عرض مشاركة واحدة
قديم 17-01-2012 ~ 07:52 PM
نور الإسلام غير متواجد حالياً
افتراضي
  مشاركة رقم 5
 
الصورة الرمزية نور الإسلام
 
مدير عام
تاريخ التسجيل : Jan 2012


المبحث الثالث :
(الايمان والاعمال )
مطلب اول : مفهوم الايمان
من كتابة كيف ننتفع بكفارة المسيح

مسألة : - معني الايمان



1- ما ماهية الإِيمان الذي بواسطته يمكن أن نخلص من قصاص الخطيئة ونتائجها، وأن نتمتع أيضاً بالحياة الروحية مع الله إلى الأبد؟
2- كلمة الإيمان لكثرة تداولها بين الناس فقدت معناها عند معظمهم، وأصبحت تطلق على مجرد الإعتراف بعقيدة ما. فكل من اعترف بوجود الله (مثلاً)، أصبح في نظرهم مؤمناً.
3- لكن هذا ليس من الصواب في شيء، لأن من يؤمن بوجود الله، يبغض الخطيئة ويأبى السلوك فيها. وبما أن كثيرين من الذين يعترفون بوجود الله، يرتكبون الكثير من الآثام غير حاسبين له تعالى حساباً، إذاً فهم ليسوا بمؤمنين. وإن قالوا أنهم مؤمنون، فإيمانهم هذا لا يكون حقيقياً بل اسمياً فحسب.
4- وإيمان مثل هذا (إن جاز أن يسمى إيماناً) لا قيمة له في نظر الله، حتى إن كان ذووه يصومون ويصلون ويتصدقون كثيراً.
5- وإذا كان الأمر كذلك، يجب علينا جميعاً أن نعرف ما هو الإيمان الحقيقي الذي يهيئنا للتمتع بالبركات السابق ذكرها
6- الإيمان لغة هو الثقة بحقائق غير منظورة بناء على شهادة الله عنها، بغض النظر عن حكمنا نحن عليها وقد استعمل الكتاب المقدس كلمة الإيمان بهذا المعنى فقال «ٱلإِيمَانُ فَهُوَ ٱلثِّقَةُ بِمَا يُرْجَى وَٱلإِيقَانُ بِأُمُورٍ لاَ تُرَى» (عبرانيين 11: 1).
7- هذا هو المعنى العام للإيمان، وإذا أردنا تطبيقه على سبيل الإفادة من خلاص المسيح، يكون هو العمل الروحي الذي به تتفتح نفوسنا لله وتثق في خلاصه الذي عمله في المسيح، ثقة تجعلها توقن كل اليقين أنها امتلكت هذا الخلاص مع البركات المترتبة عليه.
8- المؤمن شخصاً يعيش في سلام واطمئنان مع الله، كما يكون شخصاً أميناً مخلصاً له، وهذان المعنيان يردان في الكتاب المقدس ليس تعريفاً للإيمان بل نتيجة له. فقد قال الوحي «إِنْ لَمْ تُؤْمِنُوا فَلاَ تَأْمَنُوا» (إشعياء 7: 9)، كما قال غير المؤمنين إنهم أشخاص لا أمانة فيهم (تثنية 32: 20).
9- والإيمان بلغة المسيحية هو
(أولاً) عودة الإنسان إلى حالة الطفولة التي تتجلى فيها النفس ببراءتها وصفاتها، ثم تصديق الأطفال الذي لا يشوبه شك أو ريب. ولذلك قال المسيح «اَلْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: إِنْ لَمْ تَرْجِعُوا وَتَصِيرُوا مِثْلَ ٱلأَوْلاَدِ فَلَنْ تَدْخُلُوا مَلَكُوتَ ٱلسَّمَاوَاتِ» (متى 18: 3).
(ثانياً) قبول المسيح في النفس فقد قال الوحي «وَأَمَّا كُلُّ ٱلَّذِينَ قَبِلُوهُ فَأَعْطَاهُمْ سُلْطَاناً أَنْ يَصِيرُوا أَوْلاَدَ ٱللّٰهِ، أَيِ ٱلْمُؤْمِنُونَ بِٱسْمِهِ» (يوحنا 1: 12). وقبول المسيح لا يراد به فقط قبول عقيدة الخلاص الذي عمله المسيح على الصليب، بل وأيضاً قبول شخصه بحالة روحية في أعماق النفس كما ذكرنا. (ثالثاً) الإعتماد على المسيح أو بالحري إراحة القلب والعقل عليه. فقد قال النبي لله «يَا مُخَلِّصَ (جميع) ٱلْمُتَّكِلِينَ عَلَيْكَ» (مزمور 17: 7). وقال أيضاً «يَفْرَحُ جَمِيعُ ٱلْمُتَّكِلِينَ عَلَيْكَ. إِلَى ٱلأَبَدِ» (مزمور 5: 11). وأيضاً «ٱلرَّبُّ فَادِي نُفُوسِ عَبِيدِهِ، وَكُلُّ مَنِ ٱتَّكَلَ عَلَيْهِ لاَ يُعَاقَبُ» (مزمور 34: 22).
10 - ان الإيمان الحقيقي ليس مجرد الإعتراف بالمسيح أو مجرد تصديق رسالته كحقيقة أعلنها الوحي وأيدها الإختبار، لأنه إن وقف إيمان إنسان عند هذا الحد يكون إيمانه عقلياً فحسب. والإيمان العقلي، وإن كان ينشئ في النفس اقتناعاً بحقيقة الخلاص، لكنه لا يهيء لها سبيل الإفادة منه.
وقد أعلن الوحي عن عدم فائدة هذا النوع من الإيمان، فقال عن الشياطين إنهم يؤمنون ويقشعرون (يعقوب 2: 19)، ومع ذلك لا خلاص لهم على الإطلاق.
11- كما أن القيام بالصلاة والصوم والصدقة ليس دليلاً على وجود الإيمان الحقيقي فالإيمان الحقيقي هو عمل باطني يشغل قوى النفس كلها
مسألة ً - أهمية الإيمان

1- إذا رجعنا إلى حياة المسيح على الأرض، نرى أن الإيمان كان يشغل جانباً كبيراً من تعليمه. فكان يقول لسامعيه «كُلُّ مَا تَطْلُبُونَهُ حِينَمَا تُصَلُّونَ، فَآمِنُوا أَنْ تَنَالُوهُ، فَيَكُونَ لَكُمْ» (مرقس 11: 24). و «كُلُّ شَيْءٍ مُسْتَطَاعٌ لِلْمُؤْمِنِ» (مرقس 9: 23). و «لِيَكُنْ لَكُمْ إِيمَانٌ بِٱللّٰهِ» (مرقس 11: 22). و «لَوْ كَانَ لَكُمْ إِيمَانٌ مِثْلُ حَبَّةِ خَرْدَلٍ لَكُنْتُمْ تَقُولُونَ لِهٰذَا ٱلْجَبَلِ: ٱنْتَقِلْ مِنْ هُنَا إِلَى هُنَاكَ فَيَنْتَقِلُ، وَلاَ يَكُونُ شَيْءٌ غَيْرَ مُمْكِنٍ لَدَيْكُمْ» (متى 17: 20) يراد بالجبل الصعوبات التي تعترضنا في الحياة
2- وكان للإيمان كل الأهمية لدى المسيح ليس في عمل المعجزات فحسب، بل وأيضاً في منح الغفران للخطاة النادمين على خطاياهم. فالمرأة الخاطئة التي ندمت على خطاياها قال المسيح لها: «مَغْفُورَةٌ لَكِ خَطَايَاكِ إِيمَانُكِ قَدْ خَلَّصَكِ! اِذْهَبِي بِسَلاَمٍ» (لوقا 7: 48 و50). والمفلوج الذي أتى به حاملوه إلى المسيح، غفر له خطاياه وشفاه من أجل إيمانهم (مرقس 2: 5).



3- يجب أن تتوافر الشروط الآتية في كل من يريد أن يكون مؤمناً حقيقياً:
أ- الرغبة الخالصة في الحصول على الخلاص:
ولذلك ليس كل من يقول بفمه «إرحمني اللهم أنا الخاطئ»، يحصل على الخلاص، لأن العبرة ليست بالكلام بل بالحالة التي تكون عليها النفس. فالمرأة الخاطئة لم تخلص إلا بعد أن أحست بثقل خطاياها والتجأت إلى المسيح بكل قلبها (لوقا 7: 36 - 50). وزكا لم يخلص إلا بعد أن أحس بحاجته إلى المسيح أكثر من المال (لوقا 19: 1 - 10). واللص لم يدخل الفردوس إلا بعد أن أدرك في نفسه أنه لا يستحق سوى الهلاك، وأنه لا خلاص له إلا بواسطة المسيح (لوقا 23: 43).
ب - التوبة عن الخطيئة:
ولا يراد بالتوبة الندم على ارتكاب الخطيئة فحسب، بل والتحول عنها والرجوع إلى اللّه أيضاً. فقد قال الوحي: إن اللّه يأمر جميع الناس في كل مكان أن يتوبوا وأن يرجعوا إليه عاملين أعمالاً تليق بالتوبة (أعمال 17: 30 ، 26: 20)
ت- الإتجاه إلى المسيح:
إن الندم على ارتكاب الخطيئة والتوبة عنها أمران هامان، لكنهما لا يخلصان من دينونة الخطيئة أو سلطانها الخفي على النفس، لأن الذي يخلّص من هذين معاً هو المسيح دون سواه. لذلك على المرء أن لا يقف عند حد الندم على الخطيئة والتوبة عنها، بل أن يتجه بكل قلبه إلى المسيح، الذي أحبه ومات على الصليب كفارة عنه، فيفيد منه مثلما أفاد بطرس وبولس (إن كان مثلهما متديناً)، أو مثلما أفادت المرأة الخاطئة والعشار (إن كان مثلهما مستبيحاً)، لأن خلاص المسيح ليس لفئة خاصة من الناس، بل لكل الناس دون استثناء. فقد قال الوحي عن المسيح إنه ذاق بنعمة اللّه الموت لأجل كل واحد (عبرانيين 2: 9). وإنه كفارة لخطايانا، ليس لخطايانا فقط بل لخطايا كل العالم أيضاً (1 يوحنا 2: 2).
4- دلائل الإِيمان الحقيقي بكل وضوح وجلاء، وأهم هذه الدلائل ما يأتي:
أ - المحبة للّه والتعبد له:
هذه هي أولى العلامات التي تدل على الإِيمان الحقيقي. فقد قال بولس الرسول عنه إنه «ٱلإِيمَانُ ٱلْعَامِلُ بِٱلْمَحَبَّةِ» (غلاطية 5: 6
ب-الصلاة:
الصلاة فهي طلب ما نحتاج إليه من الله في هذه الحياة. المصلي فيطلب شيئاً من الله ، سواء أكان هذا الشيء روحياً أم مادياً
ت - دراسة كلمة اللّه:
لأنه يستمع فيها لصوت اللّه... يفهمه ويعرفه ويدأب على الرجوع إليه من وقت إلى آخر، حتى يتشبع به ويسير على هداه.
تعليق المطلب
1- من اين جاء الاستاذ سمعان بهذه التعريفات للايمان ؟ المسيح لم يقل ان الايمان هو كذا ..... بما يعني ان هذه التعريفات هي اجتهادات الاستاذ ومن نقل عنهم
2- وهذه الاجتهادات معيبة من امثلة عيوبها
3- كيف يمكن التوفيق بين قول الاستاذ سمعان
(أن القيام بالصلاة والصوم والصدقة ليس دليلاً على وجود الإيمان الحقيقي فالإيمان الحقيقي هو عمل باطني يشغل قوى النفس كلها)
وقوله (دلائل الإِيمان الحقيقي بكل وضوح وجلاء...المحبة للّه والتعبد له ... الصلاة)
2- كيف تكون الصلاة ليست دليلا علي الايمان الحقيقي ودليلا عليه في نفس الوقت ؟
3- ماذا عن المعمودية ؟ اليست ركن في الايمان ؟
4- وماذا عن النصوص الاخري الاتية :
أ- فَتُوبُوا وَٱرْجِعُوا لِتُمْحَى خَطَايَاكُمْ» ( أعمال 3: 19)
ب- تُوبُوا وَلْيَعْتَمِدْ كُلُّ وَاحِدٍ مِنْكُمْ عَلَى ٱسْمِ يَسُوعَ ٱلْمَسِيحِ لِغُفْرَانِ ٱلْخَطَايَا، فَتَقْبَلُوا عَطِيَّةَ ٱلرُّوحِ ٱلْقُدُسِ» (أعمال 2: 38)
ت- إِنِ ٱعْتَرَفْنَا بِخَطَايَانَا فَهُوَ أَمِينٌ وَعَادِلٌ، حَتَّى يَغْفِرَ لَنَا خَطَايَانَا وَيُطَهِّرَنَا مِنْ كُلِّ إِثْمٍ» (1 يوحنّا 1: 9).
ث- إِنِ ٱعْتَرَفْتَ بِفَمِكَ بِٱلرَّبِّ يَسُوعَ، وَآمَنْتَ بِقَلْبِكَ أَنَّ ٱللّٰهَ أَقَامَهُ مِنَ ٱلأَمْوَاتِ، خَلَصْتَ» (رومية 10: 9).
ج- لأَنَّ كُلَّ مَنْ يَدْعُو بِٱسْمِ ٱلرَّبِّ يَخْلُصُ» (رومية 10: 13).
ح- «وَهٰذِهِ هِيَ ٱلْحَيَاةُ ٱلأَبَدِيَّةُ: أَنْ يَعْرِفُوكَ أَنْتَ ٱلإِلٰهَ ٱلْحَقِيقِيَّ وَحْدَكَ وَيَسُوعَ ٱلْمَسِيحَ ٱلَّذِي أَرْسَلْتَهُ» (الإنجيل بحسب يوحنّا 17: 3).
5- اليست كل هذه شروط للايمان المسيحي ؟

  رد مع اقتباس
 
1 2 3 4 5 6 7 8 9 10 11 12 13 14 15 16 17 18 19 20 21 22