عرض مشاركة واحدة
قديم 12-01-2012 ~ 05:06 PM
نور الإسلام غير متواجد حالياً
افتراضي الإسلام في ماليزيا.. شعب هادىء وأمين وملتزم بالطاعات
  مشاركة رقم 1
 
الصورة الرمزية نور الإسلام
 
مدير عام
تاريخ التسجيل : Jan 2012



الإسلام في ماليزيا.. شعب هادىء وأمين وملتزم بالطاعات



الدستور ـ طلعت شناعة



عندما زرتُ ووفد اعلامي عربي ماليزيا قبل سنوات قليلة، لاحظنا سلوك الشعب الماليزي الهادىء. وتحديدا اولئك المنتمين للدين الاسلامي حيث توجد ملل أُخرى. لكن الطابع العام للدولة هو الاسلام.

فالانسان المايزي قليل الكلام ولا تكاد تسمع صوته الا همسا. وحتى عندما تجولنا في المناطق المختلفة مثل جزيرة «بننغ» في الشمال أو في العاصمة «كوالالمبور» بما تحتويه من أجمل برجين توأمين في العالم ومظاهر العواصم التي تفترض ان تكون صاخبة، الا ان عاصمة ماليزيا بدت هادئة. المسلمون في ماليزيا متميزون بصدقهم والتزامهم الديني مع احترامهم لطقوس وتقاليد اصحاب الديانات الاخرى مثل الصينيين والبوذيين وغيرهم.



الدين الرسمي للدولة



الإسلام هو الدين الرسمي في ماليزيا، وتشجع الحكومة الماليزية بنشاط على انتشار الإسلام في الدولة. تعداد السكان في عام 2000 يظهر أن حوالي 60.4% من مجموع السكان هم من المسلمين في ماليزيا . ويتضح أن 100% من عرقية الملايو مسلمين - وذلك تمّ تحديده في المادة 160 من الدستور الماليزي، وهناك أيضاً مسلمون من عرقيات أخرى، أكثرهم الهنود، وأقلية من عرقيات الصين المهاجرة إلى البلاد، وتعتبر ماليزيا من أكبر الدول الإسلامية في العالم سكاناً.

ماليزيا تحدث نقلة نوعية في هذه المفاهيم عن اخلاق وطباع المسلمين، وتعطي بقوة لا مثيل لها في باقي دول العالم الإسلامي نظرة عكسية تماماً. لقد أثبتت التجربة الماليزية أن الإسلام لم يكن سبباً في تخلف المسلمين، مثلما عبّر عن ذلك الدكتور مهاتير محمد رئيس الوزراء الماليزي السابق و «أبو ماليزيا» بقوله: «الإسلام لا يشكل عقبة تحول دون التقدم والتطور والنمو، ولا يعوق اكتساب المهارات الإدارية العالية وتطبيقها في حيز الواقع، ولا يحرم مراكمة الثروة عن طريق القدرات التجارية والصناعية، ولا يمنع إعداد القوة الكفيلة بردع المعتدي، الذي يحاول التقوي على الضعفاء. إن نجاح المسلمين والأمة الإسلامية في مختلف مناحي الحياة كفيل بإقناع غير المسلمين بالوجه الحقيقي للدين الإسلامي، أكثر من المواعظ والخطب، خاصة عندما يكون هناك تناقض بين الأقوال والأفعال». وفعلاً استطاع هذا الرجل أن يترجم كلامه على أرض الواقع، ويشهد بلده تمدناً في قفزة اقتصادية فريدة من نوعها. ويطمح أن تصبح دولته بحلول 2020م ضمن الدول المتقدمة.



مظاهر التمدن الإسلامي في ماليزيا



لقد مس التمدن الممزوج بالقيم والأخلاق الإسلامية في ماليزيا كل مناحي الحياة، فلقد تعود الإنسان الماليزي على السلوك الحضاري. فإلى جانب العمران الراقي ووسائل النقل الحديثة والاستخدام العالي للتكنولوجيا، وأسلمة المطاعم الكبيرة المنتشرة الفروع في كل أنحاء ماليزيا، نلمس أيضاً مظاهر سلوكية متنوعة، فالنظام والانضباط في العمل منتشران في كل مؤسسات الدولة.. الأدب في التعامل فيما بينهم ومع العملاء بكل أنواعهم، لا يميزون بين عميل غني وآخر متوسط الحال.. يتبادلون الحديث بصوت منخفض وبهدوء، ومن بين السلوكيات المتميزة أيضاً الأمانة، فمن النادر جداً أن تفقد أمتعتك أو أشياء تكون نسيتها في مكان ما، سواء في أماكن الوضوء أو غيرها، فإذا عدت إليها وجدتها تنتظرك، وأحياناً تجدها عند الموظفات وخاصة من أهل البلد.



ظواهر محصورة



ومن بين مظاهر التمدن الإسلامي أيضاً، قلة انتشار ظاهرة التدخين في الأماكن العامة والخاصة. تكاد تنحصر هذه الظاهرة فقط في الشوارع العامة وبشكل محدود جداً، فالتدخين لا يعبر عن معاني الرجولة أو التمدن كما يبدو في دول العالم الثالث، وتعتبر ممارسته شيئاً مذموماً لا يفتخر به فاعله.. تجد لافتة «ممنوع التدخين» منتشرة في كل مكان سواء في وسائل النقل العامة أو الخاصة وفي كثير من المطاعم، وبعض تلك المطاعم وضعت جناحاًً خاصاً بالمدخنين، وكذلك الفنادق خصصت هي الأخرى أجنحة خاصة بالمدخنين. إنه سلوك حضاري راق لسان حاله يقول: من أراد التدخين فلا يفرضه على غيره، ولينزوِ في مكان يجمع أمثاله، وعادة يسمح بالتدخين في المطاعم التي في الهواء الطلق، أما المغلقة فنادراً جدًا ما تجد مطعماً يسمح بذلك. وللحكومة دور فعّال، فإلى جانب اللافتات القانونية، تجدها شنت حملة إعلامية عن أضرار التدخين، سواء عن طريق التلفزيون أو اللافتات التجارية الدعائية.



الجامعة الاسلامية



الجامعة الإسلامية العالمية ماليزيا (جامعة إسلامية ماليزية. تقع المدينة الجامعية الرئيسية في مدينة غومباك شمالي العاصمة الماليزية كوالالمبور). تأسست الجامعة عام 1983 بدعم من عدد من حكومات الدول الإسلامية من بينها المملكة العربية السعودية و ماليزيا و جزر المالديفو تركيا و باكستان و بنجلاديش. وتبنتها منظمة المؤتمر الإسلامي. تدرس الجامعة ليس فقط العلوم الإسلامية بل كذلك العلوم الاجتماعية والعلمية والطبية الأخرى. كان مهاتير محمد صاحب فكرة إنشاء الجامعة، وكان الفكرة تتمثل بإنشاء جامعة تقدم كافة البرامج الأكاديمية كغيرها من الجامعات إلا أنها تضع القيم الإسلامية كأولوية لها . افتتحت الجامعة رسمياً عام 1983 بعد الاتفاق مع حكومات الدول الإسلامية التي قررت دعم الجامعة ومنظمة المؤتمر الإسلامي. يعتبر الجامعة الإسلامية الجامعة الحكومية الوحيدة في ماليزيا التي سمحت للطلاب الأجانب بالدراسة فيها منذ تأسيسها.

الاسلام في شرق العالم



أن قصة انتشار الإسلام في جنوب شرق آسيا تُعَدُّ من أعظم قصص انتشار الإسلام في العالم؛ فالمسلمون لم يذهبوا إلى هذه المناطق الشاسعة المساحة العظيمة السكان بجيوش فاتحة، ولم يخوضوا مع أهلها حروبًا تُذكر، وإنما ذهبوا إليها كتُّجار يحملون أخلاقَ الإسلام، وهَمَّ الدعوة إلى الله، وذلك بالحسنى والمعاملة الحسنة، فحقَّقوا القاعدة الأصيلة التي تؤكد أن الإسلام إنما يغزو القلوب لا الأراضي أو البُلدان.

فقد حمل التجار المسلمون بضائعهم، ورحلوا من المشرق الإسلامي إلى تلك البلاد النائية عن طريق البحر، وكان لعرب جنوب الجزيرة العربية اليمنيِّين والعُمَانيِّين النصيب الأوفى في ذلك، فأخذوا يبيعون ويبتاعون، ووجد أهل تلك البلاد النائية فيهم الصدق، وعرَفوا فيهم العفَّة والأمانة، ثم علموا أن هذا كله من أثر العقيدة التي يحملونها؛ فحُبِّب الإسلام إلى نفوسهم؛ الأمر الذي لم يظلوا عليه طويلاً حتى باتوا يَدِينُون بالإسلام، وأصبحوا من أبنائه المخلصين.

وقد وصل الإسلام إلى ماليزيا في القرن السابع الهجري، وإن كنا لا نستطيع أن نُحَدِّد بالضبط السنة التي انتشر فيها؛ وقد كانت روابط شبه الجزيرة الملايو (ماليزيا) متينة مع جزيرة سومطرة المواجهة من ناحية الغرب، والتي وصل إليها الإسلام كذلك؛ لأن أطرافها الشمالية أقرب إلى الغرب، حيث كانت تمخر السفن الإسلامية، وتتحكَّم تلك السفن في طرق المحيط الهندي البحرية، وفي موانئه وقواعده ومراكزه وبحاره، وينتقل المسلمون التجار والدعاة على السواحل يحملون مع بضائعهم العقيدة الإسلامية، التي تتلاءم والفطرة البشرية، وتعطي معاملتهم وسلوكهم وأخلاقهم صفةً تختلف عمَّا يتَّصِف به بقية التجار؛ بل كان كلُّ تصرف ينبع من تلك العقيدة، وكثيرًا ما كان الدعاة يتَّخذون التجارة وسيلة ليتَّصلوا مع السكان، وليدعوهم إلى الإسلام.





جريدة الدستور - التاريخ : 30-12-2011



المصدر: طريق الخلاص


  رد مع اقتباس
 
1 2 3 4 5 6 7 8 9 10 11 12 13 14 15 16 17 18 19 20 21 22