عرض مشاركة واحدة
قديم 02-08-2012 ~ 09:45 AM
نور الإسلام غير متواجد حالياً
افتراضي
  مشاركة رقم 5
 
الصورة الرمزية نور الإسلام
 
مدير عام
تاريخ التسجيل : Jan 2012


سِيدِيّو(1223 ـ 1292 هـ = 1808 ـ 1875 م)

لوي (لويس) بيير أوجين أميلي سيديو Louis Pierre, Eugène, AmèlieSèdillot مستشرق فرنسي. مولده ووفاته بباريس. كان أبوه (جان جاك إمانويل سيديو, المتوفي سنة 1832) فلكياً من المستشرقين أيضاً. أخذ عنه صاحب الترجمة بعض اللغات الشرقية. وتخرّج بكلية هنري الرابع, وعين مدرساً للتاريخ في كلية «بوربون» سنة 1823 واشتغل بعلم الفلك, وعلت شهرته. وهو صاحب كتاب «مؤHistire des Arabes » ألّفه بالفرنسية, وأشرف علي مبارك باشا علىَ ترجمته إلىَ العربية مهذباً, وسماه «خلاصة تاريخ العرب العام ـ ط» ومن آثار «سيديو» العربية, نشره كتاب « جامع المبادىء والغايات في الاَلات الفلكية» لأبي الحسن علي المراكشي, مع ترجمة فرنسية.

عدم انسانية القصاص الاسلامي

وينتقد سيديو القصاص الاسلامي ويمجد التسامح المسيحي فيقول
" بيد انك لا تجد في القرآن – ما في الانجيل – من التسليم الذي يفيد كثيرا عند الشدائد ، فتري محمدا يأذن – بين كثير من المتناقضات – في مقابلة السيئة بالسيئة "



الرد

الهدف من العقوبات فى الإسلام سلامة المجتمع فالحدود وضعت لأمن الناس وإسعادهم ، وبدونها يصبح المجتمع كالغابة تراق فيه الدماء وتنتهك الحرمات .

وهناك جماعة يهاجمون الحدود كما رسمها الإسلام ونقول لهؤلاء إنهم مخطئون ، فالسارق خرج ليسلب أموال الناس ، ومعه سلاح يستعمله ليحقق مطلبه الأثيم ، فهو لا يستحق رثاء ولا عطفا .

والقاتل أراق الدماء ، ومن الممكن أن يكرر هذا العمل الشرير ، والزانى ينتهك الأعراض ولا يتورع عن القتل إذا انكشف أمره ، وعلى هذا فكل هؤلاء لا يستحقون عطفا ولا دفاعا ، فليس من العدل أن نحنو على المجرمين ، والله سبحانه أنزل الأحكام لصالح المجتمع " من أحسن من الله حكما لقوم يوقنون " .

ومن فوائد الحدود التى شهدها التاريخ ما كان يحدث فى الحجاز قبل قيام الحكم السعودى ، فقد كان الحجاج يتعرضون للعدوان والقتل والسرقة ، فلما قام الحكم السعودى وهدد بالحدود الإسلامية أصبح السلام يسود المملكة تماما .

ومع هذا فالاتجاهات الإسلامية ترمى إلى التقليل من تطبيق هذه الحدود بقدر الإمكان ، والرسول صلى الله عليه وسلم كان قدوة فى هذا الشأن فقد جاءه رجل يعترف بالزنا فقال له الرسول : لعلك قبلت ، لعلك لامست ، وجاء رجل اسمه هزال يشكو رجلا بالزنا ، فقال له الرسول : لو سترت عليه لكان خيراً لك والرسول هو القائل : أدرءوا الحدود بالشبهات ( ابن ماجه ـ باب الحدود ) ، وهو القائل : إن يخطئ الإمام فى العفو خير من أن يخطئ فى العقوبة ( الترمذى ـ باب الحدود )

وقد أوقف عمر حد السرقة فى عام المجاعة ، وكان ابن تيمية يقول : إن للقاضى أن يوقف العمل بالحدود إذا تاب العاصى ، وأحس القاضى أن توبته نصوح ، وقد أدرك الأمير تشارلز هذه الحقيقة فكتب يقول : ان الحدود المتطرفُة نادراً ما تُمارس والذى يقيم الحدود هو الحاكم ، وليس للأفراد أن يتولوا هذا العمل من تلقاء أنفسهم ."


سيل ، جورج George Sale (1697م–1736م)

ولد في لندن التحق في البداية بالتعليم اللاهوتي تعلم العربية على يد معلم من سوريا وكان يتقن اللغة العبرية أيضاً، من أبرز أعماله ترجمته لمعاني القرآن الكريم التي قدم لها بمقدمة احتوت على كثير من الافتراءات والشبهات، ومن الغريب أن يقول عنها عبد الرحمن بدوي "ترجمة سيل واضحة ومحكمة معاً، ولهذا راجت رواجاً عظيماً طوال القرن الثامن عشر إذ عنها ترجم القرآن إلى الألمانية عام 1746م" ويقول في موضع آخر "وكان سيل منصفاً للإسلام برئياً رغم تدينه المسيحي من تعصب المبشرين المسيحيين وأحكامهم السابقة الزائفة


أن محمداً
rكان في الحقيقة مؤلف القرآن والمخترع الرئيسي له

جورج سيل G. Sale ) في مقدمة ترجمته الإنجليزية لمعاني القرآن التي صدرت عام 1736 م ما يأتي([1]) :
أما أن محمداً rكان في الحقيقة مؤلف القرآن والمخترع الرئيسي له فأمر لا يقبل الجدل، وإن كان من المرجح ـ مع ذلك ـ أن المعاونة التي حصل عليها من غيره في خطته هذه لم تكن معاونة يسيرة. وهذا واضح في أن مواطنيه لم يتركوا الاعتراض عليه بذلك )


وقد أصبحت قضية تأليف محمد rللقرآن لدى المستشرقين ( أمراً لا يقبل الجدل ) ، كما يقول ( سيل)

الرد

والعقل الفطن يرفض أن محمداً rجاء بالقرآن من عنده ، فمحمدr رجل أمى والحياة حوله قليلة الثقافة ، وقد قال الأولون ما قاله المستشرقون ، وسجل القرآن الكريم هذه الفرية ورد عليها فى الأيات الكريمة ، " وقال الذين كفروا إن هذا إلا افك افتراه وأعانه عليه قوم آخرون ، فقد جاءوا ظلما وزورا ، وقالوا أساطير الأولين اكتتبها فهى تملى عليه بكرة وأصيلا ، قل أنزله الذى يعلم ما فى السموات والأرض " ( الفرقان : 4-6 )

ويكفي ان يرد عليه موريس بوكاي([2]) العالم الفرنسي بقوله
"لقد قمتُ بدراسة القرآن الكريم وذلك دون أي فكر مسبق وبموضوعية تامة، باحثًا عن درجة اتفاق نصي القرآن ومعطيات العلم الحديث.. فأدركت أنه لا يحتوي على أية مقولة قابلة للنقد من وجهة نظر العلم في العصر الحديث...".

ويقول هنري دي كاستري([3])
".. إن العقل يحار كيف يتأتى أن تصدر تلك الآيات عن رجل أمي وقد اعترف الشرق قاطبة بأنها آيات يعجز فكر بني الإنسان عن الإتيان بمثلها لفظًا ومعنى. آيات لما سمعها عتبة بن ربيعة حار في جمالها، وكفى رفيع عبارتها لإقناع عمر بن الخطاب [رضي الله عنه] فآمن برب قائلها، وفاضت "عين نجاشيّ الحبشة بالدموع لما تلا عليه جعفر بن أبي طالب سورة زكريا وما جاء في ولادة يحيى وصاح القسس أن هذا الكلام وارد من موارد كلام عيسى [عليه السلام].. لكن نحن معشر الغربيين لا يسعنا أن نفقه معاني القرآن كما هي لمخالفته لأفكارنا ومغايرته لما ربيت عليه الأمم عندنا. غير أنه لا ينبغي أن يكون ذلك سببًا في معارضة تأثيره في عقول العرب. ولقد أصاب (جان جاك روسو) حيث يقول: (من الناس من يتعلم قليلاً من العربية ثم يقرأ القرآن ويضحك منه ولو أنه سمع محمدًا rيمليه على الناس بتلك اللغة الفصحى الرقيقة وصوته المشبع المقنع الذي يطرب الآذان ويؤثر في القلوب.. لخر ساجدًا على الأرض وناداه: أيها النبي رسول الله خذ بيدنا إلى مواقف الشرف والفخار أو مواقع التهلكة والأخطار فنحن من أجلك نودّ الموت أو الانتصار).. وكيف يعقل أن النبي [صلى الله عليه وسلم] ألف هذا الكتاب باللغة الفصحى مع أنها في الأزمان الوسطى كاللغة اللاتينية ما كان يعقلها إلا القوم العالمون.. ولو لم يكن في القرآن غير بهاء معانيه وجمال مبانيه لكفى بذلك أن يستولي على الأفكار ويأخذ بمجامع القلوب..".




ش
".. أن الإنسانية والتسامح العربي هما اللذان دفعا الشعوب ذات الديانة المختلفة إلى أن تعيش في انسجام مدهش.. وأن تبدأ نموها وتوسعها وازدهارها ولأول مرة يتحرر أصحاب المذاهب المسيحية.. من اضطهاد كنيسة الدولة فتنتشر مذاهبهم بحرية ويسر"

زيغريد هونكه

ش
شاخت ، جوزيف :

ولد في 15مارس 1902، درس اللغات الشرقية في جامعة برسلاو وليبتسك، انتدب للعمل في الجامعة المصرية عام 1934لتدريس مادة فقه اللغة العربية واللغة السريانية. شارك في هيئة تحرير دائرة المعارف الإسلامية في طبعتها الثانية. عرف شاخت باهتمامه بالفقه الإسلامي ولكنه صاحب إنتاج في مجال المخطوطات وفي علم الكلام وفي تاريخ العلوم والفلسفة.

وحاول أن يأتي بنظرية جديدة حول أسس الفقه الإسلامي، ونشر لبيانها عدة كتب ومقالات بالإنجليزية، والفرنسية، والألمانية، ووضع كتاب ((المدخل إلى الفقه الإسلامي)) لهذا الغرض.

وإن كان كتابه ((أصول الشريعة المحمدية)) يعد من أشهر مؤلفاته على الإطلاق، كما عبر عنه المستشرق جب بأنه ((سيصبح أساساً في المستقبل لكل دراسة عن حضارة الإسلام، وشريعته، على الأقل في العالم الغربي)).

وقد أثرت نظريات ((شاخت)) تأثيراً بالغاً على جميع المستشرقين تقريباً، مثل ((أندرسون)) و ((روبسون)) و ((فيزجرالد)) و ((كولسون)) و ((بوزورث))

وأكد الدكتور الأعظمي([4]) على أن كتاب شاخت يحاول أن يقلع جذور الشريعة الإسلامية، ويقضي على تاريخ التشريع الإسلامي قضاءً تاماً ... فهو يزعم انه ((في الجزء الأكبر من القرن الأول لم يكن للفقه الإسلامي ـ في معناه الاصطلاحي ـ وجود كما كان في عهد النبي، والقانون ـ أي الشريعة ـ من حيث هي هكذا كانت تقع خارجة عن نطاق الدين، وما لم يكن هناك اعتراض ديني أو معنوي روحي على تعامل خاص في السلوك، فقد كانت مسألة القانون تمثل عملية لا مبالاة بالنسبة للمسلمين، حيث صرح شاخت بأنه ((من الصعوبة اعتبار حديث ما من الأحاديث الفقهية صحيح بالنسبة إلى النبي)).

الرد

وسعى الدكتور الأعظمي لدحض هذه الفرية، من خلال جداول إحصائية برهن فيها على أن تشريعات القرآن الكريم شملت عموم جوانب الحياة كلها، وأكد على أن الإسلام جاء بعقيدة في مجال التشريع، تنص على أن التحريم والتحليل من حق الله سبحانه وتعالى وأنه طلب من المسلمين الخضوع التام لأوامر الله سبحانه وتعالى، وانه أنزل لهم من أصول التشريع ما يكفي لسد حاجاتهم، وتمثيلاً لأوامر الله سبحانه وتعالى كان رسول الله 0ص) يقضي بين الناس. ([5]).









الحديث النبوي لا يعتبر بالنسبة للإمام مالك المستوى الأعلى أو الوحيد فيالموثوقية
يقول شاخت إن الحديث النبوي لا يعتبر بالنسبة للإمام مالك المستوى الأعلى أو الوحيد فيالموثوقية، ذلك أنه من جهة أولى يعطي لعمل أهل المدينة الأولية على الأحاديثالنبوية عندما يتعارضان· ومن جهة أخرى فإنه عندما لا يعثر على حديث أو إجماع مدنيفإنه يضع نفسه مشرعاً II se posait lui méme en législteur، أي أنه يستعمل رأيه إلىالحد الذي رمي فيه بالتعرق >نسبة إلى الرأي بالعراق< لا شك أن الذي يقرأ كلامجوزيف >شاخت< السابق الذي يفيد أن مالكاً يقدم عمل أهل المدينة على حديث رسولالله صلى الله عليه وسلم دون تمييز سيعتقد أن الحديث النبوي لا اعتبار له في أصولالمذهب المالكي وخصوصاً إذا لم يتم استيعاب العمل المدني وكيف أنه بمنزلة روايةجماعة عن جماعة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم· وهو خير من رواية واحد عن واحدكما قال ربيعة الرأي: >ألف عن ألف أحب إليَ من واحد عن واحد، لأن واحداً عن واحدينزع السنَّة من أيديكم
وأعتقد أنه لا يخفى على هذا المستشرق وغيره تلكم المقولة الشهيرة عن الإماممالك >إذا صح الحديث فهو مذهبي<، كما أن العمل بخبر الواحد يعتبر من أصولمذهبه، ومن زعم أن مالكاً يشترط في خبر الواحد موافقته لعمل أهل المدينة فقد تقوَّلعلى مالك ما لم يقل، فلا يشترط في الخبر إلا الصحة ولا شيء غير ذلك· ولعل أبرز مثالوجدته في كتابات المستشرقين عن عمل أهل المدينة والذي يمكن اعتباره مغرضاً مبنياًعلى سوء النية ما ذكره المستشرق الفرنسي >لوي ميليو< Louis Milliotعندماقال: >لقد أولى الإمام مالك لعمل أهل المدينة أهمية كبرى حتى إنه فضله علىالأحاديث الصحيحة (II lui a accordé le pas sur les hadith authentiques) فإضافةلفظة >الصحيحة< كانت كافية للتدليل على أن الرجل كان يهدف إلى قلب الحقائقواتهام الإمام مالك بأنه كان يعرض عن الحديث الصحيح إعراضاً تماماً·
نعم إذا كان خبر الواحد وارداً من طريق غير صحيح وخالف ما عليه أهل المدينةفإنه كان يرى أن تقديم العمل أرجح في الأخذ وأقرب إلى الحق والصواب·
وقد سبق أن ردَّ القاضي عياض على من ذهب إلى أن المالكية لا يقبلون من الأخبارإلا ما صحبه عمل أهل المدينة ووصف ذلك بالجهل والكذب وأنهم لم يفرقوا بين ردِّالخبر الذي في مقابل عملهم وبين ما لا يقبل منه إلا ما وافقه عملهم ويظهر أنه فيهذا يرد على ابن حزم الذي قال: >ذهب أصحاب مالك إلى أنه لا يجوز العمل بالخبرحتى يصحبه العمل
وتتضح مسألة تعارض عمل أهل المدينة بخبر الآحاد عندما يتم تفصيل القول في أساسالعمل المدني، هل هو النقل أم الاجتهاد؟ فإذا كان أساسه النقل فهو من دون شك مقدمعلى خبر الآحاد لأنه نقل متواتر وخبر الآحاد لا يعارض المتواتر لأنه ظني والمتواترقطعي، وهذا أمر لا خلاف فيه عند المالكية·
أما إذا كان عمل أهل المدينة أو إجماعهم أساسه الاجتهاد، فالخبر مقدم عند جمهورالمالكية، وقد لخص الإمام ابن القيم (ت 157) هذا الأمر ببرعة عندما ذهب إلى أن >كل عمل مجمع عليه أساسه النقل لا تخالفه سنَّة صحيحة قط، وكل عمل أساسهالاجتهاد لا يقدم على سنَّة قط·([6])
أن السند جزء اعتباطي في الأحاديث
وقد أجرى شاخت دراسة على الأحاديث الفقهية وتطورها –على حد زعمه –أجراها على كتابي " الموطأ " لمالك و" الأم " للشافعي وعمم نتائج دراسته على كتب الحديث الأخرى ، ثم خلص إلى أن السند جزء اعتباطي في الأحاديث ، وأن الأسانيد بدأت بشكل بدائي ، حتى وصلت إلى كمالها في النصف الثاني من القرن الثالث الهجري ، وأنها كانت كثيراً ما لا تجد أقل اعتناء ، ولذا فإن أي حزب يريد نسبة آرائه إلى المتقدمين كان يختار تلك الشخصيات فيضعها في الإسناد " .
الرد
وأما ما يتعلق بتفنيد هذه المزاعم فمن المعلوم لدى كل منصف أنه لم يلق علم من العلوم الإسلامية في جميع جوانبه وفروعه ما لقيه علم الحديث من العناية والاهتمام ، بدءا من عهد الصحابة رضي الله عنهم وإلى يوم الناس هذا ، فما من جزئية من جزئياته إلا وقد فصَّلها العلماء بحثاً ودراسة ، وذلك تحقيقاً لوعد الله في حفظ الذكر ، ومن ذلك ما يتعلق بإسناد الحديث .
فقد درس المحدثون هذه الأسانيد دراسة مستوفية من حيث الاتصال ، ووضعوا القواعد التي تتناول كافة أحوال الاتصال ، وسائر وجوهه ، فنظروا إليه من حيث مبدئه ومنتهاه ، ودرسوا صيغه ، وبينوا شروطها ، ونظروا إلى مسافة السند من حيث الطول والقصر ، وإلى حال الرواة عند الأداء ، ونقدوا الأسانيد في الحديث الواحد وما فيها من زيادة ونقص .
كما درسوا الإسناد من حيث الانقطاع ، وأنواعه ، فبحثوا عن مواضعه من أوله أو وسطه أو آخره ، كما بحثوه من حيث طبيعته في الظهور والخفاء ، وبلغوا في ذلك المنتهى والغاية .

فاستوفوا بذلك جميع أوجه الاحتمالات في اتصال الحديث وانقطاعه ، مما جعل حكمهم على الأحاديث في غاية الدقة والسداد .

إضافة إلى أنهم اشترطوا في الحديث الصحيح شروطاً تضمن أن ينقله الثقة عن الثقة حتى يبلغ به النبي –صلى الله عليه وسلم –مع الاتصال التام ، وكل واحد من الرواة يخبر باسم الذي أخبره ونسبه وحاله ، لا تفوتهم في ذلك كلمة أو زيادة لفظة فما فوقها ، وهذه الشروط هي الضبط والعدالة واتصال السند ، وعدم الشذوذ والعلة ، فاختص الإسناد من ذلك بثلاثة شروط ، واشترك مع متن الحديث في الشرطين الآخرين .
وعرف عن أئمة هذا الشأن الإكثار من الترحال والتنقل في طلب الأسانيد ، للوقوف على أحوال الرواة وسيرهم عن كثب ، وحرصاً منهم على قرب الأسانيد وقلة النقلة والوسائط ، ونظرة سريعة في تراجم الرواة تدلنا على مدى المشاق والصعوبات التي لقيها هؤلاء الأئمة واستعذبوها في سبيل حفظ السنة وسماع أحاديث رسول الله –صلى الله عليه وسلم –من منابعها الصحيحة ومصادرها الأصلية ، حتى رأينا الصحابي يرحل من المدينة –التي هي بلد رسول الله وموطن الحديث –إلى مصر في طلب حديث سمعه آخرُ من النبي –صلى الله عليه وسلم –.
وأخبار العلماء ورحلاتهم في ذلك كثيرة يضيق المقام بذكرها ، ولا ينقضي العجب منها ، وحسبنا أن نشير إلى شيء منها لنعرف عظم الجهود التي بذلها أسلافنا في جمع الحديث النبوي وحفظه وصيانته .
فهذا أبو أيوب الأنصاري رضي الله عنه يرحل من المدينة إلى مصر ليسأل عقبة بن عامر عن حديث سمعه من النبي –صلى الله عليه وسلم –فلما قدم قال له : حدِّثْنا ما سمعته من رسول الله –صلى الله عليه وسلم–في ستر المسلم ، لم يبق أحد سمعه غيري وغيرك ، فلما حدَّثه ركب أبو أيوب راحلته وانصرف عائداً إلى المدينة ، وما حلَّ رحله .

وهذا جابر بن عبد الله الأنصاري رضي الله عنه بلغه حديثٌ عن صحابي بالشام سمعه من رسول الله –صلى الله عليه وسلم –فاستعظم أن يفوته شيء من حديث رسول الله ، فاشترى بعيرا وشد عليه رحله ، وسافر مسيرة شهر حتى قدم الشام ، فإذا هو عبد الله بن أنيس فقال له : " حديثٌ بلغني عنك أنك سمعته من رسول الله –صلى الله عليه وسلم –في القصاص ، فخشيت أن تموت أو أموت قبل أن أسمعه ، فقال : سمعت رسول الله –صلى الله عليه وسلم –يقول : ( يُحشر الناس يوم القيامة –أو قال العباد –عراة غرلا بُهْما ..... ) وذكر الحديث

ومن بعد الصحابة سار التابعون على هذا المنوال فكان أحدهم يخرج من بلده لا يُخْرجه إلا حديث عن صحابي يريد أن يسمعه منه مباشرة بدون واسطة ، يقول أبو العالية : " كنا نسمع الرواية بالبصرة عن أصحاب رسول الله –صلى الله عليه وسلم –فلا نرضىحتى نركب إلى المدينة فنسمعها من أفواههم " .
فهل بعد هذا كله يقال إن الأسانيد لم تجد أدنى اعتناء ، وأنها كانت أمراً اعتباطياً بحيث يتسنى لمن شاء أن يختلق إسناداً وينسبه إلى من يريد لينصر مذهبه أو طائفته أو حزبه –كما يقول المستشرقون وأذنابهم –من غير أن يميز ذلك أئمة هذا الشأن الذين خصهم الله لحفظ دينه وحراسة سنة نبيه ، سبحانك هذا بهتان عظيم([7]) .
الزكاة لا أصل لها تاريخياً في أصول المفردات العربية
عندما كان تحدث شاخت عن مفهوم الزكاة فيالإسلام: قال إن هذه الكلمة التي لا أصل لها تاريخياً في أصول المفردات العربية،عرفها الرسول [ بمعنى أوسع بكثير أخذاً من استعمالها عند اليهود في الآرامية،ومشتقات مادة زكا لا يكاد يكون لها في القرآن في العهد المكي سوى معنى التقوى الذيليس عربيا أصلا، بل هو مأخوذ عن اليهودية، وفي العهد المدني يتضاءل معنى الطهارةوالصلاح ليحل محله معنى العطاء وتغدو كلمة الصدقة مرادفة لكلمة الزكاة حيث عرفالنبي [ ذلك من يهود المدينة معرفة أدق


شبرنجر

السنة انتقلتبطريق المشافهة فقط
رأى " شبرنجر " في كتابه " الحديثعند العرب " أن الشروع في التدوين وقع في القرن الهجري الثاني ، وأن السنة انتقلتبطريق المشافهة فقط
وأشار " شبرنجر " إلى تعاسة نظام الإسناد وأن اعتبار الحديث شيئاً كاملاً سنداً ومتناً قد سبَّب ضرراً كثيراً وفوضى عظيمة ، وأن أسانيد عروة مختلقة ألصقها به المصنفون المتأخرون .



شروش ، أنيس
يقول مخاطباً ديدات:" دعني أتحداك 75% من القرآن الرائع في لغتي العربية الرائعة مأخوذ من الكتابالمقدس"، و يقول:"الواقع أن هناك نصوصاً عديدة من مقاطع العهد الجديد قد استعارهاالقرآن و اقتبسها ، هناك حوالي 130 مقطعاً في القرآن مستوحاة من سفر المزامير ، ونجد الروايات غير القانونية المرفوضة(الأناجيل الأبوكريفا)عند النصارى موجودة فيالقرآن ، إن سورة آل عمران الآية 35-37 تحكي بدقة الرواية الإنجيلية الأسطورية التيتحكي قصة زكريا المشهورة و مولد ابنهما " .


الرد
نلمس في هذه الشبهات الكثير من الكذب الصراح كالزعم بنقل القرآن من الكتاب المقدسأو من أناجيل لا ترتضيها الكنيسة فهذا لا يصح بحال ، و يظهر بجلاء لكل من وقف علىموضوعات الكتاب المقدس و موضوعات القرآن الكريم ، و قد تحدى ديدات القس بأن يأتيبمثال واحد ، فعجز عن ذلك و ينقل ديدات عن العالم ولير قوله : " هناك فقرة واحدة فيالقرآن جرى اقتباسها من كتاب المزامير " و هي " الأبرار يرثون الأرض " (المزمور 37/11).

و قد ذكر القرآن وجود هذه الفقرة في المزامير فقال { و لقد كتبنا فيالزبور من بعد الذكر أن الأرض يرثها عبادي الصالحون } ، فالقرآن ذكر أن الفقرةموجودة في الزبور ، فيما نقل متى الفقرة ذاتها في إنجيله (انظر متى 5/5) و لم يشرإلى أنه اقتبسها من المزامير.

و يتساءل ديدات مراراً عن الـ(75%) المقتبسةمن الكتاب المقدس ، و يقول :" أي شيء في الكتاب المقدس يستحق النسخ أو الاقتباس…هذاكتابك المقدس بالعربية ، و هذه نسخة من القرآن بالعربية لأسهل الأمر عليك " .

و لا ريب في أنه لو كان الكتاب المقدس من عند الله لوجدنا صوراً أكثر منالتشابه و التماثل التي تقتضيها وحدة المصدر و الهدف ، و لا يعني حينذاك بأن القرآنمقتبس من الكتب السابقة ، بل ذلك معناه أن الله كما أنزل هذه المعاني على الأنبياءالسابقين أنزلها على رسوله الخاتم صلى الله عليه وسلم.

و من التماثل بينشرائع الله تعظيم الكعبة التي بناها إبراهيم عليه السلام و عظمها لأمر الله ، ثمعظمها رسول الله لتعظيم الله لها فقد جعلها قبلة لعباده ، و تقبيل الحجر الأسود منذلك التعظيم ، و قد قال عمر رضي الله عنه عندما وقف عليه يقبله " إني أعلم أنك حجرلا تضر و لا تنفع ، و لولا أني رأيت النبي صلى الله عليه وسلم يقبلك ما قبلتك " .

و لم يكن تعظيم الرسول للكعبة تعظيم عبادة، إنما كان تعظيماً لشعائرالإسلام و هي منها ، فقد أمر الله نبيه إبراهيم ببناء هذا البيت و تطهيرهلعبادته.

هذا و لم يعرف في العرب قط رغم عبادتهم للأصنام أن أحداً منهم عبدالكعبة أو الحجر الأسود.

و أما قول القس و غيره من النصارى عن بحيرا الراهبو نسطور فهو كلام لا دليل عليه البتة ، و الموجود في كتب التاريخ الإسلامي أن رسولالله سافر إلى الشام مرتين إحداهما في طفولته حيث لقيه بحيرا الراهب ، و طلب من أبيطالب أن يحذر على ابن أخيه ، و الثانية في شبابه حيث ذهب في تجارة خديجة ، و عادبعدها مباشرة ، و من الكذب القول بأن بحيرا قد ذهب معه إلى مكة ، و أنه قد علمه قصصالكتاب المقدس ، بل إن مجرد المقارنة بين قصص الكتاب المقدس و القرآن الكريمالمشابهة كقصة آدم و نوح و إبراهيم ، إن مجرد التأمل فيها و المقارنة بينها يكفي فيرد هذه الشبهة.

و هذه الشبهة قديمة ذكرها القرآن الكريم و أجاب عنها قالتعالى { و لقد نعلم أنهم يقولون إنما يعلمه بشر لسان الذين يلحدون عليه أعجمي و هذالسان عربي مبين } { وقال الذين كفروا إن هذا إلا إفك افتراه و أعانه عليه قوم آخرونفقد جاءوا ظلماً وزوراً * و قالوا أساطير الأولين اكتتبها فهي تملى عليه بكرة وأصيلاً * قل أنزله الذي يعلم السر في السماوات و الأرض إنه كان غفوراً رحيماً } { وما كنت تتلو من قبله من كتاب و لا تخطه بيمينك إذاً لارتاب المبطلون } .

ومن المعلوم أن أول ترجمة عربية للتوراة كانت بعد ظهور الإسلام بقرن من الزمان ، حيثكان أسقف اشبيلية يوحنا أول من ترجم التوراة إلى العربية عام 750م ، ثم ترجمهاسعدية بن يوسف عام 942م ، وكتبها بأحرف عبرية ، ثم كتبها يافث بن علي في أواخر ذلكالقرن بأحرف عربية .

و يعجب المرء كيف ينسب للنبي صلى الله عليه وسلمالاطلاع على كتب لم يكن بمقدور الأحبار و الرهبان في ذلك الزمان أن يطلعوا عليهاكاملة ، بل كيف يقال بأنه أخذ من الأناجيل غير القانونية التي اختفت في بلادالمسيحية ، و إن كشفت الدراسات و عمليات تنقيب الآثار عن بعض هذه الكتب في هذاالزمان، و لكن كيف لرسول الله صلى الله عليه وسلم أن يصل إليها قبل قرون و في بلادلا تعير لكتب أهل الكتاب أدنى اهتمام.

و بقيت أمية الرسول حجر عثرة أمامشبهات القس .

شمتز ، باول

لابد من تبصير أوروبا الغافلة عن قوة الاسلام

المستشرق الألماني (باول شمتز) وقد عاش في القاهرة ربع قرنأثناء فترة الاستعمار استطاع أن يرصد السر الكامن في ثبات المسلمين وقوتهم فيممارسة الدور الإيجابي على مسرح السياسة العالمية

ويكتب المستشرق الألماني (باول شمتز) كتابًا يتناول فيه عناصر القوة الكامنة في العالم الإسلامي ، والإسلام ، فيسمي هذا الكتاب (الإسلام قوة الغد العالميـة) فلماذا كتب هــذا الكتاب ، وقـام بهذه الدراسة ؟، إنه لا يتورع أن يعلن صراحة وبدون مواربة عن هدفه ، الذي هو تبصير أوروبا الغافلة عن هذه القوة التي هي (صوت نذير لأوروبا ، وهتاف يجوب آفاقها ، يدعو إلى التجمع والتساند الأوروبي لمواجهة هذا العملاق ، الذي بدأ يصحو، وينفض النوم عن عينيه .


شولومو جويتاين :
يرىشلومو غويتاين اليهودي " إن فترة الحكم العربي التي امتدت من 1099م–1638م ذات أهمية بالغة لأن القدس لم تتحول خلالها إلى مدينة عربية لا في ظاهرها لأن مخطط المدينة أو الخارطة البيزنطية للمدينة وكثيرا من المباني المسيحية بقيت كما هي ، و لا من ناحية تركيبها السكاني فإن طابعها " الكوسمو بوليني " أثناء تعاقب شعوب شتى فيها لم يغب عنها طيلة تلك القرون"!! .
ويرى الباحث أن نص الكوسمو لم يذكر شيئا كما يسمى بالعمارة اليهودية أو المعالم اليهودية العمرانية في المدينة مما يدل على أن تلك العمارة لم يكن لها وجود في تلك الفترة ولو كان هناك شواهد على هذه العمارة لما تردد هذا الباحث في ذكرها لدعم فكرة التواصل التاريخي والحضاري لليهود في أرض الميعاد .
ويؤكد الباحث أن ما يسمى بالحس اليهودي هو في حقيقته أبنية عربية إسلامية كانت تخص عائلات مقدسية قديمة بصيغة وقف إسلامي وأن حائط البراق الشريف المعلم الوحيد الذي يعتز به اليهود ويجعلون منه ركيزة لدعواهم بحق الاستيلاء على المدينة المبنية القديمة هو أثر إسلامي صرف لا خلاف عليه لأنه يشكل جزء لا يتجزأ من الحائط الجنوبي الغربي للمسجد الأقصى . ويشير الباحث أن محاولات الغمز والتشكيك التي قام بها المستشرقون اليهود لم تطل العمارة الإسلامية في بيت المقدس فحسب بل تعدتها إلى المعالم المسيحية البارزة في المدينة .
وينهي الباحث مؤكدا أن قداسة القدس أهميتها عند المسلمين لا ترتبط بمرحلة تاريخية دون أخرى ولم تخضع نظرة المسلمين إليها وإجماعهم على معظمها للتغيير والتبديل وفق المتغيرات السياسية بل هي نابعة من صميم التطورات العقدية الإسلامية ومرتبطة بها ارتباطا وثيقا لا تنفصم عنه([8])

ف

( لم يكن محمّد من الساعين نحو إشباع رغباتهم الشخصية ، لكن الأعداء اتهموه بذلك ظلماً وعناداً ، لقد كان محمّد زاهداً في ملبسه ، ومأكله ، وسكنه ، وفي جميع جوانب حياته ، وكان كثيراً ما يكتفي بالخبز والماء ، ولعل الشهور تمضي وهو لا يضع على النار قدراً ، أليس من الظلم والتعسّف أنّ يقوم البعض باتهامه ، بأنّه كان يسعى نحو إشباع رغباته وملذاته الدنيوية ) .

توماس كارليل
ف

فاينز ، جيري :

الرسول كان يتحرش بالأطفال،وتزوج اثتني عشرة زوجة
الرد
ما أعلنه القس المعمداني الأميركي (جيري فاينز) من أن الرسول كان يتحرش بالأطفال،وتزوج اثتني عشرة زوجة إحداهن عندها تسع سنوات، وزعم في مؤتمر سنوي للكنيسةالبروتستانتية الأميركية في سانت لويس أن الديانة الإسلامية أسسها محمد rالذي اتخذاثنتي عشرة زوجة آخرها في التاسعة من عمرها!!


واستنكر الشيخ السيد وفا الأمين العام لمجمع البحوث الإسلاميةبالأزهر الشريف هذه الادعاءات مؤكداً أن هذا القس المدعي المتهجم ما هو إلا إنسانجاهل ليس لديه أي شيء من العلم، بل إن كلامه هو كلام رجل ملحد، وإنني أتحدي هذاالموتور أن يثبت كلامه بالهجوم علي الرسول . صلي الله عليه وسلم . ووصفه بأنه رجلشهواني كان يمارس الجنس مع الأطفال، اتحداه أن يأتي بسند واحد يؤكد باطلة وحقده،أتحداه أن يأتي بسند واحد ولو في كتب المستشرقين أنفسهم.

ويضيف: إذا كانالرسول–صلي الله عليه وسلم –بهذه الصورة الشهوانية الفجة التي جاءت من خيال هذاالقس، فلماذا ترك شبابه كله حتي الخمسينيات من عمره وهو مع السيدة خديجة بنت خويلد "العزباء"، كما أن جميع المراجع التاريخية سواء ، للعدو قبل الحبيب تؤكد أنه عاشفترة شبابه حتي سن 25سنة شاباً عفيفاً طاهراً نقياً، مولعاً بالتدبر والتفكير.. ولميذكر مؤرخ واحد أن شبابه كان ماجناً، فمن أين يأتي هذا الحاقد بهذا الكلام؟! إنه منخياله المريض.

لقد تجرد الرسول –صلي الله عليه وسلم –من الدنيا وسعي في سبيلالدعوة إلي الله، وسلك كل سبيل لتقدمها ونشرها، وأن عمله هذا وزواجه بإحدي عشرةسيدة كان من هذه الأسباب التي وطدت أركان الإسلام، وثبتت دعائمه، وأظهرت للناسالمقسطين المنصفين عظمة هذا الرسول الأمين، ومبلغ عطفه، وثاقب نظره، وعظيم رحمتهبالمؤمنين.


الرسول -صلي الله عليه وسلم–ما كان بحاجة لأن يتزوج بمن تزوج منالنساء بعد خديجة وقد أمضي معها زهرة شبابه، وصفوة عمره، لولا حرصه -صلي الله عليهوسلم –علي الدعوة الإسلامية..

ورغبه هذا الحرص في مصاهرة من تقوي بهم شوكتهويشتد بهم أزره، بعد أن فقد عمه وزوجته ومن جهة أخري، عطفه وحنانه ورحمته باللاتيتزوج بهن من الأرامل الثيبات اللاتي تزوجهن بعد أن تركهن أزواجهن من غير ناصر ولامعين.
ويضيف الشيخ السيد وفا. ولو كان للهوي والشهوة سلطان في قلب المصطفي -صليالله عليه وسلم –لاتخذ من الزوجات من شاء قبل النبوة، وهو في أول شبابه، واستكمالقواه فلا شرع يمنعه من ذلك، ولا عادة تمنعه من قضاء مآربه وخاصة أنه كان مرغوباًفيه بين الناس لما اشهر به من مكارم الأخلاق وحميد الفعال، والخصال، ورائق الجمال،وكمال القوة والفتوة، لكنه لم يفعل ذلك ولم يتزوج قبل النبوة من شاء من النساء وهوفي عنفوان شبابه، والعرب في ذلك الوقت كانوا يكثرون من الزوجات إلي العشر والعشرينفي وقت واحد.

فلم يتزوج الرسول –صلي الله عليه وسلم –بغير خديجة قبل الإسلام،وقضي معها شبيبته وطائفة من كهولته وبعد أن ماتت خديجة –رضي الله عنها –قبلالهجرة بثلاث سنوات، كان قد مكث معها خمساً وعشرين سنة، بدأ بعدها في حياة أخري معزوجات أخريات، ولم يكن الرسول في هذا بدعاً من الرسل حتي يقول المنافقون إن منزلةالنبوة التي دعا إليها محمد كان يجب أن تحول بينه وبين الإكثار من عدد الزوجات،نعم.. لم يكن هو الوحيد الذي تزوج من بين الرسل، فغيره من الرسل قد تزوج، ولا بأسعليهم في ذلك فسيدنا داود . عليه السلام . وسليمان قد تزوجا عدداً كبيراً منالنساء، ولا يستطيع عاقل من العقلاء إنكار نبوتهما وشريعتهما.
ومنـزلة النبوةالتي دعا إليها الرسول الرحيم لا يجوز أن تحول بينه وبين الإكثار من عدد الزوجات،بل قد تدعوه إلي الإكثار، لأن الدعوة شيء يحتاج إلي التبليغ وتتطلب الإكثار منالدعاء لنشرها، وهكذا شأن كل دعوة تريد البقاء والخلود والذيوع، فكلما كثر الدعاةوزادوا زاد الإقبال علي الدعوة وعظم أمرها وشاع ذكرها، وتضاعف ناصروها، ومن لوازمصاحب الدعوة الأول المضطلع بدعوته أن يألف الناس ويصل إلي قلوبهم، ولا يوجد اتصالأقوي من المصاهرة والنسب، فكل امرأة يتزوجها يألف بذلك قلوب أهلها وعشيرتها،وقبيلتها، فكانت الزوجة تعدل المئات من الرجال.

وعلي ذلك فقد ألف قلوب أقوامبزواجه بعض النساء، ودفع عنه أذى آخرين بزواجه الأخريات، بل وأنقذ بعضاً منهن منالهلاك، بحيث لو تركهن الرسول لوقعن في شرك المشركين.

وأراد الرسول–صلي اللهعليه وسلم–فوق هذا وذاك أن يجعل من كل واحدة منهن داعية إلي الإسلام، ومدرسة قائمةبذاتها تعلم وتُفتي في أمور الإسلام. ولذلك كانت بيوت الرسول -صلي الله عليه وسلم–تهذب وتعلم وتبين للناس ما يجب أن يعلموه عن رسولهم في شأنه كله بل كانت هذه البيوتمفتوحة للسائلات وبعض السائلين من ذوي القربي.

أما الشيخ محمودعاشور –وكيل الأزهر الشريف –فيدعو هذا القس لقراءة كتاب »حياة محمد« لمسيو ميورالذي قال فيه بالحرف الواحد : "إن جميع المراجع التي بين أيدينا متفقة في وصف محمدفي شبابه –الكلام كان عن هذه الفترة –بأنه كان محتشماً في سلوكه طاهراً في آدابهالنادرة بين أهل عصره« . ويري وكيل الأزهر أنه كان من الواجب علي هذا القس أن يقرأكتب المستشرقين وأبناء دينه قبل أن يتكلم كلاما يحط من شأنه كرجل دين.

ويضيف: »قضي الرسول –صلي الله عليه وسلم –خمساً وعشرين سنة من عمره السعيد في هذا الوقاروالاحتشام الذي يشهد به حتي غير المسلمين، ثم جاء الدور الثاني الذي تزوج فيهبخديجة –رضي الله عنها –وكان عمرها أربعين سنة، ومكث معها ستاً وعشرين سنة ولميتزوج عليها أبداً حتي ماتت وكان عمره –صلي الله عليه وسلم –إحدي وخمسين سنة، ثمتزوج بأم المؤمنين سودة بنت زمعة وهي طاعنة في السن، ومكث معها وحدها ثلاث سنواتفيكون الرسول -صلي الله عليه وسلم –قد أمضي ما يقرب من أربع وخمسين سنة من حياتهالشريفة في العذوبة والزوجة الواحدة فقط.

أما بقية الزوجات فكلهن تزوج بهنالرسول في الفترة التي بدأت فيها الحروب بين المسلمين والمشركين وكثر فيه القتلوالقتال، ومن المعروف أن زمن الحروب يكثر فيها قتل الرجال وهم عماد الأسرة فتُرَمّلالنساء، وييتم الأولاد، ويغدون بلا عائل لهم ولا كافل ولا معين، ولذلك تلطف الرسولبالنساء المترملات وأحسن إليهن وتزوج منهن ليخفف من ويلات الحروب والغزو، وليرحمعزيز قوم ذل، وليترك نساء وأمهات المؤمنين.






فلهوزن، يوليوس : J.Wellhausen " 1844-1918م"
من أشهر المستشرقين الألمان ، ومفكر متحرر ومؤرخ يعتمد على المصادر الأصلية وحريص على نقد الروايات التاريخية ، له : تاريخ الدولة العربية ، التمهيد في التاريخ الإسلامي.

كان محمدr عربياً ، فكانت له بحكم ذلك احساسات بالعشيرة والقبيلة
في كتابه " تاريخ الدولة العربية " يقول " وكان اول من اتبع محمد rافراد من أصدقائه وأقربائه ومن الموالي والرقيق ..... ولقد كان محمد rعربياً ، فكانت له بحكم ذلك احساسات بالعشيرة والقبيلة "
وهو هنا يريد ان يصبغ الاسلام بالصبغة العربية فقط وليست دعوة عالمية فهو كما يرى دين من صنع العرب وللعرب !!

الرد

أي نبي عربيا او غير عربي بدأ أولاً بقومه الاقربين ، ثم ما صلة ذلك بالطبيعة العربية للرسول الكريم ([9])
ويقول تعالى :

{ تَبَارَكَ الذِي نَزَّلَ الفُرْقَانَ عَلَى عَبْدِهِ لِيَكُونَلِلْعَالَمينَ نَذيراً } وقوله : { وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلاَّ كافَّةًلّلِنَّاسِ بَشِيراً وَنَذيراً وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لاَ يَعْلَمُونَ }(2)، وقولـه تعالــى : { قُلْ يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنِّي رَسُولُ اللَّهِإِلَيْكُمْ جَميعاً }، وقولــه سبحانـــه : { وَأُوحِيَ إِلَيَّ هَذَاالقُرْآنُ لأُنْذِرَكُمْ بِهِ وَمَنْ بَلَغَ }. وقوله : { وَمَاأَرْسَلْنَاكَ إِلا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ }.

وفي الحديث الذي رواهالبخاري في صحيحه، عن النبي صلى اللَّه عليه وسلم قال :" أعطيت خمساً لميعطهن أحد من قبلي...، ومن الخمسة كان كل نبي يبعث إلى قومه خاصة، وبعثت إلىالناس كافة ".

وإذا كنا قد عرضنا هذه الآيات القرآنية لنبين عالميةالإسلام، ونؤكد عموم الرسالة الإسلامية مجاراةً للباحِثَيْن اللذين تجاهلاهذه الآيات، وسلكا في بحثهما الطريقة الانتقائية المنافية لقواعد البحثالعلمي، فإننا نحب هنا أن نقدم شهادات لمفكرين غربيين، شهدوا شهادة الحق فيدين الإسلام، ومن هؤلاء الكاتب الإنجليزي برناردشو الذي قال : " لقد وضعتدائماً دين محمدr موضع الاعتبار السامي بسبب حيويته المدهشة، فهو الدين الوحيدالذي يلوح لي أنه حائز أهلية الهضم لأطوار الحياة المختلفة بحيث يستطيع أنيكون جذاباً لكل جيل من الناس، ولقد تنبأت بأن دين محمدr سيكون مقبولاً لدىأوروبا غداً، وقد بدأ يجد قبولاً لديها اليوم".




فنسنك ،أرنت Arnet Jan Wensink (1882م-1939م)

تتلمذ على يد المستشرق هوتسمان ودي خويه وسنوك هورخرونيه وسخاو .حصل على الدكتوراه في بحثه (محمد واليهود في المدينة) عام 1908م. بدأ في عمل معجم مفهرس لألفاظ الحديث الشريف مستعيناً بعدد كبير من الباحثين وتمويل من أكاديمية العلوم في أمستردام ومؤسسات هولندية وأوروبية أخرى، وأصدر كتاباً في فهرسة الحديث ترجمه فؤاد عبد الباقي بعنوان (مفتاح كنوز السنة) أشرف على طباعة كتابات سنوك هورخرونيه في ستة مجلدات، له مؤلفات عديدة منها كتاب في العقيدة الإسلامية نشأتها وتطورها التاريخي.


لم يكن تحريم الخمر في برنامج النبي منذ البداية
يقول (فنسنك) تحت مادة (الخمر): (ولم يكن تحريم الخمر في برنامج النبي منذ البداية، بل نحن نجد في الآية (67) من سورة النحل مدحاً في الخمر بوصفها آية من آيات الله للناس...، بيد أن عواقب السكر قد ظهرت على الصورة التي بيّنا، فدفع ذلك النبي إلى أن يغيّر من اتجاهه) فيه ما يلي:
أ ـ غمزٌ بنبوة محمد
rوبصدق الوحي الالهي له، وإلاّ فليس القرآن الكريم كلام النبي ـ صلى الله عليه وآله ـ ليبرمجه حسب رأيه، إنما هو كلام الله أنزله نجوماً على رسوله محمد rبواسطة الوحي حسب مقتضيات الحكمة الالهية ومناسبات حركة الرسول ـ صلى الله عليه وآله ـ ودعوته للاسلام، فبرنامج التحريم للخمر ـ حسب قول (فنسنك) ـ ليس إلاّ تدرجاً في طريقة ومستوى البيان للحكم الشرعي، من تقبيح وتحريم له مرّةً وبيان لاشتماله على الاثم ـ وهو محرّم ـ أخرى، والزجر عن تناوله لحرمته ثالثة...، ولا تعارض بين الآيات التي تناولت الخمر، فكلّها تحرّمه بصيغ بيانية متنوعة اقتضتها تلك الحكمة الالهية والمناسبات الواقعية، شأنها في ذلك شأن كثير من الظواهر الاجتماعية الفاسدة التي تستلزم تدرجاً زمنياً في طريقة ومستوى بيان الموقف الشرعي الكامل منها، وبالشكل الذي يتناسب وقابلية التلقّي الذهني والنفسي لمجتمع الدعوة والرسالة لهذا التشريع أو ذاك، ليتحقق الهدف الالهي في ادراك الناس له وتحصيل الاستعداد للتسليم به، وهذه سنّة الله في رسالاته وشرائعه للاُمم السالفة (كاليهودية والنصرانية) والتي ألمحنا لأمثلتها في بحث النسخ في القرآن الكريم في الفقرات السابقة من هذا البحث.
ب ـ أما قوله: (ان في الآية 67 من سورة النحل مدحاً في الخمر بوصفها آية من آيات الله للناس...) فليس كذلك، ولعل السبب في سوء الفهم هذا هو روح التحامل على الاسلام من جهة ـ خصوصاً عند (فنسنك) المعروف بذلك ـ وعدم الاحاطة باللغة العربية من جهة أخرى. فالآية الكريمة مكيّة وهي تخاطب المشركين وتجيبهم في سياق الظواهر الطبيعية التي يعايشونها في حياتهم الاعتيادية، عن سؤالهم المقدّر وهو: ماهي ثمرات انزال الماء من السماء؟ فكون اتخاذ المشركين السُكر من ثمرات النخيل والأعناب لا يعني تحسينه لهم، خصوصاً وان الآية الكريمة تنسب السكر إليهم وانه من صنعهم، وليس هو إلاّ اشارة إلى ثمرة طبيعية مألوفة لديهم، بل هناك قرينة واضحة في الآية تدل على نوع من تقبيح السُكر من جهة مقابلته بالرزق الحسن، فلو كان السُكر حسناً لما ميّزته الآية الكريمة عن الرزق الحسن
([10]).

محمد rاعتمد على اليهود في مكّة
الرد

قول فنسنك أن محمداً r كان قد اعتمد على اليهود في مكّة، فهذا ما لم يقله ولم ينقله لنا أيّ مؤرخ، سواء كان من المسلمين أم من غيرهم. بل الذي ورد هو العكس، حيث أن اليهود كانوا أوّل وأشدّ من نصب العداء ومارس تأليب مشركي قريش والتآمر على رسول الله(ص) ودعوته الاسلامية، حتى نزل في ذلك قرآن قال فيه الله تعالى: (لَتَجدنَّ أشدَّ الناسِ عداوةً للذينَ آمَنُوا اليهودَ والّذينَ أشركوا ولتجدنَّ أقربَهُم مودةً للذينَ آمَنوا الذين قالوا إنّا نصارى) ([11]).
أمّا قوله: "وبذلك استطاع ان يخلص من يهوديّة عصره ليصل حبله بيهودية ابراهيم" ففيه:


أولاً: ان اليهودية المدعاة التي كانت على عصر الرسول (ص) هي انحراف عن الدين الحق الذي بعث الله تعالى به انبياء بني اسرائيل وعلى رأسهم موسى(ع)، وفي ذلك قال الله تعالى في محكم قرآنه الكريم: (مِنَ الذينَ هادُوا يُحرّفونَ الكَلِمَ عن مواضِعِهِ...)، وقوله تعالى ايضاً: (أفَتَطمَعونَ أن يُؤمِنُوا لكُم وقد كانَ فريقٌ منهُم يَسمَعونَ كلامَ اللهِ ثُم يحرّفُونَهُ من بعدِ ما عَقَلوهُ وَهُم يَعلَمونَ).


ثانياً: ان الرسول محمداً
r لم يكن بحاجة لأن يصل حبله باليهودية المدعاة، لأن الأصل في الاديان هو الاسلام، وقد توالى بعث الرسل والانبياء من الله تعالى للتبشير به وردّ التحريف عنه والدعوة له قبل خاتمهم محمد r، أمّا النصرانية واليهودية المدعَيتان فما هي إلاّ انحراف عن الاصل الاسلامي، وبدعة أملتها عليهم أهواؤهم ودنياهم، وفي ذلك قول الله تعالى في القرآن الكريم: (وَإذ أخَذَ اللهُ ميثاقَ الّذينَ أوتُوا الكِتابَ لَتُبيِّنُنَّهُ للنّاسِ ولا تَكتُمُونَهُ فَنَبَذوهُ وراءَ ظُهُورهم واشتروا به ثمناً قليلاً فبئس ما يَشتَرون). وهذه هي العقيدة التي دعا لها النبي محمدrوذكرها الله تعالى في القرآن الكريم بقوله: (شَرَعَ لَكُم مِنَ الدّينِ ما وصّى بهِ نُوحاً والّذي أوحينا إليكَ وما وَصّينا بهِ إبراهيمَ وموسى وعيسى أن أقيموا الّدينَ ولا تَتَفرقوا فيه كَبُرَ على المشركينَ ما تَدعُوهُم إليه اللهُ يجتبي إليهِ من يشاءُ ويهدي إليه من يُنيبُ* وما تَفَرَّقُوا إلاّ مِن بعدِ ما جاءهُم العلمُ بغياً بينهُم ولولا كلمةٌ سَبَقَت من ربِّكَ إلى أجلٍ مُسمّىً لقُضيَ بينهم وإنَّ الذين أُورِثوا الكتابَ مِن بعدِهِم لفي شكٍ مريبٍ* فَلِذلكَ فادعُ واستقِم كَما اُمرتَ ولا تَتَّبع أهواءَهُم وقُل آمَنتُ بما أنزلَ اللهُ من كتابٍ وأُمرتُ لأَعدلَ بينكُم اللهُ ربُّبنا ورَبُّكم لنا أعمالُنا ولكُم أعمالُكُم لا حُجَّةَ بيننا وبينكُم اللهُ يجمعُ بينَنا وإليهِ المصيرُ).

ثالثاً: ان نبي الله ابراهيم (ع) لم يكن يهودياً، لما قلنا من ان الأصل في الاديان المبشّر بها هو الاسلام، وكيف يكو ابراهيم(ع) يهودياً أو نصرانياً حسب دعواهم وقد نزلت التوراة والانجيل من بعده بزمن مديد؟ وهو قول الله تعالى في قرآنه الكريم: (يا أهلَ الكِتابِ لِم تُحاجُّونَ في إبراهيمَ وما أُنزلت التّوراةُ والإنجيلُ إلاّ من بعدهِ أفَلا تَعقلونَ* ها أنتُم هؤلاءِ حاججتُم فيما لَكُم بهِ عِلمٌ فَلِمَ تُحاجُّونَ فيما لَيسَ لَكُم بهِ علمٌ واللهُ يعلمُ وأنتُم لا تَعلَمونَ).
ثم ينفي الله عزّو جلّ اليهودية والنصرانية المدعيتين عن ابراهيم(ع) ويثبت كونه حنيفاً مسلماً لا غير، وذلك قوله عزّ من قائل في الكتاب الكريم: (ما كانَ إبراهيمُ يهوديّاً ولا نصرانيّاً ولكن كانَ حنيفاً مُسلِماً وما كانَ مِنَ المُشرِكين).
إذن فلو كانت هناك وصلة للنبي محمد
r بابراهيم (ع) فهي وصلة الاسلام، ذلك الدين الحق الذي قال فيه الله تعالى في قرآنه المجيد: (هُوَ الّذي أرسلَ رَسُولَهُ بالهدى ودينِ الحقِّ ليُظهرهُ على الدينِ كُلّهِ ولو كَرهَ المُشرِكونَ).

ويستمر "فنسنك" في إبرام شبهته هذه فيقول تحت المادة نفسها: "واشتقاق كلمة (صلوطا) الآرامية واضح كل الوضوح، فالأصل "صلأ" في الآرامية يعني الانحناء والانثناء والقيام ... وتستعمل في كثير من اللهجات الآرامية للدلالة على الصلاة الشرعية ... وقد نقل محمد rكلمة الصلاة بهذه المعنى من جيرانه.
ويكشف نظام الصلاة عند المسلمين عن تشابه كبير بصلاة اليهود والمسيحيين ... ومن البيّن أن محمداً
rلم تكن بين يديه أول الأمر المادة الوافية لهذه الشعيرة؛ ولقد كانت تعوزه النصوص التي يتلوها ويرتّلها اليهود والمسيحيون في صلاتهم".
ويستمر "فنسنك" تحت المادة نفسها قائلاً: "ومن ثمّ فنحن نجد فجأةً الصلاة الوسطى تظهر في السور المدنية وهي البقرة، الآية 237. ولابد إذن أن تكون هذه الصلاة قد أُضيفت في المدينة إلى الصلاتين المعتادتين، ويرجّح أن يكون ذلك قد تمّ محاكاة لليهود الذين كانوا يقيمون أيضاً صلاتهم (ثقلاه) ثلاث مرات كل يوم".
ويقول أيضاً: إن "جولد صيهر "
Gold Ziher" وفي معرض ردّه على "هوتسما" في كيفية تقرير الصلوات الخمس يرى عكس ما يراه الأخير ويذهب إلى القول بوجود اثر فارسي في تقرير الصلوات الخمس.

وعن عدد الركعات في الصلوات الخمس يقول "فنسنك" تحت مادة "الصلاة": "... إن الحديث [النبوي] يقول أيضاً إن الصلاة كانت في الأصل من ركعتين وإن هذا العدد نفسه عمل به في صلاة السفر ... ويفترض "متفوخ" وجود التأثير اليهودي في الاختيار الأصلي للركعتين".
أقوال "فنسنك" المتعددة تحت مادة "الصلاة" يرد عليها جميعاً ما أوردناه على "هيك" تحت مادة "سحر" فقد أشرنا هناك أن من الطبيعي وجود مشتركات بين أديان نبعت من مصدر واحد، ونضيف إليه:


1–قوله: "ويبدو أن كلمة صلاة لم تظهر في الآثار الأدبية السابقة على القرآن..." فيرد عليه ما أوردناه على "ر. باريه" تحت مادة "أمة" من أن مجرد وجود شبه لفظي في حرف أو حرفين من كلمة عربية مع كلمة من لغة أخرى لا يمكن أن تعد دليلاً
ناهضاً على الأخذ والاستقاء إذ بهذه الطريق سوف نهدم الكثير من صيغ الوضع اللفظي للغات، إلاّ إذا ساق المدّعي دليلاً أو قرينة معتبرة على مدّعاه. مع تأكيدنا على بطلان ما ادعاه، فإن كلمة صلاة وردت في الشعر العربي الجاهلي قبل نزول القرآن الكريم، كما في قول أعشى قيس:
يراوح في صلواته
لمليك طوراً سجوداً وطوراً جوار
ومعنى الصلاة لغة الدعاء والاستغفار؛ فقد قال الأعشى أيضاً:
لها حارس لا يبرح الدهر بيتها فإن ذبحت صلى عليها وزمزما
أي دعا لها، وقال أيضاً:
وقابلها الريح في دنّها وصلى على دنّها وارتسم
أي دعا لها أن لا تحمض ولا تفسدَ. والصلاة من الله تعالى: الرحمة، قال عدي بن الرقاع:
صلّى الإله على امرئ ودّعتهُ وأتمّ نعمته عليه وزادها
وقال:
صلّى على عزّة الرحمن وابنتها ليلى، وصلّى على جاراتها الأُخر
وأصل الاشتقاق في الصلاة من اللزوم من قوله: تصلى ناراً حامية، والمصدر الصلا، ومنه اصطلى بالنار إذا لزمها، والمصلِّي الذي يجيء في أثر السابق للزوم أثره، ويقال للعظم الذي في العجز صلاً، وهما صلوان.
أمّا في اصطلاح الشريعة الإسلامية فهي عبارة عن العبادة الخاصة التي شرعها الإسلام والمشتملة على الركوع والسجود على وجه مخصوص وأركان وأذكار مخصوصة.
وقيل أنها سمّيت صلاة لأن المصلي متعرّض لاستنجاح طلبته من ثواب الله ونعمه مع ما يسأل ربه فيها من حاجاته.
2–قوله: إن نظام الصلاة عند المسلمين يشابه بدرجةٍ كبيرة صلاة اليهود والمسيحيين... وإن الصلاة الوسطى ظهرت فجأة في سورة البقرة المدنية، وإنها أُضيفت إلى الصلاتين
المعتادتين فأصبحت ثلاثة، ثم يفرع عليها رجحان أن ذلك قد تمَّ محاكاة لصلاة اليهود (ثقلاه) التي تقام ثلاث مرات كل يوم.
يرد عليها أن التشابه يكون مرة بعدد الصلوات، وأخرى بشكلية الصلاة من قيام وركوع وسجود وأمثالها، وثالثة بمضامين الصلاة من قراءات وأذكار، أما الجانب الأوّل فإن الصلاة التي شرعها الإسلام هي خمس صلوات وليس ثلاث صلوات كما لدى اليهود حسب قول "فنسنك" نفسه، وليست سبعاً كما لدى المسيحيين وهي "صلاة" البكور وصلاة الساعة الثالثة والسادسة والتاسعة والحادية عشرة والثانية عشرة ثم صلاة منتصف الليل". والصلوات الإسلامية الخمسة هذه محددة أوقاتها بموجب آيتين قرآنيتين نزلتا على الرسول صلى الله عليه وآله وسلم في مكة المكرمة وليس في المدينة المنوّرة، وهما في سورة الإسراء في قوله تعالى: (أقم الصلاة لدلوك الشمس إلى غسق الليل وقرآن الفجر إنَّ قرآن الفجر كان مشهوداً)، وفي سورة هود في قوله تعالى: (وأقم الصلاة طرفي النهار وزُلفاً من الليل...).
وفي بيان دلالة هاتين الآيتين، روي عن زرارة مسنداً قال: "سألت أبا جعفر عليه السلام عمّا فرض الله عزّ وجل من الصلاة، فقال: خمس صلوات في الليل والنهار، فقلت: هل سمّاهنّ الله وبيّنهن في كتابه؟ قال: نعم، قال الله تعالى لنبيّه صلى الله عليه وآله وسلم (أقم الصلاة لدلوك الشمس إلى غسق الليل) ودلوكها زوالها، وفيما بين دلوك الشمس إلى غسق الليل أربع صلوات، سماهنّ الله وبيّنهنّ ووقّتهنّ، وغسق الليل هو انتصافه، ثم قال تبارك وتعالى: (وقرآن الفجر إن قرآن الفجر كان مشهوداً) فهذه الخامسة، وقال تبارك وتعالى في ذلك: (أقم الصلاة طرفي النهار) وطرفاه: المغرب والغداة (وزلفاً من الليل) وهي صلاة العشاء الآخرة...".
وفي تفسير الآية الأولى قال ابن عباس والحسن ومجاهد وقتادة: "دلوكها زوالها، وهو المروي عن أبي جعفر وأبي عبد الله عليهما السلام... وقال الجبائي: غسق الليل ظلمته، وهو وقت العشاء... وقال الحسن: "لدلوك الشمس" لزوالها: صلاة الظهر، وصلاة العصر إلى "غسق الليل" صلاة المغرب والعشاء الآخرة، كأنه يقول من ذلك الوقت إلى هذا الوقت على ما يبين لك من حال الصلوات الأربع، ثم صلاة الفجر، فأفردت بالذكر".
أمّا الصلاة الوسطى الواردة في سورة البقرة (حافظوا على الصلوات والصلاة الوسطى) فقد جاء في معنى الآية: الحث على مراعاة الصلوات، ومواقيتهن، وألاّ يقع فيها تضييع وتفريط.
وجاء في روايات متعددة أن الصلاة الوسطى هي صلاة الظهر، منها ما روي مسنداً عن أبي جعفر عليه السلام (في حديث) قال: "وقال تعالى: (حافظوا على الصلوات والصلاة الوسطى) وهي صلاة الظهر".
وعليه فلا يضر أن تكون هذه الآية مدنية لأنها لم تكن بصدد أصل تشريع الصلوات الخمس، بل جاءت للحث على مراعاة الصلوات ومواقيتهن وخصوصاً الصلاة الوسطى منهن والتي سبق تشريعها في الآيات المكية السالفة الذكر، وبهذا تبطل دعوى فنسنك" بأنها أُضيفت في المدينة إلى الصلاتين المعتادتين، ويبطل أيضاً قوله بأنها ثلاث صلوات أو ثلاث مرات والتي يفرع عليها دعوى محاكاتها لصلاة اليهود "ثقلاه"، كما يبطل مشابهتها لصلوات المسيحيين من هذه الناحية لثبوت أن الصلوات المشرعة هي خمس وليست ثلاثاً كما عند اليهود، وليست سبعاً كما لدى المسيحيين كما أسلفنا.
أمّا الجانبان الثاني والثالث من التشابه المدّعى ففيه أنه ورد "أن الأصل في جميع صلوات المسيحيين إنما هو الصلاة الربانية التي علّمها السيد المسيح، والأصل في تلاوتها أن يتلوها المصلي ساجداً. وقد تكون الصلاة لفظية، بأن تتلى بألفاظ منقولة أو مرتجلة، وتكون عقلية بأن تنوى الألفاظ ويكون الابتهال قلبياً محضاً".
ثم يحكي لنا مصدر آخر كيفية تطوّر صلواتهم قائلاً: "نشر [الرهبان] الفرنسسكان عادة (طريق الصليب) أو (مواضعه) وهي التي تقضي بأن يتلو المتعبّد صلوات أمام صورة أو لوحة من لوحات أو صور أربع عشرة تمّثل كل منها مرحلة من مراحل آلام المسيح؛ فكان القساوسة والرهبان والراهبات وبعض العلمانيين ينشدون أو يتلون أدعية الساعات القانونية وهي: أدعية، وقراءات، ومزامير، وترانيم صاغها البندكتيون وغيرهم وجمعها "ألكوين
Alcuin" و(جريجوري السابع) في كتاب موجز.
وكانت هذه الأدعية تطرق أبوابها السماء... كل يوم وليلة في فترات، بين كل واحدة والتي تليها ثلاث ساعات".
وعن مضامينها يقول المصدر نفسه: "وأقدم الصلوات المسيحية هما: الصلاة التي مطلعها "أبانا الذي في السماوات" والتي مطلعها "نؤمن بإلهٍ واحد"، وقبل أن ينتهي القرن الثاني عشر بدأت الصلاة التي مطلعها: "السلام لك يا مريم" تتخذ صيغتها المعروفة. وكانت هناك غير الصلوات أوراد شعرية من الثناء والتضرع،... وكثيراً ما كانت الصلوات الرسمية التي تُنلى في الكنائس توجَّه إلى الله الأب، وكان عدد قليل منها يوجّه إلى الروح القدس؛ ولكن صلوات الشعب كانت توجّه في الأغلب إلى عيسى ومريم، والقديسين".
أمّا صلاة اليهود فقد ورد عنها القول: "أما اليهود فليس في التوراة ما يدل دلالةً صريحة على كيفية إقامة الصلاة عندهم، والظاهر أنهم إنما كانوا يتلونها وقوفاً إلاّ في الاحتفالات الكبرى، حيث كانوا يسجدون، وكان لها ثلاثة أوقات قانونية: الصبح والظهر والمساء".
أما الصلوات في الإسلام فقد ذكر الفقهاء كيفيتها استناداً على الأدلّة الشرعيّة من القرآن الكريم والسنة الشريفة فقالوا: "... فهي تتكون من ركعات، والحد الأقصى من الركعات في الصلاة أربعة، كصلاة العشاء مثلاً، والحد الأدنى من الركعات في الصلوات الواجبة ركعتان كصلاة الصبح، وفي الصلوات المندوبة ركعة واحدة وهي ركعة الوتر.
وعلى العموم فالركعات هي: الوحدات والأجزاء الأساسية التي تتكون منها الصلاة، ويستثنى من ذلك الصلاة على الأموات، فإنها مكوّنة من تكبيرات لا من ركعات، وليست هي صلاة إلاّ بالاسم فقط".
وهناك شروط يجب توافرها في كل صلاة وهي على قسمين: أحدهما شروط للمصلي، والآخر شروط لنفس الصلاة، وأهمها أن يكون المصلي على وضوء وطهارة وأن يكون بدنه طاهراً وكذلك ثيابه وأن يستقبل القبلة (وهي الكعبة المشرفة) وأن يقصد بالصلاة القربة إلى الله تعالى.
وقد وردت روايات كثيرة عن الكيفية وعن مضامينها وأجزائها وشروطها، ذكرتها كتب الحديث في باب الصلاة.
بعد هذا الاستعراض نرى بالمقارنة بين الصلوات لدى اليهود ولدى المسيحيين وبين الصلوات في الإسلام وجود اختلافٍ أساسي بينها في العدد وفي الأوقات وفي شكلياتها ومضامينها. فمن أين استنتج "فنسنك" التشابه الكبير بينها ومحاكاة بعضها لبعض وأمثال ذلك في المقولات والدعوات الجزافية التي لا دليل ولا شاهد عليها؟ هذا مع العلم أننا نلحظ من خلال سوقنا لما نقل عن صلاة اليهود وصلوات المسيحيين أن يد التغيير البشرية قد طالت الأصل وأحدثت فيه الشيء الكبير، إذ نجد أن مفرداتها ـ وخصوصاً صلوات المسيحيين ـ غدت مشبّعة بمبدأ التثليث الذي هو من مقولات الشرك بالله سبحانه وتعالى، بخلاف مبدأ التوحيد والإخلاص لله وحده لا شريك له في العبادات الإسلامية الذي تعبر عنه جميع مفرداتها وخصوصاً الصلاة منها التي يشترط فيها كما أسلفنا نيّة التقرّب لله الواحد الأحد الفرد الصمد الذي لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفواً أحد، وهذا ما يؤكد حقيقة التحريف في الديانتين اليهودية والمسيحية وفي كتابيهما التوراة والإنجيل، والتي لا نعدم وجود تشابه في أُصولهما قبل التحريف بين الأحكام الواردة فيهما والتي لم تنسخ، وبين نظائرها من الأحكام الواردة في القرآن الكريم والسنة الشريفة لأنها من سراجٍ واحدٍ.


فو، كارادي Baron Carra De Vaux "1868 – 1930"
مستشرق فرنسي معروف من المعهد الكاثوليكي بباريس، درس العربية ودرّسها في المعهد المذكور، وألف في الرياضيات والفلسفة كما حقق عددًا من المصادر. ومن أشهر مؤلفاته ما كتبه عن ابن سينا (1900) والغزالي (1902) و(مفكرو الإسلام) في خمسة أجزاء (1921-19269.

الرسول سمع وتعلم من أفواه بعض الفلاسفة أو الباحثين في الأديان أو من أحد الحنفية
جاء تحت مادة "جبريل" قول المستشرق كارادي فو "وقد اصطنع النبي القصة التي تقول بأَن الرسول السماوي يتحدث إلى الأنبياء واعتقد أنه تلقّى رسالته ووحيه منه ... والظاهر أن النبي عرف جبريل من خبر البشارة الوارد في الإنجيل ولكنه لم يكن في مقدوره أن يعرف الإنجيل من غير وساطة، ولعلّه سمع ذلك الخبر من أفواه بعض الفلاسفة أو الباحثين في الأديان أو من أحد الحنفية وقد وصلهم الخبر مشوّهاً. وفي رأي النبي أن الله بعث بروحه إلى مريم فتمثّل لها بشراً سوياً (سورة مريم/ الآية 19)".

وتحت مادة "سحر" يقول المستشرق هيك "... أن أصول الإسلام نفسها قد تأثرت تأثراً عميقاً بمعتقدات أناس غرباء عن الإسلام كلية".

الرد
يرد الدكتور فؤاد كاظم القدادي
إِِن قول "كارادي فو" تحت مادة "جبريل" فيه انسياق واضح مع إنكار الوحي الإلهي للرسول صلى الله عليه وآله وسلم، ويشهد لذلك أيضاً تعبيره عن الآية 19 من سورة مريم في آخر قوله المذكور أعلاه بأنه رأي النبي صلى الله عليه وآله وسلم وليس قول الله في قرآنه الكريم، وهو في هذا لم يأت لنا بدليلٍ أو حتى شاهدٍ أو قرينة على استظهاره أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم عرف جبريل من خبر البشارة الوارد في الإنجيل، ولا على احتماله سماعه ذلك الخبر من أفواه بعض الفلاسفة أو الباحثين في الأديان، وغير ذلك من الاحتمالات، فأي قيمة لهذا الاستظهار وتلك الاحتمالات؟!

قول (كارادي فوكس B.Carrade Vaux) في دائرة المعارف الاسلامية تحت مادة (جهنم): (الظاهر ان القرآن قد تردد بعض التردد في مسألة خلود العذاب في جهنم، فالآيات التي تشير إلى ذلك لا تتفق تمام الاتفاق، ولعل هذا التردد إنما يرجع إلى أن النبي محمداً rلم يكن من الفلاسفة المتفكرين...الخ) فيه ما يلي:
أ ـ ان المقطع الأول الذي يشير إلى دعوى تردد بعض آيات القرآن الكريم في مسألة خلود العذاب في جهنم جاء ناقصاً لا يتضمن دليلاً أو مثالاً على التردد المدعى فهو قول جزافي لا قيمة علمية له.
ب ـ ان العذاب الالهي في الآخرة له درجات تتناسب ومستوى الجريمة التي ارتكبها الانسان في الدنيا، فهي تتدرج من المعاصي والمفاسد على اختلاف خطرها وعظمها، إلى الشرك والكفر والطغيان جحوداً بالله وانكاراً لاُلوهيته والاستكبار والعلو في الأرض دونه سبحانه وتعالى:
ولهذا جاءت آيات القرآن الكريم لتؤكد الخلود والشدّة في العذاب لدرجات القسم الثاني ودون ذلك في القسم الأول، وهنا يأتي دور تفسير بعض الآيات للبعض الآخر تخصيصاً لعمومتها وتقييداً لاطلاقها إن كان هناك مخصص أو مقيّد لموردها، فيمتاز بعضها بالقول بالخلود في العذاب وبعضها الآخر بما دون ذلك، فلا تردد ولا تناقض عند اولي الألباب.
ج ـ ان تعليل (كارادي فو) دعواه بتردد القرآن في مسألة خلود العذاب في جهنم بأنه يرجع إلى أن النبي محمداً
rلم يكن من الفلاسفة المتفكرين، فيه: أولاً: غمزٌ بنبوة محمد rوهذا ما أجلنا الحديث فيه إلى فصل مستقل إن شاء الله. وثانياً: لما قلنا سابقاً من أن القرآن الكريم ليس كتاباً مدرسياً ولا مؤلفاً أكاديمياً يعرض المسائل بطريقة تحليلية متسلسلة وبلغة مدرسية ومنهج أكاديمي مقرر، إنما هو كتاب دعوة وتربية للانسان والاُمة وارشاد وقيادة لحركة الرسول ـ صلى الله عليه وآله ـالميدانية عند بعثته وطيلة حياته الرسالية وفهم القرآن واستنباط الحقائق والأحكام والتعليمات منه يحتاج إلى الاحاطة بجملة مقدمات وقواعد تسمى بعلم تفسير القرآن الكريم، الذي يتناول علوماً فرعية متعددة تحقق القدرة على التفسير والتأويل للقرآن، منها علوم اللغة وعلوم القرآن، وعلم الحديث، وأمثال ذلك، وإنما اضطررنا لهذه العلوم لابتعادنا عن زمن التنزيل، حيث أن وجود الرسول ـ صلى الله عليه وآله ـ وأهل بيته الطاهرين ـ عليهم السلام ـ كان يغني المسلمين آنذاك عن الاحاطة التفصيلية بهذه العلوم; فقد كان الرسول ـ صلى الله عليه وآله ـ وأهل بيته ـ عليهم السلام ـ تراجمة القرآن وعلماء حقائقه ودقائقه، ثم أن بلاغة القرآن وبيانه كانت واضحة لدى المسلمين في عصر الرسول ـ صلى الله عليه وآله ـ لتذوّقهم الفطري لها، كما أن معاصرتهم للحوادث والوقائع التي تشكل شأن وأسباب النزول كانت تغنيهم عن البحث والاستقصاء عنها لمعرفة مدلول الآيات النازلة بشأنها، وهذا أمرٌ يدركه العقلاء ويلتزمون بلوازمه. فيبطل التعليل كما تبطل الدعوى.

فوستر ، فرانك :
" ان محمدا r ناثر مبدع ، ابتكر النثر الفني الادبي "

ويرد عليه ديزيريه بلانشيه
" كفي هذا القران مجدا وجلالا ان الاربعة عشر قرناً التي مرت عليه لم تستطع ان تجفف اسلوبه ، بل لم يزل غضاً كأن عهده بالحياة أمس "

ويكفي ان الصناعة الوحيدة لقريش كانت الشعر وبسهوله كان يمكن كشفه وتعرية كذبه لو كان كاذب كما يدعي المغرضون
فولتير، فرانسوا : " 1694-1778م" F.Voltaeire
كاتبوفيلسوف فرنسي، اسمه الأصلي فرانسوا ماري آروويه، وفولتير اسمشهرته. عُرف بنقده الساخر، ودعوته إلى الإصلاح، ودفاعه عن الحريةوالمساواة وكرامة الإنسان. وقد تسبب ذلك في إيداعه سجن الباستيلعام 1717م، لمدة أحد عشر شهر، وخلال فترة السجن تمكن من إكمالمسرحيته المأساوية (أوديب)، التي جعلته أشهر مؤلف مسرحي فيفرنسا، بسبب النجاح الذي لاقته.

ومن أشهر آثارهأيضاً: "المعجم الفلسفي" (1764) و"زاديغ" أو "صادق" (1747) وقد نقلهاإلى العربية الدكتور طه حسين، تحت اسم "القَدَر"، و"كانديد" (أوالساذج) (1759)

مثير فتن ودجال يدعي كذبا المناجاة مع روح القدس
يصف الرسول بأنه ''مثير فتن ودجال يدعي كذبا المناجاة مع روح القدس ويزعم أنه صاحب رسالة كل سطر فيها ينم عن السخف الذي يناقض مبادئ العقل الأولى''·

كتاب فولتير هذا يعكس تبدل آراء هذا المفكر الفرنسي الكبير السابقة عن النبي محمد. فكتابه السابق "التعصب أو النبي محمد".
وصف محمداً
rبأنه منافق وخداع ومحب للملذات الجسدية ومستبد. وقد كان فولتير بهذا النعت غير المنصف والطعن بشخصية محمد rيستهدف دحض الأفكار الدينية المتعصبة بصورة عامة في فترة سادت بها حملة عامة واسعة لدحض الافكار الدينية المسيحية تجاوباً مع مبادىء عصر النهضة والتنوير العقلي. وقد ترجم الشاعر الالماني غوته كتاب فولتير هذا الى اللغة الالمانية رغم مخالفته للأراء غير المنصفة التي وردت فيه وذلك تلبية لرغبة رئيسه أمير فايمار كار اوغست.


فويلز :

محمدا rرجلا دفعته طموحاته ووساوسه في سن الكهولة إلي تأسيس دين
يتخيل محمدا r رجلا دفعته طموحاته ووساوسه في سن الكهولة إلي تأسيس دين ليعد في زمرة القديسين ، فألف مجموعة عقائد خرافية وآداب سطحية ، وقام بنشرها في قومه ، فاتبعها رجال منهم([12])










ك
" لم يستبد محمد [r] بالأمور دون أصحابه ، فكان يشاورهم في كل الأمور "

ماسينيون



ك
كازانوفا : " ت1926 " Kazanova
مستشرق فرنسي تعلم العربية وعلمها في معهد فرنسا وقدم مصر فانتدبته الجامعة المصرية 1925 أستاذاً لفقه اللغة العربية، وقد وجه عنايته إلى مصر ألإسلامية ، له : نبذة عن قراقوش وزير صلاح الدين الأيوبي ، تاريخ ووصف قلعة القاهرة. تعلم العربية في معهد فرنسا ، ثم عملأستاذاً لفقه اللغة كما اهتم بدراسة تاريخ مصر الإسلامية . من أبرز آثاره تحقيقكتاب الخطط للمقريزي وله كتاب بعنوان ( محمد وانتهاء العالم في عقيدةالإسلام

" يقول : كان تفسير عدم استخلاف النبى لأحد من أصحابه لتولى أمر المسلمين هو اعتقاده أن نهاية العالم قريبة ، وهى عقيدة مسيحية محضة ، ومحمد rكان يقول عن نفسه : إنه نبى آخر الزمان الذى أعلن أن المسيح أن سيأتى ليتمم رسالته ثم يستطرد فى موضع آخر قائلا : " إن القرآن قد أدخلت عليه بعد وفاة النبى تغييرات قام بها خلفاؤه ليفصلوا ما يمكن لهم فصله بين بعثة الرسول وقيام الساعة اللتين يرى ارتباطهما مباشراً . والدليل على ذلك ما ورد فى الآية " وإن ما نُرينك بعض الذى نعدهم أو نتوفينك فإنما عليك البلاغ وعلينا الحساب " . فزعم كازانوفا أن أصحاب النبى حين رأوا أن الساعة لم تقم وضعوا فى صيغة التعبير صورة الشك موضع اليقين ، ولا يستبعد أن الآية قبل التبديل هى كالاتى : " وسنريك بعض الذى نعدهم " ويتساءل كازانوفا ، هل يعقل أن الإله ـ وهو سيد الأقدار ـ لم يستطع أن يحدد مسألة بسيطة وأنه يجهل هل النبى سيموت ، أو سيعيش إلى نهاية العالم فى حين أنه علم بالساعة علم اليقين ، ولكنه لم يشأ أن ينبئ الناس بهذا العلم .

ويستطرد كازانوفا فى كتابه الانف بيانه قائلا : " هناك آيتان يشك فى صحة نسبتهما إلى الوحى النبوى ، والراجح أن يكون أبو بكر هو الذى أضافهما على إثر موت النبى ، فأقره المسلمون على ذلك وهما قول القرآن " وما مُحمد إلا رسول قد خلت من قبله الرسل " . وقوله " إنك ميت وأنهم ميتون ، ثم إنكم يوم القيامة عند ربكم تختصمون " .


أما ما ذهب إليه " كازانوفا " من قيام الصحابة بإدخال تغييرات على القرآن بعد وفاة الرسول ، ليفصلوا ما يمكن لهم فصله بين بعثة الرسول وقيام الساعة اللتين يرى ارتباطهما مباشراً . ثم شكه فى الآيتين الخاصتين بموت الرسول ، واحتمال موته حال حياته شأنه شأن بقية البشر الآخرين من أنهما من تأليف أبى بكر ، فإن هذا القول عار من الدليل العلمى الصحيح هو الآخر .

يضاف إلى ذلك أن " بلاشير " نفسه رفض رأى " كازانوفا " فى ما يتعلق باعتقاد الرسول بقيام الساعة فى حال حياته ، لعدم اعتماده على أدلة علمية وقوية سائغة من جهة ، ولأن الرسول لما استقر بالمدينة أصبح يدعو إلى العبادات والمعاملات ، وتنظيم العلاقات التى يجب أن تسود بين المسلمين وغيرهم من جهة أخرى . كما أن انتشار الإسلام فى الجزيرة العربية فرض على المسلمين منذ عصر النبوة أن يفكروا فى الحياة الدنيا إلى جانب التفكير فى الأخرة .

أما ما ذهب إليه " كازانوفا " فى نسب الآيتين :" وما مُحمد إلا رسول قد خلت من قبله الرسل " والآية " إنك ميت وإنهم ميتون " إلى أبى بكر الذى أضافهما إلى القرآن على إثر موت النبى ، وإقرار المسلمين له على ذلك فهو قول مردود من عدة جهات . منها : أن الآية الأولى نزلت بسبب انهزام المسلمين يوم أحد . وظن الناس أن الرسول قد قتل ، فصاح بعض المسلمين : إن محمداًr قد أصيب فيجب عليهم الاستسلام لعدوم لأنهم إخوانهم وصاح بعضهم الآخر : إنه يجب الاستمرار فى القتال حتى بعد وفاة النبى إذ لا خير فى الحياة بعده فأنزل الله هذه الآية .

إما بالنسبة إلى الآية الثانية فقد نزلت بالمدينة ، وتعنى إبلاغ النبى بأنه سيموت هو الآخر كما تموت بقية الخلق . لا تمييز فى ذلك " لآن كل نفس ذائقة الموت " وهو تحذير له من الآخرة ، وحث له على العمل الصالح والتقوى خاصة أن الخطاب الذى يوجه له موجه إلى بقية المسلمين إلا إذا كان من خصوصياته ، وإبلاغه بموته حتى لا تختلف أمته بعد وفاته كما اختلفت الأمم الأخرى فى غيره قطعاً لدابر الفتنة والشك

أما ما ذهب إليه " كازانوفا " من قيام الصحابة بإدخال تغييرات على القرآن بعد وفاة الرسول ، ليفصلوا ما يمكن لهم فصله بين بعثة الرسول وقيام الساعة اللتين يرى ارتباطهما مباشراً . ثم شكه فى الآيتين الخاصتين بموت الرسول ، واحتمال موته حال حياته شأنه شأن بقية البشر الآخرين من أنهما من تأليف أبى بكر ، فإن هذا القول عار من الدليل العلمى الصحيح هو الآخر .

يضاف إلى ذلك أن " بلاشير " نفسه رفض رأى " كازانوفا " فى ما يتعلق باعتقاد الرسول بقيام الساعة فى حال حياته ، لعدم اعتماده على أدلة علمية وقوية سائغة من جهة ، ولأن الرسول لما استقر بالمدينة أصبح يدعو إلى العبادات والمعاملات ، وتنظيم العلاقات التى يجب أن تسود بين المسلمين وغيرهم من جهة أخرى . كما أن انتشار الإسلام فى الجزيرة العربية فرض على المسلمين منذ عصر النبوة أن يفكروا فى الحياة الدنيا إلى جانب التفكير فى الأخرة .

أما ما ذهب إليه " كازانوفا " فى نسب الآيتين :" وما مُحمد إلا رسول قد خلت من قبله الرسل " والآية " إنك ميت وإنهم ميتون " إلى أبى بكر الذى أضافهما إلى القرآن على إثر موت النبى ، وإقرار المسلمين له على ذلك فهو قول مردود من عدة جهات . منها : أن الآية الأولى نزلت بسبب انهزام المسلمين يوم أحد . وظن الناس أن الرسول قد قتل ، فصاح بعض المسلمين : إن محمداًr قد أصيب فيجب عليهم الاستسلام لعدوم لأنهم إخوانهم وصاح بعضهم الآخر : إنه يجب الاستمرار فى القتال حتى بعد وفاة النبى إذ لا خير فى الحياة بعده فأنزل الله هذه الآية .

إما بالنسبة إلى الآية الثانية فقد نزلت بالمدينة ، وتعنى إبلاغ النبى بأنه سيموت هو الآخر كما تموت بقية الخلق . لا تمييز فى ذلك " لآن كل نفس ذائقة الموت " وهو تحذير له من الآخرة ، وحث له على العمل الصالح والتقوى خاصة أن الخطاب الذى يوجه له موجه إلى بقية المسلمين إلا إذا كان من خصوصياته ، وإبلاغه بموته حتى لا تختلف أمته بعد وفاته كما اختلفت الأمم الأخرى فى غيره قطعاً لدابر الفتنة والشك


([1] ) أنظر ، محمود حمدي زقزوق : الاستشراق والخلفية الفكرية للصراع الحضاري ، دار المعارف ، القاهرة 1997.

([2] ) طبيب وعالم الفرنسي معروف. كان كتابه (القرآن الكريم والتوراة والإنجيل والعلم) من أكثر المؤلفات التي عالجت موضوعًا كهذا، أصالة واستيعابًا وعمقًا. ويبدو أن عمله في هذا الكتاب القيم منحه قناعات مطلقة بصدق كتاب الله، وبالتالي صدق الدين الذي جاء به. دعي أكثر من مرة لحضور ملتقى الفكر الإسلامي الذي ينعقد في الجزائر صيف كل عام، وهناك أتيح له أن يطلع أكثر على الإسلام فكرًا وحياة.

([3] ) الكونت هنري دي كاستري (1850-1927)
مقدم في الجيش الفرنسي، قضى في الشمال الأفريقي ردحًا من الزمن. من آثاره: (مصادر غير منشورة عن تاريخ المغرب) (1950)، (الأشراف السعديون) (1921)، (رحلة هولندي إلى المغرب) (1926)، وغيرهما.


([4] ) أنظر ، عبدالجبار الرفاعي : مناقشات لأفكار مستشرقين حول الفقه الإسلامي والسيرة النبوية.

([5] ) أنظر : عبدالجبار الرفاعي : مناقشات لأفكار مستشرقين حول الفقه الإسلامي والسيرة النبوية.

([6] ) انظر: حسن عزوزي: أصول المذهب المالكي في دراسات المستشرقين المعاصرين ، الوعي الاسلامي ، ع 484، بتاريخ 22-2-2006.

([7] ) انظر :محمد بهاء الدين ،المستشرقون والحديث النبوي ، محمد مصطفى الأعظميدراسات في الحديث النبوي وتاريخ تدوينه ، أكرم ضياء العمريبحوث في تاريخ السنة المشرفة

([8] ) انظر : حسن عبد الرحمن سلوادي : المستشرقون اليهود ومحاولة التهوين من قدسية القدس ومكانتها في الإسلام ، قدم خلال مسابقة حول القدس نظمتها جمعية القدس للبحوث والدراسات في غزة وقد نال البحث الجائزة الأولى ..


([9] ) محمد قطب : المستشرقون والاسلام ، مكتبة وهبة ، ط1 ، 1999، ص158.

([10] ) انظر فؤاد كاظم المقدادي: الإسلام وشبهات المستشرقين.


([11] ) أنظر فؤاد كاظم المقدادي : حقيقة النبوة المحمدية في آراء المستشرقين فنسنك وماكدونالد.

([12] ) التهامي تقرة المرجع السابق ، ص31.

  رد مع اقتباس
 
1 2 3 4 5 6 7 8 9 10 11 12 13 14 15 16 17 18 19 20 21 22