صفوان الخزرجي

العودة   طريق الخلاص > الأخبار والمقالات > أخبار منوعة

رحلة تيه | (الحلقة 24) الطيبي: أُمِرنا بتوثيق المشاركين في انقلاب الصخيرات

“محمد خيسوس”.. رحلة تيه | (الحلقة 24) الطيبي: أُمِرنا بتوثيق المشاركين في انقلاب الصخيرات.. ومنظر الخدم المقتولين صدمني محاكمة طلبة أهرمومو المشاركين في انقلاب الصخيرات طنجة

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 27-07-2014 ~ 11:17 AM
نور الإسلام غير متواجد حالياً
افتراضي رحلة تيه | (الحلقة 24) الطيبي: أُمِرنا بتوثيق المشاركين في انقلاب الصخيرات
  مشاركة رقم 1
 
الصورة الرمزية نور الإسلام
 
مدير عام
تاريخ التسجيل : Jan 2012


(الحلقة, أُمِرنا, المشاركين, الصخيرات, الطيبي:, انقلاب, بتوثيق, رحلة

“محمد خيسوس”.. رحلة تيه | (الحلقة 24) الطيبي: أُمِرنا بتوثيق المشاركين في انقلاب الصخيرات.. ومنظر الخدم المقتولين صدمني

رحلة تيه | (الحلقة 24) الطيبي: أُمِرنا بتوثيق المشاركين في انقلاب الصخيرات 24-620x356.jpg
محاكمة طلبة أهرمومو المشاركين في انقلاب الصخيرات



طنجة انتر- 22 يوليو 2014 ( 11:04 )
رحلة تيه | (الحلقة 24) الطيبي: أُمِرنا بتوثيق المشاركين في انقلاب الصخيرات 10476992_86058053063

محمد الطيبي (خيسوس ماريا ديلا أوليفا)

محمد الطيبي، أو خيسوس ماريا ديلا أوليفا.. اسمان لشخص واحد قد لا تتكرر قصة حياته الفريدة مع أي شخص آخر، فالطفل الذي ولد في أربعينيات القرن الماضي بإحدى القرى الجبلية بمنطقة العرائش، سيجد نفسه وسط مغامرة تتلوها مغامرات، مؤلمة في أغلب الأحيان، ومضحكة في مناسبات قليلة، أما في مرات أخرى، فيصر صاحبها على تحويل مبكياتها إلى مضحكات..
حياة قاسية قضاها الطيبي منتقلا بين القرى الجبيلة، باحثا عن حنان لم يكد يعرفه يوما بعدما انفصل والداه مبكرا، ليدخل مرحلة توهان عاطفي اقتادته إلى حضن أسرة إسبانية، لتتدخل يوما ما يد “مخزنية” قاسية، ستزيد من الأمر تعقيدا وسترمي به دون أن يدري إلى الكنيسة وعوالم التنصير.. هي رحلة طويلة وغريبة لهذا الشخص وسط عالم المسيحية، والأغرب منها إصراره على أنه كان “راهبا مسلما”.
لكنه ما كاد يخرج من هاته المغامرة حتى دخل في مغامرة لا تقل غموضا، عندما انضم إلى الجيشين الإسباني والمغربي، وبينهما سيقوده حظه الغريب إلى وحشة المعتقل السري ورعب انقلاب الصخيرات، ملتقيا بأسماء لطالما تحدث عنها التاريخ الأمني والعسكري للمغرب، غير جازم في أي خانة تصنف…
الحلقة الرابعة والعشرون:
كيف انتقلت إلى صفوف الحرس الشخصي للملك؟
لقد كنت قد تفوقت في الاختبارات العسكرية، فجاء قرار تعييني، حيث انضممت إلى الكتيبة الثانية المكلفة بحماية الملك الحسن الثاني، والتي كانت ترافقه في جميع رحلاته الشخصية.
هل كنت ترى الملك؟
نعم، فقد كنت أرافقه في رحلات الغولف، وعندما يتوجه إلى إفران وفاس ومراكش التي كان يقضي فيها الكثير من عطلاته، وكنا نستقر في بوزنيقة، التي تحتضن مقر الكتيبة الثانية.
كيف كان تعامل الحسن الثاني مع محيطه، تحدث لنا عن نماذج عاينتها أنت؟
كان المعروف عنه، أنه لا يرفض طلبات الجنود البسطاء إن استطاعوا الوصول إليه، وهناك حادثة لم أحضرها لكن تحاكى بها زملائي كثيرا في كتيبتنا، حيث إن مجندا كبير السن تعرض للصفع من رئيسه، لأنه أخطأ في التحية العسكرية، فركض إلى الملك وارتمى على يده باكيا فسأله الملك عن خطبه فأخبر بما جرى وقال إنه حارب في الهند الصينية وفي الحرب العالمية الثانية وإنه أحس بـ”الحكرة”، فأمر الملك بأن يمثل المشتكى به أمامه، فأشبعه الملك تأنيبا.
وكان الملك ايضا يلبي طلبات الجنود الذين يتجرؤون على طلبها منه مباشرة، فمرة عندما كنا نرافقه في رحلة لغفران، إن لم تخني الذاكرة، توجه جنديان لتسليم رسالة للملك، فحاول جنود ىخرون منعهم، لكن الملك طلب وافق على لقائهم، فطلب منه الأول السماح له بالالتحاق بقطاع التعليم، فعينه مدرسا لابناء “المخازنية” في تواركة، فيما الثاني طلب منه أن يلتحق بفرقة المظليين، فوافق الملك على ذلك.. لكن جنودا آخرين عابوا عليه ذلك قائلين “هل أنت مجنون؟ وصلت غلى الملك واكتفيت بهذا الطلب الغبي.. كان عليك ان تطلب شيئا أكثر أهمية”، لكنه هو كان معجبا ببذلة المظليين، لكن يبدو أن زملاءه كانوا على حق، فقد هرب هذا الجندي من الثكنة بعد شهر من ولوجه، بعدما احس بالخوف من القفز والضرب والإهانات..
في سنة 1971 ستعيش لحظات انقلاب الصخيرات، تحدث لنا عن بداية هذا اليوم.
كان يوم سبت، وأنا كنت أعد أمتعتي للخروج في عطلة، وكان موعد خروجي من ثكنة بوزنيقة هو الثانية و45 دقيقة زوالا، لكن في الثانية والنصف دبت في المكان حركة غير طبيعية، وطلب رؤساؤنا من جميع الجنود الذين كانوا في محيط الثكنة الدخول إليها فورا وحمل أسلحتهم.
فلما اجتمع الجنود وُضعت على الأرض بطانية كبيرة ملئت بصنفين من الرصاص الحي، الأول للبنادق والثاني للرشاشات، وأنا كنت أحمل بندقية “ماس 36″ فرنسية الصنع، كما هو الحال للجنود أصحاب الرتب الصغيرة، أما الضباط وضباط الصف والرقباء وما فوقهم فكانوا يحملون رشاشات من نوع “بي إم”.
هل صدرت أوامر بالاستعداد للاشتباك؟
لقد كان واضحا أن الأمور جدية جدا، وكأننا كنا نستعد للحرب، فالثكنة عن بكرة أبيها حملت السلاح، ولا زلت أذكر أن شخصا كان يعمل طباخا لمكتب الكولونيل لوباريز، بدوره ارتدى بذلته العسكرية، وكانت جديدة تماما، فلما أراد ملأ بندقيته كان يضع الرصاص بطريقة معكوسا لأنه كان منعدم التجربة تقريبا في التعامل مع السلاح، لكنه أجبر على حمله، كما هو الحال بالنسبة لأبسط الحراس في الثكنة.. كانت الأوامر تتوالى علينا، ونحن لا نعرف ما يجري، ولا نستطيع أن نسأل، فقط كنا نسمع ونطيع.
ماذا بعد حمل السلاح؟
قدمت مجموعة من الشاحنات، وفي مقدمتها جنديان أحدهما برتبة عريف “كابورال” والثاني برتبة عريف أول “كابورال شاف”، فأمرونا بالركوب، ولأول مرة سيخبروننا بأننا سنتوجه للصخيرات، وفي كل شاحنة ركب 4 جنود.. مجموعنا كان حوالي 20 جنديا، فيما البقية أحاطت بالثكنة من كل جوانبها.
هل كان معكم الكولونيل لوباريز؟
لا، فقد كان في قصر الصخيرات وقتها.
هل أُخبرتم بمهمتكم في الطريق إلى الصخيرات؟
لا، حتى وصلنا إلى مدخل القصر.
صف لنا المشهد داخل قصر الصخيرات؟
عندما دخلنا وجدنا الفوضى تعم المكان، والطلقات النارية لا زالت تدوي في جزء ما منه، وكان هناك قتلى كثر، لكن أغلب الضحايا الذين رأيتهم كانوا خدام الملك سمرة البشرة ويرتدون لباسهم الأبيض وقبعاتهم الحمراء، وقد صدمني هذا المشهد.
ما كانت مهمتكم أنتم؟
نحن عندما وصلنا وجدنا الاشتباكات في آخرها، حيث ظل بعض جنود مدرسة “اهرمومو” يقاومون في المنطقة المليئة بالعشب والأشجار من القصر، فقد كان المكان كبيرا جدا، وكان الجنود الذين يأبون الاستسلام يقتلون في الغالب، فيما كان يلقى القبض على المستسلمين، وهاته كانت مهتنا نحن، حيث كان يأخذ من الجندي سلاحه وكيس الرصاص، وينزع حزام سرواله وتُـقيَّد بيه يداه، ثم يؤخذ إلى إحدى الشاحنات.
وهل قمت أنت بتوثيق أحد هؤلاء الجنود؟
(ضاحكا) طبعا فلم يكن هناك مجال للنقاش، أعتقد أنني أوثقت 6 أو 7 عناصر.
كيف كانت حالة أولئك الجنود؟
كانوا مذعورين جدا ورؤوسهم مطأطأة، ولم يكونوا يعلمون حقيقة ما يجري، فهم مثلنا، جاءتهم أوامر في “اهرمومو” فنفذوها، وقد كان صغارا جدا، أعتقد أنهم لم يتجاوزوا 21 أو 22 عاما، وأكبر الجنود الذين رأيت أرجح أنه كان في الخامسة والعشرين، وكانوا جميعا يدرسون ليصيروا ضباط صف.
هل كانوا جميعا بدون رتب؟
فعلا، فقط البذلة العسكرية والسلاح وكيس الرصاص.
هل مات الكثير منهم؟
حسب ما رأيت فإن عدد الجنود القتلى كان قليلا بالمقارنة مع المدنيين، فقد كانت جثثهم مرمية في كل مكان، والأطعمة الفاخرة مرمية في كل اتجاه والدمار يملأ حديقة القصر.
المصدر: طريق الخلاص


  رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
(الحلقة, أُمِرنا, المشاركين, الصخيرات, الطيبي:, انقلاب, بتوثيق, رحلة


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
رحلة تيه | (الحلقة 22) الطيبي: في المعتقل نور الإسلام أخبار منوعة 0 27-07-2014 11:14 AM
رحلة تيه | (الحلقة 21) الطيبي: قصة الاعتقال في المفرب نور الإسلام أخبار منوعة 0 27-07-2014 11:13 AM
رحلة تيه | (الحلقة 20) الطيبي: عدت إلى قبيلتي فلم أجد سوى خالي نور الإسلام أخبار منوعة 0 27-07-2014 11:11 AM
رحلة تيه | (الحلقة 17) الطيبي: قررت الرحيل إلى إيطاليا نور الإسلام أخبار منوعة 0 27-07-2014 11:06 AM
رحلة تيه | (الحلقة 15) الطيبي: في المدرسة الدينية كنا نعد “دونيين” نور الإسلام أخبار منوعة 0 27-07-2014 11:02 AM


الساعة الآن 11:42 AM
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir

1 2 3 4 5 6 7 8 9 10 11 12 13 14 15 16 17 18 19 20 21 22