صفوان الخزرجي

العودة   طريق الخلاص > الأخبار والمقالات > أخبار منوعة

رحلة تيه | (الحلقة 13) الطيبي: عند تقديمي لـ”الآباء البيض” ركز الراهب على أني “مسلم سابق

“محمد خيسوس”.. رحلة تيه | (الحلقة 13) الطيبي: عند تقديمي لـ”الآباء البيض” ركز الراهب على أني “مسلم سابق اتبع دين الخلاص” لافيجيري، مؤسس جماعة "الآباء البيض" طنجة

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 27-07-2014 ~ 10:58 AM
نور الإسلام غير متواجد حالياً
افتراضي رحلة تيه | (الحلقة 13) الطيبي: عند تقديمي لـ”الآباء البيض” ركز الراهب على أني “مسلم سابق
  مشاركة رقم 1
 
الصورة الرمزية نور الإسلام
 
مدير عام
تاريخ التسجيل : Jan 2012


(الحلقة, لـ”الآباء, البيض”, الراهب, الطيبي:, تقديمي, رحلة, سابق, “مسلم


“محمد خيسوس”.. رحلة تيه | (الحلقة 13) الطيبي: عند تقديمي لـ”الآباء البيض” ركز الراهب على أني “مسلم سابق اتبع دين الخلاص”

رحلة تيه | (الحلقة 13) الطيبي: عند تقديمي لـ”الآباء البيض” ركز الراهب على أني “مسلم سابق 13-620x423.jpg

لافيجيري، مؤسس جماعة "الآباء البيض"


طنجة انتر - 11 يوليو 2014 ( 11:22 )
رحلة تيه | (الحلقة 13) الطيبي: عند تقديمي لـ”الآباء البيض” ركز الراهب على أني “مسلم سابق 10476992_86058053063محمد الطيبي (خيسوس ماريا ديلا أوليفا)

محمد الطيبي، أو خيسوس ماريا ديلا أوليفا.. اسمان لشخص واحد قد لا تتكرر قصة حياته الفريدة مع أي شخص آخر، فالطفل الذي ولد في أربعينيات القرن الماضي بإحدى القرى الجبلية بمنطقة العرائش، سيجد نفسه وسط مغامرة تتلوها مغامرات، مؤلمة في أغلب الأحيان، ومضحكة في مناسبات قليلة، أما في مرات أخرى، فيصر صاحبها على تحويل مبكياتها إلى مضحكات..
حياة قاسية قضاها الطيبي منتقلا بين القرى الجبيلة، باحثا عن حنان لم يكد يعرفه يوما بعدما انفصل والداه مبكرا، ليدخل مرحلة توهان عاطفي اقتادته إلى حضن أسرة إسبانية، لتتدخل يوما ما يد “مخزنية” قاسية، ستزيد من الأمر تعقيدا وسترمي به دون أن يدري إلى الكنيسة وعوالم التنصير.. هي رحلة طويلة وغريبة لهذا الشخص وسط عالم المسيحية، والأغرب منها إصراره على أنه كان “راهبا مسلما”.
لكنه ما كاد يخرج من هاته المغامرة حتى دخل في مغامرة لا تقل غموضا، عندما انضم إلى الجيشين الإسباني والمغربي، وبينهما سيقوده حظه الغريب إلى وحشة المعتقل السري ورعب انقلاب الصخيرات، ملتقيا بأسماء لطالما تحدث عنها التاريخ الأمني والعسكري للمغرب، غير جازم في أي خانة تصنف…

الحلقة الثالثة عشرة:


- هل كنت تقضي كامل أيام سنة بالكنيسة؟
لا، فكما قلت لك كنت أتجول قليلا بين الأزقة والشوارع، وكان ذلك بعدما منحني الراهب “فرانسيسكو” وثيقة تثبت أني من أتباعه، لأنني لم أكن أملك وثائق هوية، وذات يوم لقيني شرطي فأوقفني لأنه عرف من ملامحي أني أجنبي، فطلب مني الوثائق الشخصية، فما سلمته وثيقة الراهب “”فرانسيسكو”، وجه إلي التحية واعتذر مني، فهو كان يحظى باحترام كبير.
كما كنت أذهب في العطل إلى الأسرة التي تبنتي، وكانوا يعاملونني بلطف، وقد كان لديهم أبناء آخرون من صلبهم، أحدهم لا زال يعيش في سبتة، والآخرون في غرناطة، أما الأب فقد مات الآن، ولا أعلم أحوال الأم.. عموما، فقد كانوا يغدقون عليها بالعطايا.
- بعد سبتة ستنتقل إلى لوغرونيو، لكن قبلها اجتزت امتحانا، بما يتعلق؟
كان يتعلق بحسن استيعابي لتعاليم الكنيسة، وأنا كنت قد تفوقت فيه، لأنني أولا كنت سريع البديهة، وثانيا لأنني كنت أركز في دروسي كثيرا، حتى أظهر للجميع متدينا، وحتى لا يشكو في أنني أستغل الديانة المسيحية للمأكل والمعيش فقط، وبعد نجاحي خيرتني الكنيسة ما بين كنيسة في إشبيلية تهتم بمساعدة المرضى، وجماعة الآباء البيض، والتي تبعث بمبشرين إلى الجزائر ودول من إفريقيا جنوب الصحراء، وأنا اخترت هاته الأخيرة لسببين، أولهما غريب، حيث أعجبني شكل لباسهم الأبيض الأنيق، والثاني أنهم يعلموننا اللغة العربية إلى جانب الإسبانية والفرنسية، لأن جزءا من التكوين يتم في فرنسا حيث مسقط رأس مؤسسة جماعة الآباء البيض، ويمتد التكوين لسنتين… ولم يكن أمر الانتقال من سبتة إجباريا، لكنني فضلت الرحيل، وكان أغلب الرهبان الذين ينتقلون من سبتة إلى لوغرونيو أو إشبيلية من اليتامى.
- صف لنا رحلتك الأولى إلى أوروبا؟
عدت المركب وأنا سعيدا جدا، فقد كان الأمر بمثابة مفاجأة كبيرة لي، وأمضيت الطريق كله مع أحد المرافقين، الذي عرفني على جبل طارق، وكان الأمر بالنسبة لـ”جبلي” مثلي غريبا ومثيرا، ثم وصلنا إلى الجزيرة الخضراء، فركبنا القطار الذي انتقل بنا إلى مدريد، حيث المقر الرئيسي للآباء البيض، وعند وصولي إلى العاصمة الإسبانية، أحسست أنني في كوكب آخر، وأول ما فاجأني هي السيارات الكثيرة التي تمر وسط الشوارع الكبيرة جدا.. ومن مدريد انتقلنا إلى لوغرونيو، وهي أيضا مدينة كبيرة نسبيا، فدخلنا المدرسة الدينية، وحظيت بترحيب حار هناك، حيث استقبلت بحفلة تقديم، ركزوا فيها على أني من أصل مغربي مسلم سابقا وأني اتبعت “دين الخلاص”، فرحب بي كبير الرهبان، ويدعى “غاليندو”.
- هل لا يزال الراهب “غاليندو” حيا الآن؟
نعم، ولا زلت على اتصال به إلى يومنا هذا، وهو يقطن في مدريد، إنه طاعن جدا في السن، أصله من إشبيلية، وسبق أن عمل مبشرا في ليبيا وتونس، فمؤسسة الآباء البيض كانت مخصصة لتنصير المسلمين، لكن نتائجها لم تكن مثمرة كما كانوا يتوقعون فتوقفوا عن استهداف البلدان المسلمة.
- لنتحدث قليلا عن جماعة الآباء البيض، وعن تاريخها التبشيري؟
لقد انطلقت هاته الجماعة من قبائل “تيزي وزو” الأمازيغية الجزائرية، وبدأت في ثمانينات القرن التاسع عشر، أسس الجماعة راهب فرنسي يدعى “لا فيجيري”، وأحدثت مع بداية الاستعمار الفرنسي للجزائر، لأن فرنسا كانت تعتقد أن بإمكانها تنصير الجزائريين وخاصة في القبائل القروية النائية، لكن الجماعة فشلت هناك فشلا ذريعا.
ونقلت الجماعة نشاطها إلى مناطق أخرى في أوروبا، مثل إسبانيا، ومنها إلى العالم الإسلامي، وبالضبط شمال إفريقيا، لكن ثبت لها صعوبة الوصول إلى أهدافها، فتراجعت، وبدأت تركز على مناطق أخرى، والغريب أن ما فشل فيه المنصرون قديما، صار الآن ممكنا في البلدان المسلمة، وخاصة في الأماكن الفقيرة، وأنا أرجح أن قسوة الفقر هي التي تدفع الناس إلى القبول بتغيير دينهم.
- هل لا تزال جماعة الآباء البيض موجودة إلى الآن؟
نعم، لكن وجهت نشاطها إلى دول إفريقيا السمراء، وتتمركز بقوة في أنغولا والموزنبيق وكينيا والشطر الفرنسي من الكاميرون، وكانوا قد طردوا من الجزائر وموريتانيا.
لقد كانت هاته الجماعة ترتدي لباس الرهبان الموحد أبيض اللون، إلى غاية السبعينات، حيث صاروا يرتدون البدلات المدنية، ربما ليسرعوا اندماجهم مع الناس.
- لباسهم كان مرتبطا بمسماهم، صف لنا هذا اللباس.
كانوا يرتدون ملابس بيضاء طويلة وفضفاضة، كتلك التي يرتديها الرهبان، وفوقها سلهام أبيض، وهذا اللباس يرتديه طلبة المدرسة منذ الأيام الأولى لولوجهم إليها، ما عدى السبحة، التي لا يحملها سوى الخريجون الذين يحملون لقب “أب” أو “أخ”.
- حدثنا عن مراحل الدراسة في مدرسة الآباء البيض إلى حين التخرج؟
لكي تصبح أخا أو “هيرمانو” بالإسبانية، يدرس الطالب لمدة 5 سنوات، يتعلم خلالها التعاليم المسيحية واللاهوت بالإضافة إلى الاطلاع الشامل على “الكتاب المقدس”، ليس حفظه، وإنما الفهم الجيد لكل سفر وآية، بالإضافة إلى تعلم الأساليب التبشيرية، كما تتعلم حرفة ما، إما الكهرباء أو النجارة أو الحدادة… وأنا تعلمت مهنة الكهرباء، وقد استفدت منها كثيرا في حياتي.. ومع مرور الوقت تنتقل من طالب إلى راهب مبتدئ، فتصير معلما للطلبة الجدد.
أما الأب، أو القس، فيظل داخل المؤسسة مدة 12 عاما، ولا بد له عند التخرج أن يكون سنه قد تجاوز 25 عاما. ويستطيع الآباء والإخوة بعد تخرجهم أن يتوجهوا لممارسة التبشير في دول أخرى، مسلمة في الغالب.
المصدر: طريق الخلاص


  رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
(الحلقة, لـ”الآباء, البيض”, الراهب, الطيبي:, تقديمي, رحلة, سابق, “مسلم


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
رحلة تيه | (الحلقة 12) الطيبي: عند تعميدي سألني الراهب عن اسمي نور الإسلام أخبار منوعة 0 27-07-2014 10:57 AM
رحلة تيه | (الحلقة 9) الطيبي: اعتداء “مخازني” علي غير حياتي ودفعي للرحيل إلى سبتة نور الإسلام أخبار منوعة 0 27-07-2014 10:47 AM
رحلة تيه | (الحلقة 4) الطيبي: كان أطفال القرية يشرعون في حفظ القرآن في سن الثالثة نور الإسلام أخبار منوعة 0 27-07-2014 10:39 AM
رحلة تيه | (الحلقة 3) الطيبي: الإسبان كانوا يفقرون الناس بالضرائب نور الإسلام أخبار منوعة 0 27-07-2014 10:37 AM
رحلة تيه | (الحلقة 2) الطيبي: القياد كانوا يعيشون حياة الملوك نور الإسلام أخبار منوعة 0 27-07-2014 10:36 AM


الساعة الآن 12:20 PM
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir

1 2 3 4 5 6 7 8 9 10 11 12 13 14 15 16 17 18 19 20 21 22