عرض مشاركة واحدة
قديم 26-04-2013 ~ 05:04 PM
نور الإسلام غير متواجد حالياً
افتراضي آمنة بنت وهب سيدة الأمهات
  مشاركة رقم 1
 
الصورة الرمزية نور الإسلام
 
مدير عام
تاريخ التسجيل : Jan 2012


تندرج (آمنة بنت وهب) من أسرة ( آل زهرة ) ذات الشأن العظيم، فقد كان أبوها ( وهب بن كلاب بن مرة بن كعب بن لؤي) سيد بني زهرة شرفا وحسبا ، ولم يكن نسب (آمنة) من جهة أمها، دون ذلك عراقة وأصالة فهي ابنة برة بنت عبد العزى بن عثمان بن عبد الدار بن قصي بن كلاب( فتجمع في نسب آمنة) عز بني عبد مناف حسب وأصالة. ويؤكد هذه العراقة والأصالة بالنسب اعتزاز الرسول( صلى الله عليه وسلم) بنسبه حيث قال :لم يزل الله ينقلني من الأصلاب الطيبة إلى الأرحام الطاهرة مصفى مهذبا ، لا تتشعب شعبتان إلا كنت في خيرهما.

بعد زواج ( عبد الله) من( آمنة)بقي معها أياما ، وقيل إن المدة لم تتجاوز عشرة أيام؛ لأنه يجب عليه أن يلحق بالقافلة التجارية المسافرة إلى غزة والشام ومرت الأيام شعرت خلالها ( آمنة) ببوادر الحمل، وكان شعورا خفيفا لطيفا ولم تشعر فيه بأية مشقة حتى وضعته.

وجاء الخبر المفزع من(الحارث بن عبد المطلب ) ليخبر الجميع بأن ( عبد الله ) قد مات، أفزع هذا الخبر آمنة، فنهلت عيناها بالدموع وبكت بكاءً مراً على زوجها الغائب.

وجاءها المخاض فكانت وحيدة ليس معها أحد ولكنها شعرت بنور يغمرها من كل جانب، وخيل لها أن ( مريم ابنة عمران)و (آسية امرأة فرعون) و ( هاجر أم إسماعيل) كلهن بجنبها ، فأحست بالنور الذي انبثق منها ، ومن ثم وضعت وليدها كما تضع كل أنثى من البشر،وفرح الجد ( عبد المطلب) بحفيده، وسماه محمدا.

حان الوقت التي كانت (آمنة) تترقبه حيث بلغ( محمد)(صلى الله عليه وسلم) السادسة من عمره، فصحبته إلى أخوال أبيه المقيمين في يثرب ولمشاهدة قبر فقيدهما الغالي، وعندما وصلت إلى قبر زوجها عكفت هناك ما يقارب شهرا كاملا ، وهي تنوح وتتذكر الأيام الخوالي التي جمعتها مع زوجها بينما محمد (صلى الله عليه وسلم) يلهو ويلعب مع أخواله.

تعبت (آمنة) في طريقها بين البلدتين إثر عاصفة حارة وقوية هبت عليهم. فشعرت (آمنة) بأن أجلها قد حان فكانت تهمس بأنها سوف تموت، ولكنها تركت غلاماً طاهراً، ثم أخذها الموت من بين ذراعي ولدها الصغير وفارقت هذه الدنيا. وانهلت أعين الطفل بالبكاء بين ذراعي أمه، فهو ( بعد ) لا يدرك معنى الموت . وعاد اليتم الصغير إلى مكة حاملا في قلبه الصغير الحزن والألم ، ورأى بعينيه مشهد موت أعز الناس وأقربهم إلى قلبه؛ أمه آمنة التي يصعب عليه فراقها.

المصدر: طريق الخلاص


  رد مع اقتباس
 
1 2 3 4 5 6 7 8 9 10 11 12 13 14 15 16 17 18 19 20 21 22