عرض مشاركة واحدة
قديم 16-08-2015 ~ 08:22 AM
نور الإسلام غير متواجد حالياً
افتراضي الهدي النبوي في الطب
  مشاركة رقم 1
 
الصورة الرمزية نور الإسلام
 
مدير عام
تاريخ التسجيل : Jan 2012


الهدي, النبوي, الطب





[IMG]file:///C:/Users/MOI/AppData/Local/Temp/msohtmlclip1/01/clip_image002.jpg[/IMG]

جمعه الفقير إلى الله تعالى
عبد الله بن جار الله بن إبراهيم آل جار الله
غفر الله له ولوالديه ولجميع المسلمين


بسم الله الرحمن الرحيم
مقدمة

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على رسول الهدى محمد وعلى آله وصحبه أجمعين وبعد:
يزعم الكثير من الناس أن الطب من حسنات الحضارة قديمها وحديثها دون أن يشير إلى أن للإسلام دوراً في التطيب والعلاج جاهلاً أو متجاهلاً طب النبي r . الذي لا خير إلا دل الأمة عليه ولا شر إلا حذرها منه إن الرسول عليه الصلاة والسلام كان الطبيب الأول الذي عالج أمراض القلوب والأبدان والأمراض النفسية المعقدة حتى جاءت الحضارة الأوروبية المعاصرة فأهملت علاج الأول وطورت الثاني: وعقدت الثالث بمحاولة الشعور بلذة الحياة المادية، ومن تدبر هديه r علم يقيناً أنه ليس طبيب فن واحد وإنما هو طبيب عام ناجح في علاج الأمة بأسرها إلا من خالف هديه ونبذ وصفات علاجه القلبية والنفسية ولقد اطلعت على كتاب الطب النبوي لشمس الدين ابن القيم رحمه الله فأعجبت به إعجاباً دفعني إلى جمع فصوله منه مساهمة مني في إحياء ذلك الكنز الثمين والتراث الغالي والله أسأل أن ينفع به من تعالج أو عالج به عن إيمان وعقيدة ([1]) وأضيف إلى الفصول المختارة من الطب النبوي ستين حديثاً في الطب، وشرح بعض الأحاديث في ذلك، والحث على الاعتدال في استعمال العلاجات.
وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.

بسم الله الرحمن الرحيم
رسالة إلى الأطباء
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:
فيرجى من الإخوة الأطباء المسلمين الكرام أن يكونوا قدوة حسنة للمرضى وغيرهم في الالتزام بتعاليم الإسلام الحنيف وطاعة الله ورسوله في جميع المجالات وأن يعنوا بالمرضى من الناحية الدينية ومعالجة قلوبهم بالإيمان الصادق والعمل الصالح الذي هو سبب السعادة الأبدية بالفوز بالجنة والنجاة من النار لقول الله تعالى }وَمَن يُطِعِ اللهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا{ ([2])}فَمَن زُحْزِحَ عَنِ النَّارِ وَأُدْخِلَ الْجَنَّةَ فَقَدْ فَازَ{ ([3])}إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَهُمْ جَنَّاتُ النَّعِيمِ{ ([4]) ومن ذلك دعوة غير المسلمين إلى الإسلام وليحتسبوا ثواب ذلك عند الله وليثقوا منه بعظيم الأجر والجزاء.
ومن ذلك حث المرضى المسلمين على الصبر واحتساب الأجر والطهارة واجتناب النجاسة وأداء الصلاة في وقتها بحسب الاستطاعة والإكثار من ذكر الله والدعاء والاستغفار والتوبة إلى الله تعالى والدال على الخير كفاعله، والله في عون العبد ما كان العبد في عون أخيه، وبذلك يثابون ويشكرون ويدعى لهم وجزاهم الله خيراً على علاج القلوب والأبدان.
كما ينصح الأطباء الكرام بعدم الاختلاط بالنساء والخلوة بهن لأنهن عورة وفتنة وقد قال رسول الله r - "ما تركت بعدي فتنة أضر على الرجال من النساء" متفق عليه وقال "اتقوا الدنيا واتقوا النساء فإن أول فتنة بني إسرائيل كانت في النساء" رواه مسلم والله ولي التوفيق.

كتاب الطب والرقى ([5])
الفصل الأول
(1) عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله r: "ما أنزل الله داءً إلا أنزل له شفاءً". رواه البخاري.
(2) وعن جابر، قال: قال رسول الله r: "لكل داءٍ دواءٌ، فإذا أصيب دواء الداء؛ برأ بإذن الله". رواه مسلم.
(3) وعن ابن عباس، قال: قال رسول الله r: "الشفاء في ثلاثٍ: في شرطة محجمٍ، أو شربة عسلٍ، أو كيةٍ بنار، وأنا أنهي أمتي عن الكي". رواه البخاري.
(4) وعن جابر، قال: رمى أبي يوم الأحزاب على أكحله([6])، فكواه رسول الله r. رواه مسلم.
(5) وعنه، قال: رمي سعد بن معاذ في أكحله، فحسمه([7]) النبي بيده بمشقصٍ([8])، ثم ورمت، فحسمه الثانية. رواه مسلم.
(6) وعنه، قال: بعث رسول الله r إلى أبي بن كعب طبيباً، فقطع منه عرقاً، ثم كواه عليه. رواه مسلم.
(7) وعن أبي هريرة، أنه سمع رسول الله r يقول: "في الحبة السوداء شفاءٌ من كل داءٍ، إلا السام". قال ابن شهاب: السام: الموت. والحبة السوداء: الشونيز([9]). متفق عليه.
(8) وعن أبي سعيد الخدري، قال: جاء رجل إلى النبي r، فقال: أخي استطلق بطنه فقال رسول الله r: "اسقيه عسلاً". فسقاه، ثم جاء، فقال: سقيته فلن يزده إلا استطلاقاً. فقال له "ثلاث مرات". ثم جاء الرابعة. فقال: "اسقيه عسلاً". فقال: لقد سقيته، فلم يزده إلا استطلاقاً". فقال رسول الله r: "صدق الله، وكذب بطن أخيك"، فسقاه، فبرأ. متفق عليه.
(9) وعن أنس، قال: قال رسول الله r: "إن أمثل ما تداويتم به الحجامة، والقسط([10]) البحري". متفق عليه.
(10) وعنه، قال: رسول الله r: "لا تعذبوا صبيانكم بالغمز([11]) من العذرة([12])، عليكم بالقسط". متفق عليه.
(11) وعن أم قيس، قالت: قال رسول الله r: "على من تدغرن([13]) أولادكن بهذا العلاق؟ عليكن بهذا العود الهندي؛ فإن فيه سبعة أشفية، منها ذات الجنب يسعط من العذرة، ويلد([14]) من ذات الجنب". متفق عليه.
(12) وعن عائشة، ورافع بن خديج، عن النبي r، قال: "الحمى من فيح جهنم، فأبردوها بالماء". متفق عليه.
(13) وعن أنس، قال: رخص رسول الله r في الرقية من العين، والحمة([15]) والنملة([16]). رواه مسلم.
(14) وعن عائشة، قالت أمر النبي r أن نسترقي من العين. متفق عليه.
(15) وعن أم سلمة أن النبي r رأى في بيتها جارية في وجهها سفعة - يعني صفرة -، فقال: "استرقوا لها([17])؛ فإن بها النظرة". متفق عليه.
(16) وعن جابر، قال نهى رسول الله r عن الرقي، فجاء آل عمرو ابن حزمٍ، فقالوا: يا رسول الله! إنه كانت عندنا رقية نرقي بها من العقرب، وأنت نهيت عن الرقي، فعرضوها عليه، فقال: "ما أرى بها بأساً، من استطاع منكم أن ينفع أخاه فلينفعه". رواه مسلم.
(17) وعن عوف بن مالك الأشجعي، قال: كنا نرقي في الجاهلية، فقلنا: يا رسول الله! كيف ترى في ذلك؟ فقال: "اعرضوا علي رقاكم، لا بأس بالرقى ما لم يكن فيه شركٌ". رواه مسلم.
(18) وعن ابن عباس، عن النبي r، قال: "العين حقٌ، فلو كان شيءٌ سابقٌ القدر سبقته العين، وإذا استغسلتم فاغسلوا". رواه مسلم.

الفصل الثاني
(19) عن أسامة بن شريك، قال: قالوا: يا رسول الله! أفنتداوى؟ قال: "نعم، يا عباد الله! تداووا، فإن الله لم يضع داءً إلا وضع له شفاءً، غير داءٍ واحد، الهرم". رواه أحمد، والترمذي، وأبو داود([18]).
(20) وعن عقبة بن عامر، قال: قال رسول الله r: "لا تكرهوا مرضاكم على الطعام؛ فإن الله يطعمهم ويسقيهم". رواه الترمذي، وابن ماجه، وقال الترمذي: هذا حديثٌ غريب.
(21) وعن أنسٍ، أن النبي r كوى أسعد بن زرارة من الشوكة([19]).رواه الترمذي، وقال: هذا حديث غريب.
(22) وعن زيد بن أرقم، قال: أمرنا رسول الله r أن نتداوى من ذات الجنب بالقسط البحري، والزيت. رواه الترمذي.
(23) وعنه، قال: كان النبي r ينعت الزيت والورس([20]) من ذات الجنب. رواه الترمذي.
(24) وعن أسماء بنت عميس: أن النبي r سألها: "بم تستمشين([21])؟" قالت: بالشبرم([22]).
قال: "حارٌ حارٌ([23])". قالت: ثم استمشيت بالسنا فقال النبي r: "لو أن شيئاً كان فيه الشفاء من الموت؛ لكان في السنا". رواه الترمذي، وابن ماجه، وقال الترمذي: هذا حديثٌ حسنٌ غريب.
(25) وعن أبي الدرداء، قال: قال رسول الله r: "إن الله أنزل الداء والدواء، وجعل لكل داءٍ دواءً، فتداووا، ولا تداووا بحرامٍ". رواه أبو داود([24]).
(26) وعن أبي هريرة، قال: نهى رسول الله r عن الدواء الخبيث. رواه أحمد، وأبو داود، والترمذي، وابن ماجه([25]).
(27) وعن سلمى خادمة النبي r ، قالت: ما كان أحد يشتكي إلى رسول الله r وجعاً في رأسه إلا قال: "احتجم" ولا وجعاً في رجليه إلا قال: "اختضبهما"([26]). رواه أبو داود([27]).
(28) وعنها، قالت: ما كان يكون برسول الله r قرحة ([28]) ولا نكبة ([29]) إلا أمرني أن أضع عليها الحناء. رواه الترمذي.
(29) وعن أبي كبشة الأنماري: أن رسول الله r كان يحتجم على هامته، وبين كتفيه، وهو يقول: "من أهراق من هذه الدماء، فلا يضره أن لا يتداوى بشيء لشيء". رواه أبو داود، ابن ماجة.
(30) وعن جابر: أن النبي r احتجم على وركه من وثء ([30]) كان به. رواه أبو داود.
(31) وعن ابن مسعود، قال: حدث رسول الله r عن ليلة أسرى به: أنه لم يمر على ملأ من الملائكة إلا أمروه: "مر أمتك بالحجامة". رواه الترمذي، وابن ماجة، وقال الترمذي: هذا حديث حسن غريب([31]).
(32) وعن عبد الرحمن بن عثمان: أن طبيباً سأل النبي r عن ضفدع يجعلها في دواء، فنهاه النبي r عن قتلها. رواه أبو داود([32]).
(33) وعن أنس، قال: كان رسول الله r يحتجم في الأخدعين([33]) .............................................. والكاهل([34]). رواه أبو داود([35]). وزاد الترمذي، وابن ماجة: وكان يحتجم سبع عشرة، وتسع عشرة، وإحدى وعشرين.
(34) وعن ابن عباس [رضي الله عنهما] ([36]): أن النبي r كان يستحب الحجامة لسبع عشرة، وتسع عشرة، وإحدى وعشرين. رواه في "شرح السنة".
(35) وعن أبي هريرة، عن رسول الله r ، قال: "من احتجم لسبع عشرة، وتسع عشرة، وإحدى وعشرين؛ كان شفاء له من كل داء". رواه أبو داود([37]).
(36) وعن كبشة بنت أبي بكرة: أن أباها كان ينهي أهله عن الحجامة يوم الثلاثاء، ويزعم ([38]) عن رسول الله r : "أن يوم الثلاثاء يوم الدم، وفيه ساعة لا يرقأ". رواه أبو داود([39]).
(37) وعن الزهري، مرسلاً، عن النبي r : "من احتجم يوم الأربعاء، أو يوم السبت، فأصابه وضح ([40])؛ فلا يلومن إلا نفسه". رواه أحمد وأبو داود، وقال: وقد أسند ولا يصح.
(38) وعنه، مرسلاً، قال: رسول الله r : "من احتجم أو اطلى ([41]) يوم السبت أو الأربعاء؛ فلا يلومن إلا نفسه في الوضح". رواه في "شرح السنة".
(39) وعن زينب امرأة عبد الله بن مسعود، أن عبد الله رأى في عنقي خيطاً، فقال: ما هذا؟ فقلت: خيط رقي لي فيه قالت: فأخذه فقطعه، ثم قال: أنتم آل عبد الله لأغنياء عن الشرك، سمعت رسول الله r يقول: "إن الرقى والتمائم والتولة ([42]) شرك" فقلت: لم تقول هكذا؟ لقد كانت عيني تقذف ([43])، وكنت أختلف إلى فلان اليهودي فإذا رقاها سكنت. فقال عبد الله: إنما ذلك عمل الشيطان، كان ينسخها بيده، فإذا رقي كف عنها، إنما كان يكفيك أن تقولي كما كان رسول الله r يقول "أذهب البأس ([44])، رب الناس! واشف أنت الشافي، لا شفاء إلا شفاؤك، شفاء لا يغادر سقماً". رواه أبو داود ([45]).
(40) وعن جابر، قال: سئل النبي r عن النشرة ([46])، فقال: "هو من عمل الشيطان". رواه أبو داود([47]).
(41) وعن عبد الله بن عمر ([48])، قال: سمعت رسول الله r يقول: "ما أبالي ما أتيت إن أنا شربت ترياقاً ([49]) أو تعلقت تميمة ([50]) أو قلت الشعر من قبل نفسي ([51])". رواه أبو داود([52]).
(42) وعن المغيرة بن شعبة، قال: قال النبي r : "من اكتوى أو استرقى، فقد برئ من التوكل". رواه أحمد، والترمذي، وابن ماجة ([53]).
(43) وعن عيسى بن حمزة، قال: دخلت على عبد الله بن عكيم وبه حمرة، فقلت: ألا تعلق تميمة؟ فقال: نعوذ بالله من ذلك، قال رسول الله r : "من تعلق شيئاً وكل ليه". رواه أبو داود.
(44) وعن عمران بن حصين، أن رسول الله r قال: "لا رقية إلا من عين أو حمة ([54]). رواه أحمد، والترمذي، وأبو داود ([55]).
(45) ورواه ابن ماجة، عن بريدة ([56]).
(46) وعن أنس، قال: قال رسول الله r :"لا رقية إلا من عين أو حمة أو دم ([57])". رواه أبو داود([58]).
(47) وعن أسماء بنت عميس، قالت: يا رسول الله ! إن ولد جعفر تسرع إليهم العين، أفأسترقي لهم؟ قال: "نعم، فإنه لو كان شيء سابق القدر لسبقته العين". رواه أحمد، والترمذي، وابن ماجة([59]).
(48) وعن الشفاء بنت عبد الله، قالت: دخل رسول الله r وأنا عند حفصة، فقال: "ألا تعلمين هذه رقية النملة كما علمتها ([60]) الكتابة". رواه أبو داود ([61]).
(49) وعن أبي أمامة بن سهل بن حنيف قال: رأى عامر بن ربيعة سهل بن حنيف يغتسل، فقال: والله ما رأيت كاليوم، ولا جلد مخبأة ([62]).
قال: فلبط سهل، فأتي رسول الله r ، فقيل له: يا رسول الله! هل لك في سهل بن حنيف؟ والله ما يرفع رأسه. فقال: "هل تتهمون له أحداً". فقالوا: نتهم عامر بن ربيعة. قال: فدعا رسول الله r عامراً، فتغلظ عليه ([63])، وقال: "علام يقتل أحدكم أخاه؟ ألا بركت ([64])؟ واغتسل له".
فغسل له عامر وجهه ويديه ومرفقيه وركبتيه وأطراف رجليه وداخلة إزاره في قدح، ثم صب عليه، فراح مع الناس ليس له بأس([65]). رواه في "شرح السنة"، ورواه مالك.
وفي روايته: قال: "إن العين حق. توضأ له"([66]).
(50) وعن أبي سعيد الخدري، قال: كان رسول الله r يتعوذ من الجان وعين الإنسان، حتى نزلت المعوذتان، فلما نزلت أخذ بهما وترك ما سواهما.رواه الترمذي، وابن ماجة، وقال الترمذي: ها حديث حسن غريب ([67]).
(51) وعن عائشة، قالت: قال لي رسول الله r : "هل رئي فيكم المغربون؟" قلت: وما المغربون؟ قال: الذين يشترك فيهم الجن". رواه أبو داود([68]).
(52) وذكر حديث ابن عباس: "خير ما تداويتم" في "باب الترجل".

الفصل الثالث
(53) عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله r : "المعدة حوض البدن، والعروق إليها واردة، فإذا صحت المعدة صدرت العروق بالصحة، وإذا فسدة المعدة صدرت العروق بالسقم".
(54) وعن علي، قال: بينما رسول الله r ذات ليلة يصلي، فوضع يده على الأرض، فلدغته عقرب، فناولها ([69]) رسول الله r بنعله فقتلها ... فلما انصرف قال: "لعن الله العقرب، ما تدع مصلياً ولا غيره - أو نبياً وغيره" - ثم دعا بملح وماء، فجعله في إناء، ثم جعل يصبه على أصبعه حيث لدغته ويمسحها ويعوذها بالمعوذتين. رواهما البيهقي في "شعب الإيمان" ([70]).
(55) وعن عثمان بن عبد الله بن موهب، قال: أرسلني أهلي إلى أم سلمة بقدح من ماء، وكان إذا أصاب الإنسان عين أو شيء بعث إليها مخضبة ([71])، أخرجت من شعر رسول الله r ، وكانت تمسكه في جلجل ([72]) من فضة، فخضخضته له ([73])، فشرب منه، قال: فاطلعت في الجلجل فرأيت شعرات حمراء رواه البخاري.
(56) وعن أبي هريرة، أن ناساً من أصحاب رسول الله r قالوا لرسول الله r : الكمأة جدري الأرض؟ فقال رسول الله r : "الكمأة من المن، وماؤها شفاة للعين. والعجوة من الجنة، وهي شفاء من السم". قال أبو هريرة: فأخذت ثلاثة أكمؤ أو خمساً أو سبعاً فعصرتهن، وجعلت ماءهن في قارورة، وكحلت به جارية لي عمشاء ([74])، فبرأت. رواه الترمذي، وقال: هذا حديث حسن.
(57) وعنه، قال: قال رسول الله r : "من لعق العسل ثلاث غدوات في كل شهر لم يصبه عظيم من البلاء".
(58) وعن عبد الله بن مسعود، قال: قال رسول الله r :"عليكم بالشفاءين: العسل والقرآن". رواهما ابن ماجة، والبيهقي في "شعب الإيمان" وقال: والصحيح أن الأخير موقوف على ابن مسعود.
(59) وعن أبي كبشة الأنماري: أن رسول الله r احتجم على هامته من الشاة المسمومة. قال معمر: فاحتجمت أنا من غير سم كذلك في يافوخي، فذهب حسن الحفظ عني، حتى كنت ألقن فاتحة الكتاب في الصلاة. رواه رزين.
(60) وعن نافع، قال: قال ابن عمر: يا نافع! ينبع ([75]) بي الدم، فأتني بحجام واجعله شاباً، ولا تجعله شيخاً ولا صبياً. قال: وقال ابن عمر: سمعت رسول الله r يقول: "الحجامة على الريق أمثل، وهي تزيد في العقل، وتزيد في الحفظ، وتزيد الحافظ حفظاً، فمن كان محتجماً فيوم الخميس على اسم الله تعالى، واجتنبوا الحجامة يوم الجمعة ويوم السبت ويوم الأحد، فاحتجموا يوم الاثنين ويوم الثلاثاء، واجتنبوا الحجامة يوم الأربعاء؛ فإنه اليوم الذي أصيب به أيوب في البلاء. وما يبدو جذام ولا برص إلا في يوم الأربعاء أو ليلة الأربعاء". رواه ابن ماجة ([76]).
(61) وعن معقل بن يسار، قال: قال رسول الله r : "الحجامة يوم الثلاثاء لسبع عشرة من الشهر دواء لداء السنة". رواه حرب بن إسماعيل الكرماني صاحب أحمد وليس إسناده بذاك، هكذا في "المنتقى".
(62) وروى رزين نحوه عن أبي هريرة.

الطب النبوي
قال ابن القيم رحمه الله:
وقد أتينا على جمل من هديه r في المغازي والسير والبعوث والسرايا، والرسائل، والكتب التي كتب بها إلى الملوك ونوابهم.
ونحن نتبع ذلك بذكر فصول نافعة في هديه في الطب الذي تطبب به، ووصفه لغيره، ونبين ما فيه من الحكمة التي تعجز عقول أكثر الأطباء عن الوصول إليها، وأن نسبة طبهم إليها كنسبة طب العجائز إلى طبهم، فنقول وبالله المستعان، ومنه نستمد الحول والقوة:
المرض: نوعان: مرض القلوب، ومرض الأبدان، وهما مذكوران في القرآن.
ومرض القلوب: نوعان: مرض شبهة وشك، ومرض شهوة وغي، وكلاهما في القرآن. قال تعالى في مرض الشبهة: }فِي قُلُوبِهِم مَّرَضٌ فَزَادَهُمُ اللهُ مَرَضًا{ [البقرة: 10] وقال تعالى: }وَلِيَقُولَ الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِم مَّرَضٌ وَالْكَافِرُونَ مَاذَا أَرَادَ اللهُ بِهَذَا مَثَلاً{ [المدثر: 31] ، وقال تعالى في حق من دعي إلى تحكيم القرآن والسنة، فأبى وأعرض: }وَإِذَا دُعُوا إِلَى اللهِ وَرَسُولِهِ لِيَحْكُمَ بَيْنَهُمْ إِذَا فَرِيقٌ مِّنْهُم مُّعْرِضُونَ * وَإِن يَكُن لَّهُمُ الْحَقُّ يَأْتُوا إِلَيْهِ مُذْعِنِينَ * أَفِي قُلُوبِهِم مَّرَضٌ أَمِ ارْتَابُوا أَمْ يَخَافُونَ أَن يَحِيفَ اللهُ عَلَيْهِمْ وَرَسُولُهُ بَلْ أُولَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ{ [النور: 48 و 49] ، فهذا مرض الشبهات والشكوك.
وأما مرض الشهوات، فقال تعالى: }يَا نِسَاءَ النَّبِيِّ لَسْتُنَّ كَأَحَدٍ مِّنَ النِّسَاءِ إِنِ اتَّقَيْتُنَّ فَلاَ تَخْضَعْنَ بِالْقَوْلِ فَيَطْمَعَ الَّذِي فِي قَلْبِهِ مَرَضٌ{ [الأحزاب: 32] : فهذا مرض شهوة الزنى، والله أعلم.

فصل
وأما مرض الأبدان، فقال تعالى: }لَيْسَ عَلَى الأعْمَى حَرَجٌ وَلاَ عَلَى الأعْرَجِ حَرَجٌ وَلاَ عَلَى الْمَرِيضِ حَرَجٌ{ [النور: 61]. وذكر مرض البدن في الحج والصوم والوضوء لسر بديع يبين لك عظمة القرآن، والاستغناء به لمن فهمه وعقله عن سواه، وذلك أن قواعد طب الأبدان ثلاثة:
1- حفظ الصحة، 2- والحمية عن المؤذي، 3- واستفراغ المواد الفاسدة، فذكر سبحانه هذه الأصول الثلاثة في هذه المواضع الثلاثة.
فقال في آية الصوم: }فَمَن كَانَ مِنْكُم مَّرِيضًا أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِّنْ أَيَّامٍ أُخَرَ{ [البقرة: 184]، فأباح الفطر للمريض لعذر المرض، وللمسافر طلباً لحفظ صحته وقوته لئلا يذهبها الصوم في السفر لاجتماع شدة الحركة، وما يوجبه من التحليل، وعدم الغذاء الذي يخلف ما تحلل، فتخور القوة، وتضعف، فأباح للمسافر الفطر حفاظاً لصحته وقوته عما يضعفها.
وقال في آية الحج: }فَمَن كَانَ مِنْكُم مَّرِيضًا أَوْ بِهِ أَذًى مِّن رَّأْسِهِ فَفِدْيَةٌ مِّن صِيَامٍ أَوْ صَدَقَةٍ أَوْ نُسُكٍ{ [البقرة: 196].
فأباح للمريض، ومن به أذى من رأسه، من قمل، أو حكة، أو غيرهما، أن يحلق رأسه في الإحرام استفراغاً لمادة الأبخرة الرديئة التي أوجبت له الأذى في رأسه باحتقانها تحت الشعر، فإذا حلق رأسه، تفتحت المسام، فخرجت تلك الأبخرة منها، فهذا الاستفراغ يقاس عليه كل استفراغ يؤذي انحباسه.
(والأشياء التي يؤذي انحباسها ومدافعتها عشرة): الدم إذا هاج، والمني إذا تبيغ، والبول، والغائط، والريح، والقيء، والعطاس، والنوم، والجوع، والعطش. وكل واحد من هذه العشرة يوجب حبسه داء من الأدواء بحسبه.
وقد نبه سبحانه باستفراغ أدناها، وهو البخار المحتقن في الرأس على استفراغ ما هو أصعب من، كما هي طريقة القرآن التنبيه بالأدنى على الأعلى.
وأما الحمية: فقال تعالى في آية الوضوء: }وَإِنْ كُنْتُم مَّرْضَى أَوْ عَلَى سَفَرٍ أَوْ جَاءَ أَحَدٌ مِّنْكُم مِّن الْغَائِطِ أَوْ لاَمَسْتُمُ النِّسَاءَ فَلَمْ تَجِدُوا مَاءً فَتَيَمَّمُوا صَعِيدًا طَيِّبًا{ [النساء: 43]، فأباح للمريض العدول عن الماء إلى التراب حمية له أن يصيب جسده ما يؤذيه، وهذا تنبه على الحمية عن كل مؤذ له من داخل أو خارج، فقد أرشد - سبحانه - عباده إلى أصول الطب ومجامع قواعده، ونحن نذكر هدي رسول الله r في ذلك، ونبين أن هديه فيه أكمل هدي.
فأما طب القلوب، فمسلم إلى الرسل صلوات الله وسلامه عليهم، ولا سبيل إلى حصوله إلا من جهتهم وعلى يديه، فإن صلاح القلوب أن تكون عارفة بربها، وفاطرها، وبأسمائه، وصفاته، وأفعاله، وأحكامه، وأن تكون مؤثرة لمرضاته ومحابه، متجنبة لمناهيه ومساخطه، ولا صحة لها ولا حياة ألبتة إلا بذلك، ولا سبيل إلى تلقيه إلا من جهة الرسل، وما يظن من حصول صحة القلب بدون اتباعهم، فغلط ممن يظن ذلك، وإنما ذلك حياة نفسه البهيمية الشهوانية، وصحتها وقوتها، وحياة قلبه وصحته، ووقته عن ذلك بمعزل، ومن لم يميز بين هذا وهذا، فليبك على حياة قلبه، فإنه من الأموات، وعلى نوره، فإنه منغمس في بحار الظلمات.

فصل
وأما طب الأبدان: فإنه نوعان:
نوع قد فطر الله عليه الحيوان ناطقه وبهيمه، فهذا لا يحتاج فيه إلى معالجة طبيب، كطب الجوع، والعطش، والبرد، والتعب بأضدادها وما يزيلها.
والثاني: ما يحتاج إلى فكر وتأمل، كدفع الأمراض المتشابهة الحادثة في المزاج، بحيث يخرج بها عن الاعتدال، إما إلى حرارة، أو برودة، أو يبوسة، أو رطوبة، أو ما يتركب من اثنين منها، وهي نوعان: إما مادية، وإما كيفية، أعني إما أن يكون بانصباب مادة، أو بحدوث كيفية، والفرق بينهما أن أمراض الكيفية تكون بعد زوال المواد التي أوجبتها، فتزول موادها، ويبقى أثرها كيفية في المزاج.
وأمراض المادة أسبابها معها تمدها، وإذا كان سبب المرض معه، فالنظر في السبب ينبغي أن يقع أولاً، ثم في المرض ثانياً، ثم في الدواء ثالثاً. أو الأمراض الآلية وهي التي تخرج العضو عن هيئته، إما في شكلٍ أو تجويف، أو مجرى، أو خشونة، أو ملاسة، أو عدد، أو عظم، أو وضع، فإن هذه الأعضاء إذا تألفت وكان منها البدن سمي تألفها اتصالاً، والخروج عن الاعتدال فيه يسمى تفرق الاتصال، أو الأمراض العامة التي تعم المتشابهة والآلية.
والأمراض المتشابهة: هي التي يخرج بها المزاج عن الاعتدال، وهذا الخروج يسمى مرضاً بعد أن يضر بالفعل إضراراً محسوساً.
وهي على ثمانية أضرب: أربعة بسيطة، وأربعة مركبة، فالبسيطة: البارد، والحار، والرطب، واليابس، والمركبة: الحار الرطب، والحار اليابس، والبارد الرطب، والبارد اليابس، وهي إما أن تكون بانصباب مادة، أو بغير انصباب مادة، وإن لم يضر المرض بالفعل يسمى خروجاً عن الاعتدال صحة.
وللبدن ثلاثة أحوال: حال طبيعية، وحال خارجة عن الطبيعية، وحال متوسطة بين الأمرين. فالأولى: بها يكون البدن صحيحاً، والثانية: بها يكون مريضاً. والحال الثالثة: هي متوسط بين الحالتين، فإن الضد لا ينتقل إلى ضده إلا بمتوسط، وسبب خروج البدن عن طبيعته، إما من داخله، لأنه مركب من الحار والبارد، والرطب واليابس، وإما من خارج، فلأن ما يلقاه قد يكون موافقاً، وقد يكون غير موافق، والضرر الذي يلحق الإنسان قد يكون من سوء المزاج بخروجه عن الاعتدال، وقد يكون من فساد في العضو، وقد يكون من ضعف في القوى، أو الأرواح الحاملة لها، ويرجع ذلك إلى زيادة ما الاعتدال في عدم زيادته، أو نقصان ما الاعتدال في عدم نقصانه، أو تفرق ما الاعتدال في اتصاله، أو اتصال ما الاعتدال في تفرقه، أو امتداد ما الاعتدال في انقباضه، أو خروج ذي وضع وشكل عن وضعه وشكله بحيث يخرجه عن اعتداله.
فالطبيب: هو الذي يفرق ما يضر الإنسان جمعه، أو يجمع فيه ما يضره تفرقه، أو ينقص منه ما يضره زيادته، أو يزيد فيه ما يضره نقصه، فيجلب الصحة المفقودة، أو يحفظها بالشكل والشبه، ويدفع العلة الموجودة بالضد والنقيض، ويخرجها، أو يدفعها بما يمنع من حصولها بالحمية، وسترى هذا كله في هدي رسول الله r شافياً كافياً بحول الله وقوته، وفضله ومعونته.
فصل
فكان من هديه r فعل التداوي في نفسه، والأمر به لمن أصابه مرض من أهله وأصحابه، ولكن لم يكن من هديه ولا هدي أصحابه استعمال هذه الأدوية المركبة التي تسمى أقرباذين، بل كان غالب أدويتهم بالمفردات، وربما أضافوا إلى المفرد ما يعاونه، أو يكسر سورته، وهذا غالب طب الأمم على اختلاف أجناسها من العرب والترك. وأهل البوادي قاطبة، وإنما عنى بالمركبات الروم واليونانيون، وأكثر طب الهند بالمفردات.
وقد اتفق الأطباء على أنه متى أمكن التداوي بالغذاء لا يعدل عنه إلى الدواء، ومتى أمكن بالبسيط لا يعدل عنه إلى المركب.
قالوا: وكل داء قدر على دفعه بالأغذية والحمية، لم يحاول دفعه بالأدوية.
قالوا: ولا ينبغي للطبيب أن يولع بسقي الأدوية، فإن الدواء إذا لم يجد في البدن داءً يحلله، أو وجد داءً لا يوافقه، أو وجد ما يوافقه فزادت كميته عليه، أو كيفيته، تشبث بالصحة. وعبث بها. وأرباب التجارب من الأطباء طبهم بالمفردات غالباً، وهم أحد فرق الطب الثلاث.
والتحقيق في ذلك أن الأدوية من جنس الأغذية، فالأمة والطائفة التي غالب أغذيتها المفردات، أمراضها قليلة جداً، وطبها بالمفردات، وأهل المدن الذين غلبت عليهم الأغذية المركبة يحتاجون إلى الأدوية المركبة، وسبب ذلك أن أمراضهم في الغالب مركبة، فالأدوية المركبة أنفع لها، وأمراض أهل البوادي والصحاري مفردة، فيكفي في مداواتها الأدوية المفردة، فهذا برهان بحسب الصناعة الطبية.
ونحن نقول: إن ها هنا أمراً آخر، نسبة طب الأطباء إليه كنسبة طب الطرقية والعجائز إلى طبهم، وقد اعترف به حذاقهم وأئمتهم، فإن ما عندهم من العلم بالطب منهم من يقول: هو قياس. ومنهم من يقول: هو تجربة. ومنهم من يقول: هو إلهامات، ومنامات، وحدس صائب. ومنهم من يقول: أخذ كثير منه من الحيوانات البهيمية، كما نشاهد السنانير إذا أكلت ذوات السموم تعمد إلى السراج، فتلغ في الزيت نتداوى به، وكما رؤيت الحيات إذا خرجت من بطون الأرض، وقد عشيت أبصارها تأتي إلى ورق الرازيانج، فتمر عيونها عليها. وكما عهد من الطير الذي يحتقن بماء البحر عند انحباس طبعه، وأمثال ذلك مما ذكر في مبادئ الطب.
وأين يقع هذا وأمثاله من الوحي الذي يوحيه الله إلى رسوله بما ينفعه ويضره، فنسبة ما عندهم من الطب إلى هذا الوحي كنسبة ما عندهم من العلوم إلى ما جاءت به الأنبياء، بل ها هنا من الأدوية التي تشفي من الأمراض ما لم يهتد إليها عقول أكابر الأطباء، ولم تصل إليها علومهم وتجاربهم، وأقيستهم من الأدوية القلبية، والروحانية، وقوة القلب، واعتماده على الله، والتوكل عليه، والالتجاء إليه، والانطراح والانكسار بين يديه، والتذلل له، والصدقة، والدعاء، والتوبة، والاستغفار، والإحسان إلى الخلق، وإغاثة الملهوف، والتفريج عن المكروب، فإن هذه الأدوية قد جربتها الأمم على اختلاف أديانها ومللها، فوجدوا لها من التأثير في الشفاء ما لا يصل إليه علم أعلم الأطباء، ولا تجربته، ولا قياسه.
قال ابن القيم رحمه الله:
وقد جربنا نحن وغيرنا من هذا أموراً كثيرة، ورأيناها تفعل ما لا تفعل الأدوية الحسية، بل تصير الأدوية الحسية عندها بمنزلة أدوية الطرقية عند الأطباء، وهذا جار على قانون الحكمة الإلهية ليس خارجاً عنها، ولكن الأسباب متنوعة، فإن القلب متى اتصل برب العالمين، وخالق الداء والدواء، ومدبر الطبيعة ومصرفها على ما يشاء كانت له أدوية أخرى غير الأدوية التي يعانيها القلب البعيد منه المعرض عنه، وقد علم أن الأرواح متى قويت، وقويت النفس والطبيعة تعاونا على دفع الداء وقهره، فكيف ينكر لمن قويت طبيعته ونفسه، وفرحت بقربها من بارئها، وأنسها به، وحبها له، وتنعمها بذكره، وانصراف قواها كلها إليه، وجمعها عليه، واستعانتها به، وتوكلها عليه، أن يكون ذلك لها من أكبر الأدوية، وأن توجب لها هذه القوة دفع الألم بالكلية، ولا ينكر هذا إلا أجهل الناس، وأغلظهم حجاباً، وأكثفهم نفساً، وأبعدهم عن الله وعن حقيقة الإنسانية، وسنذكر إن شاء الله السبب الذي به أزالت قراءة الفاتحة داء اللدغة عن اللديغ التي رقي بها، فقام حتى كأن لما به قلبة([77]).
فهذان نوعان من الطب النبوي، ونحن بحول الله نتكلم عليهما بحسب الجهد والطاقة، ومبلغ علومنا القاصرة، ومعارفنا المتلاشية جداً، وبضاعتنا المزجاة، ولكن نستوهب من بيده الخير كله، ونستمد من فضله، فإنه العزيز الوهاب.

فصل
(في الأحاديث الدالة على مشروعية التداوي)
روى مسلم في "صحيحه": من حديث أبي الزبير، عن جابر بن عبد الله، عن النبي r ، أنه قال: "لكل داء دواء، فإذا أصيب دواء الداء، برأ بإذن الله عز وجل"([78]).
وفي "الصحيحين": عن عطاء، عن أبي هريرة قال: قال رسول الله r : "ما أنزل الله من داء إلا أنزل له شفاء" ([79]).
وفي "مسند الإمام أحمد": من حديث زياد بن علاقة، عن أسامة بن شريك، قال: كنت عند النبي r ، وجاءت الأعراب، فقالوا: يا رسول الله! أنتدواى؟ فقال: "نعم يا عباد الله تداووا، فإن الله عز وجل لم يضع داء إلا وضع له شفاء غير داء واحد"، قالوا: ما هو؟ قال: "الهرم" ([80]).
وفي لفظ: "إن الله لم ينزل داء إلا أنزل له شفاء، علمه من علمه وجهله من جهله" ([81]).
وفي "المسند": من حديث ابن مسعود يرفعه: "إن الله عز وجل لم ينزل داء إلا أنزل له شفاء، علمه من علمه، وجهله من جهله"([82]).
وفي "المسند" و "السنن": عن أبي خزامة، قال: قلت: يا رسول الله! أرأيت رقى نسترقيها، ودواء نتداوى به، وتقاة نتقيها، هل ترد من قدر الله شيئاً؟ فقال: "هي من قدر الله" ([83]).
فقد تضمنت هذه الأحاديث إثبات الأسباب والمسببات، وإبطال قول من أنكرها، ويجوز أن يكون قوله: "لكل داء دواء"، على عمومه حتى يتناول الأدواء القاتلة، والأدواء التي لا يمكن لطبيب أن يبرئها، ويكون الله عز وجل قد جعل لها أدوية تبرئها، ولكن طوى علمها عن البشر، ولم يجعل لهم إليه سبيلاً، لأنه لا علم للخلق إلا ما علمهم الله، ولهذا علق النبي r الشفاء على مصادفة الدواء للداء، فإنه لا شيء من المخلوقات إلا له ضد، وكل داء له ضد من الدواء يعالج بضده، فعلق النبي r البرء بموافقة الداء للدواء، وهذا قدر زائد على مجرد وجوده، فإن الدواء متى جاوز درجة الداء في الكيفية، أو زاد في الكمية على ما ينبغي، نقله إلى داء آخر، ومتى قصر عنها لم يف بمقاومته، وكان العلاج قاصراً، ومتى لم يقع المداوي على الدواء، أو لم يقع الدواء على الداء، لم يحصل الشفاء، ومتى لم يكن الزمان صالحاً لذلك الدواء، لم ينفع، ومتى كان البدن غير قابل له، أو القوة عاجزة عن حمله، أو ثم مانع يمنع من تأثيره، لم حصل البرء لعدم المصادفة، ومتى تمت المصادفة حصل البرء بإذن الله ولابد، وهذا أحسن المحملين في الحديث.
والثاني: أن يكون من العام المراد به الخاص، لاسيما والداخل في اللفظ أضعاف الخارج منه، وهذا يستعمل في كل لسان، ويكون المراد أن الله لم يضع داء يقبل الدواء إلا وضع له دواء، فلا يدخل في هذا الأدواء التي لا تقبل الدواء، وهذا كقوله تعالى في الريح التي سلطها على قوم عاد: }تُدَمِّرُ كُلَّ شَيْءٍ بِأَمْرِ رَبِّهَا{ [الأحقاف: 25] أي كل شيء يقبل التدمير، ومن شأن الريح أن تدمره، ونظائره كثيرة.
ومن تأمل خلق الأضداد في هذا العالم، ومقاومة بعضها لبعض، ودفع بعضها ببعض، وتسليط بعضها على بعض، تبين له كمال قدرة الرب تعالى، وحكمته، وإتقانه ما صنعه وتفرده بالربوبية، والوحدانية، والقهر، وأن كل ما سواه فله ما يضاده ويمانعه، كما أنه الغني بذاته، وكل ما سواه محتاج بذاته.
وفي الأحاديث الصحيحة الأمر بالتداوي، وأنه لا ينافي التوكل، كما لا ينافيه دفع داء الجوع، والعطش، والحر، والبرد بأضدادها، بل لا تتم حقيقة التوحيد إلا بمباشرة الأسباب التي نصبها الله مقتضيات لمسبباتها قدراً وشرعاً، وأن تعطيلها يقدح في نفس التوكل، كما يقدح في الأمر والحكمة، ويضعفه من حيث يظن معطلها أن تركها أقوى في التوكل، فإن تركها عجزاً ينافي التوكل الذي حققته اعتماد القلب على الله في حصول ما ينفع العبد في دينه ودنياه، ودفع ما يضره في دينه ودنياه، ولابد مع هذا الاعتماد من مباشرة الأسباب، وإلا كان معطلاً للحكمة والشرع، فلا يجعل العبد عزه توكلاً، ولا توكله عجزاً.
وفيها رد على من أنكر التداوي، وقال: إن كان الشفاء قد قدر، فالتداوي لا يفيده وإن لم يكن قد قدر، فكذلك وأيضاً، فإن المرض حصل بقدر الله، وقدر الله لا يدفع ولا يرد، وهذا السؤال هو الذي أورده الأعراب على رسول الله r ، وأما أفاضل الصحابة، فأعلم بالله وحكمته وصفاته من أن يوردوا مثل هذا، وقد أجابهم النبي r بما شفى وكفى، فقال: هذه الأدوية والرقى والتقى هي من قدر الله، فما خرج شيء عن قدره، بل يرد قدره بقدره، وهذا الرد من قدره، فلا سبيل إلى الخروج عن قدره بوجه ما، وهذا كرد قدر الجوع، والعطش والحر، والبرد بأضدادها، وكرد العدو بالجهاد، وكل من قدر الله الدافع والمدفوع والدفع.
ويقال لمورد هذا السؤال: هذا يوجب عليك أن لا تباشر سبباً من الأسباب التي تجلب بها منفعة، أو تدفع بها مضرة، لأن المنفعة والمضرة إن قدرتا، لم يكن بد من وقوعها، وإن لم تقدرا لم يكن سبيل إلى وقوعهما، وفي ذلك حراب الدين والدنيا، وفساد العالم، وهذا لا يقوله إلا دافع للحق، معاند له، فيذكر القدر ليدفع حجة المحق عليه، كالمشركين الذين قالوا: }لَوْ شَاءَ اللهُ مَا أَشْرَكْنَا وَلاَ آبَاؤُنَا{ [الأنعام: 148]، و }لَوْ شَاءَ اللهُ مَا عَبَدْنَا مِن دُونِهِ مِن شَيْءٍ نَّحْنُ وَلاَ آبَاؤُنَا{ [النحل: 35]، فهذا قالوه دفعاً لحجة الله عليهم بالرسل.
وجواب هذا السائل أن يقال: بقي قسم ثالث لم تذكره، وهو أن الله قدر كذا وكذا بهذا السبب، فإن أتيت بالسبب حصل المسبب، وإلا فلا. فإن قال: إن كان قدر لي السبب، فعلته، وإن لم يقدره لي لم أتمكن من فعله.
قيل: فهل تقبل هذا الاحتجاج من عبدك، وولدك، وأجيرك إذا احتج به عليك فيما أمرته به، ونهيته عنه فخالفك؟ فإن قبلته، فلا تلم من عصاك، وأخذ مالك، وقذف عرضك، وضيع حقوقك، وإن لم تقبله، فكيف يكون مقبولاً منك في دفع حقوق الله عليك. وقد روي في أثر إسرائيلي: أن إبراهيم الخليل قال: يا رب ممن الداء؟ قال: "مني". قال: "فممن الدواء"؟ قال: "مني". قال: فما بال الطبيب؟. قال: "رجل أرسل الدواء على يديه".
وفي قوله r: "لكل داء دواء" ، تقوية لنفس المريض والطبيب، وحث على طلب ذلك الدواء والتفتيش عليه، فإن المريض إذا استشعرت نفسه أن لدائه دواء يزيله، تعلق قلبه بروح الرجاء، وبردت عنده حرارة اليأس، وانفتح له باب الرجاء، ومتى قويت نفسه انبعثت حرارته الغريزية، وكان ذلك سبباً لقوة الأرواح الحيوانية والنفسانية والطبيعية، ومتى قويت هذه الأرواح، قويت القوى التي هي حاملة لها، فقهرت المرض ودفعته.
وكذلك الطبيب إذا علم أن لهذا الداء دواء أمكنه طلبه والتفتيش عليه. وأمراض الأبدان على وزان أمراض القلوب، وما جعل الله للقلب مرضاً إلا جعل له شفاء بضده، فإن علمه صاحب الداء واستعمله، وصادف داء قلبه، أبرأه بإذن الله تعالى.

فصل
في هديه r في الإرشاد إلى معالجة أحذق الطبيبين
ذكر مالك في "موطئه": عن زيد بن أسلم، أن رجلاً في زمان رسول الله r أصابه جرح، فاحتقن الجرح الدم، وأن الرجل دعا رجلين من بني أنمار، فنظرا إليه فزعما أن رسول الله r قال لهما: "أيكما أطب"؟ فقال: أو في الطب خير يا رسول الله؟ فقال: "أنزل الدواء الذي أنزل الداء" ([84]).
ففي هذا الحديث أنه ينبغي الاستعانة في كل علم وصناعة بأحذق من فيها فالأحذق، فإنه إلى الإصابة أقرب.
وهكذا يجب على المستفتي أن يستعين على ما نزل به بالأعلم فالأعلم. لأنه أقرب إصابة ممن هو دونه.
وكذلك من خفيت عليه القبلة، فإنه يقلد أعلم من يجده، وعلى هذا فطر الله عباده، كما أن المسافر في البر والبحر إنما سكون نفسه، وطمأنينته إلى أحذق الدليلين وأخبرهما، وله يقصد، وعليه يعتمد، فقد اتفقت على هذا الشريعة والفطرة والعقل.
وقوله r : "أنزل الدواء الذي أنزل الداء"، قد جاء مثله عنه في أحاديث كثيرة، فمنها ما رواه عمرو بن دينار، عن هلال بن يساف، قال: دخل رسول الله r على مريض يعوده، فقال: "أرسلوا إلي طبيب"، فقال قائل: وأنت تقول ذلك يا رسول الله؟ قال: "نعم إن الله عز وجل لم ينزل داء إلا أنزل له دواء".
وفي " الصحيحين" من حديث أبي هريرة يرفعه: "ما أنزل الله من داء إلا أنزل له شفاء، وقد تقدم هذا الحديث وغيره.
واختلف في معنى "أنزل الداء والدواء"، فقالت طائفة: إنزاله إعلام العباد به، وليس بشيء، فإن النبي r أخبر بعموم الإنزال لكل داء ودوائه، وأكثر الخلق لا يعلمون ذلك، ولهذا قال: "علمه من علمه، وجهله من جهله".
وقالت طائفة: إنزالهما: خلقهما ووضعهما في الأرض، كما في الحديث الآخر: "إن الله لم يضع داء إلا وضع له دواء"، وهذا وإن كان أقرب من الذي قبله، فلفظة الإنزال أخص من لفظة الخلق والوضع، فلا ينبغي إسقاط خصوصية اللفظة بلا موجب.
وقالت طائفة: إنزالهما بواسطة الملائكة الموكلين بمباشرة الخلق من داء ودواء وغير ذلك، فإن الملائكة موكلة بأمر هذا العالم، وأمر النوع الإنساني من حيث سقوطه في رحم أمه إلى حين موته، فإنزال الداء والدواء مع الملائكة، وهذا أقرب من الوجهين قبله.
وقالت طائفة: إن عامة الأدواء والأدوية هي بواسطة إنزال الغيث من السماء الذي تتولد به الأغذية، والأقوات، والأدوية، والأدواء، وآلات ذلك كله، وأسبابه ومكملاته، وما كان منها من المعادن العلوية، فهي تنزل من الجبال، وما كان منها من الأودية والأنهار والثمار، فداخل في اللفظ على طريق التغليب والاكتفاء عن الفعل بفعل واحد يتضمنهما، وهو معروف من لغة العرب، بل وغيرها من الأمم، كقول الشاعر:
علفتها تبناً وماءً بارداً حتى غدت همالة عيناها ([85])
وقول الآخر:
ورأيت زوجك قد غدا متقلداً سيفاً ورمحاً ([86])
وقول الآخر:
إذا ما الغانيات برزن يوماً وزججن الحواجب والعيوناً ([87])
وهذا أحسن ما قبله من الوجوه والله أعلم.
وهذا من تمام حكمة الرب عز وجل، وتمام ربوبيته، فإنه كما ابتلى عباده بالأدواء، أعانهم عليها بما يسره لهم من الأدوية، وكما ابتلاهم بالذنوب أعانهم عليها بالتوبة، والحسنات الماحية والمصائب المكفرة، وكما ابتلاهم بالأرواح الخبيثة من الشياطين، أعانهم عليها بجند من الأرواح الطيبة، وهم الملائكة.
وكما ابتلاهم بالشهوات أعانهم على قضائها بما يسره لهم شرعاً وقدراً من المشتهيات اللذيذة النافعة، فما ابتلاهم سبحانه بشيء إلا أعطاهم ما يستعينون به على ذلك البلاء، ويدفعونه به، ويبقى التفاوت بينهم في العلم بذلك، والعلم بطريق حصوله والتوصل إليه، وبالله المستعان.

فصل
في هديه r في تضمين من طب الناس،
وهو جاهل بالطب
روى أبو داود، والنسائي، وابن ماجة، من حديث عمرو بن شعيب، عن أبيه، عن جده، قال: قال رسول الله r: "من تطبب ولم يعلم منه الطب قبل ذلك، فهو ضامن" ([88]).
هذا الحديث يتعلق به ثلاثة أمور: أمر لغوي، وأمر فقهي، وأمر طبي.
فأما اللغوي: فالطب بكسر الطاء في لغة العرب، يقال: على معان منها الإصلاح، يقال: طببته: إذ أصلحته. ويقال: له طب بالأمور. أي: لطف وسياسة. قال الشاعر:
وإذا تغر من تميم أمرها كنت الطبيب لها برأي ثاقب
ومنها: الحذق: قال الجوهري: كل حاذق طبيب عند العرب، قال أبو عبيد: أصل الطب: الحذق بالأشياء والمهارة بها. يقال للرجل: طب وطبيب: إذا كان كذلك، وإن كان في غير علاج المريض. وقال غيره: رجل طبيب: أي حاذق: سمي طبيباً لحذقه وفطنته. قال علقمة:
فإن تسألوني بالنسـاء فـإنني خـبير بأدواء النساء طبيب
إذا شاب رأس المرء أو قل ماله فليس له من ودهن نصيب ([89]).
وقال عنترة:
إن تغدفي دوني القناع فإنني طب بأخذ الفارس المستلئم ([90])
أي: إن ترخي عني قناعك، وتستري وجهك رغبة عني، فإني خبير حاذق بأخذ الفارس الذي قد لبس لأمة حربه.
ومنها: العادة، يقال: ليس ذاك بطبي، أي: عادتي، قال فروة بن مسيك([91]):
فما إن طبنا جبن ولكن منايانا ودولة آخرينا
وقال أحمد بن الحسين المتنبي:
وما التيه طبي فيهم غير أنني بغيض إلي الجاهل المتعاقل ([92])
ومنها: السحر، يقال: رجل مطبوب، أي: مسحور، وفي "الصحيح" في حديث عائشة لما سحرت يهود رسول الله r ، وجلس الملكان عند رأسه وعند رجليه، فقال أحدهما: ما بال الرجل؟ قال الآخر: مطبوب. قال: من طبه؟ قال: فلان اليهودي.
قال أبو عبيد: إنما قالوا للمسحور: مطبوب، لأنهم كنوا بالطب عن السحر، كما كنوا عن اللديغ، فقالوا: سليم تفاؤلا بالسلامة، وكما كنوا بالمفازة عن الفلاة المهلكة التي لا ماء فيها، فقالوا: مفازة تفاؤلاً بالفوز من الهلاك، ويقال: الطب لنفس الداء. قال ابن أبي الأسلت:
ألا من مبلغ حسان عني أسحر كان طبك أم جنون
وأما قول الحماسي:
فإن كنت مطبوباً فلازلت هكذا
وإن كنت مسحوراً أفلا برئ السحر([93])
فإنه أراد بالمطبوب الذي قد سحر، وأراد بالمسحور: العليل بالمرض.
قال الجوهري: ويقال للعليل: مسحور. وأنشد البيت. ومعناه: إن كان هذا الذي قد عراني منك ومن حبك أسأل الله دوامه، ولا أريد زواله، سواء كان سحراً أو مرضاً.
والطب: مثلث الطاء، فالمفتوح الطاء: هو العالم بالأمور، وكذلك الطبيب يقال له: طب أيضاً. والطب: بكسر الطاء: فعل الطبيب، والطب بضم الطاء: اسم موضع، قاله ابن السيد، وأنشد:
فقلت هل انهلتم بطب ركابكم بجائزة الماء التي طاب طينها
وقوله r :"من تطبب"، ولم يقل: من طب، لأن لفظ التفعل يدل على تكلف الشيء والدخول فيه بعسر وكلفه، وأنه ليس من أهله، كتحلم وتسجع وتصبر ونظائرها، وكذلك بنوا تكلف على هذا الوزن، قال الشاعر:
وقيس عيلان ومن تقيسا ([94])
وأما الأمر الشرعي، فإيجاب الضمان على الطبيب الجاهل، فإذا تعاطى علم الطب وعلمه، ولم يتقدم له به معرفة، فقد هجم بجهله على إتلاف الأنفس، وأقدم بالتهور على ما لم يعلمه، فيكون قد غرر بالعليل، فليزمه الضمان لذلك، وهذا إجماع أهل العلم.
قال الخطابي: لا أعلم خلافاً في أن المعالج إذا تعدى، فتلف المريض كان ضامناً، والمتعاطي علماً أو عملاً لا يعرفه متعد، فإذا تولد من فعله التلف من الدية، وسقط عنه القود، لأنه لا يستبد بذلك بدون إذن المريض وجناية المتطبب في قول عامة الفقهاء على عاقلته.
قلت: الأقسام خمسة: أحدها: طبيب حاذق أعطى الصنعة حقها ولم تجن يده، فتولد من فعله المأذون فيه من جهة الشارع، ومن جهة من يطبه تلف العضو أو النفس، أو ذهاب صفة، فهذا لا ضمان عليه اتفاقاً، فإنها سراية مأذون فيه، وهذا كما إذا ختن الصبي في وقت وسنه قابل للختان، وأعطى الصنعة حقها، فتلف العضو أو الصبي، لم يضمن، وكذلك إذا بط من عاقل أو غيره ما ينبغي بطه في وقته على الوجه الذي ينبغي فتلف به، لم يضمن، وهكذا سراية كل مأذون فيه لم يتعد الفاعل في سببها، كسراية الحد بالاتفاق. وسراية القصاص عند الجمهور خلافاً لأبي حنيفة في إيجابه الضمان بها، وسراية التعزير، وضرب الرجل امرأته، والمعلم الصبي، والمستأجر الدابة، خلافاً لأبي حنيفة والشافعي في إيجابهما الضمان في ذلك، واستثنى الشافعي ضرب الدابة.
وقاعدة الباب إجماعاً ونزاعاً: أن سراية الجناية مضمونة بالاتفاق، وسراية الواجب مهدرة بالاتفاق، وما بينهما ففيه النزاع. فأبو حنيفة أوجب ضمانه مطلقاً، وأحمد ومالك أهدرا ضمانه، وفرق الشافعي بين المقدر، فأهدر ضمانه، وبين غير المقدر فأوجب ضمانه. فأبو حنيفة نظر إلى أن الإذن في الفعل إنما وقع مشروطاً بالسلامة، وأحمد ومالك نظرا إلى أن الإذن أسقط بالضمان، والشافعي نظر إلى أن المقدر لا يمكن النقصان منه، فهو بمنزلة النص، وأما غير المقدر كالتعزيرات، والتأديبات، فاجتهادية، فإذا تلف بها، ضمن، لأنه في مظنة العدوان.
فصل
القسم الثاني: متطبب جاهل باشرت يده من يطبه، فتلف به، فهذا إن علم المجني عليه أنه جاهل لا علم له، وأذن في طبه لم يضمن، ولا تخالف هذه الصورة ظاهر الحديث، فإن السياق وقوة الكلام يدل على أنه غر العليل، وأوهمه أنه طبيب، وأذن له في طبه لأجل معرفته، ضمن الطبيب ما جنت يده، وكذلك إن وصف له دواء يستعمله، والعليل يظن أنه وصفه لمعرفته وحذقه فتلف به، ضمنه، والحديث ظاهر فيه أو صريح.
فصل
القسم الثالث: طبيب حاذق، أذن له، وأعطى الصنعة حقها، لكنه أخطأت يده، وتعدت إلى عضو صحيح فأتلفه، مثل: إن سبقت يد الخاتن إلى الكمرة، فهذا يضمن، لأنها جناية خطأ، ثم إن كانت الثلث فما زاد، فهو على عاقلته، فإن لم تكن عاقلة، فهل تكون الدية في ماله، أو في بيت المال؟ على قولين، هما روايتان عن أحمد. وقيل: إن كان الطبيب ذمياً، ففي ماله، وإن كان مسلماً، ففيه الروايتان، فإن لم يكن بيت مال، أو تعذر تحميله، فهل تسقط الدية، أو تجب في مال الجاني؟ فيه وجهان أشهرهما: سقوطها.
فصل
القسم الرابع: الطبيب الحاذق الماهر بصناعته، اجتهد فوصف للمريض دواء، فأخطأ في اجتهاده، فقتله، فهذا يخرج على روايتين: إحداهما: أن دية المريض في بيت المال. والثانية: أنها على عاقلة الطبيب، وقد نص عليهما الإمام أحمد في خطأ الإمام والحاكم.
فصل
القسم الخامس: طبيب حاذق، أعطى الصنعة حقها، فقطع سِلَعة ([95]) من رجل أو صبي، أو مجنون بغير إذنه، أو إذن وليه، أو ختن صبياً بغير إذن وليه فتلف، فقال أصحابنا: يضمن، لأنه تولد من فعل غير مأذون فيه، وإن أذن له البالغ، أو ولي الصبي والمجنون، لم يضمن، ويحتمل أن لا يضمن مطلقاً لأنه محسن، وما على المحسنين من سبيل. وأيضاً فإنه إن كان متعدياً، فلا أثر لإذن الولي في إسقاط الضمان، وإن لم يكن متعدياً، فلا وجه لضمانه. فإن قلت: هو متعد عند عدم الإذن، غير متعد عند الإذن، قلت: العدوان وعدمه إنما يرجع إلى فعله هو، فلا أثر للإذن وعدمه فيه، وهذا موضع نظر.
فصل
والطبيب في هذا الحديث يتناول من يطب بوصفه وقوله، وهو الذي يخص باسم الطبائعي، وبمروده، وهو الكحال، وبمبضعه ومراهمه وهو الجرائحي، وبمواساه وهو الخاتن، وبريشته وهو الفاصد، وبمحاجمه ومشرطه وهو الحجام، وبخلعه ووصله ورباطه وهو المجبر، وبمكواته وناره وهو الكواء، وبقربته وهو الحاقن، وسواء كان طبه لحيوان بهيم، أو إنسان، فاسم الطبيب يطلق لغة على هؤلاء كلهم، كما تقدم، وتخصيص الناس له ببعض أنواع الأطباء عرف حادث، كتخصيص لفظ الدابة بما يخصها به كل قوم.
فصل
والطبيب الحاذق: هو الذي يراعي في علاجه عشرين أمراً:
أحدها: النظر في نوع المرض من أي الأمراض هو؟
الثاني: النظر في سببه من أي شيء حدث، والعلة الفاعلة التي كانت سبب حدوثه ما هي؟.
الثالث: قوة المريض، وهل هي مقاومة للمرض، أو أضعف منه؟ فإن كانت مقاومة للمرض، مستظهرة عريه، تركها والمرض، ولم يحرك بالدواء ساكناً.
الرابع: مزاج البدن الطبيعي ما هو؟.
الخامس: المزاج الحادث على غير المجرى الطبيعي.
السادس: سن المريض.
السابع: عادته.
الثامن: الوقت الحاضر من فصول السنة وما يليق به.
التاسع: بلد المريض وتربته.
العاشر: حال الهواء في وقت المرض.
الحادي عشر: النظر في الدواء المضاد لتلك العلة.
الثاني عشر: النظر في قوة الدواء ودرجته، والموازنة بينها وبين قوة المريض.
الثالث عشر: ألا يكون كل قصده إزالة تلك العلة فقط، بل إزالتها على وجه يأمن معه حدوث أصعب منها، فمتى كان إزالتها لا يأمن معها حدوث علة أخرى أصعب منها، أبقاها على حالها، وتلطيفها هو الواجب، وهذا كمرض أفواه العروق، فإنه متى عولج بقطعه وحبسه خيف حدوث ما هو أصعب منه.
الرابع عشر: أن يعالج بالأسهل فالأسهل، لا ينتقل من العلاج بالغذاء إلى الدواء إلا عند تعذره، ولا ينتقل إلى الدواء المركب إلا عند تعذر الدواء البسيط، فمن حذق الطبيب علاجه بالأغذية بدل الأدوية، وبالأدوية البسيطة بدل المركبة.
الخامس عشر: أن ينظر في العلة، هل هي مما يمكن علاجها أو لا؟ فإن لم يمكن علاجها، حفظ صناعته وحرمته، ولا يحمله الطمع على علاج لا يفيد شيئاً. وإن أمكن علاجها، نظر هل يمكن زوالها أم لا؟ فإن علم أنه لا يمكن زوالها، نظر هل يمكن تخفيفها وتقليلها أم لا؟ فإن لم يمكن تقليلها، ورأى أن غاية الإمكان إيقافها وقطع زيادتها، قصد بالعلاج ذلك ، وأعان القوة، وأضعف المادة.
السادس عشر: ألا يتعرض للخلط قبل نضجه باستفراغ، بل يقصد إنضاجه، فإذا تم نضجه، بادر إلى استفراغه.
السابع عشر: أن يكون له خبرة باعتلال القلوب والأرواح وأدويتها، وذلك أصل عظيم في علاج الأبدان، فإن انفعال البدن وطبيعته عن النفس والقلب أمر مشهود، والطبيب إذا كان عارفاً بأمراض القلب والروح وعلاجهما، كان هو الطبيب الكامل، والذي لا خبرة له بذلك وإن كان حاذقاً في علاج الطبيعة وأحوال البدن نصف طبيب. وكل طبيب لا يداوي العليل، بتفقد قلبه وصلاحه، وتقوية روحه وقواه بالصدقة، وفعل الخير، والإحسان، والإقبال على الله والدار الآخرة، فليس بطبيب، بل متطبب قاصر. ومن أعظم علاجات المرض فعل الخير والإحسان والذكر والدعاء، والتضرع والابتهال إلى الله، والتوبة، ولهذه الأمور تأثير في دفع العلل، وحصول الشفاء أعظم من الأدوية الطبيعية، ولكن بحسب استعداد النفس وقبولها وعقيدتها في ذلك ونفعه.
الثامن عشر: التلطف بالمريض. والرفق به، كالتلطف بالصبي.
التاسع عشر: أن يستعمل أنواع العلاجات الطبيعية والإلهية، والعلاج بالتخييل، فإن لحذاق الأطباء في التخييل أموراً عجيبة لا يصل إليها الدواء، فالطبيب الحاذق يستعين على المرض بكل معين.
العشرون: وهو ملاك أمر الطبيب، أن يجعل علاجه وتدبيره دائراً على ستة أركان: حفظ الصحة الموجودة، ورد الصحة المفقودة بحسب الإمكان، وإزالة العلة أو تقليلها بحسب الإمكان، واحتمال أدنى المفسدتين لإزالة أعظمهما، وتفويت أدنى المصلحتين لتحصيل أعظمهما، فعلى هذه الأصول الستة مدار العلاج، وكل طبيب لا تكون هذه أخيته ([96]) التي يرجع إليها، فليس بطبيب، والله أعلم.

فصل
ولما كان للمرض أربعة أحوال: ابتداء، وصعود، وانتهاء، وانحطاط، تعين على الطبيب مراعاة كل حال من أحوال المرض بما يناسبها ويليق بها، ويستعمل في كل حال ما يجب استعماله فيها. فإذا رأى في ابتداء المرض أن الطبيعة محتاجة إلى ما يحرك الفضلات ويستفرغها لنضجها، بادر إليه، فإن فاته تحريك الطبيعة في ابتداء المرض لعائق منع من ذلك، أو لضعف القوة وعدم احتمالها للاستفراغ، أو لبرودة الفصل، أو لتفريط وقع، فينبغي أن يحذر كل الحذر أن يفعل ذلك في صعود المرض، لأنه إن فعله، تحيرت الطبيعة لاشتغالها بالدواء، وتخلت عن تدبير المرض ومقاومته بالكلية، ومثاله: أن يجيء إلى فارس مشغول بمواقعة عدوه، فيشغله عنه بأمر آخر، ولكن الواجب في هذه الحال أن يعين الطبيعة على حفظ القوة ما أمكنه.
فإذا انتهى المرض ووقف وسكن، أخذ في استفراغه، واستئصال أسبابه، فإذا أخذ في الانحطاط، كان أولى بذلك. ومثال هذا مثال العدو إذا انتهت قوته، وفرغ سلاحه، كان أخذه سهلاً، فإذا ولى وأخذ في الهرب، كان أسهل أخذاً، وحدته وشوكته إنما هي في ابتدائه، وحال استفراغه، وسعة قوته، فهكذا الداء والدواء سواء.

فصل
ومن حذق الطبيب أنه حيث أمكن التدبير بالأسهل، فلا يعدل إلى الأصعب، ويتدرج من الأضعف إلى الأقوى إلا أن يخاف فوت القوة حينئذ، فيجب أن يبتدئ بالأقوى، ولا يقيم في المعالجة على حال واحدة فتألفها الطبيعة، ويقل انفعالها عنه، ولا تجسر على الأدوية القوية في الفصول القوية، وقد تقدم أنه إذا أمكنه العلاج بالغذاء، فلا يعالج بالدواء، وإذا أشكل عليه المرض أحار هو أم بارد؟ فلا يقدم حتى يتبين له، ولا يجر به بما يخاف عاقبته، ولا بأس بتجربته بما لا يضر أثره.
وإذا اجتمعت أمراض، بدأ بما تخصه واحدة من ثلاث خصال:
إحداها: أن يكون برء الآخر موقوفاً على برئه كالورم والقرحة فإنه يبدأ بالورم.
الثانية: أن يكون أحدها سببًا للآخر، كالسدة والحمى والعفنة فإنه يبدأ بإزالة السبب.
الثالثة: أن يكون أحدهما أهم من الآخر، كالحاد والمزمن، فيبدأ بالحاد، ومع هذا فلا يغفل عن الآخر. وإذا اجتمع المرض والعرض، بدأ بالمرض، إلا أن يكون العرض أقوى كالقولنج ([97])، فيسكن الوجع أولاً، ثم يعالج السدة، وإذا أمكنه أن يعتاض عن المعالجة بالاستفراغ بالجوع أو الصوم أو النوم، لم يستفرغه، وكل صحة أراد حفظها، حفظها بالمثل أو الشبه، وإن أراد نقلها إلى ما هو أفضل منها، نقلها بالضد.

فصل
في هديه r في علاج المرضى بتطييب نفوسهم
وتقوية قلوبهم
روى ابن ماجة "في سننه" من حديث أبي سعيد الخدري، قال: قال رسول الله r : "إذا دخلتم على المريض، فنفسوا له في الأجل، فإن ذلك لا يرد شيئاً، وهو يطيب نفس المريض" ([98]).
وفي هذا الحديث نوع شريف جداً من أشرف أنواع العلاج، وهو الإرشاد إلى ما يطيب نفس العليل من الكلام الذي تقوى به الطبيعة، وتنتعش به القوة، وينبعث به الحار الغريزي، فيتساعد على دفع العلة أو تخفيفها الذي هو غاية تأثير الطبيب.
وتفريج نفس المريض، وتطييب قلبه، وإدخال ما يسره عليه، له تأثير عجيب في شفاء علته وخفتها، فإن الأرواح والقوى تقوى بذلك، فتساعد الطبيعة على دفع المؤذي، وقد شاهد الناس كثيراً من المرضى تنتعش قواه بعيادة من يحبونه، ويعظمونه، ورؤيتهم لهم، ولطفهم بهم، ومكالمتهم إياهم، وهذا أحد فوائد عيادة المرضى التي تعلق بهم، فإن فيها أربعة أنواع من الفوائد: نوع يرجع إلى المريض، ونوع يعود على العائد، ونوع يعود على أهل المريض، ونوع يعود على العامة.
وقد تقدم في هديه r أنه كان يسأل المريض عن شكواه، وكيف يجده ويسأله عما يشتهيه، ويضع يده على جبهته، وربما وضعها بين ثدييه، ويدعو له، ويصف له ما ينفعه في علته، وربما توضأ وصب على المريض من وضوئه، وربما كان يقول للمريض: "لا بأس طهور إن شاء الله" ([99])، وهذا من كمال اللطف، وحسن العلاج والتدبير.





([1]) مختصر الطب النبوي للشيخ عبد الله بن سفر البشر.

([2]) سورة الأحزاب آية - 71.

([3]) سورة آل عمران آية - 185.

([4]) سورة لقمان آية - 8.

([5]) مشكاة المصابيح للخطيب البريزي بتحقيق الألباني 2/1278 - 1288.

([6]) عرق معروف في وسط اليد ومنه يفصد.

([7]) أي كواه.

([8]) المشقص: نصل السهم إذا كان طويلاً.

([9]) وهو الكمون الأسود، أو الخردل.

([10]) من العقاقير، معروف في الأدوية، طيب الريح تتبخر به النفساء والأطفال كما في "النهاية".

([11]) أن بعصر العذرة، وهي قرحة في الحلق.

([12]) وجع في الحلق يهيج من الدم. وقيل: هي قرحة كانوا يعمدون إلى غمزها فينفجر منه دم أسود.

([13]) من الدغر، وهو الدفع والغمز. وقد أثبتت ألف (ما) الاستفهامية في كل النسخ ونقل صاحب المرقاة أن صاحب "الجامع الصغير" أوردها بحذف الألف، وهو الصواب.

([14]) بصيغة المجهول، من لد الرجل، إذا صب الدواء في أحد شقي الفم.

([15]) الحمة: السم، ويطلق على إبرة العقرب.

([16]) هي قروح تخرج بالجنب وغيره ذكره في "النهاية".

([17]) كذا في جميع النسخ: استرقوا لها وفي الأصل: استرقوا.

([18]) وإسناده صحيح.

([19]) هي حمرة تعلو الوجه والجسد.

([20]) أي يصف حسنهما ويمدح التداوي بهما.

([21]) أي بأي شيء تطلبين الاسهال.

([22]) نبت يسهل البطن.

([23]) قال العلامة الداري في "المرقاة": كرر للتأكيد لأنه لا يليق بالاسهال، وهو على ما ضبطناه في جميع النسخ المصصحة والأصول المعتمدة. وفي الكاشف: وروي: حار جار، بالجيم إتباعاً للحار وهو كذلك في بعض نسخ المشكاة وفي الترمذي (2/29) طبع الهند.

([24]) وإسناده ضعيف، ويغني عنه الحديث الذي بعده وشطره الأول صحيح لغيره بحديث البخاري: "ما أنزل الله داء إلا أنزل له شفاء" وقد تقدم برقم(1).

([25]) وإسناده صحيح.

([26]) في أبي داود (3/158): "اخضبهما".

([27]) وإسناده صحيح.

([28]) القرحة: جراحة من سيف أو سكين.

([29]) النكبة: جراحة من حجر أو شوك.

([30]) أي من أجل وجع يصيب العضو من غير كسر.

([31]) بل هو صحيح لشواهده.

([32]) وإسناده صحيح.

([33]) الأخدعان: هما عرقان في جانبي العنق.

([34]) الكاهل: ما بين الكتفين.

([35]) وإسناده صحيح.

([36]) زيادة من مخطوطة الحاكم.

([37]) وإسناده حسن.

([38]) يقال: زعم، في حديث لا سند له ولا ثبت، وإنما يحكى عن الألسن على سبيل البلاغ. قال الطيبي: ولعله في الحديث محمول على الظن والاعتقاد.

([39]) وإسناده ضعيف.

([40]) أي برص والوضح: البياض من كل شيء.

([41]) أي لطخ عضواً بدواء.

([42]) نوع من السحر.

([43]) ترمى بما يهيج الوجع.

([44]) بالهمز والتسهيل.

([45]) إسناده حسن.

([46]) النوع الذي كان أهل الجاهلية يعالجون به.

([47]) إسناده صحيح.

([48]) كذا في الأصول كلها، والصواب "عبد الله بن عمرو" كما قال الحافظ ابن حجر على ما في "المرقاة" وكذلك هو في "كتاب الطب" من "سنن أبي داود" (3869). "باب الترياق" وقال عقبة: هذا كان للنبي خاصة، وقد رخص فيه قوم "يعني الترياق".

([49]) الترياق بكسر فسكون: دواء يستعمل لدفع السم وهو أنواع.

([50]) خرزة كانوا يعلقونها يرون أنها تدفع العين والآفات.

([51]) كلمة نفسي سقطت من الأصل واستدركناها من النسخ الأخرى.

([52]) وإسناده ضعيف.

([53]) وإسناده صحيح.

([54]) الحمة: سم من لدغة العقرب.

([55]) وإسناده صحيح، ورواه البخاري (4/54) موقوفاً على عمران.

([56]) وإسناده ضعيف، ورواه مسلم (1/138) موقوفاً عليه.

([57]) زاد أبو داود "يرقأ" أي رعاف.

([58]) وإسناده ضعيف.

([59]) وإسناده صحيح.

([60]) الياء من إشباع كسرة التاء.

([61]) وإسناده صحيح.

([62]) الجارية المخبأة في خدرها.

([63]) أي كلمه بكلام شديد.

([64]) أي هلا دعوت له بالبركة.

([65]) وفي نسخة: ليس به بأس.

([66]) وإسناده صحيح وفي نسخة: فتوضأ له.

([67]) قلت: وإسناده صحيح.

([68]) رقم (5107) وإسناده ضعيف.

([69]) أي ضربها.

([70]) والأول منهما ضعيف والآخر صحيح.

([71]) أي مركنة، وقيل: هي إجانة تغسل فيها الثياب.

([72]) أي في حقة: وهي وعاء من خشب، والجلجل في الأصل: الجرس الصغير، ولعله يقصد به هنا وعاء من الفضة.

([73]) أي حركته له.

([74]) العمش: ضعف في الرؤية مع سيلان الماء في أكثر الأوقات.

([75]) أي يفور ويغلي.

([76]) وإسناده ضعيف.

([77]) يقال: ما بالعليل قلبة، أي: ما به شيء، ولا يستعمل إلا في النفي، والقلبة: داء أو ألم يتقلب منه صاحبه.

([78]) أخرجه مسلم (2204) في السلام: باب لكل داء دواء واستحباب التداوي.

([79]) أخرجه البخاري 10/113 في الطب: باب ما أنزل الله داء إلا أنزل له شفاء، وقد وهم المؤلف رحمه الله في عزوه إلى مسلم، فإنه لم يخرجه، وهو في سنن ابن ماجة (3439).

([80]) أخرجه أحمد 4/278، وابن ماجة (3436)، وأبو داود (3855) في أول الطب، والترمذي (2039) في الطب: باب ما جاء في الدواء والحث عليه، وإسناده صحيح، وصححه ابن حبان (1395)، و (1924) والبوصيري في "زوائده" وقال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح، وفي الباب عن ابن مسعود وأبي هريرة وأبي خزامة عن أبيه وابن عباس.

([81]) أخرجه أحمد 4/278.

([82]) أخرجه أحمد (3578) و( 3922) و(4236) و(4267) و(4334) وابن ماجة (3438)، وإسناده صحيح، وصححه البوصيري في (زوائده) والحاكم 4/196، 197. ووافقه الذهبي.

([83]) أخرجه أحمد 3/421، والترمذي (2066) والحاكم 4/199، وابن ماجة (3437). وفي سنده مجهول، وباقي رجاله ثقات، وانظر ترجمته أبي خزامة في "التهذيب" ، وفي الباب عن حكيم بن حزام عند الحاكم 4/199، وصححه ووافقه الذهبي.

([84]) "الموطأ" 4/328 بشرح الزرقاني، وهو مرسل.

([85]) هو لذي الرمة في "المقتضب" 4/223، والخصائص 2/431، و"أمالي المرتضى" 2/259، و"أمالي ابن الشجري" 2/321، و "الإنصاف" ص613، و "شرح المفصل" 2/8، والخزانة 1/499.

([86]) هو لعبد الله بن الزبعري في "الكامل" 189 و 209، و "المقتضب" 2/51، و "الخصائص" 2/431 و "أمالي ابن الشجري" 2/321، و "أمالي المرتضى" 1/54، و 260 و 375.

([87]) هو للراعي النميري في ديوانه ص156، و "تأويل مشكل القرآن" ص 165، و "الخصائص" 2/432، و "الإنصاف" 610.

([88]) أخرجه أبو داود (4586): باب فيمن تطبب بغير علم، والنسائي 8/53 في القسامة: باب صفة سبه العمد، وابن ماجة (3466) في الطب: باب من تطبب ولم يعلم منه طب، وسنده حسن.

([89]) البيتان من قصيدته المفضلة الرائعة التي قالها في مدح الحارث بن جبلة بن أبي شمر الغساني، ومطلعها.
طحابك قلب في الحسان طروب بعيد الشباب عصر حان مشيب
وهي في "المفضليات" ص290، وديوان علقمة ص131، ومختار الشعر الجاهلي 1/418، وشرح "المفضليات" 3/158 للتبريزي. وقوله: بالنساء، يريد: عن النساء، وفي القرآن (فاسأل به خبيراً). وقوله إذا شاب.... هو كقول امرئ القيس.
أراهن لا يحببن من قل ماله



ولا من رأين الشيب فيه وقوساً


وعلقمة بن عبدة شاعر جاهلي فحل مجيد عاصر امرأ القيس الذي بينه وبين الإسلام نحو ثمانين سنة.

([90]) البيت من معلقته في "شرح القصائد السبع الطوال"، ص335، و "مختار الشعر الجاهلي ص 374، وقوله "إن (تغدفي) الإغداف: إرخاء القناع على الوجه والتستر. والمستلئم: اللابس اللأمة، واللأمة: الدرع، يقول: إذا لم أعجز من صيد الفرسان الدارعين، فكيف أعجز عن صيد مثلك؟.

([91]) هو فروة بن مسيك بن الحارث بن سلمة المرادي الغطيفي، وفد على النبي r سنة تسع أو عشر، وأسلم، ونزل على سعد بن عبادة، وتعلم القرآن، وفرائض الإسلام وشرائعه، وأجازه النبي r ، واستعمله على مراد ومذحج وزبيد، وقاتل أهل الردة بعد وفاة النبي r ، وبقي إلى خلافة عمر. انظر "الإصابة" ت 6983، وبيته هذا أورده المبرد في "الكامل" ص295، وفي "اللسان" مادة: طبب وقبله.
فإن نغلب فغلابون قدماً

وإن نغلب فغير مغلبينا
وبعده:
كذاك الدهر دولته سجال

تكسر صروفه حيناً فحيناً


([92]) ديوانه 3/237 بشرح البرقوقي.

([93]) البيت في "الحماسة" 3/1267 بشرح المرزوقي، وقبله بيتان هما:
هل الوجد إلا أن قلبي لو دنا

من الجمر قيد الرمح لاحترق الجمر
أفي الحق أني مغرم بك هائم

وأنك لا خل هواك ولا خمر
وقوله "فإن كنت مطبوباً" قال المرزوقي: فالطب: السحر والعلم جميعاً، وهو طب، أي: عليم، وفي الحديث "حين طب" أي: سحر، وهو مطبوب، أي: مسحور. ومعنى البيت: إن كان الذي بي وأقاسيه داء معلوماً يعرف دواؤه، فلا فارقني فإني ألتذ به، وإن كان الذي بي لا يعلم ما هو، وأعيا الوقوف عليه الأطباء، والعلماء بالأدواء حتى يسلم للسحر، فلا فارقني أيضاً، وإنما قال هذا من عادة العامة، لأنهم كذا يعتقدون في الأوصاب والعلل، ولا يجوز أن يكون معنى مطبوباً: لأنه يصير الصدر والعجز لمعنى واحد.

([94]) الرجز للعجاج، وقبله:
وإن دعوت من تميم أوؤسا
وبعده:
تقاعس العز بنا فاقعنسسا
ومعنى تقاعس: ثبت وانتصب، وكذاك اقعنسس.

([95]) السلعة: زيادة تحدث في البدن كالغدة تتحرك إذا حركت.

([96]) الأخية بزنة أبية: الحرمة والذمة، وعود وعروة تشد بها الدابة مثنية في الأرض.

([97]) القولنج: مرض معوي مؤلم يعسر معه خروج الثفل والريح.
والثفل حثالة الشيء.

([98]) أخرجه ابن ماجة (1438) في الجنائز: باب ما جاء في عيادة المريض، والترمذي (2087) وفي سنده موسى بن محمد بن إبراهيم التيمي، وهو منكر الحديث.

([99]) أخرجه البخاري 10/103 من حديث ابن عباس.

([100]) حديث قوي أخرجه الترمذي (2041) وبن ماجة (3444) وفي سنده بكر بن يونس بن بكير، وهو ضعيف، لكن يشهد له حديث عبد الرحمن بن عوف عند الحاكم 4/410، وحديث جابر بن عبد الله عند أبي نعيم في "الحلية" 10/50، 51 وسنده حسن في الشواهد. وقد قال الدكتور الأزهري: ومعظم الأمراض يصحبها عدم رغبة المريض للطعام، وإطعام المريض غصباً في هذه الحالة يعود عليه بالضرر، لعدم قيام الجهاز الهضمي لعمله كما يجب مما يتبعه عسر هضم، وسوء حالة المريض.

([101]) بضم فسكون: التغير الذي يحدث دفعة في الأمراض الحادة.

([102]) في "التذكرة" الأشهر في تقديم النون، وقال فيه: فارسي معناه، ذو الأجنحة، وهو نبت مائي له أصل كالجزر، وساق أملس يطول سجفه عمق الماء فإذا سوى سطحه، أورق وأزهر.

([103]) أي نيء.

([104]) أخرجه أبو داود (3874) في الطب: باب في الأدوية المكروهة، من حديث إسماعيل ابن عياش، عن ثعلبة بن مسلم الخثعمي الشامي، عن أبي عمران الأنصاري، عن أم الدرداء، عن أبي الدرداء، ورجاله ثقات خلا ثعلبة بن مسلم، فقد وثقه ابن حبان وروى عنه جمع، فهو حسن ويشهد له حديث أبي هريرة عند أبي داود الذي سيذكره المصنف بعده.

([105]) أخرجه البخاري 10/68 تعليقاً في الطب: باب شراب الحلواء والعسل بلفظ وقال ابن مسعود في السكر: "إن الله لم يجعل شفاءكم فيما حرم عليكم" قال الحافظ: رأيت الأثر المذكور في فوائد علي بن حرب الطائي عن سفيان بن عيينة عن منصور عن أبي وائل قال: اشتكى رجل منا يقال له خثيم بن العداء داء في بطنه يقال له: الصفر، فنعت له السكر - وهو الخمر - فأرسل إلى ابن مسعود يسأله فذكره، وأخرجه ابن أبي شيبة عن جرير عن منصور، وسنده صحيح على شرط الشيخين، وأخرجه أحمد في "كتاب الأشربة" رقم (130) والطبراني في الكبير من طريق أبي وائل نحوه.

([106]) أخرجه أبو داود (3870) والترمذي (2046)، وابن ماجة (3459)، وأحمد 2/305، و 446، و 478، وسنده قوي.

([107]) أخرجه مسلم (1984) في الأشربة: باب تحريم التداوي بالخمر.

([108]) أخرجه أبو داود (3873) في الطب: باب ما جاء في الأدوية المكروهة، والترمذي (2047) من حديث طارق بن سويد، وسنده حسن، وقال الترمذي: حسن صحيح، وصححه ابن حبان (1377).

([109]) لقد وهم المؤلف رحمه الله في عزو هذا الحديث إلى مسلم بهذا اللفظ، فإنه ليس فيه وإنما هو عند أحمد في "المسند" 4/311، وابن ماجة (3500).

([110]) أخرجه النسائي 7/210 في الصيد: باب الضفدع، وأحمد 3/453، و 499 من حديث عبد الرحمن بن عثمان، وسنده صحيح.

([111]) أورده السيوطي في "الجامع الصغير" بلفظ "من تداوى بحرام كخمر، لم يجعل الله له فيه شفاء" ونسبه إلى أبي نعيم في "الطب" من حديث أبي هريرة، ورمز له بالضعف.

([112]) أخرجه البخاري 11/196 في الرقاق.

([113]) أخرجه الترمذي (2347)، وابن ماجة (4141) كلاهما في الزهد، والبخاري في "الأدب المفرد" (300) والحميدي في "مسنده" رقم (439) في سنده مجهول، لكن له شاهد من حديث أبي الدرداء عند ابن حبان (2503) وآخر من حديث ابن عمر عند ابن أبي الدنيا، فيتقوى بهما.

([114]) أخرجه الترمذي (3555) في التفسير: باب ومن سورة ألهاكم التكاثر، وإسناده صحيح، وصححه ابن حبان (2585).

([115]) أخرجه أحمد (1783)، والترمذي (3509) في الدعوات، وفي سنده يزيد بن أبي زياد الكوفي، وهو ضعيف.

([116]) أخرجه أحمد (5) و (17) وابن ماجة (3849) وهو حديث صحيح مخرج في تعليقنا على مسند أبي بكر.

([117]) أخرجه النسائي في "عمل اليوم والليلة".

([118]) أخرجه الترمذي (3510) في الدعوات، وفي سنده عبد الرحمن بن أبي بكر الملكي، وهو ضعيف.

([119]) أخرجه البخاري 10/178 في الطب: باب النفث في الرقية، ومسلم (2201) في السلام: باب جواز أخذ الأجرة على الرقية.

([120]) أخرجه البخاري 10/119 في الطب: باب الدواء بالعسل، وقول الله تعالى (فيه شفاء للناس) ومسلم (2217) في السلام: باب التداوي بالعسل.

([121]) الفطر بضمتين: نوع من الكمأة قتال.

([122]) أخرجه ابن ماجة (3450) في الطب: باب العسل، وفي سنده الزبير بن سعيد الهاشمي وهو لين الحديث، وعبد الحميد بن سالم وهو مجهول، ولم يسمعه من أبي هريرة.

([123]) أخرجه ابن ماجة (3452) والحاكم 4/200 من حديث أبي إسحاق، عن أبي الأحوص، عن عبد الله بن مسعود، وصححه ، ووافقه الذهبي وهو كما قالا إلا أن غير واحد من الثقات، وقفه على ابن مسعود، وصحح وقفه عليه البيهقي في "دلائل النبوة".

([124]) أخرجه البخاري 10/121 في الطب: باب الحبة السوداء، ومسلم (2215) في السلام: باب التداوي بالحبة السوداء.

([125]) حمى الربع: هي التي تنوب كل رابع يوم.

([126]) الخيلان، جمع خال، وهو شامة في البدن، أي بثرة سوداء ينبت حولها الشعر غالباً، ويغلب على شامة الخد.

([127]) الرتيلاء: أنواع من الهوام كالذباب والعنكبوت، والجمع: رتيلاوات.

([128]) الحزاز: بفتح الحاء: داء يظهر في الجسد فيتقشر ويتسع، وهو أيضاً القشرة التي تتساقط من الرأس كالنخالة.

([129]) الكزاز، كغراب ورمان: داء من شدة البرد، أو الرعدة منها.

([130]) أخرجه الدارقطني 2/289 والحاكم 1/473 من حديث ابن عباس من طريق محمد بن حبيب الجارودي عن سفيان بن عيينة عن ابن أبي نجيح عن مجاهد عن ابن عباس، قال الحافظ في "التلخيص": والجارودي، صدوق، إلا أن روايته شاذة، فقد رواه حافظ أصحاب ابن عيينة، كالحميدي، وابن أبي عمر، وغيرهما، عن ابن عيينة، عن ابن أبي نجيح عن مجاهد من قول ابن عباس، وقوله: هزمة جبريل. أي ضربها برجله فنبع الماء، والهزمة: النقرة في الصدر، وفي التفاحة: إذا غمزتها بيدك، وهزمت البئر: إذا حفرتها، وقوله: وسقيا الله إسماعيل: أي أظهره الله ليسقي به إسماعيل في أول الأمر.

([131]) أخرجه مسلم (2473) في فضائل الصحابة: باب فضائل أبي ذر رضي الله عنه.

([132]) أخرجه البزار والبيهقي 5/148 والطيالسي 2/158 والطبراني في "الكبير" و "الأوسط" وإسناده صحيح كما قال الحافظ المنذري في "الترغيب والترهيب" 2/133، والهيثمي في "المجمع" 3/286.

([133]) أخرجه ابن ماجة (3062) وأحمد، والبيهقي 5/148 وعبد الله بن المؤمل وإن كان ضعيفاً، فإنه لم ينفرد به، بل تابعه ابن أبي الموالي واسمه عبد الرحمن كما ذكر المؤلف، وإبراهيم بن طهمان عن أبي الزبير عند البيهقي 5/202 في باب الرخصة في خروج ماء زمزم بسند جيد، فالحديث صحيح. وقد صححه الحاكم، والمنذري والدمياطي، وحسنه الحافظ ابن حجر وقد أخرج الترمذي (963) والبيهقي 5/202 عن عائشة رضي الله عنها أنها كانت تحمل من ماء زمزم وتخبر أنه r كان يحمله، وحسنه الترمذي، وهو كما قال. وأخرجه البخاري في "الكتاب الكبير" 3/189 بلفظ "أنها حملت ماء زمزم في القوارير وقالت: حمله رسول الله r في الأداوي والقرب، فكان يصب على المرضي ويسقيهم.

([134]) أخرجه البخاري 11/122 ، 123 في الدعوات: باب الدعاء عند الكرب، ومسلم (2730) في الذكر والدعاء: باب دعاء الكرب.

([135]) أخرجه الترمذي (3522) في الدعوات، وفي سنده يزيد بن أبان الرقاشي، وهو ضعيف.

([136]) أخرجه الترمذي (3432) في الدعوات: باب ما يقول عند الكرب، وفي سنده إبراهيم بن الفضل المخزومي، وهو متروك.

([137]) أخرجه أبو داود (5090): باب ما يقول إذا أصبح، وأحمد 5/42، والبخاري في "الأدب المفرد" (701)، وسنده حسن، وصححه ابن حبان (2370) وقد وهم المصنف رحمه الله، فجعل الحديث من مسند أبي بكر الصديق.

([138]) أخرجه أبو داود (1525) في الصلاة: باب في الاستغفار، وابن ماجة (3882) من حديث هلال أبي طعمة مولى عمر بن عبد العزيز، عن عمر بن عبد العزيز، عن عبد الله بن جعفر، عن أسماء بنت عميس، وسنده حسن، وله شاهد من حديث عائشة عند ابن حبان (2369) وقد وهم الشيخ ناصر الدين الألباني في تعليقه على "الكلم الطيب" ص73 حين ادعى أن هلالاً أبا طعمة مولى عمر بن عبد العزيز أغفله كل من ألف في تراجم رجال السنة كالتهذيب والتقريب والخلاصة مع أنه مترجم عندهم جميعاً في الكنى، فقد جاء في "التهذيب" ما نصه: أبو طعمة الأموي مولى عمر بن عبد العزيز اسمه هلال، شامي، سكن مصر، روى عن مولاه، وعبد الله بن عمر، وعنه عبد العزيز بن عمر بن عبد العزيز، وعبد الرحمن بن يزيد بن جابر، وعبد الله بن لهيعة، وقال أبو حاتم: أبو طعمة قارئ مصر، روى عنه ابنا يزيد بن جابر، وقال ابن يونس: هلال مولى عمر بن عبد العزيز، يكنى أبا طعمة، كان يقرأ القرآن بمصر، وقال ابن عمار الموصلي: أبو طعمة ثقة.

([139]) لم نقف على هذه الرواية، وقد ذكر الطبراني في "الدعاء" أنها تقال ثلاث مرات.

([140]) أخرجه أحمد في "المسند" 1/394 و 452، وسنده صحيح، وصححه ابن حبان (2372) وقد تقدم.

([141]) أخرجه الترمذي (3500) في الدعوات: باب دعوة ذي النون في بطن الحوت وأحمد 1/170 ، وصححه الحاكم 1/505 ، ووافقه الذهبي، وهو كما قالا، والرواية الثانية أخرجها ابن السني ص111 وفي سندها ضعف.

([142]) أخرجه أبو داود (1555) في الصلاة: باب في الاستعاذة، وفي سنده غسان بن عوف البصري، وهو لين الحديث.

([143]) أخرجه أبو داود (1518) في الصلاة: باب الاستغفار، وأحمد (2234). وابن ماجة (3819) وفي سنده الحكم بن مصعب، وهو مجهول.

([144]) أخرجه أحمد 5/38، وفي سنده محمد بن عبد الله الدؤلي وعبد العزيز بن حذيفة، لم يوثقهما غير ابن حبان.

([145]) حديث صحيح أخرجه الطبراني في الأوسط من حديث أبي أمامة، وأحمد في "المسند" 5/314 و 316 و 319 و 326 و 330 من حديث عبادة بن الصامت، وصححه الحاكم 2/74 ، 75 ووافقه الذهبي.

([146]) أخرجه البخاري 11/180 في الدعوات: باب قول لا حول ولا قوة إلا بالله، ومسلم (2704) في الذكر والدعاء: باب استحباب خفض الصوت بالذكر، من حديث أبي موسى رضي الله عنه.

([147]) أخرجه الترمذي (3576) في الدعوات: باب فضل لا حول ولا قوة إلا بالله، من حديث سعد بن عبادة، وإسناده حسن.

([148]) أخرجه أبو داود (3892) في الطب: باب كيف الرقى، وفي سنده زياد بن محمد وهو منكر الحديث، وباقي رجاله ثقات، ورواه أحمد 6/21 من طريق آخر، وفي سنده أبو بكر ابن أبي مريم الغساني الشامي، وهو ضعيف، وقال الدارقطني: متروك، وقال ابن عدي: الغالب على حديثه الغرائب، وقلما يوافقه الثقات.

([149]) أخرجه مسلم (2186) في السلام: باب الطب والمرض والرقى.

([150]) أخرجه أبو داود (3889) وفي سنده شريك القاضي وهو سيء الحفظ، وباقي رجاله ثقات، وأخرج مسلم (220) عن بريدة بن الحصيب قوله "لا رقية إلا من عين أو حمة" وأخرجه ابن ماجة (5313) مرفوعاً، وسنده ضعيف، وفي الباب عن عمران بن الحصين عند أحمد، وأبي داود (3884) والترمذي (2058) بلفظ "لا رقية إلا من عين أو حمة" وإسناده صحيح.

([151]) أخرجه مسلم (2202) في السلام: باب استحباب وضع يده على موضع الألم.

([152]) أخرجه البخاري 10/178 في الطب: باب النفث في الرقية، ومسلم (2191) في السلام: باب استحباب رقية المريض.

([153]) بهجة قلوب الأبرار وقرة عيون الأخيار بشرح جوامع الأخبار للشيخ عبد الرحمن بن ناصر السعدي رحمه الله تعالى ص151.

([154]) المصدر السابق ص168.

([155]) رواه البخاري.

([156]) رواه البخاري ومسلم.

([157]) رواه البخاري في الطب والإمام أحمد في المسند.

([158]) متفق عليه.

([159]) رواه البخاري ومسلم.

([160]) رواه مسلم.

([161]) رواه مسلم.

([162]) رواه أحمد وأبو داود والترمذي وابن ماجة وصححه الألباني.

([163]) رواه أبو داود وأحمد قال الألباني وإسناده صحيح.

([164]) سورة الأعراف آية 31.

([165]) سورة الفرقان آية 67.

([166]) رياضة الأخلاق ورياضة الأذهان ورياضة الأبدان بالمشي وأنواع الحركات (انظر أنواع الرياضة للشيخ ابن سعدي في كتابه "الرياض الناضرة" ص172").

([167]) سورة الطلاق آية 3.

([168]) سورة يونس آية 107.

([169]) سورة النحل آية 96.

([170]) الخطب المنبرية على المناسبات للشيخ عبد الرحمن بن ناصر السعدي رحمه الله تعالى ص57.

([171]) أخرجه أحمد 5/5 والترمذي (3001) وابن ماجة (4288) وسنده حسن.
المصدر: طريق الخلاص


  رد مع اقتباس
 
1 2 3 4 5 6 7 8 9 10 11 12 13 14 15 16 17 18 19 20 21 22