صفوان الخزرجي

العودة   طريق الخلاص > الأخبار والمقالات > أخبار منوعة

رحلة تيه | (الحلقة 19) الطيبي: آذيت نفسي حتى لا أتعرض للضرب في معسكر المظليين

“محمد خيسوس”.. رحلة تيه | (الحلقة 19) الطيبي: آذيت نفسي حتى لا أتعرض للضرب في معسكر المظليين الطيبي رفقة المظليين طنجة انتر 17 يوليو 2014 ( 09:59

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 27-07-2014 ~ 11:10 AM
نور الإسلام غير متواجد حالياً
افتراضي رحلة تيه | (الحلقة 19) الطيبي: آذيت نفسي حتى لا أتعرض للضرب في معسكر المظليين
  مشاركة رقم 1
 
الصورة الرمزية نور الإسلام
 
مدير عام
تاريخ التسجيل : Jan 2012


(الحلقة, للضرب, آذيت, أتعرض, لعسكر, المظليين, الطيبي:, رحلة, نفسي


“محمد خيسوس”.. رحلة تيه | (الحلقة 19) الطيبي: آذيت نفسي حتى لا أتعرض للضرب في معسكر المظليين

رحلة تيه | (الحلقة 19) الطيبي: آذيت نفسي حتى لا أتعرض للضرب في معسكر المظليين 19-620x435.jpg
الطيبي رفقة المظليين

طنجة انتر 17 يوليو 2014 ( 09:59 )
رحلة تيه | (الحلقة 19) الطيبي: آذيت نفسي حتى لا أتعرض للضرب في معسكر المظليين 10476992_86058053063

محمد الطيبي (خيسوس ماريا ديلا أوليفا)

محمد الطيبي، أو خيسوس ماريا ديلا أوليفا.. اسمان لشخص واحد قد لا تتكرر قصة حياته الفريدة مع أي شخص آخر، فالطفل الذي ولد في أربعينيات القرن الماضي بإحدى القرى الجبلية بمنطقة العرائش، سيجد نفسه وسط مغامرة تتلوها مغامرات، مؤلمة في أغلب الأحيان، ومضحكة في مناسبات قليلة، أما في مرات أخرى، فيصر صاحبها على تحويل مبكياتها إلى مضحكات..
حياة قاسية قضاها الطيبي منتقلا بين القرى الجبيلة، باحثا عن حنان لم يكد يعرفه يوما بعدما انفصل والداه مبكرا، ليدخل مرحلة توهان عاطفي اقتادته إلى حضن أسرة إسبانية، لتتدخل يوما ما يد “مخزنية” قاسية، ستزيد من الأمر تعقيدا وسترمي به دون أن يدري إلى الكنيسة وعوالم التنصير.. هي رحلة طويلة وغريبة لهذا الشخص وسط عالم المسيحية، والأغرب منها إصراره على أنه كان “راهبا مسلما”.
لكنه ما كاد يخرج من هاته المغامرة حتى دخل في مغامرة لا تقل غموضا، عندما انضم إلى الجيشين الإسباني والمغربي، وبينهما سيقوده حظه الغريب إلى وحشة المعتقل السري ورعب انقلاب الصخيرات، ملتقيا بأسماء لطالما تحدث عنها التاريخ الأمني والعسكري للمغرب، غير جازم في أي خانة تصنف…
الحلقة التاسعة عشرة:
- ما الذي استجد حتى تركت ثكنة ألميرية؟
بعد شهرين من وجودي هناك ستحوم طائرة فوقنا، وسينزل منها 5 مظليين، كانوا أنيقين جدا، وأثاروا إعجاب كل المجندين، لقد كانوا يقومون بالدعاية للتطوع في فرقة المظليين، وكان عرضهم بالنسبة لنا مغر جدا، حيث إن المتطوعين سيتقاضون 1200 بسيطة، في مقابل 35 فقط في ثكنتنا، بالإضافة إلى أن كل قفزة بالمظلة كان يتبعها تعويض قدره 500 بسيطة، زيادة على أن اللباس العسكري نفسه كان أنيقا جدا وراقيا، فقلت في نفسي إنها فرصتي للخروج مما أنا فيه، وما سيعزز هذا الشعور، هو عرض فيلم دعائي يظهر الحياة الفارهة لهؤلاء الجنود، ويركز على أنواع الطعام الشهية والمختلفة، وكان هناك جندي برتبة “ليوطنان”، توجه إلي وقال لي “نحن نبحث عن أمثالكم أنتم أهل سبتة ومليلية، لم لا تنظم إلى فرقتنا”، وكان على يقين من أنني “مورو” صلب، سيصبر على قسوة التدريبات، فاتخذت قراري بالتطوع في صفوف المظليين.. لقيت موافقة مبدئية، فتم فحصي وقياس طولي ووزني، ثم أجريت تدريبا للياقة البدنية حملت فيه كيسا رمليا وأنا أجري، مع اختبارات للقفز، فنجحت بسهولة، وفي اليوم الموالي سافرنا على متن القطار إلى ثكنة المظليين بمورسيا، لأكتشف الحقيقة المرة.
- هل كانت كل الوعود كاذبة؟
في الواقع كانوا يبالغون في رسم إيجابيات المكان، لكن الصعوبات الكثيرة كانوا يطمسونها، فمنذ ولوجنا ثكنة مورسيا استقبلنا بالسباب والعصا.
- صف لنا المعاملة القاسية التي تعرضتم لها فور التحاقكم بثكنة المظليين؟
كان المسؤول العسكري ينادي على الأسماء ويسأل بعض الأسئلة، ولو أخذت ثانيتين للتفكير، ستتلقى صفعة تنسيك من أنت، مع فاصل من الشتائم، عندها أحسست بالورطة التي وضعت نفسي فيها.. لقد كانت كل حركة يرافقها شتم أو ضرب.. كانت الحياة هناك صعبة جدا، فالصرامة والقسوة كانتا عنوان التدريبات، أما داخل المأوى، فكانت السرقة والاعتداء والاحتقار تسود المكان..
لقد بدأت أكتشف حقيقة رفض الكثيرين التطوع في سلك المظليين، فحتى اللباس الذي أثار إعجابنا، ما كان ليمنح لنا إلا بعد أشهر من التدريبات القاسية.
- لنتكلم عن مسار التدريبات في فرقة المظليين؟
البداية كانت مثل ما جرى في ألميريا، فقد سلمنا لباسا عسكريا رديئا، ثم بدأنا نتدرب على حركات السلاح، لكن بقسوة أكبر، وهناك كنا نتدرب على سلاح بلجيكي أثقل، اسمه “لا ماوسيا”، وهو عبارة عن رشاش أكثر فاعلية، وكان التدريب على حمل السلاح قاسيا جدا، حيث لم يكن المدرب يكل من صفع وشتم المتدربين…
- أنت لجأت إلى طريقة غريبة وقاسية لتجنب الضرب، تحدث لنا عن ذلك؟
عندما ولجنا المعسكر، سلمونا أدوات من بينها سكين معقوف يحمله جندي المظلات دائما معه لكي يتمكن من إنقاذ نفسه لو علق بين الأشجار عند هبوطه، وكنت أنظر لأصدقائي وهم يضربون ويبكون، فعندما كان المدرب على بعد عنصرين مني، اتقد نار العناد الجبلي في نفسي، فأخرجت السكين وجرحت وجهي، وبحكم كثرة الحركة ظل الدم ينزف بغزارة من وجهي، فلما اقترب المدرب مني ورفع كفه ليضربني، صدم لإصابتي، فسالني “ماذا جرى لك؟” قلت “لا شيء”، فقال لي “أسرع إلى العيادة”، وهناك لقيت ممرضا عاش في طنجة، فسألني “هل أنت مورو؟” قلت نعم، قال “من أين؟” فلم أرد أن أخبره أني من العرائش وقلت إني من سبتة كما هو مثبت في وثائقي الشخصية.. فرأف لحالي، وقال لي “ابن (…) ذاك يحب إذلال العسكريين الجدد، سأضع لك ضمادة كبيرة حتى يعتقد أن إصابتك بليغة”.
- لكن هذه الإصابة ستجعل منك بطلا؟
نعم، وهذا ما لم اكن اتوقعه، فعندما عدت جاءني استدعاء من مكتب “الكابتان”، فدخلت مكتبه وحييته وعرفته بنفسي، فسألني عمن ضربني على وجهي، فأخبرته الحقيقة، فرد “أنت جبان”، فأجبت “بالعكس، تخيل لو أني كنت في معركة وألقي علي القبض وأمرني الأعداء أن أدل على مكان زملائي، أليس الأفضل أن أقتل نفسي على أن أبلغ عن زملائي”، فصدم لسرعة بديهتي، ولم أترك له مجالا حتى تابعت “”إلسرخينتي” يعاملنا بقسوة منذ أن وصلنا إلى هنا، فلا يكف عن ضربنا وشتمنا.. هل قدمنا إلى هنا لنتعلم ونحمي الوطن أم لنذل؟” فصمت.. ثم طلب مني العودة إلى التدريب، مباشرة بعدها صدر قرار من مكتب “الكابتان” يمنع ضرب الجنود المتدربين، فصرت بطلا ألقى التحية من الجميع.
كما تم نقلي إلى مدرب آخر، فكان المدرب السابق يلقاني ويقول “لقد خدعتني”، فأجيب “لم تر شيء، في المرة القادمة قد أقتل نفسي ولن أمكنك من ضربي”.. لقد كنت قد تحولت من راهب قانت صامت، إلى شاب جريء.
المصدر: طريق الخلاص


  رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
(الحلقة, للضرب, آذيت, أتعرض, لعسكر, المظليين, الطيبي:, رحلة, نفسي


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
رحلة تيه | (الحلقة 17) الطيبي: قررت الرحيل إلى إيطاليا نور الإسلام أخبار منوعة 0 27-07-2014 11:06 AM
رحلة تيه | (الحلقة 15) الطيبي: في المدرسة الدينية كنا نعد “دونيين” نور الإسلام أخبار منوعة 0 27-07-2014 11:02 AM
رحلة تيه | (الحلقة 14) الطيبي: كنت أقرأ القرآن وأصلي سرا داخل الكنيسة نور الإسلام أخبار منوعة 0 27-07-2014 10:59 AM
رحلة تيه | (الحلقة 12) الطيبي: عند تعميدي سألني الراهب عن اسمي نور الإسلام أخبار منوعة 0 27-07-2014 10:57 AM
رحلة تيه | (الحلقة 2) الطيبي: القياد كانوا يعيشون حياة الملوك نور الإسلام أخبار منوعة 0 27-07-2014 10:36 AM


الساعة الآن 09:19 AM
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir

1 2 3 4 5 6 7 8 9 10 11 12 13 14 15 16 17 18 19 20 21 22