إخراج المسلمين من القارة العجوز

إخراج المسلمين من القارة العجوز

تظاهرة مناوئة للمسلمين في بريطانيا- أرشيفية-


أيها المسلمون.. اخرجوا من بلادنا



الأحد 09 يونيو, 2013 - 16:53 بتوقیت أبوظبي

للمرة الأولى على مدى ست سنوات هي مدة إقامتي في بريطانيا أتعرض للتحرش اللفظي في الشارع.
كان هذا بعد حادثة وولتش التي قتل في جندي بريطاني على يد مسلمين بريطانيين من أصول نيجيرية وقفا في الشارع بعد تنفيذ جريمتهما، وقالا هكذا يقتل المسلمون في بلادنا.
حادثة التحرش اللفظي تكررت لي ثلاث مرات في أسبوع واحد رغم أن المنطقة التي أقيم بها جنوبي لندن هي من أكثر المناطق في العاصمة البريطانية تنوعا عرقيا ودينيا بل إن لندن كلها متنوعة الأعراق والأديان إلى درجة لا تصدق فكان طبيعيا أن يتمتع سكانها من الإنجليز والأيرلنديين وحتى الاسكتلنديين بتسامح طبيعي وقدرة هائلة على قبول الآخر والتعامل معه بلا غضاضة أو مشكلة.

صحيح أن من أقدموا على هذه التحرشات يبدون شبابا لا يتجاوزون العشرين لكن مجرد حدوثها ثلاث مرات في أسبوع واحد بعدما مرت ست سنوات دون أن تحدث يحمل دلالة خطيرة على حجم الغضب في المجتمع الإنجليزي حيال المسلمين وبالطبع هم هنا لا يفرقون بين عربي وأفريقي وآسيوي فكلهم في سلة واحدة حتى أن الغربيين غالبا يعتبرون إيران وباكستان وأفغانستان دولا عربية.

رابطة الدفاع الإنجليزية والحزب القومي البريطاني وحزب الاستقلال تحركت فور وقوع "حادثة وولتش" وبدأت التحدث عن العبء الذي يمثله المسلمون في بريطانيا على البلاد وشعبها ، بدأوا يحذرون من هجمات جديدة وينتقدون الحكومة لما يسمونه تساهلا في التعامل مع المهاجرين وبإجراءات أكثر صرامة في معاقبة من يقدمون على مثل هذه الأعمال.

رابطة الدفاع الإنجليزية مثلا تحذر مما تسميه حربا أهلية في أوروبا بين الإسلام والغرب ولا سبيل لتجنبها إلا بإخراج المسلمين من القارة العجوز.

وطالب زعماء المسلمين في بريطانيا السلطات بتوفير حماية أكبر لهم بعدما تعرض مسجد ومركز اجتماعي صومالي للحرق بالكامل على يد من يعتقد أنهم متشددون يمينيون، وقالوا إن المسلمين قلقون على حياتهم وحياة أطفالهم بعد هذه الهجمات التي تجاوز عددها المئتين (لا يدخل فيها بالطبع المرات الثلاث التي تعرضت أنا شخصيا للتحرش اللفظي لأنني لم أبلغ عنها).

على أي حال الأوضاع متوترة حاليا في بريطانيا التي توصف بالأكثر تسامحا في أوروبا فماذا عن باقي الدول ماذا عن فرنسا التي طعن فيها جندي على يد من وصف بمتشدد إسلامي.. أيضا ماذا عن هولندا وبلجيكا.

في مظاهرتها الأخيرة الأسبوع الماضي قالت رابطة الدفاع الإنجليزية إنها ليست عنصرية، ولكن المسلمين هم من يبدأون بالقتل وهي حجة ربما تلقى قبولا لدى بعض البريطانيين الذين لا يفهمون مبررا واحدا لقتل الجندي "لي رغبي" على يد متشددين، وبالتالي قد يؤيدون في ظروف ما مطالبات اليمين المتطرف عندما يقولون للمسلمين : "اخرجوا من بلادنا".

المصدر: طريق الخلاص