المصدر:
لعل بعض القراء الكرام يستغرب هذا العنوان فيقول لي: بقي على شهر رمضان شهر كامل فما المقصود من عنوانك؟! المقصود منه، رعاك الله، الاستعداد لشهر رمضان من الآن، فشهر شعبان من الشهور التي يغفل عنها الناس بين رجب ورمضان، وهذا ما نص عليه نبينا، صلى الله عليه وسلم، لذلك من التمهيد لشهر رمضان أن نستغل شهر شعبان في كثرة الصيام كما كان يفعل نبينا، عليه الصلاة والسلام، فقد قالت عائشة رضي الله عنها: «وما رأيته - أي النبي صلى الله عليه وسلم - في شهر أكثر صياماً منه في شعبان».
وثبت في حديث أنس أن أحب الصوم إلى نبينا، صلى الله عليه وسلم، كان صوم شعبان، والمقصود به صيام التطوع قطعاً.
وثبت أيضاً عن أسامة بن زيد، رضي الله عنهما، أنه قال: يا رسول الله لم أرك تصوم من شهر من الشهور ما تصوم من شعبان، قال: «ذاك شهر يغفل الناس عنه بين رجب ورمضان، وهو شهر ترفع فيه الأعمال إلى رب العالمين، وأحب أن يرفع عملي وأنا صائم».
فمن عود نفسه صيام شعبان سهل عليه الصوم في رمضان، خصوصاً أن شهر رمضان سيكون في وقت شدة الحر، وهنا فائدة جميلة ذكرها ابن رجب الحنبلي في كتابه القيم «لطائف المعارف» فقال: «ولما كان شعبان كالمقدمة لرمضان شرع فيه ما يشرع في رمضان من الصيام وقراءة القرآن، ليحصل التأهب لتلقي رمضان، وترتاض النفوس بذلك على طاعة الرحمن».
ويجب على كل من أفطر أياماً من رمضان الماضي بعذر أن يبادر إلى قضاء هذه الأيام قبل أن يأتي شهر رمضان، فكم تأتيني من الأسئلة، خصوصاً من بعض الأخوات، عن حكم تأخير قضاء الأيام التي أفطرها الإنسان من رمضان الماضي، ثم يدركه الوقت ولا يتمكن من القضاء قبل شهر رمضان، فهذا أمر لابد من الانتباه الجيد له، فقضاء الصيام باقٍ في الذمة ولا يسقط عن الإنسان ولو مضى عليه أكثر من سنة.
وينبغي أيضاً أن نحرص على تعلم أحكام الصيام قبل شهر رمضان، فمن المهم جداً أن يعبد المسلم ربه على بصيرة، خصوصاً إذا صادف رمضان وقت إجازة دراسية وموسم سفر عند كثير من الناس، فهنا ينبغي أن نحرص على تعلم أحكام الصيام أكثر وأكثر، فقد يسافر الإنسان في رمضان ثم تأتيه مسألة تتعلق بالصيام ولا يجد من يفتيه فيها، لكنه إذا تعلم أحكام الصيام قبل سفره عبد ربه على علم وبينة.
ولو خططنا من الآن للمشروعات الخيرية التي سنقوم بها في شهر رمضان، فرمضان شهر الجود والكرم، فلو خصصنا من أموالنا شيئاً من الآن لتفطير الصائمين مثلاً والصدقة وغير ذلك من أعمال البر، ففي ذلك خير عظيم إن شاء الله .
أسأل الله بأسمائه الحسنى وصفاته العلى أن يبلغنا جميعاً رمضان وأن يتقبل منا..
اللهم آمين.
مدير مشروع مكتوم لتحفيظ القرآن الكريم بدائرة الشؤون الإسلامية والعمل الخيري بدبي
alkamali11@