صفوان الخزرجي

العودة   طريق الخلاص > المنتديات المسيحية > لاهوتيات

لاهوتيات دراسات حول الكتاب المقدس والتاريخ الكنسي

متى أصبح يسوع مسيحا ..!؟

هناك طريقتان للإجابة : فهناك إجابة موضوعية ( objective ) . وهناك إجابة غير موضوعية (subjective ) . والفرق بينهما يكمن فى أنَّ الموضوعية تشير دائما إلى حوادث تاريخية وقعت

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 05-02-2012 ~ 11:42 AM
نور الإسلام غير متواجد حالياً
افتراضي متى أصبح يسوع مسيحا ..!؟
  مشاركة رقم 1
 
الصورة الرمزية نور الإسلام
 
مدير عام
تاريخ التسجيل : Jan 2012


هناك طريقتان للإجابة : فهناك إجابة موضوعية ( objective ) . وهناك إجابة غير موضوعية (subjective ) . والفرق بينهما يكمن فى أنَّ الموضوعية تشير دائما إلى حوادث تاريخية وقعت ، ومِن ثم تفتح ملفات التاريخ الصحيح لتقييم الاجابة وتفنيدها . بينما نجد الاجابات غير الموضوعية عبارة عن تفسير لأفعال الإله ، ويرجع الحكم فيها إلى آراء الناس وأهوائهم فقط وليس إلى حوادث تاريخية محددة . أمَّا عن ذكرها لبعض التواريخ فهو من باب تعيين تاريخية إعلان الناس لتلك الاجابة ، وهى اجابات تختلف من شخص لآخر حسب اختياره لخصوصيات معينة قد يشاركه فيها الناس وقد لا يشاركونه الرأى فيها .
وبالنسبة لسؤالنا الأساسى ، نجد أنَّ الاجابة المسيحية قد حدث فيها اضطراب وفوضى بدون داع .. لقد أخذوا بالقول الثانى
(subjective ) أى الإجابة الغير موضوعية ..!! وحيث أنه لا يوجد مكان معروف توزع فيه الشهادات المسيحانية على المنتمين إليه ، ولم يذهب إليه يسوع لينال الشهادة المسيحانية فى تاريخ محدد معروف ..!!
فالرتبة المسيحانية عندهم رتبة عامة مفتوحة لكل مَن دُهِن بالزيت سواء كان كاهنا أو ملكا مؤمن وغير مؤمن ..!! والمسيحيون فقط يعتمدون على قول مسيحييهم الأوائل مِن أنَّ يسوع قد صار مسيحا ..!!
فالإجابة على السؤال أخذت فى الوثائق المسيحية الطريقتين معا حيث نجدها تأخذ فى غالب الأمر منحى الإجابة الغير موضوعية ، كما نجدها أيضا فى بعض النصوص تشير إلى الإجابة الموضوعية ، ولكن يعلوها غبار اللا موضوعية .
وفى الحقيقة أنها كانت موضوعية عند الأوائل ، ثم بعد عِقد أو عِدَّة عُقود من السنين تبنت الكنيسة الأولى ( بطرس ) الإجابة الغير موضوعية . ثم تداخلت الطريقتان عند الذين جاؤا من بعدهم ، ومِن ثم فقد اعتمِدَت الطريقة الغير موضوعية عند المتأخرين ولا تزال إلى الآن .
وكل ذلك نجده بوضوح تام فى بيانات كتب العهد الجديد :
إذا فتحنا وثائق العهد الجديد للبحث عن بعض الحوادث التاريخية التى تشير إلى أنَّ يسوع قد أصبح مسيحا .
1 ـ صار يسوع مسيحا بعد موته : قال بطرس ( أعمال 2 : 36 ) : " فليعلم يقينا بنو إسرائيل جميعا ، أنَّ الله قد جعل يسوع هذا الذى صلبتموه أنتم ربا (!) ومسيحا " . وهذا معناه أنَّ يسوع فى توقيت ما بعد موته وقيامته قد صار مسيحا .
وهذا النصّ لا يمكن أن نعتبره حادثة تاريخية معلومة تفتح ملفات التاريخ لدراستها وتقييمها . إنها حادثة تتكلم عن أعمال الإله وليس عن التاريخ البشرى . فالحكم البشرى على أعمال الإله يعتبر تفسيرا وتأويلا وليس تاريخا .
2 ـ صار يسوع مسيحا أثناء بعثته : فى إنجيل مرقس أثناء قصة يسوع فى قيصرية فيليبس ، عندما سأل تلاميذه عما يقول الناس عنه . فقالوا عدة إجابات ، قال بطرس عقبها " أنت المسيح " ( مرقس 8 : 29 ) .
وهذا النصّ يفيد بأنَّ كاتب الإنجيل يعتقد بأنَّ يسوع كان مسيحا أثناء بعثته وقبل موته وقيامته . والأمر المُحيِّر هو طلب المسيح من تلاميذه حينذاك ألا يعلنوا بين الناس أنَّه المسيح . وهو ما يعرف بمسمى السِّرّ المسيحانى .
وهذا السِّر يفتح الباب لدراسة الإجابة عن سؤال البحث ، وهو كيف صار يسوع مسيحا . هل بعد موته وانتهاء بعثته كما قال بطرس عند لوقا أم أثناء بعثته وقبل موته كما قال مرقس ..!؟
3 ـ صار يسوع مسيحا عند تعميده : وهذا تقرير كاتب إنجيل مرقس عندما تيقن أنَّ المسيحيين قد اعترفوا بأنَّ يسوع هو المسيح . فقال بأنَّ ذلك الحدث وقع أثنا التعميد على يد يوحنا المعمدان . فحين خرج يسوع من الماء انفتحت السماء وهبط عليه الروح فى صورة حمامة: " أنت ابنى الحبيب بك سُررت كل السرور " ( مرقس 1 : 11 ) .
وهذه القصة فى مفهوم اللاهوت المسيحى القديم كانت تعرف بـ ( adoption theory ) أى نظرية اتخاذ يسوع ولدا ، وبمعنى آخر مسيحانية يسوع أى اتخاذ يسوع لقب المسيح . وفى أناجيل نجع حمادى نجدها تقرر هبوط المسيح على يسوع ليصبح يسوع المسيح . فكلمة مسيح هنا تعادل معنى البنوة لله ( تعالى الله عمَّا يقولون علوا كبيرا ) . فالمسيح كائن إلهى نزل وحلَّ فى يسوع .
أى أنَّ يسوع وُلِدَ إنسانا عاديا إلى أن جاء الوقت عقب التعميد ليصير مسيحا وابنا للإله . مِن أجل ذلك لا نجد ذكرا لقصة الميلاد عند مرقس .
وتلك العقيدة القديمة تجد مَن يُعلنها بين الحين والحين . وإن كان المسيحيون يعتبرونها من عقائد الغنوصية . التى كانت منتشرة بين المسيحيين حتى زمن كتابة مرقس لإنجيله سنة 70 م وإلى القرنين الرابع والخامس .
4 ـ صار يسوع مسيحا عند مولده : فى قصة ميلاد يسوع عند متى ولوقا نجدهما يُعلنان أنَّ يسوع كان مسيحا منذ مولده وقبل بعثته . ولكن أثناء البعثة نجدهما يخلطان بين المفاهيم فتارة يتقدمان فى التعبير عن يسوع بين رتبتى المسيحانية والبنوَّة للإله وتارة أخرى يتراجعان .
5 ـ صار يسوع مسيحا عند خلق العالم : وهذا المعنى نجده إذا تصفحنا الإنجيل الرابع ( يوحنا 1 : 1 ـ 18 ) حيث تراجع الأمر إلى الوراء كثيرا أى إلى قبل خلق العالم . فيسوع كان مسيحا منذ الأزل وهو الكلمة . ولذا لا نجد أدنى اشارة فى الإنجيل إلى قصة الميلاد لأنها كانت فى الأزل منذ البداية .
وهنا يتحول السؤال عن كيف صار يسوع مسيحا إلى السؤال كيف تجسد الكلمة أو الابن المولود الغير مخلوق ليصبح بشرا سويا ..!؟ وتحول السؤال من كيف تأله الانسان إلى كيف تجسد الإله ..!!؟
ومع تقادم الزمن وانعقاد المجامع الكنسية ، تبلورت الاجابة عبر قانون التثليث الشهير . وأصبحت الاجابة عن السؤال كيف صار يسوع مسيحا إلى الإجابة عن كيف تجسد الأقنوم الثانى ليصبح يسوعا .
وتحولت العقيدة المسيحية إلى مناقشة وتفسير لأعمال الإله من تجسد ومولد وتعميد ورسالة وصلب وقيامة وصعود إلى السماء وجلوس عن يمين أبيه ثم العودة ثانية لمقاضاة الناس ..!!
وكلها خطوات تفسيرية على طريق الإجابة غير الموضوعية عن كيف صار يسوع مسيحا ..!!؟
وتحول معنى كلمة المسيح إذا أطلقت على يسوع من الإنسان المدهون إلى الكائن الإلهى الابن والكلمة ..!!
ولم يُقرأ التاريخ الكتابى المسيحى جيدا إلا منذ قرنين من الزمان فقط وبعد مرور ثمانى عشر قرنا من بعثة المسيح  . فوجد المتخصصون أنه لم يكتب على مستوى واحد أو عن طريق كاتب واحد ( الإلهام كما كانوا يزعمون من قبل ) . ولكنه كتب بأيدى كتبة مُختلفى الأغراض . وتطور الإجابة على سؤالنا دليل على ذلك .
فإن راجعنا الموقف الكتابى نجد فيه أنَّ يسوع صار مسيحا بعد موته . ثم تراجع الوضع بعد ذلك إلى أنه صار مسيحا أثناء بعثته . ثم تراجع الأمر إلى قبيل بعثته أى أثناء تعميده . ثم تراجع الوضع إلى مولده . ثم تراجع إلى بداية خلق العالم .
وكلها تفسيرات لأعمال الإله . فهى إجابات غير موضوعية لا دليل عليها من حوادث التاريخ . وهى أيضا آراء رجال مختلفين كتبوها فى أزمنة مختلفة وبأغراض خاصة .
وخطوة تتبعها خطوات فى عبادة يسوع المسيح اختفت تماما دلالات الاسم مسيح من الأذهان وأضحى اسم المسيح بديلا عن الربوبية لله رب العالمين . وكل ذلك ناتج عن الابتعاد عن لغة الأصل الآرامية أو اللسان الأم لها وهو اللسان العربى .
وللعلم وللتاريخ فإنَّ المسيحيين القدماء أتباع بولس الأوائل كانوا يعتبرون المسيح كائن سماوى مخلوق له جسد أو تجسد ( Greek, docein ) مثل الملائكة كما قال بولس " كائن فى صورة الله " . ولذلك كان العلم الباحث فى المسيح عندهم يُسمى علم الـ ( Docetic ) بدلا من علم الـ الكرستولوجى ( Christology ) المعمول به حاليا . والفرق غير كبير عند التحقيق .
والمسيحيون يرون أنَّ المسيح روح الحقيقة المنزلة ، وأنَّ القليل ممن فهموا تعاليمه هم الذين نالوا الخلاص ، الذين آمنوا بقيامته الروحية . وتلك المفاهيم جائتهم من قبل فلاسفة الاستشراق اليونانيين وليس من قبل تلامذة أنبياء الله . وهذا المفهوم تسرَّب إلى الفكر الصوفى الفلسفى القائل بوحدة الوجود ـ ابن عربى وابن سبعين والجيلى وغيرهم ـ عند قولهم بالحقيقة المحمدية ..!!
وقد ضاعت تعاليم هذه الفرق المسيحية القديمة منذ القرن الرابع الميلادى وحفظ بولس بعضا منها فى رسائله فقد كان تأثره كبيرا بالفكر الغنوصى ( Docetism ) ومن الأمثلة الدالة على ذلك قوله بقيامة يسوع الروحية من الموت ـ الموهوم ـ مثلهم تماما . وحديثا ظهرت كتابات تلك الفرق القديمة عند اكتشاف وثائق نجع حمادى التى بينت أصول ومعتقدات المسيحية قبل تغييرها بقوانين الإيمان التى ظهرت فيما بعد .
وتلك الخلاصة التاريخية تبيِّن لنا معنى قولهم يسوع هو المسيح . فذلك التعبير الإنجيلى جاء ردا على القول السائد فى ذلك الوقت من أنَّ المسيح نزل على يسوع عند التعميد وغادره عند الصلب . فالمسيح كائن سماوى ويسوع كائن أرضى " لتؤمنوا أنَّ يسوع هو المسيح " ( يوحنا 20 : 31 ) ..!!
وقد أفاض قديما العلامة ايريناوس فى الرد على تلك المقولة التى كان يقول بها المسيحيون الأوائل .
وأذكر الآن بعض الملاحظات التى هى من صلب العقيدة المسيحية
ـ يقولون : الله أبو ربنا يسوع المَسيح . ولا يقولون أبو ربنا المَسيح يسوع ..!!
ـ يقولون المَسيح الحىّ ولا يقولون يسوع الحىّ ..!!
ـ ويقولون الرب يسوع ولا يقولون الرب المَسيح ..!!
ـ يضيف بولس فى رسالته إلى أهل غلاطية ( 3 : 26 ) أنَّ الإيمان ينعقد فى مَسيح يسوع ( Christ Jesus In ) وليس فى يسوع مَسيح أو باقى العبارات الأربع ..!!
وكل ذلك يُعتبر دليلا جديدا على كل ما جاء فى هذا البحث وإن كان مُسجلا فى الكتاب المسيحى . دليل على تطور مفهوم كلمة المسيح العربية الآرامية إلى أن تعادلت مع الألوهية ..!!
فيا من كنت مُحِبًا للمَسيح متمسكا بدينه ودعْوتِه .. اسأل علماءك عن معانى هذه المصطلحات وتواريخ ظهورها فهى ليست متساوية فى المعنى . ثم ليكن قرارك لك وحدك حيث يسألك الله عنه يوم السؤال .
اللهم تقبل منى هذا البحث خالصا لوجهك الكريم
واجعلنى ممن تكون آخر دعواهم
أن الحمد لله رب العالمين .
ع . م / جمال الدين شرقاوى

المصدر: طريق الخلاص


  رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
روسيا: المسلمون يستعيدون مسجدا أثريا بعد معارك قضائية نور الإسلام الإسلام في أسيا 0 14-12-2013 06:59 PM
ماذا كان يسوع؟هل كان إله أم إنسان؟هل كان له إخوة؟ هل يسوع الذى عاش فى فلسطين له علاقة بيسوع الإنجيل نور الإسلام لاهوتيات 0 30-05-2013 08:06 PM
مجلس مسلمي فرنسا يطالب بحظر جماعة يمينية احتلت مسجدا في مدينة بواتييه نور الإسلام الإسلام والعالم 0 04-11-2012 09:17 AM
واشنطن: عسكرة الأزمة السورية أصبح ضروريًا مزون الطيب أخبار منوعة 0 10-02-2012 05:10 PM
القائد الروسي الذي أصبح مؤذناً نور الإسلام لماذا أسلموا؟؟ 0 10-01-2012 11:58 AM


الساعة الآن 04:42 PM
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir

1 2 3 4 5 6 7 8 9 10 11 12 13 14 15 16 17 18 19 20 21 22