عرض مشاركة واحدة
قديم 24-06-2013 ~ 06:55 AM
نور الإسلام غير متواجد حالياً
افتراضي
  مشاركة رقم 2
 
الصورة الرمزية نور الإسلام
 
مدير عام
تاريخ التسجيل : Jan 2012


بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله الذي نزل على عبده الكتاب ولم يجعل له عوجا ، الذي أرسل رسوله – للعالمين -
بالهدى ودين الحق ؛ ليرشد الضالين ، وينذر الذين قالوا اتخذ الله ولدا ، مالهم به من علم ، كبرت كلمة تخرج من أفواههم إن يقولون إلا كذبا .
صل الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم ، وعلى إخوانه السابقين من الأنبياء والمرسلين .

لا شك أن علم النقد النصي " T extual Criticism " قد وجه عدة ضربات موجعة للمنصرين ، إذ أنه قد أفقدهم مصداقيتهم ، وأكد الحقائق التي ذكرها القرآن الكريم ورسول الإسلام صلى الله عليه وسلم بشأن ما حدث في أسفار أهل الكتاب من تحريف وحذف وإضافة .
لذلك توجه الكثير من المستشرقين لتطبيق " علم النقد النصي " على القرآن الكريم ، وفي الحقيقة أن فلح هذا العلم مع معظم نصوص الكتاب المقدس [1] ، فإنه لا جدوى له مع القرآن الكريم .
فقد فات على هؤلاء المستشرقين أن طريقة حفظ ونقل القرآن تختلف مع الكتاب المقدس إختلاف الليل والنهار ، فطريقة نقل القرآن تختلف جذرياً بين القرآن الكريم والكتاب المقدس ، ولنا في ذلك مثل وهو " السند المتصل " الذي نُقل بواسطته القرآن الكريم ، بينما لا تعرف أسفار الكتاب المقدس عنه شيئاً .


فإذا تم نقد لأحد نصوص الكتاب المقدس من خلال مخطوط ما فهذا أمر منطقي ، أما أن يتم نقد للقرآن الكريم من خلال مخطوط فهذا أمر غير منطقي وغير معقول .


إذ أن القرآن لم يعتمد في نلقه على المسطور وإنما على المحفوظ ، عكس الكتاب المقدس .
ولذلك فمعايير وقواعد النقد النصي لا تصلح أن تُطبق على القرآن الكريم .
ولعل أبرز مظاهر هذا هو إكتشاف عدد من المصريين عدد من الأخطاء الناتجة عن الطباعة في بعض المصاحف وتم على إثر ذلك سحب هذه المصاحف من الأسواق .


لذلك فلو ضاعت جميع مصاحف الأرض لن يضيع القرآن الكريم ، بل سنكتفي بإحضار أصغر أطفالنا من غير العرب من حفاظ القرآن الكريم ليقرؤوه علينا بما حفظوه في صدورهم .

لقد ظهرت في هذه الأيام حملة شوعاء تطعن في القرآن الكريم وعصمته من خلال عدد من المخطوطات القرآنية المكتشفة في صنعاء أو من خلال ما يسمى بـ " النقد النصي للقرآن " .
فمنذ وقت ليس ببعيد رأيت أحد مواقع الدعارة الفكرية ومنتديات المراحيض التصيرية – المستترة زوراً تحت مسمى حوار الإديان – تطعن في عصمة نصوص القرآن الكريم وسلامة نقلها من خلال عدد من المخطوطات القرآنية المكتشفة بصنعاء .
وبعدها بقليل حدثني القمص بسيط أبو الخير عن نفس الأمر قائلاً " لو تحدثت في هذا الأمر لصدمتك " [2] .

والناظر لهذه المواضيع وهذه الشبهات لا يوجد سوى رائحة التفاهة التي تفوح منها ، وكُتاب هذه المواضيع يستشعرون هذا بأنفسهم .
فالدعاوى التي قدموها أوهي من بيوت العنكبوت ، فنجد على سبيل المثال إتهام القرآن بالتحريف لإختلاف رسم كلمة " كلما " كما هو موجود في الرسم العثماني وبين " كل ما " كما جاء في أحد المخطوطات ، أو عدم وجود كلمة غيابها يمثل خلل بمعنى الآية وبدونها تصبح لا معنى لها مثل قوله تعالى :

لَئِنْ بَسَطْتَ إِلَيَّ يَدَكَ لِتَقْتُلَنِي مَا أَنَا بِبَاسِطٍ يَدِيَ إِلَيْكَ لِأَقْتُلَكَ إِنِّي أَخَافُ اللَّهَ رَبَّ الْعَالَمِينَ ( 28 ) المائدة

ففي إحدى المخطوطات لا توجد كلمة " رب " ، فما معنى الآية بدون كلمة رب ؟ وهل بدونها يستقيم المعنى ؟
كل هذه أسئلة بديهية تقال وغياب هذه الكلمة راجع لخطأ بلا محالة من ناسخ المخطوط ، ومثل هذه الأخطاء موجودة عندهم يقرونها ويتعرفون بيها ويصنفونها على أنها أخطاء مقصودة وأخطاء غير مقصودة .

لذلك فلا يمكن أن تكون الحجة في نقل القرآن هي المكتوب دون المحفوظ ، لأن المحفوظ هو العمدة وهو الأساس في نقل القرآن ، وهو الحجة على المكتوب .
حتى أنه بعد نسخ المصاحف على عهد عثمان بن عفان رضي الله عنه لم يكتفي بإرسال المصاحف للأمصار ، بل أرسل معهم القراء لعدم كفاية المصاحف وحدها ، ولو كان ذلك كذلك لكان بالأحري الإقتصار على إرسالها للأمصار .

لذلك لن تقوم حجة بأي مكتوب على المحفوظ ، وهذا هو أساس الموضوع الذي فات على المستشرقين والمنصرين لعدم معرفتهم بـ " التواتر " و " السند المتصل " ، وهذا ما أغلفه متناولي الموضوع .

ولذلك فمثل هؤلاء الذين زعموا أنهم مسوا بذلك عصمة القرآن الكريم أو صدموا المسلمين بحديثهم عن مثل تلك الأشياء كمثل الغريب الذي نزل ببلدة لا يعرف طرقها ولا شعبها .
فهم يتحدثون عن القرآن وهو لا يعرفونه ولا يعرفون هن علومه ولا علوم الإسلام الشرعية أي شيء .
و لأن أهل مكة أدرى بشعابها؛ لذلك سنأخد بأيديهم ونعرف ونوضح لهم ما جهلوه ومالا يعرفوه عسى أن يفهموا ويعوا ما يقولون ...

وعلى هذا ستكون خطة هذا البحث :

· الفصل الأول : كيف وصلنا القرآن ، وفيه ثلاثة مباحث :

- في عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم .

- الجمع الأول له في عهد أبي بكر الصديق رضي الله عنه .

- الجمع الثاني في عهد عثمان بن عفان رضي الله عنه .

· الفصل الثاني : الإعتماد في نقل القرآن على الصدور وليس السطور .

· الفصل الثالث : المخطوطات الصنعائية : القصة ، الإكتشاف ، والشبهات .

· الفصل الرابع : نماذج وتطبيقات على بعض المخطوطات .

والله ولي التوفيق ، والحمد لله في البدء والختام ...

وَسَيَعْلَمُ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَيَّ مُنْقَلَبٍ يَنْقَلِبُونَ ( 227 ) الشعراء

طارق أحمدabcdef_475
__________________________________________________

[1] توجد بعد المشاكل النصية قد وقف أمامها علم النقد النصي عاجزاً مثل 1صم 13 : 1 .

[2] والتسجيل عندنا لمن أراد التأكد .

المصدر http://www.ebnmaryam.com/vb/t33587.html

  رد مع اقتباس
 
1 2 3 4 5 6 7 8 9 10 11 12 13 14 15 16 17 18 19 20 21 22