عرض مشاركة واحدة
قديم 04-07-2014 ~ 11:13 PM
نور الإسلام غير متواجد حالياً
افتراضي وما زالت فضائح الفاتيكان مستمرة
  مشاركة رقم 1
 
الصورة الرمزية نور الإسلام
 
مدير عام
تاريخ التسجيل : Jan 2012


مستمرة, الفاتيكان, زالت, فضائح

د. عامر الهوشان | 1/9/1435 هـ

وما زالت فضائح الفاتيكان مستمرة Pope.Francis-thumb2.
من سمات الباطل ومميزاته أنه لا يمكن تحويله إلى حق مهما حاول أهله وأتباعه , كما أن من سمات الحق ومميزاته أنه لا يمكن قلبه إلى باطل مهما ضعف أنصاره وأتباعه , فالباطل يبقى باطلا مهما حاول أنصاره تزيينه وتسويقه للناس على أنه حق , من خلال استخدام القوة المادية والتقنية الإعلامية التي يمتلكونها , والتي تحاول ليل نهار إلباس الباطل لبوس الحق , إلا أن الوقائع والأحداث دائما ما كانت تعري الباطل وتظهره على حقيقته .
هذا ما يمكن أن يقال فيما يحدث بالفاتيكان من فضائح , فمع محاولة لملمة ما يحدث على أرض الواقع في أروقة أعلى سلطة كنسية كاثوليكية , من مفاسد مالية وأخلاقية جسيمة وخطيرة , كان أكثرها سوءا وفظاعة تلك المتعلقة بالفضائح الجنسية التي وقع فيها كثير من القساوسة هناك , ومع التعتيم الإعلامي على حقيقة ما يحدث من مخازي يندى لها جبين البشرية , إلا أن الرائحة العفنة ما زالت تفوح من هناك مع كل ما سبق , والفضائح الأخلاقية ما زالت تتوالى من تلك البقعة التي من المفروض أن تكون دينية وأخلاقية بامتياز , إلا أن الباطل – كما سبق - لا يمكن أن يصبح حقا حتى لو حاول أن يكتسي بثوب الدين ويلبس جلبابه .
لقد بدأت فضائح الفاتيكان تظهر منذ عدة أعوام , ولكنها وصلت إلى ذروتها بداية العام الماضي , حيث تناقلت وسائل الإعلام المرئية والمسموعة والمكتوبة خبر إعلان البابا السابق "بنديكت السادس عشر" أنه سيستقيل من منصبه في الثامن والعشرين من فبراير من العام الماضي 2013م , ليكون بذلك أول بابا يستقيل من منصبه على رأس الكنيسة الكاثوليكية منذ 6 قرون , الأمر الذي أظهر فداحة الفضائح الحاصلة هناك , ومدى تأثيرها على البابا الذي أجبر على الاستقالة من منصبه بسبب تلك الفضائح .
ويمكن القول بأن الفضائح بدأت بالتسرب منذ عام 2010م , حيث أعلنت وكالة الأنباء الامريكية رويترز عن ورود اسم حاجب البابا بنديكت والعضو بجوقة خاصة في كاتدرائية القديس بطرس ضمن شبكة دعارة للشواذ جنسيا , وطرد على إثرها جيندوايهايم – نيجيري- من الجوقة .
ثم توالت الفضائح الأخلاقية لتصل إلى أدنى مستوياتها وأحطها , حين قدم مطران مدينة بروج ببلجيكا "روجيه جوزيف فانغيلوفي" استقالته بنفس العام , بعد أن اعترف بإعتدائه جنسيا على صبي صغير , لتتوالى فضائح اعتداء القساوسة على الأطفال جنسيا في الأعوام التالية , والتي لم تنقطع حتى الآن .
فقد أصدر مجمع عقيدة الإيمان في دولة الفاتيكان منذ أيام حكماً ضد القاصد الرسولي الذي كان يشغل منصب سفير الفاتيكان السابق لدى جمهورية الدومينيكان، المطران "يوزيف فيسولوفسكي" يقضي بطرده من السلك الكنسي .
وأدين فيسولوفسكي بالاعتداء الجنسي على "قٌصّر" – أطفال - خلال وجوده في "الدومينيكان" وفق بيان صادر عن المكتب الصحفي لدى حاضرة الفاتيكان أول أمس الجمعة , الأمر الذي يؤكد عدم توقف هذه الجرائم والفضائح في الفاتيكان .
ومع فداحة الجرائم المرتكبة هناك إلا أن العقوبات ضد القساوسة والمطارنة لم تتجاوز الطرد من السلك الكنسي , حيث أوضح الفاتيكان صراح ودون خجل أنه لم تفرض أي قيود على تحركات المطران أثناء التحقيق في القضية , لكن في أعقاب قرار عزله "فاننا سنتخذ كل الإجراءات التي تتناسب مع فداحة هذه القضية"، مشيراً الى أنه سيكون أمامه شهرين لنقض الحكم .
ولم يعد أمرا مستغربا تلك الازدواجية التي يتعامل بها الغرب مع جميع القضايا التي تخصه أو تخص المسلمين , فإذا تعلق الأمر بقساوسته وكنيسته , فالتعتيم الإعلامي وعدم التعليق يكون سيد الموقف على حقائق الفائح المتعلقة بذلك , تاما كما هو الأمر في فضائح قساوسة الفاتيكان , أما إذا تعلق الأمر بشبهة تخص المسلمين أو أحد علمائه , فالتشهير والتركيز الإعلامي يكون سيد موقفه .
ومع فداحة وفظاعة ما ارتكبه القساوسة من فضائح , إلا أن بابا الفاتيكان اكتفى في أبريل الماضي"نيابة عن بعض الكهنة" بطلب "الغفران" من الأطفال الذين تعرضوا لتلك الانتهاكات , وكأن القضية مقتصرة على طلب الصفح من الأطفال الذين انتهكت كرامتهم وأعراضهم في مكان ينبغي أن يكون أطهر مكان .
إن استمرار فضائح الفاتيكان بهذا الشكل رغم مرور أكثر من ثلاث سنوات على بدايتها , ورغم كثير من الانتقادات القاسية التي وجهت من الأمم المتحدة وغيرها – على استحياء - إلى الكنيسة الكاثوليكية ، يشير إلى مدى تغلغل الفساد الأخلاقي الذي وصل إلى قمة الكنيسة الغربية الأوربية .
كما أن عدم محاسبة المتورطين بهذه الفظائع والجرائم قد زاد الأمر سوءا وتعقيدا , فرغم كثرة الدعوات إلى إجراء تحقيقات علنية في وقائع التحرش بالأطفال، والمطالبة بتقديم المتورطين في تلك الجرائم للمحاكمة , إلا أن شيئا من ذلك لم يحدث , الأمر الذي هز مكانة الكنيسة ومصداقيتها لدى عامة الكاثوليك في العالم .
فهل سنشهد قريبا انهيار هذه السلطة الكنسية الأكثر أتباعا وقوة بسبب استمرار هذه الفضائح ؟!
المصدر: طريق الخلاص


  رد مع اقتباس
 
1 2 3 4 5 6 7 8 9 10 11 12 13 14 15 16 17 18 19 20 21 22