صفوان الخزرجي

العودة   طريق الخلاص > إسلاميات > أبواب الدعوة > خطب إسلامية

خطب إسلامية من خطب الدعاة وعلماء الدين والشيوخ الصالحين

خطبة دعوية حول حقوق النبي محمد عليه السلام

من حقوق النبي عليه السلام 30/7/1416هـ أما بعد أيها الناس : فإن من الأخلاق الكريمة التي لا تصدر إلا عن أهل الفطر المستقيمة والقلوب النقية السليمة ،

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 26-04-2013 ~ 12:30 PM
نور الإسلام غير متواجد حالياً
افتراضي خطبة دعوية حول حقوق النبي محمد عليه السلام
  مشاركة رقم 1
 
الصورة الرمزية نور الإسلام
 
مدير عام
تاريخ التسجيل : Jan 2012


من حقوق النبي عليه السلام
30/7/1416هـ
أما بعد أيها الناس :
فإن من الأخلاق الكريمة التي لا تصدر إلا عن أهل الفطر المستقيمة والقلوب النقية السليمة ، ذلك الخلق الكريم المتمثل في الاعتراف بالجميل ومكافئة مسديه .
وقد أمر النبي e بالمكافئة على المعروف فقال e "ومن صنع إليك معروفاً فكافئوه فإن لم تستطيعوا فادعوا له حتى تروا أنكم قد كافأتموه" .
ألا وإن أعظم الناس عليك معروفاً يا عبدالله هو صاحب المعروف عليك وعلى أبيك وعلى أمك وعلى جميع المؤمنين والمؤمنات من هذه الأمة المباركة ..
إنه محمد بن عبدالله e الذي تفضل الله عليه بالرسالة فجعل له فضلاً في هداية الناس أجمعين إلى هذا الدين القويم .
نعم .. إنه النبي الكريم الذي صبر وصابر واجتهد وجاهد لا لشيء إلا ليقول للناس :
لا إله إلا الله ، فيفوزوا بعز الدنيا ونعيم الآخرة ، ويحوزوا رضا الله وينجوا من عقابه وعذابه .
وإذا كان رد الجميل حسناً لأفراد الناس فكيف به في حق خير الناس وصاحب الفضل العظيم بعد الله عليهم ؟؟
دعونا الآن فلنشرع في بيان شيء من حقوقه e على أمته ..
فمن ذلك أيها المسلمون بل هو أوله وأولاه ، الإيمان به e وأنه رسول الله وأن الدين الذي يقبله الله هو الدين الذي بعثه الله به وأن من كفر به كالنصارى واليهود فهو كافرٌ بالله العظيم وهو من حصب جهنم بمشيئة الله وعدله ، ولسنا بحاجة إلى تقرير هذا الأصل بالأدلة إذ هو ظاهر كل الظهور متقرر عند كل مسلم بحمد الله .
فإذا آمن العبد بربه وبرسوله e وجب عليه الطاعة لهما ، وطاعة رسول الله من طاعة الله ومن عصاه فقد عصى الله . (( من يطع الرسول فقد أطاع الله ومن تولى فما أرسلناك عليهم حفيظاً )) .
وقد رتب الله عز وجل على طاعة الرسول e أجزل الثواب فقال عز وجل ]قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله ويغفر لكم ذنوبكم والله غفور رحيم[ ..
فانظر إلى هذا الثواب الجزيل الذي يشتمل على خيري الدنيا والآخرة .. فمن أكرم منك إذا أحبك الله وغفر لك ذنبك لأنك اتبعت نبيه e .
وكلما زاد الانسان في الاتباع كلما عظم أجره وتحقق له موعود ربه والله لا يخلف الميعاد .
فلا تحقرن يا أخي سنةً فتتركها بل حاول جهدك أن لا تترك سنة من سنن النبي الكريم إلا عملتها وداومت عليها .
ومن حقوقه e -وهو حق عظيم يستحق التقديم رتبة وإن أخرته لفظاً- : حبه e .
ومحبته e واجبة على الإنسان لا خيار له فيها . بل على المسلم أن يحب النبي e أشد من حبه لولده ووالده والناس أجمعين .
قال تعالى : {قُلْ إِن كَانَ آبَاؤُكُمْ وَأَبْنَآؤُكُمْ وَإِخْوَانُكُمْ وَأَزْوَاجُكُمْ وَعَشِيرَتُكُمْ وَأَمْوَالٌ اقْتَرَفْتُمُوهَا وَتِجَارَةٌ تَخْشَوْنَ كَسَادَهَا وَمَسَاكِنُ تَرْضَوْنَهَا أَحَبَّ إِلَيْكُم مِّنَ اللّهِ وَرَسُولِهِ وَجِهَادٍ فِي سَبِيلِهِ فَتَرَبَّصُواْ حَتَّى يَأْتِيَ اللّهُ بِأَمْرِهِ وَاللّهُ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الْفَاسِقِينَ}
قال القاضي عياض تعليقاً على هذه الآية : فكفى بهذا تخويفاً وتنبيهاً ودلالة وحجة على إلزام محبته ووجوبها وفرضها وعظم استحقاقه لها إذ قرَّع الله من كان ماله وأهله وولده أحب إليه من الله ورسوله ، وأوعدهم بقوله ]فتربصوا حتى يأتي الله بأمره[ ثم فسّقهم بتمام الآية وأعلمهم أنهم ممن ضل ولم يهده الله (وَاللّهُ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الْفَاسِقِينَ)
وبقدر أهمية هذا الأمر كان ثوابه ، فقد عظّم الله ثواب من أحب محمداً e بل جعل له أعظم مزية وأغلى غاية . استمع إلى هذا الحديث الصحيح عن ثواب تلك المحبة .
عن أنس t قال : جاء رجل إلى النبي e فقال يا رسول الله متى الساعة ؟ قال : (ما أعددت لها ؟) فقال الرجل: ما أعددت لها من كثير صلاة ولا صوم ولا صدقة ولكني أحب الله ورسوله .
فأتى الجواب الكريم بالأجر العظيم والذي أفرح الصحابة أشد الفرح .. أتدرون ماذا قال e ؟ قال : (أنت مع من أحببت)
الله أكبر يكون مع النبي e في الآخرة مع أنه ليس كثير العمل ؟ لكنه كان يحب النبي e من قلبه .
وعلى هذا كانت حال أصحاب النبي e كأبي بكر وعمر وعثمان وعلي ، بل وسائر الصحابة ضوان الله عليهم .
كان يحبونه e أشد الحب كما يحدث علي t نفسه وعن أصحاب النبي e فيقول عندما سئل كيف كان حبكم لرسول الله e ؟ قال: كان والله أحب إلينا من أموالنا وأولادنا وآبائنا وأمهاتنا ومن الماء البارد على الظمأ .
ولما حضرت بلالاً الوفاة قالت زوجه واحزناه .. فقال واطرباه .. غداً ألقى الأحبة ، محمداً وحزبه . ومثله عن حذيفة t
ولما أخرج أهل مكة زيدَ بنَ الدَّثنة من الحرم ليقتلوه ، قال له أبو سفيان t وكان إذ ذاك مشركاً قال له: يا زيد أنشدك الله أتحب أن محمداً الآن في مكانك تُضرب عنقه وأنك في أهلك ؟ فقال زيد : لا والله ما أحب أن محمد e تصيبه شوكه في مكانه وأنا جالس في أهلي .
هكذا فليكن الحب وهكذا فلتكن التضحية بالدماء والمهج نصرة للدين ودفاعاً عن سنة خير المرسلين وغضباً لله رب العالمين .
ويجب أن يكون مع الحب له تعظيمَه وتوقيرَه e قال عز وجل : ]إنا أرسلناك شاهداً ومبشراً ونذيراً ** لتؤمنوا بالله ورسوله وتعزروه وتوقروه وتسبحوه بكرة وأصيلا[.
قال إسحاق التجيبي كان أصحاب محمد e بعده لا يذكرونه إلا خشعوا واقشعرت جلودهم وبكوا .وكذلك كان التابعون لهم بإحسان .
قال مالك رحمه الله وقد سُئل عن أيوب السختياني رحمه الله : ما حدثتكم عن أحد إلا وأيوب أفضل منه ، قال : وحجت معه حجتين فكنت أرمقه ولا أسمع منه غير أنه كان إذا ذُكر النبي e بكى حتى أرحمه ، قال : فلما رأيت ما رأيت وإجلاله للنبي e كتبت عنه .
وقال مالك رحمه الله أيضاً : ولقد كنت أرى محمد بن المنكدر -وكان سيد القراء- لا نسأله عن حديث أبداً إلا يبكي حتى نرحمه .
قال : ولقد كنت أرى جعفر بن محمد وكان كثير الدعابة والتبسم فإذا ذُكر عنده e أصفر وجهه .
قال : ولقد كان عبدالرحمن بن القاسم يذكر النبي e فيُنظر إلى لونه كأنه نزف منه الدم وقد جف لسانه في فمه هيبة لرسول الله e .
قال : ولقد كنت آتي عامر بن عبدالله بن الزبير فإذا ذُكر عنده الرسول صلى الله عليه وسلم بكا حتى لا يبقى في عينيه دموع .
قال : ولقد رأيت الزهري -وكان من أهنا الناس وأقربهم- فإذا ذُكر عنده النبي e فكأنه ما عرفك ولا عرفته .
وكان مالك رحمه الله وهو الذي يحدثنا عن تلك الأحوال ، كان رحمه الله من أشدهم تعظيماً للنبي e ولحديثه حتى لم يكن يحدث إلا على طهارة وكان ربما ذكُر عنده الحديث فيغير لونه خشوعاً وإجلالاً ، بل لقد لدغته عقرب فما قطع التحديث مع أنه كان يمتقع لونه من شدة الألم ، وماذاك إلا من إجلاله لحديث النبي e
هكذا فليكن توقير خير البشر وتعزيره ، ولعمر الله إنه لحقيق بكل توقير وكل تقدير وكل تعزير لما اختصه الله به من الفضائل ..
فلله الحمد من قبل ومن بعد فهو أعلم حيث يجعل رسالته {لَقَدْ مَنَّ اللّهُ عَلَى الْمُؤمِنِينَ إِذْ بَعَثَ فِيهِمْ رَسُولاً مِّنْ أَنفُسِهِمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِن كَانُواْ مِن قَبْلُ لَفِي ضَلالٍ مُّبِينٍ} ..
أقول قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم ....




المصدر: طريق الخلاص


  رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
ذكر اسـم النبي محمد عليه السلام حرفيا في الانجيل نور الإسلام لاهوتيات 0 04-11-2013 04:46 PM
خطبة دعوية حول حقوق الصحابة نور الإسلام خطب إسلامية 0 26-04-2013 12:28 PM
خطبة دعوية حول زهد النبي صل الله عليه وسلم نور الإسلام خطب إسلامية 0 26-04-2013 12:20 PM
من حقوق النبي صلى الله عليه وسلم : الصلاة والسلام عليه مزون الطيب هدي الإسلام 0 02-02-2012 02:56 PM
حقوق النبي صلى الله عليه وسلم على المسلمين مزون الطيب هدي الإسلام 0 02-02-2012 02:53 PM


الساعة الآن 11:45 AM
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir

1 2 3 4 5 6 7 8 9 10 11 12 13 14 15 16 17 18 19 20 21 22