صفوان الخزرجي

العودة   طريق الخلاص > إسلاميات > أبواب الدعوة > خطب إسلامية

خطب إسلامية من خطب الدعاة وعلماء الدين والشيوخ الصالحين

خطبة ليوم الجمعة : مُجْتَمَعُ الْعِفَّةِ وَالنَّقَاءِ

خطبة الجمعة المذاعة والموزعة بتاريخ 14 من رجب 1434هـ الموافق 24 / 5 / 2013م الْحَمْدُ للهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ، أَمَرَ بِالإِصْلاَحِ، وَامْتَدَحَ الْمُصْلِحِينَ، وَنَهَى عَنِ الْفَسَادِ، وَذَمَّ الْمُفْسِدِينَ،

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 21-06-2013 ~ 02:40 PM
نور الإسلام غير متواجد حالياً
افتراضي خطبة ليوم الجمعة : مُجْتَمَعُ الْعِفَّةِ وَالنَّقَاءِ
  مشاركة رقم 1
 
الصورة الرمزية نور الإسلام
 
مدير عام
تاريخ التسجيل : Jan 2012


خطبة الجمعة المذاعة والموزعة
بتاريخ 14 من رجب 1434هـ الموافق 24 / 5 / 2013م

الْحَمْدُ للهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ، أَمَرَ بِالإِصْلاَحِ، وَامْتَدَحَ الْمُصْلِحِينَ، وَنَهَى عَنِالْفَسَادِ، وَذَمَّ الْمُفْسِدِينَ، نَحْمَدُهُ عَلَى مَا مَنَّ بِهِ عَلَيْنَا مِنْ دِينِ الإِسْلاَمِ، وَبِعْثَةِ خَيْرِالأَنَامِ، عَلَيْهِ أَفْضَلُ الصَّلاَةِ وَالسَّلاَمِ، وَنَشْكُرُهُ عَلَى تَمَامِ الدِّينِ، وَكَمَالِ شَرِيعَةِ الْمَلِكِ السَّلاَمِ، وَأَشْهَدُ أَنْ لاَّ إِلَهَ إِلاَّ اللهُ وَحْدَهُ لاَ شَرِيكَ لَهُ، خَلَقَ عِبَادَهُفَكَلَّفَهُمْ، وَبِدِينِهِ وَشَرِيعَتِهِ ابْتَلاَهُمْ، وَهُوَ أَعْلَمُ بِمَا يَصْلُحُ لَهُمْ وَيُصْلِحُهُمْ ) واللهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ( [البقرة:216]، وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ، وَصَفِيُّهُ وَخَلِيلُهُ؛حَذَّرَ أُمَّتَهُ مِنْ دُعَاةٍ عَلَى أَبْوَابِ جَهَنَّمَ، مَنْ أَجَابَهُمْ إِلَيْهَا قَذَفُوهُ فِيهَا، وَوَصَفَهُمْ بِأَنَّهُمْ مِنْجِلْدَتِنَا، وَيَتَكَلَّمُونَ بِأَلْسِنَتِنَا، صَلَّى اللهُ وَسَلَّمَ وَبَارَكَ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَأَصْحَابِهِ؛ أَتْقَى هَذِهِالأُمَّةِ، وَأَسْرَعِهِمُ امْتِثَالاً لِتَعَالِيمِ الْمِلَّةِ، وَالتَّابِعِينَ لَهُمْ بِإِحْسَانٍ إِلَى يَوْمِ الدِّينِ.
أَمَّا بَعْدُ:
فَاتَّقُوا اللهَ تَعَالَى وَأَطِيعُوهُ، وَكُونُوا صَالِحِينَمُصْلِحِينَ، ) وَلَا تُطِيعُوا أَمْرَ المسْرِفِينَ * الَّذِينَ يُفْسِدُونَ فِي الأرْضِ وَلَا يُصْلِحُونَ( [الشعراء:151-152].
أَيُّهَا الْمُسْلِمُونَ:
إِنَّ مَنْ يَنْظُرْ فِي شَرِيعَةِ اللهِ تَعَالَى يَجِدْ أَنَّهَا أَوْصَدَتْ كُلَّ الأَبْوَابِ الْمُؤَدِّيَةِ إِلَى الْفَسَادِ، وَسَدَّتِ الذَّرَائِعَ لِذَلِكَ، وَحَمَتِ الْمُجْتَمَعَ مِنَ الْفَاحِشَةِ وَالرَّذِيلَةِ بِتَشْرِيعَاتٍ رَبَّانِيَّةٍ تُبْقِي عَلَى الْمُجْتَمَعِ عِفَّتَهُ وَطَهَارَتَهُ وَنَقَاءَهُ، وَاسْتِقَامَةَ أُسَرِهِ، وَصَلاَحَ بُيُوتِهِ مَا دَامَ أَفْرَادُهُ قَائِمِينَ بِأَمْرِ اللهِ تَعَالَى، مُمْتَثِلِينَ لِشَرْعِهِ، مُسْتَسْلِمِينَ لِنُصُوصِ الْكِتَابِ وَالسُّنَّةِ، وَلَمْ يَسْمَحُوا لِلْمُفْسِدِينَ أَنْ يَنْخُرُوا ذَلِكَ السِّيَاجَ الرَّبَّانِيَّ بَيْنَ الرِّجَالِ وَالنِّسَاءِ، يَقُولُ اللهُ تَعَالَى: ) وَإِذَا سَأَلْتُمُوهُنَّ مَتَاعاً فَاسْأَلوهُنَّ مِنْ وَرَاءِ حِجَابٍ ذَلِكُمْ أَطْهَرُ لِقُلُوبِكُمْ وَقُلُوبِهِنَّ( [الأحزاب:53] وَهَذَا الْخِطَابُ الرَّبَّانِيُّ لأَطْهَرِ هَذِهِ الأُمَّةِ قُلُوباً وَهُمُ الصَّحَابَةُ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمْ، وَفِي أَعَفِّ النِّسَاءِ وَهُنَّ أُمَّهَاتُ الْمُؤْمِنِينَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُنَّ، فَمَا بَالُكُمْ بِمَنْ هُمْ دُونَهُمْ مِنَ الرِّجَالِ، وَبِمَنْ هُنَّ دُونَهُنَّ مِنَ النِّسَاءِ؟! ) فَاسْأَلوهُنَّ مِنْ وَرَاءِ حِجَابٍ( فَالْخَالِقُ الرَّازِقُ سُبْحَانَهُ يَأْمُرُ فِي كِتَابِهِ بِالْحِجَابِ بَيْنَ الرِّجَالِ وَالنِّسَاءِ، وَالْمُفْسِدُونَ يُرِيدُونَ تَحْطِيمَهُ وَإِزَالَتَهُ.
وَفِي خِطَابٍ رَبَّانِيٍّ آخَرَ ) قُلْ لِلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ( [النور:30]، وَقَالَ سُبْحَانَهُ: )وَقُلْ لِلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ( [النور:31]، فَلَوْ كَانَ الاِخْتِلاَطُ سَائِغاً فِي الشَّرْعِ لَكَانَ فِي هَذِهِ الأَوَامِرِ الرَّبَّانِيَّةِ تَكْلِيفٌ بِمَا لاَ يُطَاقُ؛ إِذْ كَيْفَ تَخْتَلِطُ الْمَرْأَةُ بِالرَّجُلِ، وَتَجْلِسُ بِجِوَارِهِ فِي الْعَمَلِ أَوِ الدِّرَاسَةِ، وَلاَ يَنْظُرُ كُلُّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا لِلآخَرِ وَهُمَا يَتَبَادَلاَنِ الأَعْمَالَ وَالأَوْرَاقَ وَالدُّرُوسَ؟!.
وَذَكَرَ النَّبِيُّ r أَنَّ مِنْ حَقِّ الطَّرِيقِ: «غَضَّ الْبَصَرِ» [رَوَاهُ الشَّيْخَانِ مِنْ حَدِيثِ عَبْدِ اللهِ بْنِ مَسْعُودٍ t]، فَإِذَا كَانَ غَضُّ الْبَصَرِ وَاجِباً عَلَى الرِّجَالِ إِذَا مَرَّتْ بِمَجْلِسِهِمْ فِي الطَّرِيقِ امْرَأَةٌ، فَكَيْفَ يَسُوغُ لِلْمُزَوِّرِينَ أَنْ يَزْعُمُوا أَنَّ شَرِيعَةَ اللهِ تَعَالَى لاَ تَمْنَعُ اخْتِلاَطَ الرِّجَالِ بِالنِّسَاءِ؟!؛ وَفِي حَدِيثٍ آخَرَ قَالَ r: «إِيَّاكُمْ وَالدُّخُولَ عَلَى النِّسَاءِ» [رَوَاهُ الشَّيْخَانِ مِنْ حَدِيثِ عُقْبَةَ بْنِ عَامِرٍ t]. فَكَيْفَ إِذاً بِالْمُكْثِ عِنْدَهُنَّ وَأَمَامَهُنَّ وَبِجِوَارِهِنَّ فِي سَاعَاتِ الْعَمَلِ كُلَّ يَوْمٍ؟!.
إِخْوَةَ الإِسْلاَمِ:
إِنَّهَا أَدِلَّةٌ صَرِيحَةٌ فِي تَحْرِيمِ الأَسْبَابِ الْمُفْضِيَةِ إِلَى الاِخْتِلاَطِ، وَمِنْ قَوَاعِدِ الشَّرْعِ الْمُطَهَّرِ أَنَّ اللهَ إِذَا حَرَّمَ شَيْئاً حَرَّمَ الأَسْبَابَ وَالطُّرُقَ وَالْوَسَائِلَ الْمُفْضِيَةَ إِلَيْهِ، تَحْقِيقاً لِتَحْرِيمِهِ، وَمَنْعاً مِنَ الْقُرْبِ مِنْ حِمَاهُ، قَالَ تَعَالَى: ) وَلاَ تَقْرَبُواْ ٱلزّنَىٰ إِنَّهُ كَانَ فَاحِشَةً وَسَاء سَبِيلاً( [الإسراء:32]، يَقُولُ أَحَدُ الْعُلَمَاءِ: وَالنَّهْيُ عَنْ قُرْبَانِ الزِّنَا أَبْلَغُ مِنَ النَّهْيِ عَنْ مُجَرَّدِ فِعْلِهِ؛ لأَنَّ ذَلِكَ يَشْمَلُ النَّهْيَ عَنْ جَمِيعِ مُقَدِّمَاتِهِ وَدَوَاعِيهِ، فَإِنَّ مَنْ حَامَ حَوْلَ الْحِمَى يُوشِكُ أَنْ يَقَعَ فِيهِ، يَقُولُ ابْنُ الْقَيِّمِ رَحِمَهُ اللهُ: «وَاخْتِلاَطُ الرِّجَالِ بِالنِّسَاءِ سَبَبٌ لِكَثْرَةِ الْفَوَاحِشِ وَالزِّنَا».
عِبَادَ اللهِ:
إِنَّ مِنْ حِرْصِ الشَّارِعِ عَلَى التَّبَاعُدِ بَيْنَ الرِّجَالِ وَالنِّسَاءِ وَعَدَمِ الاِخْتِلاَطِ بَيْنَهُمْ أَنْ رَغَّبَ فِي ذَلِكَ حَتَّى فِي أَمَاكِنِ الْعِبَادَةِ، كَالصَّلاَةِ الَّتِي يَشْعُرُ الْمُصَلِّي فِيهَا بِأَنَّهُ بَيْنَ يَدَيْ رَبِّهِ بَعِيداً عَمَّا يَتَعَلَّقُ بِالدُّنْيَا، فَعَنْ أَبِي هُرَيْرَةُ t قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ r: «خَيْرُ صُفُوفِ الرِّجَالِ أَوَّلُهَا، وَشَرُّهَا آخِرُهَا، وَخَيْرُ صُفُوفِ النِّسَاءِ آخِرُهَا، وَشَرُّهَا أَوَّلُهَا» [رَوَاهُ مُسْلِمٌ]، وَمَا ذَاكَ إِلاَّ لِقُرْبِ أَوَّلِ صُفُوفِ النِّسَاءِ مِنَ الرِّجَالِ فَكَانَ شَرَّ الصُّفُوفِ، وَلِبُعْدِ آخِرِ صُفُوفِ النِّسَاءِ مِنَ الرِّجَالِ فَكَانَ خَيْرَ الصُّفُوفِ. وَعِنْدَمَا خَرَجَ رَسُولُ اللهِ r مِنَ الْمَسْجِدِ فَرَأَى اخْتِلاَطَ الرِّجَالِ بِالنِّسَاءِ فِي الطَّرِيقِ قَالَ لِلنِّسَاءِ: «اسْتَأْخِرْنَ، فَإِنَّهُ لَيْسَ لَكُنَّ أَنْ تَحْقُقْنَ الطَّرِيقَ [أَيْ: لَيْسَ لَكُنَّ أَنْ تَتَوَسَّطْنَ الطَّرِيقَ]، عَلَيْكُنَّ بِحَافَاتِ الطَّرِيقِ»، فَكَانَتِ الْمَرْأَةُ تَلْتَصِقُ بِالْجِدَارِ حَتَّى إِنَّ ثَوْبَهَا لَيَتَعَلَّقُ بِالْجِدَارِ مِنْ لُصُوقِهَا بِهِ» [رَوَاهُ أَبُو دَاوُدَ مِنْ حَدِيثِ أَبِي أُسَيْدٍ السَّاعِدِيِّ، وَحَسَّنَهُ الشَّيْخُ الأَلْبَانِيُّ]، وَعَلَى هَذَا صَارَتْ نِسَاءُ الْمُسْلِمِينَ لاَ عَهْدَ لَهُنَّ بِالاِخْتِلاَطِ بِالرِّجَالِ، وَأَخْبَرَ رَسُولُ اللهِ r أَنَّ صَلاَتَهَا فِي بَيْتِهَا خَيْرٌ مِنْ صَلاَتِهَا فِي مَسْجِدِهَا فَقَالَ r: «لاَ تَمْنَعُوا النِّسَاءَ أَنْ يَخْرُجْنَ إِلَى الْمَسَاجِدِ، وَبُيُوتُهُنَّ خَيْرٌ لَهُنَّ» [أَخْرَجَهُ أَحْمَدُ مِنْ حَدِيثِ ابْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا].
وَفِي الطَّوَافِ بِالْبَيْتِ وَهُوَ مِنْ أَجَلِّ الْعِبَادَاتِ وَأَشْرَفِهَا مُنِعَ الاِخْتلاَطُ؛ كَمَا أَخْبَرَ التَّابِعِيُّ الْجَلِيلُ عَطَاءُ بْنُ أَبِي رَبَاحٍ رَحِمَهُ اللهُ تَعَالَى أَنَّ النِّسَاءَ فِيهِ لَمْ يَكُنَّ يُخَالِطْنَ الرِّجَالَ وَقَالَ: «كَانَتْ عَائِشَةُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا تَطُوفُ حَجْرَةً مِنَ الرِّجَالِ، لاَ تُخَالِطُهُمْ [أَيْ: فِي نَاحِيَةٍ مُعْتَزِلَةً عَنِ الرِّجَالِ]» [رَوَاهُ الْبُخَارِيُّ]. وَقَالَ عَلَيْهِ الصَّلاَةُ وَالسَّلاَمُ لِزَوْجِهِ أُمِّ سَلَمَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهَا: «طُوفِي مِنْ وَرَاءِ النَّاسِ وَأَنْتِ رَاكِبَةٌ» [رَوَاهُ الشَّيْخَانِ].
عِبَادَ اللهِ:
وَلَمَّا وَقَعَ فِي عَهْدِ عُمَرَ t شَيْءٌ مِنِ اخْتِلاَطِ الرِّجَالِ بِالنِّسَاءِ فِي الطَّوَافِ نَهَى أَنْ يَطُوفَ الرِّجَالُ مَعَ النِّسَاءِ، فَرَأَى رَجُلاً مَعَهُنَّ فَضَرَبَهُ بِالدِّرَّةِ. تِلْكَ هِيَ شَرِيعَةُ اللهِ تَعَالَى فِي قَضِيَّةِ الاِخْتِلاَطِ الَّتِي يَسْعَى الْمُنَافِقُونَ وَالشَّهْوَانِيُّونَ لإِقْنَاعِ النَّاسِ أَنَّ الاِخْتِلاَطَ لاَ يُعَارِضُ الدِّينَ، وَأَنَّهُ مِنْ أَسْبَابِ الرُّقِيِّ وَالتَّقَدُّمِ، كَذَبُوا وَاللهِ وَضَلَّوا وَأَضَلُّوا، أَفَبَعْدَ هَذِهِ النُّصُوصِ الْمُحْكَمَةِ الْوَاضِحَةِ يَلِيْقُ بِالْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ أَنْ يُصَدِّقُوا أَكَاذِيبَهُمْ، وَيَرْضَوْا بِمَشَارِيعِهِمْ، وَيَسْتَسْلِمُوا لإِفْسَادِهِمْ، وَإِخْرَاجِهِمْ لِنِسَاءِ الْمُسْلِمِينَ وَبَنَاتِهِمْ، وَقَتْلِهِمْ لِحَيَائِهِنَّ وَإِحْصَانِهِنَّ وَعَفَافِهِنَّ، وَيَتْرُكُوهُمْ يَنْخُرُونَ فِي الْمُجْتَمَعِ، وَلاَ يُنْكِرُونَ ذَلِكَ عَلَيْهِمْ؟! وَقَدِ اسْتَبَانَ لَهُمُ الْحَقُّ بِأَدِلَّتِهِ، وَبَانَ لَهُمُ الْبَاطِلُ بِدَجَلِهِ وَعَوْرَتِهِ، فَمَاذَا بَعْدَ الْحَقِّ إِلاَّ الضَّلاَلُ؟!، فَمَوْقِفُ الإِسْلاَمِ مِنِ اخْتِلاَطِ الرِّجَالِ بِالنِّسَاءِ تَرْسُمُهُ هَذِهِ الأَدِلَّةُ، فَفِيهَا بَيَانُ الضَّوَابِطِ الأَمِينَةِ، وَتَحْدِيدُ أَسْبَابِ السَّلاَمِةِ؛ حِفْظاً لِكِيَانِ الأُسْرَةِ الْمُسْلِمَةِ، وَسَلاَمَةِ أَنْسَابِهَا، وَطَهَارَةِ قُلُوبِ الرِّجَالِ وَالنِّسَاءِ مِنَ الْفِتْنَةِ وَالاِنْحِرَافِ.
إِخْوَةَ الإِسْلاَمِ:
إِنَّ دُعَاةَ الاِخْتِلاَطِ لاَ يُهِمُّهُمْ صِيَانَةُ الأَعْرَاضِ، وَلاَ يَفْهَمُونَ مَعْنًى لِلشَّرَفِ وَالْعِرْضِ، إِنَّمَا هِيَ فِي نَظَرِهِمْ كَلِمَاتٌ فَقَدَتْ مَعَانِيَهَا الْقَدِيمَةَ، وَوَأَدَتْهَا الْحَضَارَةُ وَالاِنْطِلاَقُ مِنَ الْقُيُودِ الْمُتَحَجِّرَةِ كَمَا زَعَمُوا.
أَصْوَاتٌ غَرِيبَةٌ تَدَّعِي أَنَّ الاِخْتِلاَطَ يُسَاعِدُ عَلَى إِقَامَةِ عَلاَقَةٍ نَظِيفَةٍ، وَأَنَّهُ ضَرُورَةٌ نَفْسِيَّةٌ وَاجْتِمَاعِيَّةٌ وَاقْتِصَادِيَّةٌ، وَبِهِ يُرَشَّدُ الإِنْفَاقُ، وَنَقُولُ لِهَؤُلاَءِ جَمِيعاً: اسْأَلُوا الْحَضَارَةَ الْغَرْبِيَّةَ الْمُتَهَالِكَةَ: مَاذَا جَنَتْهُ مِنَ الاِخْتِلاَطِ؟! فَسَتُجِيبُكُمُ الإِحْصَاءَاتُ الْمُذْهِلَةُ وَالأَرْقَامُ الْمُفْجِعَةُ عَنْ نِسْبَةِ الْحَوَامِلِ مِنَ الزِّنَا، وَآلاَفِ الأَطْفَالِ الَّذِينَ وُلِدُوا بِطُرُقٍ غَيْرِ شَرْعِيَّةٍ، نَاهِيكَ عَنْ حَالاَتِ الإِجْهَاضِ، وَنِسْبَةِ جَرَائِمِ الْخَطْفِ وَالاِغْتِصَابِ، مَعَ انْحِطَاطٍ خُلُقِيٍّ، وَآثَارٍ مُدَمِّرَةٍ فِي الاِقْتِصَادِ وَالاِجْتِمَاعِ، تُنْذِرُ بِانْهِيَارِ الْمُجْتَمَعَاتِ، مَعَ كَثْرَةِ الْعَوَانِسِ، ذَلِكَ أَنَّ وُجُودَ السُّبُلِ الْمُيَسَّرَةِ لِقَضَاءِ الْوَطَرِ صَرَفَتْهُمْ عَنْ تَبِعَاتِ الزَّوَاجِ وَتَكَالِيفِهِ.
يَدَّعِي بَعْضُهُمْ أَنَّ الاِخْتِلاَطَ يَكْسِرُ الشَّهْوَةَ، وَيُهَذِّبُ الْغَرِيزَةَ، وَيَقِي مِنَ الْكَبْتِ وَالْعُقَدِ النَّفْسِيَّةِ، وَوَاقِعُ الْحَالِ فِي الْبِلاَدِ الإِبَاحِيَّةِ يُكَذِّبُ ذَلِكَ وَيَنْقُضُهُ، فَلَمْ يَزِدِ النَّاسَ إِلاَّ سُعَاراً بَهِيمِيّاً، وَهَتْكاً لِلأَعْرَاضِ، وَتَوَقُّداً لِلشَّهْوَةِ، لاَ يَرْتَوِي وَلاَ يَهْدَأُ، وَيَنْتَهِي إِلَى شُذُوذٍ لاَ يُقَيِّدُهُ قَيْدٌ وَلاَ يَقِفُ عِنْدَ حَدٍّ، هَا هِيَ الْغَرَائِزُ قَدْ أُطْلِقَتْ، فَلَمْ تَزِدِ النُّفُوسَ إِلاَّ تَعْقِيداً، وَلَمْ تَزِدِ الأَعْصَابَ إِلاَّ تَوَتُّراً، مَعَ انْتِشَارِ الأَمْرَاضِ الْفَتَّاكَةِ حتَىَّ أَصْبَحَ الْقَلَقُ النَّفْسِيُّ هُوَ مَرَضَ الْعَصْرِ هَنَاكَ.
كَيْفَ نُلْقِي إِنْسَاناً وَسَطَ أَمْوَاجٍ مُتَلاَطِمَةٍ، ثُمَّ نَطْلُبُ مِنْهُ أَنْ يُحَافِظَ عَلَى ثَوْبِهِ مِنَ الْبَلَلِ؟! كَيْفَ نُلْقِي إِنْسَاناً وَسَطَ نِيْرَانٍ مُتَوَقِّدَةٍ، ثُمَّ نَطْلُبُ مِنْهُ أَنْ يُحَافِظَ عَلَى جِسْمِهِ مِنَ الاِحْتِرَاقِ؟!، إِنَّ عُقَلاَءَ الْبِلاَدِ الإِبَاحِيَّةِ الَّتِي جَرَّبَتِ الاِخْتِلاَطَ وَذَاقَتْ وَيْلاَتِهِ وَقَاسَتْ مَسَاوِئَهُ يُنَادُونَ بِقُوَّةٍ إِلَى مَنْعِ اخْتِلاَطِ الرِّجَالِ بِالنِّسَاءِ فِي بِلاَدِهِمْ، بَعْدَ أَنْ أَحَسُّوا بِالْخَطَرِ الدَّاهِمِ، وَأَعْلَنُوهَا صَرِيحَةً مُدَوِّيَةً بَعْدَ طُولِ عَنَاءٍ أَنَّ التَّعْلِيمَ غَيْرَ الْمُخْتَلِطِ أَفْضَلُ بِكَثِيرٍ مِنَ التَّعْلِيمِ الْمُخْتَلِطِ؛ فَلَمْ يُؤَدِّ الاِخْتِلاَطُ إِلاَّ إِلَى بَهِيمِيَّةٍ كَامِلَةٍ، لَمْ تُؤَدِّ التَّجْرِبَةُ إِلَى تَمَاسُكِ الْبُيُوتِ وَلاَ اسْتِقْرَارٍ وَلاَ ثَبَاتٍ، وَإِنَّمَا أَدَّى إِلَى تَفَكُّكٍ دَائِمٍ، وَطَلاَقٍ مُتَزَايِدٍ، وَجُوعٍ مُسْتَمِرٍّ.
وَإِنَّ مِنَ الأَسْبَابِ الْبَيِّنَةِ الَّتِي أَدَّتْ إِلَى افْتِتَانِ امْرَأَةِ الْعَزِيزِ بِيُوسُفَ عَلَيْهِ السَّلاَمُ الاِخْتِلاَطَ الَّذِي أَضْرَمَ كَوَامِنَ الْغَرِيزَةِ، فَيَأْبَى يُوسُفُ عَلَيْهِ السَّلاَمُ خَوْفاً مِنَ اللهِ الْعَلِيمِ الْقَدِيرِ، الاِخْتِلاَطُ مِنْ أَكْبَرِ الأَسْبَابِ الْمُيَسِّرَةِ لِلْفَاحِشَةِ وَارْتِكَابِ جَرِيمَةِ الزِّنَا، فَهُوَ يُحَرِّكُ فِي النَّفْسِ نَوَازِعَ الشَّرِّ، وَيُشْعِلُ نَارَ الشَّهَوَاتِ الْجَامِحَةِ، وَيُوَلِّدُ الإِغْرَاءَ وَالإِغْوَاءَ، الاِخْتِلاَطُ يَصْرِفُ شَبَابَ الأُمَّةِ عَنِ الْمَعَالِي، وَيُؤَدِّي إِلَى اضْمِحْلاَلِ قُوَاهُمْ، وَيُوقِعُهُمْ فَرِيسَةَ الشَّهَوَاتِ الْبَهِيمِيَّةِ، وَيُحَوِّلُ الْمُجْتَمَعَ إِلَى لَهْوٍ وَعَبَثٍ وَمُجُونٍ وَخَلاَعَةٍ، وَهَذَا يُولِجُ الْمُجْتَمَعَ مَوَالِجَ الْهَلاَكِ.
فَاتَّقُوا اللهَ عِبَادَ اللهِ، اتَّقُوا اللهَ يَا مَنْ خَوَّلَكُمُ اللهُ شَيْئاً مِنْ أَمْرِ هَذِهِ الأُمَّةِ، اتَّقُوا اللهَ يَا مَنْ أَنْعَمَ اللهُ عَلَيْكُمْ بِنِعْمَةِ الْقَلَمِ، اتَّقُوا اللهَ أَيُّهَا الْمُسْلِمُونَ جَمِيعاً، وَلاَ تَكُونُوا سَبَباً فِي نَشْرِ الْفَسَادِ وَالْمُنْكَرِ فِي بِلاَدِ الإِسْلاَمِ.
بَارَكَ اللهُ لِي وَلَكُمْ فِي الْقُرْآنِ الْعَظِيمِ، وَنَفَعَنِي وَإِيَّاكُمْ بِمَا فِيهِ مِنَ الآيَاتِ وَالذِّكْرِ الْحَكِيمِ، أَقُولُ هَذَا الْقَوْلَ، وَأَسْتَغْفِرُ اللهَ الْعَظِيمَ لِي وَلَكُمْ، فَاسْتَغْفِرُوهُ إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ.
الخطبة الثانية
الْحَمْدُ للهِ الْعَلِيمِ الْخَبِيرِ؛ شَرَعَ لِعِبَادِهِ مِنَ الدِّينِ أَحْسَنَهُ، وَاخْتَارَ لَهُمْ مِنَ الشَّرَائِعِ أَكْمَلَهَا، فَأَكْمَلَ لَهُمْ دِينَهُمْ، وَأَتَمَّ عَلَيْهِمْ نِعْمَتَهُ، وَرَضِيَ لَهُمُ الإِسْلاَمَ دِيناً، وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ؛ أَنْصَحُ الْخَلْقِ لِلْخَلِقِ، وَأَتْقَاهُمْ للهِ تَعَالَى، لاَ خَيْرَ إِلاَّ دَلَّنَا عَلَيْهِ، وَأَمَرَنَا بِهِ، وَلاَ شَرَّ إِلاَّ حَذَّرَنَا مِنْهُ، وَنَهَانَا عَنْهُ، صَلَّى اللهُ وَسَلَّمَ وَبَارَكَ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَأَصْحَابِهِ، وَالتَّابِعِينَ لَهُمْ بِإِحْسَانٍ إِلَى يَوْمِ الدِّينِ.
أَمَّا بَعْدُ:
فَأُوصِيكُمْ -عِبَادَ اللهِ- وَنَفْسِي بِتَقْوَى اللهِ تَعَالَى، فَإِنَّ مَنِ اتَّقَاهُ وَقَاهُ، وَأَسْعَدَهُ فِي الدَّارَينِ، وَكَفَاهُ.
أَيُّهَا الْمُسْلِمُونَ:
إِنَّ لِلاِخْتِلاَطِ الْمُحَرَّمِ فِي الْمُجْتَمَعَاتِ صُوَراً، مِنْهَا:
اخْتِلاَطُ الْبَنَاتِ مَعَ ابْنِ الْعَمِّ أَوِ ابْنِ الْعَمَّةِ وَابْنِ الْخَالِ وَابْنِ الْخَالَةِ.
وَخَلْوَةُ خَطِيبِ الْفَتَاةِ بِهَا وَخُرُوجُهُ مَعَهَا وَحَدِيثُهُ، وَذَلِكَ قَبْلَ الْعَقْدِ بِحُجَّةِ التَّعَارُفِ وَمُدَارَسَةِ بَعْضِهِمْ بَعْضاً.
وَاخْتِلاَطُ النِّسَاءِ بِالرِّجَالِ الأَجَانِبِ عُمُوماً بِحُجَّةِ أَنَّ الْقُلُوبَ بَيْضَاءُ.
وَاخْتِلاَطُ الطَّالِبَاتِ بِالطُّلاَّبِ فِي صُفُوفِ الدِّرَاسَةِ بِالْجَامِعَاتِ وَالْمَعَاهِدِ وَالْمَدَارِسِ كَمَا فِي بَعْضِ الْمُجْتَمَعَاتِ.
وَاسْتِقْبَالُ الْمَرْأَةِ أَقَارِبَ زَوْجِهَا الأَجَانِبَ أَوْ أَصْدِقَاءَهُ فِي حَالِ غِيَابِهِ وَمُجَالَسَتُهُمْ وَالْكَلاَمُ مَعَهُمْ كَمَا فِي بَعْضِ الْمُجْتَمَعَاتِ، وَخَلْوَةُ الْمُدَرِّسِينَ الْخُصُوصِيِّينَ بِالطَّالِبَاتِ بِذَرِيعَةِ التَّدْرِيسِ.
وَاخْتِلاَطُ النِّسَاءِ بِالرِّجَالِ فِي الْمَعَامِلِ وَالصَّيْدَلِيَّاتِ وَالْمُسْتَشْفَيَاتِ وَالْمَكَاتِبِ بِدَعْوَى ضَرُورَةِ ذَلِكَ فِي الْعَمَلِ.
خَلْوَةُ الطَّبِيبِ بِالْمَرِيضَةِ مِنْ غَيْرِ مَحْرَمٍ لَهَا، وَمَا يُسَمَّى بِالْجَلَسَاتِ الْعَائِلِيَّةِ، الَّتِي يَخْتَلِطُ فِيهَا الرِّجَالُ بِالنِّسَاءِ وَمَا يَحْدُثُ فِيهَا مِنْ تَبَادُلِ الْحَدِيثِ.
أَيُّهَا الْمُسْلِمُونَ:
وَمِنْ حِرْصِ الشَّارِعِ عَلَى عَدَمِ الاِخْتِلاَطِ أَنَّهُ مَنَعَ الْمَرْأَةَ إِذَا خَرَجَتْ لِلْمَسْجِدِ أَنْ تَتَطَيَّبَ لَهُ، فَعَنْ أَبِي هُرَيرَةَ t قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ r : «أَيُّمَا امْرَأَةٍ أَصَابَتْ بَخُورًا فَلاَ تَشْهَدْ مَعَنَا الْعِشَاءَ الآخِرَةَ» [رَوَاهُ مُسْلِمٌ]، وَلَمَّا رَأَتْ عَائِشَةُ رَضِيَ اللهُ عَنْهَا التَّغَيُّرَ الَّذِي حَدَثَ فِي أَحْوَالِ النِّسَاءِ بَعْدَ عَصْرِ النُّبُوَّةِ قَالَتْ: «لَوْ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ رَأَى مَا أَحْدَثَ النِّسَاءُ لَمَنَعَهُنَّ الْمَسْجِدَ كَمَا مُنِعَتْ نِسَاءُ بَنِي إِسْرَائِيلَ» [أَخْرَجَهُ الْبُخَارِيُّ وَمُسْلِمٌ]، وَهَذَا فِي زَمَنِ عَائِشَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهَا وَعَهْدُ النُّبُوَّةِ قَرِيبٌ، فَكَيفَ بِهَذَا الزَّمَنِ الَّذِي كَثُرَ فِيهِ الْفَسَادُ، وَظَهَرَ فِيهِ التَّبَرُّجُ، وَشَاعَ فِيهِ السُّفُورُ، وَقَلَّ فِيهِ الْوَرَعُ؟! فَلاَ حَولَ وَلاَ قُوَّةَ إِلاَّ بِاللهِ.
يَقُولُ ابْنُ الْقَيِّمِ رَحِمَهُ اللهُ تَعَالَى: «وَلاَ رَيْبَ أَنَّ تَمْكِينَ النِّسَاءِ مِنِ اخْتِلاَطِهِنَّ بِالرِّجَالِ أَصْلُ كُلِّ بَلِيَّةٍ وَشَرٍّ، وَهُوَ مِنْ أَعْظَمِ أَسْبَابِ نُزُولِ الْعُقُوبَاتِ الْعَامَّةِ، كَمَا أَنَّهُ مِنْ أَسْبَابِ فَسَادِ أُمُورِ الْعَامَّةِ وَالْخَاصَّةِ، وَاخْتِلاَطُ الرِّجَالِ بِالنِّسَاءِ سَبَبٌ لِكَثْرَةِ الْفَوَاحِشِ وَالزِّنَا، وَهُوَ مِنْ أَسْبَابِ الْمَوْتِ الْعَامِّ، وَالطَّوَاعِينِ الْمُتَّصِلَةِ، وَلَمَّا اخْتَلَطَ الْبَغَايَا بِعَسْكَرِ مُوسَى -عَلَيْهِ السَّلاَمُ- وَفَشَتْ فِيهِمُ الْفَاحِشَةُ أَرْسَلَ اللهُ عَلَيْهِمُ الطَّاعُونَ، فَمَاتَ مِنْهُمْ فِي يَوْمٍ وَاحِدٍ سَبْعُونَ أَلْفاً». انْتَهَى كَلاَمُهُ رَحِمَهُ اللهُ.
أَلاَ وَصَلُّوا - عِبَادَ اللهِ- عَلَى رَسُولِ الْهُدَى، فَقَدْ أَمَرَكُمُ اللهُ بِذَلِكَ فِي كِتَابِهِ فَقَالَ: ) إِنَّ ٱللَّهَ وَمَلَـٰئِكَـتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى ٱلنَّبِىّ يٰأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءامَنُواْ صَلُّواْ عَلَيْهِ وَسَلّمُواْ تَسْلِيماً( [الأحزاب:56]. اللَّهُمَّ صَلِّ وَسَلِّمْ عَلَى عَبْدِكَ وَرَسُولِكَ مُحَمَّدٍ، وَارْضَ اللَّهُمَّ عَنْ خُلَفَائِهِ الرَّاشِدِينَ، اللَّهُمَّ يَا حَيُّ يَا قَـيُّومُ، هَبْ لَنَا مِنْ أَمْرِنَا رَشَداً، وَاحْفَظْ لَنَا دِيْنَنَا الَّذِي هُوَ عِصْمَةُ أَمْرِنَا، وَاجْعَلْ وِلاَيَتَنَا فِي صَغِيرِ الأَمْرِ وَكَبِيرِهِ فِيمَنْ يَخَافُكَ وَيَتَّقِيكَ، وَيَعْمَلُ بِشَرِيعَتِكَ، وَيَحْفَظُ لِهَذِهِ الْبِلاَدِ دِينَهَا وَأَمْنَهَا وَاسْتِقْرَارَهَا، وَاجْتِمَاعَ كَلِمَتِهَا، يَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِينَ، اللَّهُمَّ أَصْلِحْ لَنَا أَزْوَاجَنَا وَذُرِّيَّاتِنَا، وَاخْتِمْ بِالْبَاقِيَاتِ الصَّالِحَاتِ أَعْمَالَنَا، اللَّهُمَّ أَعِزَّ الإِسْلاَمَ وَالْمُسْلِمِينَ، وَأَذِلَّ الشِّرْكَ وَالْمُشْرِكِينَ، وَارْفَعْ رَايَةَ الْحَقِّ وَالْعَدْلِ وَالدِّينِ، وَأَصْلِحْ لَنَا دُنْيَانَا الَّتِي فِيهَا مَعَاشُنَا, وَأَصْلِحْ لَنَا آخِرَتَنَا الَّتِي فِيهَا مَعَادُنَا, وَاجْعَلِ الْحَيَاةَ زِيَادَةًَ لَنَا فِي كُلِّ خَيْرٍ، وَاجْعَلِ الْمَوْتَ رَاحَةً لَنَا مِنْ كُلِّ شَرٍّ، اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِلْمُسْلِمِينَ وَالْمُسْلِمَاتِ؛ الأَحْيَاءِ مِنْهُمْ وَالأَمْوَاتِ، إِنَّكَ قَرِيبٌ سَمِيعٌ مُجِيبُ الدَّعَوَاتِ، اللَّهُمَّ وَفِّقْ وُلاَةَ أُمُورِنَا لِمَا تُحِبُّ وَتَرْضَى، وَخُذْ بِنَوَاصِيهِمْ لِلْبِرِّ وَالتَّقْوَى، وَاجْعَلْ هَذَا الْبَلَدَ آمِناً مُطْمَئِنّاً، بِالْعَدْلِ وَالإِيمَانِ، وَسَائِرَ بِلاَدِ الْمُسْلِمِينَ.
لجنة إعداد الخطبة النموذجية لصلاة الجمعة ودروس الإمام
المصدر: طريق الخلاص


  رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
خطبة ليوم الجمعة : إِصْلاَحُ ذَاتِ الْبَيْنِ نور الإسلام خطب إسلامية 0 21-06-2013 02:43 PM
خطبة ليوم الجمعة : وَكُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ نور الإسلام خطب إسلامية 0 21-06-2013 02:42 PM
خطبة ليوم الجمعة : وَإِنْ تَعُدُّوا نِعْمَتَ اللَّهِ لَا تُحْصُوهَا نور الإسلام خطب إسلامية 0 21-06-2013 02:41 PM
خطبة ليوم الجمعة : اغْتِنَامُ الأَوْقَاتِ فِي مَوْسِمِ الاخْتِبَاراتِ نور الإسلام خطب إسلامية 0 21-06-2013 02:39 PM
خطبة ليوم الجمعة : سُبُلُ عِلاَجِ ضَعْفِ الإِيمَانِ نور الإسلام خطب إسلامية 0 21-06-2013 02:38 PM


الساعة الآن 05:07 PM
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir

1 2 3 4 5 6 7 8 9 10 11 12 13 14 15 16 17 18 19 20 21 22