عرض مشاركة واحدة
قديم 17-01-2012 ~ 07:52 PM
نور الإسلام غير متواجد حالياً
افتراضي
  مشاركة رقم 6
 
الصورة الرمزية نور الإسلام
 
مدير عام
تاريخ التسجيل : Jan 2012


مطلب ثاني : الاعمال
من كتاب الايمان والاعمال
مسالة : الخلاص ليس بالاعمال
1- الذين يعتقدون أن الخلاص يكون بالإيمان والأعمال معاً السبب في اعتقادهم هذا، يرجع إلى فهم بعض الموضوعات الواردة في الكتاب المقدس فهماً يختلف عن المقصود منها
2- إن "الخلاص بالإيمان" الوارد في الآية "لأنكم بالنعمة مخلصون بالإيمان، وذلك ليس منكم، هو عطية الله" (أفسس 2: 8) ليس معناه أن الإيمان هو ثمن الخلاص بل معناه أن الإيمان هو الوسيلة التي ننال بها هذا الخلاص
3- لأن ثمن الخلاص هو دم المسيح دون سواه. فقد قال الوحي للمؤمنين "اشتريتم بثمن"
(1 كورنثوس 6: 20)، وإن هذا الثمن هو "دم المسيح" (1 بطرس: 18 – 19).
4- الإيمان لا يزيد عن كونه الثقة القلبية (أو بالحري حالة الاستقبال الروحية) التي تهيئنا للحصول على الخلاص الذي أحسن الله به إلينا على أساس دم المسيح
5- فإننا عندما نتناول الخلاص من الله بالإيمان، لا نكون قد دفعنا ثمن هذا الخلاص، بل نكون قد تناولناه هبة مجانية منه تعالى، ومن ثم يكون الفضل وكل الفضل له.
6-الخلاص كلف المسيح ثمناً لا قدرة لنا على الإحاطة به، قد وهبه الله لنا مجاناً،
وذلك لسببين: (الأول) إننا لا نستطيع أن ندفع جزءاً يسيراً من ثمن الخلاص، لأن الأعمال الصالحة التي نقوم بها لا تستطيع أن تكفر عن خطية واحدة من خطايانا
(الثاني) إن الله قصد بالخلاص إحساناً لنفوسنا، والإحسان إذا كنا نقدم شيئاً في سبيل الحصول عليه، لا يكون إحساناً. ومن ثم عندما نحصل عليه بالإيمان (أو بالحري بالإيمان الحقيقي) ، لا نكون قد دفعنا ثمناً له، بل نكون قد تناولناه هبة مجانية من إلهنا الذي يفيض قلبه بالحب والعطف من نحونا. فقد قال الرسول "أما هبة الله فهي حياة أبدية بالمسيح يسوع ربنا" (رومية 6: 23).
7- فليس هناك شخص مسيحي يمكن أن يخطر بباله أن يضع هذه الأعمال جنباً إلى جنب مع دم المسيح الكريم، ويطلب من الله أن يعفو عنه ويقبله في حضرته لأجل استحقاقهما معاً لأن من يتصرف هذا التصرف، يقلل من شأن دم المسيح ويجعله غير كاف للخلاص، أو يرفع من شأن أعماله التي يدعوها صالحة، لكي يكون لها قدر عظيم بجانب دم المسيح
8- ومن ثم فإن إضافة الأعمال التي ندعوها الصالحة، إلى دم المسيح للحصول على الخلاص، إهانة بالغة للمسيح، وخطية قائمة بذاتها إلى جانب الخطايا الأخرى التي تصدر منا في بعض الأحيان.
9- إن الخلاص بواسطة الإيمان دون الأعمال، الوارد في الآية "وأما الذي لا يعمل لكن يؤمن بالذي يبرر الفاجر، فإيمانه يحسب له براً" (رومية 4: 5)، وغير ذلك من الآيات، لا يفسح المجال أمام المؤمنين الحقيقيين لعمل الشر أو الإقلال من عمل الخير، كما يعتقد القائلون بالإيمان والأعمال. لأن هؤلاء المؤمنين مولودون من الله (1 بطرس 1: 3)، وحاصلون على طبيعته الأدبية كما ذكرنا في هامش سابق، ولذلك فهم لا يكرهون الشر فحسب، بل ويسعون بتأثير الروح القدس في نفوسهم إلى القيام بكل الأعمال الصالحة التي يستطيعون القيام بها.
10- غير أنهم لا يقومون بهذه الأعمال لكي يخلصوا من دينونة خطاياهم، بل لكي يمجدوا الله الذي خلصهم من هذه الدينونة [وذلك تنفيذاً لقول المسيح "لكي يروا أعمالكم الحسنة، ويمجدوا أباكم الذي في السموات" (متى 5: 16)]،
11- إذ أن دينونة خطايانا قد حملها المسيح بأسرها على الصليب (1 بطرس 2: 24ولم يبق لنا منها شيئاً لنتحمله نحن. ومن البديهي أن يكون الأمر كذلك، لأنه لو ترك المسيح لنا خطية واحدة، لما استطعنا أن نكفر عنها بكل أعمالنا الصالحة، ولكان مصيرنا جميعاً إلى جهنم النار تبعاً لذلك.
12- إن التبرير بالإيمان الوارد في الآية "فإذ قد تبررنا بالإيمان، لنا سلام مع الله بربنا يسوع المسيح" (رومية 5: 1) وغير ذلك من الآيات، وليس معناه أن المؤمنين الحقيقيين يصبحون كاملين أو أبراراً في طبيعتهم، بل معناه أنهم يحسبون كاملين أو أبراراً في المسيح وبواسطته، فقد قال الوحي "وأما الذي لا يعمل (شيئاً كثمن للخلاص)، ولكن يؤمن (إيماناً حقيقياً بالمسيح) الذي يبرر الفاجر، فإيمانه يحسب له براً" (رومية 4: 5). ولذلك فإن هذا البر لا يكون براً ذاتياً بل براً اكتسابياً فحسب، لأنه لم يعمل بواسطة المؤمنين الحقيقيين، بل عمل بواسطة الله في المسيح، ثم أعطى لهؤلاء المؤمنين هبة مجانية. وقد أشار الوحي على هذه الحقيقة، فقال "ظهر بر الله .... بالإيمان بيسوع المسيح إلى كل ، وعلى كل الذين يؤمنون" (رومية 3: 21).
13- ولإيضاح معنى البر الاكتسابي نقول: كما أن الخطايا التي حسبت على المسيح عندما كان معلقاً على الصليب، هي خطايانا نحن وليس خطايا ذاتية له، كذلك ما يحسب لنا نحن المؤمنين من بر، هو بر الله في المسيح وليس براً ذاتياً لنا.
13- فشخصية المؤمنين الحقيقيين القديمة التي كانوا فيها تحت الدينونة بسبب الخطية الأصلية والخطايا الفعلية، قد نزعت عنهم شرعاً من أمام
ا لله، لأن المسيح أخذها على نفسه بقبوله الصلب نيابة عنهم، وصارت لهم عوضاً عنها شخصيته البارة التي لا عيب فيها على الإطلاق، وذلك بقيامته من الأموات، لأنه أسلم من أجل خطايانا وأقيم لأجل تبريرنا (رومية 4: 5)
14- إن المسيح لم يكفر بموته على الصليب عن خطية آدم وحده كما يعتقد القائلون بالإيمان والأعمال. بل وكفر أيضاً عن كل خطايا المؤمنين الشخصية. فمن جهة تكفيره عن خطية آدم، قال الوحي عن المسيح إنه "يرفع خطية العالم" (يوحنا 1: 29)،
15- ومن جهة تكفيره عن خطايا المؤمنين الشخصية، قال الوحي عن المسيح إنه "أسلم من أجل خطايانا" (رومية 4: 5) وإنه مات من أجل خطايانا" (1 كورنثوس 15: 10)
16- ومما يثبت هذه الحقيقة ا لأدلة الآتية:
(الأول) استحالة تكرار كفارة ا لمسيح: لو فرضنا أن المسيح مات نيابة عن آدم وحده، بسبب الخطية الواحدة التي أتاها، يكون من الضروري أن يموت كذلك نيابة عن كل واحد منا مرات بعدد الخطايا التي تصدر منه، حتى تغفر له هذه الخطايا.
(الثاني) تكفير المسيح عن نفوسنا، وليس عن خطايانا فحسب: إن المسيح لم يكفر عن خطايانا بالانفصال عن نفوسنا، بل كفر عن نفوسنا بذاتها، لأنها هي التي تستحق القصاص بسبب معاصيها، فقد قال الوحي "مات البار عوضاً عن الآثمة" (1 بطرس 3: 8)
(الثالث) عدم إفادتنا من كفارة المسيح بشيء، لو كانت عن آدم وحده: لو كانت كفارة المسيح هي عن خطية آدم وحده، لما كانت تعود على واحد من نسله بفائدة ما، ولهلك تبعاً لذلك جميع الناس بما فيهم الرسل والأنبياء، لأنهم جميعاً خطاة مثل غيرهم من البشر، وليس في وسع واحد منهم أن يكفر عن خطية واحدة من خطاياه مهما عمل من أعمال صالحة كما ذكرنا فيما سلف.
مسألة : خطأ الاعتقاد بأن الخلاص يكون بالإيمان والأعمال
1- إننا مع تقديرنا للأعمال الصالحة وحثنا لأنفسنا ولغيرنا على القيام بها والإكثار منها، نعلن بناءً على كلمة الله أن هذه الأعمال ليست شرطاً ثانياً مع الإيمان للحصول على الخلاص، بل إن الشرط الأول والأخير الذي وضعه الله أمامنا للحصول عليه هو الإيمان الحقيقي بالمسيح
2- لو كانت الكفارة التي قدمها المسيح على الصليب غير كافية للتكفير عن خطايانا، لكان هناك مجال للظن بوجوب تكميلها أو تكميل خلاصنا بها ببعض الأعمال الصالحة. لكن هذه الكفارة، كما أعلن الوحي، كافية للتكفير عن خطايانا، وليس عن خطايانا فقط، بل وعن خطايا كل العالم أيضاً (1 يوحنا 2: 2)
3- أن الحية الأبدية هي هبة من الله فقد قال "وأما هبة الله فهي حياة أبدية بالمسيح يسوع ربنا". (رومية 6: 23)، وما دامت الحياة الأبدية هي هبة من الله، لا يكون الحصول عليها متوقفاً على الأعمال الصالحة.
4- كما أنه لو كانت الحياة الأبدية تتوقف على الإيمان والأعمال معاً، لكان الوحي قد حدد لنا القدر الذي يجب على كل منا القيام به من كل نوع من الأعمال الصالحة
5- لو كان الحصول على الحياة الأبدية (أو جزء منها، إن كانت تتجزأ)، يتوقف على شيء من الأعمال الصالحة، لكانت هذه الحياة تعطي لنا بعد انتقالنا من العالم الحاضر، حتى يكون من الممكن تقدير هذه الأعمال ومعرفة ما نستحقه من جزاء عنها. لكن الحياة الأبدية لا تمنح للمؤمنين الحقيقيين بعد انتقالهم من هذا العالم، بل تمنح لهم بمجرد إيمانهم وهم لا يزالون فيه كما ذكرنا فيما سلف. فقد قال المسيح "الحق الحق أقول لكم إن من يسمع كلامي ويؤمن بالذي أرسلني، فله (أي له الآن، وليس سوف يكون له في المستقبل) حياة أبدية، ولا يأتي إلى دينونة بل قد انتقل (وليس سوف ينتقل) من الموت إلى الحياة" (يوحنا 5: 24).
6- إن المسيح ليس طريقاً للخلاص حتى نحتاج إلى طريق آخر معه، بل إنه الطريق الوحيد للخلاص (يوحنا 14: 6)
7- إن من يقول إنه يؤمن بالمسيح، ولكن خلاصه يتوقف على ما يقوم به من أعمال صالحة، يكون مؤمناً بهذه الأعمال وليس مؤمناً بالمسيح، لأن المؤمن بالمسيح يعتمد في خلاصه على المسيح دون سواه.
8- إن من يقول إنه آمن بالمسيح لكن إيمانه ضعيف، ولذلك يرفع من شأنه ببعض الأعمال الصالحة حتى يصبح مقبولاً لدى الله، يكون معتمداً على إيمانه وليس على المسيح،وهذا هو الخطـأ بعينه لأن ثمن الخلاص ليس هو الإيمان بل هو دم المسيح، ودم المسيح فيه كل الكفاية للخلاص، ولا يمكن أن تزيد من كفايته كثرة الأعمال الصالحة، أو تقلل من كفايته قلة هذه الأعمال.
تعليق المطلب
يقول الاستاذ سمعان ان الاعمال ليست شرطا للخلاص وسنورد فيما بعد نقلا عن اباء الكنيسة الارثوذكسية علي عكس هذا ونقارن الاثنين لاحقا
مطلب ثالث : الحجج القائلة بتوقف الخلاص على الإيمان والأعمال
اتضح لنا فيما سلف أن ثمن الخلاص هو دم المسيح وحده، وأن الواسطة للحصول عليه هي الإيمان الحقيقي دون سواه. ومع ذلك فهناك آيات يقول بعض المسيحيين إنها تدل على أن الخلاص يكون بواسطة الإيمان والأعمال معاً، ولذلك رأينا من الواجب أن نفحص هذه الآيات بكل تدقيق، لكي يتضح لنا المعنى الحقيقي لها.
مسألة : الايات الواردة في الرسائل
(أولاً) ترون إذاً أنه بالأعمال يتبرر الإنسان، لا بالإيمان وحده" (يعقوب 2: 21 – 23).
1- فآمن (إبراهيم) بالرب فحسب له براً" (تكوين 15: 4، 6)، وبعد حصول إبراهيم على هذا البر بأربعين سنة تقريباً كما ذكرنا، طلب الله منه أن يقدم ابنه إسحاق ذبيحة (تكوين 22: 2)، ومن ثم فإبراهيم عندما قدم ابنه لله على المذبح لم يكن غير مبرر، بل كان مبرراً ومبرراً لديه تعالى.
2- وإذا كان الأمر كذلك، فما الغرض من تبرير إبراهيم بعد ذلك بسبب تقديم ابنه؟ (الجواب) "لأنه إن كان إبراهيم قد تبرر بالأعمال فله فخر، لكن ليس لدى الله" (رومية 4: 2)
3- فتبرير إبراهيم بالأعمال أو تكميل إيمانه بها الوارد ذكره في رسالة يعقوب، لا يقصد به سوى الشهادة العلنية على أنه كان حقاً باراً أو كاملاً في إيمانه
(ثانيا ) ما المنفعة يا إخوتي إن قال أحد إن له إيماناً ولكن ليس له أعمال، هل يقدر الإيمان أن يخلصه ... هكذا الإيمان أيضاً، إن لم يكن له أعمال ميت في ذاته .... لأنه كما أن الجسد بدون روح ميت، هكذا الإيمان أيضاً بدون أعمال، ميت" (يعقوب 2: 14 – 18).
1- يعقوب لا يتحدث هنا عن مؤمن حقيقي، بل عن شخص يقول إنه مؤمن، وطبعاً ما لم يبرهن هذا الشخص على صدق إيمانه بالحياة المقدسة والأعمال الصالحة، فإيمانه يكون شكلياً لا حقيقياً، لأن الإيمان الحقيقي لا يكون ميتاً بل حياً، والإيمان الحي هو المصحوب بالحياة الإلهية، والحياة الإلهية من شأنها أن تثمر أثماراً صالحة.
2- ليس هناك أي اختلاف بين أقوال بولس التي ذكرناها في الفصل السابق عن السبيل إلى التبرير أمام الله، وبين أقوال يعقوب الواردة في الآيات التي نحن بصددها عن هذا السبيل.
3- لأن الأول يعلن أن التبرير هو بالإيمان الحقيقي، ويعلن الثاني أنه ليس بالإيمان الإدعائي، وكلا الإعلانين حق.
4- ويعلن الأول أن الخاطئ يتبرر أمام الله بالإيمان ويعلن الثاني أن المؤمن الذي يحصل على الخلاص بالإيمان، يجب أن يبرهن على وجود هذا الإيمان في نفسه بالأعمال الصالحة، لأن هذه الأعمال هي التي تعلن أنه مؤمن حقيقي، وكلا الإعلانين حق أيضاً.
(ثالثا) كذلك راحاب الزانية أيضاً، أما تبررت بالأعمال إذ قبلت الرسل وأخرجتهم في طريق آخر،" (2: 25).
1- إن قبول راحاب الوثنية للرسل المذكورين ومحافظتها على حياتهم، هو ثمر إيمانها بالله وقدرته الفائقة .... أن الذي أنقذ راحاب ليس هو محافظتها على حياة الرسل المذكورين، بل إيمانها الحقيقي بالله الذي تميزت به عن جميع مواطنيها.
2- أن بولس قال إنه بالإيمان راحاب الزانية لم تهلك مع العصاة، إذ قبلت الرسل بسلام (عبرانيين 11: 31).
(رابعا ) الله لا يقبل الوجوه، بل في كل أمة الذي يتقيه ويصنع البر مقبول عنده" (أعمال 10: 35). وقال بولس الرسول "مجد وكرامة وسلام لكل من يفعل الصلاح .... لأنه ليس عند الله محاباة" (رومية 2: 10).
السبب في قول الرسولين بطرس وبولس في الآيتين اللتين نحن بصددهما. إن الأعمال الصالحة تجعل صاحبها مقبولاً أمام الله وأهلاً للحصول على المجد والكرامة والسلام، فيرجع إلى أن هذين الرسولين كانا في مستهل حديثهما مع أشخاص أمميين، لا يعرفون شيئاً عن الخلاص الكامل من الخطية والتوافق مع الله في صفاته الأدبية السامية
(خامسا) "لأن الذي ليس عنده هذه هو أعمى قصير البصر قد نسي تطهير خطاياه السالفة" (2 بطرس 1: 9).
الرسول لا يقول: إن المؤمن الذي لا يتصف بهذه الصفات يطرح في جهنم أو يهلك إلى الأبد
(سادسا ) تمموا خلاصكم بخوف ورعدة، لأن الله هو العامل فيكم أن تريدوا وأن تعملوا من أجل المسرة" (فيلبي 2: 11 – 13)
الرسول لا يقول للمؤمنين أن يتمموا خلاصهم بخوف ورعدة بواسطة الأعمال الصالحة ولا يقول تمموا خلاصكم بخوف ورعدة لئلا تهلكوا أن السبب في وجوب إتمام خلاصنا بخوف ورعدة، هو وجود الله معنا
(سابعا) لا بد أننا جميعاً نظهر أمام كرسي المسيح لينال كل واحد منا ما كان بالجسد، بحسب ما صنع خيراً كان أم شراً" (2 كورنثوس 5: 9).
بالرجوع إلى الإصحاح المقتبسة منه هذه الآية، نرى أن الرسول افتتحه بالقول "لأننا نعلم أنه إن نقض بيت خيمتنا الأرضي، فلنا في السماء بناء من الله بيت غير مصنوع بيد، أبدي" (2 كورنثوس 5: 1)
(ثامنا ) "لاحظ نفسك والتعليم، لأنك إن فعلت هذا، تخلص نفسك والذين يسمعونك" (1 تيموثاوس 4: 16) وقال عن "النساء إنهن سيخلصن بولادة الأولاد، إن ثبتن في الإيمان والمحبة والقداسة مع التعقل" (1 تيموثاوس 2: 15).
الآية الثانية فقد قيلت بمناسبة الإشارة إلى الحكم الذي أصدره الله على حواء، [وهو تكثير أتعاب حبلها وولادتها الأولاد بالأوجاع (تكوين 3: 16)] بسبب تصديقها للشيطان وتنفيذها لمشورته. ولكن المؤمنات الحقيقيات من بناتها أعطى الله لهن الوعد بالخلاص من هذه الأتعاب والأوجاع، إذا ثبتن في الإيمان والمحبة والقداسة مع التعقل
(تاسعا) إن علمتم أنه بار فاعلموا أن كل من يصنع البر مولود منه" (1 يوحنا 2: 9).
إن الإنسان لا يستطيع بطبيعته أن يعمل البر الذي يتوافق مع كمال الله، فقد قال الوحي" ليس بار، ليس ولا واحد" رومية 3: 10)
(عاشرا) اكتب طوبى للأموات الذي يموتون في الرب منذ الآن، نعم يقول الروح لكي يستريحوا من أتعابهم وأعمالهم تتبعهم" (رؤيا 14: 13).
إن وصف هؤلاء الناس بأنهم "يموتون في الرب" دليل على أنهم كانوا يحيون فيه أثناء وجودهم على الأرض فهؤلاء الأشخاص إذاً ستكون لهم الحياة الأبدية مع المسيح، ليس بسبب أعمالهم، بل بسبب إيمانهم به إيماناً حقيقياً.
مسألة – الآيات الواردة في البشائر الأربع
اولا : فيخرج الذين فعلوا الصالحات إلى قيامة الحياة، والذين عملوا السيئات إلى قيامة الدينونة" (يوحنا 5: 28 و 29).
إن الإنسان بحسب طبيعته البشرية العتيقة لا يسكن فيه، أي في جسده، شيء صالح (رومية 7: 18)، فقد قال المسيح في موضع آخر "الإنسان الصالح من الكنز الصالح في القلب، يخرج الصالحات" (متى 12: 25)، وقلب مثل هذا لا يوجد إلا في المؤمنين الحقيقيين
ثانيا : قد غفرت لها خطاياها الكثيرة لأنها أحبت كثيراً. (لوقا 7: 46).
ليس لأن محبتها في ذاتها هي السبب في ذلك، بل لأن سمعان لم يكن يرى الإيمان الحقيقي الذي كان في قلبها، والذي كان المسيح يراه وعلى أساسه منحها الغفران.
والدليل على ذلك أن المسيح لم يقل لها: محبتك قد خلصتك، بل قال لها "إيمانك قد خلصك. اذهبي بسلام" (لوقا 7: 50).
ثالثا : إن المسيح سيقول للعذارى الجاهلات اللاتي لم يأخذن زيتاً معهن في آنيتهن "الحق الحق أقول لكنّ: إني ما أعرفكن" (متى 25: 1 – 30).
الزيت المذكور في هذه الآيات ليس رمزاً للأعمال الصالحة، كما يعتقد القائلون بالإيمان والأعمال، بل رمز للروح القدس الذي يسكن في المؤمنين الحقيقيين دون غيرهم (1 كورنثوس 6: 19)
رابعا : إن المسيح سيقول لبعض الناس: "تعالوا إلي يا مباركي أبي رثوا الملك المعد لكم منذ تأسيس العالم. لأني جعت فأطعمتموني .... " (متى 25: 23 – 46).
أن الملك الوارد بها لا يراد به أمجاد السماء، بل ملك المسيح على الأرض عند مجيئه إليها في المرة الثانية
خامسا : قال المسيح "لكن الذي يصبر إلى المنتهى، فهذا يخلص" (متى 24: 13)
أن المسيح عندما نطق بها كان يتحدث عن الضيقة العظيمة، وفي هذه الضيقة سيرجع نفر من اليهود الأتقياء إلى النبوات ويعرفون أن المسيح الذي صلبه آباؤهم هو حقاً مسيح الله، ومن ثم سوف يتجهون إليه ويؤمنون بشخصه، ضاربين عرض الحائط بسلطة المسيح الكذاب
مسألة : رد الاستاذ سمعان علي البابا شنودة
نقلنا في المبحث الاول في تعليق علي المطلب الثالث – طرق الغفران - تعليق البابا شنودة علي مذهب البروتستانت والان ننقل رد الاستاذ سمعان علي بعض ما كان اورده البابا
1- من الخطأ أن نتمسك بشطر من آية ونترك الشطر الآخر منها، أو نتمسك بآية ونترك الآيات الأخرى الخاصة بموضوعها
الرد: إن المقدمة الموجودة في صدر هذا الاعتراض أمر يسلم به كل مخلص للحق، ونحن نوافق المعترض عليها كل الموافقة
إن الفاجر الذي يؤمن بالمسيح إيماناً، حقيقياً تولد نفسه من الله ولادة روحية يصبح بها شريكاً لله في طبيعته الأدبية (2 بطرس 1: 4)، ومن ثم لا يكون فاجراً بعد بل قديساً.
2- إن كل المسيحيين مؤمنون بالمسيح، ومع ذلك سيهلك كثيرون منهم لأنهم لا يقومون بالأعمال الصالحة.
الرد: إن أساس الخلاف بين القائلين بأن الخلاص بالإيمان وبين القائلين بأنه بالإيمان والأعمال، هو اختلافهم في مفهوم الإيمان.
فالفريق الثاني يرى أن الإيمان هو فقط الاعتراف بالمسيح رباً وفادياً. أما الفريق الأول فيرى بالإضافة إلى ذلك أن الإيمان هو الثقة القلبية في الخلاص الذي عمله المسيح، ثقة تولد النفس بها من الله ولادة روحية تؤهلها للتوافق معه في صفاته الأدبية
3- هناك فرق كبير بين فائدة دم المسيح واستحقاق دم المسيح، ففائدة دم المسيح لا حد لها وتكفي لخلاص كل الناس. لكننا لا نستحق شيئاً من فائدته، إلا إذا كنا نعمل أعمالاً صالحة
الرد: (أ) ذكرنا فيما سلف أننا لو عملنا كل البر، لا نكون أكثر من عبيد بطالين، لأننا لا نكون قد عملنا أكثر مما يجب علينا من نحو الله (لوقا 17: 10)، ومن ثم فإننا لا نستحق شيئاً من جوده وفضله.
تعليق المطلب
1- لايتفق تفسير الاستاذ سمعان للايات مع نص الكتاب المقدس ولا مع عقيدة الارثوذكس المسيحية
2- لننظر اولا نص رسالة يعقوب ثم تفسيراتها
10لأَنَّ مَنْ حَفِظَ كُلَّ النَّامُوسِ، وَإِنَّمَا عَثَرَ فِي وَاحِدَةٍ، فَقَدْ صَارَ مُجْرِماً فِي الْكُلِّ. 11لأَنَّ الَّذِي قَالَ: «لاَ تَزْنِ» قَالَ أَيْضاً: «لاَ تَقْتُلْ». فَإِنْ لَمْ تَزْنِ وَلَكِنْ قَتَلْتَ، فَقَدْ صِرْتَ مُتَعَدِّياً النَّامُوسَ.
14مَا الْمَنْفَعَةُ يَا إِخْوَتِي إِنْ قَالَ أَحَدٌ إِنَّ لَهُ إِيمَاناً وَلَكِنْ لَيْسَ لَهُ أَعْمَالٌ؟ هَلْ يَقْدِرُ الإِيمَانُ أَنْ يُخَلِّصَهُ؟17هَكَذَا الإِيمَانُ أَيْضاً، إِنْ لَمْ يَكُنْ لَهُ أَعْمَالٌ، مَيِّتٌ فِي ذَاتِهِ. 18لَكِنْ يَقُولُ قَائِلٌ: «أَنْتَ لَكَ إِيمَانٌ، وَأَنَا لِي أَعْمَالٌ!» أَرِنِي إِيمَانَكَ بِدُونِ أَعْمَالِكَ، وَأَنَا أُرِيكَ بِأَعْمَالِي إِيمَانِي. 19أَنْتَ تُؤْمِنُ أَنَّ اللَّهَ وَاحِدٌ. حَسَناً تَفْعَلُ. وَالشَّيَاطِينُ يُؤْمِنُونَ وَيَقْشَعِرُّونَ! 20وَلَكِنْ هَلْ تُرِيدُ أَنْ تَعْلَمَ أَيُّهَا الإِنْسَانُ الْبَاطِلُ أَنَّ الإِيمَانَ بِدُونِ أَعْمَالٍ مَيِّتٌ؟ 21أَلَمْ يَتَبَرَّرْ إِبْرَاهِيمُ أَبُونَا بِالأَعْمَالِ، إِذْ قَدَّمَ إِسْحَاقَ ابْنَهُ عَلَى الْمَذْبَحِ؟ 22فَتَرَى أَنَّ الإِيمَانَ عَمِلَ مَعَ أَعْمَالِهِ، وَبِالأَعْمَالِ أُكْمِلَ الإِيمَانُ، 23وَتَمَّ الْكِتَابُ الْقَائِلُ: «فَآمَنَ إِبْرَاهِيمُ بِاللَّهِ فَحُسِبَ لَهُ بِرّاً» وَدُعِيَ خَلِيلَ اللَّهِ. 24تَرَوْنَ إِذاً أَنَّهُ بِالأَعْمَالِ يَتَبَرَّرُ الإِنْسَانُ، لاَ بِالإِيمَانِ وَحْدَهُ. 25كَذَلِكَ رَاحَابُ الّزَانِيَةُ أَيْضاً، أَمَا تَبَرَّرَتْ بِالأَعْمَالِ، إِذْ قَبِلَتِ الرُّسُلَ وَأَخْرَجَتْهُمْ فِي طَرِيقٍ آخَرَ؟ 26لأَنَّهُ كَمَا أَنَّ الْجَسَدَ بِدُونَ رُوحٍ مَيِّتٌ، هَكَذَا الإِيمَانُ أَيْضاً بِدُونِ أَعْمَالٍ مَيِّتٌ.
3- يتضح من الرسالة انه لاايمان نظري بلا عمل
4- يدعم ذلك تفسيرات الارثوذكس
أ- تفسير الاب انطونيوس فكري
1- من يقول أن له إيمان وليس له أعمال فإيمانه ميت، هو إيمان خيالى غير واقعى وغير موجود، هى مجرد فكرة فلسفية.
2- يذكر لنا الرب من بين الهالكين أناساً مؤمنين بل وأصحاب مواهب ومعجزات. لكن إذ ليس لهم أعمال يقول لهم إنى لا أعرفكم قط، إذهبوا عنى يا فاعلى الإثم.
3- إذن فالإيمان وحده دون أعمال لا يخلص. ويشير أثناسيوس الرسولى لأن بولس الرسول يبدأ أحاديثه دائماً بالإيمان ثم يكمل الحديث عن الوصايا والأعمال. فلا خلاص لنا بدون إيمان، ولا نفع لإيمان نظرى بغير أعمال.
4- الأعمال الحية برهان على وجود الإيمان " من ثمارهم تعرفونهم " (مت7: 16)
5- وبالأعمال يكون أولاد الله ظاهرون وأولاد إبليس (1يو3: 10)
6- المثال الثانى للإيمان الميت، فالشياطين يعرفون أن الله موجود ومتأكدون، ولكنهم كل أعمالهم شر. لذلك هم لا يعاينون الله، فلا يعاين الله سوى أنقياء القلب. فإيماننا الحى ينقى القلب وإيمانهم الميت يجعلهم مذنبين إذ هم بلا أعمال صالحة.
7- يقول الإنسان الباطل لأنه يوجه كلامه لمن يقول أنا لى إيمان لكنه بدون أعمال. هل لو كان إبراهيم قال أنا أؤمن ولم يقدم إبنه ذبيحة، هل كان قد تبرر ؟
8- الإيمان كالجذور والأعمال كالثمار، ينبغى أن يكون لدينا كليهما. المسيحية ليست فلسفة فكرية بل حياة فى نور الرب يسوع.
ب- تفسير الاب تادرس يعقوب
1- يجدر بنا أن نراعي أن الرسول يعقوب كان يحث أناسًا مؤمنين انحرف بعضهم في سلوكهم تحت دَعْوَى أن دم المسيح يطهر وكافٍ لخلاصهم دون حاجة إلى الجهاد والمثابرة، لذلك وجه إليهم الحديث قائلاً:"ما المنفعة يا إخوتي إن قال أحد أن له إيمانًا ولكن ليس له أعمال؟
2- أن الأعمال التي يقصدها الرسول يعقوب غير ما قصده الرسول بولس. فالإيمان وحده لا يقدر أن يخلص، فحنانيا وسفيرة آمنا بالرب لكن بسبب انحرافهما عن السلوك في النور هلكا (أع ٥: ٩).
3- وإذ تحدث البابا أثناسيوس الرسولي يقول:
أ- بحق يَلزمنا أن نبحث في الفكر الرسولي، لا في بداية الرسائل بل وفيما جاء بنهايتها وفي صُلْبِهاحيث يورد المعتقدات (الإيمان) والنصائح (الأعمال)...
ب- وقد استخدم موسى المؤمن – خادم الله – نفس الطريقة لأنه عندما أذاع كلمات الشريعة الإلهيّة، تكلم أولاً عن الأمور الخاصة بمعرفة الله... (تث ٦: ٤) وبعدما أشار للشعب عن الله وعلمهم بمن يؤمنون به وأخبرهم عن الله الحقيقي، عندئذ بدأ يقدم الشريعة الخاصة بالأمور التي بها يكون الإنسان مرضيًا لله قائلاً: "لا تزنِ. لا تسرق" مع بقيَّة الوصايا.
ت- هكذا بحسب التعليم الرسولي: "يجب أن الذي يأتي إلى الله يؤمن بأنه موجود، وأنه يجازي الذين يطلبونه" (عب ١١: ٦). الآن فإنه يُبْحَث عن الله عن طريق الأعمال الصالحة كقول النبي: "اطلبوا الرب ما دام يُوجد.
4- يقول القديس يوحنا ذهبي الفم: هل تعليمنا ضعيف؟ إن كنت مسيحيًا آمن بالمسيح، وإن كنت تؤمن به أرني إيمانك بأعمالك
5- لقد دعاهما البابا أثناسيوس الرسولي بأختين قائلاً: الإيمان والأعمال أختان مرتبطتان ببعضهما البعض. فمن يؤمن بالرب يكون نقيًا، ومن يكون نقيًا فهو مؤمن بالأكثر.
الخلاصة ان نظرية الاستاذ سمعان عن الخلاص بالايمان وحده والتي نقلها عن البروتستانت حسب تفسيرهم لرسائل بولس غير مقبولة عند الارثوذكس

  رد مع اقتباس
 
1 2 3 4 5 6 7 8 9 10 11 12 13 14 15 16 17 18 19 20 21 22