عرض مشاركة واحدة
قديم 20-02-2013 ~ 07:26 AM
نور الإسلام غير متواجد حالياً
افتراضي
  مشاركة رقم 6
 
الصورة الرمزية نور الإسلام
 
مدير عام
تاريخ التسجيل : Jan 2012


النسب الشريف
خلق الله تعالى الإنسان وكرمه وعلَّمه، وفضله على كثير من خلقه، وكان من مظاهر ذلك التكريم أن أقام سبحانه النسب والمصاهرة بين بني الإنسان، كما بين ذلك بقوله: {وَهُوَ الَّذِي خَلَقَ مِنَ الْمَاء بَشَراً فَجَعَلَهُ نَسَباً وَصِهْراً وَكَانَ رَبُّكَ قَدِيراً }الفرقان54 وكان مقصد حفظ الأنساب من المقاصد الأساسية التي اتفقت على رعايتها وحفظها جميع الشرائع السماوية، لذا وجدنا الأنساب والأعراق من أهم الأمور التي يتفاخر بها الناس، ويحرصون على إبرازها وإظهارها.وكانت العرب أشهر من اعتنى بذلك وحرص عليه، ولذلك بعث الله رسوله من أفضل قبيلة وأشرف نسب، {لَقَدْ جَاءكُمْ رَسُولٌ مِّنْ أَنفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُم بِالْمُؤْمِنِينَ رَؤُوفٌ رَّحِيمٌ } التوبة128.وقال تعالى (وَتَوَكَّلْ عَلَى الْعَزِيزِ الرَّحِيمِ * الَّذِي يَرَاكَ حِينَ تَقُومُ * وَتَقَلُّبَكَ فِي السَّاجِدِينَ) الشعراء/217:219 .قال مجاهد وقتادة في المصلين وقال ابن عباس أي في أصلاب الآباء آدم ونوح وإبراهيم حتى أخرجه نبيا وقال عطاء عن ابن عباس أراد تقلبك في أصلاب الأنبياء من نبي إلى نبي حتى أخرجك في هذه الأمة يعني تقلبك في أصلاب الآباء وأرحام الأمهات من آدم إلى نوح وإلى إبراهيم وإلى من بعده صلوات الله عليهم وروي عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال (خرجت من نكاح، ولم أخرج من سفاح، من لدن آدم إلى أن ولدني أبي وأمي) معناه أن نسبه صلى الله عليه وسلم إلى آدم عليه السلام لم يكن النسل فيه إلا من نكاح ولم يكن فيه زنى
فكان مولد النبي صلى الله عليه وسلم، من فروع مضر التي هي أشهر قبائل العرب، - وهم الذين ينتسبون إلى عدنان، وقد أخرج البخاري عن كليب بن وائل قال: حدثتني ربيبة النبي صلى الله عليه وسلم زينب بنت أبي سلمة قال: (قلت لها أَرَأَيْتِ النبي صلى الله عليه وسلم أَكَانَ من مُضَرَ قالت فَمِمَّنْ كان إلا من مُضَرَ من بَنِي النَّضْرِ بن كِنَانَةَ)
وقال تعالى {وَلَقَدِ اسْتُهْزِئَ بِرُسُلٍ مِّن قَبْلِكَ فَحَاقَ بِالَّذِينَ سَخِرُواْ مِنْهُم مَّا كَانُواْ بِهِ يَسْتَهْزِئُونَ } هذا وهم معترفون بفضله وشرفه ونسبه وطهارة بيته ومرباه ومنشئه صلى الله وملائكته والمؤمنون عليه حتى أنهم كانوا يسمونه بينهم قبل أن يوحى إليه الأمين وقد اعترف بذلك رئيس الكفار أبو سفيان حين سأله هرقل ملك الروم وكيف نسبه فيكم قال هو فينا ذو نسب
حدثنا أبو الْيَمَانِ الْحَكَمُ بن نَافِعٍ قال أخبرنا شُعَيْبٌ عن الزُّهْرِيِّ قال أخبرني عُبَيْدُ اللَّهِ بن عبد اللَّهِ بن عُتْبَةَ بن مَسْعُودٍ أَنَّ عَبْدَ اللَّهِ بن عَبَّاسٍ أخبره أَنَّ أَبَا سُفْيَانَ بن حَرْبٍ أخبره أَنَّ هِرَقْلَ أَرْسَلَ إليه في رَكْبٍ من قُرَيْشٍ وَكَانُوا تِجَارًا بالشام في الْمُدَّةِ التي كان رسول اللَّهِ صلى الله عليه وسلم مَعادَّ فيها أَبَا سُفْيَانَ وَكُفَّارَ قُرَيْشٍ فَأَتَوْهُ وَهُمْ بِإِيلِيَاءَ فَدَعَاهُمْ في مَجْلِسِهِ وَحَوْلَهُ عُظَمَاءُ الرُّومِ ثُمَّ دَعَاهُمْ وَدَعَا بِتَرْجُمَانِهِ فقال أَيُّكُمْ أَقْرَبُ نَسَبًا بهذا الرَّجُلِ الذي يَزْعُمُ أَنَّهُ نَبِيٌّ فقال أبو سُفْيَانَ فقلت أنا أَقْرَبُهُمْ نَسَبًا فقال أَدْنُوهُ مِنِّي وَقَرِّبُوا أَصْحَابَهُ فَاجْعَلُوهُمْ عِنْدَ ظَهْرِهِ ثُمَّ قال لِتَرْجُمَانِهِ قُلْ لهم إني سَائِلٌ هذا عن هذا الرَّجُلِ فَإِنْ كَذَبَنِي فَكَذِّبُوهُ فَوَاللَّهِ لَوْلَا الْحَيَاءُ من أَنْ يَأْثِرُوا عَلَيَّ كَذِبًا لَكَذَبْتُ عنه ثُمَّ كان أَوَّلَ ما سَأَلَنِي عنه أَنْ قال كَيْفَ نَسَبُهُ فِيكُمْ قلت هو فِينَا ذُو نَسَبٍ قال فَهَلْ قال هذا الْقَوْلَ مِنْكُمْ أَحَدٌ قَطُّ قَبْلَهُ قلت لَا قال فَهَلْ كان من آبَائِهِ من مَلِكٍ قلت لَا قال فَأَشْرَافُ الناس يَتَّبِعُونَهُ أَمْ ضُعَفَاؤُهُمْ فقلت بَلْ ضُعَفَاؤُهُمْ قال أَيَزِيدُونَ أَمْ يَنْقُصُونَ قلت بَلْ يَزِيدُونَ
وكان ذلك هو الحال في سائر الرسل الذين اقتضت حكمة الله أن يكونوا من ذوي الأنساب الأصيلة والأقوام العريقة، ولذلك كان أول سؤال سأل عنه هرقل أبا سفيان، فقال: كيف نسبه فيكم؟ -يقصد النبي صلى الله عليه وسلم- فأجاب أبو سفيان: هو فينا ذو نسب -أي صاحب نسب شريف معروف- ثم قال هرقل في ختام الأسئلة: سألتك عن نسبه، فذكرت أنه فيكم ذو نسب، فكذلك الرسل تُبعث في نسب قومها. وهذه القصة رواها البخاري في صحيحه.
لقد اشتهر العرب بالاهتمام بالأنساب ومعرفتها متصلة متسلسلة بدقة تامة، لذا حفظ التاريخ كثيراً من التراث النسبي في مؤلفات كثيرة تذكر أنساب القبائل وفروعها، ومما حفظته المصادر، نسب النبي صلى الله عليه وسلم، إذ اتفقت جميع المصادر على سلسلة نسبه صلى الله عليه وسلم بلا خلاف يذكر رواية وكتابة فأم الرسول الله صلى الله عليه وسلم آمنة بنت وهب بن عبد مناف بن زهرة بن كلاب بن مرة ابن كعب بن لؤي بن غالب بن فهر بن مالك بن النضر وأمها برة بنت عبد العزى بن عثمان بن عبد الدار بن قصي بن كلاب بن مرة بن كعب بن لؤي بن غالب بن فهر بن مالك بن النضر قال ابن هشام فرسول الله صلى الله عليه وسلم أشرف ولد آدم حسبا وأفضلهم نسبا من قبل أبيه وأمه صلى الله عليه وسلم
قال: وولد عبد المطلب عشرة نفر وست نسوة، وهم: العباس، وحمزة، وعبد الله، وأبو طالب، واسمه عبد مناف، لا عمران، والزبير، والحارث وكان بكر أباه وبه كان يكنى، وجحل، ومنهم من يقول حجل)، وكان يلقب بالغيداق لكثرة خيره ، والمقوم، وضرار، وأبو لهب واسمه عبد العزى، وصفية، وأم حكيم البيضاء، وعاتكة، وأميمة وأروى، وبرة، وذكر أمهاتهم.إلى أن قال: وأم عبد الله وأبى طالب والزبير وجميع النساء إلا صفية، فاطمة بنت عمرو بن عائذ بن عمران بن مخزوم بن يقظة بن مرة ابن كعب بن لؤى بن غالب بن فهر بن مالك بن النضر بن كنانة بن خزيمة بن مدركة بن الياس بن مضر بن نزار بن معد بن عدنان. قال: فولد عبد الله محمدا رسول الله صلى الله عليه وسلم سيد ولد آدم.وأمه آمنة بنت وهب، بن عبد مناف، بن زهرة، بن كلاب، بن مرة، بن كعب، بن لؤى.ثم ذكر أمهاتها فأغرق. إلى أن قال: فهو أشرف ولد آدم حسبا وأفضلهم نسبا، من قبل أبيه وأمه صلوات الله وسلامه عليه دائما إلى يوم الدين. قَالَ ابْنُ هِشَامٍ: فَرَسُولُ اللّهِ - صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ - أَشْرَفُ وَلَدِ آدَمَ حَسَبًا، وَأَفْضَلُهُمْ نَسَبًا مِنْ قِبَلِ أَبِيهِ وَأُمّهِ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ.

  رد مع اقتباس
 
1 2 3 4 5 6 7 8 9 10 11 12 13 14 15 16 17 18 19 20 21 22