الموضوع: الرقية الشرعية
عرض مشاركة واحدة
قديم 12-01-2012 ~ 08:30 PM
نور الإسلام غير متواجد حالياً
افتراضي
  مشاركة رقم 3
 
الصورة الرمزية نور الإسلام
 
مدير عام
تاريخ التسجيل : Jan 2012


الدعاء

الخلق كلهم مفتقرون إلى الله محتاجون لما عنده ، وهو غني عنهم غير محتاج إليهم ، وقد أوجب علينا الله عز وجل السؤال والدعاء ، فقال عز وجل : ( وقال ربكم ادعوني استجب لكم إن الذين يستكبرون عن عبادتي ....) أي : عن دعائي ، وقال صلى الله عليه وسلم : ( من لم يسأل الله يغضب عليه ) . ومع هذا فهو عز وجل يفرح بسؤال عباده له ، ويحب الملحين عليه ويدنيهم منه ، ولقد استشعر أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم هذا الأمر فكان أحدهم لا يحتقر شيئاً يسأله الله ، ولا ينزلون مسائلهم إلى أحد من خلقه ، وما ذاك إلا لتعلقهم بربهم وقربهم منه وقربه منهم امتثالاً لقوله عز وجل : ( وإذا سألك عبادي عني فإني قريب ) ، ومن قرب الله جل جلاله من عباده الداعين لم يأمر رسوله صلى الله عليه وسلم أن يقول لهم في الآية أنه قريب بل خاطب عباده مباشرة ، فقال جل جلاله : ( فإني قريبٌ) ، بينما قال جل جلاله في آيات السؤال : (قل) أي يا محمد قل لهم كذا ، كما في قوله عز وجل : ( ويسئلونك عن الأهلة قل هي مواقيت للناس والحج ) وقوله عز وجل : ( يسئلونك عن الخمر والميسر قل فيهما إثم كبير ...) وغيرهما ، ومن جعل واسطة بينه وبين الله في دعائه فقد شبّه الله بخلقه .
والدعاء له منزلة عظيمة عند الله ، فهو أكرم شيء على الله ، والدعاء قد يرد القضاء ، ودعاء المسلم مستجاب ، ولا شك إن وجدت الأسباب وانتفت الموانع ، ويعطى بهذا الدعاء أحد أمور ، يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( ما من مسلم يدعو بدعوة ليس فيها إثم ولا قطيعة رحم إلا أعطاه الله بها إحدى ثلاث : إما أن تعجّل له دعوته ، وإما أن يدّخرها له في الآخرة ، وإما أن يصرف عنه من السوء مثلها ، قالوا إذاً نكثر ؟ قال : الله أكثر ) .
أنواع الدعاء : وهو نوعان : 1- دعاء عبادة : كالصلاة والصيام . 2- دعاء مسألة : كالطلب .
تفاضل الأعمال : هل قراءة القرآن أفضل ، أم الذكر ، أم الدعاء ؟ والجواب : هو أن قراءة القرآن أفضل من الأعمال ، ثم الذكر والثناء ، ثم الدعاء والطلب ، هذا من حيث الإجمال ، ولكن قد يعرض للمفضول ما يجعله أولى من الفاضل ، فالدعاء يوم عرفة أفضل من قراءة القرآن ، والانشغال بالأذكار الواردة دبّر الصلوات المكتوبة أولى من قراءة القرآن .
أسباب إجابة الدعاء : هناك أسباب ظاهرة ، وأسباب باطنة :
1- الأسباب الظاهرة : فبتقديم الأعمال الصالحة : كالصدقة ، والوضوء ، والصلاة ، واستقبال القبلة ، ورفع اليدين ، والثناء على الله عز وجل بما هو أهله ، واستعمال أسماء الله وصفاته بما يتناسب مع المدعي به ، فإذا كان الدعاء بطلب الجنة يكون التضرع بفضله ورحمته ، وإذا دعي على ظالم مثلاً ، فلا يستخدم اسم الرحمن أو الكريم وإنما يستخدم اسم الجبار ، القهار ، العزيز ، ومن الأسباب أيضاً الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم في أوله ووسطه وآخره ، والإقرار بالذنوب ، وشكر الله على نعمه ، ثم الدعاء والحرص على الجوامع منه ، واغتنام الأوقات الفاضلة التي ورد الدليل بأنها مظنة الإجابة وهي كثيرة ومنها :
* في اليوم والليلة : ثلث الليل الآخر ، حين ينزل الله عز وجل إلى السماء الدنيا ، بين الأذان والإقامة ، بعد الوضوء ، في السجود ، قبل السلام من الصلاة ، أدبار الصلوات ، عند ختم القرآن ، عند صياح الديك ، دعوة المسلم ، ودعوة المظلوم ، ودعوة المضطر ، ودعوة الوالد لولده ، ودعوة المسلم لأخيه في ظهر الغيب ، عند التقاء الصفين في الحرب .
* في الأسبوع : الجمعة ، وخاصة في آخر ساعة .
* في الأشهر : شهر رمضان ، عند الفطر ، وليلة القدر ، وفي السّحر .
* في الأماكن الشريفة : مكة المكرمة ، وخاصة عند الملتزم بين الحجر الأسود والباب ، وعند شرب ماء زمزم وغيرها .
2- الأسباب الباطنة : فتقديم التوبة الصادقة ، ورد المظالم ، وإطابة المطعم والمشرب والملبس والمسكن ، وأن يكون من الكسب الحلال ، والإكثار من الطاعات ، واجتناب المحرمات ، والتعفف عن الشبهات والشهوات ، وحضور القلب ، والثقة بالله ، وقوة الرجاء وقوة اللجوء إليه ، والتضرع والإلحاح ، وتفويض الأمر إليه ، وقطع النظر عن سواه .
موانع إجابة الدعاء : قد يدعو الإنسان ولا يستجاب له ، أو تتأخر الإجابة ، والأسباب كثيرة ، منها : دعاء غير الله مع الله ، والتفصيل في الدعاء كالاستعاذة من حر جهنم وضيقها وظلمتها إلى آخره ، مع أنه يكفي عن هذه الاستعاذة من النار فقط ، ودعاء المسلم على نفسه أو غيره ظلماً ، والدعاء بالإثم وقطيعة الرحم ، وتعليق الدعاء بالمشيئة بقول : اللهم اغفر لي إن شئت ونحوها ، واستعجال الإجابة ، حيث يقول : دعوت ولم يستجب لي ، والاستحسار وهو ترك الدعاء تعباً أو مللاً ، والدعاء بقلب غافلٍ لاهٍ ، والاستعجال وعدم التأدب بين يدي الله ، وقد سمع النبي صلى الله عليه وسلم رجلاً يدعو في صلاته فلم يصلّ على النبي صلى الله عليه وسلم فقال النبي صلى الله عليهوسلم : (عجِل هذا) ، ثم دعاه فقال له أو لغيره ( إذا صلى أحدكم فليبدأ بتحميد الله والثناء عليه ثم ليصلّ على النبي صلى الله عليه وسلم ثم ليدع بما شاء) والدعاء بأمر قد فرع منه كأن يدعو بالخلود في الدنيا ، وكذلك السجع المتكلف في الدعاء ، قال عز وجل : ( ادعوا ربكم تضرعاً وخفية إنه لا يحب المعتدين) قال ابن عباس رضي الله عنه : ( فانظر السجع من الدعاء فاجتنبه فإني عهدتُ رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه لا يفعلون إلا ذلك : يعني لا يفعلون إلا ذلك الاجتناب) والإفراط في رفع الصوت في الدعاء ، قال عز وجل : ( ولا تجهر بصلاتك ولا تخافت بها وابتغِ بين ذلك سبيلاً ) قالت عائشة رضي الله عنها : ( أنزل هذا في الدعاء) .
وهذا مثال لدعاء روعيَ فيه آداب الدعاء :
أولاً : الحمد والثناء : الحمد لله اللهم ربنا لك الحمد بما خلقتنا ورزقتنا وهديتنا وأنقذتنا وفرجت عنا ولك الحمد بالقرآن ولك الحمد بالأهل ولك الحمد بالمعافاة كبت عدونا وبسطت رزقنا وأظهرت أمننا وجمعت فرقتنا وأحسنت معافاتنا ومن كل ما سألناك ربنا أعطيتنا فلك الحمد على ذلك حمداً كثيراً لك الحمد بكل نعمة أنعمت بها علينا في قدم أو حديث أو سر أو علانية أو خاصة أو عامة أ حي أو ميت أو شاهد أو غائب ، لك الحمد حتى ترضى ولك الحمد إذا رضيت ولك الحمد بعد الرضى سبحانك ما أكرمك وما أجودك وما أرحمك يا من سبقت رحمته غضبه ، يا من كتب الرحمة على نفسه يا من هو أرحم بعباده من الأم بولدها يا من وسع كل شيء رحمة وعلماً يا من يده سحاء الليل والنهار لا تغيضها نفقة يا باسط الدين بالرحمة يا مجيب من دعاه يا معطي من سأله يا من يبسط يده بالليل ليتوب مسيء النهار ويبسط يده بالنهار ليتوب مسيء الليل ، يا من ينزل في الثلث الأخير من الليل إلى السماء الدنيا فينادي عباده من يسألني فأعطه ؟ من يدعوني فأستجيب له ؟ من يستغفرني فأغفر له ؟ يا من هو الأول فليس قبله شيء والآخر فليس بعده شيء والظاهر فليس فوقه شيء ، والباطن فليس دونه شيء ، يا حي يا قوم يا ذا الجلال والإكرام أسألك بأني أشهد أنك أنت الله لا إله إلا أنت الأحد الصمد الذي لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفواً أحد ، لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين ...إلخ .


يتبع ...



  رد مع اقتباس
 
1 2 3 4 5 6 7 8 9 10 11 12 13 14 15 16 17 18 19 20 21 22