صفوان الخزرجي

العودة   طريق الخلاص > الأخبار والمقالات > مكتبة طريق الخلاص > كتب ومراجع مسيحية

كتب ومراجع مسيحية بحوث ودراسات وكتب مفيدة للباحثين في الدين والعقيدة المسيحية

تاريخ النصرانية في أوروبا

نصرانية أم وثنيّة: اعتنقت أوربا النصرانية (عام 325م) بعد مجمع نيقية، بأمر من الإمبراطور قسطنطين.. ولكنّها لم تعتنق دين المسيح عيسى عليه السلام، بل دين اليهوديّ بولص (شاؤول)، الذي

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 12-06-2014 ~ 04:23 PM
نور الإسلام غير متواجد حالياً
افتراضي تاريخ النصرانية في أوروبا
  مشاركة رقم 1
 
الصورة الرمزية نور الإسلام
 
مدير عام
تاريخ التسجيل : Jan 2012


أوروبا, النصرانية, تاريخ

نصرانية أم وثنيّة[1]:

اعتنقت أوربا النصرانية (عام 325م) بعد مجمع نيقية، بأمر من الإمبراطور قسطنطين.. ولكنّها لم تعتنق دين المسيح عيسى عليه السلام، بل دين اليهوديّ بولص (شاؤول)، الذي دخل في النصرانية بعد وفاة المسيح، فأدخل فيها الوثنية.. وكانت أوربا قبل ذلك تحت الحضارة الرومانية الجاهلية، فلم تنتفع من الدين الجديد بشيء، بل انتقلت من وثنية إلى وثنية!!.. لكن الوثنية الجديدة كانت كارثة كبرى على أوربا، حيث حطّمت حضارتها، وابتدأت بها عصورها الوسطي المظلمة، التي امتدت من عام 410م (تاريخ سقوط روما بأيدي البرابرة) إلى عام 1210م (تاريخ ظهور أول ترجمة لكتب أرسطو في أوربا).
ثمانية قرون من التيه، اصطلح المؤرخون الغربيون على تسميتها بالعصور المظلمة، حيث تزامن الانحطاط الكامل في كافة الفنون والعلوم، مع انتشار النصرانية في أوربا، وانتقال العاصمة من روما إلى القسطنطينية بعد الاجتياح البربري.
فهما حدثان ربط بينهما بعض المؤرخين، مثل (إدوراد جيبون) أكبر مؤرخي تلك الفترة، وحكم بأن سبب انهيار الإمبراطورية الغربية: تحولها من الوثنية إلى النصرانية!!
ومن هنا ارتبطت الوثنية بالحضارة والقوة، والدين بالهزيمة والانحطاط في الذهنية الأوربية، منذ فترة مبكرة، وهو ما كان له آثار بعيدة المدى في علاقة أوربا بالدين.
فالربط بين انهيار الحضارة الرومانية بتحول أوربا إلى النصرانية، والممارسة الكنسية الدكاتورية، حمل الأوربي على التشاؤم والنفور من الدين جملة، وكان له الحق في ذلك.
وقد كان من الممكن أن يكون الإسلام هو الدين البديل الصحيح، الذي يصحح للذهنية الأوربية كثيرا من الأفكار السلبية التي علقت بها تجاه الدين، لولا أن البابوات أججوا العنصرية والكراهية تجاه الإسلام بوصفه بأبشع النعوت، وحملوا الشعوب على الخروج لقتال المسلمين فيما عرف بالحملات الصليبية، وهي وإن كانت لها الأثر الكبير في ترسيخ النفور من الإسلام، إلا أنها كذلك كانت نقطة تحول كبير في التاريخ الأوربي.
لقد كانت الحروب الصليبية بالنسبة لأوربا كشف غطاء عن ناحية مستورة لم تدرك يوما وجودها، من القيم والكرامة والحضارة، ففتحت عينيها بعد طول غمْضٍ على واقع جميل، لم تحلم به يوما، وهي تعيش تحت سلطة البابوات والإقطاعيين والملوك:
- لقد رأت أوربا عظم مدن الإسلام، فأصغر مدينة كانت تبلغ عشرة أضعاف العاصمة روما.
- وأوربا التي لم تعرف قرونا كتابا إلا الإنجيل، ولا قارئا إلا القسيس، تذهل للمكتبات الهائلة في مدن الإسلام، وهي تحوي كل الفنون، من الفلك إلى الأدب.
- وفي الوقت الذي كان فيه الأوربي لايستطيع القيام بصلاته إلا من خلال القسيس، يرى المسلم يعبد ربه بلا واسطة، في بيوت كثيرة.
- والشعب الأوربي الذي يعيش جُلّه العبودية، يجد المسلمين أحرارا، يفعلون ما شاءوا، دون سلطة كهنوتيّة أو عبوديّة إقطاعيّة.
- وبينما كانت الكنيسة تحرق وتعذب العلماء، كان لعلماء المسلمين المنزلة والقدر الكبير.
- وقد رأوا كيف يتعامل المسلمون بالعهود والمواثيق في السلم والحرب، عكس ما كانوا هم عليه.
- وفي الوقت الذي كان الأوربي يعتقد أن القيصر من نسل الآلهة، وأن الله أعطاه حقا مطلقا في الحكم، يرى المسلمين وسلاطينهم تارةً من العرب، وتارةً من الترك، وهم بشر كسائر البشر.
- وبينما كان الغربيون منغلقين، لايعرفون إلا أوربا، كان المسلمون يجوبون الأرض شرقا وغربا، حتى إنهم اكتشفوا أجزاء من شمال أوربا قبل أن تعرفها أوربا.. هذا عدا العالم الشرقي برا وبحرا.
- أوربا التي كانت تتداوى بمركّبات من الروث والبول وأشلاء الحشرات الميتة، تفاجأ بالعالم الإسلامي زاخرا بالمستشفيات والمعامل القائمة على المنهج التجريبي، والموسوعات الطبية

نار تحت الرماد:

لقد كان الاحتكاك نقطة التصحيح والانطلاق من الأغلال.. لكن هذا التحرر لم يحدث بين يوم وليلة، بل امتد قرونا، كان التحرر فيها يسير ببطء، لكن بإصرار، يظهر ذلك في محاولات العلماء كسر طوق الكنيسة حول المسائل العلمية، وتحملهم لأجل ذلك التعذيب والقتل والتحريق.. وكذا الحركات الإصلاحية، مثل حركة مارتن لوثر وكالفن.
لقد بلغ إعجاب أوربا بالحضارة الإسلامية أن الإمبراطوار (فرديدرك الثاني)، وهو من أكبر أباطرة القرون الوسطى كان يتحدث العربية، وكان بلاطه عربي العلم واللسان، وحينما قابل الملك الكامل الأيوبي للصلح لم يحتج إلى مترجم، ولهذا اتهمته الكنيسة بالإسلام، وسمته الزنديق الأعظم!!
وظهرت في أوربا حركة تحطيم الصور والتماثيل في أوائل القرن الثامن الميلادي.. وممن أصدر مرسوما بذلك الإمبراطور (ليو الثالث)، إلى أن عادت إلى الوثنية والتصوير مرة أخرى بأمر الإمبراطورة (إيريني) بعد مجمع نيقية الثاني 787م.
وكان نقد الغرب لمنطق أرسطو واتخاذهم المنهج التجريبي بدلا من الفكريّ المجرد، تقليدا للمسلمين الذين رفضوا هذا العلم الإغريقي قبلَهم بقرون.
وغيّر ذلك من مظاهر التأثّر، التي غيّرت شكل أوروبا بالتدريج، إلى أن جاءت الثورة اللوثريّة، تمرّدا على السيطرة الكاملة التي مارستها الكنيسة الكاثوليكية على المجتمعات الأوربية برمتها، حيث نجحت في جعل الفرد ـ لا الكنسية وسلطاتها الإكليركية ـ المرجع في تفسير الكتاب المقدس، ومن ثم في إقرار نمط الحياة، وقد كان لهذه العودة إلى التركيز على الفرد أثر هام في نشوء الليبرالية في أوروبا.




[1] من بحث عن الليبراليّة لكاتبه (أبو سارة): abu_sarah@maktoob.com.
المصدر: طريق الخلاص


  رد مع اقتباس
قديم 12-06-2014 ~ 04:31 PM
نور الإسلام غير متواجد حالياً
افتراضي رد: تاريخ النصرانية في أوروبا
  مشاركة رقم 2
 
الصورة الرمزية نور الإسلام
 
مدير عام
تاريخ التسجيل : Jan 2012



الثورة على الكنيسة[1]


صكوكُ الغفران:

بدأ (مارتن لوثر) نشاطَه في مقاومةِ بابا (روما) (لويس العاشر) في الفترة (1517 ـ 1524)، عندما أصدرَ هذا البابا صكوكَ الغفران، وفوّضَ (يوحنّا تنزل) بتحصيلِ ثمنِ هذه الصكوكِ، لاحتياجِه إلى المالِ ليُكملَ كنيسةَ (القديسِ بطرس) وبعضَ الغاياتِ الأخرى، فكان (يوحنا تنزل) يمرُّ في الشوارعِ والطرقاتِ حاملاً منشورَ البابا، داعياً الجميعَ إلى اغتنامِ هذه الفرصةِ بشراءِ صكوكِ غفرانِ الخطايا، لغفرانِ الخطايا الماضيةِ والمستقبليةِ أيضاً!
وكانت هذه الصكوكُ ذاتَ فئاتٍ مختلفةٍ لغفرانِ مُددٍ مُختلفة (100 يوم ـ 400 يوم)، وكلُّ مدّةٍ لها ثمنٌ مُختلف!!.. فكان الشعبُ المسكينُ الذي استولتْ على عقلِه تلك الضلالاتُ الباطلةُ يُسرعُ إلى اختطافِ هذه الغفراناتِ من يدِ (تنزل) ودفعِ النقودِ اللازمة.
فابتدأ (لوثر) يُقاومُ هذا العملَ، ويُندّدُ بفسادِه تنديداً قاسياً، حتى بلغَ ذلك مسامعَ البابا، فدعاه إلى (روما)، فلم يُلَبِّ الدعوة، بل أجابَ البابا بتأليفِ كتابينِ، سمّى الكتابَ الأوّلَ " سبى الكنيسة البابليّ " وسمّى الكتابَ الثاني " كسر ختم المسيح الدجال "، فاحتدمَ البابا غيظًا، وبادرَ بحرمانِه من غفرانِ الكنيسةِ سنةَ 1526.. غيرَ أنّ (لوثر) لم يعبأ بالحرمِ، بل أحرقَ جهاراً على رؤوسِ الملأ، جميعَ المنشوراتِ البابويةِ الخاصةِ بذلك، وسْطَ تهليلِ أتباعِه واستحسانِهم.

الثورةُ اللوثريّة:

لما استفحلَ أمرُ (لوثر) وتعاظمَ خطرُه وكثُرُ أعوانُه، دعاه الإمبراطور (كارلوس) إلى (ورمس) وأعطاه الأمان، حيث كان مجتمعًا جمهورٌ غفيرٌ من الأمراءِ والأساقفةِ وأكابرِ الأكليروس، وطلبَ إليه أن ينبذَ تعاليمَه فأبى، وإذ رآه الملك مُصرًا على رأيِه، أطلق سبيلَه وأمرَ بإحراقِ مؤلفاته.
وقد ساند (مارتن لوثر) والى (سكسونيا) المدعو (فريدريك) و(أندراوس كولوستاد) و(فيليبس ميلانكتون) أستاذُ اللغةِ اليونانيةِ فى (ويتمبرج) وغيرُهم.
وقد تقوّى بملكِ (هيس)، الذي أباحَ له (لوثر) الزواجَ بزوجةٍ أخرى فوقَ زوجتِه التي كانت على قيدِ الحياة، وخلعَ (لوثر) ثوبَ الرهبنة وتزوّجَ مِن الراهبةِ (كاترينا)، فقد كانَ معترضًا على عدمِ زواجِ القساوسة، وأنَّ ذلك دونَ سندٍ من الكتابِ المقدّس.
و قد انتشرت أفكارُه، التي هاجمَ فيها السلطةَ البابويّةَ بسببِ فسادِها، كما هاجم فيها أحيانًا السلطةَ الزمنيّة (المدنيّة)، ممّا أدّى إلى ثورةٍ الفلاحينَ الجامحةِ على الإقطاعِ وعلى ابتزازِ الكنيسةِ لأموالِهم، حيثُ دعَوْا إلى شيوعِ الممتلكات، وحقِّهم في انتخابِ جميعِ الموظّفين والحكّام، وتقليلِ الضرائبِ وإعادةِ تحديدِ إيجاراتِ الأراضي الزراعيّة، فحدثتْ فوضى هائلةٌ، إلى أن قُمعت تلك الثورةُ نهائيًّا.. ومن الجديرِ بالذكرِ أنَّ (لوثر) نفسَه كانَ ضدَّ هذه الثورة، وضدَّ الشغبِ والخروجِ على سلطةِ الحكومات ـ ممّا أدّى لسخطِ جماهيرِ الثائرينَ عليه ـ فقد كانَ يرى أنّ الدولةَ تمتلكُ سلطةً إلهيّةً لحفظِ النظامِ وفرضِ الطاعةِ حتّى بإراقةِ الدماء، وأنّ على كلِّ إنسانٍ أن يعبدَ اللهَ بأن يبقى في وظيفتِه ومهنتِه، مهما كانتْ وضيعةً وبسيطة.
كما أدّتْ كتاباتُ (لوثر) إلى ظهورِ العديدِ من الحركاتِ الدينيّةِ ذاتِ العقائدِ الغريبةِ، كلُّ منها فسّرَ الإنجيلَ على حسبِ هواه، إذ دعا (لوثر) إلى أنَّ من حقِّ كلِّ إنسانٍ أن يُفسّرَ الإنجيلَ على حسبِ اعتقادِه الشّخصيِّ مهما كانتْ ثقافتُه، وذلك حتّى يُحرّرَ الناسَ من خضوعِهم لتفسيرِ البابويّة الخاصّ.
وقد بلغتِ الشيعُ التي قامت في حياتِه من بينِ تلاميذِه 34 شيعة، وربّما يكونُ عددُها قد وصلَ حاليًّا إلى ما يقربُ من ألفِ شيعة.. وقد كانَ لبعضِ هذه المذاهبِ اتّجاهاتٌ ثوريّةٌ سياسيّةٌ واجتماعيّة، مثلِ (اللامعمدانيّة).



[1] أنا أستفيدُ هنا ببعضِ المعلوماتِ الموجودةِ في موسوعة (قصّة الحضارة) للكاتبِ (ول ديورانت) ترجمة د. (عبد الحميد يونس)، المجلّد الثاني عشر (الإصلاح الديني) الصادر ضمنَ مكتبةِ الأسرة.. هذا بالإضافةِ إلى بعضِ الوثائقِ الإلكترونيّةِ، وقراءات أخرى حولَ تسلّلِ اليهودِ إلى العقيدةِ المسيحيّة.




  رد مع اقتباس
قديم 12-06-2014 ~ 04:31 PM
نور الإسلام غير متواجد حالياً
افتراضي رد: تاريخ النصرانية في أوروبا
  مشاركة رقم 3
 
الصورة الرمزية نور الإسلام
 
مدير عام
تاريخ التسجيل : Jan 2012



آثار عميقة[1]
أفكارٌ غريبة:

كانَ من الأفكارِ التي نشرها (لوثر)، أنَّ الإيمانَ وحْدَه لا الأعمالَ الصالحة، هو ما ينقذُ الإنسانَ، فكلُّ الأعمالِ هي قدرٌ جبريٌّ من الله، حيثُ يبدو أنَّ الإنسانَ عديمُ الإرادة، والخلاصُ في الإيمانِ الصادقِ بأنَّ المسيحَ قد افتدى جميعَ الناس!.. ويمكنُ أنْ نتخيّلَ كيف يمكنُ أن يبتهجَ المجرمونَ والمنحرفونَ لمثلِ هذه الفكرة!
عامّةً إنَّ شيئًا لم يتغيّر: فبدلا من ارتكابِ الخطإ والنجاةِ بالاعترافِ أو بصكوكِ الغفران، يمكنُ النجاةُ بالإيمانِ الخالصِ وحْدَه!
كما دعا (لوثر) أتباعَه إلى اللهوِ والرقصِ يومَ الأحد، ورأى أنَّ الرقصَ يعقدُ الصداقةَ بينَ الفتيةِ والفتيات!
وكان (لوثر) يتفاخرُ بنفسِه بأنه هو الذي أصلحَ الكنيسة، فقد قال "إنّي أقولُ بدونِ افتخار، إنّه منذُ ألفِ سنةٍ لم يُفسَّرِ الكتابُ أحسنَ تفسيرٍ ولم يُدركْ أحسنَ إدراكٍ أكثرَ ممّا فسّرتُه وأدركْتُه".

آثارٌ عميقة:

ظلَّ (لوثر) مُعاديًا ومقاومًا بابا (روما) مدةَ 28 سنة، وأنكرَ أكثرَ التعاليمِ الأرثوذكسيّة، وتشبّثَ بأكثرِ العقائدِ تشدّدًا في ديانةِ القرونِ الوسطى.
وفى أخرِ حياتِه مرضَ بالفالج وتُوفّيَ في 18 نوفمبر سنة 1546م.
وكادَ (لوثر) أن يصبحَ في تعصّبِ محكمةِ التفتيش، بيدَ أنَّ أقوالَه كانتْ أغلظَ من أفعالِه، وأدينَ تاريخيًا بأنّه كتبَ مقالاتٍ انطوتْ على أقذعِ الألفاظِ في تاريخِ الأدب، وعلّمَ ألمانيا كراهيةً لاهوتيّةً صبغتْ أرضَها بلونِ الحقدِ الأسودِ مئةَ عامٍ عقبَ وفاتِه.
وقد أدّتْ أفكارُ (لوثر) إلى قيامِ حروبٍ دمويّةٍ كثيرة، سُفك فيها دماءُ ما ينوفُ عن مئةِ ألفِ نفسٍ، وخربتْ فيها سبعُ مُدنٍ ومئةُ ديرٍ، وأحرقتْ ثمانمئةُ كنيسة.
وقد أثّرتْ أفكارُه تأثيرًا بطيئًا وغيرَ مباشرٍ على الفلسفة: على يقينيّةِ (كانت)، وقوميّةِ (فيخته) ومذهبِ (شوبنهاور) في الإرادةِ، واستستلامِ الروحِ للدولة عند (هيجل).
يمكنُ القولُ بأنَّ حركةَ الإصلاحِ الدّينيِّ التي بدأها (مارتن لوثر) هي نقطةُ انقلابٍ في تاريخِ البشريّة، فقد أدّتْ تبعاتُها في النهايةِ إلى تقليلِ دورِ الكنيسةِ في الحياةِ السياسيّةِ، وبالتالي تقليلِ دورِ الدينِ في حياةِ الشعوب، كما عمِلَتْ على ظهورِ الحركاتِ القوميّةِ في أوروبّا، للتّخلّصِ من سيطرةِ روما، كما حدثَ في (ألمانيا) و(إنجلترا).. ليسَ هذا فحسب، بل إنّها قد اقترنتْ بثورةٍ اجتماعيّةٍ على الإقطاع، كما توسّعتْ في استخدامِ المطبعةِ (كما سيردُ ذكرُه في الفصل التالي)، مّما مهّدَ لبدايةِ عصرِ الديمقراطيّةِ فيما بعد.

اليهود:

عانى اليهودُ في (أوروبا) قبلَ (لوثر)، وكانوا يُواجَهونَ باللعناتِ باعتبارهم مَن صلبَ المسيح، لذلك فهم يستحقّونَ طردَهم من (فلسطينَ) عقابًا لهم على ذلك.. ولكنَّ ذلك تغيّرَ تمامًا بعدَ مجيءِ (لوثر)، فقد نشرَ في كتابه "المسيحُ وُلِدَ يهوديًّا": "إنَّ الرّوحَ القُدسَ شاءتْ أن تنزلَ كلُّ أسفارِ الكتابِ المقدّسِ عن طريقِ اليهودِ وحدَهم.. إنَّ اليهودَ هم أبناءُ الربّ، ونحنُ الضيوفُ والغرباء، وعلينا أن نكونَ كالكلابِ التي تأكلُ ما يتساقطُ من فتاتِ مائدةِ أسيادِها"!!
وجاءت نقطة التحوّل الجوهريّة، عندما ضمّ (لوثر) توراة اليهود إلى الكتاب المقدّس تحت اسم العهد القديم، وعرف الإنجيل باسم العهد الجديد، فأصبح المسيحيون الأوربيون يقرأون التوراة، ويُبدون اهتماما أكبر باليهود، وبتغيير الاتجاه السائد المُعادي لهم في أوروبا.
ليس هذا فحسب، بل نجحَ اليهودُ كذلك، في خِضَمِّ كلِّ هذه التأويلاتِ للكتابِ المقدّسِ وكلِّ هذه العقائدِ والشّيع، في التسلّلِ إلى العقيدةِ المسيحيّة، وأقنعوا معظمَ المسيحيّينَ أنَّ عودةَ المسيحِ لن تكونَ إلا عندما يستعيدُ اليهودُ بيتَ المقدس، ويحاربون أعداءَهم في معركةِ (هرمجدون)، وهو ما يؤمنُ به الشعبُ الأمريكيُّ حتّى الآن، مما يفسّرُ تعاطفَه وتأييدَه الجامحَ (لإسرائيل)، وكانتْ أمريكا قد اكتُشفتْ في تلكَ الفترة، وأدّتْ الحروبُ الدينيّةُ واضطهادُ البروتستانت إلى هروبِ عددٍ كبيرٍ منهم إلى العالمِ الجديد، بالإضافةِ إلى بعضِ المسلمينَ واليهودِ الذينَ فرّوا من محاكمِ التفتيشِ الإسبانيّة الكاثوليكيّة.



[1] أنا أستفيدُ هنا ببعضِ المعلوماتِ الموجودةِ في موسوعة (قصّة الحضارة) للكاتبِ (ول ديورانت) ترجمة د. (عبد الحميد يونس)، المجلّد الثاني عشر (الإصلاح الديني) الصادر ضمنَ مكتبةِ الأسرة.. هذا بالإضافةِ إلى بعضِ الوثائقِ الإلكترونيّةِ، وقراءات أخرى حولَ تسلّلِ اليهودِ إلى العقيدةِ المسيحيّة.





  رد مع اقتباس
قديم 12-06-2014 ~ 04:33 PM
نور الإسلام غير متواجد حالياً
افتراضي رد: تاريخ النصرانية في أوروبا
  مشاركة رقم 4
 
الصورة الرمزية نور الإسلام
 
مدير عام
تاريخ التسجيل : Jan 2012




لقد تغيّرتْ خريطةُ العالم:

لقد توافرت في تلك المرحلةِ من التاريخِ جملةٌ من الأسبابِ، عملت مجتمعةً على رجحانِ كِفّةِ الغرب وخسرانِ كِفّةِ العربِ والمسلمين:
1- سقوطُ الأندلس:
كان ضياعُِ (الأندلسِ) من العرب، عاملا أساسيّا في خروج (أوروبا) من العصور المظلمة، فعندما سقطت (الأندلس)، خرجت منها قوافلُ طويلةٌ من الدوابّ محمّلةً بذخائر الكتبِ التي كانت تملأ مكتباتِها، وراحت هذه القوافل تجوبُ (أوروبا) لشهورٍ طويلة، تقدّم لطلابِ العلم الأوروبيّين ثروةً مذهلةً من المعارفِ كادت تفقدهم صوابَهم، فقد ظلّت أوروبا قبل ذلك بقرونٍ تحتفظ بكلّ ما لديها من علمٍ في مرجع وحيد، كانت تعتبره خلاصة علوم الدنيا!
2- الطباعة:
كان من حسنِ حظّ أوروبا أنّها عرفت المطبعة في تلك الفترة، ممّا عمل على نشر العلوم العربيّة والإسلاميّة ـ في الرياضيّاتِ والطبّ والفلك والكيمياء والجغرافيا وغيرها ـ بين طائفةٍ أوسعَ من طلاب العلم، ممّا عمل على تراكم العلوم وتسريع عجلة التطوّر.. بينما لم يعرف المسلمون الطباعة إلا بعد ذلك بحوالي ثلاثة قرون، عندما هجمت الحملة الفرنسيّة على مصر.. ولا يمكن اعتبار هذا الحدث فاتحة خير، فقد اقترنت الطباعة عندنا بالغزو الفكريّ، حيث زاغت أبصارُ طلابِنا الذين سافروا لـ (أوروبا) ليتعلّموا فيها، ولم يروا فيها إلا مباذلها وفجورها فنسبوا حضارة الغربِ إليه، ولم يروا فينا إلا تخلّفنا فنسبوه إلى إسلامنا وهو منه براء، وعادوا إلى بلادنا يستخدمون الطباعة عبرَ الصحفِ والمجلاتِ والكتب، لمحاربةِ أخلاقِنا وديننا ونشر الدعوات الهدّامة، والتخريف في عقول نسائنا ليبعن أنفسهنّ كنساء الغرب.. وللأسف: ما زلنا إلى الآن "محلّك سِرْ" في العلم والفكر والأدبِ والفنّ والاقتصادِ والديمقراطيّة، ولكنّنا "غزونا فضاء" الرذائلِ والانحرافِ والتفكّك الاجتماعيّ وتقليدِ مهلكات الغرب!
3- الإصلاحُ الدينيُّ:
كانت تلك الفترةُ أيضا فترةَ (أوروبا) الذهبيّة للاستفادة من كلّ حضارة الإسلام، فقد قلّص الإصلاحُ الدينيُّ من تدخّل الكنيسة في حياة الناس، وكانَ الأكثر تضررا من هذا التدخّل هم العلماء، فكم منهم اتهمته الكنيسة بالهرطقةِ كلّما أعلن كشفا علميّا أو نظريّةً جديدة.. ورغم أن لوثر وكالفين لم يكونا أفضل من الباباوات في معاملة العلماء، إلا إنهما كانا قد نسفا بالفعل سيطرة الكنيسة على العقل، مما جعل تحرر العلماء من جبروتها مسألة وقت فحسب!
هذا في نفس الوقت الذي كان الأتراك يكتسحون فيه الوطن العربيّ ليفرضوا عليه عزلةً طويلةً ويحرموه من العلمِ والتطوّر والمعرفة!
4- التطوّر العسكريّ:
ورغم أنّ نموّ تيار القوميّة في (أوروبا) أوجد صراعا عنيفا داخلها، تارةً بينَ إسبانيا والبرتغال، وتارةً بينَ فرنسا وإنجلترا وغيرها، إلا إنّ ذلك كان حافزا على التنافسِ الاقتصاديّ والعلميّ لتطوير الأسلحة والقدرات الحربيّة.. هذا بينما كان العرب ينعمونَ بالنوم الطويل في حضن الحكم العثمانيّ، وإن لم يكن نوما هنيئا، فقد تخللته كثير من كوابيس المجاعاتِ والفقر، وسياط المرتزقةِ من المماليك والأرناؤوط والشراكسةِ وغيرهم.. ولأنّه كان حكما ظالما، فقد حُرم العربُ من شرف الجنديّة والجهادِ في سبيل الله، خوفا من أن يتعلّموا الدفاع عن أنفسهم والمطالبة بحقوقهم!!
5- اكتشافُ العالم الجديد:
في هذه المرحلة أيضا تمّ اكتشاف الأمريكتين ـ القارتين اللتين أباد الأوروبيّون سكّانهما من الهنود الحمر الذين كانوا يقدّرون بحوالي 10 ملايين إنسان!!.. وتوافرت في الولايات البريطانيّة في أمريكا الشماليّة الظروف التي أهّلتها لتحكم عالم اليوم: قارة خصبة وغنى فاحش، عالم جديد بقواعد جديدة، فرّ إليه كلُّ المضطهدين في (أوروبا)، ليبدأوا حضارة فتيّة بدأت من حيث انتهت (أوروبا)، كما أنّها كانت في معظم الفترات بعيدةً عن صراعات أوروبا المدمّرة، ممّا مكّنها من تكديس الثروات والتطوّر السريع.. كلّ هذا عمل على بزوغ نجمُ الولاياتِ الأمريكيّة، التي سرعان ما تحرّرت من التاجِ البريطانيّ.





  رد مع اقتباس
قديم 12-06-2014 ~ 04:34 PM
نور الإسلام غير متواجد حالياً
افتراضي رد: تاريخ النصرانية في أوروبا
  مشاركة رقم 5
 
الصورة الرمزية نور الإسلام
 
مدير عام
تاريخ التسجيل : Jan 2012



المقلّدون على عمى:

امتدّت نتائجُ حركةِ الإصلاحِ الدينيِّ حتّى مسّت مجتمعاتِنا، حتّى بعدَ مرورِ قرونٍ علي حدوثِها.. ويتّضحُ ذلك ممّا يلي:
1. الإنجيليّون والقرآنيّون:
سُمّيَ البروتستانتُ الذينَ يقولونَ بنبذِ التقليدِ الكنسيِّ واتّباعِ الإنجيلِ فقط بـ (الإنجيليين)، بالرغمِ من أنّهم أبقَوا بعضَ العقائدِ التي لا تستندُ إلى الإنجيلِ، مثلِ تقديسِ يومِ الأحد.. ألا يبدو لكَ التشابهُ مريبًا بينَهم، وبينَ مَنْ يُسمّونَ أنفسَهم بـ (القرآنيين) ويدعونَ للتّخلّي عنِ السُّنّةِ كمصدرٍ للتشريع ـ مع أنّها هي التي تُفسّرُ الكثيرَ من مُجملِ القرآن، ككيفيّةِ أداءِ الصلاةِ مثلا ـ بل ويدعونَ إلى الاكتفاءِ باتّباعِ الآياتِ المكّيّةِ من القرآنِ فقط، بحجّةِ أنَّ الآياتِ المدنيّةَ تحتوى على شرائعَ نزلتْ في مجتمعٍ غيرِ مجتمعِنا، ولم تَعُد صالحةً لعصرِنا!!
ولا أدري لماذا يعبدونَ اللهَ سبحانَه ـ إن كانوا يعبدونه ـ ما داموا مقتنعينَ أنّه قاصرٌ عن وضعِ شريعةٍ عامّةٍ مرنةٍ تراعي الثوابتَ والمتغيّرات، مناسبةٍ للنفسِ الإنسانيّةِ في كلِّ مجتمعٍ وفي كلِّ زمانٍ ومكان؟!!
ثمَّ ماذا سيبقى من الدينِ بعدَ استبعادِ سنّةِ الرسولِ وتشريعِ الله؟!
سبحانَ اللهِ عمّا يصفون!
2. الدين لله والوطن للجميع:
كان من أثر الإصلاحِ الدينيِّ في (أوروبّا) رفضُ تدخّلِ (روما) في شئونِ باقي الدولِ الأوروبيّة، حتّى ولو كانت مقرَّ الفاتيكان.. كما رُفِضَ تماما تدخّلُ الكنيسةِ في الحياةِ المدنيّة، بعد أن وقفتْ في وجهِ العلمِ واتهمتِ الكثيرَ من العلماءِ بالهرطقة.. من هنا ترعرعت الأفكارُ العلمانيّة، وانحسرَ دورُ الكنيسةِ بالتدريج، وراجَ شعار: الدينُ للهِ والوطنُ للجميع، بمعنى عدمِ الاستنادِ في تشريعِ القوانينِ إلى دينِ طائفةٍ ما من الطوائفِ التي تقطنُ الدولة، حتّى ولو كانتِ الأغلبيّة (مع أنّ هذا ظلمٌ فادحٌ للأغلبيّة بحجّة إنصاف الأقلّيّة!!!!!).. وبقدرةِ قادرٍ تمّ استيرادُ هذه المفاهيمِ إلينا، مع أنّ التجربةَ مختلفةٌ تماما، ومع أنّ الإسلامَ هو الذي قادَ العربَ بعد أن كانوا همجًا يقتتلون، ليقيموا حضارةً هائلة، هي التي أخرجت ـ بعلومِها وآادابِها وفنونِها ـ (أوروبا) من ظلماتِها.. ولكن للأسف، كان نموُّ الحضارةِ الغربيّة بعد تخلّصِها من سيطرةِ الدين، مدعاةً للاعتقادِ بأنّ الأديانَ بوجهٍ عامٍّ من معوّقاتِ الحضارةِ والتقدّم، وهو قولٌ مغلوط، فأوروبا لم تتقدّمْ لأنّها تخلّصت من الدين، ولكن لأنّها تخلّصت من الكهنوتِ الذي تسلّطَ عليها باسمِ الدين.
عامّةً أنا لا أرفضُ تمامًا فكرةَ أنّ الدينَ للهِ والوطنَ للجميع.. وفي نفسِ الوقتِ لا أقبلُها بهذه الصيغةِ المبتورة، فالإسلامُ يقدمُّ هذه الجملةَ في صياغةٍ أدقّ: الدينُ لله، والحكمُ لله، والوطنُ للجميع.
1. اضطهاد المتديّنين:
النكتةُ التي ستروقُك، هي أنّه لا توجدُ علمانيّةٌ بالمعنى الذي يُروّجُ له المغرِضون، فكلُّ المنحرفينَ والفاسدينَ يخشَونَ بأسَ المتديّنينَ في أيِّ دين.. لهذا ستجدُ أنّ العلمانيّةَ التي تقومُ على المساواةِ في المعاملةِ بينَ جميعِ الطوائفِ دونَ النظرِ إلى دينِها، وحكمِ الدولةِ على أسسٍ مدنيّةٍ وليست دينيّة، هي ضربٌ من الأساطير، أمّا ما يتمُّ تطبيقُه في الواقع، فهو العلمانيّةُ التي تعنى اضطهادَ المتديّنينَ ومحاربةَ الأخلاق، وتسييدَ الملحدينَ والفاسدينَ على المجتمع.. وللأسفِ ستجدُ هذه الصورةَ أوضحَ ما يكونُ في البلادِ العربيّةِ والإسلاميّةِ، حيثُ تُضطهدُ الجماعاتُ الدينيّةُ بدعوى أنّها إرهابيّة.. وإذا لم يكنْ هذا المثالُ مقنعًا لك ـ فلربّما تكونُ مقتنعا حقّا بأنّهم إرهابيّون!! ـ فهل تستطيعُ أن تفسّرَ لي كيف ينصُّ دستورُ دولةٍ علمانيّةٍ كـ (تركيا)، على منعِ النساءِ من تغطيةِ رءوسِهنّ، وعدمِ السماحِ لمن تغطّي شعرَها بالدخولِ إلى المدارسِ والجامعاتِ والمصالحِ الحكوميّة؟!!.. هل هذه علمانيّةٌ أم اضطهادٌ دينيٌّ للأغلبيّةِ المسلمة؟؟!!.. وهل تعتبرُ هذا الأمرَ ديمقراطيّا، حتّى لو علمتَ أنّ الفتياتِ المحجّباتِ في (تركيا) قُمنَ في عام 2002 ـ أي في القرنِ الحادي والعشرين ـ بمظاهرةٍ للمطالبةِ "بحرّيّتِهنّ" في دخولِ المدارسِ بالحجاب، فقامتِ الشرطةُ بتفريقِهنّ؟!!!
وهل تستطيعُ أن تفسّرَ لي لماذا تمّ إيقافُ (عمرو خالد) عن الخطابةِ في (مصر) رغمَ أنّه لا يتطرّقُ أساسًا إلى أيِّ مواضيعَ سياسيّة؟؟!!.. ألمجرّدِ أنّه بدأَ يجمعُ حولَه تيّارًا من الشبابِ المتديّنِ وبدأ يُحدثُ صحوةً دينيّة؟؟!!
إنّني أدّعي أنّ المتديّنينَ في بلادِنا سيكونونَ أسعدَ حالا، لو تمَّ تطبيقُ العلمانيّةِ "النظريّةِ" التي تتركُ لهم حرّيّةَ العبادة، رغمَ أنّ هذا يعتبرُ جزءًا يسيرًا فحسبُ من منهجِ الإسلام، فكما قلنا من قبل: الدينً لله، والحكمً لله، والوطنً بعد ذلك للجميع.
2. تهميشُ الأديانِ وتهشيُمها:
حتّى تتّضحَ لك الصورةُ أكثر، انتبِهْ وأنتَ تقرأُ الفصولَ القادمة، كيف أنَّ الهدفَ الأساسيَّ وراءَ أيِّ اتجاهٍ أو ظاهرةٍ أو نظريّة، هو هدمُ الدينِ والأخلاق، وتحييدُ الإنسانِ بحيثُ يصبحُ سلبيًّا نحوَ كلَّ ما يحدثُ من حولِه، والعبثُ بفطرتِه وشخصيّتِه، وحشوُهُ بأهدافٍ زائفةٍ تدمّرُه.. ستكتشفُ ذلك عندما نتحدّثُ عن الفكرِ والأدبِ والفنّ، وعندما نتحدّثُ عن وسائلِ الإعلام، وعندما نتحدّثُ عن التعليم، وعندما نتحدّثُ عن الخرافةِ الكبرى المسماةِ "حرّيّة المرأة".. وستكتشفُه ظاهرًا جليّا منصوصًا عليه بلا لبسٍ أو غموضٍ عندما تقرأُ "بروتوكولاتِ حكماءِ صهيون".
أعرفُ أنّ هناك من سينتصبونَ الآنَ في تحفّز، وسيتّهمونني بالإصابةِ بعقدةِ نظريّةِ التآمر!
ربّما، ولكنَّ الثغرةَ الكبرى في هذا الاتهامِ، هو أنّ معظمَ ما ستقرأونه في هذا الكتابِ هو خلاصةُ أفكارِ عشراتِ المفكّرينَ وليست محضَ أفكاري، بل إنّ معظَمهم هم من الكتّابِ الغربيّينَ الذينَ ينتقدونَ أوجهَ القصورِ في حضارتِهم، وستجدُ إشاراتٍ في كلِّ فصلٍ لمصادرِ ما به من أفكارٍ ومعلومات، كما ستجدُ قائمةً بالمراجعِ في نهايةِ هذا الكتاب.
اطمئنّوا.. لستُ وحدى المصابَ بعقدةِ نظريّة التآمر!




  رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
أوروبا, النصرانية, تاريخ


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
عرض حول كتاب أوروبا والعالم الإسلامي.. تاريخ نور الإسلام المقالات 0 13-05-2014 06:33 AM
الرمــــزية ..بين الإسلام و النصرانية مزون الطيب أخبار منوعة 0 21-01-2012 02:31 PM
لهذا أرفض النصرانية (1) مزون الطيب المقالات 0 17-01-2012 03:46 PM
نشأة التثليث في النصرانية مزون الطيب لاهوتيات 0 11-01-2012 02:47 PM
النصرانية مزون الطيب لاهوتيات 0 10-01-2012 06:04 PM


الساعة الآن 11:45 PM
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir

1 2 3 4 5 6 7 8 9 10 11 12 13 14 15 16 17 18 19 20 21 22