عرض مشاركة واحدة
قديم 02-08-2012 ~ 09:44 AM
نور الإسلام غير متواجد حالياً
افتراضي
  مشاركة رقم 3
 
الصورة الرمزية نور الإسلام
 
مدير عام
تاريخ التسجيل : Jan 2012


بين ، روبرت

المستشرق الأمريكي (روبرت بين) يقول في مقدمه كتابه (السيف المقدس) : إن لدينا أسبابا قوية لدراسة العرب ، والتعرف على طريقتهم ، فقد غزوا الدنيا كلها من قبل ، وقد يفعلونها مرة ثانيـة ، إن النار التي أشعلها محمد rلا تزال تشتعل بقوة ، وهناك ألف سبب للاعتقاد بأنها شعلة غير قابلة للانطفاء)


بينيدكت السادس عشر :

البابا بنديكيت السادس عشر في تصريحاتهالشهيرة يعيد نفس ما قاله البابا يوحنا بولسالثاني.. فبنديكيت جاء لاستكمال مسيرة اقتلاع الإسلام وهو في كل الأحوال يقومبعملية إسقاط رهيبة ضد الإسلام عبر اتهامه للنصوص وشرحه لمفهوم الله.

وعن شخصيتهنجد أن اختياره اسم 'بنديكيت' له دلالة خطيرة فهذا الاسم لأحد أسماء الباباواتالسابقين الذين شاركوا في الحملات الصليبية ضد الإسلام وهو اسم لبابا آخر كان يقول: إنه سيد أوربا وأعلن في أكثر من لقاء أنه لا تراجع عن عمليات التبشير والتنصيرويستخدم كل الوسائل لتحقيق ذلك.


وتولي لمدة 20 عاما لجنة العقيدةوالإيمان في الكنيسة الكاثوليكية وهي بالأساس لجنة محاكم التفتيش التي تعمل عليالتصدي لكل المحاولات الكاشفة لطبقات الأكاذيب عن المسيحية المتراكمة عبرالتاريخ.

يري منافاة الاسلام للعقل

الرد

يرد عليه البروفسور (مونتيه) (1856-1907)

"الإسلام في جوهره دين عقلي، فتعريف الأسلوب العقلي بأنه طريقة تقييم العقائد الدينية على أسس من المبادئ المستمدة من العقل والمنطق ينطبق على الإسلام تمام الانطباق، وإن للإسلام كل العلامات التي تدل على أنه مجموعة من العقائد التي قامت على أساس المنطق والعقل، فقد حفظ القرآن منزلته من غير أن يطرأ عليه تغير أو تبديل باعتباره النقطة الأساسية التي تبدأ منها تعاليم هذه العقيدة، وكان من المتوقع لعقيدة محددة كل تحديد وخالية من التعقيدات الفلسفية، ثم في متناول إدراك الشخص العادي أن تمتلك–وإنها لتمتلك فعلا قوة عجيبة–لاكتساب طريقها إلى ضمائر الناس".

ومن آراءه : انتشار الاسلام بحد السيف

الرد

إن الفكرة التي شاعت أن السيف كان العامل في تحويل الناس إلى الإسلام بعيدة عن التصديق. إن نظرية العقيدة الإسلامية تلتزم التسامح وحرية الحياة الدينية لجميع أتباع الديانات الأخرى، وإن مجرد وجود عدد كبير جداً من الفرق والجماعات المسيحية في الأقطار التي ظلت قروناً في ظل الحكم الإسلامي لدليل ثابت على ذلك التسامح.
ومن الشهادات المنصفة شهادة العلامة"دافيد دى سانتيلا" الذي يقول: "إن المستوى الأخلاقي الرفيع الذي يسم الجانب الأكبر من الشريعة الإسلامية قد عمل على تطوير وترقية مفاهيمنا العصرية، وهنا يكمن فضل هذه الشريعة الباقي على مر الدهور؛ فالشريعة الإسلامية ألغت القيود الصارمة والمحرمات المختلفة التي فرضتها اليهودية على أتباعها، ونسخت الرهبانية المسيحية، وأعلنت رغبتها الصادقة في مسايرة الطبيعة البشرية والنزول إلى مستواها، واستجابت إلى جميع حاجات الإنسان العملية في الحياة، تلك هي الميزات التي تسم الشريعة الإسلامية في كبد حقيقتها.


ويقول المستشرق الفرنسي (كارادى فو): "والسبب الآخر لاهتمامنا بعلم العرب هو تأثيره العظيم في الغرب، فالعرب ارتقوا بالحياة العقلية والدراسة العلمية إلى المقام الأسمى في الوقت الذي كان العالم المسيحي يناضل نضال المستميت للانعتاق من أحابيل البربرية وأغلالها، لقد كان لهؤلاء العلماء (العرب) عقول حرة مستطلعة"


إن الإسلام ضد الحرب .. ولكن حين تفرض عليه هذه الحرب فلا مناص من المواجهة ولا مفر من القضاء على قوى الطغيان والشر.


ويقول “توماس كارليل”:

كانت نية هذا النبى قبل عام 622 م أن ينشر دينه بالحكمة والموعظة الحسنة وقد بذل فى سبيل ذلك كل جهد ، ولكنه وجد الظالمين لم يكتفوا برفض رسالته ودعوته ، بل عمدوا إلى إسكاته بشتى الطرق من تهديد ووعيد واضطهاد حتى لا ينشر دعوته.

وهذا ما دفعه إلى الدفاع عن نفسه والدفاع عن دعوته وكأن لسان حاله يقول: أما وقد أبت قريش إلا الحرب فلتنظر إذن أى قوم نحن ...

واستطرد قائلاً يرد على القائلين بأن هذا النبى نشر الإسلام بالسيف فيقول: “أرى أن الحق ينشر نفسه بأية طريقة حسبما تقتضيه الحال ... ألم تروا أن النصرانية كانت لا تأنف أن تستخدم السيف أحياناً ، وحسبكم ما فعله شارلمان بقبائل الساكسون ... أنا لا أحفل أكان انتشار الحق بالسيف أم باللسان أم بأية طريقة أخرى ... فلندع الحقائق تنشر سلطانها بالخطابة أو بالصحافة أو بالنار ... لندعها تكافح وتجاهد بأيديها وأرجلها وأظافرها فإنها لن تنهزم أبداً ... ولن يُهزم منها إلا ما يستحق الفناء ... ”.


أولا : آيات القران الكريم :–" لا إكراه في الدين * قد تبين الرشد من الغي " " البقرة 256"
"
ادع إلي سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنه " " النحل 125"
"
لكم دينكم ولي دين " " الكافرون 6 "
"
فذكر إنما أنت مذكر لست عليهم بمسيطر" " الغاشية 21 , 22"

ثانيا : البراهين التاريخية :
1–حينما بدأ الرسول دعوتهوحيدا لا سلاح و لا مال دخل مجموعه من عظماء مكة الدين الإسلامي أمثال آبي بكروعثمان وسعد ابن آبي وقاس وطلحه والذبير ثم عمر فهل هؤلاء دخلوا بالقوة في الإسلام؟؟ وأين القوه في ذلك الوقت , وفي هذا الصدد يقول الأستاذ العقاد في كتابه " عبقريةمحمد " ص48 " أن كثير من الناس لم يخضعوا للسيف ليسلموا و ولكنهم تعرضوا بإسلامهمللسيف "

2
–في بداية الدعوة الإسلامي كان الرسول واتباعه يتعرضون لاشدأنواع الاضطهاد والتعذيب , وفي وسط هذا العناء والضعف الذي كان يلم بالرسول واتباعهكان أهل المدينة يسعون إلى الإسلام ويعتنقونه و فهل يمكن أن نقول أن الإسلام انتشربالقوة بين سكان المدينة ؟!!

3
-جاء الصليبيون إلى الشرق أثناء الخلافةالعباسية للقضاء علي الإسلام وإذا بالإسلام يجذب جموع من الصلبين فيدخلونه ويحاربونفي صفوف الإسلام ويقول توماس ارنود في كتابه " حالات التحول إلى الإسلام بينالصلبين " ص 108 " لقد اجتذبت الدعوة المحمدية إلى أحضانها من الصلبين عددا مذكوراحتى العهد الأول و ولم يقتصر ذلك علي عمه النصارى بل أن بعض أمرائهم وقادتهم انضمواأيضا إلى المسلمين حتى في انتصارات المسجين " فهل يمكن أن تقول بانتشار الإسلامبالقوة بين الصلبين ؟؟

4
–في القرن السابع الهجري هاجم المغول الجانبالشرقي من العالم الإسلامي ودمروا ما دمروا وسفكوا الدماء وحطموا مظاهر الحضارةالاسلاميه بحرق الكتب وقتل العلماء حتى وصل الآمر بقتل الخليفة نفسه , وهوت أمامهمكل مظاهر قوي المسلمين , ورغم ذلك جذب الإسلام هؤلاء الغزاة فدخل كثير من جندالمغول في الإسلام الذي حاربوه عملوا علي تقويضه في بادئ الآمر فهل يمكن أن نقول أنالإسلام انتشر بين المغول بالقوة ؟؟
5
–إن الإحصاءات التي اوردها ابن هشام نقلاعن ابن إسحاق تثبت أن عدد شهداء المسلمين في جميع الغزوات 139 اكبر من عدد قتليالمشركين 112

6
–ويحدثنا التاريخ أن أهم فتره انتشر فيها الإسلام هي فترهالسلم التي تمت بصلح الحديبيه بين المسلمين وقريش والتي استمرت سنتين ويقولالمؤرخون أن من دخل الإسلام في هذه الفترة القليل اكتر مما دخلوه في المدة بينبداية الدعوة وحتى هذا الصلح والذي يقارب عشرين عاما

7
–انتشر الإسلامانتشارا واسعا في إندونيسيا وماليزيا وفي أفريقيا فأين كانت القوه التي نشرت الدينالإسلامي في هذه البلاد وجذبت لها قلوب الملاين
أما عن أجابه السؤال الثاني وهو لماذا حدثت الحروب بين المسلمينوغيرهم ؟؟ والاجابه عن هذا السؤال هي :

1–الدفاع عن النفس : يقرر التاريخ أنالمسلمين قبل الهجرة لم يؤذن لهم بالقتال وقد ضرب عمار وبلال وياسر وأبو بكر وماتياسر من قسوة التعذيب ولم يرفع هؤلاء أيديهم لرد الاعتداء ولكن المشركين ازدادوابغيا حتى قرروا قتل الرسول صلي الله عليه وسلم , وكلما همت نفوس المسلمين لرد هذاالاعتداء والظلم منعهم الرسول ويقول لهم " لم اومر بقتال "

حتى هاجر الرسولإلى المدينة , وبدء المشركون يضعون خططهم للقضاء علي الإسلام في شبه الجزيرةالعربية فكان من الضروري دفاع المسلمين عن دينهم وعن نفسهم , فأذن الله بالدفاع عنأنفسهم بقوله تعالي " أذن للذين يقاتلون بأنهم ظلموا وان الله علي نصرهم لقديروالذين اخرجوا من ديارهم بغير حق ألا أن يقولوا ربنا الله " " الحج 37 "

2
–تامين الدعوة أتاحه الفرصة للضعفاء الذين يردون اعتناق الإسلام :

كانت قريش كما سبق القول تسلك كل الطرق للقضاء علي الدعوة الاسلاميه فكانتهناك الكثير من سكان مكة ومن العرب يملون إلى الإسلام ويردون الدخول فيه ولكنهمكانوا يخافون أن يتعرضون لما تعرض له المسلمون الآخرون من الإيذاء والتعذيب فكانوايلجاءوا إلى الأيمان سرا وهؤلاء نزلت فيه الآبه الكريمة " ولولا رجال مؤمنون ونساءمؤمنات لم تعلموهم أن تطاوهم فتصيبكم منهم معرة بغير علم " " الفتح 25 "
فأذنالله لرسوله وللمؤمنون حماية الدعوة بقوله تعالي "ومالكم لا تقاتلون في سبيل اللهوالمستضعفين من الرجال ولنساء والولدان " "النساء 75"

3
–الدفاع عن الامهالاسلاميه حتى لا تدكها جيوش الفرس والروم :

قبل الإسلام كان العرب ما همإلا مجموعات متناثرة من القبائل وهذا الذي جعل الفرس والروم لا يخشون من العرب فيهذا الوقت لضعفهم ولتناثرهم علي الأراضي الواسعة وللتناحرالذي يشب بينهم بين الحينوالأخر .

وبعد ظهور الإسلام وفي بداية الدعوة الاسلاميه كان الرسول واتباعهيتعرضون لاضطهاد وإيذاء من قبل قريش واليهود وهذا الذي جعل الفرس والروم لا يهتمونبهذه الدعوة لاعتقادهم أنها حركه قام بها شخص عربي واهل قريش واليهود سوف يقضونعليها .

ولكن سرعان ما استقر الإسلام بانتصاراته المتتالية علي أعدائه وبداالدين ينتشر بين العرب , ومن هنا شعر الفرس والروم بخطورة الإسلام و بداءوا يخططونللقضاء علي هذا الدين الجديد والذي وحد العرب تحد رايته .
وعلي الرغم من ذلكالرسول صلي الله عليه وسلم لم يبادر بالعداء لهم ولكنه قام بالإرسال لهم يدعوهم أليالدخول في الدين الجديد حتى بدءوا يضمرون الشر للرسول وللمسلمين فبدأت الحروب بينالمسلمين والفرس والروم لحماية آلامه الاسلاميه من بطش هذين القوتين العظميين فيذلك الوقت .

علاقة الحالة الأقتصاديه بالحروب :
من الشبهات التي تردد عليالحروب الاسلاميه مع الغير هي أن المسلمين قاموا بهذه الحروب لأغراض اقتصاديه فقطبعيدا عن نشر الدين بين أرجاء المعمورة , فكان المسلمون يجتاحون البلاد الغنيةويستولون علي ثوراتها هذا ما كان يدعيه المستشرقين منذ القدم وحتى يومنا هذاوالاجابه علي هذه الشبه هي كما يلي :
أولا : يجب ألا ننكر انه قد يكون هناكبعض من المسمين المحاربين يحبون الأموال والثروات التي في الأمصار المختلفة والتيفتحها المسلمون ولكن هذا الحب لم يكن هو الهدف الرئيسي لدخول هذه الحروب لأنه كانالعامل الأساسي لدي جميع المسلمين هو إعلاء كلمه الله عز وجل والدليل علي ذلك كمايلي :
1
–الحروب التي حدثت بين المسلمين والمرتدين ومانعي الزكاة وكانت تقومهذه الحروب في البادية الفقيرة وليست فيها أي أطماع ثرواتيه ولكن كان هدفهم الأولهو إعلاء كلمه الله عز وجل .

2
–إن الحروب التي قام بها المسلمون حروب معجيوش جراره وعاتية وكانت المخاطر للدخول في حروب معها كبيره والعواقب غير مامونهالعواقب , فكيف سيجازف الرسول والخلفاء بالدخول في حروب بغرض المال وقد تؤدي هذهالحروب ألي القضاء علي الدعوة الاسلاميه من أساسها

إذن بالعرضالسابق يتضح أن العقيدة هي التي رخص من اجلها كل شئ وان المسلم كان بسعي ألي الوصولألي إحدى الحسنيين أما النصر وإعلاء كلمه الله أو الشهادة والثواب العظيم و وكانالمال أو الثروات آخر ما يفكر فيه المسلم والدليل علي ذلك هي الحالة المعيشيةللمسلمين الأوائل من تقشف وزهد كما سبق أن وضحنا

















ت






" يا ضفدع بنت ضفدعين ، لحسن ما تنقنقين ، لا الشارب تمنعين ، ولا الماء تكدرين ، امكثي في الارض حتى يأتيك الخفاش بالخبر اليقين " !!
مسيلمة الكذاب














ت

تاكلي ، جون

يجب أن نستخدم القرآن وهو أمضى سلاح ضد الإسلام نفسه بأن نعلم المسلمين أن الصحيحفي القرآن غير جديد وأن الجديد فيه غير صحيح .



تنيمان الألماني ت 1819 م :

شبهة القرآن عاق المسلمين عن التفكير الحر !!

الرد

ليس في القران آية واحدة حظرت علي المسلمين التفكير أو فرضت قيودا علي العقول حالت بينها وبين التفكير .

ونجد القرآن حافلاً بالآيات التي تحث علي التفكير والتأمل في أسرار الكون والنفس والحيوان والنبات والبحار " أفلا يتفكرون "!

والإسلام يدعو للفكر وإعمال العقل ، هذه حقيقة أثبتها القرآن الكريم فى عدة آيات ، ولو أجرينا إحصائية عن الآيات القرآنية التى تحث على استعمال العقل وتهاجم من يهمل العقل والفكر لقدمت هذه الإحصائية عدد كبيراُ من الآيات القرآنية فى هذا المجال . ومثل هذا مجموعة من الآيات القرآنية الكريمة التى تحث على إعمال الفكر والاستفادة من البحث والدرس فى هذا الكون ونذكر فيما يلى بعضها :

" إن فى خلق السموات والأرض واختلاف الليل والنهار والفلك التى تجرى فى البحر بما ينفع الناس ، وما أنزل الله من السماء من ماء فأحيا به الأرض بعد موتها وبث فيها من كل دابة ، وتصريف الرياح والسحاب المسخر بين السماء والأرض لآيات لقوم يعقلون " _( سورة البقرة : 164 )

" أفلم يسيروا فى الأرض فتكون لهم قلوب يعقلون بها أو آذان يسمعون بها ، فإنها لاتعمى الأبصار ولكن تعمى القلوب التى فى الصدور " (سورة الحج :46)

"ولا تقف ما ليس لك به علم إن السمع والبصر والفؤاد كل أولئك كان عنه مسئولا " ( سورة الإسراء : 36 ) .

" إن فى خلق السموات والأرض ، واختلاف الليل والنهار لآيات لأولى الألباب "
( سورة آل عمران : 190 )


" ومن آياته خلق السموات والأرض واختلاف ألسنتكم وألوانكم ، إن فى ذلك لآيات للعالمين " ( سورة الروم : 22 )

وقد وردت آيات كثيرة تعرض نعم الله وتوجيهاته وتختم بقوله تعالى " أفلا تعقلون " ( البقرة : 44 ـ وآل عمران : 65 ـ والأعراف : 169 ـ وهود : 51 ) أو تختم بقوله تعالى : " أفلا تتذكرون " ( الأنعام : 80 )

وقد عنى المسلمون عناية كبيرة بالعلوم العقلية ، وشملت الدراسات العلمية عندهم شتى المعارف ( الحساب ، والجبر ، الهندسة ، الطب ، الصيدلة ، الفلك )

وكان لهم فى ذلك باع طويل وحققوا نهضة علمية مزدهرة لم تضعف إلا عندما ضعف العالم الإسلامى بسبب انشغاله برد حملات الصليبيين والمغول والاستعمار الغربى .

ولا يوجد فى الإسلام خلاف بين العقل والنقل ، فواهب العقل والنقل واحد هو الله سبحانه وتعالى وعندما يظهر أى خلاف فإن ذلك معناه ضعف العقل أو سوء فهم النص .

















ج
"لقد أظهرت الرسالة القرآنية وتعاليم النبي [صلى الله عليه وسلم] أنها تقدمية بشكل جوهري، وتفسّر هذه الخصائص انتشار الإسلام السريع بصورة خارقة خلال القرون الأولى من تاريخه"
مارسيل بوازار





ج
جايجر ، أبراهام :

أبراهام جايجرمستشرق يهودي ألماني عاش في أواخر القرن التاسع عشر وبداية القرنالعشرين، يصنف ضمن المستشرقين اليهود التقليديين في مجال الدراسات الإسلامية، كانيجيد اللغة العبرية، كما كان يعرف اللاتينية واليونانية، هذا بالإضافة إلى تعلمهالعربية ، إلا أن المصادر العربية المتوافرة لديه –غير القرآن–كانت قليلة، إذ اطلع على تفسير البيضاوي وتفسير الجلالين فقط، إلى جانب بعض المعاجمالعربية التي استعان بها في تحديد بعض المفاهيم اللغوية

وجه اهتماماتهالفكرية إلى الإسلام، وإلى نبي الإسلام، ونتيجة لذلك أصدر كتابه المعروفماذاأخذ محمدr من اليهودية، مما مكنه من الحصول على جائزة الدولة

ولقدمارسجايجرفي كتابه هذا تأثيرا لا يستهان به على كل الذين عالجوا موضوعتأثر الإسلام باليهودية، من بعده سواء كانوا يهودا أو مسحيين أو غير متدينين حتىالثلث الأول من القرن العشرين·

أخذ الرسولمن اليهود بعضالتعاليم، ومخالفته لهم في بعضها الآخر

أخذ الرسول من اليهود بعضالتعاليم، ومخالفته لهم في بعضها الآخر، والسبب –كما يرىجايجرهو أنمحمداr أراد ان يثبت لنفسه الاستقلالية عن التعاليم اليهودية من جهة، والاعتراف بهفي نطاق الرسالات السماوية والمرسلين السابقين من جهة أخرى، ويسوِّغ للعالم كلهضرورته وضرورة دعوته لتصحيح ما حرفه اليهود والمسيحيون·

محمداrليس نبياموحى إليه، بل هو رجل واع طموح

إن محمدا r ليس نبياموحى إليه، بل هو رجل واع طموح يريد النهوض بقومه ونفسه

وكانجايجرينظر إلى كل التراث الديني اليهودي نظرة التقديس· فلا يفرق بين التوراة والتلمود،كما لا يفرق بين الشروح الشعبية، والعادات اليهودية، وبالنظرة نفسها تقريبا–وإنكان لا يعطي أي اعتبار–تقديسي للدين الإسلامي–تعامل مع الإسلام حين وضع القرآنالكريم وأحاديث النبي ، وشروح القرآن وتفاسيره في المرتبة عينها ولم يحاول أن يميزبينها .

وحاولجايجرأن يثبت زيف دين محمد r بوسائل متباينة، فهو منجهة، اعتمد على عدد من الآيات والأحاديث والمناسبات التي وجدها صالحة للتأويل،والتحريف، وقدمها إلى القارئ الأوروبي بلغة سهلة، وأسلوب مستساغ كأدلة قاطعة علىزيف دين محمد r، كما أنه استفاد في هذا الصدد من منهج الدراسات المقارنة الذي كانينظر إليه في تلك الفترة كأحد العلوم الرائدة التي لا يرقى إلى صدقها شك


جب ، سير هاملتون .Sir Hamilton R. A. Gibb 1895

ولد هاملتون جيب في الإسكندرية في 2يناير 1895م، انتقل إلى اسكتلندا وهو في الخامسة من عمره للدراسة هناك . التحق بجامعة أدنبرة لدارسة اللغات السامية، عمل محاضراً في مدرسة الدراسات الشرقية والأفريقية بجامعة لندن عام 1921م وتدرج في المناصب الأكاديمية حتى أصبح أستاذً للغة العربية عام 1937م، وانتخب لشغل منصب كرسي اللغة العربية بجامعة أكسفورد، انتقل إلى الولايات المتحدة الأمريكية ليعمل مديراً لمركز دراسات الشرق الأوسط بجامعة هارفارد بعد أن عمل أستاذاً للغة العربية في الجامعة. بالإضافة إلى اهتمامه اللغوي فقد أضاف إلى ذلك الاهتمام بتاريخ الإسلام وانتشاره وقد تأثر بمستشرقين كبار من أمثال تومارس آرنولد وغيره.من أبزر إنتاج جب (الفتوحات الإسلامية في آسيا الوسطى) سنة 1933م ودراسات في الأدب العربي المعاصر وكتاب (الاتجاهات الحديثة في الإسلام) وشارك في تأليف (إلى أين يتجه الإسلام)، وقد انتقل جيب من دراسة اللغة والآداب والتاريخ إلى دراسة العالم الإسلامي المعاصر وهو ما التفت إليه الاستشراق الأمريكي حينما أنشأ الدراسات الإقليمية أو دراسات المناطق، وله كتاب بعنوان (المحمدية) ثم أعاد نشره بعنوان (الإسلام) وله كتاب عن الرسول صلى الله عليه وسلم


عقلية المسلم–ذرية–ساذجة

يقول في كتابه ( وجهة الإسلام ) بأن عقلية المسلم–ذريةساذجة أي أنه لا يتمتع بالفهم الكلي الشمولي ولا يدرك الأمور إلا بواسطة جزئياتها
ولا تدرك الأشياء إدراكاً كلياً، لكننا نقول إن المستشرقين في دراساتهم الإسلامية يصدرون عن عقلية عجيبة لا هي بالذرية التي تدرك الأشياء بجزئياتها ولا هي بالكلية التي تدركها إدراكا كليا








الرسول أنه مصلح اجتماعي عكس ضرورات البيئة العربية في مكة

قام جب بعقد دراسات مقارنة ، والمقارنات منذ القديم تستهدف شيئاً أساسياً وهو تصوير الرسول أنه مصلح اجتماعي عكس ضرورات البيئة العربية في مكة . ويقول جب Gib : " إنه نجح لكونه أحد المكيين " بمعنى أنه عبَّر عن الحاجيات المحلية ،

وقد ذهب في كتابه " المذهب المحمدي " ان محمداً rصنعتهبيئته الخاصة بمركزها الثقافي والديني والتجاري ، وبحكم مركزها من العالم وصلتها بأرقى شعوبه .

ويقول " إن محمداً rككل شخصية مبدعة قد تأثر بضرورات الظروف الخارجية المحيطة به من جهة ، ثم من جهة أخرى قد شق طريقاً جديداً بين الأفكار والعقائد السائدة في زمانه ، والدائرة في المكان الذي نشأ فيه ... وانطباع هذا الدور الممتاز لمكة يمكن أن نقف على أثره واضحا فى كل أدوار حياة محمد r، وبتعبير إنساني : إن محمداً rنجح ، لأنه كان واحداً من المكيين " .

الرد
وهذهخطة جرى عليها المستشرقون منذ قرون، يصفون النبي صلى الله عليه و سلم بهذهالألقاب، ليظهروه في مظهر المفكر العبقري الذي استطاع بعبقريته وقوة فكره أنيبتكر هذا الدين، وأن يقوم بإصلاح أوضاع المجتمعات العربية ويخرجها من الجهلوالوثنية، ويثبت أسس الحضارة العربية الإسلامية الشامخة التي أثرت في الحضارةالإنسانية تأثيراً بارزاً.

وتَابَعَ المستشرقين في هذه الخطة، عن جهلأو عمد أو غفلةٍ وسوء فهم لدلالة هذه الأوصاف، بعضُ الكتاب المسلمين في العصرالحديث، فكتبوا عن عبقرية الرسول صلى الله عليه و سلم ، تماما كما كتبوا عنعبقرية أبي بكر الصديق، وعبقرية عمر بن الخطاب، وعبقريات أخرى. وهذا حيف كبيرفي حق نبي اللَّه ورسوله.

إن النبي صلى الله عليه و سلم فوق أي عبقري،وأجلُّ من أي زعيم وأعظم من أي مصلح، لقد جمع من صفات هؤلاء خيرها وأفضلهاوأعدلها، ولكنه فوقهم جميعاً، إنه نبيٌّ يوحى إليه، ورسول يبلغ عن ربه، وهذاما لا يدرك ولا ينال، لا بالعبقرية ولا بالفكر ولا بالإلهام، هناك فرق كبيربين العبقري المصلح، وبين النبي المرسل.

ولقد سبق كتَّابنا المعاصرينإلى إدراك هذا الفرق، العباس عم النبي صلى الله عليه و سلم ، رضي اللَّه عنه. ذلك أنه لما أسلم أبو سفيان بن حرب ليلة فتح مكة، وكان العباس قد سبقه إلىالإسلام، قال النبي صلى الله عليه و سلم للعباس : خذ أبا سفيان وقف به عندخطم الجبل، وذلك ليرى جيش الفتح، فمرت به كتائب اللَّه، وفيها الكتيبةالخضراء، كتيبة رسول اللَّه صلى الله عليه و سلم ، فلم يملك أبو سفيان نفسهأن قال :لقد أصبح ملك ابن أخيك عظيماً، فقال له العباس : إنها النبوة يا أباسفيان. قال : نعم، واللَّه إنها النبوة.

والذين كتبوا عن حياة النبيصلى الله عليه و سلم وسيرته من غير المسلمين، لا يؤمنون بنبوته، فمن ثم كتبواعنه بوصفه عظيماً أو عبقرياً أو مصلحاً أو ملهماً، ولا يجوز للكتاب المسلمينأن يجاروهم فيما وصفوا به النبي صلى الله عليه و سلم من الأوصاف والألقابالتي فيها إخلال بمقام النبوة. وعليهم أن يقتدوا بالقرآن الكريم وبسيرةالصحابة وسلف الأمة الصالح.

فالقرآن الكريم لم يصفه لا بالمصلح ولابالعبقري، وإنما وصفه في كل المواضع التي ذكر فيها وما أكثرها، بالنبي أوالرسول ولا حاجة إلى عرض الآيات هنا، حتى إذا ذَكَرَهُ باسمه قَرَنَ به وصفَالرسـالـة، كـما فـي قـوله تعـالى :{ مُحَـمَّدٌ رَسـُولُ اللــَّهِ. }(1) وقـولــه : { وَمُبَشِّراً بِرَسُولٍ يَأْتِي مِنْ بَعْدِي اسْمُهُ أَحْمَدُ }.

وكذلك الصحابة رضي اللَّه عنهم، ما كانوا أبداً ينادونه أو يصفونهبأي وصف أو لقب غير وصف النبوة والرسالة، ولم يرد في كتب السيرة ولا فيغيرها، شيء من هذه الأوصاف التي يستخدمها المستشرقون ومن تابعهم من الكتابالمسلمين، لأن كل مؤمن يدرك أن النبوة فوق كل وصف وكل شارة أولقب.

ومن الواضح أن غرض المستشرقين هو إنكار نبوة محمد r، وإظهاره في مظهر المصلح أو العبقري، لأن هؤلاء تنتهي معهم أفكارهم،ويمكن أن يأتي مفكر أو مصلح آخر بما هو خير منها. ولذلك فهم ليسوا جديرينبالخلود، وأفكارهم ليست جديرة بأن يستمسك بها الناس بعدهم، كما يستمسكونبرسالات الأنبياء.

ومن غريب الأمور أن يصر المستشرقون على وصف النبيصلى اللَّه عليه وسلم بهذه الأوصاف، مع أنه كان يتبرأ منها ويجرد نفسـه من كلقوة أو مزايا أرضية كما بينه القرآن الكريم في قوله : { قُلْ مَا كُنْتُبِدْعاً مِّنَ الرُّسُلِ وَمَا أَدْرِي مَا يُفْعَلُ بِي وَلاَ بِكُمْ إِنْأَتَّبِعُ إِلا مَا يُوحَى إِلَيَّ وَمَا أَنَا إِلاَّ نَذِيرٌ مُبِينٌ }.

وفي قوله :{ قُلْ لاَ أَقُولُ لَكُمْ عِنْدِي خَزَائِنُ اللَّهِوَلاَ أَعْلَمُ الغَيْبَ وَلاَ أَقُولُ لَكُمْ إِنِّي مَلَكٌ، إِنْ أَتَّبِعُإِلاَّ مَا يُوحَى إِلَيَّ }.

ومن المعلوم أن العبقري والمصلح والبطلـ بل وكل الناس ـ لا يرضى أن يأتي بالأعمال الجليلة ثم ينسب فضلها إلى غيره،فهذا شيء يتنافى مع طبائع البشر، فلو أن محمداً rابتكرهذا الدين،وأتى بهذا المنهج القويم، وقام بهذه الأعمال الجليلة التي غيرتمجرى التاريخ وأنقذت البشرية من الجهل والضلال بعبقريته وقوة شخصيته، لماخالف هذه السنة البشرية، ولكان سعيداً بأن ينسب ذلك الفضل وذلك الشرف إلىنفسه، ولكنه صلى الله عليه و سلم عرف مقامه حق المعرفة، فنسب كل ذلك إلىربه.





إن الإسلام مبنى على الأحاديث أكثر مما هو مبنى على القرآن الكريم

"إن الإسلام مبنى على الأحاديث أكثر مما هو مبنى على القرآن الكريم، ولكننا إذاحذفنا الأحاديث الكاذبة لم يبق من الإسلام شئ، وصار شبه صبيرة طومسون، وطومسون هذارجل أمريكى، جاء إلى لبنان فقدمت له صبيرة فحاول أن ينقيها من البذر، فلما نقى منهاكل بذرها لم يبق فى يده منها شيء

جبيردنوجن

محمداً rمات في نوبة سكر بين

يذكر أن محمداً r مات في نوبة سكر بين ، وان جسده وجد ملقي على كوم من الروث ، وقد أكلت منه الخنازير ، وذلك ليفسر لنا السبب الذي من أجله حرم الاسلام الخمر ولحم الخنزير !!


الرد

هذه صورة بلا شك تنم عن جهل مطبق وتعمد تشويه صورة الاسلام ورسوله الكريم
والمعروف والبديهي أن تحريم الخمر ولحم الخنزير كان في عهد النبي والقرآن يقول
" حرمت عليكم الميتة والدم ولحم الخنزير " المائدة : 3




جرونباوم ، جوستاف فون Gustav Von Grunbaumء (1909م-1972م)

ولد في فينا في 1/9/1909م، درس في جامعة فينا وفي جامعة برلين، هاجر إلى الولايات المتحدة والتحق بجامعة نيويورك عام 1938م، ثم جامعة شيكاغو ثم استقر به المقام في جامعة كاليفورنيا حيث أسهم في تأسيس مركز دراسات الشرق الأوسط الذي أطلق عليه اسمه فيما بعد، من أهم كتبه الإسلام في العصر الوسيط، كما اهتم بدراسة الأدب العربي وله إنتاج غزير في هذا المجال.

الاسلام دين غير خلاق وغير علمي واستبدادي

وما يدَّعيه ( فون جرونيباوم ) من أن الإسلام ظاهرة فريدة لا مثيل لها في أي دين آخر أو حضارة أخرى . فهو دين غير إنساني وغير قادر على التطور والمعرفة الموضوعية. وهو دين غير خلاق وغير علمي واستبدادي


جلادستون ، وليم :
وليم جلادستون ( 1809 – 1898 ) سياسى بريطانى شهير ولد فى ليفربول ، زعيم حزب الأحرار .

المسلم إنسان لا إنسانية فيه

نجده يصف المسلم بأنه " الإنسان الذى لا إنسانية فيه "([1])
الرد
الرد هنا بإعطاء نموذج للمسلم الحقيقي وهو صلاح الدين الايوبي
انها صورة القائد " صلاح الدين الايوبى " فى معاملة أعدائه بل وأعداء الإنسانية ، فعندما دخل بيت المقدس اتجه الى المسجد الأقصى الشريف فصلى وسبح بحمد ربه واستغفر ثم اتجه الى قبة مسجد الصخرة فانزل الصليب المعلق عليها وعطرها ، وأراد بعض الجند أن يحولوا كنيسة القيامة الى مسجد ، فأبى القائد المظفر وأمر بتركها مفتوحه ، وكان سقط فى يده سبعين الف صـــليبى ( وهو نفس عدد المسلمين الذين ذبحوا قبل 88 سنة ) وأشار عليه البعض أن يثأر للمسلمين مما فعله الصليبيون عندما دخلوا بيت المقدس فجعلوه مخاضة من الدماء ، فأبى ثم سمح لهم بالخروج آمنين سالمين الى حيث شاءوا من المدن الأخرى ، كما سمح للأميرات بالخروج مصونات مكرمات ومعهن الأمتعة والملابس وكل ما يمكن حمله ومع كل أميرة حاشيتها وخدمها وكلهن فى أمن وطمأنينة ، ثم فرض على كل أسير دية صغيرة قدرها عشرة دنانير على الموسيرين ، ودينار على الفقير ، ثم علم أن هناك أربعة الآف أسير لا يجد الواحد منهم ديناراً يدفعه فدفع من ماله الخاص ديتهم فخرجوا فى سلام وأمان ، حتى الأساقفة خرجوا محملين بمقتنيات الكنائس وفيها تحف من الذهب والفضة فلم يتعرض لهم أحد ، وهكذا من مئات القصص حتى لقد انتقد بعض المؤرخين موقف الناصر صلاح الدين من اطلاق الأسرى على هذه الشاكلة حيث كونوا جيبا قويا فى مدينة " عكا " والتى استقبلت فيما بعد حملة صليبية جديده من البحر ، اليس هذا النموذج كافيا وحده ليوضح انسانية حضارة الاسلام فى مقابل وحشية وعنف ثقافة الغرب ؟ ان القائد العظيم اقتدى برسوله الكريم ( صلى الله عليه وسلم ) عندما قال لمن اذوه واتباعه وضيقوا عليه وبغوا به القتل : " اذهبوا فانتم الطلقاء " ، وبهذا الخلق الرفيع ارتقت حضارة الاسلام ، ولقنت الغرب – كما يقول احد المؤرخين – البرابرة الغربيين درسا فى الأخلاق كانوا فى اشد الحاجة اليه .
جريمي ، هوبرت :

لم يكن محمد rفي بادئ الامر يبشر بدين جديد انما كان يدعو الي نوع من الاشتراكية
يقول " لم يكن محمد rفي بادئ الامر يبشر بدين جديد انما كان يدعو الي نوع من الاشتراكية !! ([2])




جولدتسيهر ، أغناطيوس : " Y.Goldziher " 1850-1921"

مستشرق مجري يهودي درس في برلين وبودابست والجامع الأزهر ، تعلم العربية على شيوخ الأزهر ولا سيما الشيخ محمد عبده ، واشتهر بتحقيقه في تاريخ الإسلام وحركتها الفكرية ، له : العقيدة والشريعة في الإسلام ، آداب الجدل عند الشيعة . العقيدة والشريعة في الإسلام

وجولدتسيهر كتب نحو 400 صفحة في الاستدلال على ان العقيدة والشريعة هبطتا على محمد r من أي ناحية إلا من السماء([3])


الرسول خلال النصف الأول من حياته اضطرته مشاغله إلى الاتصال بأوساط استقى منها أفكاره
يرى المستشرق المجرى "جولدزيهر Golddziher " أن الرسول خلال النصف الأول من حياته اضطرته مشاغله إلى الاتصال بأوساط استقى منها أفكاراً أخذ يجترها في قرارة نفسه وهو منطو في تأملاته أثناء عزلته . واختلطت هذه الأفكار بما يلاحظه من قساوة الحياة ، واضطهاد الفقراء ، وطغيان الأغنياء بمكة ، فتملكه شعور بأن الله يدعوه بقوة تزداد شيئاً فشيئاً ليذهب إلى قومه منذراً إياهم بما يؤدى بهم إلى ضلالهم من الخسران المبين ، أى أنه أحس بقوة لا يستطيع لها مقاومة تدفعه إلى أن يكون مريباً لشعبه أى " منذره ومبشره " .


ويصف " جولدزيهر " وصف القرآن ليوم القيامة وأهوالها والكوارث التي ستنجم من حدوثه ، وإنذاره بنهاية العالم ، وبيوم الغضب والحساب ، وانتهى إلى نتيجة مفادها أن ما يبشر به الرسول والمتعلق بالدار الآخرة ليس إلا مجموعة مواد استقاها بصراحة من الخارج يقيناً ، وأقام عليها هذا التبشير ، ولقد أفاد من التاريخ العهد القديم ـ وكان ذلك في أكثر الأحيان عن طريق قصص الأنبياء ـ ليذكر على سبيل الإنذار والتمثيل بمصير الأمم السالفة الذين سخروا من رسلهم الذين أرسلهم الله لهدايتهم ، ووقفوا في طريقهم ، وبهذا انضم محمد rإلى سلسلة أولئك الأنبياء القدماء بوصفه آخرهم عهداً وخاتمهم .





الإسلام أقر بعض فقه الجاهليين وأحكامهم

وفى مجال الفقه ذكر " جولدزيهر " أن الإسلام أقر بعض فقه الجاهليين وأحكامهم ، مما لم يتعارض مع مبادئ الإسلام فأخذ ـ على رأيه ـ من قوانين أهل مكة أحكامها وأخذ من فقه أهل المدينة ، وهو في نظره أقل تطوراً من فقه أهل مكة ولذلك فإن فقه أهل الحجاز كان من جملة المنابع التي غرف منها الفقه الإسلامي .

ويكتب جولدزيهر عن النبي صلى الله عليه وسلم وسيرته فيقول: كانت ولادته نحو عام 570م في الفرع الهاشمي الفقير، المنتمي إلى قبيلة قريش القوية، والذي له القيادة بمكة، وقد ولد يتيمًا رباه أقاربه وكان يكسب رزقه بطريقة قاسية وبسيطة، في آن واحد، فقد اشتغل راعيًا ثم أصبح تاجرًا لحساب سيدة غنية اسمها خديجة عندما بلغ من العمر خمسة وعشرين سنة، وبعد أن تزوج من هذه الأرملة الغنية التي تكبره بخمسة عشر عامًا، انتهت همومه المادية، وأصبح بدوره تاجرًا.. إنه خلال رحلاته المتعددة التقى ببعض اليهود والنصارى الزاهدين، وأصبح يفكر شيئًا فشيئًا في الحياة الخلقية والدينية السيئة بمكة، وأصبح ضميره يتعمق في هذه الأمور عن طريق التفكير والتأمل، وهكذا أصيب بقلق مؤلم ظهر على السطح عن طريق الاضطرابات العصبية، فانزوى في الجبال مفكرًا في مصير أمته، وهكذا أصبح ثائرًا ضد نظام الحياة المكية، واختلطت تجاربه الشخصية بالمعارف التي استقاها من اليهود والنصارى إلى أن تحولت على هيئة رؤى وأحلام وهلوسة، فعكست شعوره بالثورة ضد الماضي، وكونت هذه الأمور في مجملها ما أذاعه وبشر به في قادم الأيام
الرد
لقد ابتعد جولدزيهر كثيرًا عن الفهم الصحيح والموضوعية المنصفة، فهو يتحدث عن النبي صلى الله عليه وسلم الذي يترعرع في رعاية الله وعنايته كما لو تحدث عن أبسط إنسان رآه جولدزيهر ويضخم في التصوير بأنه صلى الله عليه وسلم أصبح تاجرًا لحساب خديجة، ويضلل القارئ عندما يدعي أن النبي صلى الله عليه وسلم أصبح تاجرًا وانتهت همومه المادية بعد زواجه من خديجة، ويجهل جولدزيهر أو يتجاهل أن خديجة رضي الله عنها هي التي رغبت فيه أولاً.
وأنه صلى الله عليه وسلم لم يكن يسعى لمال أو جاه أو تجارة، إنما كان يريد أن يساعد عمه أبا طالب في كسب الرزق وكفاية العيال ليرد له بعض الجميل الذي قدمه له في صغره وكفالته .

الرسول تعلم من بعض اليهود والنصارى
وأما الزعم بأنه صلى الله عليه وسلم التقى ببعض اليهود والنصارى الزاهدين، فهي دعوى باطلة دأب المستشرقون على إثارتها والمبالغة فيها ليصلون إلى الفرية القاتلة بأنه صلى الله عليه وسلم تأثر بهم، مع أن الحقيقة واضحة جلية غنية عن البيان يعرفها مشركو ذلك الزمان بأنه صلى الله عليه وسلم لم يأت بدين من عند يهود ولا نصارى ولا فرس ولا رومان ولا جاهلية ولا عروبة، إنما من عند الله الواحد الأحد الفرد الصمد الذي لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوًا أحد.
ولو كانت افتراءات المستشرقين ممكنة ولها مستند من العقل والواقع ،لما سكت المشركون عن مثلها، ولكنهم يعلمون سيرته وبعده عن كل مصدر بشري يمكن أن يكون معلمًا أو مشيرًا، مع أن الذي جاء به محمد rعجز عن بعضه كل الخلق من يهود ونصارى وعرب وفرس وروم وغيرهم، مع أن القرآن يشير إلى سخافات وقع بها العرب وهم يتدافعون الحق والدين والقرآن. فقال:{يقولون إنما يعلمه بشر لسان الذي يلحدون إليه أعجمي وهذا لسان عربي مبين }ٌ.[النحل: 103].

شبهة التشكيك فى الحديث النبوى

وأول مستشرق قام بمحاولة واسعة شاملة للتشكيك فى الحديث النبوى كان المستشرقاليهودى "جولد تسيهر" الذى يعده المستشرقون أعمق العارفين بالحديث النبوى، كما وصفهبذلك "بفانموللر" وقال : وبالأحرى كان "جولد تسيهر" يعتبر القسم الأعظم من الحديثبمثابة نتيجة لتطور الإسلام الدينى والتاريخى والاجتماعى فى القرن الأول والثانى0فالحديث بالنسبة له لا يعد وثيقة لتاريخ الإسلام فى عهده الأول : عد طفولته، وإنماهو أثر من آثار الجهود التى ظهرت فى المجتمع الإسلامى فى عصور المراحل الناضجةلتطور الإسلام0

كما بارك جولدتسيهر موقف المعتزلة من السنة النبوية، ورأى أنوجهتهم فى رد الأحاديث بالعقل هى الوجهة الصحيحة التى يجب أن تناصر وتؤيد ضدالمتشددين الحرفيين الجامدين على النصوص

وعلى درب "جولد تسيهر" فى موقفه منالسنة صار المستشرقون ورددوا شبهاته واعتبروا أنفسهم مدينين له فيما كتبه من شبهاتحول السنة0
وفى هذا يقول عنه كاتب مادة (الحديث) فى دائرة المعارف الإسلامية : "إن العلم مدين ديناً كبيراً لما كتبه (جولد تسيهر) فى موضوع الحديث، وقد كان تأثير "جولدتسيهر" على مسار الدراسات الإسلامية الاستشراقية أعظم مما كان لأى من معاصريهمن المستشرقين فقد حدد تحديداً حاسماً اتجاه وتطور البحث فى هذهالدراسات"0


السنة مصدر مهم من مصادر التشريع فى الإسلام ، فالرسول مبلغ للدعوة وشارحها ومُبينها ، قال تعالى : " يا أيها الرسول بلغ ما أنزل إليك من ربك " (المائدة : 17 ) .
وقال : " وأنزلنا إليك الذكر لتبين للناس ما نزل إليهم "( النحل : 43 )
وقال : " وما آتاكم الرسول فخذوه ، وما نهاكم عنه فانتهوا " ( الحشر : 7 ) .

والسنة فى التشريع تشمل ناحيتين أساسيتين ، الناحية الأولى تفسير أيات القرآن وتأويلها وبيان معناها ، وتفصيل المجمل منها ، ومن أمثلة تفسير أيات القرآن الكريم التى بها نوع من الإبهام والغموض ، قوله تعالى " الذين آمنوا ولم يلبسوا إيمانهم بظلم " ( الأنعام : 82 ) ففسر الرسول الظلم بالشرك .

ومن أمثلة توضيح المجمل موضوع الصلاة فقد أورد القرآن الكريم عدة مرات قوله تعالى : " وأقيموا الصلاة " فوضح الرسول عدد الصلوات وعدد الركعات وكيفية الصلاة وقال : صلُوا كما رأيتمونى أصلى .
ومن أمثلة تخصيص العام أن الرسول فى نظام الميراث الذى أورده القرآن بين أن الميراث يجرى بشرط اتحاد الدين وعدم القتل والرق .

ومن أمثلة تقييد المطلق أن قطع يد السارق تكون مرتبطة بنصاب معين وشروط ضرورية وهكذا .

والناحية الثانية تشرع السنة أحكاما جديدة لم يرد لها ذكر فى القرآن الكريم مثل : ميراث الجدة ، واشتراط الشهود لصحة عقد الزواج ، وتحريم الجمع بين المرآة وعمتا وغير ذلك .

وقد كثرت الأحاديث بالحجاز وشرحت كل ما وُجد من أحداث ، وكان المحدُّثون كثيرين بالحجاز ، وكان العراق على عكس ذلك فقد قلت فيه الأحاديث لأنه لم يجذب المحدثين بسبب ما كان به من ثورات .

ومن هنا فقهاء العراق اعتمدوا على الرأى والقياس لقلة الأحاديث عندهم ، ثم لشيوع القول بوضع أحاديث بالعراق بواسطة الشيعة لتغطية النقص الذى كان موجودا .

وقد تصدى علماء المسلمين للأحاديث فاستبعدوا الأحاديث الموضوعة ، ووُجدت طبقات من المحدثين الذين بذلوا غاية الجد والاجتهاد لتنقية الأحاديث وتدوين ماصح منها .

وقد بدأ هذا الاتجاه فى عهد عمر بن عبد العزيز فى آخر القرن الهجرى الأول ن ثم فى منتصف القرن الهجرى الثانى نشط تدوين الحديث وتحقيقه بواسطة الإمام مالك ( الموطأ ) وسفيان الثورى وحماد والأوزاعى والليث بن سعد ثم أحمد بن حنبل الذى جمع ( مسند أحمد ) .

وفى القرن الثالث الهجرى نشطت حركة النقد وتمييز الصحيح من الضعيف ، وتعديل الرجال وتجريحهم ، ووضعت أسس مصطلح الحديث ، فأخذ علماء الحديث بناء على ذلك يجمعون الأحاديث ويزنونها بهذه المقاييس ، ويختارون منها الصحيح فيدونونه ويستبعدون ما عدا ذلك ، ومن أشهر العلماء الذين أسهموا فى هذه الحركة الأمام البخارى ومسلم ، وابن ماجه ، وأبو داود ، والترمذى ، والنسائى .

وتطهرت الأحاديث الصحيحة تماما من الأحاديث المكذوبة أو الموضوعة .
ويبدو أن وضع الأحاديث قد بدأ فى عهد الرسول صلى الله عليه وسلم ، ولكنه واجه هذا بقوة عندما قال " من كذب على متعمداً فليتبوأ مقعده من النار "

وعلى هذا فالأحاديث الصحيحة يجب الأخذ بها ، ولا يوجد تعارض بين هذه الأحاديث والقرآن الكريم ، ولا بين هذه الأحاديث بعضها والبعض .
الحديث بقي مائتي سنة غير مكتوب

يرى أن الحديث بقي مائتي سنة غير مكتوب ، ثم بعد هذه المدة الطويلة قرر المحدثون جمع الحديث

وقد أراد المستشرقون من وراءهذه المزاعم إضعاف الثقة باستظهار السنة وحفظها في الصدور ، والتشكيك في صحة الحديثواتهامه بالاختلاق والوضع على ألسنة المدونين ، وأنهم لم يجمعوا من الأحاديث إلا مايوافق أهواءهم ، وصاروا يأخذون عمن سمعوا الأحاديث ، فصار هؤلاء يقول الواحد منهم : سمعت فلاناً يقول سمعت فلاناً عن النبي صلى الله عليه وسلم ، وبما أن الفتنة أدتإلى ظهور الانقسامات والفرق السياسية ، فقد قامت بعض الفرق بوضع أحاديث مزورة حتىتثبت أنها على الحق ، وقد قام علماء السنة بدراسة أقسام الحديث ونوعوه إلى أقسامكثيرة جداً ، وعلى هذا يصعب الحكم بأن هذا الحديث صحيح ، أو هذا الحديث موضوع .

ويمكن الرد هذه الشبهة من عدة وجوه :

1
–أن تدوين الحديث قد بدأ منذالعهد الأول في عصر النبي صلى الله عليه وسلم وشمل قسماً كبيراً من الحديث ، ومايجده المطالع للكتب المؤلفة في رواة الحديث من نصوص تاريخية مبثوثة في تراجم هؤلاءالرواة ، تثبت كتابتهم للحديث بصورة واسعة جداً ، تدل على انتشار التدوين وكثرتهالبالغة .

2
–أن تصنيف الحديث على الأبواب في المصنفات والجوامع مرحلةمتطورة متقدمة جداً في كتابة الحديث ، وقد تم ذلك قبل سنة 200 للهجرة بكثير ، فتمفي أوائل القرن الثاني ، بين سنة 120 ـ 130 هـ ، بدليل الواقع الذي بين لنا ذلك ،فهناك جملة من هذه الكتب مات مصنفوها في منتصف المائة الثانية ، مثل جامع معمر بنراشد(154) ، وجامع سفيان الثوري(161) ، وهشام بن حسان(148) ، وابن جريج (150) ،وغيرها كثير .


3
–أن علماء الحديث وضعوا شروطاً لقبول الحديث ، تكفلنقله عبر الأجيال بأمانة وضبط ، حتى يُؤدَّى كما سُمِع من رسول الله صلى الله عليهوسلم ، فهناك شروط اشترطوها في الراوي تضمن فيه غاية الصدق والعدالة والأمانة ،معالإدراك التام لتصرفاته وتحمل المسئولية ، كما أنها تضمن فيه قوة الحفظ والضبطبصدره أو بكتابه أو بهما معاً ، مما يمكنه من استحضار الحديث وأدائه كما سمعه ،ويتضح ذلك من الشروط التي اشترطها المحدثون للصحيح والحسن والتي تكفل ثقة الرواة ،ثم سلامة تناقل الحديث بين حلقاتالإسناد ، وسلامته من القوادح الظاهرة والخفية ،ودقة تطبيق المحدثين لهذه الشروط والقواعد في الحكم على الحديث بالضعف لمجرد فقددليل على صحته ، من غير أن ينتظروا قيام دليل مضاد له .

4
–أن علماءالحديث لم يكتفوا بهذا ، بل وضعوا شروطاً في الرواية المكتوبة لم يتنبه لها أولئكالمتطفلون ، فقد اشترط المحدثون في الرواية المكتوبة شروط الحديث الصحيح ، ولذلكنجد على مخطوطات الحديث تسلسل سند الكتاب من راوٍ إلى آخر حتى يبلغ مؤلفه ، ونجدعليها إثبات السماعات ، وخط المؤلف أو الشيخ المسمَع الذي يروي النسخة عن نسخةالمؤلف أو عن فرعها ، فكان منهج المحدثين بذلك أقوى وأحكم وأعظم حيطة من أي منهج فيتمحيص الروايات والمستندات المكتوبة .


5–أن البحث عن الإسناد لم ينتظرمائتي سنة كما وقع في كلام الزاعم ، بل فتش الصحابة عن الإسناد منذ العهد الأول حينوقعت الفتنة سنة 35 هجرية لصيانة الحديث من الدس ، وضرب المسلمون للعالم المثلالفريد في التفتيش عن الأسانيد ، حيث رحلوا إلى شتى الآفاق بحثاً عنها واختباراًلرواة الحديث ، حتى اعتبرت الرحلة شرطاً أساسياً لتكوين المحدث .


الحديث في مجموعه من صنع القرون الثلاثة الأولى للهجرة وليس من قول الرسول
في محاولة المستشرق جولد تسيهر لإثبات زعمه بأن الحديث في مجموعه من صنع القرون الثلاثة الأولى للهجرة وليس من قول الرسول صلى الله عليه وسلم ادعى أن أحكام الشريعة لم تكن معروفة لجمهور المسلمين في الصدر الأول من الاسلام ، وأن الجهل بها وبتاريخ الرسول صلى الله عليه كان لاصقاً بكبار الأئمة ، وقد حشد لذلك بعض الروايات الساقطة المتهافتة ، من ذلك ما نقله عن كتاب الحيوان للدميري من أن أبا حنيفة رحمه الله لم يكن يعرف هل كانت معركة بدر بعد أُحد أم كانت أُحد قبلها !..
ولا شك في أن أقل الناس اطلاعاً على التاريخ يرد مثل هذه الرواية ، فأبو حنيفة وهو من أشهر أئمة الإسلام الذين تحدثوا عن أحكام الحرب في الاسلام حديثاً مستفيضاً في فقهه الذي أثر عنه وفي كتب تلامذته الذين نشروا علمه كأبي يوسف ومحمد r، يستحيل على العقل أن يصدق بأنه كان جاهلاً بوقائع سيرة الرسول ومغازيه وهي التي استمد منها فقهه في أحكام الحرب ، وحسبنا أن نذكر هنا كتابين في فقه في هذا الموضوع يعتبران من أهم الكتب المؤلفة في التشريع الدولي في الإسلام .
أولهما –كتاب الرد على سير الأوزاعي لأبي يوسف رحمه الله .
ثانيهما : كتاب السير الكبير لمحمد رحمه الله ، وقد شرحه السرخسي ، وهو من أقدم وأهم مراجع الفقه الإسلامي في العلاقات الدولية ، وقد طبع أخيراً تحت إشراف جامعة الدول العربية برغبة من جمعية محمد بن الحسن الشيباني للحقوق الدولية .
وفي هذين الكتابين يتضح إلمام تلامذة الإمام –وهم حاملو علمه –بتاريخ المعارك الاسلامية في عهد الرسول صلى الله عليه وسلم وعهد خلفائه الراشدين .
وجولد تسيهرلا يخفى عليه أمر هذين الكتابين ، وكان بإمكانه لو أراد الحق أن يعرف ما إذا كان أبو حنيفة جاهلاً بالسيرة أو عالماً بها من غير أن يلجأ إلى رواية " الدميري " في " الحيوان " وهو ليس مؤرخاً وكتابه ليس كتاب فقه ولا تاريخ ، وإنما يحشر فيه كل ما يرى إيراده من حكايات ونوادر تتصل بموضوع كتابه من غير أن يعني نفسه البحث عـن
صحتها ، ولا يخفى ما كان بين أبي حنيفة ومعاصريه ومقلديهم من بعدهم من عداء منهجي فكري ، وقد كان هذا العداء مادة دسمة لرواة الأخبار ومؤلفي كتب الحكايات والنوادر لنسبة حوادث وحكايات منها ما يرفع من شأن أبي حنيفة ، ومنها ما يضع من سمعته . وأكثرها ملفق موضوع للمسامرة والتندر من قبل محبيه أو كارهيه على السواء ، مما يجعلها عديمة القيمة العلمية في نظر العلماء والباحثين .
فجولد تسيهر أعرض عن كل ما دُوِّن من تاريخ أبي حنيفة تدويناً علمياً ثابتاً ، واعتمد رواية مكذوبة لا يتمالك طالب العلم المبتدئ في الدراسة من الضحك لسماعها ليدعم بذلك ما تخيله من أن السنَّة النبوية من صنع المسلمين في القرون الثلاثة الاولى .
ومثال آخر عن هذا المستشرق أيضاً : فقد أعرض عما أجمعت عليه كتب الجرح والتعديل وكتب التاريخ من صدق الإمام محمد بن مسلم بن شهاب الزهري رحمه الله ( 50 –124 هـ ) وورعه وأمانته ودينه وزعم أن الزهري لم يكن كذلك بل كان يضع الحديث للأمويين ، وهو الذي وضع حديث " لا تشد الرحال إلا إلى ثلاثة مساجد إلخ .. " لعبد الملك بن مروان ، وكل حجته أن هذا الحديث من رواية الزهري ، وأن الزهري كان معاصراً لعبد الملك بن مروان ! .. وقد ناقشت هذا الزعم مناقشة مفصلة في كتابي " السنَّة ومكانتها في التشريع الاسلامي " ص 385 وما بعدها([4]) .

وكان يردد كلامًا يتعلق بالسنة ويدعي بعض الادعاءات ، منها :
–أن هناك أحاديث كثيرة لا يمكن أن تكون قد صدرت عن الرسول .
–أنه لا يمكن القطع بصحة نسبة شيء من أحاديث الرسول .
–أن القسم الأكبر من الحديث النبوي تم وضعه نتيجة للتطور الديني والسياسي والاجتماعي الذي حدث في القرن الأول والثاني الهجري .
–الطعن في حملة الحديث النبوي من الصحابة كأبي هريرة .
–ونرد عليهم بهذا الرد على ادعاءاتهم الأربعة التي ذكرت :
1–الرد على الادعاء الأول :
–هناك أحاديث لم تصدر عن الرسول –صلى الله عليه وسلم –وهي موضوعة وتصدى لها رجال الحديث وأفردوا لها كتبًا خاصة ، ومن هذه الكتب الموضوعات ، لابن الجوزي اللآلئ المصنوعة في الأحاديث الموضوعة ، للإمام الشوكاني .
2–الرد على الادعاء الثاني :
–أما قوله : ( بأن هناك أحاديث لا يمكن القطع بصحة نسبتها إلى الرسول ) ،فنقول له :
هذا محض زور وبهتان وصاحبة إما جاهل أو مغرض ؛ لأن الأحاديث النبوية ميزت ومحصت تمحيصًا تامًا ، والسنة النبوية حملها صحابة أوفياء عدول نقلها عنهم أئمة عدول وهكذا ، ثم أفردت أحاديث الرسول –صلى الله عليه وسلم –في مؤلفات .
3–الرد على الادعاء الثالث :
–أما قوله : ( إن الحديث كان انعكاسًا للتطور السياسي والاجتماعي ) ، فنقول له :
لم ينتقل رسول الله –صلى الله عليه وسلم –لربه إلا بعدما اكتمل الدين ، قال تعالى : ( اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام دينًا ) ،
فهذا دليل على إتمام السنة . ويكفيكم قوله –صلى الله عليه وسلم –: ( تركت فيكم شيئين ما إن تمسكتم به بعدي فلن تضلوا بعدي أبدًا ) .
والدليل على أن السنة لم يحصل فيها إضافة بعد عهد النبي –صلى الله عليه وسلم –عدم اختلاف المسلمين في عبادتهم لله عز وجل ، وهم يعيشون في شتى بقاع الأرض . ولو صح ما ادعوه لاختلف المسلمون في عبادتهم لله تعالى ومعاملاتهم .
4–الرد على الادعاء الرابع :
–الصحابة –رضي الله عنهم –كلهم عدول وكلهم من الفضلاء ، قال –صلى الله عليه وسلم –: ( خير القرون قرني ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم ) ، والطعن في الناقل يضعف الثقة في المنقول .

الهجوم على الأمويين

جولدتسيهر في كتاباته التي ذم فيها الأمويين بناء على نقولات زائفة وأقوال مغرضة، رمى أصحابها إلى تمزيق الأمة وطعن رجالاتها ولعن بعضها ، ونشر الكلام الذي لا مصلحة لأحد فيه إلا للعدو من اليهود والنصارى والفرق الضالة، وقد نقل علماؤنا الثقات حقائق ثابتة ترد على تلك الافتراءات الباطلة.
ورد في طبقات ابن سعد –رحمه الله –ما يدل على نسك عبد الملك بن مروان وعلمه وعبادته وتقواه قبل خلافته، حتى إنه كان يلقب بحمامة المسجد، ولما سئل الصحابي الجليل عبد الله بن عمر رضي الله عنهما: أرأيت إذا تفانى أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم فمن نسأل ؟ فأجابهم: سلوا هذا الفتى . مشيرًا إلى عبد الملك بن مروان .
وأما بعد خلافته فقد كان حريصًا على إرشاد العلماء وطلاب العلم إلى تتبع السنن والآثار .
ولما جاء الناس لمبايعته بالخلافة كان يتلو كتاب الله عز وجل على مصباح ضئيل، زهدًا وتقللاً وبعدًا عن رغد الحياة ولذائذها .

وقل مثل هذا في الوليد بن عبد الملك ، فقد أنشئت في عصره أكثر المساجد المعروفة اليوم . وهذا الكلام لا يعني أنهم كانوا خلفاء راشدين –كلا –ولكن كانت لهم أخطاء وتجاوزات، وكانت لهم حسنات وإيجابيات، ثم إن التاريخ يذكر بكثير من الإعجاب فتوحات الأمويين، حتى إن رقعة الإسلام لم تزد كثيرًا في العصر العباسي عمَّا كانت عليه في العصر الأموي، والفضل في ذلك كله لله سبحانه وتعالى ثم للأمويين خلفاء وقادة، فقد كان أبناء خلفائهم على رأس الجيوش الفاتحة لإعلاء كلمة الله عز وجل ونشر دينه ورفع الظلم عن العباد .
إن كلام المستشرقين عن وضع الحديث من قبل العلماء والحكام الأمويين لا أساس له من الصحة ، وإذا تجرأ بعض المغفلين وبعض الخاطئين من الفرق الضالة على وضع بعض الأحاديث لنصر أفكارهم أو الطعن في مخالفيهم، فإن ذلك في نطاق ضيق جدًا، وقد تصدى لهم علماء الإسلام وكشفوا تلك المحاولات وأخضعوا كل الأحاديث للفحص الدقيق ومعرفة الرواة كلهم، فلم يثبت إلا الصحيح، وعرف الموضوع من المسند المرفوع، والصحيح من الضعيف .
لقد كان هناك عداء بين الخلفاء وزعماء الطوائف المنشقة عن جماعة المسلمين كالخوارج، والرافضة، والمعتزلة، والزنادقة .
لكن هذه الطوائف لم تنهض لجمع الحديث ونقده وتدوينه وفق منهج أهل السنة، إنما الذين فعلوا ذلك هم العلماء والحفاظ والأئمة الأتقياء أمثال فقهاء المدينة السبعة: سعيد بن المسيب، وأبي بكر بن عبد الرحمن بن الحارث بن هاشم المخزومي، وعبيد ا لله بن عبد الله بن عتبة بن مسعود، وعروة بن الزبير بن العوام، والقاسم بن محمد بن أبي بكر الصديق،و خارجة بن زيد، وسليمان بن يسار، ونافع بن شهاب الزهري، وعطاء بن أبي رباح، وعامر بن شراحيل الشعبي، وعلقمة بن الأسود، والحسن البصري وغيرهم رضي الله عنهم .
وهؤلاء العلماء لم يصطدموا مع الأمويين في معارك ونزاعات إلا ما كان من سعيد بن المسيب –رحمه الله –وجفائه لعبد الملك بن مروان بسبب طلب عبد الملك البيعة لابنه الوليد ثم لسليمان من بعده، فأبى سعيد ؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم نهى عن بيعتين في وقت واحد ، فهذا سبب الجفاء، ولا نعلم خلافًا بين سعيد بن المسيب وخلفاء بني أمية قبل هذه الحادثة .
–كما وقع بين الحجاج بن يوسف الثقفي وبعض العلماء شيء من ذلك سببه اشتداد الحجاج في مقاومة خصوم بني أمية مما أوقعه ذلك في كثير من الظلم والعدوان.
–ومما يزيد في تهافت دعوى هذا المستشرق اتخاذه عداء ابن المسيب لعبد الملك ذريعة لرمي علماء المدينة كلهم بالكذب ووضع الحديث، في الوقت الذي لا يذكر شيئًا عن سعيد في مسألة الوضع المزعومة، وكان من اللازم في قياس المستشرق أن يكون ابن المسيب على رأس قائمة الوضاعين، لكنه لم يذكر ذلك؛ لأنه لا يملك دليلاً عليه .
–لقد جهل هؤلاء المستشرقون أو تجاهلوا صفات علماء الإسلام وأخلاقهم وخصائصهم من الترفع عن الكذب، والتحلي بالصدق والأمانة والاستقامة.
–لقد ادعى المستشرق جولدزيهر أن الحكام الأمويين وضعوا الأحاديث كما وضعها خصومهم، ولم يستطع هذا المستشرق ولا غيره أن يذكروا حديثًا واحدًا مما وضعه الحكام الأمويين .
–لكن جولدزيهر كشف عن جهله وقصور علمه في حقائق الإسلام وعلومه، حين زعم أن اختلاف الحديث وتعارض بعضه فيما يبدو أحيانًا دليل على حصول الوضع في الحديث .
وهذا جهل فظيع قد ينطلي على من ليس له باع في علم الحديث، لكن العلماء ذكروا أسباب الاختلاف والتعارض الشكلي والظاهري بين بعض الأحاديث، ومنها:
1–أن يفعل النبي صلى الله عليه وسلم الفعل على وجهين إشارة إلى الجواز، فيروي صحابي ما شاهده في الحالة الأولى، ويروي الثاني ما شاهده في الحالة الثانية كأحاديث صلاة الوتر أنها سبع ركعات أو تسع أو إحدى عشرة .
2–اختلاف الصحابة في حكاية حال شاهدوها من رسول الله صلى الله عليه وسلم مثل: اختلافهم في حجته صلى الله عليه وسلم هل كان فيها قارنًا أو مفردًا أو متمتعًا؟ والحالات الثلاث جائزة ومشروعة مأخوذة من النصوص الشرعية .
3–اختلاف الصحابة في فهم المراد من حديث النبي صلى الله عليه وسلم فهذا يفهم الوجوب وذاك يفهم الاستحباب.
4–أن يسمع الصحابي حكمًا جديدًا ناسخًا لحكم سابق ولا يكون الصحابي الآخر قد سمع ذلك الحكم الجديد، فيظل يروي الحكم الأول على ما سمع .
وغير ذلك من الأسباب العلمية والدينية والواقعية التي ظن المستشرقون أنها ذريعة لافتراءاتهم .





([1] ) شوقى أبو خليل : الإسقاط فى مناهج المستشرقين والمبشرين ، ط1، دار الفكر المعاصر ، بيروت1995 ، ص 9 .

([2] ) دائرة معارف العلوم الاجتماعية ، مجلد 13 ص 230.

([3] ) محمد الغزالي : دفاع عن العقيدة والشريعة ، دار الكتب الحديثة ، ط4، ص22.

([4] ) انظر: مصطفى السباعي : موازين البحث عند المستشرقين.

  رد مع اقتباس
 
1 2 3 4 5 6 7 8 9 10 11 12 13 14 15 16 17 18 19 20 21 22