صفوان الخزرجي

العودة   طريق الخلاص > الأخبار والمقالات > أخبار منوعة

رحلة تيه | (الحلقة 8) الطيبي: معرفتي بمانولو أثرت في كثيرا وكان يعطف علي لأنه عانى القسوة مثلي

“محمد خيسوس”.. رحلة تيه | (الحلقة 8) الطيبي: معرفتي بمانولو أثرت في كثيرا وكان يعطف علي لأنه عانى القسوة مثلي العرائش قديما طنجة

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 27-07-2014 ~ 10:46 AM
نور الإسلام غير متواجد حالياً
افتراضي رحلة تيه | (الحلقة 8) الطيبي: معرفتي بمانولو أثرت في كثيرا وكان يعطف علي لأنه عانى القسوة مثلي
  مشاركة رقم 1
 
الصورة الرمزية نور الإسلام
 
مدير عام
تاريخ التسجيل : Jan 2012


(الحلقة, لأنه, مثلي, أثرت, معرفتي, الطيبي:, القسوة, بمانولو, يعطف, رحلة, عائد, وكان, كثيرا


“محمد خيسوس”.. رحلة تيه | (الحلقة 8) الطيبي: معرفتي بمانولو أثرت في كثيرا وكان يعطف علي لأنه عانى القسوة مثلي

رحلة تيه | (الحلقة 8) الطيبي: معرفتي بمانولو أثرت في كثيرا وكان يعطف علي لأنه عانى القسوة مثلي 8-620x434.jpg
العرائش قديما







طنجة انتر 6 يوليو 2014 ( 11:38 )
رحلة تيه | (الحلقة 8) الطيبي: معرفتي بمانولو أثرت في كثيرا وكان يعطف علي لأنه عانى القسوة مثلي 10476992_86058053063

محمد الطيبي (خيسوس ماريا ديلا أوليفا)

محمد الطيبي، أو خيسوس ماريا ديلا أوليفا.. اسمان لشخص واحد قد لا تتكرر قصة حياته الفريدة مع أي شخص آخر، فالطفل الذي ولد في أربعينيات القرن الماضي بإحدى القرى الجبلية بمنطقة العرائش، سيجد نفسه وسط مغامرة تتلوها مغامرات، مؤلمة في أغلب الأحيان، ومضحكة في مناسبات قليلة، أما في مرات أخرى، فيصر صاحبها على تحويل مبكياتها إلى مضحكات..
حياة قاسية قضاها الطيبي منتقلا بين القرى الجبيلة، باحثا عن حنان لم يكد يعرفه يوما بعدما انفصل والداه مبكرا، ليدخل مرحلة توهان عاطفي اقتادته إلى حضن أسرة إسبانية، لتتدخل يوما ما يد “مخزنية” قاسية، ستزيد من الأمر تعقيدا وسترمي به دون أن يدري إلى الكنيسة وعوالم التنصير.. هي رحلة طويلة وغريبة لهذا الشخص وسط عالم المسيحية، والأغرب منها إصراره على أنه كان “راهبا مسلما”..
لكنه ما كاد يخرج من هاته المغامرة حتى دخل في مغامرة لا تقل غموضا، عندما انضم إلى الجيشين الإسباني والمغربي، وبينهما سيقوده حظه الغريب إلى وحشة المعتقل السري ورعب انقلاب الصخيرات، ملتقيا بأسماء لطالما تحدث عنها التاريخ الأمني والعسكري للمغرب، غير جازم في أي خانة تصنف…
الحلقة الثامنة:
- أين ذهبت بعد رحيلك نهائيا عن منزل جدك؟
عدت للعرائش متوجها إلى السوق بحثا عن عمل، وآنذاك كانت بوادر الاستقلال قد ظهرت، حيث أصبح رجال الشرطة المغاربة ينتشرون ببذلة رسمية مغربية، بالإضافة إلى سيطرة جيش التحرير على عدة مناطق من المدينة، ومر علي اليوم الأول صعبا ومؤلما، حيث لم أرد الذهاب عند السأرة بائعة الحلوى التي تركتها، وأنا لا أملك مالا وليس لدي مكان ابيت فيه، فبت في باب السوق، وأتذكر انني حاولت أن أتسول لأسد رمقي، فمنعتني عزت النفس.
وفي صباح اليوم الموالي ذهبت إلى بائع “الشفنج”، فاقترحت مساعدته، فمنحني قطعا تسمى “العباسية” وهي أول قطع “الشفنج” التي يعدها، بعدها اقترح على بائع الكفتة أن يشغلني، كوني فقيرا وغريبا، فعملت معه أنش على الكفتة وأقضي ما يكلفني به، مقابل لقمة العيش ومكان أنام فيه.. لم أكن أعتبر ذلك عملا، فقد كان مجرد عطف من صاحب المحل، وأنا كنت محتاجا جدا إلى من يساعدني.
بعد يومين من ذلك، سيقترح علي “مول الشفنج” الذي كان يدعى “اليسفي”، أن أساعده في “التزلاك” وهي عملية ربط دوائر “الشفنج” بخيط من نبات الدوم، مقابل بضع قطع وبسيطتين إسبانيتن، وهي أول مرة سأتقاضى فيها مالا على عملي، وكنت أطلب منه المال أوراقا وليس قطعا حتى أتمكن من ادخارها، فأصبحت أعمل معه من الخامسة فجرا إلى العاشرة صباحا، ثم أنتقل إلى بائع الكفتة، وهكذا أصبحت أجد عملا ومدخولا ومكان أبيت فيه.
- ما أكثر شيء كان يخيفك في أيامك الأولى بالمدينة؟
الغريب صغير السن، قد يتعرض للاغتصاب إن لم يكن متيقظا جدا، وهذا كان يقلقني ويجعلني منتبها دائما، وكأنني في حرب.
- كيف انتقلت للعيش مع والدتك مرة أخرى؟
بعد 15 يوما سأعلم أن والدتي وزوجها وأطفالهما انتقلوا للعيش في العرائش، وكانت آنذاك مدينة صغيرة ومن السهل أن تصل إلي معلومة كهاته، فذهبت للعيش معها، وكنت أحضر لها قطع الاسفنج وأعطيها المال الذي أكسبه لتدخره لي، لكن بعد مدة لا تتجاوز الشهر، ستضيق أمي درعا بحياة المدينة، وستقرر العودة إلى البادية، وأنا كنت قد بدأت أتعب وأمل من عملي، فاقترحت عليها أن أذهب معها، فرفضت.. كنت وقتها قد قاربت الثالثة عشرة، وأتذكر أنه في يوم رحيلها، تبعتها باكيا لأرافقها، وهي ترفض، إلى أن ركبت عربة تسمى “الكوريو” كانت تقل الناس وتحمل الرسائل، فلما حاولت ركوب دفعتني بقدمها من بوابته إلى أن سقطت على ظهري، ثم رحلت العربة ووتركتني حزينا متألما على قسوة أمي.
- وأين ذهب المال الذي تركته مع أمك؟
(ضاحكا) أخذته معها.
- ماذا حدث بعد المعاملة القاسية لوالدتك؟
جلست إلى جدار وشرعت في البكاء، فانتبه إلي رجل طاعن في السن، أصر على أن يعرف قصتي، فلما حكيت له ما جرى تأثر كثيرا، فذهب بي إلى صديق له من أصول ريفية، اسمه سي إدريس، وكان يصنع حلوى الكاراميل، وفي محله سأتعرف على شخص إسباني، كان يتيم الأب، ويدعى مانولو، وكان في الثلاثينات، وكان يعطف علي كثيرا.
- ولم لم تفكر في العودة إلى عملك في السوق؟
لأنني كنت مزاجيا ومتأثرا بما جرى في الوقت نفسه، كنت أحتاج لمن يحنو علي ومن يفتح لي بوابة أمل جديدة.
- كيف كنت تتواصل مع مانولو رغم أنكما لا تعرفان لغة بعضكما؟
كان يتكلم بضع كلمات بالدارجة، لكن أغلب حديثنا كان بالإشارة، ومنه بدأت أنا أتعلم الإسبانية.
- حدثنا عن عملك هذا قليلا.
كنا 3 أشخاص نعمل داخل المحل، فبالإضافة إلي أنا ومانولو كان هناك شاب مغربي، كما كانت تأتي امرأتان تعينان العاملين في تلفيف الحلوى، كان المحل الذي نعمل في عبارة عن معمل صغير، كنا نخلط الماء بالسكر فيغلي إلى أن يتحول لكاراميل، ثم نبسطه ونقطعه ونلف الحلويات، كان لكل واحد منا دور، ودوري أنا كان تشغيل آلة إنتاج الحلوى، ومن مميزات هذا العمل أنني كنت أجد مكانا أنام فيه داخل المحل.
- هل كان تعرفك الأول على المسيحية عبر مانولو؟
لقد كان مانولو يعطف علي كثيرا، لدرجة أنه كلما اقتنا طعاما اقتنى لي مثله، وكان فعلا مسيحيا، لكنه لم يكن ملتزما جدا بدينه، وكان يعتبرني كأخ له، كما أنه عانى الفقر واليتم، لذا كان يرأف بحالي، وقد أثر كثيرا في حياتي.
- أنت خضت غمار أول مشروع لك في سن الثالثة عشرة، حدثنا عن هاته المغامرة؟
بعد مدة من عملي مع السي ادريس، قررت أن أفتح محلا شخصيا لي، فقد كنت طموحا وعمليا، فعرفني سي ادريس على صاحب محل، اتفقت معه على كرائه مقابل 30 بسيطة، وخصصته لإعداد حلوى “جبان”، التي كنت أبيعها أمام المدارس، وكنت ناجحا في عملي هذا، حيث استطيع تغطية مصاريف مشروعي كلها.
- كنت صغيرا جدا، ألم تجد صعوبة في تسيير مشروعك؟
كنت في الثالثة عشرة، لكن بمعايير ذاك الزمان، كنت أعد رجلا، ولم يكن عمل حلوى جبان صعبا، إنها عبارة عن سكر مطبوح مع زنجبيل، إنه سهل جدا، لكن أبناء اليوم يستصعبون كل شيء، وأنا اقول هذا لأبنائي الآن فيستغربون من أمري.
المصدر: طريق الخلاص


  رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
(الحلقة, لأنه, مثلي, أثرت, معرفتي, الطيبي:, القسوة, بمانولو, يعطف, رحلة, عائد, وكان, كثيرا


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
رحلة تيه | (الحلقة 6) الطيبي: قطعت 45 كيلومترا على الأقدام وأنا طفل لأعود لقرية جدي نور الإسلام أخبار منوعة 0 27-07-2014 10:41 AM
رحلة تيه | (الحلقة 4) الطيبي: كان أطفال القرية يشرعون في حفظ القرآن في سن الثالثة نور الإسلام أخبار منوعة 0 27-07-2014 10:39 AM
رحلة تيه | (الحلقة 3) الطيبي: الإسبان كانوا يفقرون الناس بالضرائب نور الإسلام أخبار منوعة 0 27-07-2014 10:37 AM
رحلة تيه | (الحلقة 2) الطيبي: القياد كانوا يعيشون حياة الملوك نور الإسلام أخبار منوعة 0 27-07-2014 10:36 AM
رحلة تيه | (الحلقة 1) الطيبي: اسمي محمد والكنيسة منحتني اسم خيسوس ماريا نور الإسلام أخبار منوعة 0 27-07-2014 10:34 AM


الساعة الآن 11:06 AM
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir

1 2 3 4 5 6 7 8 9 10 11 12 13 14 15 16 17 18 19 20 21 22