عرض مشاركة واحدة
قديم 20-02-2013 ~ 07:46 AM
نور الإسلام غير متواجد حالياً
افتراضي
  مشاركة رقم 17
 
الصورة الرمزية نور الإسلام
 
مدير عام
تاريخ التسجيل : Jan 2012


مسكن إبراهيم وإسماعيل عليهما السلام
لما بكر إبراهيم عليه السلام لأن يقرب ابنه لم يكن معه إسحاق عليه السلام و إنما كان إسماعيل عليه السلام هو ساكن معه. والذي أدخل اسم إسحاق لم يتفطن بهذا الأمر، فبقى دليلا على استبدال الاسم و تفصيل ذلك أن القصة تصرح بأن إبراهيم عليه السلام رجع بعد ما قرب ابنه إلى بئر السبع، وسكن فيها. و بالرجوع يدل على أنها كانت مسكنه من قبل ففي سفر التكوين (14:21 ) "فبكر إبراهيم صباحا وأخذ خبزا وتربة ماء وأعطاهما لها جر واضعا إياهما على كتفها و الولد، فمضت وتاهت في برية بئر السبع "؟.
و لا حاجة الآن إلى التعرض لما في هذه القصة من كذب و الجهل فإنما المقصود هنا:
1- أن بئر سبع كانت مسكن إسماعيل عليه السلام و أمه.
2- و أنها كانت بعيدة عن مسكن إسحاق عليه السلام وأمه.
3- و أنها كانت مسكن إبراهيم عليه السلام الذي ذهب منه للتضحية، و رجع إليها بعدها.
فتبين مما ذكرنا أن إبراهيم عليه السلام لما بكر صباحا لتقديم ابنه قربانا إنما أخذ معه إسماعيل عليه السلام الذي كان ساكنا في بئر السبع، لا من كان بعيدا عنه مع سارة في كنعان.
وهذا من دلائل تحريف أسم إسماعيل ووضع إسحاق بدل منه عمدا
عروبة سيدنا إبراهيم عليه السلام
إننا نرى أن الرأي الراجح أن أصل سيدنا إبراهيم عليه السلام كان من قبيلة آرامية عربية الأصل، هاجرت إلى بلاد الشام والعراق مع الهجرة الآرامية في الألف الثالث قبل الميلاد، وأن قسماً منها سكن القسم الجنوبي من العراق، وذلك في العهد الأموري الذي أسس دولة بابل الأولى التي كان من أشهر ملوكها "حمو رابي". وقد ولد سيدنا إبراهيم عليه السلام في بدايات القرن التاسع عشر قبل الميلاد ـ على أقرب التواريخ للصحةـ ونشأ في مدينة "أور بابل" الواقعة في القسم الجنوبي من العراق، وليس كما جاء في العهد القديم أنه كان كلدانياً، "وأخذ تارح إبرام ابنه... من أور الكلدانيين ليذهبوا إلى أرض (كنعان).." سفر التكوين 11/31. وذلك لأن اسم "كلدية" نسبة إلى قبيلة "كلدية" العربية التي هاجرت إلى جنوب العراق وأقامت فيها دولة "بابل الثانية" لم يظهر إلا في القرن الثامن قبل الميلاد، أي بعد مولد سيدنا إبراهيم بأكثر من ألف سنة، إلا أنه قد جاء في العهد القديم نص آخر عن أصل نسب سيدنا إبراهيم عليه السلام، يتوافق مع الدراسات النقدية وما أثبته علم الآثار، وهو: "آرامياً تائهاً كان أبي" سفر التثنية 56/5. أضف إلى ذلك أن القرآن الكريم لم يذكر أن سيدنا إبراهيم هاجر من بلاده ومعه أبيه، لأن أباه لم يكن على دينه الذي دعا إليه قومه، حيث إن سيدنا إبراهيم عليه السلام دعا قومه إلى عبادة الله تعالى الواحد الأحد، وإلى توحيد الخالق وترك عبادة الأصنام والأوثان والآلهة المتعددة التي كانوا يعبدونها، وقد جاء في العهد القديم ما يفيد ذلك ويناقض النص الأول الذي يقول إن الرب أمر تارح أن يأخذ ابنه إبراهيم من أرض الكلدانيين ويذهب به إلى أرض (كنعان).. حيث جاء في سفر التكوين الإصحاح 12/1 "وقال الرب لإبرام: (اترك أرضك وعشيرتك وبيت أبيك واذهب إلى الأرض التي أريك..)" .

  رد مع اقتباس
 
1 2 3 4 5 6 7 8 9 10 11 12 13 14 15 16 17 18 19 20 21 22