صفوان الخزرجي

العودة   طريق الخلاص > الأخبار والمقالات > مكتبة طريق الخلاص > كتب ومراجع إسلامية

كتب ومراجع إسلامية حمل كتب وبحوث إلكترونية إسلامية

تنمية المجتمع من منظور إسلامي

حمل المرجع كاملاً من المرفقات بحث مقدم لنيل جائزة كاتب الألوكة الثانية (قسم الدراسات والأبحاث) لعام 1432هـ / 2011م. إعـــــداد إبراهيم عبد العزيز إبراهيم محمد السمري المقدمــة

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 26-05-2013 ~ 07:10 AM
نور الإسلام غير متواجد حالياً
افتراضي تنمية المجتمع من منظور إسلامي
  مشاركة رقم 1
 
الصورة الرمزية نور الإسلام
 
مدير عام
تاريخ التسجيل : Jan 2012




حمل المرجع كاملاً من المرفقات

بحث مقدم لنيل جائزة كاتب الألوكة الثانية
(قسم الدراسات والأبحاث)
لعام 1432هـ / 2011م.

إعـــــداد
إبراهيم عبد العزيز إبراهيم محمد السمري
المقدمــة
إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ به من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا ، إنه من يهد الله فلا مضل له ومن يضلل فلن تجد له وليا مرشدا ، والصلاة والسلام على سيد البشر أجمعين ، وقائد الغر المحجلين سيدنا محمد وعلى آله وصحبه ، ومن اهتدى بهديه وسار على نهجه إلى يوم الدين، وبعد ..
فلقد أعددت جزءاً كبيراً من هذا البحث قبل أن يعلن عن مسابقة الألوكة ، وكان يعتريني في بعض الأحايين شيئاً من الفتور، لولا هبة الشعوب العربية من أجل استعادة كرامتها ، واستعادة مكانتها وريادتها ، وزاد من إصراري على إكمال هذا البحث ما أعلنته الألوكة عن مسابقتها الكريمة الغراء التي تشعل في نفوسنا جذوة التنافس الشريف، وتعيدنا إلى تاريخنا المجيد نستقي من منابعه العذبة ، ونغوص في بحاره الزاخرة ، فلها مني ومن إخواني الباحثين جزيل الشكر والعرفان .
لقد اخترت موضوع (تنمية المجتمع من منظور إسلامي) إيماناً مني بأهمية هذا الموضوع على مستوى العالم الإسلامي بعامة والدول العربية التي نهضت فيها الثورات بصفة خاصة ؛ إذ إن هذه الشعوب في الوقت الراهن مقبلة على مرحلة البناء والتشييد ، فما أحوجنا إلى تكاتف الجهود على كل المستويات وكل الجبهات لبناء وتعمير هذه الأوطان التي خربتها أيدي المفسدين طوال عقود وعقود .. إننا في حاجة إلى كل فكرة وإلى كل نقطة عرق تبذل في سبيل الله ثم في سبيل أمتنا العريقة ..!
ولا عجب أن يكون حديثنا في هذا البحث عن الإسلام وكيفية تنمية المجتمع من خلاله ؛ فهذا الدين، وما جاء به "من دستور يقبله العقل ، وهداية يستنير بها القلب ، وعمق يرتكز عليه الإيمان ، وتطور يصلح لكل زمان ومكان ، وشريعة تنظم أحوال المجتمع ، ومساواة تربط بين جميع الناس ، وتأمين للنفس البشرية يجعلها تطمئن إلى حياة أخرى تلقى النعيم بقدر ما قدمت من خير ، كل ذلك وغيره جعل الإسلام أقرب إلى طبيعة النفس البشرية ديناً ترتضيه ، وسراجاً تستهدي به ، وصمام أمان يرد على النفس طمأنينتها إذا هزها ريب أو اعتورتها شكوك "( ).
ومن ثم فإننا إذا أردنا أن ننشد العزة والكرامة ، والأمان والعدالة، والتقدم والرخاء فلن نجد سوى هذا الدين ديناً؛ لأنه ليس مجرد شعائر وطقوس تؤدى في أوقات دون غيرها بل هو منهج حياة من سار على نهجه اهتدى.
وقد قسمت هذا البحث إلى بابين رئيسين:
الباب الأول: الإسلام وبناء الشخصية المثالية.
واحتوى هذا الباب على فصول أربعة:
الفصل الأول: أثر العقيدة الإسلامية في بناء الشخصية المتوازنة.
والفصل الثاني: أثر العبادات في تربية الأفراد.
والفصل الثالث: أثر الشريعة في انضباط المجتمع.
والفصل الرابع: الأخلاق الإسلامية وأثرها على الفرد والمجتمع.
*****
ثم تناولت في الباب الثاني : الإسلام وسبل التنمية.
واشتمل أيضاً على خمسة فصول:
الفصل الأول: مفهوم التنمية .
والفصل الثاني : التنمية العلمية في الإسلام.
والفصل الثالث: التنمية السياسية في الإسلام.
والفصل الرابع :التنمية الاقتصادية في الإسلام.
والفصل الخامس: التنمية الاجتماعية في الإسلام.
ثم الخاتمة ، وفيها النتائج والتوصيات ، ثم أردفتها بقائمة المصادر والمراجع التي استعنت بها ، ثم الفهرس العام للموضوعات.
وبعد ..فهذا جهد المقل ، وأرجو أن يتبع هذه القطرة غيث عميم من علمائنا وشيوخنا الأفاضل الأجلاء، وباحثينا النجباء كي ننهض بأمتنا ، ونعيد إليها سالف مجدها وعزها ، سائلاً المولى عز وجل أن يجعل هذا العمل خالصاً لوجهه الكريم ، وأن ينفع به عامة المسلمين ، وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.
******
إبراهيم عبد العزيز إبراهيم محمد السمري
السنطة في: 14 / 9 / 2011م




الفصل الأول
أثر العقيدة في بناء الشخصية المتوازنة
الفرد المسلم هو الأساس في عملية بناء المجتمع المسلم الفاضل ، وهو الأساس أيضا في تنمية هذا المجتمع تنمية شاملة ومتكاملة ؛ إذ إن المجتمع في مجموعته إنما يتكون من أفراد، فإذا صلح الفرد صلحت الجماعة، وما ضعفت أمتنا في العصور المتأخرة من حياة المسلمين إلا بالتفريط في عملية إعداد هذا الفرد والخلل الذي تطرق إلى بنائه حتى صار خاوياً بلا روح ومهملاً بلا ضوابط وإنساناً بلا غاية يسعى لها، ولا أهداف سامية يعمل على بلوغها ولا رسالة يواصل المسيرة لتحقيقها، بل خلف من بعد المسلمين الصادقين خلوف ضائعة مستعبدة لأهوائها ممزقة من أعدائها تلهث وراء إشباع غرائزها فعاقبها الله بأن فتح عليها أبواب شهوات البطون والفروج حتى صار كل ما يحصل عليه لا يزيدها إلا شرهاً ونهماً وتكالباً ..! فباعت بذلك كل رصيدها من عزة المؤمنين وكرامة المخلوقين ورسالة المصلحين ولا حول ولا قوة إلا بالله.
فإذا أردنا عودة صادقة إلى الله وتطلعنا إلى مقعد القيادة في الحياة لقيادة الناس بالهدى فلا بد من الرجوع إلى منهج الله في بناء الفرد المسلم السوي، المؤمن في ضميره الكامل بإعداده الإنساني في تعامله، المميز في خصائصه، المؤثر في مجتمعه، القادر على القيام بمسئولياته في المجتمع، ومهامه في الحياة، الواعي لأهداف أمته، العامل على تحقيقها في واقع الممارسات اليومية، القادر على التفكير السليم، المستقل في شخصيته، المعتز بذاتيته، الملتزم في انتمائه، المتوازن في شخصيته وتصرفاته، وتفكيره وهذا لا يتم إلا إذا غذي بلبان هذا الدين في مدارج نموه، ومعارج ارتقائه، ومراحل عمره( ).
وإعداد الشخصية المسلمة الواعية لمهمتها في الحياة، المدركة لمركزها في الوجود، العالمة بالدور الذي ينتظرها في المستقبل، الحافظة لرسالة هذه الأمة في الأرض، العاملة على تحقيق أهدافها العليا، وغايتها السامية، يتطلب أن تنال قسطاً كبيراً من العناية بها، وإعدادها من الناحية الروحية الداخلية، إعداداً يتناسب مع ما ينتظر منها من انطلاقة في الحياة، وتأثير في الأحياء واندفاع بروية وحكمة في عملية البناء والتعمير، بناء النفوس المسلمة وتعمير الأرض، واستثمار خيراتها.
وإن بناء توضع قواعده وأسسه داخل النفس البشرية، لا سبيل إليه إلا بواسطة شرع الله، وسنة ومنهاج رسوله إذ إنه سبحانه وحده الذي يملك ذلك، ولذا فإن من أهم متطلبات إعداد الشخصية المسلمة، إرضاعها مع لبانها، وتعاهدها في مختلف مراحل نموها، بالقرآن العزيز وآياته الكريمة والسنة النبوية المطهرة، والسيرة العطرة، وحياة السلف الصالح، والقادة العظام الذين رعوا هذا الدين، واستجابوا لدعوته، ووضعوا نصوصه وأهدافه موضع التنفيذ في أصول العقيدة، وقواعد الشريعة، في الطاعة والعبادة، والعادات والآداب والسلوك، ونمو شجرة الإيمان المعطية في النفوس بتكرار هذه الآيات والمعجزات، حتى عمرت بها النفوس واكتمل بها بناء الجانب الروحي، الذي يعد من أهم جوانب النفس، الباعث إلى العمل وفق ما شرعه الله لعباده ( ).
إن الإسلام في إعداده الفرد من الناحية الوجدانية، لا يدانيه أي نظام تربوي سواه، فإن شريعة الله الخالدة، وهي صادرة من العليم الخبير، تمنح الفرد قوة إيمانية دافعة، وطمأنينة مطلقة في نفسه، وسحرا وجدانيا فذا ، إيمانا يجعله على يقين بأن ما هو عليه حق لا يتطرق إليه الشك، ويورثه الثقة في نفسه، ومنهج حياته وطمأنينته لا يتطرق إليها القلق، أو ينفذ إليها الخوف فيمارس الصراحة في القول والقوة في النفس، والثقة بأنه يسير في طريق سلام العالم، وسلام النفس، ويتحرر من العبوديات والتبعيات لغير الحق، وتتكون عنده رباطة الجأش وقوة الشكيمة.
وهذه التربية الوجدانية تجعل للمسلم معايير بانية، وصادقة في عمليات الحب والكره، ومعرفة النافع من الضار، وانشراح الصدر وسلامة السيرة والسريرة، وهذا اللون من التربية مهم جدا في بناء الشخصية المسلمة المتكاملة القادرة على المضي في طريق الخير المؤثرة في الحياة( ).
ومن هنا كان للعقيدة الإسلامية وبناؤها في نفوس الأفراد دور هام وعظيم في تكوين الشخصية المسلمة المثالية ؛ لأن العقيدة هي المحرك الأساسي لسلوك الأفراد ، وهي القاعدة الصلبة التي يقوم عليها بناء النفس البشرية والمجتمع الإنساني الفاضل، من أجل هذا رأينا رسول الله  يجاهد ما وسعه الجهاد في بناء العقيدة السليمة في بداية الدعوة الإسلامية قرابة ثلاثة عشر عاماً قبل هجرته إلى المدينة تتنزل خلالها الآيات الداعية إلى توحيد الله عز وجل ونبذ عبادة ما سواه ، واستمر بناء العقيدة في نفوس المؤمنين مع بناء الدولة الإسلامية في المدينة الفاضلة التي أسسها النبي  وصحابته الأبرار إلى أن أتاه اليقين من رب العالمين.
"لقد شاءت حكمة الله أن تكون قضية العقيدة هي القضية التي تتصدى لها الدعوة منذ اليوم الأول للرسالة ، وأن يبدأ رسول الله أولى خطواته في الدعوة بدعوة الناس أن يشهدوا: (أن لا إله إلا الله ) ، وأن يمضي في دعوته يعرف الناس بربهم الحق ، ويعبدهم له دون سواه "( ) .

المصدر: طريق الخلاص


الملفات المرفقة
نوع الملف: rar tnmya.rar (563.4 كيلوبايت, المشاهدات 0)
  رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
النظافة من منظور اسلامى نور الإسلام هدي الإسلام 0 06-11-2013 04:58 PM
أخلاق العمل من منظور إسلامي نور الإسلام كتب ومراجع إسلامية 0 20-05-2013 05:54 AM
تولية المرأة للمناصب ( شُبهات وردّها ) مزون الطيب هدي الإسلام 0 05-12-2012 01:34 PM
أثر استخدام مدخل الاستقصاء الموجه في تدريس مادة الأحياء على تنمية بعض المفاهيم العلمية والتفكير الناقد نور الإسلام المكتبة العامة 0 13-01-2012 01:10 PM
الوسطية سلاح التصدي للغلو والتطرف في المجتمع الإسلامي....دراسة نظرية من منظور تربوي نور الإسلام كتب ومراجع إسلامية 0 11-01-2012 12:34 PM


الساعة الآن 02:22 PM
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir

1 2 3 4 5 6 7 8 9 10 11 12 13 14 15 16 17 18 19 20 21 22