صفوان الخزرجي

العودة   طريق الخلاص > الأخبار والمقالات > مكتبة طريق الخلاص > كتب ومراجع إسلامية

كتب ومراجع إسلامية حمل كتب وبحوث إلكترونية إسلامية

تربية الطفل في الإسلام

بسم الله الرحمن الرحيم الفصل الأول تعريف التربية والطفل لغةً واصطلاحاً، وحقوق المولود قبل الولادة، وبعدها، وصفات المربي الناجح المبحث الأول : تعريف التربية والطفل لغةً واصطلاحاً المطلب الأول

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 02-06-2014 ~ 07:26 AM
نور الإسلام غير متواجد حالياً
افتراضي تربية الطفل في الإسلام
  مشاركة رقم 1
 
الصورة الرمزية نور الإسلام
 
مدير عام
تاريخ التسجيل : Jan 2012


الإسلام, الطفل, تربية

بسم الله الرحمن الرحيم
الفصل الأول

تعريف التربية والطفل لغةً واصطلاحاً، وحقوق المولود قبل الولادة، وبعدها، وصفات المربي الناجح

المبحث الأول : تعريف التربية والطفل لغةً واصطلاحاً
المطلب الأول : تعريف التربية لغةً
المطلب الثاني : تعريف التربية إصطلاحاً
المطلب الثالث : تعريف الطفل لغةً
المطلب الرابع: الطفل في الإصطلاح

المبحث الثاني : حقوق المولود قبل الولادة :
المطلب الأول : إختيار الزوجة الصالحة والزوج الصالح.
المطلب الثاني : حقوق الجنين

المبحث الثالث : المولود ما بعد الولادة
المطلب الأول : استحباب البشارة بالمولود
المطلب الثاني: الأذان في أذنه اليمنى، والإقامة في أذنه اليسرى
المطلب الثالث: استحباب التحنيك
المطلب الرابع: تسمية الطفل
المطلب الخامس: استحباب حلق رأس الطفل.
المطلب السادس : العقيقة
المطلب السابع: الختان
المطلب الثامن : الرضاعة الى الحولين والفطام
المطلب التاسع : الحضانة والولاية



المبحث الرابع : صفات المربي الناجح

المطلب الأول: " العِلم
المطلب الثاني: الأمانة
المطلب الثالث: القوة
المطلب الرابع: العدل
المطلب الخامس: الحرص
المطلب السادس: الحزم
المطلب السابع: الصلاح
المطلب الثامن: الصدق
المطلب التاسع: الحكمة

















بسم الله الرحمن الرحيم
الفصل الأول

تعريف التربية والطفل لغةً واصطلاحاً، وحقوق المولود قبل الولادة وبعدها، وصفات المربي الناجح

المبحث الأول : تعريف التربية والطفل لغةً واصطلاحاً

المطلب الأول : تعريف التربية لغةً

بالعودة الى المعاجم نجد أن كلمة تربية من الجذر ربا يربو تحمل المعاني التالية :

1) الزيادة والنمو :
ربا الشيء يربو ربواً ورباءً : زاد ونما
وأرببته نميته (1) ، وفي التنزيل : } ويربي الصدقات { (2) .

2) النشأة : ربيب رباءً وربياً : نشأت (3).

ومن الجذر : ربّ : يَرُبُّ تحمل المعاني الآتية :

1)حفظ الشيء ورعايته : ربَّ ولده والصبي يَرُبُّه ربّاً بمعنى رباه. وفي الحديث : ( لك نعمة تربها) : أي تحفظها وترعيها وتربيها كما يربي الرجل ولده (1)

2)حسن القيام بالطفل ووليه حتى يدرك. رب ولده والصبي يربه رباً : رباه أي أحسن القيام ووليه حتى أدرك أي فارق الطفولية كان ابنه أم لم يكن . (2)

3) التعليم : الرَّبِّي : منسوب الى الرب ، الرباني الموصوف بعلم الرب ، قيل هو من الرب بمعنى التربية ، كانوا يربون المتعلمين بصغار العلوم قبل كبارهم (3)

4) التأديب : رب الولد : يؤدبه (4)

5) التكفل بأمور الصغير : الرابُّ كافل ، وهو زوج أم اليتيم وهو اسم فاعل ، من ربه : يربه أي أنه يكفل بأمره ، وفي حديث مجاهد ، كأن يكره أن يتزوج الرجل إمرأة رابّه، يعني أمرأة زوج أمه لأنه كان يربيه(5)

1)




المطلب الثاني : تعريف التربية إصطلاحاً

التربية هي : " مجموعة التصرفات العملية والقولية التي يمارسها راشد بإرادته نحو صغير ، بهدف مساعدته في اكتمال نموه وتفتح استعداداته اللازمة وتوجيه قدراته ، ليتمكن من الإستقلال في ممارسة النشاطات وتحقيق الغايات التي يعد لها بعد البلوغ ، في ضوء توجيهات القرآن والسنة " (1)

والتربية الإسلامية هي :" تنمية جميع جوانب الشخصية الإسلامية الفكرية والعاطفية والجسدية والإجتماعية ، وتنظيم سلوكها على أساس من مبادئ الإسلام وتعاليمه ، بغرض تحقيق أهداف الإسلام في شتى مجالات الحياه " (2)

"والتربية الإسلامية ذات طابع شمولي تكاملي لجميع جوانب الشخصية الروحية والعقلية والوجدانية والإخلاقية والجسمية والإجتماعية والإنسانية ، وفق معيار الإعتدال والإتزان ، فلا إفراط في جانب دون غيره ولا تفريط في جانب لحساب آخر" (3)













المطلب الرابع: الطفل في الإصطلاح

الطفل : هو " عالم من المجاهيل المعقدة كعالم البحار الواسع الذي كلما خاضه الباحثون ، كلما وجدوا فيه كنوزاً وحقائق علمية جديدة . لا زالت منخفية عنهم وذلك لضعف وضيق إدراكهم المحدود من جهة ، واتساع نطاق هذا العالم من جهة أخرى" (1).


مدة الطفولة :

" والواقع أن الطفولة البشرية تمتد سنوات لا تقل عن اثني عشر سنة ، كما أن الطفولة البشرية تزداد بازدياد التقدم البشري " (2)

" والطفولة : المرحلة من الميلاد الى البلوغ " (3)



المبحث الثاني : حقوق المولود قبل الولادة :راجع مادة نظام الاسرة

المطلب الثاني : حقوق الجنين

الجنين في اللغة : من الفعل الثلاثي جَنَنَ : أي استتر ، وجنَّ الليل أظلم ، والجنين الولد ما دام في الرحم والجمع أجنه وأجبن(1)، وكل شيء سُتر عنك فقد جنَّ عنك (2)

والجنين عند الأطباء : ثمرة الحمل في الرحم حتى نهاية الأسبوع الثامن ، وبعده يدعى بالحمل

والجنين في علم الحياء : النبات الأول في الحبة ، والحيّ من مبدأ انقسام اللاقحه حتى يبرز الى الخارج (3)
قال تعالى : }وإذا أنتم أجنة في بطون أمهاتكم {(4)
" إن الشريعة تعتبر الجنين كائناً مستقلاً يتمتع بالحقوق الإنسانية التي يتمتع بها الآخرون دون أن يؤثر في ذلك أنه مستظل بحياة أمه داخل في كينونتها وغير منفصل عنها " (5)

من الحقوق التي تتعلق بحياء الجنين وسلامته :

1) وجهة الشارع الآباء الى اتخاذ الوسائل التي تكون بها حماية الطفل وصيانته من نزعات الشيطان عند وصفه في الرحم وذلك بالدعاء عند الجماع رجاء الولد الصالح(6)

عن ابن عباس قال : قال النبي -صلى الله عليه وسلم- ( أما لو أنَّ أحدهم يقول حين يأتي أهله باسم الله، اللهم جنبني الشيطان وجنب الشيطان ما رزقتنا ، ثم قدر بينهما في ذلك أو قضي ولد لم يضره شيطان أبدا ) (1)

2)إباحة الفطر في رمضان للحامل إن خافت على جنينها

3)الإسلام يدعو المرأة الحامل أن تأكل الطعام الطيب المفيد للجنين حيث تحتوي الوجبات الغذائية على نسبة كبيرة من الكالسيوم لبناء العظام والأسنان ، والحديد المهم للدم والفيتامينات وغير ذلك من الطعام المفيد المغذي للأم والجنين ،
وبالتالي فأن حالة الأم النفسية والصحية تؤثر على الجنين ، فمثلاً عند تقرب الأم لله –سبحانه وتعالى – بالطاعات كالصلاة وقراءة القرآن ، فإن الجنين يشعر بالطمانينة كأمه.

4)تحريم الإجهاض

لا يصح للمرأه أن تسقط جنينها ، وإذا فعلت ذلك عمداً أثمت وكان عليها الكفَارة والغُرّة وهي عُشر دية الأم " (2)
ولا يجوز تناول الأدوية التي تشكل خطراً على الجنين أو التعرض المباشر للأشعه في فتره معينة من الحمل ، مما يؤدي إلى إسقاطه أو تشوهه.



1) " تأجيل إقامة الحد على المرأه الحامل حتى تضع حملها وذلك حرمة للجنين وإبقاء على حياته " (1)

قال رسول الله – صلى الله عليه وسلم- للغامدية عندما جاءته وقالت له أنها زنت وأنها حامل ( امّا لا فاذهبي حتى تلدي ) .(2)

رتب الشارع عقوبات بدنية ومالية تلزم من يتقوى على الجنين (3)

عن أبي هريرة – رضي الله عنه- أن إمرأتين من هذيل ، رمت أحداهما الأخرى ، فطرحت جنينها ، فقضى فيه النبي – صلى الله عليه وسلم- بغرة : عبد أو أَمَة (4)

" وهذا الإهتمام كله بالجنين قبل أن يولد ، مفخرة من مفاخر هذا الدين " (5)











المبحث الثالث : المولود ما بعد الولادة

منذ الولادة حتى نهاية الحولين

المطلب الأول: استحباب البشارة بالمولود
" يستحب للمسلم أن يبادر الى مسرة أخيه المسلم إذا ولد له ولد مولود ، وذلك ببشارته وإدخال السرور عليه ، وفي ذلك تقوية للأواصر ، وتمتين للروابط ، ونشر لأجنحة المحبة والإلفة بين العوائل المسلمة " (1)
عن النعمان بن بشير قال رسول الله- صلى الله عليه وسلم –( مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم مثل الجسد ، اذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى) (2)
والقرآن الكريم ذكر البشارة بالولد في مواطن عدة قال تعالى : } فنادته الملائكة وهو قائم يصلي في المحراب أن الله يبشرك بيحيى{(3)
وقال أبو بكر بن المنذر في الأوسط ، وروينا عن الحسن البصري : أن رجلاً جاء اليه ، وعنده رجل قد ولد له غلام ، فقال له يهنئك الفارس فقال له الحسن : ما يدريك فارس هو أم حمار ؟ قال : فكيف تقول ؟ قال : بورك في الموهوب ، شكرت الواهب ، وبلغ أشده ورزقت بره" (4)
المطلب الثاني: الأذان في أذنه اليمنى، والإقامة في أذنه اليسرى

قال ابن قيم الجوزية من سر التأذين :
أ) أن يكون أول ما يقرع سمع الإنسان كلماته المتضمنه لكبرياء الرب وعظمته والشهادة التي أول ما يدخل بها في الإسلام، فكان ذلك كالتلقين له شعار الإسلام عند دخوله الى الدنيا كما يلقن كلمة التوحيد عند خروجه منها.

ب) وهي هروب الشيطان من كلمات الآذان ، وهو كان يرصده حتى يولد
قال رسول الله –صلى الله عليه وسلم – ( اذا نودي للصلاة أدبر الشيطان وله ضراط حتى لا يسمع التأذين ) (1)

جـ) أن تكون دعوته الى الله والى دينه الإسلام وإلى عبادته سابقة على دعوة الشيطان
المطلب الثالث: استحباب التحنيك
اهتم الرسول صلى الله عليه وسلم –بتحنيك المولود (3)
عن أبي موسى الأشعري –رضي الله عنه- قال: " وُلد لي غلام ، فأتيت به النبي – صلى الله عليه وسلم – فسماه ابراهيم ، فحنكه بتمرة ، ودعا له بالبركة ودفعه إليّ " (1)

قال النووي : " اتفق العلماء على استحباب تحنيك المولود عند ولادته بتمر فإن تغذية فما في معناه وقريب منه الحلو فيمضغ المحنك التمر حتى تصير مائعه بحيث تبتلع ثم يفتح فم المولد ويضعها فيه ليدخل شيء منها جوفه ويستحب أن يكون المحنك من الصالحين وممن يتبرك به رجلاً أو إمرأة فإن لم يكن حاضراً عند المولود حمل إليه " (2)

" عن أسماء بنت أبي بكر – رضي الله عنهما – أنها حملت بعبد الله بن الزبير بمكة، قالت : فخرجت وأنا مُتِمٌّ، [ أي اقتربت ولادتها ] فأتيت المدينة ، فنزلت قباء ، فولدت بقباء ، ثم أتيت به رسول الله- صلى الله عليه وسلم – فوضعه في حجره ، ثمَّ دعا بتمره فمضغها ، ثمَّ تفل في فيه ،فكان اول شيء دخل جوفه ريق رسول الله –صلى الله عليه وسلم- ثم حنكه بالتمره ، ثم دعا له فبرك عليه ،وكان أول مولود في الإسلام ، ففرحوا له فرحاً شديداً ، لأنهم قيل لهم: إن اليهود قد سحرتكم فلا يولد لكم " (3)

" التحنيك معناه مضغ التمرة ودلك حنك المولود بها ، وذلك بوضع جزء من الممضوغ على الإصبع ، وإدخال الإصبع في فم المولد ، ثم تحريكه يميناً وشمالاً بحركة لطيفة ، حتى يبلغ الفم كله بالمادة المضوعة ، وإن لم يتيسر التمر فليكن التحنيك بأية مادة حلوة كالمعقود ، أو رائب السكر الممزوج بماء الزهر ، تطبيقاً للسنة ، واقتداءاً بفعله – صلى الله عليه وسلم-
ولعل الحكمة في ذلك تقوية عضلات الفم بحركة اللسان مع الحنك مع الفكين بالتلمظ ، حتى يتهيأ المولود للقم الثدي ، وامتصاص اللبن بشكل قوي ، وحاله طبيعيه " (1)
وللتمر فوائد جمة للطفل وللأم اكتشفها الطب الحديث ففيه نسبة عالية من الكربوهيدرات التي تمد الجسم بالطاقة ، وغير ذلك وقد خاطب الله- سبحانه وتعالى- مريم -عليها السلام -بإن تأكل التمر. قال تعالى : { وَهُزِّي إِلَيْكِ بِجِذْعِ النَّخْلَةِ تُسَاقِطْ عَلَيْكِ رُطَباً جَنِيّاً {25}‏ فَكُلِي وَاشْرَبِي وَقَرِّي عَيْناً }(2)

.
المطلب الرابع: تسمية الطفل

للإسم تأثير نفسي كبير على الإنسان لذلك أوجب الإسلام عند اختيار اسم الطفل يكون هذا الإسم حسناً وذا معنى جيد .

ما يستحب من الأسماء وما يكره :
(1) " إن مما يجب أن يهم به المربى عند تسمية الولد ،أن ينتقي له من الأسماء أحسنها وأجملها والتي منها عبد الله وعبد الرحمن .
عن ابن عمر – رضي الله عنه – قال : قال رسول الله عليه وسلم- ( إن أحب أسمائكم الى الله -عز وجل- عبد الله وعبد الرحمن ) (1)
(2) عدم تسمية الإسم القبيح الذي يمس كرامته ويكون مدعاة للإستهزاء والسخرية عليه.
(3) عدم تسمية الطفل بالأسماء المختصة بالله سبحانه ، وفلا يجوز التسمية بالأحد ولا الصمد
(4) عدم تسمية الطفل بالأسماء المعبده لغير الله ، كعبد العزى ، وعبد الكعبة ، وعبد النبي وما شابهها فإن التسمية بهذه محرمة باتفاق .
(5) تجنيب الأسماء التي فيها تميع وتشبه وغرام ، حتى تتميز أمة الإسلام بشخصيتها
(6) تجنب الأسماء التي لها اشتاق من كلمات تشاؤم ، حتى يسلم الولد من مصيبة هذه التسمية وشؤمها ." (2)
عن أبي عمر رضي الله عنه أن ابنه لعمر كان يقال لها عاصيه ، فسماها رسول الله – صلى الله عليه وسلم – جميله (3)


المطلب الخامس: استحباب حلق رأس الطفل.

" ومن الأحكام التي شرعها الإسلام للمولود استحباب حلق رأسه يوم سابعه والتصديق بوزنه على الفقراء والمستحقين والحكمة في ذلك تتعلق بشيئين :
الأول : حكمة صحية
لأن في إزالة شعر رأس المولود تقوية له ، وفتحاً لمسام الرأس ، وتقوية كذلك لحاسة البصر والشم والسمع.

الثاني : حكمة اجتماعية
لأن التصديق بوزن شعره وفضه ، ينبوع آخر من ينابيع التكافل الإجتماعي ، وفي ذلك قضاء على الفقر ، وتحقيق لظاهرة التعاون والتراحم في ربوع المجتمع (1)
عن علي بن أبي طالب قال : عق رسول الله -صلى اله عليه وسلم – عن الحسن بشاةٍ وقال: ( يا فاطمه ،احلقي رأسه وتصدقي بزنه شعره فضه) (2)

والسبب في التصديق بالفضة أن الولد لما انتقل من الجنينية الى الطفلية كان ذلك نعمه يجب شكرها، وأحسن ما يقع به الشكر ما يؤذن ( يشعر ) أنه عوضه فلما كان شعر الجنين بقية النشأة الجنينية وإزالته إمارة الإستقلال بالنشأة الطفلية وجب أن يؤمر بوزن الشعر فضه ، فأما تخصيص الفضة فلأن الذهب أغلى ولا يجده إلا غني وسائر المتاع ليس له بال بزنه شعر المولود " (3)
المطلب السادس
العقيقة : الذبيحة التي تذبح عن المولود يوم سبوعه عند حلق شعره (1) (2).عن الذَكر شاتان والأنثى شاة.
من آداب الإسلام ، إظهار السرور بالوليد ، عن طريق العقيقة التي تذبح تكريماً له ، وشكراً لله -عز وجل- على نعمة الذرية (3)
عن سلمان بن عامر الضبي قال : سمعت رسول الله –صلى الله عليه وسلم – يقول : ( مع الغلام عقيقة ، فأهريقوا عنه دماً وأحيطوا عنه الأذى ) (4)
فالرسول – صلى الله عليه وسلم – ينتقل بهذا العمل من مجرد إظهار السرور والتفاخر ، ليأخذ أهميته ضمن العبادات التي يتقرب بها الى الله " (5)
والسؤال : لماذا هذا التفريق بين الذكر والأنثى ؟
" ذكر الحليمي أن الحكمة في كون الأنثى على النصف من الذكر ان المقصود استبقاء النفس فاشبهت الدية " (6)


" إن فرحة الوالدين بالذكر تصل بهما الى درجة التشبع ،...، هذه الفرحة التي تنحسر موجتها قليلاً أو كثيراً في حال ولادة الأنثى . ومعنى ذلك : أن واقعية الإسلام تعترف بهذه الفرحة وتقدرها قدرها . وبدل أن ينفس الوالدان عنها بطرق غير مشروعة ، يدعو الإسلام الى استيعاب هذه الفرحة واحتوائها ، وإفراغ شحنتها لهذه المظاهرة الأسرية أي بذبح شاتين لا شاه واحده " (1)

من فوائد العقيقة :
1) "طاعة الله سبحانه وتعالى التي تجلب بركتها على الوليد الجديد ، وإحياء لسنة النبي – صلى الله عليه وسلم –.
2) إشاعة المودة بين المدعوين الى وليمة العقيقة
3) التمسك بالشخصية الإسلامية في زحام الصدام بين القيم المتحاربة.
4) اتباع داعية البذل والعطاء وعصيان داعية الإمساك والبخل .
5) ومن فوائدها أنها تفك رهان المولود فإنه مرتهن بعقيقته قال الإمام أحمد : " مرتهن عن الشفاعة لوالدية ." (2)
6) ومن فوائدها أنها فدية يفدي بها المولود كما فدى الله -سبحانه وتعالى- اسماعيل - عليه السلام- الذبيح ، بالكبش.(3)

" إن العقيقة عن المولود سنة مستحبة عند جمهور الأئمة والفقهاء ، فعلى الأب إن ولد له مولود وكان مستطيعاً قادراً أن يحيي سنة رسول الله – صلى الله عليه وسلم – حتى يحظى بالفضيلة والأجر عند الله -سبحانه وتعالى
المطلب السابع: الختان : (1)

الختان موقع القطع من الذكر والأنثى (2)
والختان: قطع القُلفَه ( أي الجلده ) التي على رأس الذكر.

وفي الإصطلاح الشرعي : هو الحرف المستدير على اسفل الحشفه ، أي موضع القطع من الذكر (3)

" إن الختان رأس الفطره ، وشعار الإسلام وعنوان الشريعة . وهو واجب على الذكور وإنَّ من لم يبادر اليه في إسلامه ، ولم يقم على تنفيذه قبيل بلوغه ، فإن يكون آثماً ، مرتكباً المعصية ، واقعاً في الوزر والحرام ، لكون الختان شعاراً من شعائر الإسلام (4)
قال رسول الله – صلى الله عليه وسلم – ( الفطرة خمس أو خمسٌ من الفطره ، الختان والإستحداد ، ونتف الإبط , وتقليم الإظفار ، وقص الشارب ) (5)

الحكمة من الختان :

أ‌- " الحكمة الدينية :

(1) أنها رأس الفطرة وشعار الإسلام وعنوان الشريعة.
(2) أنه من تمام الحنيفية التي شرعها الله على لسان ابراهيم -عليه السلام-
(3) يميز المسلم من غيره من اتباع الديانات والملل الأخرى.
(4) أنه إقرار بالعبودية لله ، والإمتثال لأوامره والخضوع لحكمة وسلطانه

ب‌- الحكمة الصحية :

(1) أنه يجلب النظافة والترتيب وتحسين الخلقة وتعديل الشهوه
(2) أنه تدبير صحي عظيم يقي صاحبه كثيراً من الأمراض والإختلاطات.

يقول د. صبري القباني في كتابه حياتنا الجنسية : وفي الختان بعض الفوائد نذكر منها :

(1) بقطع القلفه يتخلص المرء من المفرازات الدهنية ، ويتخلص من السيلان الشحمي المقزز للنفس ويحال دون امكان التفسخ والإنتان
(2) يتخلص المرء من خطر أنحباس الحشفه أثناء التمدد.
(3) يقلل الختان إمكان الإصابة بالسرطان
(4) تجنيب الطفل من الإصابة بسلس البول الليلي
(5) يخفف الختان من كثرة استعمال العادة السرية لدى البالغين" (1)

المطلب الثامن : الرضاعة الى الحولين والفطام

أرضعت الأم : كأن لها ولد ترضعه. والولد جعلته يرضع ، فهي مرضع ومرضعه والجمع مراضع (1) وفي التنزيل العزيز : } وحرمنا عليه المراضع من قبل { (2)
والرضاع : هو مص الطفل اللبن من ثدي المرأة في أول حولين بعد الولادة
قال تعالى : {والوالدات يرضعن أولادهن حولين كاملين لمن أراد ان يتم الرضاعة وعلى المولود له رزقهن وكسوتهن بالمعروف } (3)
خصائص لبن الأم :



أن لبن الأم يفوق الألبان الحيوانية والألبان الصناعية من زوايا عديدة منها ما يلي :

(1) إن لبن الأم يحتوي على نسب متوازنة من غذاء الرضيع تتلاءم مع احتياجاته، وتلتقي مع احتياجات الرضيع في فترات الرضاعة المختلفة تمشيه مع نموه .

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(2) أنه يحتوي على مواد بروتينية تكسب الرضيع قوة ومناعة ضد بعض الأمراض التي تحصنه منها الأم في الشهور الأولى من عمره
(3) أن هذا اللبن لا يتعرض للتلوث حيث أنه يخرج من الأم الى الطفل مباشره
(4) انه يقرب الإتصال النفسي بين الأم والطفل الرضيع ،وبهذا ترشح عاطفة الأمومة والبنوة بالرباط المتين الصادق الصحيح.
(5) أن لبن المسمار الذي تفرزه الأم في الأيام الأولى من الرضاع يعمل على تنشيط الأمعاء لدى الطفل، فيحدث اللبن المناسب لدى الطفل ويساعد على عملية الإخراج الطبيعية." (1)
(6) "يعد حليب الأم الحليب المثالي للنمو العقلي للطفل، ولوحظ انخفاض في نسبة الإصابة بالأمراض النفسية واضطرابات السلوك لدى الأطفال الذين رضعوا من أثداء أمهاتهم بالمقارنة مع الذين رضعوا من الرضاعة الصناعية "(2)
وعلى الأم أن تغذي نفسها جيداً حتى يتوفر الحليب الجيد

من فوائد الرضاعة للأم :
(1) " الإرتباط النفسي والعاطفي بين الأم وطفلها أثناء الرضاعة ، من العوامل الهامة لإستقرار الطفل والأم نفسياً.
(2) عودة الرحم الى وضعه وحجمه الطبيعي بسرعه أثناء الرضاعة ولولا ذلك لأصيب الرحم بسرعه بالإنتان". يحمي الإرضاع من الثدي من الإصابة بسرطان الثدي "(4)

وإن لم يتمكن الطفل الرضاعة من أمه لأي سبب من الأسباب كوفاة الأم وضع العلماء شروط للمرضعة كأن تكون شابه قوية ذات أخلاق حسنه وبعيده عن الإنفعالات النفسيه (5)
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
" وتؤثر طريقة الفطام على شخصية الطفل ومشاعره تجاه أمه وتجاه المجتمع فيما بعد، فخبراته قد تكون إيجابيه، ويعتمد ذلك على أسلوب الم في الفطام.
ولا شك أن التبكير في الفطام له مساوئ كثيرة ، تشعر الطفل بالحرمان م نالحب والحنان، لذلك تنعكس على الطفل في مص الأصابع ، أو النكوص فيما بعد ، لذلك حرص الإسلام أن تكون مدة الرضاعة مناسبة؛ وليس معنى ذلك تأجيل عملية الفطام إلى وقت متأخر جداً، وتدليلة مما قد يؤدي إلى تثبيت عادات طفليه يتمسك بها الطفل فيما بعد ، وتعيق اعتماده على نفسه، وانفصاله عن أمه

المطلب التاسع : الحضانة والولاية
الحضانة :
" الحضانة : الولاية على الطفل لتربية وتدبير شؤونه .
ودور الحضانة : مدارس ينشأ فيها صغار الأطفال " (3)
" وتربية الطفل في أحضان والديه تهيئ له كل أسباب النمو الصالح جسمياً وعقلياً وتعده نفسياً لإستقبال الحياه والنجاح فيها " (4)
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

والحضانة حق للنساء وقد أثبتها النبي – صلى اله عليه وسلم – للنساء
واختلف الأئمة في مدة الحضانة فذكر الشافعي " الأم أحق بالطفل ذكراً كان أو أنثى الى أن يبلغا سبع سنين (1)
وفي مقابل رأي الشافعي : يرى بعض العلماء عدم تحديد المدة بسن معينه بل يجعل من استقلال الطفل بأمور نفسه غايه لوجوده في حضانة أمه وبداية تؤهله للعيش في كنف الأم (2)

إن الحاضنة يشترط بصلاحيتها للحضانة ثلاثة شروط :
(1) " ألا تكون متزوجه من أجنبي عنه ، لأن ذلك الأجنبي في الغالب لا ينظر اليه نظرات عاطفيه
(2) أن تكون قادرة على صيانته والمحافظة عليه فإذا كانت عاجزة إما لشيخوخه فانيه، أولضعف عقلي ظاهر أو لعدم التفرغ والإنشغال أكثر الوقت فإنها لا تكون صالحة للحضانة.
(3) أن تكون أمينة على خلقه ودينه . " (3)
الأب صاحب الحق في الولاية والأثر التربوي لهذا الحق:
" لقد تقرر أن الأم أحق من الأب في الحضانة لقدرتها على ذلك على نحو يفوق الأب أما الولاية ، أي إدارة شؤون الأولاد من الجانب المالي والتأديبي وتوجيههم الى مهن أو حرف اوتعليم تخصص وغير ذلك فإن الرجال أقدر لما فطروا فيه على جوانب القوة والثبات (5)

وصفات المربي كثيرة أهمها:
المطلب الأول: " العِلم
عُدَّةُ المربي في عملية التربية. فلابد أن يكون لديه قدر من العلم الشرعي، إضافة إلى فقه الواقع المعاصر.
والعلم الشرعي: هو علم الكتاب والسنّة، ولا يطلب من المربي سوى القدر الواجب على كل مكلف أن يتعلمه.
ولو نظر المتأمل في أحوال الناس لوجد أن جل الأخطاء العَقَدية والتعبدية إنما ورثوها عن آبائهم وأمهاتهم، ويَظَلُّون عليها إلى أن يقيّض الله لهم من يعلمهم الخير ويربيهم عليه، كالعلماء والدعاة والإخوان الصالحين أو يموتون على جهلهم.
والمربي الجاهل بالشرع يحول بين أبنائه وبين الحق بجهله؛ وقد يعاديه لمخالفته إياه، كمن يكره لولده كثرة النوافل أو ترك المعاصي أو الأمر بالمعروف أو طلب العلم أو غير ذلك.
ويحتاج المربي أن يتعلم أساليب التربية الإسلامية ويدرس عالم الطفولة، لأن لكل مرحلة قدرات واستعدادات نفسية وجسدية، وعلى حسب تلك القدرات يختار المربي وسائل زرع العقيدة والقيم وحماية الفطرة السليمة . ولذا نجد اختلاف الوسائل التربوية بين الأطفال إذا اختلفت أعمارهم، بل إن الاتفاق في العمر لا يعني تطابق الوسائل التربوية؛ إذ يختلف باختلاف الطبائع.
وعلى المربي أن يعرف ما في عصره من مذاهب هدَّامة وتيارات فكرية منحرفة، فيعرف ما ينتشر بين الشباب والمراهقين من المخالفات الشرعية التي تَفدُ إلينا؛ ليكون أقدر على مواجهتها ، وتربية الأبناء على الآداب الشَرعية.

المطلب الثاني: الأمانة
وتشمل كل الأوامر والنواهي التي تضمنها الشرع في العبادات والمعاملات ومن مظاهر الأمانة أن يكون المربي حريصاً على أداء العبادات، آمراً بها أولاده، ملتزماً بالشرع في شكله الظاهر وفي الباطن، فيكون قدوة في بيته ومجتمعه،
المطلب الثالث: القوة
أمرٌ شامل ،...، وكثير من الآباء يتيسر لهم تربية أولادهم في السنوات الأولى؛ لأن شخصياتهم أكبر من شخصيات أولادهم ، ولكن قليلٌ أولئك الآباء الذين يظلون أكبر وأقوى من أبنائهم ولو كبروا.

وهذه الصفة مطلوبة في الوالدين ومن يقوم مقامهما، ولكن لابد أن تكون للأب وهي جزء من القوامة، ولكن ثمة خوارقٌ تكسر قوامة الرجل وتضعف مكانته في الأسرة، منها:

* أن تكون المرأة نشأت في بيت تقوده المرأة، والرجل فيه ضعيف منقاد، فتغصب هذه المرأة القوامة من الرجل بالإغراء، أو التسلط وسوء الخُلق، واللسان الحاد

* أن تعلن المرأة أمام أولادها التذمر أو العصيان، أو تتهم الوالد بالتشدد والتعقيد، فيرسخ في أذهان الأولاد ضعف الأب .

* أن تَعرض المرأة على زوجها أمراً فإذا أبى الزوج خالفته خفية مع أولادها، فيتعود الأولاد مخالفة الوالد والكذب عليه.

وفي بعض الأحوال تصبح الأم في حيرة، كأن يطلب الأولاد شيئاً لا يمنعه الشرع ولا الواقع، ولكن الأب يمانع لرأي يراه قد يفصح عنه وقد يكتمه، فيحاول الأولاد إقناع الأب فلا يقتنع، ففي هذه الحال لابد أن تطيع المرأة، وتطيّب نفس أولادها وتبين لهم فضل والدهم ورجاحة عقله، وتعزيهم بما في الحياة من أحداث تشهد أن للوالدين إحساساً لا يخيب، وهذا الإحساس يجعل الوالد أحياناً يرفض سفر ولده مثلاً، ثم يسافر الأصدقاء فيصابون بأذى فيكون رفض الوالد خيراً وذلك بسبب إحساسه.

المطلب الرابع: العدل
وقد كان السلف خير أسوة في العدل بين أولادهم.
والعدل مطلوبٌ في المعاملة والعقوبة والنفقة والهِبَة والملاعبة والقُبَل،والصدقة ولا يجوز تمييز أحد الأولاد بعطاء لحديث النعَمان المشهور.
عن النعمان بن بشير قال: " تصدق عليّ أبي ببعض ماله" فقالت أمي عمرة بنت رواحة لا أرضى حتى تشهد رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فانطلق أبي إلى النبي -صلى الله عليه وسلم- ليشهده على صدقتي فقال له رسول الله -صلى الله عليه وسلم- (أفعلت هذا بولدك كلهم) قال :لا قال تربية الطفل في الإسلام frown.gifاتقوا الله واعدلوا في أولادكم) فرجع أبي فرد تلك الصدقة.(1)
ولا يعني العدل تطابق أساليب المعاملة، بل يتميز الصغير والطفل العاجز أو المريض ، وذلك لحاجتهما إلى العناية. وكذلك الولد الذي يغيب عن الوالدين بعض أيام الأسبوع للدراسة أو العمل أو العلاج، ولابد أن يبيّن الوالدان لبقية الأولاد سبب تمييز المعاملة بلطف وإشفاق، وهذا التميز ليس بدرجة الكبيرة ولكن فرق يسير بين معاملة هؤلاء ومعاملة البقية، وهذا الفرق اليسير يتسامح الإخوة به ويتجاوزون عنه.
والعدل ليس في الظاهر فقط، فإن بعض الناس يعطي هذا خفية عن إخوته وهذا الاستخفاء يعلِّمُ الطفل الأنانية والتآمر
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

المطلب الخامس: الحرص
وهو مفهوم تربوي غائبٌ في حياة كثير من الأسر، فيظنون أن الحرص هو الدلال أو الخوف الزائد عن حده والملاحقة الدائمة، ومباشرة جميع حاجات الطفل دون الاعتماد عليه، وتلبية جميع رغائبه.
والأم التي تمنع ولدها من اللعب خوفاً عليه، وتطعمه بيدها مع قدرته على الاعتماد على نفسه، والأب الذي لا يكلف ولده بأي عمل بحجة أنه صغير كلاهما يفسده ويجعله اتّكالياً ضعيف الإرادة، عديم التفكير. والدليل المشاهَد هو: الفرق الشاسع بين أبناء القرى والبوادي وبين أبناء المدينة .
والحرص الحقيقي المثمر: إحساسٌ متوقدٌ يحمل المربي على تربية ولده وإن تكبَّد المشاق أو تألم لذلك الطفل. وله مظاهر منها:
(أ) الدعاء: إذ دعوة الوالد لولده مجابة، لأن الرحمة متمكنة من قلبه فيكون أقوى عاطفة وأشد إلحاحاً ، ولذا حذر الرسول – صلى الله عليه وعلى آله وسلم – الوالدين من الدعاء على أولادهم فقد توافق ساعة إجابة.

(ب) المتابعة والملازمة: لأن العملية التربوية مستمرة طويلة الأمد، لا يكفي فيها التوجيه العابر مهما كان خالصاً صحيحاً .
والملازمة وعدم الغياب الطويل عن البيت شرط للتربية الناجحة، وإذا كانت ظروف العمل أو طلب العلم أو الدعوة تقتضي ذلك الغياب فإن مسؤولية الأم تصبح ثقيلة، ومن كان هذا حاله عليه أن يختار زوجة صالحة قوية قادرة على القيام بدور أكبر من دورها المطلوب.

المطلب السادس: الحزم
وبه قوام التربية، والحازم هو الذي يضع الأمور في مواضعها، فلا يتساهل في حال تستوجب الشدة ولا يتشدد في حال تستوجب اللين والرفق .

وضابط الحزم: أن يُلزم ولده بما يحفظ دينه وعقله وبدنه وماله، وأن يحول بينه وبين ما يضره في دينه ودنياه، وأن يلزمه التقاليد الاجتماعية المَرعيَّة في بلده ما لم تعارض الشرع.


وإذا كان المربي غير حازم فإنه يقع أسير حبه للولد، فيدلّله، وينفذ جميع رغائبه، ويترك معاقبته عند الخطأ، فينشأ ضعيف الإرادة منقاداً للهوى، غير مكترث بالحقوق المفروضة عليه .

وليس حازماً من كان يرقب كل حركة وهمسة وكلمة، ويعاقب عند كل هفوة أو زلّة، ولكن ينبغي أن يتسامح أحياناً .

المطلب السابع: الصلاح
فإن لصلاح الآباء والأمهات أثر بالغ في نشأة الأطفال على الخير والهداية – بإذن الله – وقد قال سبحانه: { وَكَانَ أَبُوهُمَا صَالِحًا} (1) ، وفيه دليل على أن الرجل الصالح يُحْفَظ في ذريته، وتشمل بركة عبادته لهم في الدنيا والآخرة، بشفاعته فيهم، ورفع درجتهم إلى درجته في الجنة لتقر عينه كما جاء في القرآن ووردت به السنة .

ومن المُشاهَد أن كثيراً من الأسر تتميز بصلاحها من قديم الزمن وإن ضل ولد أو زلَّ فَاءّ إلى الخير بعد مدة؛ لصلاح والديه وكثرة طاعتهما لله. وهذه القاعدة ليست عامة

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) سورة الكهف، آيه 82


المطلب الثامن: الصدق
وهو "التزام الحقيقة قولاً وعملاً"، والصادق بعيد عن الرياء في العبادات، والفسق في المعاملات، وإخلاف الوعد وشهادة الزور، وخيانة الأمانات
ومن مظاهر الصدق ألا يكذب المربي على ولده مهما كان السبب، لأن المربي إذا كان صادقاً اقتدى به أولاده
وبعض الأطفال يتعلم الرياء بسبب المربي الذي يتظاهر أمام الناس بحال من الصلاح أو الخلق أو الغنى أو غيرها ثم يكون حاله خلاف ذلك بين أسرته .

المطلب التاسع: الحِكمة
وهي وضع كل شيء في موضعه، أو بمعنى آخر: تحكيم العقل وضبط الانفعال، ولا يكفي أن يكون قادراً على ضبط الانفعال واتباع الأساليب التربوية الناجحة فحسب، بل لابد من استقرار المنهج التربوي المتبع بين أفراد البيت من أم وأب وجد وجدة وإخوان وبين البيت والمدرسة والشارع والمسجد وغيرها من الأماكن التي يرتادها؛ لأن التناقض سيعرض الطفل لمشكلات نفسية .

وعلى هذا ينبغي تعاون الوالدين واتفاقهما على الأسلوب التربوي المناسب، وإذا حدث أن أمر الأب بأمر لا تراه الأم فعليها أن لا تعترض أو تسفِّه الرجل، بل تطيع وتنقاد ويتم الحوار بينهما سراً لتصحيح خطأ أحد الوالدين دون أن يشعر الطفل بذلك.





بسم الله الرحمن الرحيم

الفصل الثاني

بناء شخصية الطفل ( العقائدية ، والعبادية والخُلقية والصحية والعلمية ) منذ استكماله حولين إلى قبيل سن الرشد.

المبحث الأول: البناء العقائدي
المطلب الأول: أهمية مرحلة الطفولة في غرس العقيدة
المطلب الثاني: أسس غرس أركان الإيمان في الأطفال :
المطلب الثالث : ترسيخ حب النبي – صلى الله عليه وسلم- وحب آل بيته .
المطلب الرابع : الإيمان بالملائكة :
المطلب الخامس : الإيمان بالكتب السماوية:
المطلب السادس : الإيمان بالرسل عليهم السلام
المطلب السابع : الإيمان باليوم الآخر :
المطلب الثامن : الإيمان بالقدر خيره وشره
المطلب التاسع : تعليم الطفل القرآن والسنة النبوية المطهرة :
المطلب العاشر: الثبات على العقيدة والتضحية من أجلها

المبحث الثاني : البناء العبادي
المطلب الأول : تكامل العقيدة مع العبادة في تربية الطفل
المطلب الثاني: الصلاة
المطلب الثالث : الصيام وبيان حكمه على الطفل وأثره عليه
المطلب الرابع : الزكاة
المطلب الخامس : الحج






المبحث الثالث: البناء الأخلاقي
المطلب الأول: خلق تاديب الأطفال
المطلب الثاني: أنواع الآداب النبوية للأطفال

المبحث الرابع: البناء البدني
المطلب الأول: أهداف التربية البدنية
المطلب الثاني: بعض الممارسات الرياضية في الإسلام
المطلب الثالث : فوائد اللعب وقيمته
المطلب الرابع : قواعد الأكل والشرب والتغذية وأثرها على التربي البدنية
المطلب الخامس: التربية البدنية وآداب النوم
المطلب السادس: إهتمام الأطفال بالنظافه
المطلب السابع: الوقاية من الأمراض والعلاج منها

المبحث الخامس : البناء العلمي
المطلب الأول : الشريعة تدعو إلى العِلم بمعناه الشامل
المطلب الثاني : العِلم في القرآن الكريم
المطلب الثالث : العِلم في السنة النبوية المطهرة
المطلب الرابع: السن الذي يبدأ فيه تعليم الطفل وتأديبه








الفصل الثاني
بناء شخصية الطفل ( العقائدية ، والعبادية والخُلقية والصحية والعلمية ) منذ استكماله حولين إلى قبيل سن الرشد.

المبحث الأول: البناء العقائدي

المطلب الأول: أهمية مرحلة الطفولة في غرس العقيدة

إن تأسيس العقيدة السليمة منذ الصغر أمر بالغ لأهمية في منهج التربية الإسلامية ، وأمر بالغ السهولة كذلك اذا ما وعى الوالدان واجباتهما في إداء هذه المهمة التي أوكلها الله عز وجل (1) لهما .
كما قال الإمام الغزالي : " وأعلم أن الطريق في رياضة الصبيان من أهم الأمور وأوكدها والصبي أمانة عند والديه ، وقلبه الطاهر جوهرة نفيسه ساذجه خاليه عن كل نقش وصوره . وهو قابل لكل ما نقش، ومائل الى كل ما يمال به اليه ، فإن عود الخير وعلمه نشأ عليه وسعد في الدنيا والآخرة وشاركه في ثوابه أبواه وكل معلم له ومؤدب ، وإن عود الشر وأهمل إهمال البهائم شقي وهلك وكان الوزر في رقبة القيم عليه والوالي له . (2) .
قال تعالى: } يا أيها الذين آمنوا قوا أنفسكم وأهليكم نارا { (3)

وهي كما قال الشاعر : (1)
وينشا نأشئ الفنييان منا على ما كان عوده أبوه
وما دان الفتى بحجىً ولكن يعلمه التدين أقربوه

وقال بعضهم : (2)
إنَّ الغصون إذا قومتها اعتدلت ولا يلين اذا قومته الخشب
وينفع الأدب الأحداث في صغر وليس ينفع عند الشيبة الأدب

[ وبالتالي ] " فإن هذه المرحلة هي أهم مرحلة وأخطرها ،وأنها المرحلة الأساسية في التلقين والتوجيه والتأسيس لهذه العقيدة السليمة ، التي يجب أن يقوم بها الوالدان بشكل أساسي ، بالإستعانه بالمربين إن أمكن ذلك، وضمن المنهج الإسلامي الصحيح النابع من القرآن الكريم والسنة المطهرة ، مع الإستفادة من تربية السلف وحسن تطبيقهم لهذا المنهج" (3)

ومرحلةُ الطفولة مهمة لأنَّ :

أولا : " مرحلةُ الطفولة مرحلة صفاء وخلو فكر ، فتوجيه الطفل للناحية الدينية يجد فراغاً في قلبه ، ومكانا في فكره ، وقبولا من عقله .

ثانيا : مرحلة الطفولة مرحلة تتوقد فيها ملكات الحفظ والذكاء ، ولعل ذلك بسبب قلة الهموم ، والأشغال التي تشغل القلب في المراحل الأخرى ، فوجب استغلال هذه الملكات وتوجيهها الوجهة الصحيحة .



ثالثا : مرحلة الطفولة مرحلةُ طهر وبراءة ، لم يتلبس الطفل فيها بأفكار هدامة ، ولم تلوث عقلَه الميولُ الفكرية الفاسدة ، التي تصده عن الاهتمام بالناحية الدينية.

رابعا : أصبح العالَم في ظل العولمة الحديثة ، كالقرية الصغيرة ، والفردُ المسلم تتناوشه الأفكار المتضادة والمختلفة من كل ناحية ، والتي قد تصده عن دينية ، أو تشوش عليه عقيدته، فوجب تسليح المسلمين بالثقافة الدينية
خامسا : غرس الثقافة الدينية في هذه المرحلة يؤثر تأثيرا بالغا في تقويم سلوكه وحسن استقامته في المستقبل ، فينشأ نشأة سليمة ، باراً بوالديه ، وعضواً فعالا في المجتمع .






المطلب الثاني: أسس غرس أركان الإيمان في الأطفال :

من خلال سيرة النبي – صلى الله عليه وسلم – ومنهجه التربوي في تعليم أطفاله وأطفال الصحابة أُسس دينهم يتضح لنا كيفية غرس أركان الإيمان في الأطفال وذلك من خلال أسس وهي ما يلي :

الأساس الأول: إحياء بذرة الفطرة في نفس الطفل والتي تتمثل بتلقين الطفل كلمة التوحيد بالآذان في أذنه اليمنى والإقامة في أذنه اليسرى.

الفطرة هي: " الخلقة الثابتة المستقيمة التي وضعها الله –عز وجل- في الإنسان منذ ولادته،
" ولكي نحمي بذور الفطرة في نفوس الأطفال علينا منذ الأيام الأولى لولادته بالتأذين في أذنه اليمنى والإقامة في أذنه اليسرى. " (2)
قال تعالى : } فطرت الله التي فطر الناس عليها ، لا تبديل لخلق الله { (4)
عن أبي هريرة – رضي الله عنه- أن رسول الله – صلى الله عليه وسل – قال : (ما من مولود إلا يولد على الفطرة فأبواه يهودانه ، أو ينصرانه أو يمجّسانه ) (1)
قال الشوكاني " أي كل مولود يولد على الدين الحق فإذا لزم غيره فذلك لأصل ما يعرض له بعد الولادة من التغييرات من جهة أبويه أو سائر من يربيه. " (2)

الأساس الثاني : تثبيت اعتقادهم بالله الواحد الأحد ، وترسيخ حب الله تعالى :

لماذا نعلمهم حب الله تعالى :
أ-لأن الله تعالى قال عن الذين يحبونه: { قُل إن كُنتم تحبون اللهَ فاتَّبعوني يُحِببْكُم اللهُ ،ويَغفر لكم ذنوبَكم،واللهُ غفورٌ رحيم } (3)

ب- لأن الله جلَّ شأنه هو الذي أوجدنا من عَدَم،وسوَّى خَلقنا وفضَّلنا على كثير ممَّن خلق تفضيلا،ومَنَّ علينا بأفضل نعمة وهي الإسلام، ثم رزقنا بالكثير من فضله دون أن نستحق ذلك،ثم هو ذا يعدنا بالجنة جزاءً لأفعال هي من عطاءه وفضله، فهو المتفضِّل أولاً وآخِرا.
جـ - عن أبي الدرداء قال : قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ( كان من دعاء داود يقول اللهم إني أسألك حبك وحب من يحبك والعمل الذي يبلغني حبك، اللهم اجعل حبك أحب إلي من نفسي وأهلي ومن الماء البارد) (4) ولنا في ذلك أسوة الحسنة.
د- لأن الحب يتولد عنه الاحترام والهيبة في ا لسر والعلن، وما أحوجنا إلى أن يحترم أطفالنا ربهم ويهابونه- بدلاً من أن تكون علاقتهم به قائمة على الخوف من عقابه أو من جهنم- فتكون عبادتهم له متعة روحية يعيشون بها وتحفظهم من الزلل .

هـ- لأن الأطفال في الغالب يتعلقون بآبائهم وأمهاتهم -أو مَن يقوم برعايتهم وتربيتهم- أكثر من أي أحد،مع العلم بأن الآباء ، والأمهات، والمربين لا يدومون لأطفالهم، بينما الله تعالى هو الحيُّ القيوم الدائم الباقي الذي لا يموت،والذي لا تأخذه سِنةٌ ولا نوم، فهو معهم أينما كانوا وهو الذي يحفظهم ويرعاهم أكثر من والديهم،...،إذن فتعلقهم به وحبهم له يُعد ضرورة، حتى إذا ما تعرضوا لفقدان الوالدين أو أحدهما عرفوا أن لهم صدراً حانياً، وعماداً متيناً، وسنداً قوياً هو الله -سبحانه وتعالى-.

و- لأنهم إذا أحبوا الله عز وجل وعلموا أن القرآن كلامه أحبوا القرآن، وإذا علموا أن الصلاة لقاء مع الله فرحوا بسماع الأذان، وحرصوا على الصلاة وخشعوا فيها، وإذا علموا أن الله جميل يحب الجمال فعلوا كل ما هو جميل وتركوا كل ما هو قبيح، وإذا علموا أن الله يحب التوابين والمتطهرين، والمحسنين، والمتصدقين، والصابرين، والمقسطين، والمتوكلين، وأن الله مع الصابرين،وأن الله ولي المتقين، وأنه وليُّ الذين آمنوا وأن اللهَ يدافع عن الذين آمنوا،...، إجتَهَدوا ليتصفوا بكل هذه الصفات، ابتغاء مرضاته، وحبه، والفوز بولايته لهم، ودفاعه عنهم.
ز- لأنهم إذا أحبوا الله -جل وعلا- أطاعوا أوامره واجتنبوا نواهيه بطيب نفس ورحابة صدر
حـ- لأن حب الله يعني استشعار وجوده -عز وجل - معنا في كل وقت ومكان، مما يترتب عليه الشعور بالراحة والاطمئنان والثبات، وعدم القلق أو الحزن

خ. الكرامة\ { ولقد كرَّمنا بني آدم} (1)... وإذا أردنا لهم الدرجات العُلا في الدنيا والآخرة،فلا مفر من مساعدتهم على حب الله الذي يقودهم إلى التقوى، " (2) فيصبحوا من الذين قال عنهم :{إن أكرمكم عند اللهِ أتقاكم }(3)


المطلب الثالث : ترسيخ حب النبي – صلى الله عليه وسلم- وحب آل بيته .

قال تعالى : { قُلْ إِن كُنتُمْ تُحِبُّونَ اللّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ }(1)
" إنَّ حب الرسول –صلى الله عليه وسلم- واجب على كل مسلم وهو يأتي بعد حُبِّهِ لله -سبحانه وتعالى- ،وقد أمرنا الله -سبحانه وتعالى- بِحُب الرسول –صلى الله عليه وسلم- وقرن حُبَّه-سبحانه وتعالى- بحب الرسول –صلى الله عليه وسلم- "(2)

" يعطي القرآن الكريم الصورة الواضحة المميزة عن أخلاقة [ محمد - صلى الله عليه وسلم-] وأفعاله وأقواله قال تعالى: { وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ } (3) ، ونحن نعيش بعيدين عنه بفاصلة زمنية هي أربعة عشر قرناً، ولقد أبقى القرآن الكريم الرسول العظيم – صلى الله عليه وسلم- حياً في قلوب المسلمين متعايشاً في مشاعرهم وتفكيرهم يفضون تجاهه بمشاعر الحب والتقدير ، واجنبا كمربين أن نرسخ في نفوس أطفالنا حب رسول الله –صلى الله عليه وسلم- وحب آل بيته، وأن نبين لهم أن حب رسول الله –صلى الله عليه وسلم- يفوق كل حب ، وأنَّ حبه من الإيمان" (4) مصداقاً لقوله –صلى الله عليه وسلم- ( لا يؤمن أحدكم حتى أكون أحب إليه من والده وولده والناس أجمعين) (5)
ولكن تتحقق الاتباع بالآتي:
1) الاستجابة القوية لأوامره وتنفيذها، واجتناب نواهيه وبالبعد عنها، قال تعالى: { وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانتَهُوا } (1)
2) التأسي برسول الله –صلى الله عليه وسلم- في أقواله وأفعاله باتخاذه القدوة الحسنة.

قال تعالى: { لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِّمَن كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيراً } (3)
لكن علينا أن نُعلِم أطفالنا بأن يتخذوا الرسول – صلى الله عليه وسلم – قدوتهم في الله ويتأسوا به ويسيروا على طريقه وبالتالي ينالوا السعادة في الدنيا والآخرة والطمأنينة والسكينة والفلاح.

حب آل بيت النبي – رضوان الله عليهم :
قال تعالى : { إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا } (4)
علينا أن نحب آل بيت النبي – صلى الله عليه وسلم – ونسير حسب نهجهم.
ولنخبر أولادنا عنهم ولنتأس بهم لأنهم :
" أعلم المسلمين وأعبدهم وأورعهم وأتقاهم وأكرمهم وأحلمهم ، وأشجعهم الى جميع صفات الكمال " (5)
المطلب الرابع : الإيمان بالملائكة :

يجب على المربين التدرج في غرس العقيدة للطفل، ابتداءاً بغرس حب الله ورسوله وآله ثم ملائكته، وسوف نتكلم الآن -إن شاء الله تعالى- عن الإيمان بالملائكة. (1)
وعند التدرج يراعى الإستعداد العقلي لقبول ما يقال له ويبدأ بتوضيح :
أ‌) من هم الملائكة .
ب‌) وما هي صفاتهم
ت‌) وما يفعلون وكم عددهم.

الملائكة هم : " من العالم غير المنظور ، عالم الغيب أو عالم ما وراء الطبيعة ، ولا يَعلم حقيقتهم إلا الله سبحانه ، وهم من عباد الله المسخرين لطاعته والمجنّدين لتنفيذ أوامره.
قال تعالى : { عليها ملائكة غلاظ شداد ، لا يعصون الله ما أمرهم ويفعلون ما يؤمرون } (2) وإنهم لا يتوالدون ولا يوصفون بذكروه ولا بأنوثه ... وقد خلق الله سبحانه وتعالى الملائكة من نور " (3)
والإيمان بهم هو التصديق الحازم بوجودهم وبصفاتهم وبأعمالهم .

من صفات الملائكة:
1) مخلوقون من نور.
2) أنهم متفاوتون في الخلق والأقدار تفاوتاً لا يعلمه إلا الله (4)
قال تعالى : { الحَمْدُ لِلَّهِ فَاطِرِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ جَاعِلِ الْمَلَائِكَةِ رُسُلاً أُولِي أَجْنِحَةٍ مَّثْنَى وَثُلَاثَ وَرُبَاعَ يَزِيدُ فِي الْخَلْقِ مَا يَشَاءُ إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ } (5)
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
3) لا يعصون الله ما أمرهم ويفعلون ما يؤمرون قال تعالى : { وَقَالُوا اتَّخَذَ الرَّحْمَنُ وَلَداً سُبْحَانَهُ بَلْ عِبَادٌ مُّكْرَمُونَ {26} لَا يَسْبِقُونَهُ بِالْقَوْلِ وَهُم بِأَمْرِهِ يَعْمَلُونَ } (1)

4) منحوا القدرة على التشكل بأشكال مختلفة.

من أعمال الملائكة ووظائفهم :

1) " الوحِي : وهذه الوظيفة خاصة بجبريل – عليه السلام- فهو الذي ينزل على الأنبياء والرسل بالوَحِي.
2) تسجيل أعمال الناس.
3) الإستغفار للمؤمنين وطلب الرحمه لهم.
4) رعاية الجنة وأهلها" (2) قال تعالى : { وَسِيقَ الَّذِينَ اتَّقَوْا رَبَّهُمْ إِلَى الْجَنَّةِ زُمَراً حَتَّى إِذَا جَاؤُوهَا وَفُتِحَتْ أَبْوَابُهَا وَقَالَ لَهُمْ خَزَنَتُهَا سَلَامٌ عَلَيْكُمْ طِبْتُمْ فَادْخُلُوهَا خَالِدِينَ }(3) والقيام بشؤون النار وأهلها قال تعالى : { كَلَّا لَئِن لَّمْ يَنتَهِ لَنَسْفَعاً بِالنَّاصِيَةِ {15} نَاصِيَةٍ كَاذِبَةٍ خَاطِئَةٍ {16} فَلْيَدْعُ نَادِيَه{17}سَنَدْعُ الزَّبَانِيَةَ} (4)

أعداد الملائكة :

الملائكة لا يحصون عدداً في علم المخلوقات، لكثرتهم الكاثرة ولأنهم من جنود الرحمن، قال تعالى: { وما يعلم جنود ربك إلا هو } (5)




الثمار التي يجنيها الأطفال من إيمانهم بالملائكة :

1) " الإيمان بالملائكة يدل على صدق الإيمان، لأن الملائكة ليسوا من عالم الشهادة بل هم من عالم الغيب، وقد أوجب الله الإيمان بهم، وقد جعل الله –سبحانه وتعالى- الإيمان بالغيب من ابرز صفات المؤمنين قال تعالى { الم {1} ذَلِكَ الْكِتَابُ لاَ رَيْبَ فِيهِ هُدًى لِّلْمُتَّقِينَ { 2} الَذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ وَيُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنفِقُونَ } (1)


2) تنمية الشعور بالمسؤوليه ودوام المراقبة لله سبحانه، لأن الله -عز وجل -قد وكل بنا الملائكة يحصون علينا أعمالنا صغيرها وكبيرها، وهم معنا يطلعون علينا ويسجلون ذلك في سجلات سوف تعرض علينا يوم القيامة ونحاسب عليها فيدفعنا ذلك لمحاسبة أنفسنا على اعمالنا والازدياد من أعمال الطاعة والخير والبعد عن المعاصي.

3) زيادة الشكر لله -عز وجل- وحمده على نعمه التي لا تعد ولا تحصى ومنها أعمال الملائكة التي تساعد المؤمن على الازدياد من اعمال الخير.

4) تقوية ثقة المؤمن بنصر الله وتأييده، وذلك عندما يعتقد المؤمن أن هناك ملائكة قد كلفوا بنصره وتأييده ، كما حدث ذلك لرسول الله –صلى الله عليه وسلم- في معركة بدر.

5) حمل الإنسان على التشبه بهم ، في الإقدام على الطاعات ، والابتعاد عن المعاصي." (2)
المطلب الخامس : الإيمان بالكتب السماوية:

من أركان العقيدة الإسلامية الإيمان بجميع الكتب السماوية قال تعالى : {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ آمِنُواْ بِاللّهِ وَرَسُولِهِ وَالْكِتَابِ الَّذِي نَزَّلَ عَلَى رَسُولِهِ وَالْكِتَابِ الَّذِيَ أَنزَلَ مِن قَبْلُ وَمَن يَكْفُرْ بِاللّهِ وَمَلاَئِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ فَقَدْ ضَلَّ ضَلاَلاً بَعِيداً } (1)
" لا بد أن يؤمن المسلم بجميع كتب الله -سبحانه وتعالى- المنزّلة على رسله الكرام؛ ليبلغوا بها دينه وشرعه الى عباده ، وذلك حتى يكتمل ايمان المسلم وتصح عقيدته." (3)

" وهذه الكتب هي الصحف المنزلة على ابراهيم -عليه السلام- والتوراة المنزلة على موسى -عليه السلام- والزبور على داوود -عليه السلام- والإنجيل المنزل على عيسى بن مريم -عليه السلام- ثم خاتمها المصدق لها والمهيمن عليها ،... ، واشملها واكملها وأعظمها والموجه الى البشرية كاملة : القرآن الكريم المنزّل على خاتم الأنبياء والمرسلين محمد – صلى الله عليه وسلم – " (4)

ثمار الإيمان بالكتب السماوية :

(1) " يزيد من معرفة المؤمن بكتب الله التي أنزلها على عباده وما كان فيها من عقائد وشرائع ، وذلك من خلال ما ورد في القرآن الكريم والسنة المطهرة في ذلك.

(2) أنه يبين للمؤمن أن جميع العقائد التي دعت إليها هذه الكتب واحدة ولكن الشرائع مختلفة بحسب الزمان والمكان



المطلب السادس : الإيمان بالرسل عليهم السلام

على المربين أن يغرسوا في نفوس أبنائهم التصديق الجازم بأن الله ارسل الرسل مبشرين بالجنة لمن يطيع أوامر الله، ومنذرين بالنار لمن يعصي الله . (1)

قال تعالى : { رُّسُلاً مُّبَشِّرِينَ وَمُنذِرِينَ لِئَلاَّ يَكُونَ لِلنَّاسِ عَلَى اللّهِ حُجَّةٌ بَعْدَ الرُّسُلِ وَكَانَ اللّهُ عَزِيزاً حَكِيماً } (2)

" ولا يكمل ايمان المسلم ولا يصح إلا بايمانه بالأنبياء والرسل جميعاً من أولهم آدم -عليه السلام -الى خاتمهم سيدنا محمد- صلى الله عليه وسلم – وقد اصطفى الله -عز وجل -من خلقه من البشر رسلاً أطهاراً ليبلغوا عنه دينه وشرعه ، ويهدوا عباده الى الصراط المستقيم ويخرجوهم من الظلمات الى النور ، وأيدهم الله بالبيّنات والمعجزات كبرهان على صدقهم ، واقناع الناس برسالاتهم. " (3)
قال تعالى : { وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِّلْعَالَمِينَ} (6)

ثمار الإيمان بالرسل عليهم السلام :

تحضير الناشئين على التأسي بهم والاقتداء بأخلاقهم والاهتداء بسننهم والاسترشاد بسيرتهم ، وجعلهم الرمز الحي والقدوة المثلى والأسوة الحسنة في العبادة والطاعة وفي الإيمان والعمل وفي الصدق والإخلاص وفي العدل والأمانة وفي الأخلاق والسلوك وفي السيرة والتصرف ، وفي المواقف ، والإتجاهات ، وفي المثابرة والإجتهاد ، وفي الصبر على المكاره والشدائد وفي الجلد والتحمل ، وفي أداء الحقوق والقيام بالواجبات وفي شتى مناشط الحياة والمعاملات والعلاقات . " (1)

قال تعالى : { لقد كان لكم في رسول اله أسوة حسنة لمن كان يرجوا الله واليوم الآخر وذكر الله كثيراً } (2)











المطلب السابع : الإيمان باليوم الآخر :

اليوم الآخر : " هو نهاية الحياة الدنيا وبداية الحياة الأخرى ، الذي جعله الله للحساب والثواب والعقاب.
الإيمان باليوم الآخر : هو التصديق الجازم واليقين القاطع بما يكون بعد الموت من الحياة البرزخية ، وأحوال القبر والبعث والحشر والنشر والصحف والميزان والحساب والجزاء والصراط والحوض والشفاعة والجنة والنار " (1)

نبقى في تربية الطفل على هذا التسلسل السابق تدريجياً حتى نصل اليه الى أن الدنيا فانية وهي دار اختيار وابتلاء وأن الإنسان لم يخلق عبثاً وإنما لهدف وغاية قال تعالى : { أَفَحَسِبْتُمْ أَنَّمَا خَلَقْنَاكُمْ عَبَثاً وَأَنَّكُمْ إِلَيْنَا لَا تُرْجَعُونَ } (2) وأن أعمال الدنيا ستكون في كفه موازيننا يوم القيامه.

الأهداف التربية المترتبة على الإيمان باليوم الآخر والتي لها أثرها الفعّال في نفوس ومشاعر وقلوب الأطفال :
" ترشد فلسفة التربية الإسلامية في القرآن والسنة العملية التربوية بمناهجها ووسائلها ، وتوجه القائمين عليها من آباء ومربين ومسؤولين الى جني ثمار التأثيرات الإيجابية للإيمان باليوم الآخر - لما فيه من ترسيخ للإيمان والعقيدة بأركانها المتعددة.
- ولما فيه من إحساس دائم بخشية الله تعالى ومراعاته في السر والعلن.
- يدفع الفرد المسلم الى اتباع سبل الهدى والرشاد ، وفعل الخيرات والصالحات، وتجنب حبائل الشرك واضلال وعدم التردي في مهاوي الفساد والمنكرات." (3)
المطلب الثامن : الإيمان بالقدر خيره وشره

عن عمر بن الخطاب:" كنا عند رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فجاء رجل شديد بياض الثياب شديد سواد الشعر لا يرى عليه أثر السفر ولا يعرفه منا أحد حتى أتى النبي -صلى الله عليه وسل-م فألزق ركبته بركبته ثم قال:" يا محمد ما الإيمان" قال: ( أن تؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر والقدر خيره وشره ...) (1)

عن ابن عباس قال:" كنت خلف رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يوما فقال: ( يا غلام إني أعلمك كلمات احفظ الله يحفظك احفظ الله تجده تجاهك إذا سألت فاسأل الله وإذا استعنت فاستعن بالله واعلم أن الأمة لو اجتمعت على أن ينفعوك بشيء لم ينفعوك إلا بشيء قد كتبه الله لك ولو اجتمعوا على أن يضروك بشيء لم يضروك إلا بشيء قد كتبه الله عليك رفعت الأقلام وجفت الصحف). (2)

الإيمان بالقدر هو: " التصديق واليقين القاطع بأنَّ كل شيء من خير أو شر ، او حركة أو سكوت ،...، إنما يقع على علم من الله تعالى ومشيئته وقدرته ، وانه تعالى الفعّال لما يريد لا يكون شيء إلا بإرادته ، و لا يخرج شيء عن مشيئته ، وليس في العالم شيء يخرج عن تقدريره ، ولا يصدر إلاّ عن تدبيره (3)



ويخاطب المربي الطفل قائلاً: " وأنت يا ولدي كما يمتحنك معلموك في المدرسة لمعرفة اجتهادك في الدروس ، ومقدار التفاوت بينك وبين غيرك من زملائك الطلاب، كذلك -سبحانه وتعالى- يمتحن عبادة ويختبرهم ، ويمتحن بعضهم بالملك والسلطان والغنى والصحة، وآخرين بالفقر والمرض والنكبات" (1)

" فعلينا كمربين أن نفهم أطفالنا مسألة القضاء والقدر على قدر ما يبلغه عقولهم. إننا نجلس الى جانب أطفالنا وبكل بساطة ورويه فنقول لهم إن الإنسان في الدنيا معرض لكل أنواع المصائب والآلام ولعله يفتقر بعد غنى ويمرض بعد صحه ... فماذا يصنع ؟ ليس له إلا التسليم، والصبر والرضى بقضاء الله تعالى ... راجياً الثواب والأجر في الآخرة " (2)

قال تعالى : { مَا أَصَابَ مِن مُّصِيبَةٍ فِي الْأَرْضِ وَلَا فِي أَنفُسِكُمْ إِلَّا فِي كِتَابٍ مِّن قَبْلِ أَن نَّبْرَأَهَا إِنَّ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ } (3)

أنَّ الإيمان بالقضاء وبالقدر ليس مدعاة للتواكل ، والعجز والسلبيه والهروب من الواقع ، بل هو في حقيقته محرك داخلي للإنسان المسلم، ليتحدى المصاعب ويتخطى العراقيل ويتحمل الشدائد ويجتاز المكاره " (4)

ويمكن أن أذكر للطفل نماذج واقعية حدثت مع أناس مثل مرض أصابهم وكيف أن هذا المرض في المستقبل كانت النتيجة الحتمية له خير لصاحبة.



أثر الإيمان بالقضاء والقدر في نفوس أولادنا :

(1) عندما يعلم الطفل ان إيمان المؤمن يتجدد كلما مرت به المحن والشدائد ، فهو يعلم أن الله لا يريد به إلا خيراً فهو على موعد في هذه الحياة مع أقدار الله ، فإنَّ نفسه لا تضيق ولا تجزع إنما يواجه الشدائد بنفس راضيه بقضاء الله وقدره " (1)
قال تعالى : { قل لن يصيبنا إلا ما كتب الله لنا }(2)
(2) " كذلك عندما يعلم أطفالنا : إن مجريات الأمور بيد الله سبحانه ، وبأنه سبحانه يفعل ما يشاء ويختار، لأنه له مطلق التصرف في ملكه فإنَّ ذلك يؤدي الى زياده ارتباطه بخالقه وتوجهه اليه، ومن ثمَّ تعلق آماله ودعاءه ورجاءه به.


" إنْ غُرس الإيمان بالقضاء والقدر في قلب الطفل وعقله، فإنه سوف يواجه مشاكله واتعابه وهمومه بصدر رحب بقضاء الله وقدره ومن ثم يسلم أمره الى الله ويعيش بعد ذلك مطمئن القلب هادئ البال " (4)
(3) " من آمن بقدر الله سبحانه لا يجزع ولا يفرغ ولا يسخط عند المصائب ونزول النوائب بل يستلم لقدر الله ويحتسب عند الله الثواب ويذكر عند الصدمه الأولى قول الله تعالى: { وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ {155} الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُم مُّصِيبَةٌ قَالُواْ إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّـا إِلَيْهِ رَاجِعونَ {156} أُولَـئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِّن رَّبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولَـئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ } (5) " (6)


المطلب التاسع : تعليم الطفل القرآن والسنة النبوية المطهرة :

قال عبد الله علوان : " إنه لا يصلح آخر هذه الأمة إلا بما صلح عليه أولها، فإذا كان صلاح أول هذه الأمة بالقرآن تلاوةً وعملاً وتطبيقاً، وعزتها بالإسلام فكرةً وسلوكاً وتحقيقاً ، فآخر هذه الأمة لا تصل الى مراتب الصلاح ، ولا تتحقق مظاهر العزة ، إلاّ أن نربط أولادنا بهذا القرآن الكريم فهماً وحفظاً وتلاوة وتفسير وتخشعاً وعملاً وسلوكاً وأحكاماً، فاحرص – أخي المربي – أن تهيئ لأولادك وبناتك من يعلمهم القرآن الكريم سواء أكان التعليم لهم في البيت أو في المسجد ، أو في مراكز تعليم القرآن الكريم.
واعلم أنك إذا قمت بهذه المهمة على وجهها الصحيح، فتكون قد قمت بواجب المسؤولية نحو ولدك وربطته بالقرآن روحاً وفكراً وتلاوة وعملاً وأحكاماً

وأوصى الغزالي المربين بتعليم أولادهم " القرآن وأحاديث الأخبار وحكايات الأبرار وأحوالهم لينغرس في نفسه حب الصالحين
" كذلك يحب الإهتمام بتعليم أولادنا السنة النبوية المطهره لأنها التطبيق العملي والبيان القوي للتربية الإسلامية للنشيء ، فكل بحث في تربية الطفل نجد له أصلاً ومنبعاً من إرشاد المربي الأكبر-صلى الله عليه وسلم- فالحديث الشريف ذو أثر كبير في الإيمان والسلوك ، وإن أحاديث الرسول – صلى الله عليه وسلم – لها أثر كبير في بناء النفس والروح


" لا بد للمربي – أوالوالدين – أن يهتما أثناء تلاوة الطفل بتفسير موجز بسيط للقرآن حتى تفتح معاني القرآن قلب وعقل الصغير، " (1)

وعلى المربين الاهتمام بغرس فضل تلاوة القرآن الكريم في نفوس أطفالهم لأهمية تلاوة القرآن الكريم .
قال تعالى : { الذين أتيناهم الكتاب يتلونه حق تلاوته أولئك يؤمنون به } (2)

قال رسول الله – صلى الله عليه وسلم - : ( إن أفضلكم من تعلم القرآن وعلمه ) (3)




المبحث الثاني : البناء العبادي

المطلب الأول : تكامل العقيدة مع العبادة في تربية الطفل

" إن الطفولة ليست مرحلة تكليف وإنما هي مرحلة إعداد وتدريب للوصول الى مرحلة التكليف عند البلوغ .


" العبادة هي العبودية لله وحده والتلقي من الله وحده في أمر الدنيا والآخرة ، ثمَّ هي الصلة الدائمة بالله في هذا كله " (2)

إنَّ الأحكام التشريعية العبادية إنما هي منبثقة عن القاعدة الأساسية؛ ألا وهي الإيمان بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر والقدر خيره وشره.
فلو انعدم إيمان المسلم برسالة سيدنا محمد –صلى الله عليه وسلم – ونبوته لما كان هناك صلاة وصوم ولا حج ولا زكاة.

"
" والعقيدة تمثل الجانب النظري من الدين وقد دعا الرسول –صلى الله عليه وسلم- الناس إليها في بدء رسالته، امّا الشريعة فهي الجانب العملي من الدين " (4)
" إنَّ النواحي العبادية هي الأمور المهمة التي لا بدَّ من أخذها بكل اهتمام وجدية على طريق تكملة بناء الإنسان المسلم وتتم هذه الخطوة عن طريق الوالدين والمربين؛ بأن يعودوا الطفل على ممارسة الأمور العبادية من صوم وصلاة وما شابه ذلك، والغاية من ذلك تعويد الطفل وتمرينه على فعل العبادات والطاعات ،وإن لم يدرك ما الفائدة منها، وما المنفعة المترتبة عليها، إلاّ أنَّ ممارسته على فعلها مع تشجيعه عليها بحيث تصبح عادة لديه، فلا يصعب عليه متى كبر وشبّ أن يؤدي صلاته ، وحتى تصبح الصلاة وما فيها من فائدة جزءاً من تفكيره وسلوكه " (1)

المطلب الثاني: الصلاة

الصلاة في الاصطلاح : " هي أقوال وأفعال مفتتحة بالتكبير ومختتمة بالتسليم، بشرائط مخصوصة".(3)

مراحل تأسيس العباده لدى الطفل المسلم :

(1) مرحلة الأمر بالصلاه
يبدأ الوالدان بتوجيه الأوامر للطفل بأن يقف معهما في الصلاه وذلك في بداية وعيه وإدراكه(3)

" لابدَّ أن تقوم التربية في البيت عن طريق المحاكاة والقدوة والتلقين، ذلك أن الطفل ينشأ فيعمل ما يعلمه أبواه، فإذا كانا يقيمان الصلاه فعل مثلهما وانطبعت في ذهنه تلك الصورة وتاثر بها مدى الحياه" (4)

(2) مرحلة تعليم الطفل الصلاه : حيث يبدأ الوادان بتعليم الطفل أركان الصلاه وواجباتها ومفسداتها وقد حدد النبي – صلى الله عليه وسلم – سن السابعة بداية المرحلة للتعليم.
عن رسول الله – صلى الله عليه وسلم – قال ( مروا الصبي بالصلاه إذا بلغ سبع سنين ‘ فإذا بلغ عشر سنين فاضربوه عليها ) (1)
" انظر في قوله: مروا لمدة ثلاث سنوات يعني من سبع إلى عشر ، ثلاث سنوات في كل سنة 360 يوما تقريبا في 3 سنوات = 1080 يوما تقريبا في خمس أوامر عند كل صلاة تقول له: صل = 1080 × 5 = 5400 أمر بالصلاة بدون ضرب أو نهر أو تعذيب . " (2)
لقد كان الرسول – صلى الله عليه وسلم – يعلم الأطفال ما يحتاجونه في الصلاه
عن الحسن بن علي رضي الله عنهما قال: " علمني رسول الله -صلى الله عليه وسلم- كلمات أقولهن في الوتر اللهم اهدني فيمن هديت وعافني فيمن عافيت وتولني فيمن توليت وبارك لي فيما أعطيت وقني شر ما قضيت فإنك تقضي ولا يقضى عليك وإنه لا يذل من واليت تباركت ربنا وتعاليت " (3)

(3) مرحلة الأمر بالصلاه والضرب على تركها :
" وتبدأ في سن العاشرة من عمر الطفل، فإذا قصر في صلاته أو تهاون وتكاسل في إدائها ، فعند ذلك يجوز للوالدين استخدام الضرب تأديباً له على ما فرط في حق نفسه ، وعلى ظلمه لها باتباع سبل الشيطان " (4)
ويكون الضرب " ضرب المعلم المربي المشفق لا ضرب المنتقم ،وذلك لكي يضعوا الطفل في موقع الجدية وليعلم أن هذا الأمر جدّ لا هزل فيه ، فعل لا قول ويشترط في الضرب أن يؤلم بعض الشيء لا أن يشوه أو يجرح " (5)
أن نفهم الطفل سبب الضرب كأن نقول لهم حديث رسول الله – صلى الله عليه وسلم- ( مروا الصبي بالصلاه إذا بلغ سبع سنين ‘ فإذا بلغ عشر سنين فاضربوه عليها .) (6)
(4) مرحلة اصطحاب الأطفال الى المساجد لصلاة الجماعة


الفوائد التي يجنيها الطفل من الصلاه في المساجد :
(1) " يحس بقوة ارتباطه بجماعة المصلين من المؤمنين الذين هم أبناء مجتمعه في الحي والبلدة
(2) ينمو عنصر الأخوة الصادقة ، فيشعر الطفل بأنه أخ قريب لكل الذين صلوا معه في المسجد
(3) المسجد بيت الله يشعر القادم إليه أنه في ضيافة الله ، وعليه أن يراقب نفسه في هذا البيت أكثر من أيِّ مكان آخر ،مما يجعل مشاعره تسمو في أجواء رحبه عامره بالروحانيه الصادقة والتقوى العامره.
(4) يتعليم الطفل بصلاة الجماعة في المسجد الترتيب والتنظيم وتوحيد الصفوف المعبرة عن وحدة القلوب.
(5) تصيغ صلاة الجماعة في المسجد الطفل صياغة خُلقيه، فيتشكل لديه إحساس يومي بتفقد إخوانه المواظبين على الصلاه جماعه معه ، وبذا يتكون عنده الدافع للاهتمام بشؤون الناس عامه .
(6) يجيد آداب السماع الى الوعظ والإرشاد." (3)

(5) مرحلة حضور صلاة الجماعة :

قال رسول الله –صلى الله عليه وسلم – ( من توضأ فأحسن الوضوء ثم أتى الجمعه فاستمع وانصت غفر له ما بينه وبين الجمعه، وزيادة ثلاثة أيام ، ومن مسَّ الحصى فقد لغا )(1)

على المربين جعل الصبي يرتاد المسجد في الجمعة وغيرها من أجل حسن تربيتة إذ هو بذاك يحصل على فوائد كثيره منها : (2)
(1) عندما يبلُغ، يكون معتاداً على إقامة صلاة الجمعه
(2) تأثره بسماع الخُطبه إذ فطرته تكون حساسه لالتقاط أحاديث الإيمان وسيرة الرسول – صلى الله عليه وسلم-
(3) بسماعه الخُطبة يلتقط أحاديث الإيمان خاصة أنه في سن يحسن فيه الاستقبال ، وله فيها تدريب على سماع الموعظة والعلم
(4) يتألف مع مجتمعه ويتعارف بالناس ، إضافة إلى أن حضوره يزيد من مخزونه المعرفي الإجتماعي والإنساني.
(5) يكون الطفل بحضوره لصلاة الجمعه من الحاضرين للساعه المستجاب فيها الدعاء التي حدَّث عنها رسول الله – صلى الله عليه وسلم- .
(6) تزود صلاة الجمعه الطفل بطاقة ايمانية روحيه تجعله قادراً على أداء الصلوات الخمس، وتساعده على أداء الطاعات الأخرى بين الجمعه والجمعه.
(7) يتعرف الطفل من خلال صلاة الجمعه على علماء الأمه، مما يجعله محترماً لهم مقدراً لعلمهم.

ثم تأتي مرحلة اصطحاب الطفل لصلاة العيد وتعليمه صلاة الإستخاره والحاجه.



وسائل عملية في كيفية تعليم الطفل الصلاة:

1) " القدوة : لابد أن يكون الأب والأم قدوة حسنة لأبنائهم بأن يكونا حريصين على أداء الصلاة في أوقاتها لأن فاقد الشيء لا يعطيه . لابد أن يرى الأبناء الأب إذا حان وقت الصلاة يبادر إلى المسجد أما ما يكون من بعض الآباء من تهاون وعدم حرص على الصلاة في جماعة والصلاة في البيت وبعيدا عن أعينهم فإن ذلك يغرس فيهم التهاون بالصلاة ..

2) الترغيب والترهيب :
يقدم الترغيب على الترهيب

أساليب الترغيب:

• أن يذكر الأب لأبنائه أن الصلاة هي جزء بسيط من شكر الله على نعمه الكثيرة علينا .
• أن يذكر الأب لأبنائه فوائد الصلاة في الدنيا والآخرة ففي الدنيا للصلاة فوائد كثيرة فهي رياضة وهي وقاية من أمراض العمود الفقري والمفاصل وهي راحة وطمأنينة وهي تعلم السمع والطاعة والنظام وترتيب الأوقات ..الخ وفي الآخرة الجنة وما فيها من نعيم .
• أن يجعل الأب مسابقة لا بنائه في المحافظة على الصلاة ويجعل جائزة قيمة للفائز منهم .
• يمدح من يصلي من الأبناء أمام أقاربه وأمام جيرانه ويكون المدح لأنه حافظ على الصلوات. وهناك أساليب كثيرة للترغيب يمكن أن تطبقوها .





أساليب الترهيب :

• يذكر الأب لأولاده حكم تارك الصلاة وعقوبته في الدنيا والآخرة
• يتدرج مع أولاده بأن يبدأ أولا بالمعاتبة وإبداء الضيق والغضب لمن يصلي ثم إذا لم يفلح ذلك يحرمهم من بعض الأمور التي يحبونها كالمصروف مثلا وكالحرمان من الخروج من البيت مع الأصحاب وكحرمانه من الهدايا التي يعطيها للمتفوقين ..الخ.
• إذا لم ينفع معه ذلك فإن آخر الدواء الكي كما يقال فلابد من استعمال الشدة كالضرب بالعصا قال -صلى الله عليه وسلم-: ( مروا الصبي بالصلاه إذا بلغ سبع سنين ‘ فإذا بلغ عشر سنين فاضربوه عليها .) (1) نعم من الرحمة بهم أن تقسو عليهم في أمر الصلاة فالله يقول : { يا أيها الذين آمنوا قوا أنفسكم واهليكم نار وقودها الناس والحجارة } (2)

3) إظهار الاهتمام بالصلاة وتقديمها على كل شيء:

• لا بد ّللأب إذا رجع من المسجد أن يسأل ويتفقد أولاده صلوا أم لم يصلوا حتى يحسوا أنه حريص على أن يصلوا.

أخيرا حتى يطيعك أولادك و ينفذوا أوامرك لا بد أن يحبوك أولا ، لا بد أن تحسن علاقتك معهم ، وأن تكون علاقتك معهم قوية ، وأن يروك دائما جالسا معهم في البيت . " (3)








وللصلاه فوائد جمه فبالإضافة الى الراحة والطمأنينة النفسية فلها آثار خُلقية عديدة ، فقد قال تعالى: { إن الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر } (1)

ولها آثار اجتماعية فالمؤمن يصبح " عضواً نافعاً في المجتمع الذي يعيش فيه ، يعمل وينتج ويعمّ خيره على الناس كافه " (2)

أما عن الفوائد الصحية فهي كثيرة ،ابتداءً من الوضوء وانتهاءً بالتسليم ، ففيها اتقاء من الأمراض وتفريغ للطاقة الكهرومغناطيسيه عن طريق السجود وهذا ما اكتشفه العلم الحديث.

" ووضع الركوع والسجود وما يحدث فيه من ضغط على أطراف أصابع القدمين يؤدي إلى تقليل الضغط على الدماغ ." (3)










المطلب الثالث : الصيام وبيان حكمه على الطفل وأثره عليه

الصيام : " هو الإمساك عن الأكل والشرب والجماع وسائر المفطرات من طلوع الفجر الثاني إلى غروب الشمس ، بنية الصوم تقرباً الى الله – عز وجل- " (1)

قال تعالى : { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ } (2)

" والصيام وسيله لتقوى الله -عز وجل- بفعل الواجبات وترك المحرمات" (3) وهو" عباده بين العبد وربه لا رقابه اجتماعية أو قانونية عليها " (4)
ذكر ابن حجر العسقلاني : " الجمهور على أنه لا يجب [ الصيام]على من دون البلوغ ،....، وقال به الشافعي أنهم يؤمرون به للتمرين عليه اذا أطاقوه . " (5)
(4) حلبي، عبد المجيد طعمه، التربية الإسلامية للأولاد منهجاً وهدفاً وأسلوباً ، ص156
(5) أحمد بن علي ، فتح الباري شرح البخاري ، كتاب الصوم، باب صوم الصبيان، جـ4/286
(6) سهام مهدي جبار، الطفل في الشريعة الإسلامية ومنهج التربية النبوية، ص280
(7) في ظلال القرآن، جـ1/168

أثر الصيام في نفس الطفل :
*تفجير معاني العطف والشفقة والرفق والخير في نفسه، وتحريك مشاركته الوجدانية الصادقة للآخرين وإعانة المحتاجين منهم والمعوزين ، وتقوية ميله الاجتماعي فيعمل مع غيره على حفظ كيان جماعته بالتكافل والتراحم و التعاون، فضلاً عما للصوم من ميزة كبيرة في حفظه لصحة الصائم البدنية ووقايته من الأمراض والعلل المختلفة." (1)

- " يعتاد ألا يتكلم كذباً ولا زوراً ولا غشاً ولا يمارس غدراً ولا خيانه ولا ايذاءً أو عدواناً على الناس في أموالهم أو اعراضهم" (2) قال رسول الله- صلى الله عليه وسلم - : ( والصيام جُنَّه (3) ، فإذا كان يوم صوم أحدكم فلا يرفث ولا يصخب ، فإن سابه أحد أو قاتله فليقل : إني صائم والذي نفسي محمد بيده لخلوف فم الصائم أطيب عند الله من ريح المسك ، للصائم فرحتان يفرحهما : اذا أفطر فرح ، وإذا لقي ربه فرح بصومه )

- يتعلم النظام لأن المسلم في رمضان يأكل بنظام ، وينام بنظام ويستيقظ بنظام ولذا فإنك ترى


الزكاة: "هي النماء والزياده ، وهي حق واجب في مال خاص لطائفه مخصوصه في وقت خاص " (1). قال تعالى أن النظام يتجلى في المجتمع الإسلامي بأروع صوره في رمضان


المطلب الرابع : الزكاة: { خُذْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ صَدَقَةً تُطَهِّرُهُمْ وَتُزَكِّيهِم بِهَا } (2)


الآثار التربوية لفريضة الزكاه على الفرد والجتمع :

الزكاه هي " منهاج تربوي وعلاج عملي أصيل لضعف النفس، وتطهيرها من داء الشح والأثره وعبادة المال " (5)


*والمساهمة بثروتة في تنمية ثروة الجماعة ومالها ، واسثماره وترشيده فيها يعود بالخير على الجماعة كلها ، ويحول دون تكدس الأموال وتخزينها، لأنَّ في ذلك تعطيلاً لوظيفتها التي خصها الله تعالى بها،
*ومن شأن الزكاه كتشريع رباني حكيم اذا رُسِخت في نفس الناشئ منذ طفولته من خلال عملية التربية والتنشئة الإجتماعية ، أن تؤدي الى خلق مجتمع عادل رحيم تسوده المحبة بدل الحقد ، والتعاطف بدل التقاطع والتعاون بدل الإستغلال والتكافل بدل الصراع والسعاده بدل الشقاء وتقوى فيه روح الانتماء الاجتماعي بين أفراده جميعاً ، فيتعاونون على البر والتقوى والإحسان،
المطلب الخامس : الحج
الحج : "هو التعبد لله-عز وجل - بأداء المناسك على ما جاء في سنه رسول الله – صلى الله عليه وسلم – في مكان مخصوص وفي زمان مخصوص " (2)
قال تعالى : { إِنَّ أَوَّلَ بَيْتٍ وُضِعَ لِلنَّاسِ لَلَّذِي بِبَكَّةَ مُبَارَكاً وَهُدًى لِّلْعَالَمِينَ {96} فِيهِ آيَاتٌ بَيِّـنَاتٌ مَّقَامُ إِبْرَاهِيمَ وَمَن دَخَلَهُ كَانَ آمِناً وَلِلّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلاً وَمَن كَفَرَ فَإِنَّ الله غَنِيٌّ عَنِ الْعَالَمِينَ } (3)
عن أبي هريره – رضي الله عنه- ، قال : سمعت النبي – صلى الله عليه وسلم – يقول – ( من حج لله فلم يرفث ولم يفسق رجع كيوم ولدته أمه ) (4)
حكم حج الصغير :
" إذا أحرم الصبي بالحج صح نقلاً ، فإن كان مميزاً فعل كما يفعل البالغ من الرجال والنساء، وإن كان صغيراً عَقد عنه الإحرام وليه، ويطوف ويسعى به ، ويرمي عنه الجمرات ،

والأفضل أن يؤدي ما قدر عليه من مناسبك الحج أو العمره ، وإذا بلغ فيما بعد لزمه أن يحج حجه الإسلام ، ومن حج به فهو مأجور" (1)عن ابن عباس – رضي الله عنهما- قال:رفعت إمرأة صبياً لها فقالت:" يا رسول الله ألهذا حج"؟ قالتربية الطفل في الإسلام frown.gifنعم ولك الأجر). (2)
محاسن وأسرار الحج :
(1) الحج مظهر عملي للأخوة الإسلامية ، ووحدة الأمه الإسلاميه حيث تذوب في الحج فوارق الأجناس والألوان واللغات والأوطان والطبقات، وتبرز حقيقة العبوديه والأُخوّه، فالجميع بلباس واحد يتجهون لقبله واحده ويعبدون إلهاً واحداً
(2) والحج مدرسة يتعود فيها المسلم على الصبر ويتذكر فيها اليوم الآخر وأهواله ويستشعر فيه لذة العبودية ، ويعرف عظمة ربه ، وافتقار الخلائق كلها اليه
(3) والحج موسم كبير لكسب الأجور ، تضاعف فيه الحساب وتكفر فيه السيئات ،...، فيرجع من الحج نقياً من الذنوب كيوم ولدته أمه.
(4) تذكير بأحوال الأنبياء والرسل –عليهم الصلاة والسلام- ودعوتهم ، وأخلاقهم وتعويد النفس على فراق الأهل والولد .
(5) الحج ميزان يعرف به المسلمون أحوال بعضهم وما هم عليه من علم أو جهل أو غنى " ومما تقدم يتضح لنا أن فلسفة التربية الإسلامية في القرآن والسنة ترتكز على العبادات كمصدر حيوي وهام للعملية التربوية المستمرة والمتصلة بالنسبة للفرد والجماعة معاً، فالصلوات الخمس تربيه يوميه، وصلاة الجمعة تربيه اسبوعيه، وصلاه العيدين وصوم رمضان وايتاء الزكاه والحج ، تربيه سنويه فكأنَّ التربيه الإسلاميه هي بحق تربية حياة متواصله من مهد الإنسان إلى لحده، تحمل في طياطها اسباب السعاده في الدارين لمن اتقى ربه وتمسك بالفرائض وحرص علي ادائها في اوقاتها المعلومه ووفق شروطها واحكامها الشرعيه
المبحث الثالث: البناء الأخلاقي

المطلب الأول: خلق تاديب الأطفال

" إنِّ التربيه الخُلقيه هي روح التربيه الأسلاميه وعنايتها بالتربيه الخُلقيه لا يعني إهمال الجوانب الأخري
. فالنبي- صلي الله عليه وسلم- قد بلغ القمه في الأخلاق وافضل طريق للوصول الي مكارم الأخلاق هو طريق رسول الله- صلي الله عليه وسلم- والذي خاطبه تعالى بقوله { وانك لعلى خلق عظيم }." (1) (2)

الخُلق : " حال للنفس راسخه تصدر عنها الأفعال من خير او شرمن غير حاجه إلى فكر ورويه.

وعلم الأخلأق : هو علم موضوعه أحكام قيميه تتعلق بالأعمال التي توصف بالحسن او القبيح." (3)

اما الأدب فقال عنه أمير المؤمنين : " يا بني احرز حظك من الأدب وفرغ له قلبك، فإنه أعظم أن يخالطه دنس، واعلم انك اذا اقتربت عشت به، وان تغربت كان لك كالصاحب الذي لا وحشه معه، يا بني الأدب لقاح العقل وذكاء القلب وعنوان الفضل" (4)


" لتكوين الخلق السوي في الطفل ينبغي أن تعلمه الواجبات التي ينبغي عليه القيام بها وهذا التعليم يتم بالقدوة والتربية والتوجيه
المطلب الثاني: أنواع الآداب النبوية للأطفال :

(1) الأدب مع الوالدين
قال تعالى : { وَقَضَى رَبُّكَ أَلاَّ تَعْبُدُواْ إِلاَّ إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَاناً إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِندَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلاَهُمَا فَلاَ تَقُل لَّهُمَا أُفٍّ وَلاَ تَنْهَرْهُمَا وَقُل لَّهُمَا قَوْلاً كَرِيماً {23} وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ وَقُل رَّبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيراً } (2)
عن عبد الله بن مسعود قال : سألت النبي – صلى الله عليه وسلم – : "أي العمل أحب الى الله تعالى" ؟ قال: ( الصلاة على وقتها) ، قلت ثم اي قال : ( بر الوالدين " وعلى الأولاد أن يتخيروا في مخاطبة آباءهم أجمل الكلمات وألطف العبارات ،وأن يكون قولهم كريماً لا يصحبه شيء من العنف (7)
(2) أدب الاحترام والتوقير:

" من الإتجاهات الخُلقيه التي يجب على البيت مراعاتها وغرسها في نفس الولد الاحترام والتوقير للكبير والصغير ، وفائدة هذه الخصال أنها بمرور الأعوام لا ينحصر هذا الاحترام للأشخاص فقط، بل يتناول المثل العليا والمبادئ المُثلى والقيم الروحية ، فيحترم نفسه ومن ثمَّ يحترم ويوقر الآخرين، ثم يحترم الحياة والكرامة الشخصية والقانون وغير ذلك " (1)

فعلى المربين أن يعلموا أطفالهم احترام وتوقير الكبار والعلماء ، وتقدمهم في الكلام، والعطف على الصغار.

(3) أدب الأخوة :

من الإتجاهات الخلقية التي يعمل البيت على بثها وغرسها في نفوس أولادهم الحب والوّد والاحترام بين الإخوه جميعاً كباراً وصغاراً، وقد نهى الرسول – صلى الله عليه وسلم – عن الإشارة بالسلاح الى مسلم لإلقاء الرعب في قلبه .

عن أبي هريرة عن النبي – صلى الله عليه وسلم – قال : ( من أشار إلى أخيه بحديده فإن الملائكة تلعنه حتى إن كان أخاه لأبيه وأمه ) (2)
قال الإمام النووي : " فيه تأكيد حرمة المسلم والنهي الشديد عن ترويعه وتخويفه والتعرض له بما قد يؤذيه " (3)
" واجب الأسرة أن تعمل داخل البيت على بث روح التعاون والثقة والمودة والاحترام بين أفراده جميعاً ،فيشعر الولد بأنَّ إخوانه أصدقاء له ، يتبادل معهم الحب والاحترام ، ومن ثمَّ يشع داخل البيت أنهم كلهم أفراد متفاهمين متعاضدين " (4)

(4) أدب إحترام المعلم :

" للعلماء درجات رفيعه، فَهُم قادة الأمة ورواد البحث ، وهم ورثة الأنبياء الذين تناط بهم مواجهة الإنحلال والفساد ، وتحقيق العدل ونشر العلم " (1)
عن أبي أمامة الباهلي قال ذكر لرسول الله -صلى الله عليه وسلم- رجلان أحدهما عابد والآخر عالم فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- (فضل العالِم على العابد كفضلي على أدناكم) ثم قال رسول الله- صلى الله عليه وسلم –( إنَّ الله وملائكته وأهل السموات والأرضين حتى النملة في جحرها وحتى الحوت ليصلون على معلم الناس الخير ) (2)

وقد وجه الحسن البصري ابنه الى مجالسة العلماء فقال له : " يابني إذا جالست العلماء فكن على أن تسمع أحرص على أن تقول ، وتعلم حسن الاستماع كما تتعلم حسن الكلام ،ولا تقطع على أحد حديثاً وأن طال حتى يمسك " (3)

" من الحقوق الإجتماعية الهامة التي يجب ان يتبين المربون لها تربية أولادهم على احترام المعلم وتوقيره، بالقيام له والسلام ،وعدم رفع الصوت وحسن الجلوس، وعدم فعل ما يكره والمبادرة الى خدمته فيما يطلبه ويريده .
ونعلم أولادنا أن ينظروا الى معلمهم بعين الإجلال مع إظهار فضائله ومحاسنه وعدم التحدث في مجلسه بالإصغاء اليه ، وعدم التلهي والإنصراف عنه ،والإستفهام منه بلطف " (4)

(5) أدب الجار :
المجتمع المسلم كيان واحد مترابط هكذا يريد الله -سبحانه وتعالى -للمجتمع أن يكون ،ولذا فقد قال رسول الله – صلى الله عليه وسلم – ( مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم مثل الجسد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى ) (5)
(5) صحيح، سبق تخريجه ص
" والجار في الإسلام مكرم أيّما إكرام ، محترم أيّما إحترام ، فقد أوصى الرسول – صلى الله عليه وسلم – به وندب الأطفال الصغار لاحترامه، كما طالب الإسلام الآباء أن يورثوا حب الجار لأطفالهم وأن يتجنبوا أذاهم على نحو مقصود وغير مقصود بأي صورة من الصور."(1)

قال رسول الله – صلى الله عليه وسلم – ( مازال جبريل يوصيني بالجار ، حتى ظننت أنه سيورثه ) (2)

" وعلى الجار كف الأذى عن الجار كالزنى والسرقة والشتام وعليه حماية جاره بالإحسان له ورفع الضرر عنه، واحتمال أذى الجار والصفح والحلم اليه " (3)

(6) أدب الإستئذان

" أدب اجتماعي رفيع وهو واجب الكبير والصغير ، وله مكانة خاصة في التشريع الإسلامي حتى خصه الله تعالى بآيات مباركات كريمات" (4) إذ قال تعالى : { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لِيَسْتَأْذِنكُمُ الَّذِينَ مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ وَالَّذِينَ لَمْ يَبْلُغُوا الْحُلُمَ مِنكُمْ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ مِن قَبْلِ صَلَاةِ الْفَجْرِ وَحِينَ تَضَعُونَ ثِيَابَكُم مِّنَ الظَّهِيرَةِ وَمِن بَعْدِ صَلَاةِ الْعِشَاء ثَلَاثُ عَوْرَاتٍ لَّكُمْ لَيْسَ عَلَيْكُمْ وَلَا عَلَيْهِمْ جُنَاحٌ بَعْدَهُنَّ طَوَّافُونَ عَلَيْكُم بَعْضُكُمْ عَلَى بَعْضٍ كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمُ الْآيَاتِ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ}(5)

إن الإستئذان يبدأ على مراحل:
قبل الإحتلام يستأذن في ثلاث أوقات قبل صلاة الفجر ووقت القيلولة وبعد صلاة العشاء ليلاً .
بيد أن الطفل إذا بلغ مرحلة الحلم والبلوغ ، كان التوجيه القرآني بوجوب استئذانه دائماً قال تعالى : { وَإِذَا بَلَغَ الْأَطْفَالُ مِنكُمُ الْحُلُمَ فَلْيَسْتَأْذِنُوا كَمَا اسْتَأْذَنَ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمْ آيَاتِهِ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ } (6) "
" من يريد الإستئذان لا يواجه الباب بكليلته إنما يقف على يمينه أو شماله ، فإذا أذن له دخل وإلا انصرف دون انزعاج أو احتجاج " (1)

يجب على المربين أن يرشدوا أولادهم ألى أدب الإستئذان في الزيارة بأن يسلم ثمَّ يستأذن، بأن يعلن عن أسمه أو كنيته ، وأن يستأذن ثلاث مرات ،وأن نعلم الطفل لا يدق الباب بعنف بل يقرع الباب قرعه خفيفه تدل على أدبه ولطفه ، وإذا طلب منه رب المنزل أن يرجع فيعلموه الرجوع دون حرج ولا تذمر " (2)

(7) أدب الحديث والسلام:


*الرسول – صلى الله عليه وسلم – لم يترك أمراً صغيراً كان أم كبيراً يتعلق بسلوك الإنسان إلا وجعل له حكماً ورأيا ، كآداب الكلام وسلوك الحديث.

الحديث وسيلة التفاهم الأساسية بين الناس وهو مفتاح الشخصية وعنوانها والكاشف عنها ، فإذا عرف الطفل أسلوب الحديث والحوار منذ الصغر فإنه سوف يكبر ويعرف كيف يُحدِّث الناس على الطريق المُثلى والتي تحمل المضمون القيّم الراقي.

أما آداب الحديث فهي على التالي :

(1) التمهل بالكلام أثناء الحديث حتى يفهم المستمع المراد ،منه وأن يكون الحديث منظوماً مرتباً واضح المعنى ليفهم من كان جالسا. "

(2) " أن يحسن اختيار الألفاظ والكلمات المناسبة حتى لا ينفر المستمعين ولا يزعج الحاضرين ،.... وأن يبتعد عن التصنع في الكلام والتكليف في فصاحة اللسان قال رسول الله – صلى الله عليه وسلم - : ( إن الله -عز وجل- يبغض البليغ من الرجال ، الذي يتخلل بلسانه كما تخلل البقرة بلسانه ) (1)
(3) المخاطبة على قدر التفهم : يجب أن لا يخاطب الناس إلا على قدر عقولهم بأسلوب يتماشى وثقافة من يخاطبهم ويتفق مع عقولهم وعلى قدر فهمهم وأعمارهم.
(4) يجب أن لا يتكلم كثيراً وان لا يقاطع كلام غيره ، وإن سبقه أحد الى الحديث فعليه أن لا يتدخل إلا بعد أن ينتهي ، وعلى من أراد الكلام أن يستوثق من وضوح الفكرة في ذهنه ، وعلى المرء أن لا يتكلم إلا اذا دعت الضرورة الى ذلك .

من آداب السلام :

(1) أن يرسخ في نفسه أن التحية من شأنها أن تؤلف القلوب وتقوي الصلات ، وهي مظهر من مظاهر المدنيّة السليمة ، قال رسول الله –صلى الله عليه وسلم- ( لا تدخلون الجنة حتى تؤمنوا ولا تؤمنوا حتى تحابوا أولا أدلكم على شيء إذا فعلتموه تحاببتم أفشوا السلام بينكم) (2)
(2) أن يعلمه صيغة السلام ، وهي ( السلام عليكم ورحمة الله وبركاته) فهي تجلبُ المحبة وتقوي عُرى المودة
(3) أن يعلمه أن السلام سنة مؤكدة ، وأمّا ردّه فهو فرض لازم " (4) لقوله تعال: { وَإِذَا حُيِّيْتُم بِتَحِيَّةٍ فَحَيُّواْ بِأَحْسَنَ مِنْهَا أَوْ رُدُّوهَا } (3)


(4) " أن يُسلم القادم على من يقدم عليه، والراكب على الماشي، والماشي على القاعد ، والقليل على الكثير، والصغير على الكبير قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: ( يسلم الراكب على الماشي والماشي على القاعد والقليل على الكثير ) (1)

(5) أن نعلمه إذا دخل على أهل بيته ، أن يلقي عليهم السلام " (2)
عن أنس بن مالك قال: قال لي رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: ( يا بني إذا دخلت على أهلك فسلم، يكن بركة عليك وعلى أهل بيتك ) (3)

(8) أدب مظهر الطفل:

" مظهر يتعلق بشعر الطفل وحلاقته ومظهر لباسه ولونه وخروجه به في الطريق
بالنسبة للولد نهى الرسول – صلى الله عليه وسلم – عن حلق بعض الشعر وترك بعضه .
قال رسول الله –صلى الله عليه وسلم- عن وصل الشعر تربية الطفل في الإسلام frown.gif لعن الله الواصلة والمستوصلة)(4)
كما استحب الرسول-صلى الله عليه وسلم تسريح الشعر وتمشيطه ليكون زينه وجمالاً ويضفي الاحترام والوقار على صاحبه ، فلا يتشبه بأهل الموضات وأهل العبث واللهو.

[ أما بالنسبة لِلِباس الأطفال فقد] دعا الإسلام الى لبس الجميل من الثياب دون تكبر ولا مفاخره ، كما يستحب أن تكون الثياب بيضاء نظيفه ،" (5) قال رسول الله – صلى الله عليه وسلم – ( البسوا البياض فإنها أطهر وأطيب وكفنوا فيها موتاكم ) (6)
(9) آداب المشي والجلوس ومنها :

1) " على المربي أن يتقيد بصفات مشية عباد الرحمن ليربي أولاده بالفعل على ذلك قال تعالى : { وعباد الرحمن الذين يمشون على الأرض هوناً وإذا خاطبهم الجاهلون قالوا سلاما } (1)

2) أن يسيروا سيراً متوازناً لا سرعه فيها ولا بطء.
3) أن يغض الطرف وقت المشي ، والنظر الى الأرض ، وأن يترك الأكل وقت المشي
4) نعلم الطفل اذا كان في جلسه مع جماعه عدم التثاؤب والتمطي ولا يمد رجليه ولا يفرقع أصابعه.
5) ألا يبصق على الأرض وإذا اضطر يضعها في ورقه." (3)

(10) آداب الطعام والشراب

عن عمر بن أبي سلمه يقول : كنت غلاماً في حجر رسول الله – صلى الله عليه وسلم – وكانت يدي تطيش في الصحفه فقال لي رسول الله –صلى الله عليه وسلم- ( يا غلام سم الله وكل بيمينك وكل ممّا يليك) فما زالت تلك طعمتي بعد

يمكن تلخيص آداب الطعام على النحو التالي :

1) " ألا يأخذ الطعام إلا بيمينه بعد ذكر اسم الله تعالى ويأكل مما يليه .
2) لا يبادر الى الطعام قبل غيره ولا يحدق الى الطعام ولا الى من يأكل.
3) لا يسرع في الأكل بل يمضع الطعام مضغاً جيداً ولا يوالي بين اللقم.
4) لا يلطخ ثوبه ولا يديه بالطعام.
5) يقبح له كثرة الأكل ويجب عليه الإيثار بالطعام اذا طلبه أطفال آخرون.
6) ان يأكل الموجود المتوفر من الطعام، وأن لا تلبي كل طلباته وأن يحمد الله بعد الطعام.

من آداب الشراب :

التسمية قبل الشراب والحمد لله بعده ولا يشرب قائماً ولا مضجعاً ويقسم الكوب الذي يشرب به الى ثلاثة أقسام يتنفس خلالها ويقول الحمد لله. " (1)
عن النبي – صلى الله عليه وسلم- أنه نهى أن يشرب الرجل قائماً " (2)

(11) آداب الإنصات أثناء تلاوة القرآن :

قال تعالى : { وإذا قرأ القرآن فاستمعوا له وانصتوا لعلكم ترحمون } (3)

" فالاستماع له والإنصات واجب إسلامي وهو الجدير بجليل الكلام وعظمة المتكلم ،فعندئذ تتنزل الرحمه. فحيثما قرأ القرآن وحيثما تلاه المؤمنون تنزلت الرحمات وصفت النفوس وزكت القلوب لأن في القرآن الذكر والأحكام والعبادة والتشريع." (2)
" وعلينا ألا ننسى أثر العقيدة الطيبة في استجابة الطفل، فالمربي الذي يوقر القرآن ويجله ويُحسن الاستماع اليه، سيكون له أكبر الأثر في نفس الطفل وعظيم تقديره لكلام الله تعالى"(3)

(12) خلق الحياء :

" قال رسول الله – صلى الله عليه وسلم – ( الحياء من الإيمان) (4)
والحياء ليس هو التغير والإنكسار الذي يعتري الإنسان من خوف يندم عليه، ولكن يتمثل في أمور : حفظ الحواس ، حفظ البطن من الشراهه ، ترك ما حرم الله من زينة الدنيا ، لذا يجب على الآباء والمربين أن يأخذوا أبناءهم بهذا الخلق ،وأن يتخيروا لهم الأصدقاء مما اتصفوا بصفة الحياء والأخلاق الحسنة ، وعلى المربي أن يكون حكيماً ؛فلا يبالغ في أخذ الناشئين لهذا الخلق الى حد يصل بهم الى الخجل وضعف الشخصية
(13) خلق الصدق والتحرز من الكذب :

الصدق : صدق فلان في الحديث : أخبر بالواقع (1)
والكذب : خلاف الصدق (2)

قال تعالى : { يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وكونوا مع الصادقين } (4)
والصدق " يولِد في النفوس الطمأنينه والسكينه ، بينما الكذب فإنه يورث القلق والإضطراب"(5)

والصدق يهدي الى البِر والجنة قال رسول الله – صلى الله عليه وسلم – ( عليكم بالصدق ، فإن الصدق يهدي الى البر وإن البر يهدي الى الجنه ) (6)

" وإذا كانت التربية الفاضلة في نظر المربين تعتمد على القدوه الصالحة فجدير بكل مرب مسؤول ألا يكذب على أطفاله بحجة إسكاتهم من بكاء ، أو ترغيبهم في أمر أو تسكيتهم من غضب ، فإنهم إن فعلوا ذلك يكونون قد عودوهم عن طريق الإيحاء والمحاكاه والقدوة السيئة على أقبح العادات ،وأرذل الأخلاق ألا وهي رذيلة الكذب " (7)

وعلينا أن نغرس فيهم أنه لا يوجد كذبه بيضاء وكذبه نيسان ، فالكذب هو الكذب ، إلاّ في ثلاثة حالات معينة قد نصّ عليها الشرع منها الكذب على الأعداء إن أدى ذلك لمصلحة عامة للإسلام .
لماذا يكذب الأطفال :

- " قد يكذب الطفل تحدّياً لوالديه اللذين يعاقبانه بشده ، فهو يكذب هرباً من العقاب.
- وقد يكذب مازحاً مع أصدقائه بُغية الفكاهه.
- وقد يكذب الطفل الذي يشعر بالنقص لكي يستدرّ عطف المحيطين به .
- وقد يدعي انه مريض ، لأنه لا يريد الذهاب الى المدرسه. " (1) وغير ذلك

ولكي نُخلص الأبناء من عادات الكذب :

- " نحدثه عن الصدق وأهميته دون إكراه أو ضغط ، نشعره بالعطف والمحبة ونشجع فيه الثقة بالنفس ونُبصّره بأهمية الأمانه والصدق فيما يقوله ويفعله ونذكر له أحاديث الرسول – صلى الله عليه وسلم – التي تحث على الصدق
- ومن أخطر الأمور أن يعترف الطفل بخطئه ثم يعاقبه بعد اعترافه فكأننا نعاقبه على الصدق ، وندفع الطفل دفعاً الى الكذب " (2)

(14) الأمانة والإحتراز من الخيانه :

الأمانة : الوفاء (3)

قال تعالى : { إن الله يأمركم أن تؤدوا الأمانات الى أهلها } (5)


ومن مجالات الأمانة :

1) يقول سيد قطب : " والأمانات كثيرة في عنق الفرد وفي عنق الجماعة وفي أولها أمانة الفطرة وقد فطرها الله مستقيمة،...، والمؤمنون يرعون تلك الأمانة الكبرى، فلا يدعون فطرتهم تنحرف عن استقامتها فتظل قائمة بأمانتها شاهدة بوجود الخالق ووحدانيته ثم تأتي سائر الأمانات تبعاً لتلك الأمانة الكبرى " (1)

2) أمانة إحسان معاملة أفراد الأمة : كأن تكون أميناً على الودائع المستودعه لديك من الأموال أو حفظ أسرار المجتمع فلا تهتك ستره ولا تفشي سره " (2) وبالتالي في غرس هذا الخلق في أولادنا

3) أمانة المنصب : فإسناد المناصب العامة يجب ان يكون الى الأقوياء ، والأكفاء المخلصين . وجميع الحقوق المشروعة للحكومة أمانة في عنق الحاكم وهو مسؤول عن حمايتها وتمكينهم منها ، قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم - : (كلكم راع وسئول عن رعيته ، فالإمام راعٍ ومسؤول عن رعيته ) (3)



(15) خلق حفظ السر :

" لقد عني رسو ل الله – صلى الله عليه وسلم – بحفظ السر لدى الأطفال، لأن هذا الخلق يسهم في تكوين إرادة الطفل الواعية الفاعلة ، لأن الطفل يريد أن يتكلم بما يملك من معارف أو معلومات ،فعندما تدربه على حفظ السر فإنه يتدرب على بذل جهد نفسي مخالف لطبائع الطفولة الفطرية ، فإذا نما [جعل] حفظ السر فيه، وإنَّ عدداً من الصفات والسجايا تنمو مع هذا الخُلق مثل قوة الإراده وانضباط اللسان ورباطه الجأش ،مما يتسبب في غرس الثقة الإجتماعية ونمو بذرة القوة في نفس الناشئة ." (1)

(16) العفو والتواضع :

خلق العفو والتواضع والتسامح واحد من هذه الركائز التي اذا ما اعتمد عليها انتصر المرء بها على أهوائه ونزاوته ، ونمت فيه نوازع الرحمة والخير والصفح والمغفره "(2)
إن العفو من الآداب التي اتصف بها رسول الله –صلى الله عليه وسلم- قال تعالى : { فَبِمَا رَحْمَةٍ مِّنَ اللّهِ لِنتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنتَ فَظّاً غَلِيظَ الْقَلْبِ لاَنفَضُّواْ مِنْ حَوْلِكَ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ وَشَاوِرْهُمْ فِي الأَمْرِ } (3)
" إن المتواضعين هم أهل الله والمتكبرين ليس لهم من بره حظ ولا نصيب ، لأن الكبرياء صفه مختصه بالله وحده " (4)
" فعلينا تنظيف الصدر من الأحقاد لأن الحقد يعني دوام العداوة بين الناس وهذا يخالف هدى الإسلام . والتواضع يُجَّذر خلق الحب والود والتراحم " (5)
المبحث الرابع: البناء البدني

المطلب الأول: أهداف التربية البدنية :

1) " تنمية الجسد وتوجيه نموه باتجاه تحصيل الصحة والقوة فتزداد مقاومته للأمراض ،واتقاؤه من الإصابة بالعاهات قال رسول الله – صلى الله صلى الله عليه وسلم- (المؤمن القوي خير وأحب الى الله من المؤمن الضعيف وفي كل خير ) (1) كما أن الأسلوب الرياضي ينمي العضلات ويزيد من مقاومتها
2) تساعد على النضج الإنفعالي ، فالتربية الرياضية تعلم الصبر والتحكم بالإنفعال والعواطف.
3) تساعد على إنماء الوظائف الفكرية ، فالعناية بالجسد وتحسين صحته ونموه؛ يساعد على تنشيط العملية الفكرية *تسهم في تحسين التكيف الإجتماعي عن طريق تنمية العادات الإجتماعية التكيفية ،كالتعامل مع الآخرين وتقبلهم أصدقاء كانوا أم خصوماً ، إذ تنمو العادات ممن خلال الألعاب الجماعية والمؤهلات.
4) تحقيق تربية خلقيه، فالتدرب على التعب، وتقبل النجاح أو الفشل في المباريات ينمي الصبر ، وتمرينات الجرأة والمهارة تنمي الشجاعة والعزم والألعاب الجماعية تنمي روح التعاون والصدق.
.
5) تنمي حاجات الأطفال للحركة واللعب والنشاط." (2)


المطلب الثاني: بعض الممارسات الرياضية في الإسلام

1) تعليم السباحة والرماية وركوب الخيل : (1)
تحقيقاً لقوله تعالى : { واعدوا لهم ما استطعتم من قوة ومن رباط الخيل } (2)
عن النبي – صلى الاله عليه وسلم – تربية الطفل في الإسلام frown.gif الخيل معقود في نواصيها الخير الى يوم القيامه ) (3)
قال النبي – صلى الله عليه وسلم –: ( ارموا فأنا معكم كُلِّكُم ) (4)
أثر عن عمر -رضي الله عنه- : ( علموا أولادكم السباحة ، والرماية ومروهم فليثبوا على ظهور الخيل وثبا ) (5)

وهناك بعض الحدود لمثل هذا النوع من الرياضة في الإسلام منها :

1) " إيجاد التوازن، أن يكون الارتباط الرياضي للولد في حدود الوسط والإعتدال والتوازن مع سائر الواجبات الأخرى دون أن يطغى جانب على آخر
2) مراعاة حدود الله في أن يكون اللباس ساتر للعورة ، ومراعاة حدود الله في جميع التصرفات.
3) تحرير النية الصالحة، أن يكون هذا التدريب كله بنية التقوية الجسمية لتلبية
4) أن لا تشغله الرياضةعمن واجباته الدينية. " (6)



2) إجراء المسابقات الرياضية بين الأطفال

" وهذا الأسلوب من الأساليب المشجعة لإجراء التنافس المحمود بين الأطفال لما فيه من الفائدة لأجسامهم النامية ، فقد كان رسول الله –صلى الله عيله وسلم – يجري المسابقات في الجري بين الأطفال . " (1)

3) لعب الكبار مع الصغار والأطفال:

" إذا أراد الأطفال اللعب مع الكبار ؛ وجب على الكبار تلبية ذلك، وأثناء اللعب يجب أن يخضع لزعامة الصغار ، نتقبل الفكرة أو الخطة التي يرسمونها، ولا نفرض عليهم ما نود نحن في اللعب ، وفي أثناء اللعب معهم نستطيع أن نوجه لعبة ونشاطه في لباقة وفهم، ونحاول غرس وتوجيه الطفل الى ما نريده ،وكان الرسول –صلى الله عليه وسلم – حريصاً على اللعب مع الصغار ونَوَّع في اللعب معهم فمرّةً لعبهم بالجري ومره بالحمل على الظهر وغير ذلك. " (2)

4) لعب الأطفال مع الأطفال

" عندما ينهمك الوالدان في خضم الحياة ، ويبتعدون عن التعايش مع رغبات أطفالهم أو يكونوا ليسوا منتبهين لتلبية رغبة أطفالهم ،في هذه الحال ينصرف الأولاد للعب ، غير أن الوالدين يختارين لأولادهم من يلعبون معهم كي لا يتأثروا بأولاد غير مهذبين." (3)



المطلب الثالث : فوائد اللعب وقيمته

يمكن تلخيص فوائد اللعب وقيمه على النحو التالي :

1) " القيمة التوبوية : حيث يعرف الطفل من خلال اللعب الأشكال المختلفة والألوان والأحجام

2) القيمة الإجتماعية : إذ يتعلم من خلال اللعب كيف يبني علاقات مع الآخرين بنحو ناجح.

3) القيمة الخُلقيه : حيث يتعلم الطفل مفهوم الخطأ والصواب والعدل والصدق.

4) القيمة الإبداعية : حيث يجرّب أفكاره وينمي أساليبه

5) القيمة الذاتية : إذ يحدد الطفل خلال اللعب إمكاناته وطاقاته

6) القيمة العلاجيه النفسيه : حيث يصرف عن ذاته الشعور بالتوتر، كما يصرف ويتحرر من بعض القيود " (2)

(2)
المطلب الرابع : قواعد الأكل والشرب والتغذية وأثرها على التربية البدنية

الطعام والشراب ضرورة وحاجة للإنسان فلا حياة، ولا استمرار لهذه الحياة إلا بهما .
قال تعالى:{ يَا بَنِي آدَمَ خُذُواْ زِينَتَكُمْ عِندَ كُلِّ مَسْجِدٍ وكُلُواْ وَاشْرَبُواْ وَلاَ تُسْرِفُواْ إِنَّهُ لاَ يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ } (1)
ولقد وضع الإسلام قواعده الخاصة بالتغذية وطلب من المسلمين أن ينفذوها، وعلى المربين تطبيقها وتعليمها لأطفالهم ومنها :
1) " غسل اليدين قبل الطعام وبعده

2) الإعتدال بالطعام لأن كثرة الطعام تؤدي الى أمراض منها البدانة والسمنة واضطراب في الجهاز الهضمي ،ومرض النُقرص (المُلوك) .

3) اجتناب الأطعمة او الأشربة المحرمة
قال تعالى : { أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ وَالأَنصَابُ وَالأَزْلاَمُ رِجْسٌ مِّنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ فَاجْتَنِبُوهُ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ } (2)
قال تعالى : { حُرِّمَتْ عَلَيْكُمُ الْمَيْتَةُ وَالْدَّمُ وَلَحْمُ الْخِنْزِيرِ وَمَا أُهِلَّ لِغَيْرِ اللّهِ بِهِ وَالْمُنْخَنِقَةُ وَالْمَوْقُوذَةُ وَالْمُتَرَدِّيَةُ وَالنَّطِيحَةُ وَمَا أَكَلَ السَّبُعُ إِلاَّ مَا ذَكَّيْتُمْ وَمَا ذُبِحَ عَلَى النُّصُبِ } (3)

4) الإسلام يطلب مضغ الطعام وينهي عن أكل الطعام الحار ويكره الأكل والشرب متكئاً." (4)
قال رسول الله – صلى الاله عليه وسلم – : (لا آكل متكئاً ) (5)
المطلب الخامس: التربية البدنية وآداب النوم

إنَّ الإسلام دعا الى راحة الجسم بالنوم وقتاً كافياً ، وبعد العناء والكد في النهار.

وفوائد النوم عديدة منها :
1) سكون الجوارح وإراحتها مما يعرض لها من التعب
2) هضم الغذاء
3) علاج القلق

النوم من أعظم الأمور أهمية في حياة الطفل ،فهو مهم له حتى ينمو حيث إن هرمون النمو لا يفرز إلا بعد تقريباً خمس ساعات من النوم المتواصل العميق ،* وقد حض الإسلام عند النوم أن ينام الفرد على الجانب الأيمن ، والعلم الحديث اكتشف الأهمية الكبيرة للجسم عند نومه على هذا الجانب، فلنحرص على نوم أطفالنا على هذا الجانب.
* وعلينا أن نعلمه الأدعية الواردة عن النبي – صلى الله عليه وسلم – في الأذكار قبل النوم قال سول الله – صلى الله عليه وسلم-( إذا اتيت مضجعك فتوضأ وضوءك للصلاه ، ثم اضطجع على شقك الأيمن وقل : اللهم أسلمت نفسي اليك ، وفوضت أمري اليك والجأت ظهري اليك رهبه ورغبة اليك لا ملجأ ولا منجا منك إلا اليك آمنت بكتابك الذي أنزلت وبنبيك الذي أرسلت ، فإن متَّ، متَّ على الفطره ، فاجعلهن آخر ما تقول ) (1)

وعلينا أن نرشد أبناءنا الى بعض الأمور الهامة :
1) أن يجعل لنفسه موعد ثابت يذهب الى النوم
2) لا يأكل أو يشرب قبل النوم مباشره وخاصة الشاي ، واللحوم لما تؤدي الى التخمه. (1)


المطلب السادس: إهتمام الأطفال بالنظافه

" لقد عني الإسلام بالطهارة والنظافة عناية بالغه لأن النظافة إحدى العناصر المهمة في تكوين الجانب الصحي ،وتجعل الإنسان بمأمن من التلوث بالأمراض السارية والأوبئة الفتّاكة.
قال تعالى : { وثيابك فطهر {4}والرجز فاهجر } (1)
وعلينا أن نغرس في أطفالنا حب النظافة ونشعرهم بأهميتها الكبيرة.

ومن واجب المربين أن يعلموا أولادهم ان النظافة نوعان :
أ) نظافة السرائر : وتتمثل في تطهير القلب والصدر من الأخلاق المذمومة مثل الكذب والحقد
ب) نظافة الظاهر : مثل نظافة الجسم بالإغتسال وتقليم الأظافر والحلق ونظافة الثوب ونظافة الأسنان ." (2)

قال رسول الله – صلى الله عليه وسلم – ( لولا أن أشق على المؤمنين لأمرتهم بالسواك عند كل صلاه ) (3)
ففي السواك فوائد منها :
(1) "نظافة الأسنان بإزالة العوالق بينها
(2) تقوية اللثة "(4)

ونعلمه الإستنجاء وأهميته ، وايضاً نعلم أطفالنا بعض الآداب عند قضاء الحاجة منها :
1) " أن يدخل الطفل الحمام برجله اليسرى ويخرج منه برجله اليمنى
2) أن يقول دعاء دخول المرحاض ،ودعاء الخروج منه " (5)

كان النبي -صلى الله عليه وسلم- إذا دخل الخلاء قال: (اللهم إني أعوذ بك من الخبث والخبائث) (1)
عن عائشة- رضي الله عنها -قالت كان النبي -صلى الله عليه وسلم- إذا خرج من الخلاء قالتربية الطفل في الإسلام frown.gif غفرانك )(2)

المطلب السابع: الوقاية من الأمراض والعلاج منها

*من طرق الوقاية من الأمراض إبعاد الطفل عن المناطق الموبوءة بالأمراض أو عدم إختلاطهم بالمرضى .

ومعالجتهم من الأمراض عن طريق:
-العلاج النفسي والروحي بالصبر والتوكل على الله ، والعلاج بالقرآن فهو شفاء لكل داء قال تعالى { يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءتْكُم مَّوْعِظَةٌ مِّن رَّبِّكُمْ وَشِفَاء لِّمَا فِي الصُّدُورِ وَهُدًى وَرَحْمَةٌ لِّلْمُؤْمِنِينَ } (3) .
- التداوي بالأدوية المختلفة (4)فقد قال رسول الله – صلى الله عليه وسلم – ( لكل داء دواء فإذا أصيب دواء الداء برأ بإذن الله عز وجل) (5) واستشارة الطبيب في مرض الطفل


المبحث الخامس : البناء العلمي

المطلب الأول : الشريعة تدعو إلى العِلم بمعناه الشامل:

العِلم: هو إدراك الشيء بحقيقته ، وهو نور الله يقذفه في قلب من يحب.
والعِلم تحصيل وبالتالي يحتاج إلى جهد مخطط ، ولفظ العلم جاء في القرآن الكريم في أماكن عدّه لأهمية العِلم ، قال تعالى: { فاعلم أنه لا إله إلا الله }(2)
" فالإسلام يدفع الإنسان إلى تعلم كل علم نافع له ولمجتمعه وللإنسانية جمعاء سواء أكان هذا العلم في دائرة العلوم الشرعية أو الاجتماعية أو الطبيعية أو غير ذلك من أنواع المعارف والعلوم .
وقد دعا الإسلام إلى :

1) " التدبر في خلق الإنسان ووصف تكوينه العقلي والجسمي قال تعال: { فَلْيَنظُرِ الْإِنسَانُ مِمَّ خُلِقَ {5} خُلِقَ مِن مَّاء دَافِقٍ {6} يَخْرُجُ مِن بَيْنِ الصُّلْبِ وَالتَّرَائِبِ }(1)
إنَّ معرفة الإنسان لنفسه تدعوه إلى حتمية الإيمان بالله الخالق المبدع ، وهذا المجال تناولته علوم الطب وعلم النفس.
2) التأمل في الكائنات الحية كالنباتات مما تناوه علوم النبات قال تعالى : { فَلْيَنظُرِ الْإِنسَانُ إِلَى طَعَامِهِ {24} أَنَّا صَبَبْنَا الْمَاء صَبّاً {25} ثُمَّ شَقَقْنَا الْأَرْضَ شَقّاً {26} فَأَنبَتْنَا فِيهَا حَبّاً {27} وَعِنَباً وَقَضْباً {28} وَزَيْتُوناً وَنَخْلاً {29} وَحَدَائِقَ غُلْباً {30} وَفَاكِهَةً وَأَبّاً {31} مَّتَاعاً لَّكُمْ وَلِأَنْعَامِكُمْ }(2)
3) دعا الإسلام إلى الإمعان في تكوين الحيوان ، مما تناوله علم الحيوان قال تعالى: { أَوَلَمْ يَرَوْا إِلَى الطَّيْرِ فَوْقَهُمْ صَافَّاتٍ وَيَقْبِضْنَ مَا يُمْسِكُهُنَّ إِلَّا الرَّحْمَنُ إِنَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ بَصِيرٌ }(3)
4) الكون وما فيه من الأجرام السماويه مما ساعد علماء الفلك التوصل إلى أنَّ فضاء الكون تسبح في أجزاءه أعداد تفوق الحصر من المجرات قال تعالى: { لَا الشَّمْسُ يَنبَغِي لَهَا أَن تُدْرِكَ الْقَمَرَ وَلَا اللَّيْلُ سَابِقُ النَّهَارِ وَكُلٌّ فِي فَلَكٍ يَسْبَحُونَ }(4)
5) وصف للأرض التي نعيش عليها، وما فيها من جبال وأنهار وسهول وصحاري ووديان ، مما تناولته علوم الجغرافيا وطبقات الأرض" (5) قال تعالى: { أَلَمْ نَجْعَلِ الْأَرْضَ مِهَاداً {6} وَالْجِبَالَ أَوْتَاداً }(6)







المطلب الثاني : العِلم في القرآن الكريم

" عندما أنزل الله تبارك وتعالى – القرآن دعا فيه إلى العلم ونوّه فيه بالمعرفة وأشاد بدور العلماء في خدمة الحقيقة ، لأنهم قادة الفكر ، وصانعوا الحضارة ، وأهم ورثة الأنبياء ، وجعلهم الله –سبحانه وتعالى- في مصاف الملائكة " (2) ، قال تعالى: { شَهِدَ اللّهُ أَنَّهُ لاَ إِلَـهَ إِلاَّ هُوَ وَالْمَلاَئِكَةُ وَأُوْلُواْ الْعِلْمِ قَآئِمَاً بِالْقِسْطِ لاَ إِلَـهَ إِلاَّ هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ }(3)
وأول خمس آيات نزلت على النبي – صلى الله عليه وسلم- تدعوه إلى العلم قال تعالى: { اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ {1} خَلَقَ الْإِنسَانَ مِنْ عَلَقٍ {2} اقْرَأْ وَرَبُّكَ الْأَكْرَمُ {3} الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَمِ {4} عَلَّمَ الْإِنسَانَ مَا لَمْ يَعْلَمْ } (4)
قال سيد قطب : " تبرز حقيقة التعليم ، تعليم الأب للإنسان بالقلم ، لأنَّ القلم كان ولا يزال أوسع وأعمق أدوات التعليم أثراً في حياة الإنسان " (5)
" والقرآن الكريم يرى أن مادة العلم مادة الخشية من الله –سبحانه وتعالى- ، قال تعالى: { إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاء } (6)





" وقد خص الله –سبحانه وتعالى- في كتابه العلماء بمناقب منها :
1) الإيمان : قال تعالى: { وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ يَقُولُونَ آمَنَّا بِهِ كُلٌّ مِّنْ عِندِ رَبِّنَا وَمَا يَذَّكَّرُ إِلاَّ أُوْلُواْ الألْبَابِ } (1)
2) التوحيد : قال تعالى: { شَهِدَ اللّهُ أَنَّهُ لاَ إِلَـهَ إِلاَّ هُوَ وَالْمَلاَئِكَةُ وَأُوْلُواْ الْعِلْمِ قَآئِمَاً بِالْقِسْطِ لاَ إِلَـهَ إِلاَّ هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ } (2)
3) الخشوع والبكاء: قال تعالى: { إِنَّ الَّذِينَ أُوتُواْ الْعِلْمَ مِن قَبْلِهِ إِذَا يُتْلَى عَلَيْهِمْ يَخِرُّونَ لِلأَذْقَانِ سُجَّداً } (3)
4) الخشية: قال تعالى: { إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاء } (4)



المطلب الثالث : العِلم في السنة النبوية المطهرة

كان رسول الله –صلى الله عليه وسلم- يطلب المزيد من العلم" (7) . قال تعالى: { فَتَعَالَى اللَّهُ الْمَلِكُ الْحَقُّ وَلَا تَعْجَلْ بِالْقُرْآنِ مِن قَبْلِ أَن يُقْضَى إِلَيْكَ وَحْيُهُ وَقُل رَّبِّ زِدْنِي عِلْماً } (8)

والسنة النبوية تحثُ على تعليم الصغار، وقد كان الرسول –صلى الله عليه وسلم- يقول النصائح الشرعية والعلمية للأطفال.
قال النبي ( يا غلام سم الله وكل بيمينك وكل مما يليك) (1)
كذلك فالرسول في معركة بدر طلب من قريش لافتداء اسراهم أن يعلموا غلمان الصحابة ، وهذا يدل على مدى اهتمام رسول الله –صلى الله عليه وسلم - بالعلم والتعليم (2)
قال رسول الله –صلى الله عليه وسلم - ( من أراد الله به خيراً يفقهه في الدين ) (3)

المطلب الرابع: السن الذي يبدأ فيه تعليم الطفل وتأديبه
لا يوجد سن معينه ملزمه يبدأ عنها تعليم الطفل إنما تعليمه يحدد وفق مراحل نموه العقلي والفكري ( 4) " فيعلم أولاً الطفل النطق ، ثمَّ الكلام ثمَّ يؤخذ بتعليمة القراءه والكتابة ومعرفة أمور دينه ، ويكون العلم النافع الذي يعمل على تفتح اذهانهم وتقوية أبدانهم .
يبدأ بتعليم الطفل في مراحل الطفولة الأولى بما يتفق مع نموه العقلي والفكري، والسبب في ذلك أنَّ مرحلة الطفولة هي مجال إعداد وتدريب وتعليم " (5) " والبدء بتعليمه في مراحل الطفولة حيث يكون الولد أصفى وأقوى ذاكرة وأنشط تعليماً .
وما أحسن ما قال بعضهم :
أراني أنسى ماتعلمت في الكبر ولست بناسي ما تعلمت في الصغر
وما العلم إلاّ بالتعليم في الصبا وما الحلم إلاّ بالتحلم في الكبر " (6)

وللجميع دور في التربية العلمية للطفل تبدأ بالوالدين والأهل ثمَّ يأتي دور المدرسة والمعلم والمنهاج والمسجد والإعلام ، فكل هؤلاء يشكل ركيزه مهمة، فإذا اجتمعوا شكلوا قوة عظيمة تنشأ أجيال ذات عقيدة راسخة وإيمان قوي وعلم متين، وبالتالي نكون أمة سيدنا محمد – صلى الله عليه وسلم – التي لم تخلق عبثاً لنحقق ما أمرنا به الله –سبحانه وتعالى – وهو الاستخلاف في الأرض .
قال تعالى : { وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلاَئِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الأَرْضِ خَلِيفَةً } (1)


















بسم الله الرحمن الرحيم

الفصل الثالث
الأساليب الخاطئة في تربية الأبناء وأثرها على شخصياتهم، وتربية الأبناء وتحديات العصر، ودور المرأه في التربية

المبحث الأول : الأساليب الخاطئة في تربية الأبناء وأثرها على شخصياتهم
المطلب الأول: التسلط أو السيطرة
المطلب الثاني: الحماية الزائدة
المطلب الثالث: الإهمــــــال
المطلب الرابع: التدليل
المطلب الخامس: إثارة الألم النفسي
المطلب السادس: التذبذب في المعاملة
المطلب السابع: التفرقة
المطلب الثامن:الإسراف في القسوة
المطلب التاسع : الإعجاب الزائد بالطفل :

المبحث الثاني: تربية الأبناء، وتحديات العصر، وكيف يمكن للأسرة أن تتغلب عليها أو على الأقل كيف تقلل منها:
المطلب الأول: غلبة الطابع المادي على تفكير الأبناء:
المطلب الثاني: سيطرة الأبناء على الآباء:
المطلب الثالث: روح التكاسل وعدم الرغبة في القراءة وتدني المستوى العلمي لكثير من الأبناء.
المطلب الرابع :ما يسمى بصراع الأجيال
المطلب الخامس : ما يعرف بالغزو الفكري والثقافي

المبحث الثالث: دور المرأة في التربية
المطلب الأول:أهمية الأم في تربية الطفل
المطلب الثاني: مقترحات تربوية للأم
الفصل الثالث
الأساليب الخاطئة في تربية الأبناء وأثرها على شخصياتهم، وتربية الأبناء وتحديات العصر، ودور المرأه في التربية

المبحث الأول : الأساليب الخاطئة في تربية الأبناء وأثرها على شخصياتهم

" تتكون الأساليب غير السوية والخاطئة في تربية الطفل، إما لجهل الوالدين في تلك الطرق أو لاتباع أسلوب الآباء والأمهات والجدات ، أو لحرمان الأب او الأم من اتجاه معين فالأب عندما يَنحرم من الحنان في صغره تراه يغدق على طفله بهذه العاطفة أو العكس، بعض الآباء يريد ان يطبق نفس الأسلوب المتبع في تربية والده له على ابنه وكذلك الحال بالنسبة للأم .
الاتجاهات الغير سوية والخاطئة التي ينتهجها الوالدين او أحدهما في تربية الطفل والتي تترك بآثارها سلباً على شخصية الأبناء :

المطلب الأول: التسلط أو السيطرة :

ويعني تحكم الأب او الأم في نشاط الطفل والوقوف أمام رغباته التلقائية ومنعه من القيام بسلوك معين لتحقيق رغباته التي يريدها حتى ولو كانت مشروعة، او إلزام الطفل بالقيام بمهام وواجبات تفوق قدراته وإمكانياته، ويرافق ذلك استخدام العنف او الضرب او الحرمان أحيانا وتكون قائمة الممنوعات أكثر من قائمة المسموحات، كأن تفرض الأم على الطفل ارتداء ملابس معينة او طعام معين او أصدقاء معينين.
ظنا من الوالدين ان ذلك في مصلحة الطفل دون ان يعلموا ان لذلك الاسلوب خطر على صحة الطفل النفسية وعلى شخصيته مستقبلا " (1)


ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) http://www.saaid.net/tarbiah/43.htm



" ونتيجة لذلك الأسلوب المتبع في التربية أ) ينشأ الطفل ولديه ميل شديد للخضوع واتباع الآخرين ب) لا يستطيع ان يُبدع او ان يفكر جـ) عدم قدرته على إبداء الرأي والمناقشة د) تكوين شخصية قلقة خائفة دائما من السلطة تتسم بالخجل والحساسية الزائدة .
هـ) تفقد الطفل الثقة بالنفس وعدم القدرة على اتخاذ القرارات وشعور دائم بالتقصير وعدم الانجاز .
و) وقد ينتج عن اتباع هذا الأسلوب طفل عدواني يخرب ويكسر اشياء الآخرين، لأن الطفل في صغره لم يشبع حاجته للحرية والاستمتاع بها.

المطلب الثاني: الحماية الزائدة

يعني قيام احد الوالدين او كلاهما نيابة عن الطفل بالمسؤوليات التي يفترض ان يقوم بها الطفل وحده، حيث يحرص الوالدان او احدهما على حماية الطفل والتدخل في شؤونه فلا يتاح للطفل فرصة اتخاذ قراره بنفسه وعدم إعطاءه حرية التصرف في كثير من أموره : كَحل الواجبات المدرسية عن الطفل او الدفاع عنه عندما يعتدي عليه احد الأطفال
وقد يرجع ذلك بسبب خوف الوالدين على الطفل لاسيما اذا كان الطفل الأول او الوحيد او اذا كان ولد وسط عديد من البنات او العكس فيبالغان في تربيته .

وهذا الأسلوب بلا شك يؤثر سلبا على نفسية الطفل وشخصيته أ) فينمو الطفل بشخصية ضعيفة غير مستقلة ب) يعتمد على الغير في أداء واجباته الشخصية وعدم القدرة على تحمل المسؤولية ورفضها جـ) إضافة إلى انخفاض مستوى الثقة بالنفس وتقبل الإحباط د) كذلك نجد هذا النوع من الأطفال الذي تربي على هذا الأسلوب لايثق في قراراته التي يصدرها ويثق في قرارات الآخرين ويعتمد عليهم في كل شيء هـ) ويكون نسبة حساسيته للنقد مرتفعة
عندما يكبر يطالب بأن تذهب معه امه للمدرسة حتى مرحلة متقدمة من العمر يفترض ان يعتمد فيها الشخص على نفسه
وتحصل له مشاكل في عدم التكيف مستقبلا بسبب ان هذا الفرد حرم من اشباع حاجته للاستقلال في طفولته ولذلك يظل معتمدا على الآخرين دائما .

المطلب الثالث: الإهمــــــال

يعني ان يترك الوالدين الطفل دون تشجيع على سلوك مرغوب فيه او الاستجابة له وتركه دون محاسبته على قيامه بسلوك غير مرغوب، وقد ينتهج الوالدين او احدهما هذا الأسلوب بسبب الانشغال الدائم عن الأبناء وإهمالهم المستمر لهم

فالأب يكون معظم وقته في العمل ويعود لينام ثم يخرج ولا يأتي الا بعد ان ينام الأولاد والأم تنشغل بكثرة الزيارات والحفلات او في الهاتف او على الانترنت او التلفزيون وتهمل أبناءها،
او عندما تهمل الأم تلبية حاجات الطفل من طعام وشراب وملبس وغيرها من الصور

والأبناء يفسرون ذلك على انه نوع من النبذ والكراهية والإهمال فتنعكس بآثارها سلبا على نموهم النفسي

ويصاحب ذلك أحيانا السخرية والتحقير للطفل فمثلا عندما يقدم الطفل للأم عملا قد أنجزه وسعد به، تجدها تحطمه وتنهره وتسخر من عمله ذلك، وتطلب منه عدم إزعاجها بمثل تلك الأمور التافهة كذلك الحال عندما يحضر الطفل درجة مرتفعة ما في احد المواد الدراسية لا يكافأ ماديا ولا معنويا بينما ان حصل على درجة منخفضة تجده يوبخ ويسخر منه ، وهذا بلاشك يحرم الطفل من حاجته الى الإحساس بالنجاح ومع تكرار ذلك يفقد الطفل مكانته في الأسرة ويشعر تجاهها بالعدوانية وفقدان حبه لهم
وعندما يكبر هذا الطفل يجد في الجماعة التي ينتمي إليها ما ينمي هذه الحاجة ويجد مكانته فيها ويجد العطاء والحب الذي حرم منه
وهذا يفسر بلاشك هروب بعض الأبناء من المنزل الى شلة الأصدقاء ليجدوا ما يشبع حاجاتهم المفقودة هناك في المنزل

ومن نتائج إتباع هذا الأسلوب في التربية ظهور بعض الاضطرابات السلوكية لدى الطفل كالعدوان والعنف او الاعتداء على الآخرين أو العناد أو السرقة أو إصابة الطفل بالتبلد الانفعالي وعدم الاكتراث بالأوامر والنواهي التي يصدرها الوالدين.
المطلب الرابع: التدليل

ويعني ان نشجع الطفل على تحقيق معظم رغباته كما يريد هو، وعدم توجيهه وعدم كفه عن ممارسة بعض السلوكيات الغير مقبولة سواء دينيا او خلقيا او اجتماعيا والتساهل معه في ذلك.

عندما تصطحب الأم الطفل معها مثلا الى منزل الجيران او الأقارب ويخرب الطفل أشياء الآخرين ويكسرها لا توبخه او تزجره بل تضحك له وتحميه من ضرر الآخرين ، كذلك الحال عندما يشتم او يتعارك مع احد الأطفال تحميه ولا توبخه على ذلك السلوك بل توافقه عليه .

وقد يتجه الوالدين او احدهما إلى اتباع هذا الأسلوب مع الطفل إمّا لإنه طفلهما الوحيد او لأنه ولد بين اكثر من بنت او العكس، او لإن الأب قاسي فتشعر الأم تجاه الطفل بالعطف الزائد فتدلله وتحاول ان تعوضه عما فقده او لأن الأم او الأب تربيا بنفس الطريقة فيطبقان ذلك على ابنهما .
ولاشك ان لتلك المعاملة مع الطفل آثار على شخصيته، ودائما خير الأمور الوسط لا افراط ولا تفريط وكما يقولون الشي اذا زاد عن حده انقلب إلى ضده فمن نتائج تلك المعاملة ان الطفل ينشأ لا يعتمد على نفسه غير قادر على تحمل المسؤولية بحاجة لمساندة الآخرين ومعونتهم ، كما يتعود الطفل على ان يأخذ دائما ولا يعطي وان على الآخرين ان يلبوا طلباته وان لم يفعلوا ذلك يغضب ويعتقد انهم اعداء له ويكون شديد الحساسية وكثير البكاء

وعندما يكبر تحدث له مشاكل عدم التكيف مع البيئة الخارجية ( المجتمع ) فينشأ وهو يريد ان يلبي له الجميع مطالبه يثور ويغضب عندما ينتقد على سلوك ما ويعتقد الكمال في كل تصرفاته وانه منزه عن الخطأ ، وعندما يتزوج يُحَمّل زوجته كافة المسؤوليات دون ادنى مشاركة منه ويكون مستهترا نتيجة غمره بالحب دون توجيه .




المطلب الخامس: إثارة الألم النفسي

ويكون ذلك بإشعار الطفل بالذنب كلما أتى سلوكا غير مرغوب فيه او كلما عبر عن رغبة سيئة، ايضا تحقير الطفل والتقليل من شأنه والبحث عن أخطاءه ونقد سلوكه .
مما يفقد الطفل ثقته بنفسه فيكون مترددا عند القيام بأي عمل خوفا من حرمانه من رضا الكبار وحبهم

وعندما يكبر هذا الطفل فيكون شخصية انسحابية منطوية غير واثق من نفسه يوجه عدوانه لذاته، وعدم الشعور بالأمان، يتوقع الأنظار دائمة موجهة إليه فيخاف كثيرا لا يحب ذاته ويمتدح الآخرين ويفتخر بهم وبإنجازاتهم وقدراتهم اما هو فيحطم نفسه ويزدريها.

المطلب السادس: التذبذب في المعاملة

ويعني عدم استقرار الأب او الأم من حيث استخدام أساليب الثواب والعقاب فيعاقب الطفل على سلوك معين مره ويثاب على نفس السلوك مرة أخرى

وذلك نلاحظه في حياتنا اليومية من تعامل بعض الآباء والأمهات مع أبناءهم مثلا : عندما يسب الطفل أمه او أباه نجد الوالدين يضحكان له ويبديان سرورهما ، بينما لو كان الطفل يعمل ذلك العمل أمام الضيوف فيجد أنواع العقاب النفسي والبدني
فيكون الطفل في حيرة من أمره لا يعرف هل هو على صح ام على خطأ فمرة يثيبانه على السلوك ومرة يعاقبانه على نفس السلوك

وغالبا ما يترتب على اتباع ذلك الأسلوب شخصية متقلبة مزدوجة في التعامل مع الآخرين ، وعندما يكبر هذا الطفل ويتزوج تكون معاملة زوجته متقلبة متذبذبة فنجده يعاملها برفق وحنان تارة، وتارة يكون قاسي بدون أي مبرر لتلك التصرفات وقد يكون في أسرته في غاية البخل والتدقيق في حساباته ، ودائم التكشير أما مع أصدقائه فيكون شخص اخر كريم متسامح ضاحك مبتسم وهذا دائما نلحظه في بعض الناس .


.
أيضا يفضل احد أبناءه على الآخر فيميل مع جنس البنات او الأولاد وذلك حسب الجنس الذي أعطاه الحنان والحب في الطفولة .
وفي عمله ومع رئيسة ذو خلق حسن بينما يكون على من يرأسهم شديد وقاسي وكل ذلك بسبب ذلك التذبذب فأدى به إلى شخصية مزدوجة في التعامل مع الآخرين .

المطلب السابع: التفرقة

ويعني عدم المساواة بين الأبناء جميعا والتفضيل بينهم بسبب الجنس او ترتيب المولود او السن او غيرها.
نجد بعض الأسر تفضل الأبناء الذكور على الإناث او تفضيل الأصغر على الأكبر او تفضيل ابن من الأبناء بسبب انه متفوق او جميل او ذكي وغيرها من أساليب خاطئة

وهذا بلاشك يؤثر على نفسيات الأبناء الآخرين وعلى شخصياتهم فيشعرون بالحقد والحسد تجاه هذا المفضل وينتج عنه شخصية أنانية يتعود الطفل ان يأخذ دون ان يعطي ويحب ان يستحوذ على كل شيء لنفسه حتى ولو على حساب الآخرين ويصبح لا يرى إلاّ ذاته فقط والآخرين لا يهمونه ينتج عنه شخصية تعرف مالها ولا تعرف ما عليها تعرف حقوقها ولا تعرف واجباتها ." (1)

المطلب الثامن:الإسراف في القسوة

" للصرامة والشدة مع الطفل وإنزال العقاب فيه بصورة مستمرة وصده وزجره كلما أراد أن يعبر عن نفسه أضرار منها:
1- قد يؤدى بالطفل إلى الانطواء أو الانزواء أو انسحاب فى معترك الحياة الاجتماعية
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) http://www.saaid.net/tarbiah/43.htm


2- يؤدى لشعور الطفل بالنقص وعدم الثقة في نفسه

3- صعوبة تكوين شخصية مستقلة نتيجة منعه من التعبير عن نفسه

4- شعوره الحاد بالذنب

5- قد ينتهج هو نفسه منهج الصرامة والشدة في حياته المستقبلية عن طريق عمليتي التقليد أو التقمص لشخصية أحد الوالدين أو كلاهما

المطلب التاسع : الإعجاب الزائد بالطفل :

حيث يعبر الآباء والأمهات بصورة مبالغ فيها عن إعجابهم بالطفل وحبة ومدحه والمباهاه به
أضرار هذا النمط :
1- شعور الطفل بالغرور الزائد والثقة الزائدة بالنفس

2- كثرة مطالب الطفل

3- تضخيم من صورة الفرد عن ذاته ويؤدى هذا إلى إصابته بعد ذلك بالإحباط والفشل عندما يصطدم مع غيرة من الناس الذين لا يمنحونه نفس القدر من الإعجاب " (1)

ولن يكون هناك إصلاح في الأمة الإسلامية ، إلاّ عن طريق حل جذري لكل هذه السلبيات الخاطئة في تربية الأطفال، وذلك بغرس العقيدة في المربين أنفسهم، وإرشادهم إلى الطريقة الصحيحة في تربية أبنائهم ، بعد أن يعتف الوالدين بتقصيرهم نحو تربية أبنائهم، فبدون اعتراف بالخطأ لا يمكن عمل الصواب.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) العيسوى، عبدالرحمن ، مشكلات الطفولة والمراهقة بواسطةhttp://saaid.net/tarbiah/44.htm



المبحث الثاني: تربية الأبناء، وتحديات العصر، وكيف يمكن للأسرة أن تتغلب عليها أو على الأقل كيف تقلل منها :

" إن الحياة كلما تعقدت ، وكلما خطت البشرية خطوات على سلم الحياة المادية ، كلما زادت أعباء الآباء في تربية أبنائهم ، وذلك لأنهم مصدر الثروة الحقيقة بالنسبة للفرد والجماعة ، فالمال ينضب والثروات المادية تزيد وتنقص وهم الثروة الحقيقة التي تعتمد عليها الأمم ، بل إنهم الثروة التي تبقى للآباء بعد موتهم ، فمن بين ما ينفع الآباء بعد موتهم دعاء الولد الصالح كما أخبر الرسول -صلى الله عليه وسلم -.

إنَّ قصور الدور التربوي للأسرة قد جعلها تواجه في هذا العصر العديد من التحديات ، ومن تلك التحديات ما يأتي :

المطلب الأول: غلبة الطابع المادي على تفكير الأبناء:

فمطالبهم المادية لا تنتهي ولا يجد فيهم الآباء تلك الحالة من الرضا التي كانت لدى الآباء أنفسهم وهم في نفس المراحل العمرية لأبنائهم ، فالمتطلبات المادية رغم كثرتها في أيديهم ومع ذلك نجد أنها لا تسعدهم ، بل عيونهم على ما ليس لديهم فإذا أدركوه تطلعوا إلى غيره وهكذا.

فلا ينكر أحد أن هذه الظاهرة إنما هي سمة من سمات هذا العصر ، فالتقدم المادي ينطلق بسرعة هائلة ولا يواكبه التزام بالقيم الإنسانية .

ولا ننكر أهمية المادة في حياة الإنسان ، ولكن لا بد من توازن الجانبيين ، فالمادة يجب أن تكون معياراً نقيس به ما لدينا من قيم إنسانية ومبادئ خُلقية ، وديننا يعلمنا ذلك ، فقد ربطت آيات القرآن الكريم بين الجانبيين رباطاً متجانساً منسجماً ."


ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) http://saaid.net/tarbiah/67.htm



المطلب الثاني: سيطرة الأبناء على الآباء:

" وعلى عكس ما ينبغي أن تكون عليه الحال ، فقد درس عالم النفس " إدوارد ليتن " هذه الظاهرة على الآباء في أمريكا وقرر أننا نعيش في عصر يحكمه الأبناء ، فبدلاً من أن يوجه الآباء أبناءهم ، فإن الأبناء هم الذين يوجهون سلوك آبائهم ، فهم الذين يختارون البيت ، ويشيرون بمكان قضاء العطلة ، وإذا دخلوا متجراً مضى كل طفل إلى ما يعجبه ، وما على الأب إلا أن يفتح حافظته ويدفع. " (1)

" ولعل هذه المشكلة سببها ما يشعر به الآباء من تقصير تجاه أبنائهم ، فالأب مشغول طول وقته ، والأم كذلك لا سيما إن كانت عاملة ، ومن هنا يكون سلوك الآباء إلى محاولة إرضاء الأبناء كنوع من التعويض عن التقصير معهم ، فتكون النتيجة الاستجابة لكل طلبات الأبناء وتنفيذ ما يريدون صواباً كان أم خطأً ، والذي يجب الانتباه إليه هو أن لهؤلاء الأبناء حقوقاً تعطى لهم ولا تنتقص ، فمن حقهم أن يجدوا آباءهم وأمهاتهم معهم وقتاً كافياً لاسيما في مرحلة الطفولة ، ومن حقوقهم أن يعيشوا طفولتهم ، فلا يتعجلهم الآباء وكأنهم يريدون القفز بهم إلى الرشد قبل أن يصلوا إليه حقيقةً ، فمن الخطأ الجسيم أن ننظر إلى الطفل على أنه رجل مصغر،...، وإذا أعطيناهم ما لهم من حقوق ففي هذه الحالة لا تكون هناك حاجة للتعويض عن التقصير معهم . (2)

المطلب الثالث: روح التكاسل وعدم الرغبة في القراءة وتدني المستوى العلمي لكثير من الأبناء في الأسر


ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) عدنان السبيعي ، من أجل أطفالنا، ص 70 ، بيروت،مؤسسة الرسالة، ط3، 1404هـ - 1984م .
بواسطة http://saaid.net/tarbiah/67.htm
(2) http://saaid.net/tarbiah/67.htm


أساليب ترغيب القراءة للطفل:
" يتفق أهل التربية على أهمية غرس حب القراءة فـي نفس الطِفل، وتربيته على حبها،حتى تصبح عادة له يمارسها ويستمتع بها.
وما هذا إلا لمعرفتهم بأهمية القراءة، فقد أثبتت البحوث العلمية أن هناك ترابطاً مرتفعاً بين القدرة على القراءة والتقدم الدراسي.
وهناك مقولات لعلماء عظام تبين أهمية القراءة أذكر منها:
1- الإنسان القارئ تصعب هزيمته.
2- إن قراءتي الحرة علمتني أكثر من تعليمي فـي المدرسة بألف مرة.
3- سئل أحد العلماء العباقرة: لماذا تقرأ كثيراً؟ فقال: "لأن حياة واحدة لا تكفيني

إن القراءة تفيد الطفل فـي حياته، فهي توسع دائرة خبراته، وتفتح أمامه أبواب الثقافة، وتحقق التسلية والمتعة، وتكسب الطفل حساً لغوياً أفضل، ويتحدث ويكتب بشكل أفضل، كما أن القراءة تعطي الطفل قدرة على التخيل وبعد النظر، وتنمي لدى الطفل ملكة التفكير السليم، وترفع مستوى الفهم، وقراءة الطفل تساعده على بناء نفسه وتعطيه القدرة على حل المشكلات التي تواجهه.

وأشياء كثيرة وجميلة تصنعها القراءة وحب الكتاب فـي نفس الطفل.
إن غرس حب القراءة فـي نفس الطفل ينطلق من البيت الذي يجب عليه أن يغرس هذا الحب فـي نفس الطفل، فإن أنت علمت أولادك كيف يحبون القراءة، فإنك تكون قد وهبتهم هدية سوف تثري حياتهم أكثر من أي شيء آخر، ولكن كيف السبيل إلى ذلك؟ ولا سيما فـي عصر قد كثرت فيه عناصر الترفيه المشوقة والألعاب الساحرة التي جعلت الطفل يمارسها لساعات متواصلة." (1)


ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) http://saaid.net/tarbiah/67.htm
(2) راشد بن محمد الشعلان ، مُرَكِز إشراف تربوي http://saaid.net/tarbiah/1.htm



1- القدوة القارئة:

قال القائل :
مشى الطاووس يوماً باعوجاج فقلد شكل مشيته بنوه
فقال : علام تختالون ؟ قالوا : بدأت به ونحن مقلدوه
فقوم مشيك المعوج إنا إن عدلت به معدلوه
وينشأ ناشئ الفتيان منا على ما كان عوده أبوه (1)

" إذا كان البيت عامراً بمكتبة ولو صغيرة، تضم الكتب والمجلات المشوقة، وكان أفراد الأسرة ولا سّيما الأب من القارئين والمحبين للقراءة، فإن الطفل سوف يحب القراءة والكتاب. فالطفل عندما يرى أباه وأفراد أسرته يقرأون، ويتعاملون مع الكتاب، فإنه سوف يقلدهم، ويحاول أن يمسك بالكتاب وتبدأ علاقته معه.
وننبه هنا إلى عدم إغفال الأطفال الذين لم يدخلوا المدرسة ونتساءل: هل الطفل ليس فـي حاجة إلى الكتاب إلا بعد دخوله للمدرسة؟
إن المتخصصين فـي التربية وسيكولوجية القراءة، يرون تدريب الطفل الذي لم يدخل المدرسة على مسك الكتاب وتصفحه، كما أنه من الضروري أن توفر له الأسرة بعضاً من الكتب الخاصة به، والتي تقترب من الألعاب فـي أشكالها، وتكثر فيها الرسوم والصور.

2- توفير الكتب والمجلات الخاصة للطفل:
هناك مكتبات ودور نشر أصبحت تهتم بقراءة الطفل، وإصدار ما يحتاجه من كتب ومجلات وقصص، وهذا فـي دول العالم المتقدم، أما فـي العالم الثالث، فلا زالت كتب الطفل ومجلاته قليلة، ولكنها تبشر بخير. "
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) http://saaid.net/tarbiah/67.htm
(2) راشد بن محمد الشعلان ، مُرَكِز إشراف تربوي http://saaid.net/tarbiah/1.htm




" ولا شك أن لهذه الكتب والمجلات والقصص شروط منها:
أ- أن تحمل المضمون التربوي المناسب للبيئة التي يعيش فيها الطفل.
ب- أن تناسب العمر الزمني والعقلي للطفل.
جـ- أن تلبي احتياجات الطفل القرائية.
د- أن تتميز بالإخراج الجميل والألوان المناسبة والصور الجذابة والأحرف الكبيرة.
ولقد تفننت بعض دور النشر، فأصدرت كتب بالحروف البارزة، وكتب على شكل لعب، وكتب يخرج منها صوت حيوان إذا فتحت هذه كلها تساعد على جذب الطفل للقراءة

3- تشجيع الطفل على تكوين مكتبة صغيرة له:
تضم الكتب الملونة، والقصص الجذابة، والمجلات المشوقة، ولا تنس اصطحابه للمكتبات التجارية، والشراء من كتبها ومجلاتها، وترك الاختيار له، وعدم إجباره على شراء مجلات أو كتب معينة، فالأب يقدم له العون والاستشارة فقط.
كل هذا يجعل الطفل يعيش فـي جو قرائي جميل، يشعره بأهمية القراءة والكتاب، وتنمو علاقته بالكتاب بشكل فعّال.

4- التدرج مع الطفل في قراءته:
لكي نغرس حب القراءة فـي الطفل ينبغي التدرج معه، فمثلاً كتاب مصور فقط، ثم كتاب مصور يكون فـي الصفحة الواحدة صورة وكلمة فقط، ثم كتاب مصور يكون في الصفحة الواحدة كلمتين، ثم كتاب مصور يكون في الصفحة الواحدة سطر وهكذا.

5- مراعاة رغبات الطفل القرائية:
إن مراعاة رغبات الطفل واحتياجاته القرائية، من أهم الأساليب لترغيبه فـي القراءة، فالطفل مثلاً يحب قصص الحيوانات وأساطيرها، ثم بعد فترة، يحب قصص الخيال والمغامرات والبطولات وهكذا، فعليك أن تساهم فـي تلبية رغبات طفلك، وحاجاته القرائية، وعدم إجباره على قراءة موضوعات أو قصص لا يرغبها.

6- المكان الجيد للقراءة فـي البيت:
خصص مكاناً جيداً ومشجعاً للقراءة فـي بيتك تتوفر فيه الإنارة المناسبة والراحة الكاملة لطفلك، كي يقرأ ويحب المكان الذي يقرأ فيه، والبعض يغري طفله بكرسي هزاز للقراءة فقط .
7- خصص لطفلك وقتاً تقرأ له فيه:
عند ما يخصص الأب أو الأم وقتاً يقرأ فيه للطفل القصص المشوقة، والجذابة حتى ولو كان الطفل يعرف القراءة، فإنه بذلك يمارس أفضل الأساليب لغرس حب القراءة فـي نفس طفله.
وهذه بعض التوصيات للقراءة لأطفالك:
أ- اقرأ لأطفالك أي كتاب أو قصة يرغبون بها، حتى ولو كانت تافهة، أو مكررة، وقد تكون أنت مللت من قراءتها، ولكن عليك بالصبر حتى تشعرهم بالمتعة فـي القراءة.
ب- عليك بالقراءة المعبرة، وتمثيل المعنى، واجعلها نوعاً من المتعة، واستعمل أصواتاً مختلفة، واجعل وقت القراءة وقت مرح ومتعة.
جـ- ناقش أطفالك فيما قرأته لهم، واطرح عليهم بعض الأسئلة، وحاورهم بشكل مبسط.
وحاول أن تكون هذه القراءة بشكل مستمر، كل أسبوع مرتين على الأقل.
ويمكن أن تقرأ القصة على أطفال مجتمعين، ثم يمثلونها ويلعبوا أدوار شخصياتها.
إنَّ جلسات القراءة المسموعة، تجعل الأطفال يعيشون المتعة الموجودة فـي الكتب، كما أنها تساعدهم على تعلم وفهم لغة الكتب.

8- استغلال الفرص والمناسبات:
إن استغلال الفرص والمناسبات، لجعل الطفل محبّاً للقراءة، من أهم الأمور التي ينبغي على الأب أن يدركها، فالمناسبات والفرص التي تمر بالأسرة كثيرة، ونذكر هنا بعض الأمثلة، لاستغلال الفرص والمناسبات لتنشئة الطفل على حب القراءة.
أ- استغلال الأعياد بتقديم القصص والكتب المناسبة هدية للطفل، وكذلك عندما ينجح أو يتفوق فـي دراسته.
ب- استغلال المناسبات الدينية، مثل الحج والصوم، وعيد الأضحى، ويوم عاشوراء، وغيرها من مناسبات لتقديم القصص والكتيبات الجذابة للطفل حول هذه المناسبات، والقراءة له، وحواره بشكل مبسط والاستماع لأسئلته.
جـ- استغلال الفرص مثل: الرحلات والنزهات والزيارات، كزيارة حديقة الحيوان، وإعطاء الطفل قصصاً عن الحيوانات، وحواره فيها، وما الحيوانات التي يحبها، وتخصيص قصص مشوقة لها، وهناك فرص أخرى مثل المرض وألم الأسنان، يمكن تقديم كتيبات وقصص جذابة ومفيدة حولها.


د- استغلال الإجازة والسفر:
من المهم جداً ألا ينقطع الطفل عن القراءة، حتى فـي الإجازة والسفر، لأننا نسعى إلى جعله ألا يعيش بدونها، فيمكن فـي الإجازة ترغيبه فـي القراءة بشكل أكبر، وعندما تريد الأسرة مثلاً أن تسافر إلى مكة أو المدينة أو أي مدينة أخرى يستغل الأب هذا السفر فـي شراء كتيبات سهلة، وقصص مشوقة عن المدينة التي سوف تسافر الأسرة لها، وتقديمها للطفل أو القراءة له قراءة جهرية، فالقراءة الجهرية ممتعة للأطفال، وتفتح لهم الأبواب، وتدعم الروابط العاطفية بين أفراد الأسرة، وسوف تكون لهم القراءة الممتعة جزءاً من ذكريات طفولتهم.

9- استغلال هوايات الطفل لدعم حب القراءة:
جميع الأطفال لهم هوايات يحبونها، منها مثلاً: الألعاب الإلكترونية، تركيب وفك بعض الألعاب،قيادة الدراجة، الرسم، الحاسب الآلي، كرة القدم، وغيرها من ألعاب. لذا عليك توفير الكتب المناسبة، والمجلات المشوقة، التي تتحدث عن هواياتهم، وثق أنهم سوف يندفعون إلى قراءتها، ويمكن لك أن تحاورهم فيها، وهل يرغبون فـي المزيد منها ، ولا تقلق إذا كانت هذه الكتب تافهة، أو لا قيمة لها فـي نظرك، فالمهم هنا هو تعويد الطفل على القراءة، وغرس حبها فـي نفسه.

10- قراءة الطفل والتلفزيون:
إن كثرة أجهزة التلفزيون فـي المنزل. تشجع الطفل على أن يقضي معظم وقته فـي مشاهدة برامجها، وعدم البحث عن وسائل للتسلية، أما مع وجود جهاز تلفزيون واحد، فإن الطفل سوف يلجأ إلى القراءة بالذات حين يكون فرد آخر فـي أسرته يتابع برنامج لا يرغب الطفل فـي متابعته.
وإياك أن تضع جهاز تلفزيون فـي غرفة نوم طفلك لأنه سوف ينام وهو يشاهده بدلاً من قراءة كتاب قبل النوم.
وكلما كبر طفلك وازدحمت حياته، وزاد انشغاله، فإن وقت ما قبل النوم، يصبح هو الفرصة الوحيدة للقراءة عنده، لذا أحرص على غرس هذه العادة فـي طفلك.



11- إلعب مع أطفالك بعض الألعاب القرائية:
والألعاب التي يمكن أن تلعبها مع طفلك ليحب القراءة كثيرة جداً، ولكن اختر منها الألعاب المشوقة والمثيرة، وهناك ألعاب يمكن أن تبتكرها أنت، مثل: أكتب كلمات معكوسة وهو يقرأها بشكل صحيح، وابدأ بكتابة اسمه هو بشكل معكوس فمثلاً اسمه (سعد) اكتبه له (دعس) واطلب منه أن يقرأه بشكل صحيح وهكذا.
ومن الألعاب: أن تطلب منه أن يقرأ اللوحات المعلقة فـي الشوارع، وبعض علامات المرور، كعلاقة (قف). ومن الألعاب التي يمكن أن تبتكرها لطفلك، يمكنك كتابة قوائم ترغب فـي شرائها من محل التموينات، واجعل طفلك يشطب اسم الشيء الذي تشتريه. ومن الألعاب القرائية: ألصق بعض الأحرف الممغنطة على الثلاجة، واكتب بها بعض الكلمات، واطلب من طفلك قراءتها، ثم دعه هو يكتب الحروف والكلمات وأنت تجيب،...، وتذكر أن الطفل يحب أن يتولى زمام اللعبة خاصة مع أبويه.

12- المدرسة وقراءة طفلك:
تابع باستمرار كيف يتم تدريس القراءة لأطفالك، زر المدرسة وتعرف على معلم القراءة، وبين له أنك مهتم بقراءة طفلك وبين له أيضاً البرامج التي تقدمها لطفلك ليكون محباً للقراءة، وأسأل معلم القراءة كيف يتم تدريس القراءة لطفلك وأسأله عن الأنشطة القرائية التي يمارسها طفلك فـي المدرسة، وأسأله عن علاقة طفلك بمكتبة المدرسة، وحاوره بشكل لطيف عن أهمية الأنشطة القرائية التي يجب أن يتعود عليها الطفل فـي المدرسة ، ولا تنس أن تقدم خطابات الشكر للمعلم الذي يؤدي درس القراءة بطريقة تنمي حب القراءة لدى الطفل، وأحياناً يخشى المعلم القيام بأنشطة قرائية حرة داخل الصف ويترك المقرر قليلاً، لذا عليك أن تدعم هذا المعلم وترسل له خطابات الشكر هو ومديره، وأشكره على عمله، واعرض عليه التبرع بالقصص المشوقة والكتب المناسبة لمكتبة الفصل، عندما يسمع المعلمون الآخرون عن هذا التشجيع فقد يجدون الشجاعة لعمل الشيء ذاته فـي فصولهم.
13- طفلك والرحلات المدرسية وأصدقاؤه والقراءة:
إذا شارك طفلك فـي رحلة مدرسية، فاحرص على أن تزوده ببعض الكتب والقصص المشوقة،[ ممكن أن تكون عن البلد التي يودون زيارتها] فقد يكون هناك وقت مناسب لكي يقرأ فيها، ويمرر هذه الكتب والقصص المفيدة لأصدقائه، ولكن ينبغي أن يطلع عليها المعلم أولاً، أيضاً يمكن أن تقدم لأصدقاء طفلك بعض الكتب والقصص المشوقة أو يعيرها ولدك لهم. هذا بإذن الله سوف يضمن إنشاء أصدقاء لطفلك يحبون القراءة.
14- السيارة وقراءة طفلك:
احرص على توفير المجلات والقصص المناسبة لطفلك فـي سيارتك. وقدمها لطفلك أثناء القيادة، ولا سيما إذا كان الطفل سيجلس لمدة طويلة فـي السيارة. إن الطفل وقتها سوف ينشغل فـي القراءة ويكف عن الصراخ والمشاجرة وهذه فائدة أخرى.
ومن الملاحظ أن من الناس من يمضي وقتاً طويلاً، وسيارته واقفة لغسيلها، أو إصلاح المهندس لعطلٍ فيها، أو لأي سبب آخر، ولا يستفيد من هذا الوقت فـي القراءة فـي مجلات أو كتب نافعة، فلا تجعل أطفالك من هذا النوع إذا كبروا.

15- طفلك والشخصيات التي يحبها والتي يمكن أن تجعله يحبها:
من المهم أن تزود طفلك ببعض الكتب عن الشخصيات التي يحبها، أو التي يمكن أن يحبها، وأن يتعلم المزيد عن الرسول -صلى الله عليه وسلم-، وحياته ومعجزاته، وصحابته، والشخصيات البطولية فـي التاريخ الإسلامي وهذا كله موجود فـي قصص مشوقة وجذابة، ولا سيما إذا كان طفلك لا يحب قصص الخيال لكنه يحب قصص الخير ضد الشر والمغامرات الواقعية.

16- عود طفلك على قراءة الوصفات:
عندما تشتري دواء، فإن وصفة طريقة تناول الدواء تكون موجودة داخل العلبة، وعندما تشتري لعبة لطفلك تحتاج إلى تركيب، فإن وصفة طريقة التركيب تكون مصاحبة لها، لذا من الضروري أن تطلب من طفلك أن يقرأها أولاً، أو أن تقرأها له بصوت واضح وتشرح له ما لم يفهمه منها.
المهم أن يتعود على قراءة أية وصفة مصاحبة لأي غرض.

17- القصص والمجلات المشوقة وملاحقة الأطفال:
لاحق أطفالك بالقصص الجذابة والمشوقة فـي أماكن تواجدهم. ضع القصص بجوار التلفزيون، وأماكن اللعب، وبجوار السرير، ضع قصص جذابة للنوم ولكن لا تكره طفلك على القراءة أبداً.





18- أفراد أسرتك والقراءة:

تحدَّث مع أفراد أسرتك عن المقالات والكتب التي قرأتها، وخصص وقتاً للحوار والنقاش فيها، وليكن ذلك بوجود أطفالك، واسمح لهم بالمشاركة فـي الحوار، وحاورهم فـي قراءتهم، وشجعهم على القراءة، وعلى كتابة ما يعجبهم من القصص فـي دفتر خاص بذلك.

19- الطفل ومسرح القراءة:

إن الأطفال يقرأون بسهولة عندما يفهمون ما يقرأون، لذا اختر الأدوار فـي القصة، واجعل طفلك يصبح إحدى الشخصيات ويقرأ الحوار الذي تنطق به وهذا هو ما يسمى (مسرح القراءة).
وهذا سوف يساعد على المتعة والإثارة أثناء القراءة.

20- قطار القراءة يتجاوز أطفالك:

لا تيأس أبداً فمهما بلغت سن أطفالك ومهما كبروا يمكنهم أن يتعلموا حب القراءة لكن من المهم أن توفر لهم المجلات، والكتب التي تلبي حاجاتهم القرائية، ومن الممكن أن تشترك لهم فـي بعض المجلات المناسبة، ولا سيما إذا كانوا مراهقين عليك أن تشبع حاجاتهم القرائية بشكل أكبر." (1)




ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1)راشد بن محمد الشعلان ، مُرَكِز إشراف تربوي http://saaid.net/tarbiah/1.htm



ومن التحديات التي تواجه الوالدين أيضاً:

المطلب الرابع :ما يسمى بصراع الأجيال

" ويقصد به اتساع الفجوة بين تفكير الأبناء وتفكير الآباء ، وعزوف الأبناء في كثير من الأحيان عن الاستفادة من خبرات جيل الكبار إذ ينظرون إلى خبراتهم على أنها لم تعد ذات قيمة في هذا العصر الذي نعيش فيه .

لا ينكر عاقل أهمية انتفاع جيل الصغار من جيل الكبار ، وإذا لم يحدث ذلك فتكون النتيجة أن يبدأ كل جيل من نقطة الصفر ، وهذا مستحيل .
وإذا كان العالم يشهد طفرة هائلة من التقدم العلمي ، ولا شك في أن هذا الكم الهائل من العلم والمعرفة لم يصنعه جيل واحد بعينه ، وإنما هو خلاصة فكر الأجيال إذ يضيف كل جيل إلى جهد سابقيه ، وهكذا تبدو أهمية احترام ما لدى جيل الكبار من خبرات يستفيد منها من بعدهم، يُعدِّلون فيها ويضيفون إليها ، ولكن الخطر كل الخطر أن يعزفوا عنها ويقللوا من أهميتها . قد يحدث اختلاف لكن هذا الاختلاف لا ينبغي أن يكون سبباً في الصراع والتنافر .

المطلب الخامس : ما يعرف بالغزو الفكري والثقافي

المتمثل فيما يشاهده الأبناء ويستمعون إليه عبر وسائل الإعلام المختلفة من أفكار وقيم قد لا تكون في كثير من الأحيان متفقة مع قيم مجتمعاتنا .
"انتشار العنف في وسائل الإعلام" (1)
إن كثيراً من الأسر تواجه بعض التحديات فيما تجد من تأثر أبنائها بما يقرءون أو يشاهدون أو يسمعون عبر وسائل الإعلام المختلفة ، وتمثلهم لبعض القيم التي قد لا ترضى عنها الأسرة في كثير من الأحيان ، وتكون النتيجة أن ما تغرسه الأسرة من قيم أخلاقية تقتلعه تلك الوسائط الأخرى ، والحقيقة أن هناك اتجاهين في مواجهة ما يفد إلينا عبر وسائل الإعلام :
أحدها : يتنكر لكل ما يأتي إلينا سواءً اتفق مع شريعتنا أم اختلف معها ، "(2) ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) انظر إلى مجموعة من المؤلفين، موسوعة سفير لتربية الأبناء، المجلد الثاني/494
(2) http://saaid.net/tarbiah/67.htm

" وحجة القائلين به أنه في عالم الاقتصاد لا يلجأ الفرد إلى الاستدانة ما دام له رصيد مذخور ، والمسلمون لديهم تراث حضاري هائل حتى في العلوم الطبيعية التي استفادت منها النهضة الأوروبية ، ويستدلون على ذلك بأن العرب قبل الإسلام كانوا أمة متأخرة فلما جاء الإسلام تقدموا به وجعلهم سادة ، فإن أرادوا العزة بغيره أذلهم الله
ويرى أصحاب هذا الرأي أن ما لدى غيرنا من قيم هي في الغالب تتنافى مع ديننا فمنها من ينظر إلى الحياة على أنها هي الوجود البشري كله فلا بعث ولا حساب ولا جزاء ، فماذا نستفيد من قيم هؤلاء .

أما الرأي الثاني : فعلى عكس الرأي الأول إذ يرى أن نفتح نوافذ المعرفة على كل اتجاه ، ونتعرف على كل جديد ، ونزن هذا بميزان الشرع والعقدية فما تعارف معها قبلناه ، وما تناكر معها رفضناه ، وحجة هؤلاء القائلين بهذا الرأي : أن العلم لا دين له ولا وطن ، والمعرفة ليست ملكاً لدولة ولا حكراً على أمة ، وإنما هي للبشرية كلها ، فمن انتفع بقانون " ارخميدس " لم يصبح يونانياً ، ومن اقتبس نظريات جابر بن حيان والخوارزمي وابن سينا والرازي لم يصبح عربياً مسلماً ، ومن اقتبس قانون الجاذبية لنيوتن لم يصبح انجليزياً.

والحقيقة أن هذا الموضوع يتطلب الوعي الكامل على مستوى الأسرة ، بل على مستوى الدولة كذلك ، فهذه الوسائل التي تحمل إلينا أفكار غيرنا إنما نحن الذي نملكها ونتحكم فيها ، وهي أدوات وأجهزة نأخذ فيها ما نريد وندع ما يريد ، فلا يجب أن تتحكم فينا ، بل علينا نحن أن نتحكم فيها ، ونربي أبناءنا على ذلك ، فلا نرى أو نسمع إلا ما نريده والمعيار في ذلك هو ميزان عقيدتنا ، وذلك لأن الإسلام ليس منفصلاً عن الحياة ، وذلك لأن الاعتقاد بأن الدين شيء والحياة شيء آخر يفضي بأجيالنا إلى حياة ليست فيها أية علامات تدل على احترامهم لشرائع الله أو إذعانهم لمشيئته

وهكذا فقد وجدنا أن الأسرة تواجه كثيراً من التحديات المعاصرة قد تؤدي إلى قصور دورها التربوي ، وفي نفس الوقت وجدنا أن الأسرة هي أيضاً القادرة على مواجهة تلك التحديات والتغلب عليها ، حتى تستعيد دورها التربوي الفعال ." (1)

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) http://saaid.net/tarbiah/67.htm
المبحث الثالث: دور المرأة في التربية

المطلب الأول:أهمية الأم في تربية الطفل

" تحتل الأم مكانة مهمة وأساسية في التربية، ويبدو ذلك من خلال الأمور الآتية:

الأمر الأول: أثر الأسرة في التربية
فالأسرة أولاً هي الدائرة الأولى من دوائر التنشئة الاجتماعية، وهي التي تغرس لدى الطفل المعايير التي يحكم من خلالها على ما يتلقاه فيما بعد من سائر المؤسسات في المجتمع، فهو حينما يغدو إلى المدرسة ينظر إلى أستاذه نظرةً من خلال ما تلقاه في البيت من تربية، وهو يختار زملاءه في المدرسة من خلال ما نشأته عليه أسرته، ويقيِّم ما يسمع وما يرى من مواقف تقابله في الحياة، من خلال ما غرسته لديه الأسرة، وهنا يكمن دور الأسرة وأهميتها وخطرها في الميدان التربوي.

الأمر الثاني: الطفل يتأثر بحالة أمه وهي حامل
تنفرد الأم بمرحلة لا يشركها فيها غيرها وهي مرحلة مهمة ولها دور في التربية قد نغفل عنه ألا وهي مرحلة الحمل؛ فإن الجنين وهو في بطن أمه يتأثر بمؤثرات كثيرة تعود إلى الأم، ومنها:
التغذية فالجنين على سبيل المثال يتأثر بالتغذية ونوع الغذاء الذي تتلقاه الأم، وهو يتأثر بالأمراض التي قد تصيب أمه أثناء الحمل، ويتأثر أيضاً حين تكون أمه تتعاطى المخدرات، وربما أصبح مدمناً عند خروجه من بطن أمه حين تكون أمه مدمنة للمخدرات، ومن ذلك التدخين، فحين تكون المرأة مدخنة فإن ذلك يترك أثراً على جنينها، ولهذا فَهُم في تلك المجتمعات يوصون المرأة المدخنة أن تمتنع عن التدخين أثناء فترة الحمل أو أن تقلل منه؛ نظراً لتأثيره على جنينها، ومن العوامل المؤثرة أيضاً: العقاقير الطبية التي تناولها المرأة الحامل، ولهذا يسأل الطبيب المرأة كثيراً حين يصف لها بعض الأدوية عن كونها حامل أو ليست كذلك .
وصورةً أخرى من الأمور المؤثرة وقد لا تتصوره الأمهات والآباء هذه القضية، وهي حالة الأم الانفعالية أثناء الحمل، فقد يخرج الطفل وهو كثير الصراخ في أوائل طفولته، وقد يخرج الطفل وهو يتخوف كثيراً، وذلك كله بسبب مؤثرات تلقاها من حالة أمه الانفعالية التي كانت تعيشها وهي في حال الحمل، وحين تزيد الانفعالات الحادة عند المرأة وتكرر فإن هذا يؤثر في الهرمونات التي تفرزها الأم وتنتقل إلى الجنين، وإذا طالت هذه الحالة فإنها لا بد أن تؤثر على نفسيته وانفعالاته وعلى صحته، ولهذا ينبغي أن يحرص الزوج على أن يهيئ لها جواً ومناخاً مناسباً، وأن تحرص هي على أن تتجنب الحالات التي تؤدي بها حدة الانفعال .
أمر آخر أيضاً له دور وتأثير على الجنين وهو اتجاه الأم نحو حملها أو نظرتها نحو حملها فهي حين تكون مسرورة مستبشرة بهذا الحمل لا بد أن يتأثر الحمل بذلك، وحين تكون غير راضية عن هذا الحمل فإن هذا سيؤثر على هذا الجنين، ومن هنا وجه الشرع الناس إلى تصحيح النظر حول الولد الذكر والأنثى، قال سبحانه وتعالى :{ لِلَّهِ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ يَهَبُ لِمَنْ يَشَاءُ إِنَاثاً وَيَهَبُ لِمَن يَشَاءُ الذُّكُورَ {49} أَوْ يُزَوِّجُهُمْ ذُكْرَاناً وَإِنَاثاً وَيَجْعَلُ مَن يَشَاءُ عَقِيماً إِنَّهُ عَلِيمٌ قَدِيرٌ }(1). فهو -سبحانه وتعالى- له ما يشاء وله الحكم -سبحانه وتعالى-؛ فيقرر للناس أنه -عز وجل- صاحب الحكم والأمر، وما يختار الله -سبحانه وتعالى- أمراً إلا لحكمة، لذا فالزوجة والزوج جميعاً ينبغي أن يرضوا بما قسم الله، ويعلموا أن ما قسم الله -عز وجل- خير لهم، سواءً كان ذكراً أو أنثى، وحين تفقد المرأة هذا الشعور، فيكشف لها التقرير الطبي أن الجنين الذي في بطنها أنثى، فتبدأ تغير نظرتها ومشاعرها نحو هذا الحمل أو العكس فإن هذا لا بد أن يؤثر على الحمل،...،و من هذا كله [نرى]أن دور المرأة يبدأ من حين حملها وأنها تعيش مرحلة تؤثر على مستقبل هذا المولود لا يشاركها غيرها.

الأمر الثالث: دور الأم مع الطفل في الطفولة المبكرة
الطفولة المبكرة مرحلة مهمة لتنشئة الطفل، ودور الأم فيها أكبر من غيرها، فهي في مرحلة الرضاعة أكثر من يتعامل مع الطفل، ولحكمة عظيمة يريدها الله سبحانه وتعالى يكون طعام الرضيع في هذه المرحلة من ثدي أمه وليس الأمر فقط تأثيراً طبيًّا أو صحيًّا، وإنما لها آثار نفسية أهمها إشعار الطفل بالحنان والقرب الذي يحتاج إليه، ولهذا يوصي الأطباء الأم أن تحرص على إرضاع الطفل، وأن تحرص على أن تعتني به وتقترب منه لو لم ترضعه.
وهنا ندرك فداحة الخطر الذي ترتكبه كثير من النساء حين تترك طفلها في هذه المرحلة للمربية والخادمة؛ فهي التي تقوم بتنظيفه وتهيئة اللباس له وإعداد طعامه، وحين يستعمل الرضاعة الصناعية فهي التي تهيئها له، وهذا يفقد الطفل قدراً من الرعاية النفسية هو بأمس الحاجة إليه.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) سورة الشورى، آيه 49-50

وإذا ابتليت الأم بالخادمة -والأصل الاستغناء عنها- فينبغي أن تحرص في المراحل الأولية على أن تباشر هي رعاية الطفل، وتترك للخادمة إعداد الطعام في المنزل أو تنظيفه أو غير ذلك من الأعمال، فلن يجد الطفل الحنان والرعاية من الخادمة كما يجدها من الأم، وهذا له دور كبير في نفسية الطفل واتجاهاته في المستقبل، وبخاصة أن كثيراً من الخادمات والمربيات في العالم الإسلامي لسن من المسلمات، وحتى المسلمات غالبهن من غير المتدينات، وهذا لايخفى أثره، والحديث عن هذا الجانب يطول.
فالمقصود أن الأم كما قلنا تتعامل مع هذه المرحلة مع الطفل أكثر مما يتعامل معه الأب، وفي هذه المرحلة سوف يكتسب العديد من العادات والمعايير، ويكتسب الخلق والسلوك الذي يصعب تغييره في المستقبل، وهنا تكمن خطورة دور الأم فهي البوابة على هذه المرحلة الخطرة من حياة الطفل فيما بعد، حتى أن بعض الناس يكون مستقيماً صالحاً متديناً لكنه لم ينشأ من الصغر على المعايير المنضبطة في السلوك والأخلاق، فتجد منه نوعاً من سوء الخلق وعدم الانضباط السلوكي، والسبب أنه لم يترب على ذلك من صغره.

الأمر الرابع : دور الأم مع البنات
لئن كانت الأم أكثر التصاقاً بالأولاد عموماً في الطفولة المبكرة، فهذا القرب يزداد ويبقى مع البنات.
ولعل من أسباب ما نعانيه اليوم من مشكلات لدى الفتيات يعود إلى تخلف دور الأم التربوي، فالفتاة تعيش مرحلة المراهقة والفتن والشهوات والمجتمع من حولها يدعوها إلى الفساد وتشعر بفراغ عاطفي لديها، وقد لا يشبع هذا الفراغ إلا في الأجواء المنحرفة، أما أمها فهي مشغولة عنها بشؤونها الخاصة، وبالجلوس مع جاراتها وزميلاتها، فالفتاة في عالم والأم في عالم آخر.
إنه من المهم أن تعيش الأم مع بناتها وتكون قريبة منهن؛ ذلك أن الفتاة تجرؤ أن تصارح الأم أكثر من أن تصارح الأب، وأن تقترب منها وتملأ الفراغ العاطفي لديها.
ويزداد هذا الفراغ الذي تعاني منه الفتاة في البيت الذي فيه خادمة، فهي تحمل عنها أعباء المنزل، والأسرة ترى تفريغ هذه البنت للدراسة لأنها مشغولة في الدراسة، وحين تنهي أعباءها الدراسية يتبقى عندها وقت فراغ، فبم تقضي هذا الفراغ: في القراءة؟ فنحن لم نغرس حب القراءة لدى أولادنا.
وبين الأم وبين الفتاة هوه سحيقة، تشعر الفتاة أن أمها لا توافقها في ثقافتها وتوجهاتها، ولا في تفكيرها، وتشعر بفجوة ثقافية وفجوة حضارية بينها وبين الأم؛ فتجد البنت ضالتها في مجلة تتحدث عن الأزياء وعن تنظيم المنزل، وتتحدث عن الحب والغرام، وكيف تكسبين الآخرين فتثير عندها هذه العاطفة، وقد تجد ضالتها في أفلام الفيديو، أو قد تجد ضالتها من خلال الاتصال مع الشباب في الهاتف، أو إن عدمت هذا وذاك ففي المدرسة تتعلم من بعض زميلاتها مثل هذه السلوك.

الأمر الخامس: الأم تتطلع على التفاصيل الخاصة لأولادها
تتعامل الأم مع ملابس الأولاد ومع الأثاث وترتيبه، ومع أحوال الطفل الخاصة فتكتشف مشكلات عند الطفل أكثر مما يكتشفه الأب، وبخاصة في وقتنا الذي انشغل الأب فيه عن أبنائه، فتدرك الأم من قضايا الأولاد أكثر مما يدركه الأب.
هذه الأمور السابقة تؤكد لنا دور الأم في التربية وأهميته، ويكفي أن نعرف أن الأم تمثل نصف المنزل تماماً ولا يمكن أبداً أن يقوم بالدور التربوي الأب وحده، أو أن تقوم به المدرسة وحدها، فيجب أن تتضافر جهود الجميع في خط واحد.
لكن الواقع أن الطفل يتربى على قيم في المدرسة يهدهما المنزل، ويتربى على قيم في المنزل مناقضة لما يلقاه في الشارع؛ فيعيش ازدواجية وتناقضا ، المقصود هو يجب أن يكون البيت وحده متكاملة.

المطلب الثاني: مقترحات تربوية للأم

أولاً: الشعور بأهمية التربية
إن نقطة البداية أن تشعر الأم بأهمية التربية وخطورتها، وخطورة الدور الذي تتبوؤه، وأنها مسؤولة عن جزء كبير من مستقبل أبنائها وبناتها، وحين نقول التربية فإنا نعني التربية بمعناها الواسع الذي لايقف عند حد العقوبة أو الأمر والنهي، كما يتبادر لذهن طائفة من الناس، بل هي معنى أوسع من ذلك.
فهي تعني إعداد الولد بكافة جوانب شخصيته: الإيمانية، والجسمية، والنفسية، والعقلية، الجوانب الشخصية المتكاملة أمر له أهمية وينبغي أن تشعر الأم والأب أنها لها دور في رعاية هذا الجانب وإعداده.
وفي جانب التنشئة الدينية والتربية الدينية يحصرها كثير من الناس في توجيهات وأوامر أو عقوبات، والأمر أوسع من ذلك، ففرق بين شخص يعاقب ابنه حيث لا يصلي وبين شخص آخر يغرس عند ابنه حب الصلاة، وفرق بين شخص يعاقب ابنه حين يتفوه بكلمة نابية، وبين شخص يغرس عند ابنه رفض هذه الكلمة وحسن المنطق، وهذا هو الذي نريده حين نتكلم عن حسن التربية، فينبغي أن يفهم الجميع –والأمهات بخاصة- التربية بهذا المعنى الواسع.

ثانياً: الاعتناء بالنظام في المنزل
من الأمور المهمة في التربية -ويشترك فيها الأم والأب لكن نؤكد على الأم- الاعتناء بنظام المنزل؛ فذلك له أثر في تعويد الابن على السلوكيات التي نريد.
إننا بحاجة إلى تعويد أولادنا على النظام، في غرفهم وأدواتهم، في مواعيد الطعام، في التعامل مع الضيوف وكيفية استقبالهم، ومتى نشاركهم الجلوس ومتى لا نشاركهم .

ثالثاً: السعي لزيادة الخبرة التربوية
إن من نتائج إدراك الأم لأهمية التربية أن تسعى لزيادة خبرتها التربوية والارتقاء بها، ويمكن أن يتم ذلك من خلال مجالات عدة، منها:
أ - القراءة؛ فمن الضروري أن تعتني الأم بالقراءة في الكتب التربوية، وتفرغ جزءاً من وقتها لاقتنائها والقراءة فيها، وليس من اللائق أن يكون اعتناء الأم بكتب الطبخ أكثر من اعتنائها بكتب التربية.
وحين نلقي سؤالاً صريحاً على أنفسنا: ماحجم قراءاتنا التربوية؟ وما نسبتها لما نقرأ إن كنا نقرأ؟ فإن الإجابة عن هذه السؤال تبرز مدى أهمية التربية لدينا، ومدى ثقافتنا التربوية.

ب - استثمار اللقاءات العائلية؛ من خلال النقاش فيها عن أمور التربية، والاستفادة من آراء الأمهات الأخريات وتجاربهن في التربية، أما الحديث الذي يدور كثيراً في مجالسنا في انتقاد الأطفال، وأنهم كثيرو العبث ويجلبون العناء لأهلهم، وتبادل الهموم في ذلك ، فإنه حديث غير مفيد، بل هو مخادعة لأنفسنا وإشعار لها بأن المشكلة ليست لدينا وإنما هي لدى أولادنا.
لم لا نكون صرحاء مع أنفسنا ونتحدث عن أخطائنا نحن؟ وإذا كان هذا واقع أولادنا فهو نتاج تربيتنا نحن، ولم يتول تربيتهم غيرنا، وفشلنا في تقويمهم فشل لنا وليس فشلاً لهم.

جـ - الاستفادة من التجارب، إنَّ من أهم مايزيد الخبرة التربوية الاستفادة من التجارب والأخطاء التي تمر بالشخص، فالأخطاء التي وقعتِ بها مع الطفل الأول تتجنبينها مع الطفل الثاني، والأخطاء التي وقعتِ بها مع الطفل الثاني تتجنبينها مع الطفل الثالث، وهكذا تشعرين أنك ما دمت تتعاملين مع الأطفال فأنت في رقي وتطور.




رابعاً: الاعتناء بتلبية حاجات الطفل

للطفل حاجات واسعة ومنها:
1) الحاجة إلى الاهتمام المباشر:
يحتاج الطفل إلى أن يكون محل اهتمام الآخرين وخاصة والديه، وهي حاجة تنشأ معه من الصغر، فهو يبتسم ويضحك ليلفت انتباههم، وينتظر منهم التجاوب معه في ذلك.
ومن صور الاهتمام المباشر بحاجات الطفل الاهتمام بطعامه وشرابه، وتلافي إظهار الانزعاج والقلق –فضلاً عن السب والاتهام بسوء الأدب والإزعاج- حين يوقظ أمه لتعطيه طعامه وشرابه، ومما يعين الأم على ذلك تعويده على نظام معين، وتهيئة طعام للابن –وبخاصة الإفطار- قبل نومها.
ومن أسوأ صور تجاهل حاجة الطفل إلى الطعام والشراب ما تفعله بعض النساء حال صيامها من النوم والإغلاق على نفسها، ونَهر أطفالها حين يطلبون منها الطعام أو الشراب.
ومن صور الاهتمام به أيضاً حسن الاستماع له، فهو يحكي قصة، أو يطرح أسئلة فيحتاج لأن ينصت له والداه، ويمكن أن توجه له أسئلة تدل على تفاعل والديه معه واستماعهم له، ومن الوسائل المفيدة في ذلك أن تسعى الأم إلى أن تعبر عن الفكرة التي صاغها هو بلغته الضعيفة بلغة أقوى، فهذا مع إشعاره له بالاهتمام يجعله يكتسب عادات لغوية ويُقوِّى لغته.
ومن صور الاهتمام التخلص من أثر المشاعر الشخصية، فالأب أو الأم الذي يعود من عمله مرهقاً، أو قد أزعجته مشكلة من مشكلات العمل، ينتظر منهم أولادهم تفاعلاً وحيوية، وينتظرونهم بفارغ الصبر، فينبغي للوالدين الحرص على عدم تأثير المشاعر والمشكلات الخاصة على اهتمامهم بأولادهم.

2) الحاجة إلى الثقة:
يحتاج الطفل إلى الشعور بثقته بنفسه وأن الآخرين يثقون فيه، ويبدو ذلك من خلال تأكيده أنه أكبر من فلان أو أقوى من فلان.
إننا بحاجة لأن نغرس لدى أطفالنا ثقتهم بأنفسهم،وأنهم قادرون على تحقيق أمور كثيرة، ويمكن أن يتم ذلك من خلال تكليفهم بأعمال يسيرة يستطيعون إنجازها، وتعويدهم على ذلك.
ويحتاجون إلى أن يشعرون بأننا نثق بهم، ومما يعين على ذلك تجنب السخرية وتجنب النقد اللاذع لهم حين يقعون في الخطأ، ومن خلال حسن التعامل مع مواقف الفشل التي تمر بهم ومحاولة استثمارها لغرس الثقة بالنجاح لديهم بدلاً من أسلوب التثبيط .

3) الحاجة إلى الاستطلاع:
يحب الطفل الاستطلاع والتعرف على الأشياء، ولهذا فهو يعمد إلى كسر اللعبة ليعرف ما بداخلها، ويكثر السؤال عن المواقف التي تمر به، بصورة قد تؤدي بوالديه إلى التضايق من ذلك.
ومن المهم أن تتفهم الأم خلفية هذه التصرفات من طفلها فتكف عن انتهاره أو زجره، فضلاً عن عقوبته.
كما أنه من المهم أن تستثمر هذه الحاجة في تنمية التفكير لدى الطفل ، فحين يسأل الطفل عن لوحة السيارة، فبدلاً من الإجابة المباشرة التي قد لا يفهمها يمكن أن يسأله والده، لو أن صاحب سيارة صدم إنساناً وهرب فكيف تتعرف الشرطة على سيارته؟ الولد: من رقم السيارة، الأب: إذاً هذا يعني أنه لابد من أن يكون لكل سيارة رقم يختلف عن بقية السيارات، والآن حاول أن تجد سيارتين يحملان رقماً واحداً، وبعد أن يقوم الولد بملاحظة عدة سيارات سيقول لوالده إن ما تقوله صحيح.

4) الحاجة إلى اللعب:
الحاجة إلى اللعب حاجة مهمة لدى الطفل لا يمكن أن يستغني عنها، بل الغالب أن الطفل قليل اللعب يعاني من مشكلات أو سوء توافق.
وعلى الأم في تعامله مع هذه الحاجة أن تراعي الآتي:
إعطاء الابن الوقت الكافي للعب وعدم إظهار الانزعاج والتضايق من لعبه.
استثمار هذه الحاجة في تعليمه الانضباط والأدب، من خلال التعامل مع لعب الآخرين وأدواتهم، وتجنب إزعاج الناس وبخاصة الضيوف، وتجنب اللعب في بعض الأماكن كالمسجد أو مكان استقبال الضيوف.
استثمار اللعب في التعليم، من خلال الحرص على اقتناء الألعاب التي تنمي تفكيره وتعلمه أشياء جديدة.
الحذر من التركيز على ما يكون دور الطفل فيها سلبيًّا ، أو يقلل من حركته، كمشاهدة الفيديو أو ألعاب الحاسب الآلي، فلا بد من أن يصرف جزءاً من وقته في ألعاب حركية،...، كاللعب بالدراجة أو الجري ونحو ذلك.



5) الحاجة إلى العدل:

يحتاج الناس جميعاً إلى العدل، وتبدو هذه الحاجة لدى الأطفال بشكل أكبر من غيرهم، ولذا أمر النبي -صلى الله عليه وسلم- بالعدل بين الأولاد، وشدد في ذلك.
عن حصين عن عامر قال سمعت النعمان بن بشير- رضي الله عنهما -وهو على المنبر يقول أعطاني أبي عطية فقالت :"عمرة بنت رواحة لا أرضى حتى تشهد رسول الله -صلى الله عليه وسلم- "فأتى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فقال :"إني أعطيت ابني من عمرة بنت رواحة عطية فأمرتني أن أشهدك يا رسول الله" قالتربية الطفل في الإسلام frown.gif أعطيت سائر ولدك مثل هذا) قال :لا قالتربية الطفل في الإسلام frown.gif فاتقوا الله واعدلوا بين أولادكم) قال فرجع فرد عطيته (1)

ومهما كانت المبررات لدى الأم في تفضيل أحد أولادها على الآخر، فإن ذلك لا يقنع الطفل، ولابد من الاعتناء بضبط المشاعر الخاصة اتجاه أحد الأطفال حتى لا تطغى، فتترك أثرها عليه وعلى سائر إخوانه وأخواته.
ومن المشكلات التي تنشأ عن ذلك مشكلة الطفل الجديد، فكثير من الأمهات تعاني منها .

والواجب على الوالدين تجاه هذه الحاجات أمران:
الأول: الحرص على إشباع هذه الحاجات والاعتناء بها، الثاني: استثمار هذه الحاجات في تعليم الابن السلوكيات والآداب التي يحتاج إليها.

خامسا: الحرص على التوافق بين الوالدين
التربية لا يمكن أن تتم من طرف واحد، والأب والأم كل منهما يكمل مهمة الآخر ودوره،
ومما ينبغي مراعاته في هذا الإطار:
-الحرص على حسن العلاقة بين الزوجين، فالحالة النفسية والاستقرار لها أثرها على الأطفال، فالزوجة التي لا تشعر بالارتياح مع زوجها لابد أن يظهر أثر ذلك على رعايتها لأطفالها واهتمامها بهم.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) صحيح، أخرجه البخاري حديث رقم 2587،كتاب الهبة وفضائلها والتحريض عليها، باب الإشهاد في الهبة، انظر إلى ابن حجر العسقلاني ، أحمد بن علي ، فتح الباري شرح البخاري ،جـ5/297




-التفاهم بين الوالدين على الأساليب التربوية والاتفاق عليها قدر الإمكان.
-أن يسعى كل من الوالدين إلى غرس ثقة الأطفال بالآخر، فيتجنب الأب انتقاد الأم أو عتابها أمام أولادها فضلاً عن السخرية بها أو تأنيبها، كما أن الأم ينبغي أن تحرص على غرس ثقة أطفالها بوالدهم، وإشعارهم بأنه يسعى لمصلحتهم –ولو اختلفت معه- وأنه إن انشغل عنهم فهو مشغول بأمور مهمة تنفع المسلمين أجمع، أو تنفع هؤلاء الأولاد.
ومما ينبغي مراعاته هنا الحرص على تجنب أثر اختلاف الموقف أو وجهة النظر بين الوالدين، وأن نسعى إلى ألا يظهر ذلك على أولادنا فهم أعز ما نملك، وبإمكاننا أن نختلف ونتناقش في أمورنا لوحدنا.

سادساً: التعامل مع أخطاء الأطفال
كثير من أخطائنا التربوية مع أطفالنا هي في التعامل مع الأخطاء التي تصدر منهم، ومن الأمور المهمة في التعامل مع أخطاء الأطفال:

1) عدم المثالية:
كثيراً ما نكون مثاليين مع أطفالنا، وكثيراً ما نطالبهم بما لا يطيقون، ومن ثم نلومهم على ما نعده أخطاء وليست كذلك.
الطفل في بداية عمره لا يملك التوازن الحركي لذا فقد يحمل الكوب فيسقط منه وينكسر، فبدلاً من عتابه وتأنيبه لو قالت أمه: الحمد الله أنه لم يصيبك أذى، أنا أعرف أنك لم تتعمد لكنه سقط منك عن غير قصد، والخطأ حين تتعمد إتلافه.
إن هذا الأسلوب يحدد له الخطأ من الصواب، ويعوده على تحمل مسؤولية عمله، ويشعره بالاهتمام والتقدير، والعجيب أن نكسر قلوب أطفالنا ونحطمهم لأجل تحطيمهم لإناء ، فأيهما أثمن لدينا الأطفال أم الأواني؟

2) التوازن في العقوبة:
قد تضطر الأم لعقوبة طفلها، والعقوبة حين تكون في موضعها مطلب تربوي، لكن بعض الأمهات حين تعاقب طفلها فإنها تعاقبه وهي في حالة غضب شديد، فتتحول العقوبة من تأديب وتربية إلى انتقام، والواقع أن كثيراً من حالات ضربنا لأطفالنا تشعرهم بذلك.
لا تسأل عن تلك المشاعر التي سيحملها هذا الطفل تجاه الآخرين حتى حين يكون شيخاً فستبقى هذه المشاعر عنده ويصعب أن نقتلعها فيما بعد والسبب هو عدم التوازن في العقوبة.

3) تجنب البذاءة:
حين تغضب بعض الأمهات أو بعض الآباء فيعاتبون أطفالهم فإنهم يوجهون إليهم ألفاظاً بذيئة، أو يذمونهم بعبارات وقحة، وهذا له أثره في تعويدهم على المنطق السيء.
والعاقل لا يخرجه غضبه عن أدبه في منطقه وتعامله مع الناس، فضلاً عن أولاده.

4) تجنب الإهانة:
من الأمور المهمة في علاج أخطاء الأطفال أن نتجنب إهانتهم أو وصفهم بالفشل والطفولة والفوضوية والغباء …إلخ. فهذا له أثره البالغ على فقدانهم للثقة بأنفسهم، وعلى تعويدهم سوء الأدب والمنطق.

5) تجنب إحراجه أمام الآخرين :
إذا كنا لا نرضى أن ينتقدنا أحد أمام الناس فأطفالنا كذلك، فحين يقع الطفل في خطأ أمام الضيوف فليس من المناسب أن تقوم أمه أو يقوم والده بتأنيبه أو إحراجه أمامهم أو أمام الأطفال الآخرين.

سابعاً: وسائل مقترحة لبناء السلوك وتقويمه
يعتقد كثير من الآباء والأمهات أن غرس السلوك إنما يتم من خلال الأمر والنهي، ومن خلال العقوبة والتأديب، وهذه لا تمثل إلا جزءاً يسيراً من وسائل تعليم السلوك.

الوسائل التي يمكن أن تفيد الأم في غرس السلوك الحسن، أو تعديل السلوك السيئ
أ‌) التجاهل:
يعمد الطفل أحياناً إلى أساليب غير مرغوبة لتحقيق مطالبه، كالصراخ والبكاء وإحراج الأم أمام الضيوف وغير ذلك، والأسلوب الأمثل في ذلك ليس هو الغضب والقسوة على الطفل، إنما تجاهل هذا السلوك وعدم الاستجابة للطفل، وتعويده على أن يستخدم الأساليب المناسبة والهادئة في التعبير عن مطالبه، وأسلوب التجاهل يمكن أن يخفي كثيراً من السلوكيات الضارة عند الطفل أو على الأقل يخفف من حدتها.
ب‌) القدوة:
الجميع يدرك أهمية القدوة وأثرها في التربية، فإنني حين أطالب الطفل بترتيب غرفته ويجد غرفتي غير مرتبة، وحين أطالبه أن لا يتفوه بكلمات بذيئة ويجدني عندما أغضب أتفوه بكلمات بذيئة، وحين تأمره الأم ألا يكذب، ثم تأمره بالكذب على والده حينئذ سنمحو بأفعالنا مانبنيه بأقوالنا.
جـ) المكافأة:
المكافأة لها أثر في تعزيز السلوك الإيجابي لدى الطفل، وهي ليست بالضرورة قاصرة على المكافأة المادية فقد تكون بالثناء والتشجيع وإظهار الإعجاب، ومن وسائل المكافأة أن تعده بأن تطلب من والده اصطحابه معه في السيارة، أو غير ذلك مما يحبه الطفل ويميل إليه.
ومما ينبغي مراعاته أن يكون استخدام المكافأة باعتدال حتى لا تصبح ثمناً للسلوك.

د) الإقناع والحوار:
من الأمور المهمة في بناء شخصية الأطفال أن نعودهم على الإقناع والحوار، فنستمع لهم وننصت، ونعرض آراءنا وأوامرنا بطريقة مقنعة ومبررة، فهذا له أثره في تقبلهم واقتناعهم، وله أثره في نمو شخصيتهم وقدراتهم.
وهذا أيضاً يحتاج لاعتدال، فلابدَّ أن يعتاد الأطفال على الطاعة، وألاّ يكون الاقتناع شرطاً في امتثال الأمر.

هـ) وضع الأنظمة الواضحة:
من المهم أن تضع الأم أنظمة للأطفال يعرفونها ويقومون بها، فتعودهم على ترتيب الغرفة بعد استيقاظهم، وعلى تجنب إزعاج الآخرين…إلخ، وحتى يؤتي هذا الأسلوب ثمرته لابد أن يتناسب مع مستوى الأطفال، فيعطون أنظمة واضحة يستوعبونها ويستطيعون تطبيقها والالتزام بها.
و) التعويد على حل الخلافات بالطرق الودية:
مما يزعج الوالدين كثرة الخلافات والمشاكسات بين الأطفال، ويزيد المشكلة كثرة تدخل الوالدين، ويجب أن تعلم الأم أنه لا يمكن أن تصل إلى قدر تزول معه هذه المشكلة تماماً، إنما تسعى إلى تخفيف آثارها قدر الإمكان، ومن ذلك:
تعويدهم على حل الخلافات بينهم بالطرق الودية، ووضع الأنظمة والحوافز التي تعينهم على ذلك، وعدم تدخل الأم في الخلافات اليسيرة، فذلك يعود الطفل على ضعف الشخصية وكثرة الشكوى واللجوء للآخرين.

ز) تغيير البيئة:
ولذلك وسائل عدة منها:
أولا: إغناء البيئة: وذلك بأن يهيأ للطفل مايكون بديلاً عن انشغاله بما لايرغب فيه، فبدلاً من أن يكتب على الكتب يمكن أن يعطى مجلة أو دفتراً يكتب فيه مايشاء، وبدلاً من العبث بالأواني يمكن أن يعطى لعباً على شكل الأواني ليعبث بها.
ثانياً: حصر البيئة: وذلك بأن تكون له أشياء خاصة، كأكواب خاصة للأطفال يشربون بها، وغرفة خاصة لألعابهم، ومكان خاص لا يأتيه إلا هم؛ حينئذ يشعر أنه غير محتاج إلى أن يعتدي على ممتلكات الآخرين.
ومن الخطأ الاعتماد على قفل باب مجالس الضيوف وغيرها، فهذا يعوده على الشغف بها والعبث بها، لأن الممنوع مرغوب.
لكن أحياناً تغفل الأمهات مثلاً المجلس أو المكتبة ،ترفع كل شيء عنه صحيح هذا يمنعه وحين يكون هناك فرصة للدخول يبادر بالعبث لأن الشيء الممنوع مرغوب.
ثالثاً: تهيئة الطفل للتغيرات اللاحقة: الطفل تأتيه تغييرات في حياته لابد أن يهيأ لها، ومن ذلك أنه يستقل بعد فترة فينام بعيداً عن والديه في غرفة مستقلة، أو مع من يكبره من إخوته، فمن الصعوبة أن يفاجأ بذلك، فالأولى بالأم أن تقول له: إنك كبرت الآن وتحتاج إلا أن تنام في غرفتك أو مع إخوانك الكبار.
وهكذا البنت حين يراد منها أن تشارك في أعمال المنزل.
حـ) التعويد :
الأخلاق والسلوكيات تكتسب بالتعويد أكثر مما تكتسب بالأمر والنهي، فلا بد من الاعتناء بتعويد الطفل عليها، ومراعاة الصبر وطول النفس والتدرج في ذلك.

هذه بعض المقترحات لتحسين الدور الذي يمكن أن تقوم به الأم، وينبغي لها ألا تغفل عن دعاء الله –سبحانه تعالى- وسؤاله الصلاح لأولادها." (1)
قال تعالى : {والذين يقولون ربنا هب لنا من أزواجنا وذرياتنا قرة أعين واجعلنا للمتقين إماما} (2)
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــ
(1) سورة الفرقان ، آيه 74
(2)الشيخ محمد الدويش، دور المرأة في التربية، بواسطة الرابط، http://saaid.net/female/20.htm
وانظر إلى :
-دور المرأة في إصلاح المجتمع، لفضيلة الشيخ: محمد بن صالح العثيمين - رحمه الله -
بواسطة الرابط، http://www.lahaonline.com/Daawa/Fiqh...03.doc_cvt.htm
- أفراح بنت علي الحميضي، بواسطة الرابط http://saaid.net/female/19.htm
ملحق

90 وسيلة لتربية الأبناء:

1) ارتياد المساجد بصحبة الأبناء في سن السابعة .
2) القيام مع الأولاد بصلة الأرحام ، والإحسان الى الجيران .
3) تعليم البنات حب الحجاب منذ الصغر .
4) التخطيط لشغل فراغ الأبناء .
5) تعليم البنات الخياطة أو ما يناسبها .
6) تنسيق الرحلات المناسبة للأسرة والاهتمام بالمكان والبرنامج .
7) الذكر بصوت مسموع أمام الأولاد .
8) ربط الأولاد بالمسلمين وقضايا المسلمين .
9) اصطحابهم عند فعل الخير ( توزيع الصدقات – جمع التبرعات )
10) إلحاقهم بحلقات تحفيظ مع المراقبة والمتابعة .
11) تعليمهم الأمثال العربية والشعر العربي .
12) التحدث أمامهم بالفصحى ما أمكن .
13) استثمار الأحداث التي تقع في الأسرة .
14) توطيد العلاقات بالعائلات الطيبة لإيجاد البيئة المناسبة .
15) ملاحظة أن أفعال وأقوال الكبار تنعكس على الصغار .
16) التركيز على موضوع الحب فهو خيط التربية الأصيل .
17) معرفة أصدقاء الأولاد بطريقة مناسبة .
18) توحيد الطريقة بين الوالدين .
19) تكوين وتعزيز العادات الطيبة .
20) تدريبهم على العمل النافع .
21) أن يعوّد الأبناء على الأكل مما هو موجود على المائدة .
22) تعوديهم على عدم السهر .
23) غرس الأخلاق الحميدة في نفوسهم( الكرم – الشجاعة )
24) تكوين مكتبة خاصة للأولاد .
25)غرس شيم إكرام الضيف في سن مبكرة بتعويدهم على استقبال الضيوف .
26) التركيز على قراءة السيرة النبوية وقصص الأنبياء .
27) تعليمهم أنه لكي يأتيك الرزق لابد من العمل
28) تعليمهم معنى العبادة الشامل ، وعدم الفصل بين أعمال الدنيا والآخرة .
29) تعليمهم أداء الصلاة بخشوع وأناة وعدم العجلة فيها .
30) تعليمهم الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر تدريجياً .
31) عدم إهمال الأخطاء دون معالجة .
32) زرع القناعة في نفوس الأولاد .
33) الصبر وعدم الشكوى من تربية الأولاد والإستعانة بالله والدعاء لهم بالصلاح .
34) ضرورة العدالة في المعاملة والأعطيات بين الأولاد .
35) إيجاد المحفزات لأعمال الخير .
36) إيجاد الدروس في المنزل .
37) الإستفادة من الوقت في السيارة .
38) الإكثار من ذكر المصطلحات الشرعية .
39) التدرج والصبر وطول النفس .
40) ايجاد القدوة ، وتنويع الأساليب .
41) ربط القلب بالله –عزوجل- في التربية .
42) التركيز على الولد الأكبر في تربيته ، فهو يمثل قدوة لإخوته.
43) إيضاح دور الأم للبنات ( وهو دور المرأة في الإسلام ) .
44) اهتمام الأب بالجديد في التربية من دراسات وغيرها .
45) ملاحظة الفروق الفردية بين الأولاد .
46) التركيز على فعل الخير والطاعات بنفس التركيز على المنع من الشر والمعاصي .
47) التوازن في التربية
48) الشمول في التربية .
49) إذا أمرت الأبن بشيء فتابع تنفيذه .
50) القدرة على التحكم في الشخصية .




51) توجيه انفعالات الغضب والحب لله - عزوجل –
52) تنمية الطموحات وتوجيهها .
53) عدم تلبية رغبات الولد كلما طلب شيئاً .
54) تربية البنات بما يناسبهن .
55) تعليمهم فضل الأخوة في الله-عز وجل-
56) مشاورتهم في بعض القضايا، وبالتالي غرس روح المسؤولية فيه
57) ربط التوجيهات والأوامر والنواهي بالله عز وجل وليس بالعادات والتقاليد .
58) تحبيبهم لله عزوجل بذكر صفاته ، ونسبة النعم الى خالقها .
59) توجيه الطفل بالترغيب أكثر من الترهيب .
60) اختيار المدرسة والحي .
61) حاول أن تعرف رأي ابنك في مسائل معينة حتى تتمكن من توجيهه التوجيه الصحيح .
62) إيجاد الجو الملائم والمرح داخل الأسرة .
63) الدعاء للأولاد وعدم الدعاء عليهم وتلمس أوقات الإجابة .
64) احضارهم في مجالس الكبار بالنسبة للذكور .
65) التكليف بمسؤوليات صغيرة والتدرج في ذلك .
66) الإتزان في العقوبة .
67) الاعتدال بين الإسترضاء والقسوة .
68) استثمار جلسة العائلة في التوجيه والإرشاد .
69) استئصال عادة الحلف دائماً بالله .
70) أن يطالع الأب ويقرأ باستمرار.
71) تعمد الحديث الإيجابي عن الجيران والأقارب والأصدقاء وتجنب الحديث السلبي .
72) الحذر من الغلو في قضايا معينة .
73) كثرة التحذير يولد الخوف .
74) كثرة الإحتياط تولد الوسوسة .
75) كثرة التدخل تفسد العلاقة .
76) اصطحاب الاولاد في حلقات العلم والمحاضرات . .
77) تعليمهم عادة الشكر للناس عموماً وللأب وللأم خصوصاً .
78) تعليمهم كلمات في محبة بعضهم لبعض .
79) التربية على الاعتماد على النفس ، وقضاء الأمور بنفسه .
80) عدم المقارنة بين الأولاد .
81) عدم إظهار شجار الأبوين بين الأولاد .
82) الوقاية خير من العلاج
83) التربية على التواضع وقبول الحق وعدم الكبر .
84) التربية على التوافق بين حالتي الأولاد الفكرية والتربوية .
85) توجيه الأبناء من منطلق شرعي وليس عاطفي .
86) الإستشارة لأهل العلم والتخصص .
87) معرفة التركيبة النفسيه لكل إبن .
88) لاعب إبنك سبعاً ( 1- 7 )
89) أدّبه سبعاً ( 7-14 )
90) صاحبه سبعاً ( 14-21 )







ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــ
(1)















خاتمة المطاف

وبعد الانتهاء من هذا البحث- نفعني الله -جل علا- به والأمة الإسلامية -إن شاء الله تعالى- وبعد ما عرفنا أهمية دور المربين الأساسي في بناء الشخصية الإسلامية للطفل من جميع جوانب حياته
أحببتُ تقديم بعض النصائح والإرشادات التي أتمنى من الله –عز وجل- تطبيقها في القريب العاجل :
1) غرس العقيدة الإسلاميه في الجيل الناشىء وذلك في المدارس، لأنَّ كثير منهم قد حُرِم من نعمة هذه التربية، فعلينا الذهاب إليهم وعدم الإنتظار .
وفي سبيل تنفيذ ذلك أقترح :

أ) ذهاب واعظين وواعظات كل حسب قدرته، الى المدارس والهدف الأسمى هو أن نبدأ بتوعية هذا الجيل، إذ أنه قد رُسخ بِفِكره جزء كبير من مخلفات الآباء والأجداد الخاطئه، فإن تركناه سار كما سار والديه.

ب)التدرج في بناء فِكْر إسلامي لهذا الجيل، فالبدء بغرس العقيدة ثم العبادة ثم الأخلاق وتواليه ، والاهتمام بالتحديات التي يواجهها الطلاب من إعلام وموسيقى وموضه قادمة من الغرب، هدفها الأسمى القضاء على الأمة الإسلامية، وذلك من خلال زياره أسبوعيه لهم.

جـ) إهداء الطلاب شرائط وكتبيات ووضعها في زاوية مكتبة الصف، واستغلال حصص التربيه في سماع الشرائط وقراءة الكتيبات بطريقة جماعية.

د)الاهتمام بتوعية المدرسين .

هـ) إستغلال المناسبات الدينية مثل رمضان والحج والأعياد عند ذهابنا الى المدارس وإعطائهم تمر وما شابه ذلك، ونشرات تحتوي على ركائز إيمانية وبالتالي يستفيد منها- إن شاء الله- الطلاب والمعلمين.

و)عمل رحلات للأقصى ، فللأسف جزء لا يستهان به من أبنائنا لم يزروا
الأقصى.



2) الإهتمام بالمربين أنفسهم حيث إنَّ عدد كبير منهم لا يعرفون المنهج الإسلامي في تربية الأطفال، وذلك بذهاب الوعاظ إليهم في بيوتهم وإعطائهم المواعظ والكتب لإفادتهم.

3) عمل حلقات أسبوعيه ممتده فتره من الزمن خاصه للأمهات، في مراكز الوعظ النسوي أو في المسجد، كي نبين لهم المنهج التربوي الإسلامي في تربية الأطفال .

4) الذهاب الى الأسواق وعدم الإكتفاء بالدعوه في المساجد وخطب الجمعه، فنحن محاسبين أمام الله -سبحانه وتعالى- عن أي تقصير من قِبَلنا.

اللهم إجعلنا ممن يذكرون القول فيتبعون أحسنه.

وصل اللهم وسلم على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين

















فهرس الآيات القرآنية الواردة في البحث
فهرس الأحاديث النبوية الواردة في البحث
فهرس الآثار
فهرس المصادر والمراجع
فهرس المحتويات









فهرس الآيات الوارد ذكرها في البحث

الآية اسم السورة رقم الآية رقم الصفحة
} اياك نعبد وإياك نستعين { الفاتحة 5 53
{ الم {1} ذَلِكَ الْكِتَابُ لاَ رَيْبَ فِيهِ هُدًى لِّلْمُتَّقِينَ { 2} الَذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ وَيُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنفِقُونَ} البقرة 1-3 62
{ وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلاَئِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الأَرْضِ خَلِيفَةً } البقرة 30 115،73
{الذين أتيناهم الكتاب يتلونه حق تلاوته أولئك يؤمنون به } البقرة 121 72
{ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ {155} الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُم مُّصِيبَةٌ قَالُواْ إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّـا إِلَيْهِ رَاجِعونَ {156} أُولَـئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِّن رَّبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولَـئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ } البقرة 155-157 70
{ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ } البقره 183 82
{والوالدات يرضعن أولادهن حولين كاملين لمن أراد ان يتم الرضاعة وعلى المولود له رزقهن وكسوتهن بالمعروف } البقرة 233 34
{ ويربي الصدقات { البقرة 276 11
وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ يَقُولُونَ آمَنَّا بِهِ كُلٌّ مِّنْ عِندِ رَبِّنَا وَمَا يَذَّكَّرُ إِلاَّ أُوْلُواْ الألْبَابِ } آل عمران 7 113
{ شَهِدَ اللّهُ أَنَّهُ لاَ إِلَـهَ إِلاَّ هُوَ وَالْمَلاَئِكَةُ وَُوْلُواْ الْعِلْمِ قَآئِمَاً بِالْقِسْطِ لاَ إِلَـهَ إِلاَّ هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ } آل عمران 18 113،112
{ قُل إن كُنتم تحبون اللهَ فاتَّبعوني يُحِببْكُم اللهُ ،ويَغفر لكم ذنوبَكم،واللهُ غفورٌ رحيم } آل عمران 31 58،50
} فنادته الملائكة وهو قائم يصلي في المحراب أن الله يبشرك بيحيى{ آل عمران 39 24
{ إِنَّ أَوَّلَ بَيْتٍ وُضِعَ لِلنَّاسِ لَلَّذِي بِبَكَّةَ مُبَارَكاً وَهُدًى لِّلْعَالَمِينَ {96} فِيهِ آيَاتٌ بَيِّـنَاتٌ مَّقَامُ إِبْرَاهِيمَ وَمَن دَخَلَهُ كَانَ آمِناً وَلِلّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلاً وَمَن كَفَرَ فَإِنَّ الله غَنِيٌّ عَنِ الْعَالَمِينَ } آل عمران 96-97 85
} يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلاَ تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنتُم مُّسْلِمُونَ } آل عمران 102 3
{ فَبِمَا رَحْمَةٍ مِّنَ اللّهِ لِنتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنتَ فَظّاً غَلِيظَ الْقَلْبِ لاَنفَضُّواْ مِنْ حَوْلِكَ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ وَشَاوِرْهُمْ فِي الأَمْرِ } آل عمران 159 101
{ إن الله يأمركم أن تؤدوا الأمانات الى أهلها } النساء 58 99
{ وَإِذَا حُيِّيْتُم بِتَحِيَّةٍ فَحَيُّواْ بِأَحْسَنَ مِنْهَا أَوْ رُدُّوهَا } النساء 86 93
{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ آمِنُواْ بِاللّهِ وَرَسُولِهِ وَالْكِتَابِ الَّذِي نَزَّلَ عَلَى رَسُولِهِ وَالْكِتَابِ الَّذِيَ أَنزَلَ مِن قَبْلُ وَمَن يَكْفُرْ بِاللّهِ وَمَلاَئِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ فَقَدْ ضَلَّ ضَلاَلاً بَعِيداً } النساء 136 93
{ رُّسُلاً مُّبَشِّرِينَ وَمُنذِرِينَ لِئَلاَّ يَكُونَ لِلنَّاسِ عَلَى اللّهِ حُجَّةٌ بَعْدَ الرُّسُلِ وَكَانَ اللّهُ عَزِيزاً حَكِيماً } النساء 165 65
{ حُرِّمَتْ عَلَيْكُمُ الْمَيْتَةُ وَالْدَّمُ وَلَحْمُ الْخِنْزِيرِ وَمَا أُهِلَّ لِغَيْرِ اللّهِ بِهِ وَالْمُنْخَنِقَةُ وَالْمَوْقُوذَةُ وَالْمُتَرَدِّيَةُ وَالنَّطِيحَةُ وَمَا أَكَلَ السَّبُعُ إِلاَّ مَا ذَكَّيْتُمْ وَمَا ذُبِحَ عَلَى النُّصُبِ } المائدة 3 106
{ أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ وَالأَنصَابُ وَالأَزْلاَمُ رِجْسٌ مِّنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ فَاجْتَنِبُوهُ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ } المائدة 90 106
{ يَا بَنِي آدَمَ خُذُواْ زِينَتَكُمْ عِندَ كُلِّ مَسْجِدٍ وكُلُواْ وَاشْرَبُواْ وَلاَ تُسْرِفُواْ إِنَّهُ لاَ يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ } الأعراف 31 106
{ وإذا قرأ القرآن فاستمعوا له وانصتوا لعلكم ترحمون } الأعراف 204 96
واعدوا لهم ما استطعتم من قوة ومن رباط الخيل } الأنفال 6 103
{ فإن تابوا وأقاموا الصلاه وآتوا الزكاه } التوبه 11 84
{ قل لن يصيبنا إلا ما كتب الله لنا } التوبه 51 70
{ خُذْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ صَدَقَةً تُطَهِّرُهُمْ وَتُزَكِّيهِم بِهَا } التوبه 103 84
{ إِنَّ اللّهَ اشْتَرَى مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنفُسَهُمْ وَأَمْوَالَهُم بِأَنَّ لَهُمُ الجَنَّةَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللّهِ فَيَقْتُلُونَ وَيُقْتَلُونَ وَعْداً عَلَيْهِ حَقّاً } التوبة 111 73
{ يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وكونوا مع الصادقين } التوبة 119 98
{ يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءتْكُم مَّوْعِظَةٌ مِّن رَّبِّكُمْ وَشِفَاء لِّمَا فِي الصُّدُورِ وَهُدًى وَرَحْمَةٌ لِّلْمُؤْمِنِينَ } يونس 57 109
{قلِ انظُرُواْ مَاذَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ } يونس 101 110
{ وَفَوْقَ كُلِّ ذِي عِلْمٍ عَلِيمٌ } يوسف 76 112
{عَالِمُ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ الْكَبِيرُ الْمُتَعَالِ {9} سَوَاء مِّنكُم مَّنْ أَسَرَّ الْقَوْلَ وَمَن جَهَرَ بِهِ وَمَنْ هُوَ مُسْتَخْفٍ بِاللَّيْلِ وَسَارِبٌ بِالنَّهَارِ} الرعد 10 54
{ لَئِن شَكَرْتُمْ لأَزِيدَنَّكُمْ } إبراهيم 7 56
{ وَضَرَبَ اللّهُ مَثَلاً قَرْيَةً كَانَتْ آمِنَةً مُّطْمَئِنَّةً يَأْتِيهَا رِزْقُهَا رَغَداً مِّن كُلِّ مَكَانٍ فَكَفَرَتْ بِأَنْعُمِ اللّهِ فَأَذَاقَهَا اللّهُ لِبَاسَ الْجُوعِ وَالْخَوْفِ بِمَا كَانُواْ يَصْنَعُونَ } النحل 112 56
{ وَقَضَى رَبُّكَ أَلاَّ تَعْبُدُواْ إِلاَّ إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَاناً} الإسراء 23-24 88
{ ولقد كرَّمنا بني آدم} الإسراء 70 52
{ إِنَّ الَّذِينَ أُوتُواْ الْعِلْمَ مِن قَبْلِهِ إِذَا يُتْلَى عَلَيْهِمْ يَخِرُّونَ لِلأَذْقَانِ سُجَّداً } الإسراء 107-109 113
{ وَكَانَ أَبُوهُمَا صَالِحًا} الكهف 82 42
{ قُلْ إِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ مِّثْلُكُمْ يُوحَى إِلَيَّ أَنَّمَا إِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ فَمَن كَانَ يَرْجُو لِقَاء رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلاً صَالِحاً وَلَا يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَداً } الكهف 110 65
{ وَهُزِّي إِلَيْكِ بِجِذْعِ النَّخْلَةِ تُسَاقِطْ عَلَيْكِ رُطَباً جَنِيّاً {25}‏ فَكُلِي وَاشْرَبِي وَقَرِّي عَيْناً } مريم 25-26 27
{ فَتَعَالَى اللَّهُ الْمَلِكُ الْحَقُّ وَلَا تَعْجَلْ بِالْقُرْآنِ مِن قَبْلِ أَن يُقْضَى إِلَيْكَ وَحْيُهُ وَقُل رَّبِّ زِدْنِي عِلْماً } طه 114 113
{ وَقَالُوا اتَّخَذَ الرَّحْمَنُ وَلَداً سُبْحَانَهُ بَلْ عِبَادٌ مُّكْرَمُونَ {26} لَا يَسْبِقُونَهُ بِالْقَوْلِ وَهُم بِأَمْرِهِ يَعْمَلُونَ } الأنبياء 26-27 61
{ وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِّلْعَالَمِينَ} الأنبياء 107 65
}ثم نخرجكم طفلاً } سورة ، آية
الحج 5 14
{ اللَّهُ يَصْطَفِي مِنَ الْمَلَائِكَةِ رُسُلاً وَمِنَ النَّاسِ إِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ بَصِيرٌ} الحج 75 65
{ أَفَحَسِبْتُمْ أَنَّمَا خَلَقْنَاكُمْ عَبَثاً وَأَنَّكُمْ إِلَيْنَا لَا تُرْجَعُونَ } المؤمنون 115 67
{ أو الطفل الذين لم يظهروا على عوارات النساء { النور 31 14
{ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لِيَسْتَأْذِنكُمُ الَّذِينَ مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ وَالَّذِينَ لَمْ يَبْلُغُوا الْحُلُمَ مِنكُمْ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ} النور 58 91
وَإِذَا بَلَغَ الْأَطْفَالُ مِنكُمُ الْحُلُمَ فَلْيَسْتَأْذِنُوا كَمَا اسْتَأْذَنَ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمْ آيَاتِهِ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ } النور 59 91،14
{ وعباد الرحمن الذين يمشون على الأرض هوناً وإذا خاطبهم الجاهلون قالوا سلاما } الفرقان 63 95
{والذين يقولون ربنا هب لنا من أزواجنا وذرياتنا قرة أعين واجعلنا للمتقين إماما} الفرقان 74 147
وحرمنا عليه المراضع من قبل { القصص 12 34
{ إن الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر } العنكبوت 45 81
} فطرت الله التي فطر الناس عليها ، لا تبديل لخلق الله { الروم 30 49
{ لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِّمَن كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيراً } الأحزاب 21 66،59
{ إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا } الأحزاب 32 59
الَّذِينَ يُبَلِّغُونَ رِسَالَاتِ اللَّهِ وَيَخْشَوْنَهُ وَلَا يَخْشَوْنَ أَحَداً إِلَّا اللَّهَ وَكَفَى بِاللَّهِ حَسِيباً } الأحزاب 39 55
:} يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلاً سَدِيداً {70} يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَن يُطِعْ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزاً عَظِيماً } الأحزاب 70-71 3
{ الحَمْدُ لِلَّهِ فَاطِرِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ جَاعِلِ الْمَلَائِكَةِ رُسُلاً أُولِي أَجْنِحَةٍ مَّثْنَى وَثُلَاثَ وَرُبَاعَ يَزِيدُ فِي الْخَلْقِ مَا يَشَاءُ إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ } فاطر 1 60
{ إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاء } فاطر 28 113،112
{ لَا الشَّمْسُ يَنبَغِي لَهَا أَن تُدْرِكَ الْقَمَرَ وَلَا اللَّيْلُ سَابِقُ النَّهَارِ وَكُلٌّ فِي فَلَكٍ يَسْبَحُونَ } يسن 40 111
{وَسِيقَ الَّذِينَ اتَّقَوْا رَبَّهُمْ إِلَى الْجَنَّةِ زُمَراً حَتَّى إِذَا جَاؤُوهَا وَفُتِحَتْ أَبْوَابُهَا وَقَالَ لَهُمْ خَزَنَتُهَا سَلَامٌ عَلَيْكُمْ طِبْتُمْ فَادْخُلُوهَا خَالِدِينَ } الزمر 73 61
} ليس كمثله شيء وهو السميع البصير { الشورى 11 53
{ لِلَّهِ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ يَهَبُ لِمَنْ يَشَاءُ إِنَاثاً وَيَهَبُ لِمَن يَشَاءُ الذُّكُورَ {49} أَوْ يُزَوِّجُهُمْ ذُكْرَاناً وَإِنَاثاً وَيَجْعَلُ مَن يَشَاءُ عَقِيماً إِنَّهُ عَلِيمٌ قَدِيرٌ } الشورى 49-50 137
{ فاعلم أنه لا إله إلا الله } محمد 19 110
{ يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن ذَكَرٍ وَأُنثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوباً وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ } الحجرات 13 52،19
وإذا أنتم أجنة في بطون أمهاتكم { النجم 32 21
{ مَا أَصَابَ مِن مُّصِيبَةٍ فِي الْأَرْضِ وَلَا فِي أَنفُسِكُمْ إِلَّا فِي كِتَابٍ مِّن قَبْلِ أَن نَّبْرَأَهَا إِنَّ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ } الحديد 22 69
{ يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ } المجادلة 11 113
{ وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانتَهُوا } الحشر 7 59
{ يا أيها الذين آمنوا قوا أنفسكم وأهليكم نارا عليها ملائكة غلاظ شداد ، لا يعصون الله ما أمرهم ويفعلون ما يؤمرون } التحريم 6 46،3
80،60
{ أَوَلَمْ يَرَوْا إِلَى الطَّيْرِ فَوْقَهُمْ صَافَّاتٍ وَيَقْبِضْنَ مَا يُمْسِكُهُنَّ إِلَّا الرَّحْمَنُ إِنَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ بَصِيرٌ } الملك 19 111
{اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ} القلم 1-5 58
112،87
{ وثيابك فطهر {4}والرجز فاهجر } المدثر 4-5 108
{ وما يعلم جنود ربك إلا هو } المدثر 31 61
{ أَلَمْ نَجْعَلِ الْأَرْضَ مِهَاداً {6} وَالْجِبَالَ أَوْتَاداً } النبأ 6- 7 111
{ فَلْيَنظُرِ الْإِنسَانُ إِلَى طَعَامِهِ} عبس 24 111
{ فَلْيَنظُرِ الْإِنسَانُ مِمَّ خُلِقَ {5} خُلِقَ مِن مَّاء دَافِقٍ {6} يَخْرُجُ مِن بَيْنِ الصُّلْبِ وَالتَّرَائِبِ } الطارق 5- 7 111
{ كَلَّا لَئِن لَّمْ يَنتَهِ لَنَسْفَعاً بِالنَّاصِيَةِ {15} نَاصِيَةٍ كَاذِبَةٍ خَاطِئَةٍ {16} فَلْيَدْعُ نَادِيَه{17}سَنَدْعُ الزَّبَانِيَةَ} العلق 15-18 61


















فهرس الأحاديث

الحديث رقم الصفحة
( إذا اتيت مضجعك فتوضأ وضوءك للصلاه ، ثم اضطجع على شقك الأيمن) 7
(إذا جاءكم من ترضون دينه وخلقه فزوجوه إلا تفعلوا تكن فتنة في الأرض وفسادٌ عريض) 18
( إذا مات الإنسان انقطع عنه عمله إلا من ثلاثة إلا من صدقة جارية أو علم ينتفع به أو ولد صالح يدعو له) 3
( اذا نودي للصلاة أدبر الشيطان وله ضراط حتى لا يسمع التأذين ) 25
( ارموا فأنا معكم كُلِّكُم)
103
(أفعلت هذا بولدك كلهم) 40
( اقرأوا القرآن ، فإنه يأتي يوم القيامه شفيعاً لأصحابه) 97
( البسوا البياض فإنها أطهر وأطيب وكفنوا فيها موتاكم ) 94
( أما أبو جهم فلا يضع عصاه عن عاتقه ، وأما معاوية فصعلوك لا مال له ، انكحي أسامة بن زيد )
19
( امّا لا فاذهبي حتى تلدي ) 22
( أما لو أنَّ أحدهم يقول حين يأتي أهله باسم الله، اللهم جنبني الشيطان وجنب الشيطان ما رزقتنا ، ثم قدر بينهما في ذلك أو قضي ولد لم يضره شيطان أبدا )
22
( أن تجعل لله ندا وهو خَلقك )
53
(ان تعبد الله كأنك تراه فان لم تراه فانه يراك)
54
( أن تؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر والقدر خيره وشره ...)
68
( إن أحب أسمائكم الى الله -عز وجل- عبد الله وعبد الرحمن ) 28
( إن أفضلكم من تعلم القرآن وعلمه )
72
( إنَّ الله وملائكته وأهل السموات والأرضين حتى النملة في جحرها وحتى الحوت ليصلون على معلم الناس الخير )

( إن الله -عز وجل- يبغض البليغ من الرجال ، الذي يتخلل بلسانه كما تخلل الباقرة بلسانه ) 93
( أنظرت اليها ) 20
( تنكح المرأة لأربع لمالها ، ولحسبها ، ولجمالها ولدينها ، فاظفر بذات الدين تربت يداك ) 18
( الحياء من الإيمان) 97
( الخيل معقود في نواصيها الخير الى يوم القيامه ) 103
( الصلاة على وقتها) 88
( علموا أولادكم السباحة ، والرماية ومروهم فليثبوا على ظهور الخيل وثبا ) 103
(عليكم بالصدق ، فإن الصدق يهدي الى البر وإن البر يهدي الى الجنه )
98
عن النبي – صلى الله عليه وسلم- أنه نهى أن يشرب الرجل قائما 96
( غفرانك ) 109
( الفطرة خمس أو خمسٌ من الفطره ، الختان والإستحداد ، ونتف الإبط , وتقليم الإظفار ، وقص الشارب ) 32
( كان من دعاء داود يقول اللهم إني أسألك حبك وحب من يحبك والعمل الذي يبلغني حبك، اللهم اجعل حبك أحب إلي من نفسي وأهلي ومن الماء البارد) 50
(كلكم راع وسئول عن رعيته ، فالإمام راعٍ ومسؤول عن رعيته ) 100
(لا آكل متكئاً ) 106
( لا تدخلون الجنة حتى تؤمنوا ولا تؤمنوا حتى تحابوا أولا أدلكم على شيء إذا فعلتموه تحاببتم أفشوا السلام بينكم) 93
( لا تنكح البكر حتى تستأذن ولا الثيب حتى تستأمر ) 17
( لا يؤمن أحدكم حتى أكون أحب إليه من والده وولده والناس أجمعين) 58
( لعن الله الواصلة والمستوصلة) 94
( لكل داء دواء فإذا أصيب دواء الداء برأ بإذن الله عز وجل) 109
(اللهم إني أعوذ بك من الخبث والخبائث) 109
( لولا أن أشق على المؤمنين لأمرتهم بالسواك عند كل صلاه ) 108
( مازال جبريل يوصيني بالجار ، حتى ظننت أنه سيورثه )
91
(ما من مولود إلا يولد على الفطرة فأبواه يهودانه ، أو ينصرانه أو يمجّسانه ) 50
( مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم مثل الجسد ، اذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى) 24
( مروا الصبي بالصلاه إذا بلغ سبع سنين ‘ فإذا بلغ عشر سنين فاضربوه عليها ) 76
( مع الغلام عقيقة ، فأهريقوا عنه دماً وأحيطوا عنه الأذى ) 30
( من أشار إلى أخيه بحديده فإن الملائكة تلعنه حتى إن كان أخاه لأبيه وأمه ) 89
( من أراد الله به خيراً يفقهه في الدين) 114
( من توضأ فأحسن الوضوء ثم أتى الجمعه فاستمع وانصت غفر له ما بينه وبين الجمعه) 78
( من حج لله فلم يرفث ولم يفسق رجع كيوم ولدته أمه ) 85
( من لا يشكر الناس لا يشكر الله ) 2
(المؤمن القوي خير وأحب الى الله من المؤمن الضعيف وفي كل خير ) 102
(نعم ولك الأجر) 86
( والصيام جُنَّه) 83
( يا بني إذا دخلت على أهلك فسلم، يكن بركة عليك وعلى أهل بيتك ) 94
( يا غلام إني أعلمك كلمات احفظ الله يحفظك 114،68
( يا غلام سم الله وكل بيمينك وكل ممّا يليك) 114،95
( يا فاطمه ،احلقي رأسه وتصدقي بزنه شعره فضه) 29
( يسلم الراكب على الماشي والماشي على القاعد والقليل على الكثير ) 94



فهرس الآثار

الأثر رقم الصفحة
عن أبي هريرة – رضي الله عنه- أن إمرأتين من هذيل ، رمت أحداهما الأخرى ، فطرحت جنينها ، فقضى فيه النبي – صلى الله عليه وسلم- بغرة : عبد أو أَمَة 23
عن أسماء بنت أبي بكر – رضي الله عنهما– أنها حملت بعبد الله بن الزبير بمكة، قالت : " فخرجت وأنا مُتِمٌّ" 26
عن أبي موسى الأشعري –رضي الله عنه - قال: " وُلد لي غلام ، فأتيت به النبي – صلى الله عليه وسلم – فسماه ابراهيم ، فحنكه بتمرة ، ودعا له بالبركة ودفعه إليّ" 26
عن أبي عمر رضي الله عنه أن ابنه لعمر كان يقال لها عاصيه ، فسماها رسول الله – صلى الله عليه وسلم – جميله 28
عن الحسن بن علي -رضي الله عنهما- قال: " علمني رسول الله -صلى الله عليه وسلم- كلمات أقولهن في الوتر 76








فهرس المصادر والمراجع


1. الألباني، محمد ناصر الدين، صحيح الجامع وزيادته الفتح الرباني، اشرف على طبعة زهير الشاويش، المجلد الأول/382، المكتب الإسلامي، ط1، 1408 هـ - 1988 م
2. إبراهيم مصطفى، أحمد حسن الزيّات، حامد عبد القادلر، محمد علي النجار، المعجم الوسيط، ، ط2، 1392هـ -1972م.
3. ابراهيم الخطيب ، زهدي محمد عيد ،تربية الطفل في الإسلام ، ص 14-15 باختصار ، عمان ، دار الثقافة ، الدار العلمية الدولية ، ط1 ، 1423 هـ - 2002 م
4. ابن حجر العسقلاني ، أحمد بن علي ، فتح الباري شرح البخاري ، طبعة جديدة ومنقحة ومصححة ومطبوعة عن الطبعة التي حقق أصلها عبد العزيز بن باز ، محمد فؤاد عبد الباقي ، دار مصر ، ط1 ، 1421هـ -2001م
5. ابن قيم الجوزية ، شمس الدين محمد بن أبي بكر بن أيوب الزرعي ، تحفة المودود بأحكام المولود، ص 28، تحقيق كمال علي الجمل ، مصر، مكتبة الإيمان .
6. ابن قيم الجوزيه ، زاد المعاد من هدي خير العباد ، مكتبة القدسي
7. ابن منظور، أبي الفضل جمال الدين محمد بن مكرم ، لسان العرب، بيروت، دار الفكر، الطبعة الأولى،1410هـ –1990م.
8. أبو الحسن علي بن اسماعيل بن سيده المرسي ، المحكم والمحيط الأعظم ، تحقيق د. عبد الحميد هنداوي ، دار الكتب العلمية ، ط1/1421هـ -2000 م
9. أبو الحسين أحمد بن فارس بن زكريا المتوفى سنة هـ 395 ، معجم مقاييس اللغة، بتحقيق وضبط عبد السلام محمد هارون، ، ، بيروت، دار الجيل.
10. أحمد فريد ، التربية على منهج أهل السنة والجماعة ، مصر ، المكتبة التوفيقية
11. التويجري ، محمد بن إبراهيم بن عبد الله ، مختصر الفقه الإسلامي، بيت الأفكار الدولية،ط4، 1423هـ - 2002م.


12. الجزيري، عبد الرحمن بن محمد عوض، الفقة على المذاهب الأربعة، القاهرة، مؤسسة المختار، ط1، 1422هـ - 2001 م.
13. حامد أحمد حامد، الآيات العجاب في رحلة الإنجاب،دار القلم، ط1،1417 هـ- 1996 م.
14. حسام الدين بن موسى عفانه، المفصل في أحكام العقيقة ، ط 1 ، 1424 هـ -2003 م ، القدس
15. حلبي ، عبد المجيد طعمه ، التربية الإسلامية للأولاد منهجاً وهدفاً وأسلوباً ، بيروت ، دار المعرفة ، ط1 ، 1422-2001 م
16. حسان شمسي باشا، كيف تربي أبناءك في هذا الزمان، دمشق، دار القلم، ط1، 1421 هـ - 2001 م.
17. الخداش ، جاد الله بن حسن، المهذب المستفاد لتربية الأولاد في ضوء الكتاب والسنة، عمان، المكتبة الإسلامية، ط1، 1421هـ - 2000 م
18. الزبيدي ، محب الدين أبي فيض السيد محمد مرتضى الحسيني الواسطي ، تاج العروس من جواهر القاموس ، تحقيق علي شيري ، ، دار الفكر ، 1414هـ -1994م.
19. الزنتاني ، عبد الحميد الصيد، فلسفة التربية الإسلاميه في القرآن والسنة.
20. السائح، عبد الحميد ، عقيدة المسلم وما يتصل بها، عمان، مطابع وزارة الأوقاف والشؤون والمقدسات الإسلامية، ط2، 1404هـ - 1983 م.
21. سميح أبو مغلي ، د.عبد الحافظ سلامه ، محمد الشناوي ، تربية الطفل في الأسلام ، اليازوري ، ط1، 2001م.
22. سهام مهدي جبار، الطفل في الشريعة الإسلامية ومنهج التربية النبوية ، بيروت ، المكتبة العصرية ، ط1 ، 1417ه-1997 م
23. سيد قطب ، في ظلال القرآن ، ط 30 ، 1422هـ -2001 م ، دار الشروق ، القاهره
24. الشوكاني ، محمد بن علي بن محمد، نيل الإطار شرح منتقى الأخيار ، فهارس الكتاب العامة وضعها الشيخ خليل مأمون شيحا، بيروت ، دار المعرفة،ط1، 1419هـ - 1998 م .


25. الصابوني ، محمد علي ، فقه العبادات ، بيروت ،المكتبة العصريه ، ط1، 1422هـ -2002م
26. صبحي طه رشيد ابراهيم ، التربية الإسلامية وأساليب تدريسها ، عمان ، دار الأرقم للكتب ، ط1 ، 1403 – 1983 م
27. العك ، خالد عبد الرحمن ، تربية الأبناء والبنات في ضوء القرآن والسنة ، ، بيروت ، دار المعرفة ، ط4، 1422هـ -2001م.
28. علوان ، عبد الله ناصح ، تربية الأولاد في الإسلام ، القاهرة ، دار السلام ، ط6، 1403- هـ-1983م.
29. عماره ، محمود محمد ، تربية الأولاد في الإسلام من الكتاب والسنة ، المنصورة ، مكتبة الإيمان
30. الغزالي، أبو حامد بن محمد ، إحياء علوم الدين ، و بذيله كتاب المغني عن حمل الأسفار في الأسفار في تخريج ما في الإحياء من الأخبار للإمام زين الدين أبي الفضل عبد الرحيم بن الحسين العراقي ، بيروت ، دار الكتب العلمية ، ط 1 ، 1423هـ-2002 م.
31. فاخر عامل ، معالم التربية دراسات في التربية العامة والتربية العربية ، بيروت ،دار العلم ، ط5، 1983م
32. فرحات، اسحق أحمد ، التربية الإسلامية بين الأصالة والمعاصرة ، ط3 ، دار الفرقان، 1411هـ - 1991 م.
33. الفيروز آبادي ، القاموس المحيط ، ضبط وتوثيق يوسف الشيخ محمد البقاعي ، ، بيروت، دار الفكر ، 1415هـ -1995 م .
34. كشك، عبد الحميد، بناء الأسرة المسلمة ، دار المختار الإسلامي.
35. الماوردي، علي بن محمد بن حبيب البصري، أدب الدنيا والدين، تحقيق طه عبد الرؤوف سعد، ، المنصورة ، مكتبة الإيمان.
36. المباركفوري، أبو العلا محمد عبد الرحمن بن عبد الرحيم، تحفة الأحوذي بشرح جامع الترمذي بيروت، دار الكتب العالمية، ط 1، 1422 هـ-2001م.
37. مجموعة من المؤلفين، موسوعة سفير لتربية الأبناء.
38. محب الدين أبو صالح ، مقدار بالجن ، الأستاذ عبد الرحمن النحلاوي ، دراسات في التربية الإسلامية ،1400هـ 1979 م


39. محمد خير فاطمه ، منهج الإسلام في تربية عقيدة الناشئ ، بيروت ، دار الخير ، ط1 ، 1419 هـ -1998م
40. محمد قطب، منهج الربية الإسلامية، دار الشروق، ط6، 1402هـ - 1982
41. محمد مرعي مرعي، محمد جهاد السعيد، دليل تربية الطفل صحياً وسلوكياً ، سوريا، دار ربيع.
42. المعري، أبي العلاء، ديوان لزوم ما لا يلزم، حرره وشرح تعابيره وأغراضه، كمال الازجي، ، بيروت، دار الجيل، ط1، 1412هـ - 1992 م .
43. النشواتي، محمد نبيل، الطفل المثالي تربيته وتنشئته ونموه والعناية به في الصحة والمرض ، دمشق ، دار القلم، 1423هـ - 2002م.
44. النووي ، يحيى بن شرف، صحيح مسلم بشرح النووي ، النيسابوري ، مسلم الحجاج القشيري ، ضبط نص الصحيح ورقمت كتبه وأبوابه وأحاديثه على الطبعة التي حققها محمد فؤاد عبد الباقي ، بيروت دار الكتب العلمية ، 1420هـ-2000 م.
45. http://saaid.net/tarbiah/64.htm

46. http://mknon.net/trbih/boy2.htm

47. http://saaid.net/tarbiah/64.htm

48. http://saaid.net/tarbiah/6.htm

49. http://saaid.net/tarbiah/11.zip

50. http://saaid.net/tarbiah/20.htm

51. http://www.saaid.net/tarbiah/70.htm

52. http://www.khayma.com/salattar/9.htm

53. http://saaid.net/tarbiah/56.htm

54. http://www.saaid.net/tarbiah/43.htm

55. http://saaid.net/tarbiah/44.htm

56. http://saaid.net/tarbiah/67.htm

57. http://saaid.net/tarbiah/1.htm

58. http://saaid.net/female/20.htm

59. http://www.lahaonline.com/Daawa/Fiqh...03.doc_cvt.htm

60. http://saaid.net/female/19.htm




















فهرس الموضوعات

الموضوع رقم الصفحة
شكر 2
المقدمة 3-8
الفصل الأول : تعريف التربية والطفل لغةً واصطلاحاً، وحقوق المولود قبل الولادة، وبعدها، وصفات المربي الناجح 9-43
المبحث الأول : تعريف التربية والطفل لغةً واصطلاحاً 11-15
المطلب الأول : تعريف التربية لغةً 11-12
المطلب الثاني : تعريف التربية إصطلاحاً 13
المطلب الثالث : تعريف الطفل لغةً 14
المطلب الرابع: الطفل في الإصطلاح
مدة الطفولة 15
المبحث الثاني : حقوق المولود قبل الولادة 16-23
المطلب الأول : إختيار الزوجة الصالحة والزوج الصالح.
أسس اختيار الزوجة من أجل طفل أفضل :
2) الدين والأخلاق الحسنة
3) المال
4) الحسب والمكانة الاجتماعية
5) الجمال 16

17-18
19
19-20
20
المطلب الثاني : حقوق الجنين 21-23
المبحث الثالث : المولود ما بعد الولادة 24-37
المطلب الأول : استحباب البشارة بالمولود 24
المطلب الثاني: الأذان في أذنه اليمنى، والإقامة في أذنه اليسرى 25
المطلب الثالث: استحباب التحنيك 25-27
المطلب الرابع: تسمية الطفل 28
المطلب الخامس: استحباب حلق رأس الطفل 29
المطلب السادس : العقيقة 30-31
المطلب السابع: الختان 32-33
المطلب الثامن : الرضاعة الى الحولين والفطام 34-36
المطلب التاسع : الحضانة والولاية 36-37
المبحث الرابع : صفات المربي الناجح 38-43
المطلب الأول: العِلم 38
المطلب الثاني: الأمانة 39
المطلب الثالث: القوة 39-40
المطلب الرابع: العدل 40
المطلب الخامس: الحرص 41
المطلب السادس: الحزم 41-42
المطلب السابع: الصلاح 42
المطلب الثامن: الصدق 43
المطلب التاسع: الحكمة 43
الفصل الثاني: بناء شخصية الطفل ( العقائدية ، والعبادية والخُلقية والصحية والعلمية ) منذ استكماله حولين إلى قبيل سن الرشد. 44-115
المبحث الأول: البناء العقائدي 46-73
المطلب الأول: أهمية مرحلة الطفولة في غرس العقيدة 46-48
المطلب الثاني: أسس غرس أركان الإيمان في الأطفال :
الأساس الأول: إحياء بذرة الفطرة في نفس الطفل
الأساس الثاني : تثبيت اعتقادهم بالله الواحد الأحد ، وترسيخ حب الله تعالى :
لماذا نعلمهم حب الله تعالى :
طرق ترسيخ حب الله –سبحانه وتعالى- في الطفل :
أولاً : " تنزيه سبحانه الله تعالى وطاعته ومراقبة الله سبحانه وتعالى في السر والعلن
-ماذا يجنى اطفالنا من غرس روح المراقبه فى نفوسهم
ثانياً: حسن الظن بالله واللجوء اليه والخوف منه:
-الآثار الطيبه والثمار الحسنة التي يجنيها الفرد من خونه من الله :
ثالثاً : الصلة بالله وبيان أثرها في الطاقات الإنسانية :
رابعاً : شكر الله اعترافاً بالجميل :
خامساً : الدعاء وبيان بركته وفضله : 49-57
49-50


50-52
52-
52-54

54
55
55
56
56-57
57
المطلب الثالث : ترسيخ حب النبي – صلى الله عليه وسلم- وحب آل بيته 58-59
المطلب الرابع : الإيمان بالملائكة
-الملائكة هم
-من صفات الملائكة:
-من أعمال الملائكة ووظائفهم
-الثمار التي يجنيها الأطفال من إيمانهم بالملائكة 60-62
60
60-61
61
62
المطلب الخامس : الإيمان بالكتب السماوية: 63-64
المطلب السادس : الإيمان بالرسل عليهم السلام 65-66
المطلب السابع : الإيمان باليوم الآخر 67
المطلب الثامن : الإيمان بالقدر خيره وشره 68-70
المطلب التاسع : تعليم الطفل القرآن والسنة النبوية المطهرة 71-72
المطلب العاشر: الثبات على العقيدة والتضحية من أجلها 72-73
المبحث الثاني : البناء العبادي 74-86
المطلب الأول : تكامل العقيدة مع العبادة في تربية الطفل 74-75
المطلب الثاني: الصلاة
مراحل تأسيس عبادة الصلاة للطفل
وسائل عملية في كيفية تعليم الطفل الصلاة 75-81
75-78
79-81
المطلب الثالث : الصيام وبيان حكمه على الطفل وأثره عليه 82-83
المطلب الرابع : الزكاة 84-85
المطلب الخامس : الحج 85-86
المبحث الثالث: البناء الأخلاقي 87-101
المطلب الأول: خلق تاديب الأطفال 87-88
المطلب الثاني: أنواع الآداب النبوية للأطفال
1) الأدب مع الوالدين
2)أدب الاحترام والتوقير
3) أدب الأخوه
4) أدب احترام المعلم
5) أدب الجار
6) أدب الإستئذان
7)أدب الحديث والسلام
8) أدب مظهر الطفل
9) آداب المشي والجلوس
10) آداب الطعام والشراب
11)آداب الإنصات أثناء تلاوة القرآن الكريم
12)خلق الحياء
13)خلق الصدق والتحرز من الكذب
14) خلق الأمانه والاحتراز من الخيانة
15) خلق حفظ السر
16) العفو والتواضع 88-101
88
89
89-90
90
90-91
91-92
92-94
94
95
95-96
96-97
97
98-99
99-100
101
101
المبحث الرابع: البناء البدني 102-109
المطلب الأول: أهداف التربية البدنية 102
المطلب الثاني: بعض الممارسات الرياضية في الإسلام 103-104
المطلب الثالث : فوائد اللعب وقيمته 105
المطلب الرابع : قواعد الأكل والشرب والتغذية وأثرها على التربي البدنية 106
المطلب الخامس: التربية البدنية وآداب النوم 107
المطلب السادس: إهتمام الأطفال بالنظافه 108-109
المطلب السابع: الوقاية من الأمراض والعلاج منها 109
المبحث الخامس : البناء العلمي 110-115
المطلب الأول : الشريعة تدعو إلى العِلم بمعناه الشامل 110-112
المطلب الثاني : العِلم في القرآن الكريم 112-113
المطلب الثالث : العِلم في السنة النبوية المطهرة 113-114
المطلب الرابع: السن الذي يبدأ فيه تعليم الطفل وتأديبه 114-115
الفصل الثالث: الأساليب الخاطئة في تربية الأبناء وأثرها على شخصياتهم، وتربية الأبناء وتحديات العصر، ودور المرأه في التربية 116-147
المبحث الأول : الأساليب الخاطئة في تربية الأبناء وأثرها على شخصياتهم 117-123
المطلب الأول: التسلط أو السيطرة 117-118
المطلب الثاني: الحماية الزائدة 118
المطلب الثالث: الإهمــــــال 119
المطلب الرابع: التدليل 120
المطلب الخامس: إثارة الألم النفسي 121
المطلب السادس: التذبذب في المعاملة 121-122
المطلب السابع: التفرقة 122
المطلب الثامن:الإسراف في القسوة 122-123
المطلب التاسع : الإعجاب الزائد بالطفل : 123
المبحث الثاني: تربية الأبناء، وتحديات العصر، وكيف يمكن للأسرة أن تتغلب عليها أو على الأقل كيف تقلل منها 124-135
المطلب الأول: غلبة الطابع المادي على تفكير الأبناء 124
المطلب الثاني: سيطرة الأبناء على الآباء 125
المطلب الثالث: روح التكاسل وعدم الرغبة في القراءة وتدني المستوى العلمي لكثير من الأبناء في الأسر
-أساليب ترغيب القراءة للطفل: 125-133

126-133
المطلب الرابع :ما يسمى بصراع الأجيال 134
المطلب الخامس : ما يعرف بالغزو الفكري والثقافي 134-135
المبحث الثالث: دور المرأة في التربية
المطلب الأول:أهمية الأم في تربية الطفل
-الأمر الأول: أثر الأسرة في التربية
-الأمر الثاني: الطفل يتأثر بحالة أمه وهي حامل
-الأمر الثالث: دور الأم مع الطفل في الطفولة المبكرة
-الأمر الرابع : دور الأم مع البنات
-الأمر الخامس: الأم تتطلع على التفاصيل الخاصة لأولادها 136-147
136-139
136
136-137
137-138
138-139
139
المطلب الثاني: مقترحات تربوية للأم
أولاً: الشعور بأهمية التربية
ثانياً: الاعتناء بالنظام في المنزل
ثالثاً: السعي لزيادة الخبرة التربوية
رابعاً: الاعتناء بتلبية حاجات الطفلالحاجة إلى الاهتمام المباشر
1. الحاجة إلى الثقة
2. الحاجة إلى الاستطلاع:
3. الحاجة إلى اللعب
4.الحاجة إلى العدل:
خامسا: الحرص على التوافق بين الوالدين
سادساً: التعامل مع أخطاء الأطفال
1)عدم المثالية:
2)التوازن في العقوبة:
3) تجنب البذاءة:
4)تجنب الإهانة:
5)تجنب إحراجه أمام الآخرين :
سابعاً: وسائل مقترحة لبناء السلوك وتقويمه
أ)التجاهل:
ب) القدوة:
جـ) المكافأة:
د) الإقناع والحوار:
هـ) وضع الأنظمة الواضحة:
و) التعويد على حل الخلافات بالطرق الودية:
ز) تغيير البيئة:
حـ) التعويد : 139-147
139
140
140
141
141
142
142
143
143-144
144-147
144
144
145
145
145
145
145
145-146
146
146
146
146
146-147
147
خاتمة المطاف 148-149
فهرس الآيات الوارد ذكرها في البحث 151-155
فهرس الأحاديث الوارد ذكرها في البحث 156-159
فهرس الآثار 160
فهرس المصادر والمراجع 161-165
فهرس الموضوعات 166-171
المصدر: طريق الخلاص


  رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
الإسلام, الطفل, تربية


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
دور المناهج الدراسية في تحقيق أهداف تربية المواطنة نور الإسلام المكتبة العامة 2 05-10-2018 08:05 PM
العنف ضد الطفل وانعكاسه على مفهوم الذات نور الإسلام المكتبة العامة 0 14-01-2012 08:25 PM
العنف التربوي وانعكاساته على الطفل نور الإسلام المكتبة العامة 0 13-01-2012 11:57 AM


الساعة الآن 02:25 PM
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir

1 2 3 4 5 6 7 8 9 10 11 12 13 14 15 16 17 18 19 20 21 22