صفوان الخزرجي

العودة   طريق الخلاص > الأخبار والمقالات > أخبار منوعة

رحلة تيه | (الحلقة 5) الطيبي: كان خالي يحرمني من الدراسة لأعمل معه فأتقاضى الصفع في المقابل

“محمد خيسوس”.. رحلة تيه | (الحلقة 5) الطيبي: كان خالي يحرمني من الدراسة لأعمل معه فأتقاضى الصفع في المقابل محمد الطيبي صغير طنجة انتر - 3 يوليو 2014

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 27-07-2014 ~ 10:40 AM
نور الإسلام غير متواجد حالياً
افتراضي رحلة تيه | (الحلقة 5) الطيبي: كان خالي يحرمني من الدراسة لأعمل معه فأتقاضى الصفع في المقابل
  مشاركة رقم 1
 
الصورة الرمزية نور الإسلام
 
مدير عام
تاريخ التسجيل : Jan 2012


(الحلقة, لأعمل, المقابل, الدراسة, الصفع, الطيبي:, خالد, يحرمني, رحلة, فأتقاضى


“محمد خيسوس”.. رحلة تيه | (الحلقة 5) الطيبي: كان خالي يحرمني من الدراسة لأعمل معه فأتقاضى الصفع في المقابل

رحلة تيه | (الحلقة 5) الطيبي: كان خالي يحرمني من الدراسة لأعمل معه فأتقاضى الصفع في المقابل 13-620x339.jpg

محمد الطيبي صغير

طنجة انتر - 3 يوليو 2014 ( 11:25 )




رحلة تيه | (الحلقة 5) الطيبي: كان خالي يحرمني من الدراسة لأعمل معه فأتقاضى الصفع في المقابل 10476992_86058053063

محمد الطيبي (خيسوس ماريا ديلا أوليفا)

محمد الطيبي، أو خيسوس ماريا ديلا أوليفا.. اسمان لشخص واحد قد لا تتكرر قصة حياته الفريدة مع أي شخص آخر، فالطفل الذي ولد في أربعينيات القرن الماضي بإحدى القرى الجبلية بمنطقة العرائش، سيجد نفسه وسط مغامرة تتلوها مغامرات، مؤلمة في أغلب الأحيان، ومضحكة في مناسبات قليلة، أما في مرات أخرى، فيصر صاحبها على تحويل امبكياتها إلى مضحكات..
حياة قاسية قضاها الطيبي منتقلا بين القرى الجبيلة، باحثا عن حنان لم يكد يعرفه يوما بعدما انفصل والداه مبكرا، ليدخل مرحلة توهان عاطفي اقتادته إلى حضن أسرة إسبانية، لتتدخل يوما ما يد “مخزنية” قاسية، ستزيد من الأمر تعقيدا وسترمي به دون أن يدري إلى الكنيسة وعوالم التنصير.. هي رحلة طويلة وغريبة لهذا الشخص وسط عالم المسيحية، والأغرب منها إصراره على أنه كان “راهبا مسلما”..
لكنه ما كاد يخرج من هاته المغامرة حتى دخل في مغامرة لا تقل غموضا، عندما انضم إلى الجيشين الإسباني والمغربي، وبينهما سيقوده حظه الغريب إلى وحشة المعتقل السري ورعب انقلاب الصخيرات، ملتقيا بأسماء لطالما تحدث عنها التاريخ الأمني والعسكري للمغرب، غير جازم في أي خانة تصنف…

الحلقة الخامسة:

- خالك كان له دور في طفولتك، حدثنا عنه؟
خالي كان يعيش معنا في نفس المنزل، وكان ينتقل إلى المدينة بحكم العمل، وعندما كنت لا أزالت أقطن هناك كان غير متزوج، وقد كان كما سبق أن قلت، خياطا للجلابيب التقليدية، وكان ماهرا جدا، لذا فإن معظم المسؤولين والشيوخ يخيطون ألبستهم عنده، وأنا كنت ارافقه في هذا العمل، وهذا كان له جانب سلبي، لأننا أحيانا كنا نذهب لقرية أخرى للعمل ونبقى فيها 15 يوما أو شهرا، فكنت أترك دراستي في الكتاب وأفارق أصدقائي، وهذا كان يحز في نفسي، خاصة وأنني كنت أحب قراءة القرآن كثيرا، وعندما كنت أعود إلى الدراسة بعد رحلة العمل، أجد أن أقراني سبقوني بمراحل، فأحزن بشدة.
لقد كان هذا نوعا من الاستغلال، لم أتفطن له إلا بعد أن كبرت ووجدت أن أصدقائي تعلموا الكثير عكسي أنا.
- هل كان يعطيك شيئا في مقابل عملك؟
لا، الصفع وفقط هو كل ما كنت آخذه منه (ضاحكا)، وهذا من بين الأمور التي جعلتني اسمي قصتي التي تولت زوجتي كتابتها “دموع جافة”، لقد كنت أبكي كثيرا، وأحيانا لا أستطيع حتى البكاء إذا ما أمرني خالي بالصمت، لكنني دائما أترحم على خالي وكل أفراد أسرتي، ولا أحمل لهم أي حقد.
- هل كان العنف يمارس بشكل كبير على أطفال القرية؟
إنها طبيعة المنطقة، ففي المسيد كان الخطأ يساوي “التحميلة بالعصا”، ومع العائلة كان الضرب أيضا جزاء من يخطئ، لكننا لم نكن نحس بأن هذا الضرب يترجم كراهية أهلنا لنا، فهم كانوا يعتبرون ذلك نوعا من التربية، أما الآن فالأبناء هم من يصرخون في وجه آبائهم.
- احك لنا عن لقائك الأول بوالدتك بعد سنوات من الغياب؟
أنا لم أكن أتذكر صورة أمي جيدا، حيث إنها رحلت عن المنزل بعد زواجها وأنا بعد صغير جدا، وفي إحدى المرات ذهبت مع خالي إلى سوق منطقة بني عروس، وهناك التقيت بها، فعانقتني وحملتني معها إلى المنزل، لقد كانت في حاجة إلى من يحنو علي، فتعلقت بوالدتي مباشرة بعد ذلك، ثم لبثت معها شهرا، تعرفت على زوجها وكان مقعدا أصيب في الحرب الأهلية الإسبانية، وكان طيبا جدا وعطوفا يعاملني كابنه، كما أنه كان يعيش حياة جيدة نسبيا، لأنه كان يتقاضى تعويضا بصفته جنديا سابقا في الجيش الإسباني، كما التقيت لأول مرة بأختي فاطمة.
ومع مرور الوقت بدأت أتعرف أكثر على شخصية أمي، لقد كانت امرأة قاسية وباردة، ففي إحدى المرات عاقبنتي عقابا لن أنساه، إذ كنت قد ذهبت إلى “الكانون” أيام عيد الأضحى، فرفعت غطاء القدر فسقط، وعندما جاءت والدتي لم ينفعني بكائي، ولا توسلات زوج أمي، فقد حملتني وهي تتوعدني قائلة “سأعلقك مثل الخروف المذبوح” وقامت بذلك فعلا (يضحك).. وبعد شهر من بقائي معها قررت العودة إلى منزل جدي.
- هل شعرت بالندم على انتقالك لبيت أمك؟
في الحقيقة كان الامر يتعلق بالتعود، فأنا لم أتعود حياتي الجديدة، لقد كان والدي ووالدتي الفعليين هما جدي و”ماما”، وكانت قبيلتنا هي بيتي.. فقررت العودة، لكن الأمر لن يطول كثيرا، حيث وجدت أن الأمور لا تزال كما تركتها، فبدأت أطالب بأخذي إلى والدي هذه المرة، لكن قبل ذلك عدت إلى جدي، خاصة وأنني كنت قد اشتقت إلى المسيد، وإلى اللعب مع أصدقائي، وبالفعل أمضيت فترة مريحة هناك، قبل أن تستبد بي فكرة تجربة العيش مع والدي.
غير أن أمرا مهما أريد ان أذكره، هو أنني كدت أفقد حياتي في طريق عودتي إلى بيت جدي في طريق العودة إلى قبيلتنا التي تبعد عن القبيلة التي تقطنها أمي بحوالي 7 كيلومترات، وكنا نقطعها مشيا على الأقدام، وكنا آنذاك في فصل الشتاء وبالضبط في فترة “الليالي”، والتي يمتلئ فيها الوادي بالمياه، وكنا نعبر من وسطه، وهنا ظللت أنظر إلى صفحة الماء إلى أن أصبت بالدوار، فتعثرت في جلبابي وسقطت، فابتعدت بي المياه عن والدتي التي صارت تصرخ فاقدة الأمل في نجاتي، إلا أن رجلا، أكرمه الله، تبعني ببغلته إلى أن اقترب مني ومد لي غضن شجرة “دفلة” فتمسكت به وأنقذني… وأتذكر أن جميع الحاضرين استغربوا لعودته بي سالما بعد أن رأيت الموت بعيني.
- قلت إنك كنت مرتاحا لعودتك إلى منزل جدك، ما الذي دفعك إلى طلب الرحيل عند والدك؟
لقد بدأت أحس بعدم الاهتمام، وكان عمري وقتها لا يتجاوز 11 سنة، أي أنني كنت طفلا، وكانت قراراتي مزاجية، فأقنعت نفسي بأنني سأكون مرتاحا مع والدي، فصرت ألح على جدي إلى أن وافق على ذلك، فانتقلت في البداية إلى أصيلة حيث يستقر والدي، لكنني لم أجده، فذهبت إلى منطقة حجر النحل عند عمي، الذي كان عسكريا في الجيش الإسباني برتبة “سرجان”، ولم يكن لديه أطفال، وكان يعيش حياة عسكريا قاسية، فعشت معه أسبوعا، وهنا سأتعرف على عسكري إسباني لم يرزق بأولاد، كان يعاملني بلطف ويأخذني هو وزوجته للتجول معهما، وكان ذلك بداية تعرفي على حياة الإسبان.
بعدها انتقلت للعيش مع والدي في أصيلة، فكان قد تزوج ورزق بطفل، وكان بدوره رجلا جافا، قليل العطف، ولا زلت أذكر أنني في إحدى المرات طلبت منه شراء كرة بلاستيكية، ثمنها لا يتجاوز 3 ريالات قديمة، وهو ثمن بخس، فتعلل بأن ثمنها مرتفع، وقد آلمني جدا ذلك.
المصدر: طريق الخلاص


  رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
(الحلقة, لأعمل, المقابل, الدراسة, الصفع, الطيبي:, خالد, يحرمني, رحلة, فأتقاضى


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
رحلة تيه | (الحلقة 4) الطيبي: كان أطفال القرية يشرعون في حفظ القرآن في سن الثالثة نور الإسلام أخبار منوعة 0 27-07-2014 10:39 AM
رحلة تيه | (الحلقة 3) الطيبي: الإسبان كانوا يفقرون الناس بالضرائب نور الإسلام أخبار منوعة 0 27-07-2014 10:37 AM
رحلة تيه | (الحلقة 2) الطيبي: القياد كانوا يعيشون حياة الملوك نور الإسلام أخبار منوعة 0 27-07-2014 10:36 AM
رحلة تيه | (الحلقة 1) الطيبي: اسمي محمد والكنيسة منحتني اسم خيسوس ماريا نور الإسلام أخبار منوعة 0 27-07-2014 10:34 AM
تمكين طلاب وطالبات من مسلمي إفريقيا من الدراسة في أم القرى نور الإسلام الإسلام في أفريقيا 0 16-05-2013 10:47 AM


الساعة الآن 07:56 AM
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir

1 2 3 4 5 6 7 8 9 10 11 12 13 14 15 16 17 18 19 20 21 22