صفوان الخزرجي

العودة   طريق الخلاص > إسلاميات > لماذا أسلموا؟؟

تجربة شخصية في في دراسة الأديان

26 باحثة عن الحقيقة إن هذا الكتاب ليس مجرد سيرة ذاتية، ولا هو هجوم على دين، ولكنه رصد أمين لتجربة شخصية وليست خاصة فقد يمر بها أي إنسان يحب الله،

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 10-01-2012 ~ 12:28 PM
نور الإسلام غير متواجد حالياً
افتراضي تجربة شخصية في في دراسة الأديان
  مشاركة رقم 1
 
الصورة الرمزية نور الإسلام
 
مدير عام
تاريخ التسجيل : Jan 2012


26 باحثة عن الحقيقة
إن هذا الكتاب ليس مجرد سيرة ذاتية، ولا هو هجوم على دين، ولكنه رصد أمين لتجربة شخصية وليست خاصة فقد يمر بها أي إنسان يحب الله، ويريد أن يقترب منه دون خوف أو مكابرة في الحق أو عناد ليس له معنى ..
و أنا بهذا الكتاب أريد أن أنقل للجميع تجربتي الشخصية في دراسة الأديان ، والتي انتهت بي إلى إعتناق الإسلام.
فقد درست الأديان السماوية بحياد تام، وليس الحياد الذي توخيته في بحثي يعنى البعد عن تعاليم الدين الذي تربيت عليه، ولكنه حياد مؤقت لمعرفة بقية الأديان ، والحكم لها أو عليها- بعد تصفية الذهن والعقل – بعيدا عن التشويهات والمفتريات، وفى نفس الوقت معرفة حقيقة التعاليم السماوية، ومدى مصداقيتها..أي ما عرف منها وما لم يعرف..
و كما هو معلوم فإن الحياد في البحث العلمي – لا سيما في الأديان- لا يتم إلا بعد أن يتجرد الباحث الأمين من التعصب الأعمى لمعتقده الأصلي، ويُنحَّى جانبا أية مفاهيم أو تعاليم تلقاها إلى أن ينتهي من بحثه..
فأمانة البحث تقتضى من الباحث أن يجرد عقله من أية أحكام مسبقة حتى لا يميل بأفكاره في اتجاه معين ، بل يترك العنان للدراسة المنهجية الحرة- دون قيود أو حدود- والتي تحتكم للمنطق الواعي، وتسترشد بهداية الله للبحث عن الحقيقة.. حقيقة الله ، ومعرفته حق المعرفة، والتقرب إليه بكل وسيلة ممكنة..
ذلك الإله الحق الذي لم يره أحد قط، ولكن المؤمنين به يعرفونه بعقولهم ويسمعونه بقلوبهم، ويتمنون لقائه بعد موتهم في الفردوس الأعلى..
مدخل البحث:
و أرجو قبل أن يبدأ الباحث المسيحي في القراءة أن يطرح على نفسه سؤالين محددين، الأول: لماذا يكره الإسلام والمسلمين؟
هل يظن أنهم إرهابيون، وأنهم أخذوا مكانه، واحتلوا بلاده؟
هل يعتقد أنهم ظالمون كفار لا يعرفون الله؟
هل يعتقد أن الإسلام دين أرضى متشدد لا يعرف الروحانيات؟
هل يعتقد أن الإسلام يخلو من المحبة والعلاقة الخاصة بالله؟
هل يعتقد أن بالمسلمين أرواح نجسة تحركهم؟
هل يعتقد أن رسول الإسلام قام بتأليف القرآن بمساعدة راهب مسيحي أو نتيجة عهد بينه وبين الشيطان؟
و السؤال الثاني هو : ما هو موقف المسيحي من اليهودي؟
هل يحبه و يشفق عليه على الرغم من أن أي مسيحي يعلم تماما أن اليهود يعتقدون أن بقية الجنسيات هي مجرد أمم نجسة؟
و أن اليهود وحدهم هم شعب الله المختار!
و أنهم لا يعترفون بيسوع أنه المسيح حتى وقتنا هذا بل أنهم اضطهدوه و قتلوه و قالوا عنه و عن أمه ما لا يليق !
و أنهم طردوا و عذبوا الرسل قبل و بعد المسيح!
و أنهم شتتوا المسيحيين و قتلوهم و شاركوا الوثنيين في قتلهم و تعذيبهم!
أم إن المسيحي يكره اليهودي لأنه يعرف كل ما سبق؟
و أخيرا وليس اَخرا فليسأل الباحث المسيحي نفسه هل توجد أديان أخرى تعرف الله، ولها أنبياء، وكتب لا يعرف أحد عنها شيء؟ أم أن اليهود ومن بعدهم المسيحيين هو شعب الله المختار!!
ليست كل المعارف حقائق:
حاول أخي القارئ أن تفكر بعقلك وتستشعر بقلبك ، لا أن تستفز، وتلقى بهذه الوريقات حتى لا يضعف إيمانك، ويدخل الشك في قلبك، لأن الإيمان المدعم بالفهم والمنطق هو أقوى الإيمان، لا تستطيع أية أفكار غريبة أن تهزه مهما كانت قوية أو مؤثره، والتفكير بالعقل لا يتنافى أبدا مع الإيمان بالقلب ،فسيدنا إبراهيم عليه السلام قد فكر بعقله في خالق الكون ثم اَمن به بكل كيانه وصدقه ووثق به حتى أنه قدم إليه ابنه ذبيحة.
أما تكذيب أية معلومات مخالفة للتعاليم التي تربى عليها الإنسان دون أن يفكر أو يحاول أن يتأكد هل هي حقيقة أم لا فهذا ليس من الإيمان، ولكنه الخوف واللامبالاة..
و لتبحث كما بحثت عن معرفة الحقيقة المجردة دون زيف أو رياء، إذ ليس كل ما تعلمناه ونعرفه حقيقي وليس كل ما لم نتعلمه ولم نعرفه غير حقيقي .
اتهام ظالم:
وقبل أن أبدأ القصة .. قصة بحثي عن الحقيقة، أقول لكل من إتهمنى بأنني اتجهت إلى التفكير في الإسلام لأي أغراض دنيوية، كأن أكون غير سعيدة فى حياتي !! أو لأنني أحببت شخص أخر غير زوجي!! أو أنني مريضة نفسيا !! أو ضعيفة الشخصية، سهلة الانقياد!! أو أنها مجرد نزوة إيمانية أوحى لي بها الشيطان عن طريق أشخاص أو كتب مضللة!! أو إنها حرية تمتعت بها وأسأت استغلالها ..
هذه الاتهامات التي طالما كنت أسمعها في الماضي عن أي شخص يسمى مرتدا عن دينه حتى لا تقع الكنيسة في سلسلة مناظرات تظهر بسهوله شديدة ضعف العقيدة المسيحية، ومدى السيطرة التي تمارسها على عقول المسيحيين لمنعهم من التفكير في الله الحق بإدعاءات العقل المحدود والله الغير محدود، وأن الدين هو الإيمان فقط ولا يجب أن نبحث بالعقل ونفلسف الأمور، بل يجب أن يكون في بساطة إيمان الأطفال أي التصديق بكل ما يقال لنا حتى لو كان مخالفا للعقل.
لأننا كما نؤمن بوجود الله ونحن لم نره نؤمن أيضا بكل ما يقال لنا حتى لو كان غير مقنع لعقولنا.
و أنه من المستحيل ألا يكون قد فكر من سبقونا من العلماء الدينيين والآباء الأولين فيما نفكر فيه الآن، بل أنهم بحثوا ومحصوا جيدا حتى توصلوا إلى وضع العقيدة الحالية،بل أنهم تعذبوا وقتلوا في سبيل الحفاظ على ما تسلموه من الرسل كما هو معروف، وبالتالي فإنها بلا شك سليمة مائة بالمائة.
و بداهة كنت أتوقع أن تطاردني الإشاعات ولكن ليس لدرجة تلويث الشرف والسمعة بالباطل ممن يدعون برجال الدين!!
أقول ولأخر مرة أنني بريئة -أمام الله وكفى – من هذه الاتهامات وأنني مجرد إنسانة محبة لله خائفة من حسابه، باحثة عن الحقيقة، وهذا ما سوف أتحدث عنه مع أي شخص يريد أن يتناقش في الدين .. وأنني لم أتجه إلى إعتناق الدين الإسلامي إلا بعد أن تأكدت أنه دين الله المقبول لديه.
و أنا أتحدى بعلمي ودراستي ، وإيماني بالله كل من يشكك في هذا الإيمان.. وهذا العلم .. وهذه المعلومات التاريخية والعقلية والإيمانية ، وهذا التحدي ليس لإثبات إيماني الشخصي فقط ولكن لكي يهدى الله من يشاء.
عقيدة الأمس:
لقد كنت في الماضي القريب مسيحية أكاد أكون متعصبة ، لا أسمح لأحد أن يتكلم أمامي بكلام جارح للدين أو لشخص المسيح، حتى أنني كنت أرفض قراءة أي كتاب فيه نقد للمسيحية أو للمسيحيين ،حتى التناقضات الموجودة بين الأناجيل وكيفية تجميعها لم أكن أحب أن أخوض في تفاصيلها حتى لا أُستفز أو أُثار عصبيا، وكنت أشعر من خلال تعليمي الديني ومعتقدي الشخصي أن الإيمان الموجود في داخلي أقوى من أي قوة في الوجود !! حتى من الأناجيل نفسها!!
فمهما وجدت اختلافات في الأناجيل أو صراعات في الكنائس بين القساوسة والطوائف أو حتى تغيير في المعاني والترجمات والتعاليم.
فهذا كله لا يساوى شيء بالنسبة لي لأنني واثقة من أن الله قد حفظ العقيدة الصحيحة على مر العصور. وكنت على يقين بأن لكل شيء إجابة مقنعة تماما ومهما حاول الآخرون تشويه الإنجيل الذي أثق في عصمته أكثر من ثقتي بأنني على قيد الحياة، فهذا لن يجدي معي فأنا واثقة مؤمنه ، أعيش حياه روحية أرضاها تماما مع الله، ومهما كان التشويه والتحريف الذي يحاول هدم الدين المسيحي فأنا محصنة تماما من الروح القدس الموجود في داخلي والذي يجعلني أثق وأؤمن بالمسيح يسوع الذي افتداني وخلصني من الموت و(الخطية) وانتشلني من ظلمات الجحيم وفتح لي أبواب السماء فأهم شيء هو الإيمان كما كتب بولس في رسالته "وأما الإيمان فهو الثقة بما يرجى والإيقان بأمور لا ترى."(عبرانيين 1:11)
فكيف أشك في المسيح ؟ كيف لا أثق بمن سفك دمه من أجلى؟ والله في كل عصر يظهر معجزاته على أيدي قديسيه ومن أمثلتهم في عصرنا الحديث البابا كيرلس (هو بطريرك الأقباط الأورثوذوكس وهو السابق مباشرة للبطريرك الحالي وكان مشهورا بقداسته وقدراته في عمل المعجزات) وقد رآه كل الناس وجرت على يديه معجزات لا حصر لها وكانت لديه شفافية عاليه في معرفة ما الذي يريد أي أحد أن يقوله دون أن ينطق.
و العذراء تظهر بين الحين والأخر وتجرى معجزات من هذه الظهورات حتى لبعض المسلمين وباعترافهم.
حياتي الروحية :
كانت حياتي الروحية التي أعيشها مع المسيح تجعلني أثق أكثر وأكثر.. أثق في ديني.. أثق في عقيدتي.. أثق في عصمة الإنجيل..
فقد عشت حياتي أذهب إلى مدارس الأحد وأستمع إلى كل ما يقال وأثق به ، وكنت أذهب إلى المؤتمرات والاجتماعات الروحية لكي أتلقى منها تعليمي الصحيح الذي يجعلني أنمو في النعمة أكثر وأكثر وأقترب من المسيح أكثر وأرتبط بالكنيسة وبمحبة الله ومعرفته المعرفة الصحيحة.
و لشدة محبتي لله كنت أقضى وقت خلوتي يوميا في مناجاة مع الله ما بين صلاه وقراءة في الكتاب المقدس وقراءة في الكتب الروحية ، فكان يقيني يزداد كل يوم بالمسيح، ومحبته تكبر في داخلي ، وحصن الإيمان المسيحي يعلو ويزداد ويترسخ.
تحذيرات الكنيسة :
ولشدة خوف الكنيسة على أبنائها من الشباب فدائما ما كانت تحذرنا من التحدث عن العقيدة المسيحية مع غير المسيحيين لأنها عقيدة تستعصي على الفهم، فلا يستطيع أي شخص فهمها إلا إذا كان الروح القدس في داخله كما أكد ذلك الرسول بولس في رسالته .
" لذلك أعرفكم أن ليس أحد وهو يتكلم بروح الله يقول يسوع اناثيما. وليس أحد يقدر أن يقول يسوع رب إلا بالروح القدس".(1كورونثوس3:12)
و عندما كنت أسأل ماذا أفعل إذا سألني أي أحد في أي شيء عن المسيحية ؟ الم يقل المسيح من لم يجمع معي فهو يفرق ؟ ألا يريد الله لجميع الناس أن يخلصون وإلى معرفة الحق يقبلون؟ أليس من الواجب علىّ كمسيحية أن أرشدهم إلى المسيح حتى ينعموا مثلى بنعمة الإيمان ويشاركونني فرحتي عندما أدخل الملكوت؟
فكانت الإجابة التي أتلقاها دائما هي إنني غير مؤهلة لهذه المهمة.. مهمة التحدث عن ديني مع غير المسيحيين، فالله – في زعم الكنيسة- يختار من بين المؤمنين من هو أهل للتبشير، فمواهب الروح القدس توزع على المؤمنين كل حسب مقدرته فنجد من يعظ ومن يبشر ومن يتكلم بألسنة ومن يخرج شياطين كما قال القديس بولس الرسول في رسالته:
"ولكنه لكل واحد يعطى إظهار الروح للمنفعة. فانه لواحد يعطى بالروح كلام حكمة.ولآخر كلام علم بحسب الروح الواحد. ولآخر عمل قوات ولآخر نبوة ولآخر تمييز الأرواح.ولآخر أنواع ألسنة.ولآخر ترجمة ألسنة."(1كورونثوس 12 : 7-10)
و هذه السلسلة المتكاملة تبنى في النهاية جسد المسيح.
فإذا لم أكن مبشرة بالمسيحية فيمكنني أن أبنى نفسي حتى أنشئ أجيال من بعدى تعتنق العقيدة الصحيحة التي طالما حورِبَت، ولكنها ظلت صامدة على مر العصور.
و ليست موهبة الوعظ والإرشاد هي فقط مؤهلات الواعظ والمبشر، ولكن يجب أن يكون دارسا لعلم مقارنة الأديان واللاهوت المسيحي، والفقه والشريعة الإسلامية ،حتى يستطيع الدخول في مثل تلك المناقشات، أما من هم مثلى فلا ينبغي لهم التعرض لها من قريب أو بعيد فتلك الأحاديث تسمى مناقشات غبية يجب أن أبتعد عنها تماما كما قال بولس الرسول: "والمباحثات الغبية والسخيفة اجتنبها عالما إنها تولّد خصومات".(2تيموثاوس:23:2)
و كنت دائما أسمع أنني لن أستطيع إقناع أحد من خلال مناقشتي معه، هذا من ناحية ، ومن ناحية أخرى فمن الممكن أن أتذبذب في إيماني نتيجة للنقاش. كما كان يأتيني التحذير بعدم مصادقة غير المسيحيين حتى لا أتعلم منهم تعاليم غريبة عن الدين المسيحي فهم يعيشون بالثواب والعقاب وليس لديهم حياه روحية حقيقية مع الله (هذا ما كنت أسمعه عن المسلمين) وهم لا يعرفون شيئا عن المسيح ولا محبة الله للبشر وتضحيته من أجلنا، لا يعرفون سوى الله المنتقم الجبار، حتى صلاتهم تكون إجبارية ديناميكية ليست بها روح ولا حياه يرددون فيها كلمات مكررة حتى لا يعاقبهم الله ، ونحن كمسيحيين لا نعترف بالفرض ولا الثواب والعقاب ولا الحلال والحرام ولكننا بسبب محبتنا الشديدة لله نبتعد عن (الخطية) كما قال بولس الرسول في رسالته: " كل الأشياء تحل لي لكن ليس كل الأشياء توافق.كل الأشياء تحل لي لكن لا يتسلط علي شيء."(1كورنثوس 12:6)
"كل الأشياء تحل لي لكن ليس كل الأشياء توافق.كل الأشياء تحل لي ولكن ليس كل الأشياء تبني."(1كورنثوس 23:10)
و بالتالي فإننا نرتفع فوق مستوى الثواب والعقاب فلا تحسب الحسنات والسيئات بالميزان ولكن الله الرحيم المحب يغفر لنا كل الذنوب بدم المسيح عندما نرجع إليه نادمين تائبين ونثق بأننا بعد الموت سوف نكون في السماء مع المسيح (فادينا).
و هذا ما يعتقده كل مسيحي متدين، فالله قد وضع الشريعة للإنسان في العهد القديم لأن في هذه المرحلة كان الإنسان كالطفل يجب أن يعرف ما يفعله وما لا يفعله.و لكن بعد مجيء المسيح ارتفع الإنسان روحيا فأصبح يستطيع بنفسه معرفة ما يليق وما لا يليق تماما مثلما يكبر
الطفل ويصبح مسئولا عن تصرفاته.
الإسلام والإنسان :
و لكن الإسلام قد أنزل درجة الإنسان بأن أعطى شريعة مرة ثانية.
فنحن المسيحيين مسئولين تماما- بقامتنا الروحية العالية التي أعطاها لنا الله- عن تصرفاتنا بدون ناموس وبدون شريعة، لأن ناموس الله في داخلنا ، وهذا هو العهد الجديد الذي قطعه معنا الله كما كتب أرمياء في نبوته:
"بل هذا هو العهد الذي أقطعه مع بيت إسرائيل بعد تلك الأيام يقول الرب.اجعل شريعتي في داخلهم واكتبها على قلوبهم وأكون لهم إلها وهم يكونون لي شعبا." (أرميا 33:31).
و هذا ما يسمو بالإنسان عاليا، فلا يمكن بأي حال من الأحوال أن يدخل الشك إلى قلوبنا مهما حدث ومهما قيل، فنحن نعرف الله حق المعرفة وخلاصة المسيحية: "الله محبـــة" فالإنجيل يحصننا تماما من ألاعيب الشيطان وقد أوضح بولس الرسول هذا في رسالته:
"ولكن إن بشرناكم نحن أو ملاك من السماء بغير ما بشرناكم فليكن اناثيما." (غلاطية 8:1)
حتى امتحان الأرواح قد وضع له شرط أساسي حتى يفهم ضعاف النفوس ونجد ذلك واضحا في رسالة يوحنا الرسول:
" أيها الأحباء لا تصدقوا كل روح بل امتحنوا الأرواح هل هي من الله لان أنبياء كذبة كثيرين قد خرجوا إلى العالم. بهذا تعرفون روح الله.كل روح يعترف بيسوع المسيح أنه قد جاء في الجسد فهو من الله. وكل روح لا يعترف بيسوع المسيح أنه قد جاء في الجسد فليس من الله.وهذا هو روح ضد المسيح الذي سمعتم انه يأتي والآن هو في العالم.(1يوحنا 1:4-3)
و المسيح بعد أن خلصنا من الشيطان والموت لا يمكن أن ننكره لأنه قال في إنجيل متى :
" ولكن من ينكرني قدام الناس أنكره أنا أيضا قدام أبي الذي في السموات"(متى 33:10)
و أنا كمسيحية أريد الخلاص وأريد الحياة الأبدية لأعيش كملائكة السماء، وأنا موقنة بأنني على حق، وأن المسلمين لا يعرفون شيئا عن الله ..فأنا أشفق عليهم ولكنني لن استطيع أن أفعل شيئا من اجلهم لأنني غير مؤهلة، فلا يجب أن أخسر آخرتي بأي حال من الأحوال، وكل ما أستطيع فعله الآن هو الصلاة من أجلهم فقط ليس أكثر عملا بما جاء في الإنجيل:
" إن كانوا لا يسمعون من موسى والأنبياء ولا أن قام واحد من الأموات يصدقون"(لوقا1:16)
فلا أمل لهم في معرفة الحقيقة ما داموا لا يسعون بأنفسهم للبحث والتفكير..فالإنجيل في متناول الأيدي يباع في كثير من المكتبات يمكنهم شراءه وقراءته، كما يمكنهم أن يذهبوا إلى الكنائس ليسمعوا (الوعظات) والصلوات، ولن يمنعهم أحد، علاوة على ما يرونه بأنفسهم من المعجزات العظيمة التي تجرى على أيدي القديسين المسيحيين ، ويرون الظهورات الكثيرة للعذراء، ويسمعون عن النور الذي يظهر كل عام عند القبر المقدس، ويسمعون عن معجزة الكفن المقدس.. كذلك يمكنهم أن يفكروا بعقلهم في كيفية دخول الملكوت، ونحن أمامهم مثالا حيا، فهم يرون المسيحيين ودعاء متواضعين، أفلا يجب أن يسألوا أنفسهم من أين جاءت روح الوداعة والهدوء؟
و كنت واثقة من أنه لو حاول أيا منهم قراءة الإنجيل مجرد قراءة سيجد محبة الله ورحمته وعدله .. بدلا من أن يعيش حياته فقط لتلقى الأوامر دون أن يشعر بحرية مجد أولاد الله..
و مهما كنت أحب الله فأنا كبشر ضعيفة جدا ولذلك فعدم كلامي معهم يجعلني أنجو بنفسي من مصير غير مأمون لأن (الخطية) كل قتلاها أقوياء:
" لأنها طرحت كثيرين جرحى وكل قتلاها أقوياء." (أمثال 26:7)
لذلك فالابتعاد أفضل، وعدم الخوض في مناقشات أكثر أمانا، خاصة وأنني مطمئنة جدا لمن أتبعهم من القديسين والرسل والشهداء والمعترفين والصديقين ..فكل هؤلاء لا يمكن أن يكونوا على طريق خطأ ، هذا غير أجدادي وآبائي ، الُمثُل العليا بالنسبة لي ، فأنا واثقة في ديني، لا يتزعزع إيماني، فالصرح العالي لا يمكن إلا أن يكون راسخ القواعد مهما حاول أي إنسان النيل منه أو تشويه حقيقته أمامي، ومهما رأيت من يتحولون عن الدين المسيحي من حولي وإن كانوا أقوياء حتى لو كان البطريرك نفسه (البطريرك هو أعلى درجة في رئاسات الكنيسة) و لا أمتلك سوى الإشفاق عليهم من سوء مصيرهم، وكما تعلمت فانه لا يمكن أن يكون سبب تحولهم عن الدين المسيحي إلى الإسلام خطأ الأول وصحة الثاني .. ولكنها حتما أسباب شخصية أوعاطفية أو مادية أو هروب من شيء ما، حتى لو كان من ترك المسيح شخصية بارزة في الدين المسيحي ، فان هذا يرجع إلى أن الشيطان يضل الأقوياء، وقد أضل هؤلاء الأشخاص بحيله الكثيرة، وهذا ما يجعلني أبعد أكثر وأكثر، فإذا كان الشيطان ينتصر على الأقوياء فماذا أفعل حياله أنا الضعيفة مع يقينى بأنه سوف يضل كثيرين في آخر الأيام كما جاء في إنجيل متى:
"لأنه سيقوم مسحاء كذبة وأنبياء كذبة ويعطون آيات عظيمة وعجائب حتى يضلوا لو أمكن المختارين أيضا." (متى 24:24)
فلن أصدق أية معجزات أو آيات تحدث أمامي من غير المسيحيين، وأغلقت عقلي وقلبي على ما تعلمته حتى أكسب أبديتي عملا بما جاء في الإنجيل:
" الذي يصبر إلى المنتهى فهذا يخلص." (متى 22:10)
ما كنت أعتقده..
و كنت على استعداد دائما أن أتحمل أية اضطهادات وأية مشاكل تقابلني بسبب مسيحيتي-غير عابئة بها- لأنني أحب الله كثيرا وأقدر له تماما ما فعله من أجلى، ولكي أكون مستحقة لحمل هذا الاسم الكريم وحمل الصليب الذي يُحيى ويُخرج من الجحيم. وأنا مؤمنة بالمسيح وبالفداء حتى لو لم أرى أية معجزة فالإيقان يزداد يوما بعد يوما ويترسخ أكثر وأكثر.
فمهما حاول الآخرون الهجوم على المسيحية أو تشويهها من قريب أو بعيد فهذا يجعلني أحب المسيحية أكثر وأكره من يهاجم أكثر وأكثر و مهما اشتدت قوة الهجوم فلن تضر العقيدة شيء لأن " أبواب الجحيم لن تقوى عليها" ، فالمسيحيون في العالم أجمع يؤمنون بالتثليث وإلوهية المسيح (هذا ما كنت أعتقده لأنه توجد طائفة للموحدين لها أناجيل مختلفة بها حياة المسيح وتعاليمه مثل الأبيونيين لهم إنجيل متى مختلف عما بين أيدينا الآن )
كذلك كنت أعتقد أن تناقضات الأناجيل ما هي إلا فروق في الترجمة ..و كنت أعتقد أن الاختلافات بين الطوائف المسيحية دليلا على صحة الإنجيل باعتبارها اختلافات على تفسيره لا على صحته.. وكنت مؤمنة بالمسيح والفداء حتى لو لم أرى أية معجزة فإن كنت أؤمن بالله الذي لم أره فلماذا لا أؤمن بابن الله والفداء إذا كان هذا الإيمان سيدخلني الملكوت؟ والقصة بالنسبة لي منطقية جدا ومعقولة يقبلها عقلي، فالشيطان بعد أن سقط، حسد الإنسان لاختصاصه بحب الله فقرر أن يوقعه في الخطيئة فأغواه بالعصيان وبالتالي أصبح من حق الشيطان أن يقبض على أرواح كل البشر بسبب الخطيئة التي ورثوها من أبيهم الأول آدم والدليل على هذا الميراث هو الجسد المادي الذي نعيش به الآن ووجودنا على أرض الأوجاع فلو كان آدم لم يخطئ كنا الآن في الجنة!!
و كان لابد أن يدفع آدم ثمن خطيئته وهى الموت لأن هذا هو حكم الله العادل كما جاء في التوراة:
"وأما شجرة معرفة الخير والشر فلا تأكل منها.لأنك يوم تأكل منها موتا تموت"(تكوين 17:2)
فكان العدل الإلهي يحتم موت آدم ،و لكن الله رحم الإنسان من هذا المصير فارتضى أن يسفك دم ابنه على الصليب ليفتدى به الإنسان!!
ألا يستحق هذا الحدث التبجيل والتعظيم، فإذا لم يفتدى الله الإنسان فكيف كنا سنعود إلى طبيعتنا الأولى التي خلقنا الله عليها؟
و مما لا شك فيه فإن الله يستطيع أن يغفر بكلمه ولكن أين يذهب العدل؟ ألا يجب أن يأخذ العدل مجراه أولا ثم تأتى الرحمة بعد ذلك؟
و كان الله يهيئ الإنسان لتلك الخطوة-الصلب والفداء- برموز كثيرة في العهد القديم (التوراة) مثل فداء ابن إبراهيم، وخروف الفصح ،و الذبائح التي شرعها لشعب إسرائيل فداء عن الخطايا التي يرتكبوها، كل هذا يقبله عقل من يريد أن يفهم.
و هذا يعرفه المسلمون ، فلماذا لا يؤمنون ؟ فإذا كانوا يريدون أن يتكلموا بلغة العقل.. فها هي كل الأحداث تصل بنا إلى المسيح.. فهم مصرون للأسف أن يتبعوا رسولا لا يعترف بلاهوت المسيح علاوة على أنه يريد هدم الدين المسيحي بنقله القرآن عن الراهب بحيرى (في رحلة النبي الأولى مع عمه أبى طالب التقى بالراهب بحيرى في جنوب الشام و كل ما كان بينهما أن تعرف الراهب على علامات النبوة و بشر عمه بذلك) لترسيخ فكرة معينه ،و يقال انه قتله قبل الهجرة حتى لا ينكشف أمره.
هذا غير القصص التي تحكى أنه حرم الخمر والخنزير لأنه شرب في يوم خمرا حتى سكر فجاء خنزير وضربه فبعد أن أفاق من خمره حرم الخمر والخنزير، هذا غير زيجاته المتعددة ومن ضمنها زواجه من زوجة ابنه التي أعجبه جمالها فطلقها منه وتزوجها هو!!
و زواجه من فتاه في التاسعة من عمرها وغير ذلك من الاتهامات التي لا تليق بنبي الله.
و كنت لا استطيع فهم المسلمين كيف يتركون النور ويمشون في الظلام ؟ وكنت كل يوم ألهج بالشكر إلى الله لكوني مسيحية. و كنت أتقلب في إحساسي بالمسلمين ما بين الكره والشفقة..و كان يشتد فرحى عندما يطلب منى أحدهم أن أهدى له الكتاب المقدس ليطّلِع عليه، وكنت أتصور أنه بمجرد قراءته سيعرف الحقيقة.. وسينفى الافتراءات التي تقال عن كفر المسيحيين وتحريف الإنجيل، ولكنني تعجبت أشد العجب من تمسكهم بالمعلومات التي تربوا عليها، فكنت أشعر بالغيظ منهم لأن طريقتهم في تفسير الإنجيل تتسم بالغرابة، فهم لا يعترفون أن المسيح قال عن نفسه أنه الله.. كيف هذا والإنجيل كله -كما تعلمت في الكنيسة- يتحدث عن إلوهية المسيح وعن التثليث؟ ألم يقل من رآني فقد رأى الآب. وقال أيضا أنا في الآب والآب في؟ كيف يقولون الآن أنه لا توجد آيات صريحة تتحدث عن الإلوهية والتثليث خاصة أنها أساس العقيدة المسيحية؟
ألم يقرؤوا في الإنجيل "فان الذين يشهدون في السماء هم ثلاثة الآب والكلمة والروح القدس وهؤلاء الثلاثة هم واحد." ( 1يو 7:5)
ألا يكفى هذا للاعتراف بالثالوث. كذلك عندما أوصى المسيح تلاميذه بأن يعمدوا باسم الآب والابن والروح القدس " فاذهبوا وتلمذوا جميع الأمم وعمدوهم باسم الآب والابن والروح القدس."(متى 19:28)
هذا غير ظهور الثالوث جهرا عند عماد السيد المسيح من يوحنا المعمدان في نهر الأردن واعتراف الآب بأن هذا هو الابن الحبيب " وصوت من السموات قائلا هذا هو ابني الحبيب الذي به سررت"(متى 17:3) وظهور الروح القدس على شكل حمامة مستقرا على المسيح.
ألم يقرؤوا في العهد القديم أن الله يتكلم بصيغة الجمع وهى ليست صيغة احترام كما في اللغة العربية لأن اللغة التي كتب بها الإنجيل ليس لها هذه الخاصية وأن الله لم يكن يتحدث عن الملائكة بل عن نفسه وعن الابن وعن الروح القدس.
إن عقول هؤلاء المسلمين لا تستطيع استيعاب أن الله يحبنا لدرجة أنه يشرح لنا كينونته لأننا أولاده ولم نعد بعد عبيد وأكثر من ذلك أنهم يتهمون العقيدة المسيحية بأنها قد تغيرت منذ وجود المسيح على الأرض وصعوده إلى السماء مرورا بظهور بولس الرسول ثم في مجمع نيقية ثم بقية المجامع ،حتى وصلت إلى شكلها الحالي الذي نعرفه الآن!
لم يمثل هذا عندي سوى مزيد من الافتراءات لأناس يكرهون المسيح والمسيحيين.فقررت التوقف عن محاولة استمالتي لمثل هذه المناقشات.
و لكنني بيني وبين نفسي كنت أشعر بأنني مدفوعة للرد عليهم بعد أن أدرس بتعمق وأظهر لهم كيف هم مخدوعون.
بدايـة رحلـة البحـث :
فبدأت في قراءة كتب الداعية الإسلامي المعروف "أحمد ديدات" (هو داعية إسلامي ذو نشاط
ضخم في مجال الدعوة إلى الإسلام في جميع أنحاء العالم اشتهر بمناظراته مع علماء الدين المسيحي. موطنه الأصلي جمهورية جنوب أفريقيا) للرد على افتراءاته ، ولكنني للأسف لم أستطع –وحدي- الرد على جميع الأسئلة التي طرحها في كتبه العديدة التي هاجم فيها المسيحية. فكان من البديهي أن أذهب لأهل التخصص، فاستعنت أولا بكتب مسيحية متخصصة في هذا المجال، وكنت أتوقع أن أجد الإجابات التي تنفى هذه الإدعاءات وان تكون الاختلافات مجرد اختلافات شكلية في الترجمات أو حتى اختلافات منهجية في التفاسير، ولكن حدث ما لم أكن أتوقعه أو أن يخطر لي على بال، وجدت في مضمون هذه الإجابات اعتراف صريح وواضح من الكتاب المسيحيين بهذه التناقضات وقد أطلقوا عليها "صعوبات الكتاب المقدس" ، فوقعت في حيرة من أمري ورحت أسأل نفسي أين الحقيقة؟!
و كرد فعل طبيعي بدأت أقرأ الكتب التي تتحدث عن استحالة تحريف الكتاب المقدس، وهذه الكتب كانت تثبت أن جميع النسخ الموجودة حاليا متماثلة وصحيحة وأنه من المستحيل أن تكون جميع النسخ من القرن الأول محرفة حتى وان كانت النسخة الأصلية مفقودة!!
فهدأ قلبي قليلا وتماسكت في مواجهة ما قيل وما يقال عن تناقضات وتحريفات الأناجيل.
ثم عاودت قراءة الإنجيل بمزيد من التركيز في محاولة للبحث عن الكلام الذي كان الرسل يلقونه لإقناع اليهود بالمسيحية، فلم أجد سوى (وعظة) بطرس الموجودة في أعمال الرسل و(وعظة) أخرى لبولس ، ثم الرسائل ، وحاولت قراءتها عدة مرات للاستفادة من طريقة الرسل في التبشير ، ولكن للأسف لم يكن كلامهم قوى لدرجة الإقناع بإلوهية المسيح كما لم يتحدثوا عن التثليث.
و قرأت عن علماء المسيحية مثل أوريجانوس ولكن وجدت ما أدهشني حقا وهو أن له آراء فلسفية تضاهى أفكار الفلاسفة الوثنيين في عصره مثل أفلاطون و أرسطو.
ثم بدأت في قراءة تاريخ الكنيسة وتوقفت كثيرا أمام كيفية تجميع الأناجيل أي الطريقة التي أتبعت لاختيار ما يصلح منها وما لا يصلح!! فذهلت حين عرفت أنه كان هناك عدد كبير من الأناجيل أختير منهم أربعة فقط هي التي بين يدينا الآن واستبعدت باقي الأناجيل الأخرى!!
و قد تم هذا الاختيار باعتبار أنها (أي الأناجيل الأربعة المشهورة متى،مرقص،لوقا،يوحنا) مكتوبة بوحي من الروح القدس والأحداث بينها متقاربة مع خلوها من الأخطاء التاريخية والجغرافية وليس بينها اختلافات كثيرة!!
و قد خضع هذا الاختيار والتحديد طبقا لما رآه الآباء الأوائل (من الذين عاصروا الجيل الذي شهد المسيح و من تلاهم في العصور الأولى للمسيحية)، و في هذه الفترة حدث انقسام بين الآباء فبعضهم أقر الحذف والتحديد وبعضهم اعترض على الحذف وتحديد هذه الأناجيل الأربعة فقط واشتد الخلاف واستمر قائما فترات طويلة جدا حتى بدأوا في عقد المجامع المسكونية وبدأوا في محاولة الاتفاق على قوانين وتشريعات تسرى على جميع المسيحيين مرة بالقوة ومرة بالسياسة.
و من الثابت تاريخيا أن العقائد المسيحية الحالية قد أقرت رسميا في العالم بأسره بمساندة الرومان أيام القيصر الروماني قسطنطين سنة 325م عندما أمر بعقد مجمع نيقية لفض الخلاف الذي قام بين الكنائس نتيجة لآراء أريوس (هو قس سكندري أنكر لاهوت المسيح و ذلك في مجمع نيقية مما أدى إلى نفيه بعد صدور قرارات هذا المجمع المسكوني الأول عام 325م و قد مات بصورة مفاجئة و غامضة عام 336م).
و قد أعترف علماء الدين المسيحي قديما وحديثا بأن الكنيسة العامة كانت منذ عهد الرسل وحتى عام 325م بغير كتاب معتمد (أي إنجيل محدد) وكان لكل فرقة من الناس كتابها الخاص بها!! اى لكل فرقة إنجيل تتعلق به ولا تعتمد على غيره.
و هذا ما يؤكد الدعوى القائلة بأن الأناجيل الأربعة التي يضمها حاليا العهد الجديد ليست الأناجيل الوحيدة التي دونت في القرون الأولى بعد الميلاد، بل كان هناك عشرات الأناجيل رفضتها الكنيسة جميعا وقالت عنها إنها غير قانونية (الأبوكريفا) ومن أمثلة هذه الأناجيل: إنجيل توما، إنجيل بطرس، إنجيل مريم، إنجيل المصريين، إنجيل يعقوب، إنجيل يهوذا، إنجيل التذكرة، إنجيل طفولة المسيح....الخ
و بعد أن عرفت هذا الجانب الذي أحزنني من تاريخ المسيحية قررت عدم الاستمرار في مثل هذه القراءات التي أذهلتني للوهلة الأولى كي لا تؤثر على عقيدتي فيهتز إيماني .
بـذور الشــك:
في هذه الفترة تعرفت من خلال عملي على سيدة أمريكية تتبوأ مركزا مرموقا في إحدى الشركات الأجنبية العالمية ، وقد انتقلت منذ زمن قريب إلى فرع الشركة بالقاهرة ،بعد أن عاشت طوال حياتها في أمريكا وكثير من الدول الأوربية.و كانت هذه هي المرة الأولى بالنسبة لها التي تتعامل فيها مع مسلمين في دولة إسلامية، وكان لديها نفس المفهوم الأوربي عن إرهاب
المسلمين ووحشية العرب وتخلفهم وجهلهم!!
وكانت هذه السيدة متدينة جدا كما كانت تخدم في الكنيسة الإنجيلية الأمريكية.
و بعد مضى فترة قصيرة على إقامتها وسط المجتمع الإسلامي المصري –و على حد قولها- لم تجد ما يشوب هذا المجتمع من مظاهر الوحشية والإرهاب التي سمعت عنها من قبل، بل وجدت أناسا ودعاء طبيعيين يقيمون الصلاة في أوقاتها ويقفون بخشوع أمام الله، يخافون الله ويحبونه ويتمنون رضاه ، فتعجبت أشد العجب منهم وفى نفس الوقت تملكها الإعجاب بهم.. ولذلك كانت تحاول بشكل دائم ومستمر أن تقترب من هؤلاء المسلمين لتتعرف على ما يدور في رؤوسهم من أفكار.
و كنت أنا بالنسبة لها أمثل الجانب المسيحي المصري الذي سمعت عنه أيضا أنه مجتمع جاهل، مغلق، مهرطق ومتعصب ، لا يفتح باب المناقشة مع أحد ، يتمسك برأيه وهو لا يعلم إن كان خطأ أو صواب!!
و لكنني رغم كل هذا استطعت أن أكسب ثقتها بفضل أسلوب تعاملي المستنير معها حتى أمحي لديها هذه الأفكار وأحولها إلى احترام وثقة.
و كنا نتناقش سويا بشكل دائم في الأمور السياسية والدينية في محاولة لتقريب وجهات النظر وكشف الجوانب الخفية بين طرفينا..
و كان طبيعيا أن يتطرق الحديث بيننا إلى المفهوم المسيحي عن الدين الإسلامي، لأنها لم تكن تعرف اى شيء عن الثقافة أو التاريخ الإسلامي وبما أنني أعيش كمسيحية في مجتمع إسلامي فقد تحدثت معها عما أعرفه عنهم وكنت أحاول أن أكون عادلة ومحايدة ولكنني لم أستطع إخفاء الكره المسيحي الشرقي الكامن فئ داخلي ناحية دين الإسلام ورسوله معا..
مناظرة بين قس وأزهري :
و نظرا لما كانت تتمتع به هذه السيدة الأمريكية من ولع بالبحث وتقصى الحقائق، استطاعت بمحاولاتها العديدة أن تستفز زملائها المسلمين بكلمات قليلة كانت تلقيها إليهم من حين لآخر
حتى تعرف ما بداخلهم ناحية المسيحيين الغربيين والشرقيين على السواء ..و شاءت الأقدار أن تلتقي ذات مرة بأحد الدعاة المسلمين وكان يعمل معها في الشركة..
و قد ألجمتها الدهشة حين تناقشت معه ووجدته على قدر عال من الثقافة والوعي وكان يتحدث إليها بأسلوب مهذب يعكس وداعته ورحابة صدره في تواضع صادق وأدب جم..
و نتيجة لما دار بينهما من نقاش وقفت صديقتي على الاتهامات الموجهة من المسلمين ضد الدين المسيحي، قررت مواجهتها والرد عليها..
فبدأت في دراسة الكتب التي تهاجم الدين المسيحي وكذلك الكتب التي ترد عليها والتي تم وضعها من قبل الكنائس المختلفة .. وكانت تتناقش معي فيما تقرأه، وعندما فشلت معها في إيجاد الإجابات المقنعة بالنسبة لها قررت أن تذهب إلى قسيس الكنيسة التي تحضر فيها لتسأله، وطلبت منى أن أحضر معها .. وكان القسيس يرد على كل شيء نسأله عنه ويهاجم الإسلام بشدة ويطعن في كلام أحمد ديدات...
فكانت صديقتي تأخذ كلامه بثقة تامة وتذهب لتناقشه مع زميلها الأزهري، وكنت أنصحها دائما بألا تخوض كثيرا في المناقشات مع المسلمين لأنها لن تفيد شيئا، فكانت ترفض وتقول لي: إن واجبها كمسيحية تحب المسيح يحتم عليها التصدي لما يقال عن دينها وألا تقف مكتوفة الأيدي أمام هذه الاتهامات وكأن شيئا لم يكن..
و حدث ما لم تكن تتوقعه ففي أحد هذه المناقشات التي دارت بينها وبين زميلها الأزهري طلب منها بشكل مباشر أن يلتقي مع هذا القسيس ويناقشه وجها لوجه في كل ما سبق ودار بيننا من أحاديث..
و بالفعل تم هذا اللقاء في منزل القسيس وقد حضرت معهم عدة مرات وللأسف الممزوج بالعجب تفوق الأزهري على القس بل كان أقوى منه بكثير حتى انه سأله في أول لقاء: ماذا تفعل لو وجدت اختلاف في الإنجيل؟ فكان القس يؤكد أنه من المستحيل أن يكون هناك أي شيء خطأ ، وإذا حدث ووجد خطأ فإنه سوف يلقى بالإنجيل من النافذة!!
و مع استمرار المناقشات تم إثبات وجود اختلافات في الأناجيل واعترف القس بأنه لن يستطيع أن يرد عليه وانه يعترف أن الإيمان المسيحي ليس له منطق عقلي!!
و كانت هذه المناقشات تدور حول: هل المسيح هو الله أم انه مجرد رسول؟ ولم توجد في الإنجيل على الإطلاق آية واحدة يقول فيها المسيح " أنا هو الله"!!
كما كانت المناقشات تدور حول إيجاد مفهوم لمعنى "ابن الله" فوجدوا أن هذا المصطلح كان يطلق على الكثيرين مثل آدم وسليمان وداود بل وسائر اليهود من غير الأنبياء …
ثم استمرت المناقشات في محاولة لإيجاد تفسيرات مناسبة لسبب الاختلافات في الأحداث والمعلومات بين الأناجيل الأربعة فكان يوجد ما هو مقنع وما هو مستحيل..
و كنت رغم كل هذا واثقة ومؤمنة لا يهتز إيماني شعرة واحدة ولكنني لم أثق في كلام هذا القسيس الذي (من وجهة نظري) قد شوه الدين المسيحي!!
فاتجهت إلى الكنيسة الأرثوذوكسية لعلى أجد فيها الإجابات التي تشفى غليلي، وحاولت البحث عن أي شخص له هذه الخبرة في المناظرات ولكن للأسف لم أجد، فاتجهت إلى كلية اللاهوت ومعي الأسئلة التي كانت تدور بين صديقتي الأمريكية وزميلها الأزهري – ولكن لم يعطيني أحد إجابات وافية.
فكرهت موقفي الضعيف، وكنت حزينة أنني كمسيحية ليس لدى حجة قوية أستطيع أن أتكلم بها وأبشر بالمسيحية.. ولذلك حاولت بذل جهد أكثر في القراءات سواء في الكتاب المقدس أو في الكتب الروحية حتى أجد إجابات ولكن هيهات فكلما كنت أجد إجابة أحاول إقناع نفسي بها أذهب إلى صديقتي فتسخر منى قائلة لي أنها إجابات ليس لها أي معنى وتفتقر إلى الحق والصدق!!
صديقتي تشهر إسلامها:
و كانت الصدمة التي زلزلت كياني كله عندما اكتشفت أن صديقتي الأمريكية قد ذهبت إلى الأزهر وأعلنت إسلامها..
ليس هذا فحسب بل أنني علمت أنها ذهبت إلى الكنيسة ووقفت أمام القسيس في وسط القاعة لتواجهه أمام الناس بأنه يخدعهم فلا هو يدخل الملكوت ولا يدع الداخلين يدخلون!!
و قد حاولوا تشويه سمعتها باتهامها بأنها على علاقة بزميلها المسلم كما يحدث دائما في مثل هذه الحالات، ولكنها بالطبع لم تسكت وحذرتهم من هذه الأقوال فصمتوا عنها ولكنهم كانوا يبعثون إليها بمبشرين في محاولة لإثنائها عن قرارها ، وكانت في مناقشات دائمة معهم ، وكانت تبعث إلى أهلها وأصدقائها في الولايات المتحدة بكل ما تصل إليه أولا بأول.
و قد شعرت ببغض شديد تجاهها ولكنني لم أجرؤ على التصدي لتحولها عن الدين المسيحي إلى الدين الإسلامي لصلابة موقفها بيد أنني طرحت عليها سؤالا لم يكن لدى ما أقوله لها سواه ذلك السؤال هو: إذا كنت قد رفضت المسيحية – لماذا تتجهي إلى الإسلام وأنتي لا تعرفي عنه شيئا؟ كنت أريد من وراء هذا السؤال معرفة الحقيقة .. هل نحن على خطأ أم على صواب؟ ولكنني وجدتها متمسكة برأيها ومقتنعة به!!
و اهتزت الدنيا أمامي ولكنني كنت مازلت مؤمنة بالمسيــح فما حدث لم يؤثر على عقيدتي
ومعرفتي بلاهوت المسيح والتثليث..و كنت أقول لنفسي أن الشيطان لا يزال يغوى أولاد الله ولكنني رغم هذا لن أسقط كما سقطت هي.
و قررت مواصلة القراءة والبحث لمعرفة حقيقة هذا التشويه الذي حدث للمسيحية..
و كنت أشعر بيد الله تدفعني أن أستمر في هذا الطريق.. طريق البحث عن الحقيقة..
و كنت قد اشتريت أسطوانة ليزر للإنجيل حتى يسهل علىّ دراسته وبسبب معرفتي السابقة للغة الفرنسية كنت أحيانا أحب أن أقرأ الترجمات فاكتشفت وجود آية ناقصة في النسخة الفرنسية وهى:
"فإن الذين يشهدون في السماء هم ثلاثة الآب والكلمة والروح القدس وهؤلاء الثلاثة هم واحد."(1يوحنا 7:5)
فظننت للوهلة الأولى أن الآية قد سقطت سهوا أثناء الكتابة، فذهبت إلى المكتبة التي اشتريت منها الاسطوانة لتنبيه أصحابها إلى هذا الخطأ الجسيم ، ولكنني للأسف الشديد وجدت نسخة الإنجيل الفرنسية تنقصها هذه الآية أيضا ، فبحثت في كتاب (الرد على صعوبات الكتاب المقدس) فوجدت أن هذه الآية مضافة بيد الناسخ وليست في الرسالة الأصلية !!
و كان هذا بالنسبة لي صدمة كبيرة لأنني كنت أؤمن بعصمة الإنجيل وأنه مستحيل أن يكون فيه زيادة أو نقصان كما جاء في رؤيا يوحنا:
" لأني أشهد لكل من يسمع أقوال نبوة هذا الكتاب إن كان أحد يزيد على هذا يزيد الله عليه الضربات المكتوبة في هذا الكتاب. وإن كان أحد يحذف من أقوال كتاب هذه النبوّة يحذف الله نصيبه من سفر الحياة ومن المدينة المقدسة ومن المكتوب في هذا الكتاب"(رؤيا22: 18-19) فكيف بهذه السهولة يعترف الكُتَّاب المسيحيون بإمكانية التغيير في الكتب التي أوحى بها الروح القدس؟!
و سقطت بذلك كل دفاعاتي السابقة عن عصمة الإنجيل ولم أحصد من وراء قراءاتي سوى المزيد من خيبة الأمل.
ميــلاد جديــد :
و لما فشلت في الدفاع عن الإنجيل اتجهت إلى قراءة القرآن لعلى أجد فيه ما يشفى غليلي ويثبت إلوهية المسيح أو التثليث ولكنني فشلت فشلا ذريعاً.. فلم أيأس وعاودت قراءته مرة أخرى حتى أتصيد الأخطاء. فوجدت كلامه –و لدهشتي- يتغلغل في نفسي ويدخل إلى قلبي
وشعرت أن الله يكلمني مباشرة بلا وسائط ولا حواجز!!
فأنكرت على نفسي هذه الشعور حتى لا أنزلق في هذا التيار الذي سبقتني فيه صديقتي..
و التي كثيرا ما كانت تقول لي فكرى في صفات الله – هل الله العظيم القدوس يقبل أن يُهان من بشر لعنهم من قبل وهو الذي خلق الكون بكلمة واحدة.. كيف يمكن أن نتخيل انه صلب وبصق عليه ولطم، ومن أجل ماذا ؟ ، هل لم يستطع الله أن يغفر لآدم بكلمة واحدة ؟ وأين هو العدل إذا كنا سنتحمل نحن خطأ آدم بلا ذنب؟!
و شرحت لي مغزى خطأ آدم الذي يكمن فئ أن الله وضع له الاختبار فى الجنة حتى يستطيع أن يتعايش مع الشيطان في الأرض وهذه هي قصة الخلق في بساطة، وكما هو مكتوب في الإنجيل في العهد القديم.
" أثمروا وأكثروا وأملاؤا الأرض" فقد بارك الله الإنسان قبل أن يسقط في (الخطية) بالإثمار وتكملة حياته على الأرض وليس في الجنة .
و قد مضى الوقت على ثقيلا وشاقا فتساءلت إلى متى سأظل أغالب شعوري .. ألم يحن الوقت لأقف مع نفسي وقفة قوية ، حتى أفهم الحقيقة التي أبحث عنها؟ وتساءلت أيهما أقوى في داخلي حبي للعقيدة أم حبي لله ؟ فإذا كان هناك خطأ ما في العقيدة فهذا لا يمنع أنني أحب الله وأعبده هو وحده.
و بدأت أعيد التفكير مرة ثانية ، بل إنني بدأت أهاجم كل ما لم أجد له إجابات شافية ومقنعه مثل خطية آدم والفداء والخلاص وإلوهية المسيح من أقواله في الإنجيل ومعنى كلمة ابن الله، وبدأت أنظر للإنجيل نظرة جديدة حاولت فيها تصفية ذهني من كل ما كنت أعتنقه من قبل حتى أستطيع أن أعرف الحقيقة.
و انهار الصرح أمامي :
في هذه المرحلة بدأ الشك يدخل في قلبي وبدأت أنظر إلى كل شيء حولي بنظرة جديدة وبدأت أبحث في الإنجيل عما قاله المسيح وعما كان يدعو إليه ، فلم أجد اى شيء من تعاليمه السابقة!! فالمسيح كان يدعو إلى عبادة الله ومحبته وحفظ وصاياه كما جاء في إنجيل متى:
" فقال له لماذا تدعوني صالحا.ليس أحد صالحا إلا واحد وهو الله.ولكن إن أردت أن تدخل الحياة فاحفظ الوصايا."(متى 17:19)ودعا إلى المحبة حتى الأعداء ، ولم ينقض شريعة موسى ولكن قد جاء ليكملها ، لم يتحدث عن (خطية) آدم ولا عن خلاص الإنسان من تلك الخطية
ليدخل الملكوت ، ولم يقل أنه الله ، ولم يعطى تعريفا لمصطلح ابن الله ، بل كان دائما يؤكد أن الله أرسله إلى شعب إسرائيل فمن أين كان تعليمي السابق؟! هل هي مجرد إيحاءات؟ لم أصدق نفسي واستمريت في القراءة والبحث وبدأ الصرح ينهار أمامي. وشعرت بالاختناق فأنا لا أستطيع أن أصدق ما اكتشفته لا يمكن أن يكون ما عشته طوال 30 عاما أوهاما . فبدأت بإظهار غضبى لمن حولي فوجدت الإجابات المستفزة تحيط بي ، لم أكن أدرى أن تأثير التعاليم الكنسية قوى لدرجة أنه يعمى الأبصار عن الحقيقة وهى واضحة تماما. واكتشفت أن الدين المسيحي دين شعارات فقط يتحدث عن العدل الإلهي ولكنه يورث خطيئة الآباء للأبناء ويحملهم إياها، يتحدث عن الرحمة في حين انه لا توجد مغفرة بدون سفك دم.
ووقفت فجاءة أنظر حولي أتأمل ما وصلت إليه، ولكنى لم أستسلم كنت أتحدث مع أهلي ولكنهم لم يستطيعوا التصدي لي، لم تكن لديهم المعلومات الكافية للرد، فأخذوا يحضرون القساوسة إلى المنزل حتى يتناقشوا معي، وكنت أسمعهم وأنا أتمنى بيني وبين نفسي أن أكون مخطئة فيما اكتشفته ولذلك لم أكن أتناقش معهم ولكنني فقط كنت أسمعهم، كنت أحاول أن أعطى نفسي فرصة أخيرة لاكتشاف الحقيقة، وكنت في تلك الفترة أصلي بحرارة وأصوم وأطلب من الله أن يرشدني إلى الطريق الصحيح، وكانوا قد أحضروا لي كتبا كثيرة تهاجم الإسلام، وكانت المرة الأولى التي أجد فيها مثل هذه الكتب، ولكن للأسف وجدتها مجرد إدعاءات وليست حقائق، كلها هجوم بلا أساس لمجرد الهجوم والتشويه، حتى أنني طلبت مقابلة أحد المتنصرين حديثا، وكان آخر أمل أمامي، فجلست معه لأعرف منه لماذا دخل المسيحية، وكان رجلا وديعا وقورا ورزينا وعرفت أنه كان يعمل موظفا حكوميا في التلفزيون وكان كما قال مقتدرا ماليا قبل أن يتنصر وهو الآن يعمل سائقا في مدارس الراهبات. وكنت أأمل أن يحدثني بالمنطق والعقل ويزيل الشك من داخلي ولكنى وجدته يتحدث عن ظهورات وأحاسيس، لا يتحدث عن عقل ومنطق، فهو لا يشعر بالصلاة في الإسلام، لا يشعر بوجود روح مع الله في الإسلام، وتعجبت منه في نفسي إذ أن هذا الشعور أشعر به أحيانا في المسيحية ويشعر به دائما كثير من المسيحيين، فهل معنى ذلك أن يتركوا الدين؟ وهذه الظهورات هل يجب أن أصدقه؟ فالمعجزات والظهورات تحدث للجميع ليس فقط للمسيحي بل أن الشيطان يمكنه أن يظهر في صورة ملاك من نور كما جاء في رسالة بولس الرسول:
" ولا عجب.لأن الشيطان نفسه يغيّر شكله إلى شبه ملاك نور".( 2 كورونثوس 14:11)
لماذا لم أعتنق اليهودية؟ :
و كنت في مرحلة الشك الأولى للدين المسيحي أحاول أن أبحث عن الدين الحق، ولم تكن أمامي اختيارات كثيرة فإما لا أعترف بوجود الله مثل الوجوديين الذين يؤمنون بأن الطبيعة هي الأم ولا يوجد لها منشئ ، أو أن أعبد أي مخلوق مثل الشمس ، القمر ، البقر ..... مثل الوثنيين الذين يعتبرون هذه الأشياء هي الإله أو عبدة الأصنام الذين يعتبرون تماثيلهم وسيله تقربهم من الإله الذي لا يستطيعون رؤيته ،و لكنني أؤمن بالله وأعترف بوجوده وأحبه، فكان أمامي من الأديان التي تعترف بوجود الله وتؤمن به اليهودية والإسلام. واليهودية بما أنها أصل المسيحية وأساسها كنت أعرفها جيدا، وكنت أعرف شريعة موسى وأحفظها، ولكنني أيضا كنت أعرف أن الله قد لعن اليهود في العهد القديم والجديد ورفضهم، وأن اليهود يعتقدون أنهم شعب الله المختار وأن بقية البشر هم عبيد لهم يرفضهم الله ويكرههم، ومع ذلك لم أرفض اليهودية ودرست تاريخ إسرائيل ودرست شريعة موسى فوجدتها شريعة صارمة جدا تخلو من الحديث عن الحياة الأخرى وما بعد الموت ولكنها تتحدث عن القوانين الأرضية التي تساعد على الحياة بمثالية في العالم ولم أجد فيها الروحانيات العالية والمثالية التي تعلمتها من قبل ولكنني كنت مؤمنه أنها شريعة الله وكلامه ، فجنبتها مؤقتا حتى أكمل رحلة البحث عن الحقيقة.
و اكتشفت الإسلام :
وتبقى لدى الإسلام الذي كنت قد قرأت وعرفت عنه من قبل ما لم يشجعني للمضي في دراسته ولكنني في وقفتي مع نفسي واتجاهي للحياد التام في الدراسة شرعت في دراسته مرة أخرى برؤية مختلفة تماما.. متجردة من الكره السابق، وبدأت الصورة تتضح أمامي فالإسلام ليس دين العنف والإرهاب كما كان يشاع عنه، ولا هو يدعو لإهدار دم من يخالفه وسفك دم المعترضين،و لا هو الدين الذي يكفر ويحرم ويلعن بقية البشر ويحض على قتلهم ومعاداتهم ، ولكنه يتحدث عن رحمة الله بلا شعارات وهميه، يتحدث عن المغفرة بلا مقابل وبدون سفك دم، به الحب الإلهي والروحانية السامية، العلاقة الروحية المباشرة بين الله والبشر بدون وسطاء ولا شفعاء، وجدت العظمة والقداسة الإلهية في آيات قرآنية من أمثلتها قول الله:
"وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِي إِذَا دَعَانِي فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ" (البقرة آية 186) وقول الله تعالى "يَاأَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ ارْجِعِي إِلَى رَبِّكِ رَاضِيَةً مَرْضِيَّةً فَادْخُلِي فِي عِبَادِي وَادْخُلِي جَنَّتِي"(الفجر آية 27-30).وقول الله تعالى
"وَإِذَا جَاءَكَ الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِآيَاتِنَا فَقُلْ سَلَامٌ عَلَيْكُمْ كَتَبَ رَبُّكُمْ عَلَى نَفْسِهِ الرَّحْمَةَ أَنَّهُ مَنْ عَمِلَ مِنْكُمْ سُوءًا بِجَهَالَةٍ ثُمَّ تَابَ مِنْ بَعْدِهِ وَأَصْلَحَ فَأَنَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ" (الأنعام آية 54)وقوله تعالى :
"فَأَمَّا الَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَاعْتَصَمُوا بِهِ فَسَيُدْخِلُهُمْ فِي رَحْمَةٍ مِنْهُ وَفَضْلٍ وَيَهْدِيهِمْ إِلَيْهِ صِرَاطًا مُسْتَقِيمًا" (النساء آية 175)
وقوله تعالى :"قَالَ وَمَنْ يَقْنَطُ مِنْ رَحْمَةِ رَبِّهِ إِلَّا الضَّالُّونَ "(الحجر 56)
وقوله تعالى :"فَانظُرْ إِلَى آثَارِ رَحْمتِ اللَّهِ كَيْفَ يُحْيِ الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا إِنَّ ذَلِكَ لَمُحْيِي الْمَوْتَى وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ "(الروم آية 50)
وقوله تعالى "مَا يَفْتَحْ اللَّهُ لِلنَّاسِ مِنْ رَحْمَةٍ فَلَا مُمْسِكَ لَهَا وَمَا يُمْسِكْ فَلَا مُرْسِلَ لَهُ مِنْ بَعْدِهِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ "(فاطر آية 2)
وقوله تعالى "قُلْ يَاعِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ" (الزمر 53)
وقوله تعالى "الَّذِينَ يَحْمِلُونَ الْعَرْشَ وَمَنْ حَوْلَهُ يُسَبِّحُونَ بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَيُؤْمِنُونَ بِهِ وَيَسْتَغْفِرُونَ لِلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا وَسِعْتَ كُلَّ شَيْءٍ رَحْمَةً وَعِلْمًا فَاغْفِرْ لِلَّذِينَ تَابُوا وَاتَّبَعُوا سَبِيلَكَ وَقِهِمْ عَذَابَ الْجَحِيم"ِ (غافر آية 7)
وقوله تعالى "وَلَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ وَنَعْلَمُ مَا تُوَسْوِسُ بِهِ نَفْسُهُ وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنْ حَبْلِ الْوَرِيدِ" ( ق آية 16)
الخوف من الإسلام :
هذه أمثلة قليلة جدا من آيات الرحمة والمغفرة التي يمتلئ بها القرآن في معظم سورة وهذا ما وجدت المسلمين يعيشون عليه، فالمسيحي يعرف ما يعرفه عن الإسلام والمسلمين ولا يصرح به، لأنه لا يستطيع أن يقول لزملائه المسلمين أنهم مملوءون أرواحا نجسة بسبب عدم تعميدهم (العماد هو طقس مسيحي أساسي للدخول في المسيحية و يتم بتغطيس المتعمد في الماء ثلاث مرات) ولأنهم مخطئين وأنهم سوف يُلقون في الجحيم لأنهم لا يؤمنون بالمسيح ،لأنه بذلك سوف يفتح باب المناقشات الغبية ولذلك فإنه يفضل ألا يتناقش ويكتفي بالصلاة من أجلهم فقط أو حتى البعد عنهم ، أما إذا حاول حتى لو لمجرد حب الاستطلاع فإنه يكتشف أن كل المعلومات التي كانت لديه مضلله وخاطئة ، وهذا الاكتشاف سهل جدا بمجرد قراءة القرآن وفهمه والتعامل مع المسلمين على أنهم أصدقاء وليسوا أعداء ومناقشتهم في أفكارهم واعتقادهم وهذا ما يخشاه الآباء في الكنيسة حتى لا يتجه أبنائها إلى الإسلام.
أكذوبة الدين المحمدي :
والإسلام ليس دينا يتبع محمد ولكن الإسلام هو تسليم الوجه لله والإيمان به. فإبراهيم دعي مسلما في القرآن رغم أن محمد لم يكن قد وُلِدَ بعد :
مَا كَانَ إِبْرَاهِيمُ يَهُودِيًّا وَلَا نَصْرَانِيًّا وَلَكِنْ كَانَ حَنِيفًا مُسْلِمًا وَمَا كَانَ مِنْ الْمُشْرِكِينَ (آل عمران 67)
و الدين الحنيف هو الذي يؤمن بكل الرسل والأنبياء الذين أرسلهم الله :
آمَنَ الرَّسُولُ بِمَا أُنزِلَ إِلَيْهِ مِنْ رَبِّهِ وَالْمُؤْمِنُونَ كُلٌّ آمَنَ بِاللَّهِ وَمَلَائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ لَا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِنْ رُسُلِهِ وَقَالُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا غُفْرَانَكَ رَبَّنَا وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ (البقرة 285)
و القرآن يوضح أن مهمة محمد عليه الصلاة والسلام هي التذكرة والبيان ، فهو يذكر الناس بعبادة الله الواحد وينقل إليهم رسالته دون أن يضيف أو يحذف أي شيء وهو أيضا يقوم ببيان هذه الرسالة و إلى ذلك الإشارة بقول الله:
فَذَكِّرْ إِنَّمَا أَنْتَ مُذَكِّرٌ ،لَسْتَ عَلَيْهِمْ بِمُسَيْطِرٍ (الغاشية آية 20-21)
بِالْبَيِّنَاتِ وَالزُّبُرِ وَأَنزَلْنَا إِلَيْكَ الذِّكْرَ لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إِلَيْهِمْ وَلَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ(النحل آية 44)
فهذا يوضح بجلاء شديد أن الله هو الذي يحلل ويحرم ما يريد لا يوجد بشر مهما كان شأنه له أن يتدخل في التحليل والتحريم وكان النبي عندما ينطق بالأحكام ويُشَرِع في الدين ليس من نفسه ولكن عن طريق الوحي الإلهي وإلى ذلك الإشارة بقول الله:
مَا ضَلَّ صَاحِبُكُمْ وَمَا غَوَى(2)وَمَا يَنْطِقُ عَنْ الْهَوَى(3)إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى(4)عَلَّمَهُ شَدِيدُ الْقُوَى (النجم 3-5)
وَمَا آتَاكُمْ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ (الحشر آية 7)
وهذا من أجمل المعاني الموجودة في القرآن عدم سيطرة البشر على بعضهم البعض وعلاقة الله المباشرة بالعباد وهذا هو أسمى معنى للعدل الإلهي، فرسول الإسلام كغيره من الرسل ليس لديه من الأمر شيء لقول الله:
وَمَا مُحَمَّدٌ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ أَفَإِيْن مَاتَ أَوْ قُتِلَ انْقَلَبْتُمْ عَلَى أَعْقَابِكُمْ وَمَنْ يَنْقَلِبْ عَلَى عَقِبَيْهِ فَلَنْ يَضُرَّ اللَّهَ شَيْئًا وَسَيَجْزِي اللَّهُ الشَّاكِرِينَ (آل عمران 144)
و هذا يرد على الإدعاء بأن الإسلام هو دين محمدي فهو في الحقيقة دين الله وتسليم الوجه لله وليس محمد إلا رسول مات ودفن بعد أن أتم رسالته ، وبذلك يؤمن المسلمون أن الله واحد هو المشرع وهو الحاكم وهو الإله الذي يجب إتباعه وعبادته فلا أحد منهم يتبع رسولا ولا شيخا مهما علت درجة قداسته أو معجزاته أو علمه لأن كل هذا يكون بفضل الله وإرادته لتأييد رسله لمنفعة البشر وليس لتضليلهم.
و الدين الإسلامي ليس دينا ثالثا كما يعتقد الناس ولكنه دين توحيد، يريد الله به أن يوحد العالم أجمع في عبادته فالله منذ بدء الخليقة لا يريد تفريق الناس ولكن يريدهم فريقا واحدا غير مقسم في عبادته وأدلة ذلك كثيرة من أمثلتها قول الله:
"إِنَّ الَّذِينَ فَرَّقُوا دِينَهُمْ وَكَانُوا شِيَعًا لَسْتَ مِنْهُمْ فِي شَيْءٍ إِنَّمَا أَمْرُهُمْ إِلَى اللَّهِ ثُمَّ يُنَبِّئُهُمْ بِمَا كَانُوا يَفْعَلُونَ "(الأنعام آية 159)
"مِنْ الَّذِينَ فَرَّقُوا دِينَهُمْ وَكَانُوا شِيَعًا كُلُّ حِزْبٍ بِمَا لَدَيْهِمْ فَرِحُونَ "(الروم 32)
و قد اختلف اليهود والمسيحيون فيمن سيرضى عنه الله ويدخله الجنة:
"وَقَالُوا لَنْ يَدْخُلَ الْجَنَّةَ إِلَّا مَنْ كَانَ هُودًا أَوْ نَصَارَى تِلْكَ أَمَانِيُّهُمْ قُلْ هَاتُوا بُرْهَانَكُمْ إِنْ كُنتُمْ صَادِقِينَ،بَلَى مَنْ أَسْلَمَ وَجْهَهُ لِلَّهِ وَهُوَ مُحْسِنٌ فَلَهُ أَجْرُهُ عِنْدَ رَبِّهِ وَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ،وَقَالَتْ الْيَهُودُ لَيْسَتْ النَّصَارَى عَلَى شَيْءٍ وَقَالَتْ النَّصَارَى لَيْسَتْ الْيَهُودُ عَلَى شَيْءٍ وَهُمْ يَتْلُونَ الْكِتَابَ كَذَلِكَ قَالَ الَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ مِثْلَ قَوْلِهِمْ فَاللَّهُ يَحْكُمُ بَيْنَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فِيمَا كَانُوا فِيهِ يَخْتَلِفُونَ" (البقرة 111-113)
من هذه الآيات نتبين أن الله عز وجل قد أراد من البشر جميعا منذ بدء الخليقة أن يتبعوا دين الفطرة أو التوحيد أو الإسلام (كلهم بمعنى واحد) ذلك أن الأنبياء جميعا قد جاءوا بنفس الدعوة ألا وهى الدعوة إلى الوحدانية.. دعوة لا إله إلا الله وحده لا شريك له.. ويخاطب القرآن اليهود والنصارى في هذا الصدد بقول الله لرسوله:
" قُلْ يَاأَهْلَ الْكِتَابِ تَعَالَوْا إِلَى كَلِمَةٍ سَوَاءٍ بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ أَلَّا نَعْبُدَ إِلَّا اللَّهَ وَلَا نُشْرِكَ بِهِ شَيْئًا وَلَا يَتَّخِذَ بَعْضُنَا بَعْضًا أَرْبَابًا مِنْ دُونِ اللَّهِ فَإِنْ تَوَلَّوْا فَقُولُوا اشْهَدُوا بِأَنَّا مُسْلِمُونَ "(آل عمران آية 64)
المسيح في القرآن :
و بحثت في القرآن عما يقال عن المسيح والمسيحيين لعلى أجد إثباتا للاهوت المسيح والتثليث فيهدأ بالي بأن الدين المسيحي هو الحق وأستريح من هذه الدوامة التي دخلتها فوجدت انه يقول عن المسيح انه كلمة الله وروح منه وانه رسول الله ويُكَفِرْ إلوهيته :
"إِذْ قَالَتْ الْمَلَائِكَةُ يَامَرْيَمُ إِنَّ اللَّهَ يُبَشِّرُكِ بِكَلِمَةٍ مِنْهُ اسْمُهُ الْمَسِيحُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ وَجِيهًا فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَمِنْ الْمُقَرَّبِينَ" (سورة آل عمران آية 45)
"وَقَوْلِهِمْ إِنَّا قَتَلْنَا الْمَسِيحَ عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ رَسُولَ اللَّهِ وَمَا قَتَلُوهُ وَمَا صَلَبُوهُ وَلَكِنْ شُبِّهَ لَهُمْ وَإِنَّ الَّذِينَ اخْتَلَفُوا فِيهِ لَفِي شَكٍّ مِنْهُ مَا لَهُمْ بِهِ مِنْ عِلْمٍ إِلَّا اتِّبَاعَ الظَّنِّ وَمَا قَتَلُوهُ يَقِينًا" (النساء 157)
"يَاأَهْلَ الْكِتَابِ لَا تَغْلُوا فِي دِينِكُمْ وَلَا تَقُولُوا عَلَى اللَّهِ إِلَّا الْحَقَّ إِنَّمَا الْمَسِيحُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ رَسُولُ اللَّهِ وَكَلِمَتُهُ أَلْقَاهَا إِلَى مَرْيَمَ وَرُوحٌ مِنْهُ فَآمِنُوا بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ وَلَا تَقُولُوا ثَلَاثَةٌ انتَهُوا خَيْرًا لَكُمْ إِنَّمَا اللَّهُ إِلَهٌ وَاحِدٌ سُبْحَانَهُ أَنْ يَكُونَ لَهُ وَلَدٌ لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَكَفَى بِاللَّهِ وَكِيلًا "(النساء 171)
"لَنْ يَسْتَنكِفَ الْمَسِيحُ أَنْ يَكُونَ عَبْدًا لِلَّهِ وَلَا الْمَلَائِكَةُ الْمُقَرَّبُونَ وَمَنْ يَسْتَنكِفْ عَنْ عِبَادَتِهِ وَيَسْتَكْبِرْ فَسَيَحْشُرُهُمْ إِلَيْهِ جَمِيعًا "(النساء 172)
"لَقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ هُوَ الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ قُلْ فَمَنْ يَمْلِكُ مِنْ اللَّهِ شَيْئًا إِنْ أَرَادَ أَنْ يُهْلِكَ الْمَسِيحَ ابْنَ مَرْيَمَ وَأُمَّهُ وَمَنْ فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا وَلِلَّهِ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا يخْلُقُ مَا يَشَاءُ وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ "(المائدة 17)
"لَقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ هُوَ الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ وَقَالَ الْمَسِيحُ يَابَنِي إِسْرَائِيلَ اعْبُدُوا اللَّهَ رَبِّي وَرَبَّكُمْ إِنَّهُ مَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدْ حَرَّمَ اللَّهُ عَلَيْهِ الْجَنَّةَ وَمَأْوَاهُ النَّارُ وَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ أَنصَارٍ"(المائدة 72)
"مَا الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ وَأُمُّهُ صِدِّيقَةٌ كَانَا يَأْكُلَانِ الطَّعَامَ انظُرْ كَيْفَ نُبَيِّنُ لَهُمْ الْآيَاتِ ثُمَّ انظُرْ أَنَّى يُؤْفَكُونَ" (المائدة 75)
"وَقَالَتْ الْيَهُودُ عُزَيْرٌ ابْنُ اللَّهِ وَقَالَتْ النَّصَارَى الْمَسِيحُ ابْنُ اللَّهِ ذَلِكَ قَوْلُهُمْ بِأَفْوَاهِهِمْ يُضَاهِئُونَ قَوْلَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ قَبْلُ قَاتَلَهُمْ اللَّهُ أَنَّى يُؤْفَكُونَ "(التوبة 30)
من هذه الآيات يتبين لنا أن القرآن يعظم المسيح أيما تعظيم ولكن كرسول مثل بقية الرسل بل أنه يكرمه أكثر مما تكرمه المسيحية، ففي الوقت الذي تدعى فيه المسيحية أنه ابن الله الذي صلب وبصق عليه وأهين، يقول عنه القرآن أن السلام عليه يوم ولد ويوم يموت ويوم يبعث حيا ، وفيما يلي استعراض لقصة المسيح كما وردت في القرآن الكريم منذ أن كان كلمة إلى أن رفعه الله إليه:
"إِذْ قَالَتْ الْمَلَائِكَةُ يَامَرْيَمُ إِنَّ اللَّهَ يُبَشِّرُكِ بِكَلِمَةٍ مِنْهُ اسْمُهُ الْمَسِيحُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ وَجِيهًا فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَمِنْ الْمُقَرَّبِينَ(45)وَيُكَلِّمُ النَّاسَ فِي الْمَهْدِ وَكَهْلًا وَمِنْ الصَّالِحِينَ(46)قَالَتْ رَبِّ أَنَّى يَكُونُ لِي وَلَدٌ وَلَمْ يَمْسَسْنِي بَشَرٌ قَالَ كَذَلِكِ اللَّهُ يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ إِذَا قَضَى أَمْرًا فَإِنَّمَا يَقُولُ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ(47)وَيُعَلِّمُهُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَالتَّوْرَاةَ وَالْإِنجِيلَ(48) وَرَسُولًا إِلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ أَنِّي قَدْ جِئْتُكُمْ بِآيَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ أَنِّي أَخْلُقُ لَكُمْ مِنْ الطِّينِ كَهَيْئَةِ الطَّيْرِ فَأَنفُخُ فِيهِ فَيَكُونُ طَيْرًا بِإِذْنِ اللَّهِ وَأُبْرِئُ الْأَكْمَهَ وَالْأَبْرَصَ وَأُحْيِ الْمَوْتَى بِإِذْنِ اللَّهِ وَأُنَبِّئُكُمْ بِمَا تَأْكُلُونَ وَمَا تَدَّخِرُونَ فِي بُيُوتِكُمْ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَةً لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنينَ(49)وَمُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيَّ مِنْ التَّوْرَاةِ وَلِأُحِلَّ لَكُمْ بَعْضَ الَّذِي حُرِّمَ عَلَيْكُمْ وَجِئْتُكُمْ بِآيَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَطِيعُونِ(50) إِنَّ اللَّهَ رَبِّي وَرَبُّكُمْ فَاعْبُدُوهُ هَذَا صِرَاطٌ مُسْتَقِيمٌ(51)فَلَمَّا أَحَسَّ عِيسَى مِنْهُمْ الْكُفْرَ قَالَ مَنْ أَنْصَارِي إِلَى اللَّهِ قَالَ الْحَوَارِيُّونَ نَحْنُ أَنْصَارُ اللَّهِ آمَنَّا بِاللَّهِ وَاشْهَدْ بِأَنَّا مُسْلِمُونَ(52)رَبَّنَا آمَنَّا بِمَا أَنْزَلْتَ وَاتَّبَعْنَا الرَّسُولَ فَاكْتُبْنَا مَعَ الشَّاهِدِينَ(53)وَمَكَرُوا وَمَكَرَ اللَّهُ وَاللَّهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ(54)إِذْ قَالَ اللَّهُ يَاعِيسَى إِنِّي مُتَوَفِّيكَ وَرَافِعُكَ إِلَيَّ وَمُطَهِّرُكَ مِنْ الَّذِينَ كَفَرُوا وَجَاعِلُ الَّذِينَ اتَّبَعُوكَ فَوْقَ الَّذِينَ كَفَرُوا إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ ثُمَّ إِلَيَّ مَرْجِعُكُمْ فَأَحْكُمُ بَيْنَكُمْ فِيمَا كُنْتُمْ فِيهِ تَخْتَلِفُونَ(55)فَأَمَّا الَّذِينَ كَفَرُوا فَأُعَذِّبُهُمْ عَذَابًا شَدِيدًا فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَمَا لَهُمْ مِنْ نَاصِرِينَ(56)وَأَمَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ فَيُوَفِّيهِمْ أُجُورَهُمْ وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ الظَّالِمِينَ(57)ذَلِكَ نَتْلُوهُ عَليْكَ مِنْ الْآيَاتِ وَالذِّكْرِ الْحَكِيمِ(58)إِنَّ مَثَلَ عِيسَى عِنْدَ اللَّهِ كَمَثَلِ آدَم َخَلَقَهُ مِنْ تُرَابٍ ثُمَّ قَالَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ(59)الْحَقُّ مِنْ رَبِّكَ فَلَا تَكُنْ مِنْ الْمُمْتَرِينَ(60)فَمَنْ حَاجَّكَ فِيهِ مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَكَ مِنْ الْعِلْمِ فَقُلْ تَعَالَوْا نَدْعُ أَبْنَاءَنَا وَأَبْنَاءَكُمْ وَنِسَاءَنَا وَنِسَاءَكُمْ وَأَنْفُسَنَا وَأَنْفُسَكُمْ ثُمَّ نَبْتَهِلْ فَنَجْعَلْ لَعْنَةَ اللَّهِ عَلَى الْكَاذِبِينَ(61)إِنَّ هَذَا لَهُوَ الْقَصَصُ الْحَقُّ وَمَا مِنْ إِلَهٍ إِلَّا اللَّهُ وَإِنَّ اللَّهَ لَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ(62)فَإِنْ تَوَلَّوْا فَإِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ بِالْمُفْسِدِينَ(63)" (سورة آل عمران)
و يوجد في القرآن دفاع المسيح عن نفسه أمام الله بأنه لم يدعى الإلوهية أثناء حياته:
"وَإِذْ قَالَ اللَّهُ يَاعِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ أَأَنتَ قُلْتَ لِلنَّاسِ اتَّخِذُونِي وَأُمِّي إِلَهَيْنِ مِنْ دُونِ اللَّهِ قَالَ سُبْحَانَكَ مَا يَكُونُ لِي أَنْ أَقُولَ مَا لَيْسَ لِي بِحَقٍّ إِنْ كُنتُ قُلْتُهُ فَقَدْ عَلِمْتَهُ تَعْلَمُ مَا فِي نَفْسِي وَلَا أَعْلَمُ مَا فِي نَفْسِكَ إِنَّكَ أَنْتَ عَلَّامُ الْغُيُوبِ(116) مَا قُلْتُ لَهُمْ إِلَّا مَا أَمَرْتَنِي بِهِ أَنْ اعْبُدُوا اللَّهَ رَبِّي وَرَبَّكُمْ وَكُنتُ عَلَيْهِمْ شَهِيدًا مَا دُمْتُ فِيهِمْ فَلَمَّا تَوَفَّيْتَنِي كُنتَ أَنْتَ الرَّقِيبَ عَلَيْهِمْ وَأَنْتَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ(117) إِنْ تُعَذِّبْهُمْ فَإِنَّهُمْ عِبَادُكَ وَإِنْ تَغْفِرْ لَهُمْ فَإِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ(118)قَالَ اللَّهُ هَذَا يَوْمُ يَنفَعُ الصَّادِقِينَ صِدْقُهُمْ لَهُمْ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ(119)لِلَّهِ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا فِيهِنَّ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِير(120)ٌ" (سورة المائدة)
مع أحاديث رسول الإسلام :
و في الأحاديث الصحيحة وجدت معنى الإيمان والإسلام:
قَالَ كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهم عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَارِزًا يَوْمًا لِلنَّاسِ فَأَتَاهُ جِبْرِيلُ فَقَالَ مَا الْإِيمَانُ قَالَ الْإِيمَانُ أَنْ تُؤْمِنَ بِاللَّهِ وَمَلَائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَبِلِقَائِهِ وَرُسُلِهِ وَتُؤْمِنَ بِالْبَعْثِ قَالَ مَا الْإِسْلَامُ قَالَ الْإِسْلَامُ أَنْ تَعْبُدَ اللَّهَ وَلَا تُشْرِكَ بِهِ شَيْئًا وَتُقِيمَ الصَّلَاةَ وَتُؤَدِّيَ الزَّكَاةَ الْمَفْرُوضَةَ وَتَصُومَ رَمَضَانَ قَالَ مَا الْإِحْسَانُ قَالَ أَنْ تَعْبُدَ اللَّهَ كَأَنَّكَ تَرَاهُ فَإِنْ لَمْ تَكُنْ تَرَاهُ فَإِنَّهُ يَرَاكَ قَالَ مَتَى السَّاعَةُ قَالَ مَا الْمَسْئُولُ عَنْهَا بِأَعْلَمَ مِنَ السَّائِلِ …* (رواه البخاري عن أبى هريرة )
ووجدت المغفرة بلا حدود :
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهم عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِيمَا يَحْكِي عَنْ رَبِّهِ عَزَّ وَجَلَّ قَالَ أَذْنَبَ عَبْدٌ ذَنْبًا فَقَالَ اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِي ذَنْبِي فَقَالَ تَبَارَكَ وَتَعَالَى أَذْنَبَ عَبْدِي ذَنْبًا فَعَلِمَ أَنَّ لَهُ رَبًّا يَغْفِرُ الذَّنْبَ وَيَأْخُذُ بِالذَّنْبِ ثُمَّ عَادَ فَأَذْنَبَ فَقَالَ أَيْ رَبِّ اغْفِرْ لِي ذَنْبِي فَقَالَ تَبَارَكَ وَتَعَالَى عَبْدِي أَذْنَبَ ذَنْبًا فَعَلِمَ أَنَّ لَهُ رَبًّا يَغْفِرُ الذَّنْبَ وَيَأْخُذُ بِالذَّنْبِ ثُمَّ عَادَ فَأَذْنَبَ فَقَالَ أَيْ رَبِّ اغْفِرْ لِي ذَنْبِي فَقَالَ تَبَارَكَ وَتَعَالَى أَذْنَبَ عَبْدِي ذَنْبًا فَعَلِمَ أَنَّ لَهُ رَبًّا يَغْفِرُ الذَّنْبَ وَيَأْخُذُ بِالذَّنْبِ اعْمَلْ مَا شِئْتَ فَقَدْ غَفَرْتُ لَكَ * (رواه مسلم)
و حديث آخر يهز وجدان وشعور أي إنسان يقرأه لأنه يظهر رحمة وحب غير مشروطين بأي شيء من الله للبشر الذين خلقهم وكتب على نفسه الرحمة لهم:
حَدَّثَنَا أَنَسُ بْنُ مَالِكٍ قَالَ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهم عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ قَالَ اللَّهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى يَا ابْنَ آدَمَ إِنَّكَ مَا دَعَوْتَنِي وَرَجَوْتَنِي غَفَرْتُ لَكَ عَلَى مَا كَانَ فِيكَ وَلَا أُبَالِي يَا ابْنَ آدَمَ لَوْ بَلَغَتْ ذُنُوبُكَ عَنَانَ السَّمَاءِ ثُمَّ اسْتَغْفَرْتَنِي غَفَرْتُ لَكَ وَلَا أُبَالِي يَا ابْنَ آدَمَ إِنَّكَ لَوْ أَتَيْتَنِي بِقُرَابِ الْأَرْضِ خَطَايَا ثُمَّ لَقِيتَنِي لَا تُشْرِكُ بِي شَيْئًا لَأَتَيْتُكَ بِقُرَابِهَا مَغْفِرَةً * (رواه الترمذي)
وحديث أخر يتحدث عن الذين أمنوا ولم يروا، كيف أن الله يريد الرحمة ويبحث عنها للبشر حتى لو كان مجرد مرورا على قوم يتحدثون عن الله ويحمدونه بدون مشاركة فهل هناك رحمة أكثر من ذلك:
"قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهم عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِنَّ لِلَّهِ مَلَائِكَةً يَطُوفُونَ فِي الطُّرُقِ يَلْتَمِسُونَ أَهْلَ الذِّكْرِ فَإِذَا وَجَدُوا قَوْمًا يَذْكُرُونَ اللَّهَ تَنَادَوْا هَلُمُّوا إِلَى حَاجَتِكُمْ قَالَ فَيَحُفُّونَهُمْ بِأَجْنِحَتِهِمْ إِلَى السَّمَاءِ الدُّنْيَا قَالَ فَيَسْأَلُهُمْ رَبُّهُمْ وَهُوَ أَعْلَمُ مِنْهُمْ مَا يَقُولُ عِبَادِي قَالُ يَقُولُونَ يُسَبِّحُونَكَ وَيُكَبِّرُونَكَ وَيَحْمَدُونَكَ وَيُمَجِّدُونَكَ قَالَ فَيَقُولُ هَلْ رَأَوْنِي قَالَ فَيَقُولُونَ لَا وَاللَّهِ مَا رَأَوْكَ قَالَ فَيَقُولُ وَكَيْفَ لَوْ رَأَوْنِي قَالَ يَقُولُونَ لَوْ رَأَوْكَ كَانُوا أَشَدَّ لَكَ عِبَادَةً وَأَشَدَّ لَكَ تَمْجِيدًا وَتَحْمِيدًا وَأَكْثَرَ لَكَ تَسْبِيحًا قَالَ يَقُولُ فَمَا يَسْأَلُونِي قَالَ يَسْأَلُونَكَ الْجَنَّةَ قَالَ يَقُولُ وَهَلْ رَأَوْهَا قَالَ يَقُولُونَ لَا وَاللَّهِ يَا رَبِّ مَا رَأَوْهَا قَالَ يَقُولُ فَكَيْفَ لَوْ أَنَّهُمْ رَأَوْهَا قَالَ يَقُولُونَ لَوْ أَنَّهُمْ رَأَوْهَا كَانُوا أَشَدَّ عَلَيْهَا حِرْصًا وَأَشَدَّ لَهَا طَلَبًا وَأَعْظَمَ فِيهَا رَغْبَةً قَالَ فَمِمَّ يَتَعَوَّذُونَ قَالَ يَقُولُونَ مِنَ النَّارِ قَالَ يَقُولُ وَهَلْ رَأَوْهَا قَالَ يَقُولُونَ لَا وَاللَّهِ يَا رَبِّ مَا رَأَوْهَا قَالَ يَقُولُ فَكَيْفَ لَوْ رَأَوْهَا قَالَ يَقُولُونَ لَوْ رَأَوْهَا كَانُوا أَشَدَّ مِنْهَا فِرَارًا وَأَشَدَّ لَهَا مَخَافَةً قَالَ فَيَقُولُ فَأُشْهِدُكُمْ أَنِّي قَدْ غَفَرْتُ لَهُمْ قَالَ يَقُولُ مَلَكٌ مِنَ الْمَلَائِكَةِ فِيهِمْ فُلَانٌ لَيْسَ مِنْهُمْ إِنَّمَا جَاءَ لِحَاجَةٍ قَالَ هُمُ الْجُلَسَاءُ لَا يَشْقَى بِهِمْ جَلِيسُهُمْ * (رواه البخاري عن أبى هريرة)
و في الإسلام معاني أسمى وأعلى كثيرا من مجرد نوال الجنة واتقاء النار فإذا كان هناك من البشر من يردعه تحذير الله له من عذاب النار فإن هناك أناس أرقى منهم في الإيمان يبغون الجنة وهى الجائزة الأعلى وهناك فئة ثالثة أرقى تبتغى ما هو أعلى من ذلك بكثير وهو ابتغاء مرضاة الله و إلى هؤلاء الإشارة بقوله تعالى:
(فَأَنْذَرْتُكُمْ نَارًا تَلَظَّى ،لَا يَصْلَاهَا إِلَّا الْأَشْقَى ،الَّذِي كَذَّبَ وَتَوَلَّى ،وَسَيُجَنَّبُهَا الْأَتْقَى الَّذِي يُؤْتِي مَالَهُ يَتَزَكَّى ،وَمَا لِأَحَدٍ عِنْدَهُ مِنْ نِعْمَةٍ تُجْزَى ،إِلَّا ابْتِغَاءَ وَجْهِ رَبِّهِ الْأَعْلَى ،وَلَسَوْفَ يَرْضَى)
(الليل آية 14الى 20)
و النبي نفسه كان يتعبد لله ليس إلا للعبادة والشكر فقط:
عَنْ عَائِشَةَ رَضِي اللَّهم عَنْهَا أَنَّ نَبِيَّ اللَّهِ صَلَّى اللَّهم عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يَقُومُ مِنَ اللَّيْلِ حَتَّى تَتَفَطَّرَ قَدَمَاهُ فَقَالَتْ عَائِشَةُ لِمَ تَصْنَعُ هَذَا يَا رَسُولَ اللَّهِ وَقَدْ غَفَرَ اللَّهُ لَكَ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِكَ وَمَا تَأَخَّرَ قَالَ أَفَلَا أُحِبُّ أَنْ أَكُونَ عَبْدًا شَكُورًا * (رواه البخاري)
و يشفع القرآن في البشر يوم القيامة بهذا القول : عن أَبَى هُرَيْرَةَ يَقُولُ اقْرَءُوا الْقُرْآنَ فَإِنَّهُ نِعْمَ الشَّفِيعُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّهُ يَقُولُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ يَا رَبِّ حَلِّهِ حِلْيَةَ الْكَرَامَةِ فَيُحَلَّى حِلْيَةَ الْكَرَامَةِ يَا رَبِّ اكْسُهُ كِسْوَةَ الْكَرَامَةِ فَيُكْسَى كِسْوَةَ الْكَرَامَةِ يَا رَبِّ أَلْبِسْهُ تَاجَ الْكَرَامَةِ يَا رَبِّ ارْضَ عَنْهُ فَلَيْسَ بَعْدَ رِضَاكَ شَيْءٌ * (رواه الدرامي)
و الإسلام لا يفرق بين إنسان وأخر بل يساوى بين جميع البشر لا يفرق بينهم إلا أعمالهم :
يَاأَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ (الحجرات آية 13)
أما عظمة الله وعطائه الذي بلا حدود لمن يسأله فنجد هذه المعاني كثيرة في الإسلام و منها ما جاء في الحديث القدسي:
عَنْ أَبِي ذَرٍّ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهم عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ اللَّهُ تَعَالَى يَا عِبَادِي كُلُّكُمْ ضَالٌّ إِلَّا مَنْ هَدَيْتُهُ فَسَلُونِي الْهُدَى أَهْدِكُمْ وَكُلُّكُمْ فَقِيرٌ إِلَّا مَنْ أَغْنَيْتُ فَسَلُونِي أَرْزُقْكُمْ وَكُلُّكُمْ مُذْنِبٌ إِلَّا مَنْ عَافَيْتُ فَمَنْ عَلِمَ مِنْكُمْ أَنِّي ذُو قُدْرَةٍ عَلَى الْمَغْفِرَةِ فَاسْتَغْفَرَنِي غَفَرْتُ لَهُ وَلَا أُبَالِي وَلَوْ أَنَّ أَوَّلَكُمْ وَآخِرَكُمْ وَحَيَّكُمْ وَمَيِّتَكُمْ وَرَطْبَكُمْ وَيَابِسَكُمُ اجْتَمَعُوا عَلَى أَتْقَى قَلْبِ عَبْدٍ مِنْ عِبَادِي مَا زَادَ ذَلِك فِي مُلْكِي جَنَاحَ بَعُوضَةٍ وَلَوْ أَنَّ أَوَّلَكُمْ وَآخِرَكُمْ وَحَيَّكُمْ وَمَيِّتَكُمْ وَرَطْبَكُمْ وَيَابِسَكُمُ اجْتَمَعُوا عَلَى أَشْقَى قَلْبِ عَبْدٍ مِنْ عِبَادِي مَا نَقَصَ ذَلِكَ مِنْ مُلْكِي جَنَاحَ بَعُوضَةٍ وَلَوْ أَنَّ أَوَّلَكُمْ وَآخِرَكُمْ وَحَيَّكُمْ وَمَيِّتَكُمْ وَرَطْبَكُمْ وَيَابِسَكُمُ اجْتَمَعُوا فِي صَعِيدٍ وَاحِدٍ فَسَأَلَ كُلُّ إِنْسَانٍ مِنْكُمْ مَا بَلَغَتْ أُمْنِيَّتُهُ فَأَعْطَيْتُ كُلَّ سَائِلٍ مِنْكُمْ مَا سَأَلَ مَا نَقَصَ ذَلِكَ مِنْ مُلْكِي إِلَّا كَمَا لَوْ أَنَّ أَحَدَكُمْ مَرَّ بِالْبَحْرِ فَغَمَسَ فِيهِ إِبْرَةً ثُمَّ رَفَعَهَا إِلَيْهِ ذَلِكَ بِأَنِّي جَوَادٌ مَاجِدٌ أَفْعَلُ مَا أُرِيدُ عَطَائِي كَلَامٌ وَعَذَابِي كَلَامٌ إِنَّمَا أَمْرِي لِشَيْءٍ إِذَا أَرَدْتُهُ أَنْ أَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ * (رواه الترمذي)
و هذا هو الإله الحق الذي كنت أبحث عنه الإله العظيم الرحمن الرحيم القوى الغفور السلام.
و عن الرحمة هناك أحاديث كثيرة جدا منها "فِي سِعَةِ رَحْمَةِ اللَّهِ تَعَالَى وَأَنَّهَا سَبَقَتْ غَضَبَهُ "
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ إِنَّ لِلَّهِ مِائَةَ رَحْمَةٍ أَنْزَلَ مِنْهَا رَحْمَةً وَاحِدَةً بَيْنَ الْجِنِّ وَالْإِنْسِ وَالْبَهَائِمِ وَالْهَوَامِّ فَبِهَا يَتَعَاطَفُونَ وَبِهَا يَتَرَاحَمُونَ وَبِهَا تَعْطِفُ الْوَحْشُ عَلَى وَلَدِهَا وَأَخَّرَ اللَّهُ تِسْعًا وَتِسْعِينَ رَحْمَةً يَرْحَمُ بِهَا عِبَادَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ *( رواه مسلم)
و عن تقرب الله من البشر بأضعاف ما يتقربون منه قال: عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِي اللَّهم عَنْهم قَالَ قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ اللَّهُ تَعَالَى أَنَا عِنْدَ ظَنِّ عَبْدِي بِي وَأَنَا مَعَهُ إِذَا ذَكَرَنِي فَإِنْ ذَكَرَنِي فِي نَفْسِهِ ذَكَرْتُهُ فِي نَفْسِي وَإِنْ ذَكَرَنِي فِي مَلَإٍ ذَكَرْتُهُ فِي مَلَإٍ خَيْرٍ مِنْهُمْ وَإِنْ تَقَرَّبَ إِلَيَّ شبراً تَقَرَّبْتُ إِلَيْهِ ذِرَاعًا وَإِنْ تَقَرَّبَ إِلَيَّ ذِرَاعًا تَقَرَّبْتُ إِلَيْهِ بَاعًا وَإِنْ أَتَانِي يَمْشِي أَتَيْتُهُ هَرْوَلَةً * (رواه البخاري)
تلك أيضا أمثلة قليلة من أحاديث الرحمة والمغفرة والعطاء الموجودة في الإسلام. كل ذلك يوضح علاقة الله الخالق بالبشر في الإسلام فهو أقرب لهم من حبل الوريد ومن أنفسهم.و إن من أسمى وأعظم الأدلة التي ترشدنا أن الأصل في فكر المسلم عن الله هو الرحمة قبل الانتقام والجبروت أن المسلم لا يبدأ في عمل ما إلا "بسم الله الرحمن الرحيم" ولم يكن ذلك إلا دالا على معنى الحديث السابق إن رحمة الله سبقت غضبه وإلا لكان كل عمل يبدأ "باسم الله المنتقم الجبار.
هذا ما وجدته في القرآن والأحاديث هذا غير الأحاديث والآيات التي كنت أسمع نصفها فقط قبل بداية دراستي مثل القول بأن العدل في الإسلام هو قول النبي " أنصر أخاك ظالما أو مظلوما" ولم يكمل القائل بقية الحديث عن كيفية نصر الأخ وهو ظالم " عَنْ أَنَسٍ رَضِي الله عَنْه قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ انْصُرْ أَخَاكَ ظَالِمًا أَوْ مَظْلُومًا فَقَالَ رَجُلٌ يَا رَسُولَ اللَّهِ أَنْصُرُهُ إِذَا كَانَ مَظْلُومًا أَفَرَأَيْتَ إِذَا كَانَ ظَالِمًا كَيْفَ أَنْصُرُهُ قَالَ تَحْجُزُهُ أَوْ تَمْنَعُهُ مِنَ الظُّلْمِ فَإِنَّ ذَلِكَ نَصْرُهُ *(رواه البخاري) و" ويل للمصلين" دون أن يكمل " الذين هم عن صلاتهم ساهون" ،أيضا " لا تقربوا الصلاة" ولا يكمل " وانتم سكارى" وبذلك يضل من يريد الاقتراب في معرفة الإسلام الحق.
دفاع عن رسول الإسلام :
ثم قرأت السيرة النبوية من كتاب محمد حسين هيكل وهو ليس كاتبا إسلاميا على الرغم من أنه مسلم ولكنه ذو ثقافة واسعة و قد تناول السيرة من منظور تاريخي محايد وهذا ما كنت احتاجه لمعرفة الحقيقة، وعرفت مما قرأت كيف ظلم الرسول وكيف حاول الجميع تشويه صورته حقدا وكرها ، فالرسول لم يكسب من دعوته بالدين الإسلامي مالا ولا جاها ولا نساءاً ، فقد كان جده عبد المطلب من أسياد قريش ، وقبل الدعوة كان متزوجا من السيدة خديجة التي كانت تجارتها في ذلك الوقت تزيد عن تجارة قريش جميعها، أما بالنسبة للنساء ففي ذلك العصر كان هذا المجتمع يتباهى فيه الرجل بكثرة زوجاته وجواريه في حين أنه ظل متزوجا من السيدة خديجة دون أن يجمع بينها وبين زوجة أخرى حتى توفيت ، أما الرسول فقد أهين وطرد وحورب من أهله جميعا بسبب دعوته وقد عرضوا المركز والمال ولكنه رفض وقال مقولته الشهيرة "لو وضعوا الشمس عن يميني والقمر عن يساري على أن اترك هذا الأمر ما تركته حتى يُظهره الله أو أُهلِك دونه".
وظل يجاهد في دعوته حتى آخر يوم في حياته متحملا في سبيلها أشد الصعوبات والمخاطر.
أما الاتهامات التي وجهت إلى الرسول بأنه شهواني ، يحب النساء، ويتبع الشيطان الذي سيطر على عقله وقلبه فجعله يكتب القرآن وينشره بين الناس حتى يفقد جميع البشر خلاصهم لأنه لا يعترف بإلوهية المسيح!! هذه الاتهامات ترد إلى أصحابها بأنها مجرد خيالات مريضة وإدعاءات مغرضة لأننا في منتهى البساطة إذا نظرنا بنظرة حيادية إلى زيجاته نجد انه كان يتزوج إما لتوطيد العلاقات بينه وبين الصحابة مثل زواجه بالسيدة عائشة ابنة أبى بكر الصديق والسيدة حفصة ابنة عمر بن الخطاب وإما للحماية مثل السيدة سودة أو للعتق مثل ماريا القبطية التي اهديت له كجارية أو لإلغاء التبني مثل السيدة زينب بنت جحش التي كانت زوجة لابنه بالتبني زيد. وكان تعدد الزوجات من النساء قبل الدعوة الإسلامية مباح في القبائل العربية ليس فقط لأربعة بل كان بلا عدد وكان للرسول تسع زوجات نهاه الله عن أن يتزوج غيرهن حتى إذا ماتت إحداهن و إلى ذلك الإشارة بقوله تعالى: "لَا يَحِلُّ لَكَ النِّسَاءُ مِنْ بَعْدُ وَلَا أَنْ تَبَدَّلَ بِهِنَّ مِنْ أَزْوَاجٍ وَلَوْ أَعْجَبَكَ حُسْنُهُنَّ إِلَّا مَا مَلَكَتْ يَمِينُكَ وَكَانَ اللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ رَقِيبًا"(سورة الأحزاب آية52) هذا ولم يتزوج الرسول بعد ذلك ولا حتى ما ملكت يمينه، وزواجه من السيدة عائشة وهى صغيرة في السن أمر طبيعي جدا فحتى وقتنا هذا نجد الفتيات الصغيرات يتزوجن رجالا في سن آبائهن ولم ينتقد هذا التصرف إلا في السنين القليلة الأخيرة وتوجد فتيات كثيرات تكن كاملة الأنوثة في هذه السن حتى العذراء مريم كان من المفترض أن تتزوج قبل أن يأتيها الملاك بالبشارة من يوسف النجار وكانت في الرابعة عشرا من عمرها صحيح أن الزواج لم يتم ولكن زواج فتاة صغيرة فكرة كانت موجودة منذ القديم فلماذا نعلق عليها الآن ألا لو كان هناك غرض هو تشويه شخصية الرسول؟ ولم يفكر أحد من المسيحيين أن الرسول كان رجلا وانه من الطبيعي أن يتزوج لأن الله قد خلق الغريزة الإنسانية الطبيعية بين الرجال والنساء وقبل الرسول كان الأنبياء يتزوجون العديد من النساء مثل داود وسليمان ليس فقط تسعة نساء بل أكثر بكثير ولم يتحرك قلم الناقد لينتقدهم أو يرفض دعوتهم أو رسالتهم لهذا السبب ، أما مقارنة محمد بالمسيح فلا أساس لها أولا إذا كانوا يعتقدون أن المسيح هو الله فلا يجب أن يقارنوه بإنسان مهما علا شأنه وأما إذا كانوا يريدون مقارنته كرسول فهذا شيء أخر فلا يُعلى من مرتبه رسول أنه لم يتزوج ولا يخفض من مرتبته زواجه ولا تعدد زوجاته وإلا كان سليمان وداود من أقل الدرجات والمراتب لكثرة زيجاتهم.
وكذلك النقد الموجه للرسول لزواجه من زوجة ابنه بالتبني (ابنه بالتبني تعنى انه ليس من صلبه بل قد رباه في بيته) وأن الله سمح له بالزواج منها بآية منزلة في القرآن "وَإِذْ تَقُولُ لِلَّذِي أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَأَنْعَمْتَ عَلَيْهِ أَمْسِكْ عَلَيْكَ زَوْجَكَ وَاتَّقِ اللَّهَ وَتُخْفِي فِي نَفْسِكَ مَا اللَّهُ مُبْدِيهِ وَتَخْشَى النَّاسَ وَاللَّهُ أَحَقُّ أَنْ تَخْشَاهُ فَلَمَّا قَضَى زَيْدٌ مِنْهَا وَطَرًا زَوَّجْنَاكَهَا لِكَيْ لَا يَكُونَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ حَرَجٌ فِي أَزْوَاجِ أَدْعِيَائِهِمْ إِذَا قَضَوْا مِنْهُنَّ وَطَرًا وَكَانَ أَمْرُ اللَّهِ مَفْعُولًا" (الأحزاب آية 37)
فهذا لا يعيب القرآن ولا الرسول في شيء فهو لم يفعل شيئا في الخفاء ولا شيئا محرما بل قد سمح له الله بالزواج منها بغرض إنهاء عمليات التبني التي كانت تجرى في الجاهلية وتُخلِط الأنساب. وكل من يشجب هذا الموضوع عليه أن يتذكر قصة داوود النبي مع زوجة اوريا الحثي التي وردت في العهد القديم ومع ذلك يُقبل داوود كواحد من أعظم الأنبياء الذين ظهروا في العالم، أين الناقد وأين الكلام الذي يقال رغم أن النبي محمد لم يخطئ وداود أخطاً ( هذا في الاعتقاد المسيحي واليهودي فقط). ورغم أن الإسلام يبيح تعدد الزوجات إلا أن هذا التعدد مشروط بالعدل في كل شيء:
"وَإِنْ خِفْتُمْ أَلَّا تُقْسِطُوا فِي الْيَتَامَى فَانكِحُوا مَا طَابَ لَكُمْ مِنَ النِّسَاءِ مَثْنَى وَثُلَاثَ وَرُبَاعَ فَإِنْ خِفْتُمْ أَلَّا تَعْدِلُوا فَوَاحِدَةً أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ ذَلِكَ أَدْنَى أَلَّا تَعُولُوا "(سورة النساء آية 3 )
"وَلَنْ تَسْتَطِيعُوا أَنْ تَعْدِلُوا بَيْنَ النِّسَاءِ وَلَوْ حَرَصْتُمْ فَلَا تَمِيلُوا كُلَّ الْمَيْلِ فَتَذَرُوهَا كَالْمُعَلَّقَةِ وَإِنْ تُصْلِحُوا وَتَتَّقُوا فَإِنَّ اللَّهَ كَانَ غَفُورًا رَحِيمًا" (سورة النساء آية 129)
و بالنظر في آخر إحصائية نجد أن النسبة بين الذكور إلى الإناث 7:1 وبالتالي فإنه يصعب تطبيق نظرية الزوجة الواحدة ، حتى في العهد القديم في أرميا الإصحاح الرابع آية 1 " فتمسك سبع نساء برجل واحد في ذلك اليوم قائلات. نأكل خبزنا.و نلبس ثيابنا ليدع فقط اسمك علينا انزع عارنا" . اعلم تماما ما سيقال عند قراءة هذه الآية بأنها كانت في ظروف معينة ولكن هذا يعطينا مجال أوسع لمعرفة أن الله لم يكن يمنع تعدد الزوجات لأي سبب، كذلك فإن شريعة الزوجة الواحدة لم تكن موجودة منذ بداية نزول الإنسان على الأرض، ولم يتحدث عنها المسيح صراحة ولم توجد عنها آيات في الإنجيل سوى لأشخاص معينين في الكهنوت.
لم ينتشر الإسلام بالسيف :
أما بالنسبة لموضوع انتشار الإسلام بالسيف فهذه خدعة وكذبة كبيرة صدقها من ابتدعها فالحروب الإسلامية كانت لتوصيل الرسالة إلى الشعوب إذا رفض الحكام نشر هذه الدعوة في شعوبهم وهذا واجب أمانة توصيل الرسالة والدليل على ذلك أن الرسول في حياته بعث برسائل الدعوة الإسلامية للفرس والروم والحبشة وغيرهم وهناك من تقبل الدعوة وهناك من لم يتقبلها ولم يحاربهم الرسول في حياته.هذا غير البلاد التي دخلها الإسلام بلا حروب.
و حتى هذه الحروب قننها الله وشرطها بالا يبدأ المسلمون بالاعتداء:
"وَقَاتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَكُمْ وَلَا تَعْتَدُوا إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ" (سورة البقرة آية 190)
"وَاقْتُلُوهُمْ حَيْثُ ثَقِفْتُمُوهُمْ وَأَخْرِجُوهُمْ مِنْ حَيْثُ أَخْرَجُوكُمْ وَالْفِتْنَةُ أَشَدُّ مِنْ الْقَتْلِ وَلَا تُقَاتِلُوهُمْ عِنْدَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ حَتَّى يُقَاتِلُوكُمْ فِيهِ فَإِنْ قَاتَلُوكُمْ فَاقْتُلُوهُمْ كَذَلِكَ جَزَاءُ الْكَافِرِينَ" (سورة البقرة آية 191)
حتى في العهد القديم حث الله على القتال بسبب الغيرة على بيته وهيكله:
أرميا 51 :11
سنوا السهام.اعدوا الأتراس.قد أيقظ الرب روح ملوك مادي لان قصده على بابل أن يهلكها.لأنه نقمة الرب نقمة هيكله.
أما بالنسبة لموضوع الجزية التي كان يدفعها أهل الكتاب فإنها تعادل الزكاة التي يدفعها المسلم لبيت المال و هي مبلغ يسير زهيد، لا يزيد على ثمانية و أربعين درهما في العام مقابل الدفاع عنه و حمايته و نصرته، و مقابل استمتاعه بالمرافق العامة للدولة التي يعيش في كنفها أهل الكتاب و تحت ظل حكمها و كان يعفى منها الشيوخ و الأطفال و النساء، فليس الهدف من الجزية سلب الأموال و إنما الهدف هو الاطمئنان إلى رضى أهل الكتاب بالعيش في ظلال حكم الإسلام و الانقياد و الطاعة لأحكامه تطبيقا لشرع الله المنصوص عليه في القرآن.
أما من يدعى أن الرسول كان على عهد مع الشيطان فإني أسأله سؤالا واحد ما هي محصلة دعوة محمد؟ هل نرى المسلمين الآن يتبعون خطوات الشيطان فيحلون ما حرمه الله كالخمر والزنا والقتل وغير ذلك؟ أم أنك تراهم واقفون صفوفا منظمة في المساجد يدعون الله الواحد خمس مرات في اليوم على الأقل؟ وترى نسائهم يتحشمن في ملابسهن فيرتدين الحجاب؟ وأن القرآن نفسه يشهد أن كل خطوات الإنسان تكون لله عز وجل
"قُلْ إِنَّ صَلَاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَاي وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ" (الأنعام 186)
و أسأله أيضا هل يظن أي إنسان أن الشيطان سوف يدعو البشر إلى عبادة الله بهذه الكيفية ؟ والمسيح نفسه قال عن الشيطان: فعلم يسوع أفكارهم وقال لهم كل مملكة منقسمة على ذاتها تخرب.وكل مدينة أو بيت منقسم على ذاته لا يثبت.(متى 25:12)
صدق الرسول والرسالة :
و أخيرا نجد أن الدين الإسلامي يدعو إلى عبادة الله وألا يشرك به أحدا وان الرسول وهو رجل أرسله الله إلى العالمين ليدعوهم إلى عبادة الله الواحد ولم يطلب لنفسه أي تعظيم أو تبجيل بل إنه ناشد الناس عند سماع ذكره بطلب الرحمة له من الله بقولهم "صلى الله عليه وسلم " التي كثيرا ما يفهمها غير المسلمين أن الله يصلى كما يصلى العباد ولكن الحقيقة أن صلاة الله معناها الرحمة. وأن القرآن وهو بحق معجزة الإسلام ليس لمجرد أن من تلاه هو نبي أمي ولا لمجرد أنه استمر عبر الأجيال بلا تبديل أو تحريف محفوظ من الله ولا للمعلومات العلمية الدقيقة المكتشفة حديثا والواردة فيه بمنتهى البراعة والدقة في التصوير بل أيضا لأنه باق وقائم دليل وشهادة على صدق النبوة والرسالة التي أراد الله أن يقدمها للبشر، فكل معجزات الأنبياء والرسل السابقين حدثت وانتهت وكل علاقتنا الحالية بها هي مجرد قصص نسمعها عن القدماء، أما القرآن فهو باق عبر العصور دليل لمن يريد أن يرى ويعرف الحقيقة على صدق الدعوة الإسلامية وصدق النبي الذي تسمى بالصادق الأمين حتى قبل نزول الوحي عليه فقد نقل رسالة الله بأمانه وصدق.
و هنا وقفت أقارن بين الإسلام واليهودية فالدينين أمامي يؤمنا بالله ويبغيان مرضاته وبهما آيات الرحمة والحب فأيهما أتبع وأيهما يرضاه الله. وتذكرت أنه في أثناء قراءتي للقرآن وجدت الآيات التالية: قال الله تعالى : " وَإِذْ قَالَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ يَابَنِي إِسْرَائِيلَ إِنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُمْ مُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيَّ مِنَ التَّوْرَاةِ وَمُبَشِّرًا بِرَسُولٍ يَأْتِي مِنْ بَعْدِي اسْمُهُ أَحْمَدُ فَلَمَّا جَاءَهُمْ بِالْبَيِّنَاتِ قَالُوا هَذَا سِحْرٌ مُبِينٌ"(الصف 6) . وقال الله تعالى : الَّذِينَ آتَيْنَاهُمْ الْكِتَابَ يَعْرِفُونَهُ كَمَا يَعْرِفُونَ أَبْنَاءَهُمْ وَإِنَّ فَرِيقًا مِنْهُمْ لَيَكْتُمُونَ الْحَقَّ وَهُمْ يَعْلَمُونَ (البقرة 146)
بشارات بنبي الإسلام :
و تنبهت لنقطة هامة جدا كانت دائما تراودني إذا كان محمد قد قام بتأليف القرآن فلماذا أطلق اسم أحمد لماذا لم يقول محمد وهو أسمه المعروف به بين عشيرته وأهله ، ثم كيف يتحدى أهل الكتاب بأنهم يعرفونه كما يعرفون أبنائهم وأنهم يكتمون الحق.
فبحثت في هذه النقطة جيدا حتى أصل إلى الحقيقة فوجدت أدلة عديدة على صدق آيات القرآن فوجدت في العهد القديم آيات تتحدث عن الأنبياء وكيف يمكن أن نتحقق من صدق النبي :
تثنية 18:18 -22
" أقيم لهم نبيا من وسط إخوتهم مثلك واجعل كلامي في فمه فيكلمهم بكل ما أوصيه به ويكون إن الإنسان الذي لا يسمع لكلامي الذي يتكلم به باسمي إنا أطالبه.وأما النبي الذي يطغي فيتكلم باسمي كلاما لم أوصه أن يتكلم به أو الذي يتكلم باسم آلهة أخرى فيموت ذلك النبي.وان قلت في قلبك كيف نعرف الكلام الذي لم يتكلم به الرب.فما تكلم به النبي باسم الرب ولم يحدث ولم يصر فهو الكلام الذي لم يتكلم به الرب بل بطغيان تكلم به النبي فلا تخف منه"
تثنية 13 : 1-3
"إذا قام في وسطك نبي أو حالم حلما وأعطاك آية أو أعجوبة ولو حدثت الآية أو الأعجوبة التي كلمك عنها قائلا لنذهب وراء آلهة أخرى لم تعرفها ونعبدها فلا تسمع لكلام ذلك النبي أو الحالم ذلك الحلم لان الرب إلهكم يمتحنكم لكي يعلم هل تحبون الرب إلهكم من كل قلوبكم ومن كل أنفسكم."
و لن أتحدث هنا عن تفسير النبوة ولكن سوف أتحدث في مسألة ابسط من ذلك فقد أوضح الله وضوحا جليا أن أي نبي سوف يرسله الله سوف يؤيده بمعجزة أو بنبوة أو بأحداث يتحدث عنها مسبقا لكي يصدقه الناس ليس هذا فقط فان هذا النبي يجب أن يدعو إلى الله والى الله فقط ليس إلى أي آلهة غريبة أخرى ولا إلى نفسه.
و هذا بالضبط ما حدث فقد دعى الرسول بالا نشرك بالله أحدا ولن أتحدث هنا عن آية معجزة أخرى سوى القرآن ولا عن أية نبؤه قالها بل سأتحدث عنها في جزء مستقل.
و وجدت نبؤه أخرى ملفتة للنظر لموسى أيضا وهى :
تثنية 33: 2
2 فقال.جاء الرب من سيناء وأشرق لهم من سعير وتلألأ من جبال فاران وأتى من ربوات القدس وعن يمينه نار شريعة لهم.
حبقوق 3:3
3. الله جاء من تيمان والقدوس من جبل فاران.سلاه.جلاله غطى السموات والأرض امتلأت من تسبيحه.
و جبال فاران هي التي كان يعيش فيها إسماعيل ابن إبراهيم وأولاده من بعده ومن المعروف أن الرسول كان من بني إسماعيل. (المراد بجبال فاران التي جاء ذكرها في التوراة في سفر التثنية و سفر حبقوق هي جبال مكة و هي إشارة إلى بعثة رسول الإسلام من هذه الأرض).
هذه أوضح النبوات المكتوبة في العهد القديم عن النبي القادم الذي كان اليهود ينتظرونه. وفى العهد الجديد نجد أنهم سألوا يوحنا المعمدان عن نفسه:
فاعترف ولم ينكر واقرّ أني لست أنا المسيح. فسألوه إذا ماذا.إيليا أنت.فقال لست أنا.النبي أنت.فأجاب لا.(يو 1 :20-21)
و المسيح معروف من هو ، وأيضا معروف أن إيليا سوف يأتي ، أما النبي فلا أحد يعلم من هو ؟ وواضح أنه نبي بعينه ربما كانوا يقصدون من تحدث عنه موسى وهو شخصية مختلفة عن شخصية المسيح .
هذا غير قول المسيح عن المعزى "الباركليط" الذي سيرسله من الآب باسمه وقد ورد في الإنجيل عنه ثلاث آيات :
وأما المعزي الروح القدس الذي سيرسله الآب باسمي فهو يعلّمكم كل شيء ويذكركم بكل ما قلته لكم (يو 14 : 26)
ومتى جاء المعزي الذي سأرسله أنا إليكم من الآب روح الحق الذي من عند الآب ينبثق فهو يشهد لي.(يو 15 : 26)
لكني أقول لكم الحق انه خير لكم أن انطلق.لأنه إن لم انطلق لا يأتيكم المعزي.ولكن إن ذهبت أرسله إليكم.(يو 16 : 7)
و لنفكر سويا قليلا ، لو كان هذا المعزى هو الروح القدس الأقنوم الثالث لماذا وضع المسيح شرطا انه يجب أن ينطلق هو أولا حتى يبعثه إليهم، وهل لم يكن داخل التلاميذ الروح القدس عندما شهد بطرس بأن المسيح هو ابن الله الحي؟ وهل لم يكن في داخلهم الروح القدس عندما كانوا يبشرون ويعملون معجزات في حياة المسيح؟ هذه الأسئلة يجب أن نفكر فيها جيدا وسوف أتحدث عن ذلك بالتفصيل في فصل مستقل.
أشهــرت إسلامي :
كل هذا عرفته ووقعت في حيرة هل أصرخ عاليا وأقول ما عرفته أم أكتمه في داخلي حتى لا أهدم أسرتي الصغيرة ولكنني لم استطع أن أتحمل أكثر من ذلك فقررت أن أخوض الحرب وأن أقول "لا" لكل من خدعني وأوضح لكل البشر ما اكتشفته على مر سنين دراستي.
و بالفعل ذهبت إلى الأزهر الشريف لكي أبدأ خطوات إعلان الحقيقة التي عرفتها، وأعلن أنني لن أرتضى سوى الله ربا، والإسلام دينا ، ومحمد نبي الله أرسله للعالمين.
و بعد هذه الخطوة كنت خائفة جدا من مواجهة أهلي لأنني كنت أشفق عليهم من آثار ما فعلته، وخاصة زوجي الذي شعر أن الدنيا تهتز تحت قدميه ، فقد خسر زوجته وابنته وحياته كلها (من وجهة نظره).
و رغم حبي له واشفاقى عليه كنت أتساءل أيهما أهم الدنيا أم الآخرة؟ الله أم أي إنسان؟ وكنت بحسب تعليمي المسيحي القديم وتعليمي الإسلامي الجديد أعرف تماما أنه لا يجب أن أقارن بين محبتي لله ومحبتي لأي إنسان مهما علا شأنه في داخلي حتى نفسي.
و تمنيت أن يفكر أهلي إذا كانوا يحبونني ويحترمون عقليتي أن يفكروا ، لماذا فعلت هذا وهم يعلمون تماما أنني أحب الله حبا جما.
و بعد عدة مشاحنات بيني و بين أهلي استطعت أن أخذ ابنتي و ارحل من بيت أهلي .
و أصبح شغلي الشاغل بعد ذلك هو محاولة توضيح الحقائق التي عرفتها للجميع وخاصة أهلي.
و كلما قرأت في مقارنة الأديان وتعمقت في الدين الإسلامي ازداد اقتناعي أكثر وأكثر بالخطوة التي قمت بها وتحديت بها الجميع وازداد إصراري و ثباتي على طريق نشر الدعوة الإسلامية مهما واجهت من صعوبات وتحديات.
و أول تحدى بالنسبة لي هو ابنتي لأنني أريدها أن تنشأ على الحقيقة و لا تقضى عمرها في أوهام و شعارات و ضلال، أريدها أن تنشأ على الدين الحق ، دين الإسلام.
و الله الموفق لما يحب و يرضى.
معجم المصطلحات المسيحية المستخدمة :
التثليث المسيحي : هو الاعتقاد بأن الله واحد له ثلاثة خصائص أو أقانيم. و هم بحسب قانون الإيمان المسيحي كالآتي:
الآب : هو ضابط الكل ، خالق السموات و الأرض ما يرى و ما لا يرى.
(و بمفهوم أخر هو العقل و المنشئ)
الابن و هو الكلمة الناطقة للآب و هو وسيلة اتصال الله بالبشر عن طريق الجسد .
الروح القدس : هو الأقنوم الثالث لله في المسيحية و هو يحل على المؤمنين بالمسيح أثناء المعمودية ( التغطيس في الماء و الاعتراف بالمسيح أنه الله و أنه الأقنوم الثاني في الثالوث المقدس و أنه به وحده الخلاص) و هو الذي يُثَبِّتْ الإيمان في قلب الإنسان بحسب المعتقد المسيحي و هو لا يُرى و لكن يشعر به المؤمنون في داخلهم، يوجههم و يرشدهم و يحصنهم من إبليس.
و كان يحل قديما على القديسين فيتنبئوا و يتكلموا بكلام الله مثل داود النبي و صاموئيل الرائي و غيرهم، أما بعد مجيء المسيح على الأرض و صعوده فقد أرسله للمؤمنين جميعا ليمكث معهم (في داخلهم) إلى الأبد.
و الثلاثة أقانيم السابقة هم اله واحد و هو الله.
لاهوت المسيح:هو الاعتراف بأن المسيح هو الله متجسد في صورة إنسان.
الفداء و الصلب : بعد أن أكل آدم من الشجرة المحرمة كان عقابه هو الموت و كان عدل الله أن يميته لأنه كان قد نهاه عن الأكل من هذه الشجرة لأنه يوم يأكل منها فإنه موتا يموت .
و لكن الله برحمته و محبته للإنسان دبر أمرا عظيما لخلاص الإنسان من الموت الذي ألقى نفسه فيه و هذا التدبير كان بأن يضحى الابن( الأقنوم الثاني ) بنفسه ليخلص آدم و ذريته من الموت و لذلك نزل على الأرض متمثلا في شخص المسيح حتى يصلب و يقدم نفسه ذبيحة حيه أمام الله كفارة عن خطايا العالم.

***
المصدر: طريق الخلاص


  رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
تجربة اخت مع الصدقة نور الإسلام هدي الإسلام 0 19-04-2014 02:12 PM
الإسلام ..أكثر الأديان انتشاراً في الكاميرون نور الإسلام الإسلام في أفريقيا 0 23-12-2013 08:55 AM
شخصية الرسول وأثره .. للدكتور / مصطفى السباعي نور الإسلام هدي الإسلام 0 03-05-2013 03:42 PM
حوار الأديان: الوجه الآخر للتنصير! نور الإسلام المقالات 0 12-04-2013 07:06 PM
شبهات حول شخصية سيدنا محمد عليه السلام نور الإسلام هدي الإسلام 0 10-01-2012 05:28 PM


الساعة الآن 08:09 AM
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir

1 2 3 4 5 6 7 8 9 10 11 12 13 14 15 16 17 18 19 20 21 22