شهادة كبار المستشرقين في حق سيد المرسلين
 

ألم المؤرخ الإنجليزي المشهور بوسوورث سميث بتاريخ خاتم النبيين وسيد المرسلين محمد (صلى الله عليه وسلم) في كتابه «محمد والدين المحمدي» فأظهر إنصافا يستحق أن يسجل له هنا، حيث قال في عرض كلامه عنه:
«... وكما كان محمد رئيسا للدولة كان رئيسا للدين أيضا، أي إنه كان «قيصرا وبابا» في شخص واحد، ولكنه كان بابا في غير مزاعم البابا، وقيصرا دون ان يكون له جيوش قيصر، فإذا حق لإنسان أن يقول عن نفسه إنه يحكم بحق إلهي، فقد كان ذلك الانسان محمدا، إذ كان حاصلا على كل سلطان الحكم، لا من طريق وسائله العادية، ولا بمقوماته المعروفة.
كان محمد- في وقت واحد- مؤسسا لأمة ومقيما إمبراطورية، وبانيا لدين، وهو وإن كان أميا فقد أتى بكتاب يحوي أدبا وقانونا وأخلاقا عامة، وكتبا مقدسة في كتاب واحد، وهو كتاب يقدسه إلى يومنا هذا مجموعة لا يستهان بها من النوع البشري، لأنه معجزة في دقة الأسلوب، وسمو الحكمة، وجلالة الحق. كان يقول عنه محمد إنه معجزته الخالدة، حقا إنه لمعجزة... ثم إذا نظرنا إلى ظروف الأحوال، وإلى ما كان لمحمد من الاحترام الفائق الوصف عند أتباعه وقارناه ببابا الكنيسة وبقديسي القرون الوسطى فإن أدعى شيء للدهش في محمد أنه لم يدع قط القدرة الذاتية على إحداث المعجزات، نعم كان يفعل ما يقول وكان أتباعه يرونه يقوم بتحقيق كل ما يقول. أفتريد بعد هذا برهانا قاطعا على صحة صدقه وإخلاصه؟ لم يحرص محمد إلى آخر حياته على شيء إلا على ذلك اللقب الذي تلقب به من أول أمره، وهو لقب أعتقد بأنه سيأتي يوم ترضى فيه أرقى فلسفة وأخلص مسيحية أن تسلم له به.
وهذا اللقب أنه رسول . رسول الله حقا. ا.هـ.
نقول: نعم لقد وفق المؤرخ الإنجليزي «بوسوورث سميث» إلى الصواب كله فيما ذكر عن سيد المرسلين محمد (صلى الله عليه وسلم) وأكثر ما أعجبنا به من عبارته قوله: إنه يعتقد بأنه سيأتي يوم تسلم فيه أرقى فلسفة وأخلص مسيحية بأن محمدا كان رسول الله حقا.