عرض مشاركة واحدة
قديم 26-05-2013 ~ 07:56 AM
نور الإسلام غير متواجد حالياً
افتراضي الشاعر الألمانى جوته: إستوعب الإسلام فدافع عنه أكثر منا
  مشاركة رقم 1
 
الصورة الرمزية نور الإسلام
 
مدير عام
تاريخ التسجيل : Jan 2012




عندما نذكر المنصفين للإسلام فى الغرب فلا بد أن يكون فى مقدمتهم الشاعر والكاتب الألمانى العظيم جوته .

فهو أول من اعترف بأنه مدين بشاعريته للشرق الذى منحه (الثراء الروحى) كما كان يقال.



وهو أول من أعلن أن الدعوة إلى انفصال الشرق الإسلامى عن الغرب المسيحى دعوة باطلة ، وأن الإنسان العاقل هو الذى يأخذ من الجانبين.

اعترف صراحة بفضل الثقافة والعلوم العربية والإسلامية على أوروبا وكان مدافعا قويأ عن الإسلام فى مواجهة الكراهية التى كانت سائدة فى الغرب لكل ما يمت للإسلام بصلة .وتزداد قيمة جوته عندما نعرف ان دعوته إلى إنصاف الإسلام والاعتراف بقيمته فى إثراء الحضارة الأنسانية » جاءت فى وقت قد تم طمس هذه الحقيقة من عقول الفربيين جميعا» ويستثنى من ذلك قلة قليلة مثل الكاتب الألمانى ( ليسنج 1729 – 1781م ) الذى كتب رواية مشهورة بعنوان ( ناتان الحكيم ) تدور حول فكرة أساسية هى أن الأديان السماوية الثلاثة جاءت برسالة واحدة ورمز بذلك لأسرة فيها ثلاثة أشقاء لأب واحد .

ومثل المؤرخ الألمانى (يوهان هيردر 1803 – 1744م ) الذى اعترف بأن المسلمين أقاموا مئات السنين فى أوروبا فكانت علومهم وفنونهم هى المنهل الذى بدأ الغرب نهضته منها. ويقول : لقد هبت على أوروبا- عن طريق المسلمين – رياح الدين والشرف وتذوق الجمال فزرعت فى تربة الغرب الكثير من المسلمين خلال الحروب الصليبية » ومثل الأديب الألمانى الكبير (الكسندر هومبولدت 1769 – 1859 م الذى أوضح كيف كان للعرب والمسلمين الفضل فى التطور العلم والثقافى للغرب .

وفى كتاب للباحثة الألمانية د.كاثرينا ممسين بعنوان (جوته والإسلام ) ترجمته شيرين حامد فهمى وأصدرته مكتبة الشروق الدولية .

تتحدث عن إعجاب جوته بالقرآن ،وتأثر بذلك كثير من كتاب الغرب حتى أن (هيردر) عالم الدين البروتستانتى يعترف بأن (تلك اللغة القرآنية المقدسة أعجوبة العجائب ) . وكان مفهوم ( التسامح ) هو الذى جذب جوته الى الاسلام . ولكى يفهم لغة القرآن تعلم اللغة العربية والخط العربى. وكان يصف لغة القرآن بالقوة والعظمة والرهبة والسكون فى خليط عجيب ، وتذكر د.كاثرينا ممسين أمثلة من كتابات جوته ورسائله التى تدل على مدى احترامه للإسلام » فقد كتب رسالة وهو فى الثانية والعشرين من عمره قال فيها : (أريد أدن أدعو كما دعا موسى ربه في القرآن ” رب اشرح لى صدرى ” ( طه : 125 ) مما يدل على أنه قرأ القرآن وتأثر به .

تقول د.كاثرينا ممسين إن جوته رأى – خلافأ للعالم الغربى- التأثير الإلهى للقرآن على البشرية .وان اقتباسات جوته من القرآن فى مواضع كثيرة فى كتاباته تعكس تقديره الشخصى واقتناعه بأمور كثيرة فى الإسلام ، وكانت سورة البقر ة من السور التى أثرت فى هذا الشاعر الكبير ، وهو يذكر عدة آيات يتوقف عندها ويشيد بما فيها من الفكر الرائع العميق مثل :” بَلَى مَنْ أَسْلَمَ وَجْهَهُ لِلّهِ وَهُوَ مُحْسِنٌ فَلَهُ أَجْرُهُ عِندَ رَبِّهِ وَلاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ ” ( البقرة : 112 ) كما يتحدث عن أية أخرى من نفس السورة يقول إنها تعبر عن دليل وجود الله فى الكون كله : ” وَلِلّهِ الْمَشْرِقُ وَالْمَغْرِبُ فَأَيْنَمَا تُوَلُّواْ فَثَمَّ وَجْهُ اللّهِ إِنَّ اللّهَ وَاسِعٌ عَلِيمٌ ” ( البقرة : 155 ) والآية : ” إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَاخْتِلاَفِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ وَالْفُلْكِ الَّتِي تَجْرِي فِي الْبَحْرِ بِمَا يَنفَعُ النَّاسَ وَمَا أَنزَلَ اللّهُ مِنَ السَّمَاءِ مِن مَّاء فَأَحْيَا بِهِ الأرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا وَبَثَّ فِيهَا مِن كُلِّ دَآبَّةٍ وَتَصْرِيفِ الرِّيَاحِ وَالسَّحَابِ الْمُسَخِّرِ بَيْنَ السَّمَاء وَالأَرْضِ لآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَعْقِلُونَ ” ( البقرة : 164 ) وسجل جوته إعجاب بما فى الإسلام من الدعوة إلى الخير فقال : إن الله يقول فى القرآن الكريم انه لم يبعث رسول إلى قوم إلا إن يكون منهم ويتحدث بلغتهم ويعرف ثقافتهم ويستشهد بالآية : ” وَيَقُولُ الَّذِينَ كَفَرُواْ لَوْلا أُنزِلَ عَلَيْهِ آيَةٌ مِّن رَّبِّهِ إِنَّمَا أَنتَ مُنذِرٌ وَلِكُلِّ قَوْمٍ هَادٍ ” ( الرعد : 7 ) وكتب جوته رسالة إلى المفكر والمؤرخ البريطانى ( توماس كارليل ) فى السنة 1827 قال له فيها أن القرآن يقول إن الله أرسل لكل قوم رسولا يتحدث بلغتهم وأشار إلى الكفار الذين طالبوا الرسول محمد r بأن يأتى بمعجزات وعلق على ذلك بأبيات من الشعر قال فيها: المعجزات لا أستطيع الإتيان بها. المعجزة الكبرى هى وجودى بينكم رسولا .

كان للشاعر الفرنسى الشهير ” فولتير ” مسرحية عرضها عام 1742 واشتهرت فى الغرب اسمها ( تطرف النبى محمد ) وأعلن جوته أن هذه المسرحية قدمت أبشع صورة يمكن تصورها عن نبى وألف مسرحية تعارضها بعنوان ” الدراما المحدية ” من مشهدين فى المشهد الأول يصور بعد ذلك ” أغنية محمد ” التى تعتبر أول تبجيل للرسول من شاعر أوروبى وفى هذه الأغنية يظهر انبهار جوته بشخصية النبى ثم انبهاره بجهاده وعدم اكتفائه بالدعوة وكفاحه لتأسيس مجتمع قائم على مبادئ الدين الذين جاء به وربط النبى المعلم الروحى والنبى الإنسان ذى الصفات العالية ويعكس جوته فى أشعاره عموما إعجابه بما فى شخصية الرسول r من المزج بين الشخصية التى تؤسس دينا جديدا.

المصدر: طريق الخلاص


  رد مع اقتباس
 
1 2 3 4 5 6 7 8 9 10 11 12 13 14 15 16 17 18 19 20 21 22