عرض مشاركة واحدة
قديم 12-06-2014 ~ 04:33 PM
نور الإسلام غير متواجد حالياً
افتراضي رد: تاريخ النصرانية في أوروبا
  مشاركة رقم 4
 
الصورة الرمزية نور الإسلام
 
مدير عام
تاريخ التسجيل : Jan 2012




لقد تغيّرتْ خريطةُ العالم:

لقد توافرت في تلك المرحلةِ من التاريخِ جملةٌ من الأسبابِ، عملت مجتمعةً على رجحانِ كِفّةِ الغرب وخسرانِ كِفّةِ العربِ والمسلمين:
1- سقوطُ الأندلس:
كان ضياعُِ (الأندلسِ) من العرب، عاملا أساسيّا في خروج (أوروبا) من العصور المظلمة، فعندما سقطت (الأندلس)، خرجت منها قوافلُ طويلةٌ من الدوابّ محمّلةً بذخائر الكتبِ التي كانت تملأ مكتباتِها، وراحت هذه القوافل تجوبُ (أوروبا) لشهورٍ طويلة، تقدّم لطلابِ العلم الأوروبيّين ثروةً مذهلةً من المعارفِ كادت تفقدهم صوابَهم، فقد ظلّت أوروبا قبل ذلك بقرونٍ تحتفظ بكلّ ما لديها من علمٍ في مرجع وحيد، كانت تعتبره خلاصة علوم الدنيا!
2- الطباعة:
كان من حسنِ حظّ أوروبا أنّها عرفت المطبعة في تلك الفترة، ممّا عمل على نشر العلوم العربيّة والإسلاميّة ـ في الرياضيّاتِ والطبّ والفلك والكيمياء والجغرافيا وغيرها ـ بين طائفةٍ أوسعَ من طلاب العلم، ممّا عمل على تراكم العلوم وتسريع عجلة التطوّر.. بينما لم يعرف المسلمون الطباعة إلا بعد ذلك بحوالي ثلاثة قرون، عندما هجمت الحملة الفرنسيّة على مصر.. ولا يمكن اعتبار هذا الحدث فاتحة خير، فقد اقترنت الطباعة عندنا بالغزو الفكريّ، حيث زاغت أبصارُ طلابِنا الذين سافروا لـ (أوروبا) ليتعلّموا فيها، ولم يروا فيها إلا مباذلها وفجورها فنسبوا حضارة الغربِ إليه، ولم يروا فينا إلا تخلّفنا فنسبوه إلى إسلامنا وهو منه براء، وعادوا إلى بلادنا يستخدمون الطباعة عبرَ الصحفِ والمجلاتِ والكتب، لمحاربةِ أخلاقِنا وديننا ونشر الدعوات الهدّامة، والتخريف في عقول نسائنا ليبعن أنفسهنّ كنساء الغرب.. وللأسف: ما زلنا إلى الآن "محلّك سِرْ" في العلم والفكر والأدبِ والفنّ والاقتصادِ والديمقراطيّة، ولكنّنا "غزونا فضاء" الرذائلِ والانحرافِ والتفكّك الاجتماعيّ وتقليدِ مهلكات الغرب!
3- الإصلاحُ الدينيُّ:
كانت تلك الفترةُ أيضا فترةَ (أوروبا) الذهبيّة للاستفادة من كلّ حضارة الإسلام، فقد قلّص الإصلاحُ الدينيُّ من تدخّل الكنيسة في حياة الناس، وكانَ الأكثر تضررا من هذا التدخّل هم العلماء، فكم منهم اتهمته الكنيسة بالهرطقةِ كلّما أعلن كشفا علميّا أو نظريّةً جديدة.. ورغم أن لوثر وكالفين لم يكونا أفضل من الباباوات في معاملة العلماء، إلا إنهما كانا قد نسفا بالفعل سيطرة الكنيسة على العقل، مما جعل تحرر العلماء من جبروتها مسألة وقت فحسب!
هذا في نفس الوقت الذي كان الأتراك يكتسحون فيه الوطن العربيّ ليفرضوا عليه عزلةً طويلةً ويحرموه من العلمِ والتطوّر والمعرفة!
4- التطوّر العسكريّ:
ورغم أنّ نموّ تيار القوميّة في (أوروبا) أوجد صراعا عنيفا داخلها، تارةً بينَ إسبانيا والبرتغال، وتارةً بينَ فرنسا وإنجلترا وغيرها، إلا إنّ ذلك كان حافزا على التنافسِ الاقتصاديّ والعلميّ لتطوير الأسلحة والقدرات الحربيّة.. هذا بينما كان العرب ينعمونَ بالنوم الطويل في حضن الحكم العثمانيّ، وإن لم يكن نوما هنيئا، فقد تخللته كثير من كوابيس المجاعاتِ والفقر، وسياط المرتزقةِ من المماليك والأرناؤوط والشراكسةِ وغيرهم.. ولأنّه كان حكما ظالما، فقد حُرم العربُ من شرف الجنديّة والجهادِ في سبيل الله، خوفا من أن يتعلّموا الدفاع عن أنفسهم والمطالبة بحقوقهم!!
5- اكتشافُ العالم الجديد:
في هذه المرحلة أيضا تمّ اكتشاف الأمريكتين ـ القارتين اللتين أباد الأوروبيّون سكّانهما من الهنود الحمر الذين كانوا يقدّرون بحوالي 10 ملايين إنسان!!.. وتوافرت في الولايات البريطانيّة في أمريكا الشماليّة الظروف التي أهّلتها لتحكم عالم اليوم: قارة خصبة وغنى فاحش، عالم جديد بقواعد جديدة، فرّ إليه كلُّ المضطهدين في (أوروبا)، ليبدأوا حضارة فتيّة بدأت من حيث انتهت (أوروبا)، كما أنّها كانت في معظم الفترات بعيدةً عن صراعات أوروبا المدمّرة، ممّا مكّنها من تكديس الثروات والتطوّر السريع.. كلّ هذا عمل على بزوغ نجمُ الولاياتِ الأمريكيّة، التي سرعان ما تحرّرت من التاجِ البريطانيّ.





  رد مع اقتباس
 
1 2 3 4 5 6 7 8 9 10 11 12 13 14 15 16 17 18 19 20 21 22