلك المساجد الواقعة في البدروم المنتشرة في أنحاء أثينا، بسبب عدم وجود دار عبادة رسمية لنا في العاصمة، ونحن نصلي صلاة التراويح هنا".



إن هذا المسجد يعد مثالاً مصغرًا لمسجد متوسط الحجم، لا منبر له، بما فيه من محراب وخط عربي يزين الجدران، وصور للكعبة الشريفة، كما يوجد في المسجد مكتبة تحتوي على عشرات الكتب، ويقول أنس بانوسيس: إنه يدعو إمامًا إلى مسجده الصغير بمناسبة شهر رمضان، ويصلي صلاة التراويح هناك مع مَن يرغب من المسلمين، وبعد ذلك يتحدَّثون في الأمور الدينية حتى السحور.



أثينا تحتاج إلى جامع:

بعد أداء الصلاة انتقل الضيوف إلى صالة المنزل مرة أخرى ليتناولوا الشاي معًا من إبريق مزين بزخارف يدوية الصنع، وبعد الأحاديث التي تدور حول الروحانيات المتعلقة بشهر رمضان والذكر والتسبيح، يدور الحديث ليصل للموضوع الأثير، وهو المطالبة بمسجد ومقابر للمسلمين في أثينا؛ فقد رفض مجلس الدولة اليوناني الأسبوع الماضي الدعوة المرفوعة ضد بناء الجامع في اليونان، وأعطى للمسلمين الضوءَ الأخضر لبناء مسجدهم، مما بعث بالسعادة في قلوبهم، وها هم يَدْعون حتى يتحقق أملهم في بناء مسجد في أقرب وقت ممكن، وألا تظهر عوائق أخرى أمام هدفهم هذا.



أما المسلمون الباكستان المقيمون في أثينا فيحكون بسعادة كبيرة عن المبنى الذي اشتروه في أوائل شهر رمضان، وهو مبنى يقع بالقرب من محطة مترو (بريستاري)، ومكون من ثلاثة طوابق، ومساحته 800 متر مربع، وسيكون طابقه الأول مسجدًا، والطابقان الآخران استراحة للضيوف، ومركز للدورات التعليمية الدينية.



القرآن في معسكر الجيش وطريق الهداية:

كان أول احتكاك لأنس (أنستاسيوس) بانوسيس بالدين الإسلامي أثناء فترة خدمته العسكرية في مدينة (كوزاني)، عندما رأى أحدَ المسلمين من تراقيا الغربية يقرأ القرآن الكريم، وبعد إنهائه للخدمة العسكرية أخَذ أنس يبحث عن الإسلام، وصار مسلمًا في عام 1998، أما زوجته السيدة مارتينا فاعتنقت الإسلام قبل ثلاث سنوات بفضل زوجها وبعض النساء اليونانيات الأثينيات المسلمات، وتقول السيدة مارتينا: إنها تعاني أثناء صومها في أيام الصيف الطويلة، لكنها شعَرت بسعادة تقديم الإفطار للصائمين، وسوف تظل أبوابُ منزلها مفتوحة لمدعوين آخرين طوال شهر رمضان.



"الإفطار يقرِّبنا من الله تعالى":

تحدث أنس بانوسيس لوكالة جبهان للأنباء التركية فيما يتعلق بدعوات الإفطار التي يقومون بها حيث شاركنا ما يشعر به قائلاً: "نحن ندعو المسلمين إلى الإفطار بقدر المستطاع لنيل رضا الله، فنحن نود أن نشعر أكثر بشهر رمضان المبارك في دول مسيحية، كما نود التقرب أكثر إلى الله جل جلاله، ونطمح صائمين في عفو الله"، وأشار بانوسيس إلى الأثر السلبي للأزمة الاقتصادية في اليونان قائلاً: "مع الأسف، لقد أحدثت الأزمة الاقتصادية أثرًا كبيرًا على المهاجرين، فهم مَن يعيشون مصاعبها، وهذا يؤثر كثيرًا فينا نحن أيضًا، وتمنى بانوسيس أن يمر شهرُ رمضان مليئًا بالصوم والعبادة والحبِّ والسلام.





رابط الموضوع: http://www.alukah.net/translations/0/73659/#ixzz383CO32l3