تأملات قرآنية تريح النفس وتشرح الصدر
للشيخ عبد الله بن بلقاسم . -- "سَيُؤْتِينَا اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ وَرَسُولُهُ" التفاؤل ليس خواطر عابرة إنه عقيدة والتزام روحي عميق. "سيؤتينا الله" اهتف بها في روحك. -- "وألنا له الحديد" لا تخف لو كانت ظروفك أقسى من الحديد فالله قادر أن يلينها لك. -- "ومن يقنط من رحمة ربه إلا الضالون" تأمل إلا الضالون مخطئون حتما أولئك الذين يشعرون أن أحوالهم الصعبة لن تتغير -- "فخرج منها خائفا يترقب" مخاوفك وآلامك ربما تسوقك إلى حيث تفتح لك أبواب السعادة. أمن وزواج ثم كلمه ربه ( أي سيدنا موسى عليه السلام ). -- "وتوكل على الحي الذي لا يموت" كل الذين تعول عليهم ربما يموتون قبل أن يتمكنوا من مساعدتك فوض أمورك للحي الذي لا يموت. -- " وعسى أن تكرهوا شيئا وهو (خير) لكم" الله أكبر كم أذهبت هذه اﻵية من الأحزان. -- " ولا تتمنوا ما فضل الله به بعضكم على بعض" "واسألوا الله من فضله" حين ترى نعمة تحبها مع غيرك. ادفع الحسد وادع ربك من فضله فإنها فرصة إجابة. -- "ذلك من فضل الله علينا" قالها يوسف وهو مسجون ظلما في غربة. مهما كانت اﻵلام؛ هناك نعمة وشيء جميل يمكن الحديث عنه. -- "بل يداه مبسوطتان" ونحن صامتون لا ندعو ياللخسارة. -- "إنما أشكو بثي وحزني إلى الله" إنما أداة حصر أي لا أشكو إليكم ترك الشكوى لهم فرد الله بصره وجمعه ببنيه وأغناهم . ترك الشكوى يعجل الفرج -- "وإليه يرجع (الأمر كله) فاعبده (وتوكل) عليه" إن كنت تظن أن شيئا من شؤونك بيد أحد غير الله فتدبر هذه اﻵية في هذا الصباح ثم توكل على الله. -- "فنادى في الظلمات" لو أن هناك مكانا يغيب فيه العمل الصالح لكان جوف الحوت في قعر البحر غيب تسبيحة يونس. اعمل صالحا فلن يضيعك الله أينما كنت. -- "فقولي إني نذرت للرحمن صوما" واجه أحداث الحياة الصعبة بالقرب والطاعة. -- "ولله خزائن السموات والأرض" كل أحلامك وآمالك ما تتطلع إليه وتريده بيد ربك وحده بهذا اليقين يبدأ الطريق إليها. -- الناس يتخلون عن المريض وكان الله مع أيوب الناس يملون الكبير والله مع زكريا الناس يزهدون الفقير والله مع موسى وثق علاقتك بمن لن يتخلى عنك. -- "إن الله (بالناس) لرؤوف رحيم" كل الناس وأنت منهم. أنت محفوف برحمة الله ورأفته. -- "فكيدوني (جميعا)ثم لا تنظرون (إني توكلت) على الله" تحدى كيد أمته كلها بكلمة التوكل. تحد همومك ومخاوفك بها قل لما يقلقك. إنى توكلت على الله. -- "إنما أشكو بثي وحزني إلى الله" كل الذين نبثهم شكوانا مهما كان دعمهم ومواساتهم وفهمهم لنا لا يعرفون على الحقيقة ما نحس به . وحده الله يعلم بنا -- "ثم أنزل عليكم من بعد (الغم) (أمنة) نعاسا" من رحمة الله يامؤمن مع كل ألم يحل بك ، انتظر بعده أمنا ينزل في أعماقك وسكينة تشد على قلبك. -- "إذ نادى ربه نداء (خفيا)" ما كلفنا الله حتى أن نرفع أصواتنا حين ندعوه. همسات وجعك تسمع في السماء . -- "وأبونا شيخ كبير" لقد كان كبيرا مسنا ولكنه أبرم عقدا لعشر سنوات قادمة . أن تكون مسنا أو مريضا لا يعني أن تعيش دون طموح أو أمل. -- " (واصبر) لحكم ربك (فإنك بأعيننا)" لا شيء يمنحنا قوة الصبر على آلامنا مثل اليقين بأن ربنا الرحيم يرانا ونحن نتألم. -- "ولما برزوا لجالوت وجنوده قالوا: (ربنا)" لم يجدوا قوة يلقون بها هول عدوهم مثل الدعاء. واجه المخاطر والأهوال والكربات وقل مثلهم : ربنا. -- "أني مسني الضر وأنت أرحم الراحمين" في شدة أوجاعه أيقن بالرحمة. -- "رب إني وهن العظم مني واشتعل الرأس شيبا" لكبار السن رحمة خاصة في السماء ودعوتهم تخترق الحجب تأمل كيف توسل زكريا بشيبه! -- "قال موسى لقومه استعينوا بالله واصبروا" قدم الاستعانة على الصبر طلب العون من الله أنفع في همومنا ومتاعبنا من تجلدنا وصبرنا. -- إن حزنا يقربك من ربك خير من فرح يبعدك عنه -- "عسى ربنا أن (يبدلنا خيرا) منها إنا إلى ربنا (راغبون)" تفاءلوا أن يعوضهم الله خيرا منها وليس مثلها . وأقرهم الله بعد التوبة كن أكثر تفاؤلا. -- "وأدخلناه (في) رحمتنا" اشعر بالرحمة تحيط بك تغمرك تنغمس فيها تحفك... يارب أدخلنا (في) رحمتك. -- "الله الذي خلقكم ثم (رزقكم)" مثل يقينك بخلقك مثلما ترى خلق يديك ورجليك. كن على يقين برزقك. -- (ولما توجه تلقاء مدين قال عسى ربي أن يهديني (سواء) السبيل) كن طموحا في دعائك ولو في أحلك الظروف. لم يسأله السبيل فحسب بل أحسن الطرق وأيسرها. -- "(فحملته) فانتبذت به" "فأتت به قومها (تحمله)" همك الذي تحمله فيه ميلاد فرجك. -- "ربنا وسعت كل شيء (رحمة) وعلما" تأمل كيف قدم حملة العرش في دعائهم الرحمة على العلم . بقدر يقينك أن علمه وسع كل شيء كن علي يقين أن رحمته كذلك. -- "ففروا إلى الله" اهرب بآلامك وجراحك اهرب بهمومك وأحزانك اهرب بقلقك وخوفك وضجرك اهرب إليه. -- "(وتوكل) على العزيز (الرحيم)" ربك أرحم بك منك بنفسك. ففوض شأنك إليه . -- "ما يفتح الله للناس من رحمة فلا ممسك لها " حتى أنت لو هربت من هذه الرحمة في جوف الأرض للحقت بك وأدركتك. -- "إن ربي قريب مجيب" ذكر الله اسمه القريب في ثلاثة مواضع من كتابه كلها مقرونة بإجابته وسمعه لهم. اقترب ليجيبك. قل : يا رب . -- "(كتب) على (نفسه) الرحمة" "كتب ربكم على نفسه الرحمة" بحثت في القرآن عن موضع آخر فيه كتب على نفسه فلم أجد غير الرحمة. اللهم رحمتك نرجو. -- "وظنوا أن لا ملجأ من الله إلا إليه" حين نشعر بعجزنا وعجز اﻵخرين حولنا نصبح أقرب ما يكون للفرج. -- "إن الله يمسك السموات والأرض أن تزولا" أمسكها رحمة بك وأنت تقلق من أشياء صغيرة نم متوكلا سيمسكها الله عنك. -- "فلما استيأسوا منه" لم ييأسوا فحسب بل استيأسوا أيضا ولكن الله رد لهم أخاهم تشبث بالأمل. -- "وإن فريقا من المؤمنين لكارهون" عندما يقع ما لا تحب تفاءل أيضا فبدر الكبرى طلائعها شيء لم يحبوه. -- "إن (يريدا إصلاحا) (يوفق) الله بينهما" ننال من التوفيق في حياتنا بقدر ما فينا من رغبة الإصلاح. -- "قل يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا" هؤلاء من أسرفوا قبل أن يتوبوا يقال لهم لا تقنطوا فكيف بمن تابوا. -- "وأعلم من الله ما لا تعلمون" لم يكن ما يعلمه يعقوب سرا فهو نبي يجب عليه البلاغ. لكنه كان يعلم من حسن الظن بربه مالم تبلغه ظنونهم. -- " إني (توكلت) على الله ربي وربكم ما من دابة إلا هو (آخذ بناصيتها)" كل من ستقابلهم اليوم من تقلق منهم من تهابهم نواصيهم بيد ربك. -- "وإذا سألك عبادي عني فإني قريب" ليس في وسعك أن تسعد الخلق أو تحل كل مشكلاتهم. لكنك تستطيع أن تدلهم على من بيده ذلك... علمهم أن يقولوا يا رب -- "فكشفنا ما به من ضر وآتيناه أهله ومثلهم معهم" سأل ربه كشف الضر فقط فزاده أن آتاه أهله ومثلهم. حين تدعو لا تتوقع الإجابة فحسب بل والزيادة. -- "فافسحوا يفسح الله لكم" سياق الآية في مجالس العلم، فبقدر ما تفسح معنويا لإخوانك في طلب العلم وتساعدهم يفسح الله لك في العلم والفهم . -- "فافسحوا (يفسح الله) لكم" ما أكرم الله! يوسع الله حياتك بحركة يسيرة تتحركها وأنت قاعد ليقعد أخوك. كيف بمن يسعى ويركض من أجلهم؟! -- "(فنادى) في (الظلمات)" "إذ نادى وهو (مكظوم)" مكظوم وفي الظلمات لكنه لم يتوقف عن المحاولة والنداء لا تتوقف مهما أحدقت بك الظروف. -- "وقد خلقتك من قبل ولم تك شيئا" الذي أعطاك نعمة الوجود والحياة دون أن تسأله. لن يمنعك خيرا حين تسأله. -- "ورحمتي وسعت كل شيء" وسعت كل لحظة ألم، وكل خاطرة حزن، وكل لمحة وجع، وسعت أدق أدق تفاصيل بؤسك. قال ابن كثير: آية عظيمة في الشمول والعموم -- "وإذ (ابتلى) إبراهيم ربه بكلمات (فأتمهن) قال إني جاعلك للناس (إماما)" بعد الابتلاء تكون الإمامة. -- "ذكر (رحمة) ربك عبده زكريا (إذ نادى) ربه ...." إذا أراد الله أن يرحمك ألهمك الدعاء -- "إذ أوى الفتية إلى الكهف فقالوا ربنا آتنا من لدنك رحمة" دعوة واحدة حفظهم الله بها أكثر من ثلاثة قرون.... احفظ مستقبلك بالدعاء وقل يا رب -- "وإذا سألك عبادي عني فإني (قريب)" أقرب أقرب من كل الذين تتوقع أن لديهم مساعدة أو حلا لمشكلتك. -- "ونجيناه من الغم (وكذلك) ننجي المؤمنين" تدبر (وكذلك). ليس خاصا بالأنبياء وحدهم سينجيك الله يا مؤمن ولو كنت في كرب عظيم كبطن الحوت الخانق. |
رد: تأملات قرآنية تريح النفس وتشرح الصدر
( وما تدري نفسٌ ماذا تكسبُ غدًا )
غدًا بإذن الله يصلح ﷻ حالك وتُفرج همومك ويذهب ما أصابك فقـط تفـاءل وأحسـن ظنك بربك !! -- ( وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ ) ما استُجلِب رزق الله بمثل ترك المعاصي !! -- ( والصبح إذا تنفس ) أليس الذي أزاح ظلمة الليل بإنفلاق النور، بقادر على تفريج كربتك وتيسير الأمـور ؟ ثق بربك وتفاءل فإنهُ على كل شيئ قدير !! -- ( فَلولآ إِذْ جَاءهُم بأسُنَا تَضَّرعُوا ) تضرع المرء في الدعاء ، من أسـباب رفع البلاء !! -- دعا موسى وأخيه على فرعون فقال الله : ( قد أُجيبت دعوتكما ) قال العلماء : استجاب له بعد أربعين سنة ، ادع ربك وأحسن ظنك فقد تتأخر الإجابة !! -- ﴿ عسَّىٰ ربُنا أن يُبدلنا خيراً منها إنَّا إلى ربنا راغبون ﴾ كل ما تتركه من أجل ربِّ السماء ، يعوضك الله بخير من هذه الأشياء !! -- ( قال ربِّ اغفر لي وهب لي ملكا ) الذنوب تؤخر أو تمنع إجابة الدعوات ، ولِهـذا سليمان سـألَ رب السـماوات ، مغفرة ذنبه قبل أن يسأله العطيات !! -- ( وإن تصبروا وتتقوا لا يضركم كيدهم شيئاً ) بالصبر والتقوى يجعل الله المحنة إلى منحة ، ويُبطل كيد الخصـوم ويُزيل عنك گل الهموم !! -- ( إنَّ اللّهَ مَع الصَّابرين ) يامن اثقلك الألم وزاد وجعك ، لا تستوحش ... فإنَّ الله معك !! -- ( إن تستفتحوا فقد جاءكم الفتح ... ) إذا أردت أن يفتح الله لك للخير باب ، عليـك أن تسعى له وتبذل الأسـباب !! -- ( إِن يَعْلَمِ الله فِي قُلُوبِكُم خَيْرًا يُؤْتِكُمْ خَيْرا ) من نوى الخير فُتحت له أبوابه ، وهيأ الرحمٰن ويسّرَ له أسبابه !! -- ﺧﺮﺝ ﻣﻮﺳﻰ ﺧﺎﺋﻔًﺎ ﻻ ﻳﺪﺭﻱ ﺃﻳﻦ ﻳﺘﻮﺟﻪ ، ﻓدﻋﺎ ﺑﺪﻋﻮﺓ ﻭﺍﺣﺪﺓ : ( ﻋﺴﻰ ﺭﺑﻲ ﺃﻥ ﻳﻬﺪﻳﻨﻲ ﺳﻮﺍﺀ ﺍﻟﺴﺒﻴﻞ ) فتغيرت حياته بهذه الدعوات !! -- ألقي يونس عليه السلام في بطن الحوت ، وبالدعاء نُبذَ من غير أذى ونجى من الموت !! -- قال ﷲ ﷻ في الحديث القدسي : ( أنا عند ظن عبدي بي وأنا معه إذا دعاني ) أكثر ما يدفع عنك البـلاء ، حسن ظنك بالله مع الدعاء !! -- ﴿ قَالَ ربِّ اغفر لي وَهبْ لي مُلكاً ..﴾ قد تستحي وتخجل أن تسأله بعد ذنبك ، بل استغفر واسأله فإنَّ ذلكَ يُحـبه ربك !! -- ارفع يديك فيها إلى السماء وألحّ بالدعاء ، فإنَّ الله يُحب الملحين وعنده لا يخيب الرجاء ( أُجيبُ دعوة الداعِ إذا دعانِ ) |
الساعة الآن 12:53 AM |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By
Almuhajir