مسلمو ألمانيا ينتقدون تصريحات لرئيس الدولة حول الإسلام
 

http://aawsat.com/2012/06/02/images/news1.680055.jpg

الرئيس الألماني غواك (يمين) أثناء ترحيبه بالرئيس الروسي بوتين في برلين أمس (أ.ب)
برلين: «الشرق الأوسط»
انتقد ممثلون عن الجالية المسلمة في ألمانيا تصريحات للرئيس الألماني يواخيم غاوك حول الإسلام. وكان الرئيس يواخيم غاوك أثار جدلا في ألمانيا بسبب تصريحاته حول الإسلام، التي نأى فيها بنفسه عن تصريحات سلفه كريستيان فولف الذي قال من قبل إن «الإسلام جزء من ألمانيا». وقال غاوك في مقابلة مع صحيفة «دي تسايت» الألمانية الصادرة أول من أمس: «أما أنا، فكنت سأقول ببساطة إن المسلمين الذين يعيشون هنا جزء من ألمانيا». وذكر غاوك أنه لا يستطيع تبني العبارة التي قالها سلفه فولف كما هي (أي أن «الإسلام جزء من ألمانيا»)، وقال: «لكني أقبل قصده في ذلك»، موضحا أن فولف كان يريد بهذه العبارة مطالبة المواطنين بالانفتاح على الحقيقة، «وهي أن كثيرا من المسلمين يعيشون في هذا البلد». وفي الوقت نفسه أعرب غاوك، القس البروتستانتي السابق، خلال المقابلة الصحافية التي كان أجراها قبل زيارته لإسرائيل والمناطق الفلسطينية، عن تفهمه لمن يسألون: «كيف شارك الإسلام في صياغة قارتنا الأوروبية؟ هل مر الإسلام بتنوير أو إصلاح؟». وأكد غاوك في تصريحاته أنه يتطلع بشغف إلى حدوث جدل ديني على نطاق المسلمين الأوروبيين.
وأثارت تصريحات الرئيس الألماني استياء المنظمات الإسلامية والجالية التركية في ألمانيا. فقد ذكر رئيس المجلس الأعلى للمسلمين في ألمانيا أيمن مازيك في تصريحات لصحيفة «باساور نويه بريسه» الألمانية: «الغرب الأوروبي قام بوضوح شديد على أكتاف الشرق المسلم، ومن ينكر ذلك فإنه يزيف التاريخ». وأضاف مازيك أن هناك حاجة ماسة الآن لإجراء حوار موسع حول هذا الموضوع في المجتمع.
لكن مازيك أعرب عن سعادته بـ«دعوة غاوك» لإجراء حوار حول الإسلام الأوروبي وأصله التاريخي وحول التنوير، وقال إن رئيس الدولة يمكن أن يكون مديرا وراعيا جيدا لهذا الحوار، مضيفا أن ألمانيا بحاجة إلى «شعور جمعي جديد» يعبر تعبيرا حقيقيا عن التنوع الحالي في المجتمع. وقال مازيك إنه على خلفية تزايد التخوف من الإسلام فإن «مثل هذه الإشارات من جانب رئيس الدولة تكون في غاية الأهمية». كما انتقد رئيس الجالية التركية في ألمانيا كنعان كولات تصريحات غاوك، حيث قال في تصريحات لنفس الصحيفة: «أنصح السيد غاوك أن يلقي نظرة على كتب التاريخ. الإسلام جزء من تاريخ أوروبا وألمانيا. لا يوجد شك في ذلك على الإطلاق في كتابات المؤرخين».
بدوره، أعرب رئيس حزب الخضر الألماني سيم أوزدمير عن عدم فهمه لتصريحات الرئيس غاوك حول انتماء الإسلام لألمانيا. وقال أوزدمير في تصريحات لصحيفة «رور ناخريشتن» الألمانية الصادرة أمس: «لا أستطيع فهم الفرق بين الإسلام والمسلمين». وأضاف أوزدمير أنه عندما يقول الرئيس الألماني إن المسلمين المقيمين في ألمانيا جزء من البلاد، «فإن هذا يعني بالطبع أن الإسلام جزء من ألمانيا». وقال أوزدمير إن المسلمين هاجروا إلى ألمانيا منذ ستينات القرن الماضي وجلبوا معهم لغتهم وثقافتهم ودينهم أيضا. وأضاف: «لا يمكن الشك في أن الإسلام، الذي هو جزء من بلدنا، يعيش تحت عباءة الدستور، وهذا ينطبق على كل دين». في المقابل، دافع الأمين العام للحزب المسيحي الاجتماعي البافاري، ألكسندر دوبرينت، عن تصريحات غاوك. وقال دوبرينت في ميونيخ أمس: «غاوك عثر على الكلمات السليمة بشكل قاطع». وأضاف دوبرينت أن «ألمانيا دولة ذات طابع مسيحي وتاريخ مسيحي ونظام قيمي قائم على المسيحية».
يذكر أن الرئيس الألماني السابق فولف أثار بتلك التصريحات عام 2010 جدلا شديدا، حيث انتقده العديد من الساسة القياديين في التحالف المسيحي، المنتمية إليه المستشارة أنجيلا ميركل.