صفوان الخزرجي

العودة   طريق الخلاص > الأخبار والمقالات > أخبار منوعة

رحلة تيه | (الحلقة 6) الطيبي: قطعت 45 كيلومترا على الأقدام وأنا طفل لأعود لقرية جدي

محمد خيسوس”.. رحلة تيه | (الحلقة 6) الطيبي: قطعت 45 كيلومترا على الأقدام وأنا طفل لأعود لقرية جدي وبت ليلا في الغابة محمد الطيبي في سنوات المراهقة

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 27-07-2014 ~ 10:41 AM
نور الإسلام غير متواجد حالياً
افتراضي رحلة تيه | (الحلقة 6) الطيبي: قطعت 45 كيلومترا على الأقدام وأنا طفل لأعود لقرية جدي
  مشاركة رقم 1
 
الصورة الرمزية نور الإسلام
 
مدير عام
تاريخ التسجيل : Jan 2012


(الحلقة, لأعود, ليلا, لقرية, الأقدام, الغا, الطيبي:, رحلة, وأنا, قطعت, كيلومترا


محمد خيسوس”.. رحلة تيه | (الحلقة 6) الطيبي: قطعت 45 كيلومترا على الأقدام وأنا طفل لأعود لقرية جدي وبت ليلا في الغابة

رحلة تيه | (الحلقة 6) الطيبي: قطعت 45 كيلومترا على الأقدام وأنا طفل لأعود لقرية جدي 14+-620x357.jpg

محمد الطيبي في سنوات المراهقة




طنجة انتر 4 يوليو 2014 ( 11:37 )
رحلة تيه | (الحلقة 6) الطيبي: قطعت 45 كيلومترا على الأقدام وأنا طفل لأعود لقرية جدي 10476992_86058053063

محمد الطيبي (خيسوس ماريا ديلا أوليفا)

محمد الطيبي، أو خيسوس ماريا ديلا أوليفا.. اسمان لشخص واحد قد لا تتكرر قصة حياته الفريدة مع أي شخص آخر، فالطفل الذي ولد في أربعينيات القرن الماضي بإحدى القرى الجبلية بمنطقة العرائش، سيجد نفسه وسط مغامرة تتلوها مغامرات، مؤلمة في أغلب الأحيان، ومضحكة في مناسبات قليلة، أما في مرات أخرى، فيصر صاحبها على تحويل مبكياتها إلى مضحكات..
حياة قاسية قضاها الطيبي منتقلا بين القرى الجبيلة، باحثا عن حنان لم يكد يعرفه يوما بعدما انفصل والداه مبكرا، ليدخل مرحلة توهان عاطفي اقتادته إلى حضن أسرة إسبانية، لتتدخل يوما ما يد “مخزنية” قاسية، ستزيد من الأمر تعقيدا وسترمي به دون أن يدري إلى الكنيسة وعوالم التنصير.. هي رحلة طويلة وغريبة لهذا الشخص وسط عالم المسيحية، والأغرب منها إصراره على أنه كان “راهبا مسلما”..
لكنه ما كاد يخرج من هاته المغامرة حتى دخل في مغامرة لا تقل غموضا، عندما انضم إلى الجيشين الإسباني والمغربي، وبينهما سيقوده حظه الغريب إلى وحشة المعتقل السري ورعب انقلاب الصخيرات، ملتقيا بأسماء لطالما تحدث عنها التاريخ الأمني والعسكري للمغرب، غير جازم في أي خانة تصنف…
الحلقة السادسة:
- كم عشت مع والدك في أصيلة؟
ليس كثيرا، مدة وجيزة لم أعد أذكرها بالتحديد، لكنه أصر على إعادتي إلى الكتاب للدراسة، خاصة أنه كان فقيها حافظا للقرآن، وكان قاسيا في تعليمه، يضرب “المحاضرية” بعنف.. لكنني سأعود إلى منزل جدي من جديد بعد أن طلبت ذلك من والدي بإلحاح، لقد أخبرتك أني كنت طفلا مزاجيا، لقد رحلت عن القبيلة وعدت إليها 3 أو 4 مرات، لأنها كانت حياتي الأصلية، والأماكن الأخرى كانت بالنسبة لي مجرد تجربة.
- متى كانت أول مرة ستذهب فيها للمدينة؟
لقد كنت في الثانية عشرة أو الحادية عشرة، كنت قد عدت لمزاجيتي وطلبت من جدي أن يأخذي إلى منزل والدي الجديد بالقصر الكبير، بعدما كان قد انتقل إلى هناك رفقة عمي العسكري، والقصر الكبير كانت آنذاك مدينة صغيرة، نوع واحد من السيارات كانت تتجول بها هي السيارات العسكرية، بالإضافة إلى بضع سيارات كانت تزور المدينة أحيانا، وعلى متنها مسؤولون إسبان.
- ألم تحس بالاختلاف بين المدينة والبادية؟
في الحقيقة كانت مدينة القصر الكبير عبارة عن قرية كبيرة، وليست مدينة بالمعنى المتعارف عليه، لكن هناك سأتعرف لأول مرة على الكهرباء وعلى الربط المائي لبعض الأماكن، وأكثر ما كنت أحبه في هاته المدينة هي السينما، إذ كنت مبهورا بها.
- لديك حكاية مثيرة مع السينما، حدثنا عن بداية علاقتك بها؟
رغم أنني تعرفت عن السينما كمكان في القصر الكبير إلا أنني ولجتها لأول مرة في العرائش، كنت قد حصلت على “بسيطة واحدة” وكانت كافية لولوج العرض، وكان يثيرني مشهد الازدحام أمام بوابة السينما، فقررت الدخول، ولا زلت أذكر أن أول فيلم شاهدته في حياتي كان هو “ La carga de los jinetes indios“، وهو فيلم “وسترن” حول الصراع مع الهنود الحمر، ولقد كانت الأفلام كلها بالإسبانية، فلم أكن أفقه شيئا، وكنت أكتفي بمشاهدة الصور، ورغم ذلك كانت التجربة بالنسبة لي متعتة حقيقية، وكنت أتساءل وأنا أشاهد الفيلم “كيف يموت هؤلاء؟، وهل يموتون فعلا؟”، خاصة وأنه كان فيلما مليئا بالمعارك بالرصاص والنبال… أتذكر أيضا أن العرض كان يبدأ بنشرات إخبارية، في مقدمتها أنشطة الجينرال فرانكو.
- لنعد إلى القصر الكبير، ففيه كانت لديه تجربة قاسية مع زوجة والدك
نعم لقد كانت تعاملني بقسوة، وكانت تستغلني، إذ إنني كنت أحب الدراسة، لكنها كانت تشغلني عنها، كان ابنها، الذي هو أخي غير الشقيق، يذهب للدراسة، في حين كانت تجبرني أنا على مساعدتها في أعمال المنزل، أو تلزمني بحضانة أختي الصغيرة… وأتذكر أنها جعلتني أكره أختي، (ضاحكا) فكنت أقرصها إذا ما أزعجتني ببكائها، فكانت زوجة أبي تضربني عندما تكتشف آثر الاعتداء على جسم طفلتها.
- حدثنا عن مغامرة عودتك وحيدا، وأنت طفل صغير، إلى قرية جدك؟
بقيت مع والدي لمدة لم تتجاوز 3 أشهر، وذات يوم كان بعض طلبة القرآن سينتقلون من دوار العسكر حيث منزل والدي، إلى قبيلتي سوماتة، فطلبت منهم أن أرافقهم دون علم والدي، ورغم امتناعهم في البداية إلا أن إلحاحي جعلهم يوافقون، كانوا يقطعون مسافة 45 كيلومترا على الأقدام، وأنا كنت مصرا على الرحيل.. فسرنا إلى أن وصلنا إلى منتصف الطريق، فقرروا أخذ قسط من الراحة، لكن أنا فضلت مواصلة السير حتى أصل في أسرع وقت، فناولوني بعض الخبز وفارقتهم، غير أن حساباتي لم تكن دقيقة، فقد حل الظلام وأنا وسط الغابة، فقررت المبيت فيها بعدما أنهكني التعب، فتسلقت شجرة لحماية نفسي من خنازير البرية ومن الذئاب.. وكانت شجرة كبيرة فتوسدت غصنا من أغصانها واقتطعت نصيبا من النوم غير العميق تحسبا لأي خطر، إلى أن طلع الفجر.. لقد كنت قليل الخوف، وزوجتي أحيانا تحكي هاته القصة لأبنائي فيستغربون منها.
وفي الصباح تابعت رحلتي سيرا على الأقدام إلى أن وصلت إلى منطقة تسمى زعرورة، وبها ثكنة للجنود، وهناك سأصادف خالي الذي كان في زيارة لصديقه الممرض الإسباني، فصدم لرؤيتي وسألني مستغربا “ماذا تفعل هنا أيها الشيطان؟” فقلت له إنني لا أريد البقاء مع والدي وإني اشتقت لبيت جدي.. فرافقني إلى هناك، وكنت قد قررت أن هاته المرة هي الأخيرة التي سأعيش فيها ببيت جدي، حيث سأرحل منه صوب العرائش بعد أن عادت إلي مزاجيتي الطفولية، لكن القدر خطط لي العودة لآخر مرة.
- كيف كان جدك يتعامل مع رحيلك المتكرر؟
جدي كان يولي كل الاهتمام لشقيقتي الصغرى، فلم أكن ألحظ رد فعله تجاه غيابي، لكن أعتقد أن العائلة تعودت على مزاجيتي.
- ما الذي دفعك إلى اتخاذ القرار النهائي بالرحيل إلى المدينة؟
بعد أن عدت إلى مزاجيتي، قررت هاته المرة أن أذهب إلى المدينة لاستقر هناك وأعمل، فقصدت سوق قبيلة بني عروس، وهناك التقيت برجل من معارف جدي يدعى “الشنتوف”، كان يصنع الحلوى ويبيعها، وطلبت منه أن أقوم بمساعدته لكوني طفلا نبيها يتعلم بسرعة، فوافق واقترح عليه أن أقطن مع شقيقته التي تعمل بدورها في صناعة “حلوى جبالة” و”الكراميلو”، فانتقلنا إلى العرائش.
هناك سأتعرف على أسرة جديدة، حيث سأقطن مع شقيقة السي الشنتوف، أعمل في بيع الحلوى وأساعدهم إن احتاجوا شيئا.
المصدر: طريق الخلاص


  رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
(الحلقة, لأعود, ليلا, لقرية, الأقدام, الغا, الطيبي:, رحلة, وأنا, قطعت, كيلومترا


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
رحلة تيه | (الحلقة 5) الطيبي: كان خالي يحرمني من الدراسة لأعمل معه فأتقاضى الصفع في المقابل نور الإسلام أخبار منوعة 0 27-07-2014 10:40 AM
رحلة تيه | (الحلقة 4) الطيبي: كان أطفال القرية يشرعون في حفظ القرآن في سن الثالثة نور الإسلام أخبار منوعة 0 27-07-2014 10:39 AM
رحلة تيه | (الحلقة 3) الطيبي: الإسبان كانوا يفقرون الناس بالضرائب نور الإسلام أخبار منوعة 0 27-07-2014 10:37 AM
رحلة تيه | (الحلقة 2) الطيبي: القياد كانوا يعيشون حياة الملوك نور الإسلام أخبار منوعة 0 27-07-2014 10:36 AM
رحلة تيه | (الحلقة 1) الطيبي: اسمي محمد والكنيسة منحتني اسم خيسوس ماريا نور الإسلام أخبار منوعة 0 27-07-2014 10:34 AM


الساعة الآن 06:34 PM
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir

1 2 3 4 5 6 7 8 9 10 11 12 13 14 15 16 17 18 19 20 21 22