صفوان الخزرجي

العودة   طريق الخلاص > الأخبار والمقالات > المقالات

أبو الدرداء: وتجربة معايشة فريدة 10 سنوات في ايران.!؟ الحلقة السادسة

أبو الدرداء: وتجربة معايشة فريدة 10 سنوات في ايران.. ما لا تعرفه عن الانحراف الديني السقوط الأخلاقي للمجتمع الايراني في ظل حكم الملالي.! - شواهد ووقائع \ الحلقة السادسة

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 26-06-2014 ~ 11:49 AM
نور الإسلام غير متواجد حالياً
افتراضي أبو الدرداء: وتجربة معايشة فريدة 10 سنوات في ايران.!؟ الحلقة السادسة
  مشاركة رقم 1
 
الصورة الرمزية نور الإسلام
 
مدير عام
تاريخ التسجيل : Jan 2012


معايشة, الحلقة, الدرداء:, السادسة, ايران.!؟, سنوات, فريدة, وتجربة




أبو الدرداء: وتجربة معايشة فريدة 10 سنوات في ايران.. ما لا تعرفه عن الانحراف الديني السقوط الأخلاقي للمجتمع الايراني في ظل حكم الملالي.! - شواهد ووقائع \ الحلقة السادسة

أبو الدرداء: وتجربة معايشة فريدة 10 سنوات في ايران.!؟ الحلقة السادسة khomeini1235.jpg


نكمل سلسلة تجربة صديق المرابط العراقية (أبو الدرداء)، في ايران والذي سيكشف لنا اليوم فصلاً جديداً من خفايا وأسرار ما لا يعرفه العراقي عن ايران وعملاءها أتباع الأمس وحكام اليوم..
وقفت مع نفسي متسائلاً عن مدى الجهل الذي كنت أعيشه تجاه إيران والأيرانيين الفرس، وكثيراً ما تذكرت شهداء العراق الذين ضحوا بأنفسهم دفاعاً عن الوطن الذي كنت أنتمي إليه بالإسم فقط، بينما كنت أنتصر مع نفسي لهؤلاء الإيرانيين، ولم يكن لي بحال أن أصدق أي شيء مما كانت تقوله الحكومة العراقية ويقوله أبناءه المخلصون عبر وسائل الإعلام المحلية. مما أتذكره في أيام حرب الثماني سنوات التي فرضها الخميني على العراق ما عرضه التلفزيون العراقي من عملية ربط أسير عراقي بين عجلتين وتقطيع جسده الى قسمين، فقد أشاع الطابور الخامس من حزب الدعوة وغيره من العملاء بأن الحكومة العراقية قد دفعت ملايين الدولارات لإحدى شركات السينما من أجل (فبركة وإنتاج ) هذا الفيلم، وكنت كعادتي من المؤيدين لهذا الإدعاء. ولكن الذي عرفته في أيران ومن خلال الأسرى (التوابين) الذين إلتقيت بهم هناك فإن عملية إعدام الأسير العراقي هذه بهذه الطريقة هي من إبسط ما فعله الأيرانيون بالأسرى العراقيين
وخاصة الذين أسماؤهم مما يبغضها الأيرانيون أو الذين أصروا على عدم السب أو النيل من وطنهم وحكومتهم أو الرئيس صدام حسين "رحمه الله".
لقد كنت أعجب من إنتصار العراق على هؤلاء الإيرانيين، فالحكومة العراقية والقوات المسلحة كانت تقاتل على جبهتين عريضتين في وقت واحد وهما العدو الإيراني وقواته المسلحة، وعملائه المندسين بين أوساط الشعب وأوساط القوات المسلحة العراقية والذين لم يدخروا وسعاً في الغدر برفاقهم أو إرسال المعلومات السرية إلى العدو الإيراني. فكم كان العراق وجيشه الباسل قوياً وصامداً!! ، وكم كان أبناءه الشرفاء متفانون في الدفاع عنه!؟.
لا تحتاج إلى زمن طويل تعيشه في إيران وأنت عربي لتلمس الحقد والعنصرية تجاهك، ورغم ذلك فقد عشت سنين عديده هناك وأنا ألتمس الأعذار والتبريرات لكل ما لقيته من معاناة. فالذي ينشأ على عقيدة خاطئة، وما دامت هي عقيدة وإيماناً لديه فأنه سيضل يدافع عنها إلى أبعد الحدود، كشيء من العزة بالإثم ومحاولة في الحفاظ على الكيان الشخصي والإعتباري الذي بني على هذا الأساس.
كنت مرة مسافراً بالباص مع أحد العراقيين الذين أخذت أبصارهم تتفتح على الواقع الإيراني الذي كنا لا نعلم عنه شيئاً من وراء الحدود، وكان الباص متجهاً من مدينة قم إلى طهران، وكان صاحبي "وهو رجل كبير في السن ومن عشيرة الموسوي " يلبس كوفية سوداء وعقال عربي، فما أن إنطلق الباص حتى بدأ الهمز واللمز والكلمات البذيئة التي يطلقها الركاب تجاهنا، كما أخذ البعض يرمي علينا بعض قشور المكسرات "الكرزات" ومنهم من الذين يجلبون كأساً من الماء من البراد الذي قرب السائق وما أن يمر بجانبنا حتى يتظاهر بالإرتجاج من حركة الباص ليسكب شيئاً من الماء على هذا "السيد".!؟
وعندما وصلنا إلى طهران صادف أن مررنا بإحدى الحدائق العامة هناك وإذا بالحصى والحجارة ترمى علينا من بعض الجالسين الذين يتحاشون أن نراهم حين يطلقونها علينا، والضحكات المستهزأة والكلمات النابية والتي أذكر منها: "كز به ريشت عرب" ومعناها (ضـ..ة بلحية العرب). فأسرعنا الخطوات تحاشيا للأسوأ من ذلك، كما أننا نعلم أنه إذا جائت الشرطة فلن ينصفنا أحد وسنكون نحن المذنبين في كل الأحوال.

من النادر جداً أن يجلس رجل في حديقة في طهران من دون أن يتعرض "لتحرش" من إحدى بائعات الهوى، أو عرض من باعة المخدرات المتجولون..!؟ في بلد المفروض يدعي أنه اسلامي..!؟ ولكثرة المدمنين هناك فإنه في بعض الأماكن "وهي حدائق عامة عادة" فإن بيعها وتعاطيها يكون علناً وأمام الأنظار، ولو أن الحكومة تعرضت لهؤلاء المدمنين لتسبب ذلك في إثارة الشارع الطهراني ولأصبحت قضية كبيرة ليست في صالح نظام الملالي، لأن المتعاطين للمخدرات هناك بالآلاف ومن كل الفئات والشرائح والقطاعات.!؟ لا يخفي الأيرانيون وفي طهران خاصة معاناتهم من نظام الملالي وترحمهم على أيام حكم الشاه، وكثير منهم من يقول: " أننا ندفع ثمن خطئنا في الثورة على الشاه"، ومنهم من يؤيد تلك الثورة ولكنه يؤكد على أن الخميني "سرق" ثورة الشعب.
سمعت مرة من أحد المتحدثين في مكان عام نقلاً عن إحدى سمسارات الهوى والتي هجرت ما كانت عليه لكبر سنها قولها: أنها كانت في زمن الشاه تتحايل وتتوسل ببائعات الهوى "ليعملن" معها، ولكن في زمن (الجمهورية الإسلامية) فإن بائعات الهوى قد أصبحن "لكثرتهن" يتوسلن بها ويتحايلن عليها "لتشغيلهن" معها.!؟
عندما تسير في شوارع طهران فإنك لا تشعر بأنك في بلد إسلامي أبداً ما عدا صور الخميني والخامنئي وشعارات (الجمهورية) التي تراها في كل مكان. الناس متذمرون بشكل كبير جداً من هؤلاء الملالي، ولا يخفي المجتمع ذلك، وكثيراً ما يجاهر الناس بالحديث علناً عن كرههم لذلك النظام.
وبالنسبة للمرأة فإن من أشد ما تعتبره النساء في طهران مما يقيد حرياتهن هو "الحجاب"، وقد أنحسر هذا الحجاب تدريجياً بحيث لم يعد الآن سوى قطعة من القماش الملون "إكسسوار" تضعه المرأة هناك على جزء من مؤخرة الرأس.

وأما الخمور فإن إنتشارها في طهران يضاهي أكبر المدن الأوربية، وعادة يتعاطى الخمور المستوردة "والتي تكون غالية الثمن" أصحاب الدخل العالي وكبار الموظفين، وكثير من الملالي الذين أفتوا شفهياً بجواز تناولها في ظروف معينة، بينما يتعاطى أصحاب الدخل المحدود أو الفقراء الأنواع التي يتم تصنيعها محلياً داخل البيوت.
الإسلام لدى الفرس هو سياسة بحتة وليس خلق. فحتى "المتدينين" من عامة الناس فإن (تدينهم) هو فقط ليظاهوا به العرب أو أبناء السنة بشكل عام. فالعنصرية الفارسية لا تجد لها في الإسلام مكان سوى في هذا الفكر "الشيعي"، فهو أنسب السبل للتعامل بإزدواجية عنصرية مغطاة بغطاء الدين.
ولكن الأمر يختلف تماماً بالنسبة للمسلمين السنّة في إيران من الذين ينتمون إلى القومية الفارسية "ومنهم الملايين في طهران" فإنك لا تجد فيهم أية عنصرية ألبته {سبحان الله}، الإسلام الحقيقي يصهر كل الإنتماءات وكل النزعات في بودقة الإيمان والخير والفضيلة. ولقد كان لمعرفتي بهؤلاء الأيرانيين السنة الأثر الكبير في محبتي للإسلام "السني" وما يجسده على أرض الواقع من التحاب والتوادد بين الذين يدينون به دون النظر إلى إختلاف أجناسهم وأعراقهم ونحلهم، ولا شك إن هذا هو الإسلام الصحيح.
أن الحديث عن معانات أبناء السنة في إيران أمر في غاية الأهمية، ولذا فقد رأيت أن أفرد له حلقة خاصة للحديث إن شاء الله.

من الحوادث التي أذكرها في إيران ما حصل لي ذات ليلة وقد كنت مسافراً في سيارة باص "أتوبوس" من طهران إلى أصفهان، وقد صادفنا في الطريق حادث مروري "شاحنة مقلوبة على الطريق" وكان السائق وهو فارسي قد عرف أنني "عربي" ، وعندما توقف الباص عند موقع الحادث فقد نزلت أتمشى قليلا لأحرك قدماي من تعب الجلوس على الكرسي. وعندما رأى السائق في المرآة أنني أبتعدت قليلا عن الباص فقد حرك السيارة بأسرع ما يمكن فلم أستطع أن ألحق بها، وهكذا فقد قضيت الليلة في البرد القارص وعلى أصوات الذئاب والثعالب والحيوانات البرية التي صرفتها بالدعاء إلى الله سبحانه وتعالى. ولم أكن أستطيع أن أشير إلى السيارات القادمة الأخرى حيث أن أوراقي الشخصية مثار جدل وسؤال، كما أنني أتوقع الأسوأ فالأسوأ إذا ما وصل الأمر إلى الشرطة أو أية جهة أمنية. لقد كانت ليلة ليلاء فعلاً لا يمكن أن تمحى من الذاكرة. ومثل هذه الأعمال تتكرر لي ولغيري عشرات المرات في دولة "ولاية الفقيه ووكيل الإمام الغائب".
المدعو محمد باقر الصدر والذي كان يقول: ( ذوبوا في الخميني كما ذاب هو في الأسلام)..!؟ فإنه وفي كل إيران لم أر له إلا صورة واحدة في جنوب طهران "حيث يعيش الفقراء عادة" وهذه الصورة مرسومة على حائط قذر في منطقة فقيرة جنوب طهران حيث توجد علوة لبيع الخضار، وعادة ما ترى تحت هذه الصورة مجموعة من الحمير المربوطة والتي يستخدمها البقالون في نقل مشترياتهم من الخضار ومواد البقالة.صورة بائسة واحدة ليس في طهران فقط وإنما في كل عموم ايران.!؟
وكي نختصر المشهد.. لشدة المعاناة والشعور بالتمييز والإضطهاد الذي كنت أعانيه في إيران وبدافع التخفيف من الأذى الذي يلحق بي بأستمرار فقد فكرت مرة أن أغير هيئتي وأظفي عليها الكثير من الملامح الأوربية، وفي طهران حيث أنني أجيد اللغة الأنكليزية "حيث أكملت الدراسات العليا في أحدى جامعات بغداد" فكنت أدعي بأنني سائح بريطاني من أصول تركية، وهذه الطريقة مكنتني من معرفة الكثير عن الأيرانيين ومنها أنهم يشعرون بكثير من التواصل والتقارب مع الأوروبيين، ويجاملونهم كثيراً، وعندما كنت أسأل أحداً عن مكان ما فقد كان يجهد نفسه لأيصالي إلى المكان المقصود أو يأخذني إليه بسيارته الخاصة وقد قضى الطريق بالدردشة الناعمة عن أوربا وكيف أن الملالي قد خربوا معالم إيران التي لا تقل عنها حضارة، وأحيانا يدعوني إلى تناول الشاي في أحدى المقاهي أو التعارف على أفراد العائلة.!؟

ومن الطرائف "وهذه ظاهرة مألوفة في طهران والمدن السياحية الأخرى خاصة " فقد أستأجرت سيارة تاكسي وطلبت من السائق وبالإنكليزية طبعاً "والطهرانيون معظمهم يجيدون التحدث بالإنكليزية" أن يوصلني إلى مكان ما، فطلب مبلغاً كبيراً قائلاً أن المكان الذي أقصده بعيد جداً، فأخذ ذلك السائق يدور بي ما يقارب الساعة عرضاً وطولاً في شوارع طهران. وقد تبين لي في ما بعد أن المكان الذي أوصلني إليه لا يبعد سوى عشرة دقائق مشيا على الأقدام.!؟
مرة قال لي أحد سواق التاكسيات "بأعتباري سائحا أجنبيا": هل تعلم أنني لو كنت أملك هذه العمارات التي تراها لأعطيتها لمن يخرجني من ايران!
فقلت له: لماذا؟
فأشار بيده إلى رأسه "بطريقة تمثيلية ساخرة" ليمثل لفة العمامة وقال: "ملالي!" "لقد أصبحت إيران سجن كبير" فقلت له: لماذا أذن تخرجون في التظاهرات عندما يطلب الخامنئي ذلك ما دمتم لا تحبون هؤلاء الملالي؟!
فقال: لأنه يمثل الآن وطننا ايران، ويجب أن نظهر بلادنا قوية أمام العالم!؟
الخامنئي سيرحل يوما ما ولكن ايران ستبقى لنا!؟
فتذكرت نفسي عندما كنت في العراق أيام الحرب وأنا أتمنى دخول القوات الأيرانية إلى العراق وإحتلاله، كم كنت خائناً وكم كنت تافهاً ومهيناً.

ما أكثر خونة العراق!؟
وما أشد تفانيهم في العمل لصالح أعداءه!؟
، لقد كنت أرى الكثير من (المكاتب ) التابعة لحزب الدعوة والمجلس الأعلى التابع لمحمد باقر الحكيم ومكاتب ما يسمى مجاهدوا الثورة الإسلامية في العراق التابعة لكاظم الخالصي المعروف بأبو زينب وكذلك مكاتب منظمة العمل الإسلامي بقيادة المدعو محمد تقي المدرسي، وكل رؤساء هذه الأحزاب وقياداتها العليا هم من ذوي الأصول الإيرانية عادة بينما جميع كوادرها المسلحة والجاسوسية ممن أمتهنوا الخيانة للوطن الذي رباهم وعاشوا وتربوا على خيراته وعلى أرضه وتحت شمسه وسمائه، ناهيك عن العديد من الأقزام الذين كونوا لأنفسهم جماعات مسلحة تعمل لخدمة الإيرانيين من أمثال المدعو أبو حاتم وغيرها الكثير، بينما لا تجد في العراق ولا في غيره سوى منظمة مجاهدي خلق الإيرانية والتي لها مشروعها الإيراني الوطني المحض، وليست مرتبطة بأي هدف أو مشروع يعمل لصالح العراق أو أية دولة أجنبية غير إيران.

في كل بلد توجد بعض النقوش والنحوت والتماثيل في المدن والتي تمثل عادة جزءاً من حضارة وتأريخ ذلك البلد، وتعكس طبيعة رؤيته الفلسفية والدينية للكون والطبيعة، والعجيب في طهران فإن معظم النقوش والنحوت والنصب توحي وكأنها "تحارب السماء"، ورغم عدم معرفتي بالديانة المجوسية ومبادئها وتأريخها بشكل كبير إلا إنني كنت أرى من خلال تلك النقوش القديمة بأنها تتشابه في فكرة واحدة وهي التعالي العنصري على بقية البشر والعداء نحو السماء. إنها تقف بالضد من فكرة الإعتقاد بالله أو الإله الواحد، وهذه الرؤية والإعتقاد لا يزال مترسخاً في نفوس وعقول جميع الفرس من الشعوبيين والعنصريين، فهو ملازم لذات الشخصية الفارسية وجزء لا يتجزأ منها، وقد أنعكس كل ذلك على ما أدخله الفرس على الدين الإسلامي الحنيف من خلال مذهبيتهم الصفوية والتي تتمثل بالأفكار والمفاهيم الشركية والصرف عن فكرة التوحيد والتطاول عليها بشتى السبل، سواء من خلال ما يسمونهم الأئمة المعصومون أو في تلك الشخصية الإبتداعية الخرافية التي يسمونها الإمام المهدي المنتظر.
توجد في المدن الحديثة وفي شتى بلدان العالم بعض "الأشارات المرورية" تكتب على الشوارع باللون الأبيض مثل بيان حد السرعة أو سهم يبين أتجاه السير أو خطوط عبور المشاة...ألخ، ولكن الأمر العجيب والرهيب الذي هالني عندما رأيته هو أنهم قد كتبوا كلمة "مدرسة" في بعض شوارع طهران على أساس أنها أشارة مرورية (للتحذير) من عبور تلاميذ من تلك الأماكن، ولكنهم رسموها على شكل كلمة لفظ الجلالة {الله} وتدوسها السيارات والعربات والمارة أربع وعشرين ساعة.!؟
إن الفرس الصفويون لا يحبون كلمة لفظ الجلالة {الله} بأعتباره اله العرب الذين حاربوا دينهم المجوسي ودمروا إمبراطوريتهم ونقلوا إليهم الدين الإسلامي ، وما هذه الشعارات التي يضعونها على علم إيران وغيره إلا لخداع العرب وتضليلهم من أجل تمرير مشاريعهم العنصرية والشعوبية والتدميرية.
من أسخف السخافات أن شيعة العراق إذا سألت أحدهم: كيف يكون الخميني أو السيستاني أو الخامنئي "سيداً" والنبي {صلى الله عليه وسلم} عربي؟!
فيقول لك : أن هؤلاء "السادة" هم عرب أصلا..!؟.. ولكن أجدادهم هاجروا إلى ايران منذ مئات السنين!. والحقيقة أن الإيرانيين يرفضون تماماً مثل هذا القول ويعتبرونه إهانة قومية لهم، حيث أن العامة من الناس "وخاصة المتدينين" يعتزون بهم على أنهم فرس "ينحدرون" من نسل الإمام زين العابدين {رضي الله عنه} حيث كانت أمه إبنة كسرى الفارسي، أو أنهم "سادة" بالأحقية أو "الأعلمية" أو أنهم ولدوا في يوم الجمعة بمناسبة يكون المولود فيها "سيداً" وما إلى ذلك، أو أنهم "سادة" وحسب، وإما القول بأنهم عرباً في الأصل فهذا مما يعتبر إهانة لهم وللأيرانيين الفرس، وقد تسبب قولي مثل ذلك ذات مرة لأحد الإيرانيين بمشادة كلامية حمدت الله تعالى أن إنتهت على خير.

لا يعلم إلا الله مدى الحقد الذي تكنه صدور الفرس الشيعة تجاه الإسلام ورموز الإسلام سواء الرسول {صلى الله عليه وسلم} أو صحابته {رضي الله عنهم} أو القرآن الكريم أو القادة المسلمين ولكن بدرجات متفاوتة وأشكال مختلفة، وأشد ما يكرهون هو سيدنا عمر بن الخطاب يليه أبو بكر الصديق ومن ثم عثمان بن عفان {رضي الله تعالى عنهم أجمعين} ومن زوجات الرسول عائشة وحفصة {رضي الله عنهن}. ويقيم الأيرانيون في مدينة كاشان مزارا ومرقدا لأبي لؤلؤة المجوسي الذي قتل سيدنا عمر {رضي الله عنه} ويسمونه "بابا شجاع الدين" وينعتونه "الصحابي الجليل"، وعندما تسمع قراءة "زيارته" تشعر وكأنها من تلك "الزيارات" التي يقرأها الشيعة في مختلف المناسبات لأل البيت {رضي الله عنهم}، بل وفيها الكثير من الإسهاب والخصوصية.
يوم الجمعة هو أتعس يوم في الأسبوع بالنسبة للمجتمع في طهران، حيث يتبرم الأهالي من إغلاق العديد من الشوارع وتغيير مسارات المرور، وكثيراً ما يتأفف السواق والمارة من هذا الحدث. إن الذين يحضرون (صلاة الجمعة) والتي تقام داخل بناية جامعة طهران فأن ثمانين بالمئة منهم تقريباً هم من الشيوخ والعجائز المتقاعدين والذين تدفع لهم الحكومة رواتب تقاعدية رمزية، وإذا لم يحضروا إلى هذه (الصلاة) فإن رواتبهم ستكون عرضة للقطع أو النقصان، ويجلس أمامهم عادة في الصفوف الأولى أزلام النظام والمنتفعين من وجوده للتغطية الإعلامية. كما أن الذين يقومون بتصوير هذا الحدث هم من خبراء التصوير بحيث يعطون المشاهد عبر وسائل الإعلام إنطباعاً مموهاً على أنها صلاة "مليونية"، وقد أندهشت عندما رأيتها لأول مرة فقد كانت أبسط بكثير مما كنت أتصورها، كما أنها (صلاة) إعلامية وسياسية وليست عبادية أبداً.
لا يمكن للفارسي الصفوي أن تنسجم نفسه تماماً مع الدين الإسلامي على ما هو عليه تعاليم ومباديء من دون أن يحرف فيه أو يضيف عليه أو ينقص منه بما ينسجم مع طبيعته القومية العنصرية، ومن مظاهر ذلك التمرد والإنحراف هو هذه "التربة" التي إبتدعوها ليضعونها تحت جباههم أثناء "الصلاة"، فبغض النظر عن كونها مما يدخلونه على الدين من شركيات فإن الفرس يستنكفون أن يسجدوا لأله العرب بنفس المقدار من الطاعة والسجود على الأرض البسيطة مع المسلمين العرب، لذا فقد أابتدعوا هذه "التربة" ليرفعوا جباههم قليلا عن مستوى سجود العرب وعامة المسلمين. ومنهم من يضع عشر ترب الواحدة فوق الأخرى حسب الرغبة في الإستعلاء. وهذه هي النتيجة التي خرجت بها من فحوى العديد من المناقشات مع الأيرانيين، والحس الذي رأيتهم يحملونه نحو الإسلام عن كثب..
هذا بعض مما هو في إيران، وللحديث بقية..



المصدر: طريق الخلاص


  رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
معايشة, الحلقة, الدرداء:, السادسة, ايران.!؟, سنوات, فريدة, وتجربة


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
أبو الدرداء: وتجربة معايشة فريدة 10 سنوات في ايران.!؟ الحلقة الخامسة نور الإسلام المقالات 0 26-06-2014 11:47 AM
أبو الدرداء: وتجربة معايشة فريدة 10 سنوات في ايران.!؟ الحلقة الرابعة نور الإسلام المقالات 0 26-06-2014 11:44 AM
أبو الدرداء: وتجربة معايشة فريدة 10 سنوات في ايران.!؟ الحلقة الثالثة نور الإسلام المقالات 0 26-06-2014 11:41 AM
أبو الدرداء: وتجربة معايشة فريدة 10 سنوات في ايران.!؟ الحلقة الثانية نور الإسلام المقالات 0 26-06-2014 11:40 AM
أبو الدرداء وايران كما رأيتها.!؟ الحلقة الأولى نور الإسلام المقالات 0 26-06-2014 11:36 AM


الساعة الآن 02:45 PM
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir

1 2 3 4 5 6 7 8 9 10 11 12 13 14 15 16 17 18 19 20 21 22