صفوان الخزرجي

العودة   طريق الخلاص > الأخبار والمقالات > الإسلام والعالم > الإسلام في أوروبا

رومانيا بين الشيوعية والإسلام (2)

رومانيا بين الشيوعية والإسلام (2) الاحد 31 يوليو 2011 لقد انتشر الإسلام في العالم أجمع ووحد شعوب مختلفة الثقافات والعادات والتقاليد واللغات في بوتقة التوحيد على كلمة لا إله إلا

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 02-03-2012 ~ 07:47 PM
مزون الطيب غير متواجد حالياً
افتراضي رومانيا بين الشيوعية والإسلام (2)
  مشاركة رقم 1
 
الصورة الرمزية مزون الطيب
 
الله اكبر
تاريخ التسجيل : Jan 2012


الشيوعية, رومانيا, والإسلام

رومانيا بين الشيوعية والإسلام (2)
الاحد 31 يوليو 2011
لقد انتشر الإسلام في العالم أجمع ووحد شعوب مختلفة الثقافات والعادات والتقاليد واللغات في بوتقة التوحيد على كلمة لا إله إلا الله,ونحن في الحلقة السابقة بدأنا رحلتنا على الأراضي الرومانية,وعرفنا كيف وصل الإسلام إلى رومانيا,واليوم نستكمل الحديث عن مسيرة الإسلام هناك,ونتصفح سوياً سجل الإسلام والمسلمين في رومانيا فهيا بنا.

ينحدر مسلمو رومانيا من قوميتين رئيستين هما: الأتراك والتتار، إلى جانب أعداد قليلة من الغجر والسيجان، وقليل من الرومان، كما يتركز المسلمون في مناطق مطلة على البحر الأسود وهي مجيدية - المدينة التي أسسها السلطان العثماني عبد المجيد، إبان الفتوحات العثمانية لشرق أوروبا - والمحمودية، وإقليم دبروجيه الشمالي، وتعد هذه المناطق من أجمل المناطق الرومانية.
هذا و يتواجد نحو 85% من مسلمي رومانيا المحليين بمحافظة كونستانتا، وحوالي 12% بمحافظة تولتسا التابعتين للولاية، بينما باقي النسبة 3% يتوزعون على جميع المدن الرومانية وفيها العاصمة بوخارست".

وحسب قول رئيس جمعية الشباب المسلمين في رومانيا:" أن مسلمي رومانيا رغم عدم وجود إحصائية دقيقة للعدد الإجمالي لجميع فئاتهم حتى اليوم؛ و نظرا للتزايد الكبير في عدد فئتي الوافدين والجدد بعد سقوط النظام الشيوعي والتي لم تدون بعد في الإحصائيات الرسمية إلا أن عددهم أكثر من 790ألف،من إجمالي24,680,974 مليون نسمة هم عدد سكان رومانيا,و ينتمي أغلب المسلمين للطبقة المثقفة، التي تضم الأطباء والمهندسين والمعلمين والمهنيين والتجار، ومنهم مسلمون محليون من أصول غير رومانية،أما الفئة الثانية فهي وافدة من الخارج خلال العقود القليلة الماضية من بلدان إسلامية وعربية مختلفة،في مقدمتها تركيا ثم سوريا،ومعظمهم طلاب أو تجار،بينما يشكل الفئة الثالثة المسلمون الجدد من أهل البلاد، والذين ينحدرون من أصول رومانية،والذين اعتنق غالبيتهم الإسلام خلال العقدين الماضيين بعد سقوط النظام الشيوعي في رومانيا عام 1989م.

وأضاف رئيس جمعية الشباب المسلمين في رومانيا لافتا النظر إلى أن "غالبية المسلمين الجدد من النساء،وبعضهن أسلمن بعد زواجهن من أبناء الجالية العربية والإسلامية".أما عن الوضع الرسمي للإسلام في رومانيا فإن الحكومة الرومانية تعترف بنحو 18 ديانة من بينها الإسلام،و قد جعلت مسألة الاعتراف بالإسلام مسلمي رومانيا يتمتعون بكامل حريتهم وحقوقهم.
كما ترتب على هذا الاعتراف بالإسلام، الحصول على تراخيص بناء المساجد، وتأجير القاعات لعقد الندوات والمؤتمرات دون أي قيود، بالإضافة إلى تحديد حصة إجبارية أسبوعية بالمدارس الابتدائية والمتوسطة لتدريس الدين الإسلامي للتلاميذ المسلمين، بينما في المرحلة الثانوية تكون اختيارية للطلاب.

أشار أيضا إلى أوضاع المسلمين خلال فترة سيطرة الشيوعية على البلاد في القرن الماضي قائلا: "كان هناك ضغط حكيم وغير مباشر على المسلمين"، موضحا أن "النظام الشيوعي ترك المساجد مفتوحة، بينما حارب التدين وأعاق ذهاب المسلمين للمساجد بطرق غير مباشرة".
فمن المعلوم للمطلعين على ساحة الأحداث هناك يروا أنه بعد خروج (رومانيا) من مرحلة الحكم الشيوعي إثر سقوط الإتحاد السوفيتي، عام (89-90م) انفتحت رومانيا لجميع الدول الإسلامية، فالحكم الشيوعي بطبيعته ومنهجه المعادي للدين عمل على طمس معالم الإسلام وتحجيم التدين وكل نشاط يؤدي إلى انتعاشه بين المسلمين ومن ثم اصطبغ المجتمع بمعالم تلك الحقبة المظلمة، وأصبح المسلمون لا يعرفون الكثير عن دينهم، شأنهم في ذلك شأن كل البلاد الإسلامية التي وقعت تحت المظلة الشيوعية،

كما ورد على لسانه أيضاً أن :"الدعاة العرب والأتراك قادوا بداية الصحوة الإسلامية برومانيا في العقد التاسع من القرن الماضي، ثم استلم الطلاب من المسلمين المحليين من أصول تتارية قيادة هذه الصحوة في العقد الأول من القرن الحالي، بينما سيقود المسلمون الجدد من الأصول الرومانية الدعوة خلال العقد القادم".
ولفت النظر إلى الجهود المبذولة لإعداد كوادر وقيادات دعوية من المسلمين الجدد، مضيفا: "قبل عامين عقدنا أول مؤتمر للمسلمين الجدد من الرومان؛ لكي يتعرف بعضهم على البعض، ولتبادل الخبرات وتوثيق التواصل والتعاون بينهم".وأردف أنهم لم يستطيعوا تكرار ذلك المؤتمر لضعف الامكانات المادية.

وحسب إحصائيات عام 2002م في رومانيا 74 مـسـجداً، منها 24 مسجداً تاريخيا أثريا،نظراً لقدم إنشائها، حيث أنشئت منذ قرون من الزمان.و أغلب المساجد مغلق وغير صالح للعبادة، وأصبح البعض منها مجرد آثار سياحية، ويحتاج إجراء الترميم أو الصيانة للمساجد في رومانيا إلى موافقة وزارة السياحة والآثار الأمر الذي يؤدي إلى معاملات معقدة ويصطدم بمعوقات بيروقراطية كثيرة. وتعتبر مدينة مجيدية أكبر منطقة تجمع للجالية الإسلامية في رومانيا؛ إذ يعيش فيها لوحدها ما يزيد عن سبعة آلاف مسلم من أصول تركية وألبانية وتترية، كما أن القرى المحيطة بها ذات غالبية مسلمة مثل قرية فاليادجلور وقرية باسراب التي يوجد بها أحدث المساجد في رومانيا.
هذا و يرأس الأقلية المسلمة المفتي ويساعده المجلس الإسلامي ويتكون من 23 عضواً ومقر دار الإفتاء والمجلس في مدينة كنسنانزا وتوجد جمعيات في مناطق الأقلية المسلمة والمساجد مغلقة بسبب عدم وجود الأئمة .


وبالنسبة للمؤسسات الدعوية توجد بعض المؤسسات العربية، مثل: مؤسسة طيبة العالمية ومدرسة الهلال الإسلامية ومؤسسة المركز الثقافي الإسلامي، وبعض المؤسسات التركية، كـمؤسسة أفراسيا، التي تقيم نشاطات عامة بين الجالية التركية، وتنشئ مراكز لتعليم القرآن، و مؤسسة التونا، التي تقيم مراكز لتعليم القرآن، ومعظم هذه المؤسسات تعمل إما في المشروعات الدعوية أو الإغاثية أو الاثنين معا، وهناك تنسيق وتعاون بين هذه المؤسسات الإسلامية في مجالات الدعوة.
أما عن - الهوية الإسلامية اليوم بين الشباب والشابات تتواجد بكثرة عما مضى، فمنهم من هو حريص على التعليم الديني وإبراز الهوية الإسلامية، والتعرف على المزيد من تعاليم الإسلام،بل و الأفضل من ذلك أن كل يوم يدخل في الإسلام شخص جديد، بواسطة ما يقدم من برامج تعرض الإسلام بصورته المشرقة عبر بعض القنوات الفضائية الخاصة مثل برنامج (الإسلام اليوم) الذى أصبح له صدىً جيداً بين المستمعين، كما تلعب القدوة الحسنة والدعوة المباشرة دوراً كبيرا في هداية البعض، وصور عديدة مختلفة، كزواج غير المسلمة بالمسلم، وإسلامها بعد ذلك، وأحيانا رغبة بعض الشباب في الزواج من مسلمات فيسلمون ويحسنون إسلامهم، والجدير بالذكر أن معظم الداخلين في الإسلام من النساء والفتيات.
ولكن ما يؤسف له أن الفتيات المسلمات برومانيا تنقصهن المعرفة الدينية وهذا يعود لأسرهن فالغالبية لا تعرف عن الإسلام الكثير وربما استغربوا بعض تعاليمه ، إذ نجد كثيراً من الفتيات يتحجبن، ولكن عائلاتهن ترفض ذلك، ولا يوافقون على الحجاب لأنهم ليست لديهم الخلفية الدينية الجيدة ليعوا أنه من تعاليم الإسلام.و لا يبلغ الأمر بالنسبة للفتيات أن يكون مجرد قلة معرفة، بل إنه يتعدى ذلك ليكون شعوراً بعدم الإنتماء لأغلب الأسر المسلمة لدينها، وهو ما يولد نوعاً من اللامبالاة، فلا يهم أن يترك الفرد دينه في سبيل مصلحة يرجوها، وهذا ما يشاهد واضحاً وجلياً في حياة بعض الفتيات المسلمات إذ تأتي للتعليم في العاصمة بوخارست وبعد ذلك تتعرف على شاب مسيحي فيتزوجها ويغير دينها.

ويعاني مسلمو رومانيا من العديد من المشاكل التي أثرت تأثيرا واضحا على إسلام أكثرهم وتكمن هذه المشاكل في أن أكثرهم لا يعرفون إلا القليل عن الإسلام؛ بسبب الحكم الشيوعي الذي حكم البلاد فترة طويلة من الزمن، حيث عانى المسلمون الكثير. كما يعاني المسلمون في رومانيا من شدة الفقر؛ فهم في غالبيتهم من الفلاحين والعمال البسطاء وتتفشى بينهم العصبية والقومية والتقوقع والإنكفاء على الذات وعدم التغلغل في المجتمع الروماني وحتى من يعتنق الإسلام من الرومان لا يجد الرعاية المطلوبة من أئمة المساجد وأفراد المجتمع المسلم.

هناك عوائق وتحديات تواجه العمل الدعوي الإسلامي في رومانيا من أهمها:

• ضعف الإمكانات المادية، فالمناشط الدعوية لابد لها من الدعم المادي حتى تؤتي ثمارها،حتى أنه كانت هناك مساع لشراء قناة أو راديو، ولكن الأسعار كانت المشكلة ودعمها يحتاج إلى (100.000) يوروا خلافاً لمرتبات الموظفين، وللسف توقف هذا المسعى بالرغم من احتياج المسلمين في رومانيا لمثل تلك الخطوة لتعزيز تواجدهم، والتعريف بانتمائهم وجذورهم الحضارية في وقت تكالب فيه الجميع على الإسلام والمسلمين مرةً بالتشويه ومرةً بالعدوان..

• نحتاج للكوادر الدعوية التي تتسم بالوعي والفهم الجيد للدين، وتعمل على الموازنة بين تعاليم الإسلام وبين مجتمع ينشأ نشأةً جديدة في ظل الإسلام، ويظهر هذا في الخلافات الشديدة بين المسلمين الذين يتبعون المذهب الحنفي، ومن يفتيهم بمذهب ٍ آخر، وهو ما ينجم عنه خلاف ومعارضة ولغط كثير.

• تواجد التنصير وتركيز جهوده في معظم الدول التي خضعت للإحتلال الشيوعي،وهو هنا يلعب دوراً كبيراً وينتشر بمشاريعه في مختلف المجلات حتى بلغ إلى أبعد الحدود فهم يفكرون ويعملون بجد ونشاط حتى كانت آخر أعمالهم وأفكارهم، أن توجهوا لدور الأيتام التي تملكها الحكومة وتحوي عدداً كبيراً من الأيتام، فيأخذونهم في رحلات إلى سويسرا أو ألمانيا لمدة شهر أو شهرين، يغيرون فيها اسمهم وعقيدتهم وكل شيء يعرفونه عن دينهم، ويأتون وقد نسوا كل شيء عن الإسلام، بل الأسوأ أن هؤلاء الأيتام حينما يتخرجون من دورهم لا يجدون من يساعدهم ويفتح لهم ذراعه سوى هذه المؤسسات التنصيرية، أما الجمعيات الإسلامية فلا تستطيع ذلك لضعف إمكاناتها ومواردها.

وأخيراً إخوتي أخواتي إن هذه الشعوب التي عانت من التهميش والظلم و الاضطهاد في ظل الشيوعية وعاشت تحت خط الفقر وتحت خط الانسانية لهم حق علينا أن نمد لهم يد العون ليس بالمساعدات المعنوية وإنما بالمساعدات المادية وننقذهم من المنظمات التنصيرية الغربية ومن المؤمرات الصليبية الخبيثة حتى تعلو راية الإسلام عالية خفاقة كما كانت من قبل ,فهيا أبناء الإسلام فإنها فرصتكم فلا تفوتوها حتى نستعيد عزة الإسلام والمسلمين وكرامتهم, وإلى الملتقى في موضوع آخر إن شاء الله.
المصدر: طريق الخلاص


  رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
الشيوعية, رومانيا, والإسلام


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
مسلمو مقدونيا ينفضون غبار الشيوعية ويسعون لاستعادة هويتهم الإسلامية نور الإسلام الإسلام في أوروبا 0 09-11-2013 09:54 AM
اليابان والإسلام نور الإسلام الإسلام في أسيا 0 20-07-2013 11:15 AM
الشعب البرازيلي والإسلام نور الإسلام الإسلام والعالم 0 25-08-2012 07:28 PM
رومانيا بين الشيوعية والإسلام مزون الطيب الإسلام في أوروبا 0 02-03-2012 07:46 PM
موسوعة العلمانية والإسلام لكبار العلماء نور الإسلام كتب ومراجع إسلامية 0 15-01-2012 11:40 AM


الساعة الآن 01:37 PM
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir

1 2 3 4 5 6 7 8 9 10 11 12 13 14 15 16 17 18 19 20 21 22