قس بريطاني: الإسلام السياسي سيضعف نفوذ أمريكا
الخميس 16 فبراير 2012

مفكرة الاسلام: أكد القس البريطاني الشهير ستيفن سيزر - المعروف بمناصرته للقضية الفلسطينية - أن ثورات الربيع العربي في مصر والمنطقة العربية وما أفرزته من صعود لتيار الإسلام السياسي ستؤدي دون شك إلى زيادة عزلة "إسرائيل" وضعف نفوذ أمريكا في المنطقة.

وأعرب القس البريطاني عن اعتقاده بأن هذه المرحلة تحتاج إلى صناع سلام حقيقيين بشرط أن يكون سلامًا مبنيًّا على العدل وردِّ الحقوق والمظالم.

وجاءت تلك التصريحات خلال الندوة التي نظمتها الكنيسة الأسقفية في مصر اليوم الخميس، وأدارها الدكتور منير حنا أنيس مطران الكنيسة في مصر وشمال إفريقيا، بحضور الدكتور علي السلمي رئيس لجنة الحوار بالمجلس الأعلى للشئون الإسلامية، وعدد من الشخصيات الإعلامية والدينية.

وقال القس - الذي يرأس جمعية لرفض هدم منازل الفلسطينيين -: "الاحتلال "الإسرائيلي" للأراضي الفلسطينية يمكن أن ينتهي مثلما انتهت سياسة التفرقة العنصرية في جنوب إفريقيا، ولن يتحقق ذلك إلا بضغط دولي كبير من الدول المحبة للسلام والمؤمنة بعدالة القضية الفلسطينية".

وأضاف: "ما يسمى بتيار "المسيحيين" الصهيونيين هم تيار لا يمثل "المسيحيين" في العالم، بل هم تيار ذو قناعات خاصة مرتبطة باعتقادات وتفسيرات دينية لا تمثل كل "المسيحيين"، ولكنه تيار قوي في الولايات المتحدة، ويمثل 25% من "المسيحيين" في أمريكا، ولا يمثل أكثر من 5% من "مسيحيي" العالم".

وأردف القس ستيفن سيزر: "للأسف كثير من المؤسسات الأمريكية المتصهينة تدعم بناء المستوطنات اليهودية، وتسعى إلى تهويد القدس والقضاء على الوجود العربي، كما أن هذا التيار يتوقع مواجهة قريبة بين أمريكا و"إسرائيل" من جانب وبين إيران من جانب آخر، وهو يعجل بهذا الصدام اعتقادًا منه بأنه التمهيد للمجيء الثاني للسيد المسيح وحدوث القيامة".

وقال القس سيزر: "الصراع العربي "الإسرائيلي" هو صراع طويل ومرير، وألقى بظلاله على توتر في العلاقات الإسلامية "المسيحية" اليهودية في العالم، وإن "المسيحيين" في فلسطين يعانون كثيرًا من "المسيحيين" الصهيونيين، وهناك هجرة واسعة من "مسيحيي" فلسطين للخارج وتفريغ للمنطقة من تنوعها الثقافي".

وأضاف: ""المسيحيون" الصهيونيون لديهم قناعة خاطئة بأن "إسرائيل" الحالية هي "إسرائيل" المقصودة في الكتاب المقدس، وإننا لا نلوم على اللوبي اليهودي الأمريكي هذه القوة، فقد نجح اليهود الذين لايتجاوزون 5 ملايين نسمة أن يحظوا بدعم 50 مليون "مسيحي" أمريكي من المؤمنين بالاعتقادات اليهودية".

وأكد القس البريطاني أكذوبة مقولة: "إن اليهود شعب الله المختار" مشددًا على أنهم "أول من آمنوا بالله، وكان الله يريدهم منارةً له وسط العالم الذي كانت تسيطر عليه الوثنية، ولكن هذه المقولة انتفت بتوالي الرسالات السماوية".

ولفت إلى أن جهودهم ستفشل لجعل القدس (أورشليم) عاصمة لدولة "إسرائيل" وإعادة بناء الهيكل، لافتًا إلى أن "إسرائيل" تسعى لتحقيق 3 أشياء معًا، وهي أشياء متناقضة لا يمكن الجمع بينها، وهي أن تقيم دولة قوية، وأن تحقق الديمقراطية، وأن تستمر في سياسة الاستيطان والاحتلال، ولابد أن تتخلى عن الديمقراطية أو الاستيطان فلا يمكن الجمع بينهما.