صفوان الخزرجي

العودة   طريق الخلاص > الأخبار والمقالات > المقالات

عرض لكتاب: دفاع عن محمد صلي الله عليه وسلم، ضد المنتقصين من قدره

"لقد كتب المسيحيون تاريخًا غريبًا عن "محمد"، إنَّه تاريخ يمتلئ بالحِقد والكراهية له، لقد ادَّعوا بأنَّ "محمدًا" كان يسجُد لتمثالٍ من الذهب كانت تُخبِّئه الشياطين له، ولقد وصمه "دانتي" بالإلحاد

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 18-05-2013 ~ 09:36 AM
نور الإسلام غير متواجد حالياً
افتراضي عرض لكتاب: دفاع عن محمد صلي الله عليه وسلم، ضد المنتقصين من قدره
  مشاركة رقم 1
 
الصورة الرمزية نور الإسلام
 
مدير عام
تاريخ التسجيل : Jan 2012


"لقد كتب المسيحيون تاريخًا غريبًا عن "محمد"، إنَّه تاريخ يمتلئ بالحِقد والكراهية له، لقد ادَّعوا بأنَّ "محمدًا" كان يسجُد لتمثالٍ من الذهب كانت تُخبِّئه الشياطين له، ولقد وصمه "دانتي" بالإلحاد في رواية (الجحيم)، وأصبح اسم "محمد" عنده وعند غيره مرادفًا لكلمة: كافر أو زنديق، ولقد كان محمدٌ في نظر كتَّاب العصور الوسطى تارةً ساحرًا، وتارةً أخرى فاجرًا شنيعًا يَسرِق الإبل، وكاردينالاً لم يفلح في أنْ يصبح بابا، فاخترع دِينًا جديدًا أسماه الإسلام؛ لينتَقِم به من أعدائه، وصارت سِيرته رمزًا لكلِّ الموبقات، وموضوعًا لكلِّ الحكايات الفظيعة".



أرنست رينان: دراسات في التاريخ الديني - باريس (1859):

هكذا يُورِد المفكر "عبدالرحمن بدوي" هذه الفقرة ذات المغزى في مقدمة كتابه المهم "دفاع عن محمد - صلَّى الله عليه وسلَّم - ضد المنتقصين من قدره" على طريقة ﴿ وَشَهِدَ شَاهِدٌ مِنْ أَهْلِهَا ﴾ [يوسف: 26]، والذي كتَبَه في الفترة الأخيرة من حَياته في باريس، وقد رأى بعينيه هذا الخليط المخيف من سُوء الفهْم، والنوايا الخبيثة، والعُقَد النفسية، والتي أُفرزت على هيئة كمٍّ كبير من المغالطات الرهيبة زخرت به كتاباتهم منذ قُرون طويلة، وكأنَّ الموضوعيَّة التي ينادون بها خيالاً لا أساس له، وبالفعل أنجز "بدوي" قلَّة من الكتب في هذا الشأن، لكنَّها قيِّمة، وتأتي أهميتها بأنها كتبت بلسان الأوربيين؛ فهذا الكتاب الذي بين أيدينا تمَّت ترجمته للعربية!



يتكلم "عبدالرحمن بدوي" في مقدمة الكتاب الكبيرة، والتي أسماها بـ"أسطورة محمد في أوروبا.. عشرة قرون من الادعاء الباطل، والافتراء" عن رحلة الظُّلم والجور لسِيرة أشرف الخلق، حيث يُعلِن غضبَه من جهل الأوربيين المطبق بتفاصيل سِيرة الرسول، وقد امتَلأت عُقولهم بأساطير وأوهام وخزعبلات لا أساسَ لها من الصحَّة، وإنْ وجدت حادثة بسيطة رُوِيت بشكل موثوق في كتب السيرة، فهي تتحوَّل على أيديهم إلى أشياء لا يُصدِّقها عقل، وكلُّها تتَّفق - اللهم إلا من المُنصِفين منهم، وهم قلَّة على كلِّ حال - على إلصاق كلِّ نقيصة بالنبي الخاتم، ونزع كلَّ فضيلةٍ عنه؛ ليغدو في النهاية مجرَّد قاطع طريق، أو لص خطير، أو شهواني، أو قائد تجري القيادة في دمه إلى حدِّ الهوس!



ولأنَّ مُفكِّرنا من ذلك الطِّراز الذي يحترم المصادر الموثقة، فإنَّه يُورِد مصادره هنا وهناك، ويُحاوِل - بقدر الإمكان - إيجاد دلائل منطقيَّة يقبَلُها العقل، ويستَرِيح لها القلب، وهو - وإنْ كان موضوعيًّا - في النهاية مسلم يتحرَّك بدافِعٍ من مشاعره واعتقاده، وإذًا الموضوع يتجاوَزُ مجرَّد بحثٍ كُتِبَ للنَّزاهة العلمية فحسب!



وهو أمرٌ لم يكن يتمتَّع به الأقدَمون أو المحدَثون للأسف، فلدينا الراهب "جيوبرت" رئيس دير "نيوجنت"، والذي تحدَّث عن بطريرك الإسكندرية الذي تُوفِّي، فأراد راهب آخَر يدعى "ماثوموس" - التسمية الغربية لسيدنا "محمد" - أنْ يخلفه، لكنَّه طُرِدَ من الكنيسة، وتزوَّج من أرملةٍ غنية تُدعى "خديجة"، ثم أعلن أنَّه نبيٌّ بين حشد الناس، وأتى ببقرةٍ ووضع كتابًا صغيرًا بين قرنَيْها، وأخفاها عن مُتَّبِعيه، ثم جاء اليوم الذي أخرج لهم فيها البقرة، وقرؤوا الكتاب - يقصد القرآن الكريم - الذي أحلَّ لهم كلَّ المفاسد، ورفَع عنهم كلَّ الالتزامات الخلقيَّة، والمُثُل العُليا!



ويُفنِّد "بدوي" هذه الأسطورة المفرطة في الحَماقة والغباء - على حدِّ قوله - حيث إنَّها بُنِيت على قصَّة "بحيرى الراهب"، وعلى سورة البقرة وهي الثانية في ترتيب السور.



معلومتان صغيرتان يعرفهما كلُّ مسلم، أتى الأوربيون لكي يبنوا على أساسهما فريةً عظيمة ضلَّلت الغرب لقرون وقرون!



وقِسْ على هذا كثيرًا؛ فالكتاب يزخَرُ بالقصص والحكايات والأساطير، والتي تفنَّن العلماء والرهبان والمفكِّرون في تأليفها وتدبيجها حتى تخدع العامَّة والخاصَّة على حدٍّ سواء!



إنَّ بعض الأساطير والقصص المفتراة تتحدَّث أنَّ "محمدًا" مجرَّد منشق عن الكنيسة، وأنَّه أراد أنْ يكون قائدًا مُظفَّرًا، وأنَّه تعلَّم التنجيم واللغات، وتحضير الأرواح، وأنَّه حرَّم الخمر لأنَّ أصحابه قتلوا "بحيرى الراهب" - معلمه وأستاذه - بسيفه، وعندما غضب عليهم اعتذَرُوا بأنهم شربوا الخمر حتى الثمالة؛ من أجل هذا حرَّم النبي الخمرَ على الناس!



قصة أخرى توضح الأمر أكثر:

فهناك "زينب بنت الحارث" زوج "سالم بن مِشكَم"، وهو زعيمٌ من زعماء اليهود، دعت الرسول لوليمة، وقدَّمت له شاةً مشوية، حشتْ كتفها بالسم الزُّعاف، وكان معه بعض صَحبِه، والذيأكل، بينما مجَّ الرسول بَقايا اللحم من فمه، وقال بأنَّ الكتف يخبره بأنَّه مسموم، وعندما سألها الرسول عن سبب فعلتها قالت بأنَّه لو كان مجرَّد رجل لتخلَّصوا منه، ولو كان نبيًّا لنجا!



هذه القصة كما وردَتْ في سيرة ابن هشام، فما الذي فعله الأوربيون بشأنها؟



لقد تحولت لشيء آخَر مخيف:

فإنَّ "نيقولا" - اسمٌ آخر من أسماء النبي عند الغربيين - عشق امرأةً تُدعَى "كاروفا"، وكان زوجها يُدعى "مرزوق"، ممَّا جعل الرجل يقوم بقتل "نيقولا"!



ويأتي "بيير باسكاسيو" بتفصيلات الحكاية أكثر، فالمرأة دعتْ "نيقولا" لمخدعها، وهجَم عليه أهلها، فقتلوه، وقطعوا يده اليسرى، وألقوا جثته للخنازير!



﴿ قَاتَلَهُمُ اللَّهُ أَنَّى يُؤْفَكُونَ ﴾ [التوبة: 30]، كما يقول القرآن الكريم.



و"بدوي" هنا يقول معلقًا على تلك الحكاية الخرافيَّة، والتي بُنِيتْ على أساس قصَّة وردت في السنة لأسطورةٍ قبيحة لا تصدر إلا عن خيال مريض:



"انظر بأيِّ هوسٍ صاغ الكُتَّاب الأوربيون في القرن الثالث عشر هذه القصَّة الخياليَّة معتمدين على واقعةٍ بسيطة مذكورة في سيرة ابن هشام"!.



وللشيطان دورٌ مهم في أساطير الأوربيين؛ فهو الملهم الحقيقي للنبي، كما يقول "مونتكروس"، وهو راهبٌ دومانيكي، فهو - أي: الشيطان - قد شعر بالحقد على "هيركليس" البيزنطي، نتيجةً لانتصاراته المتوالية على الفرس، فأعطى "محمدًا" لبعض الهراطقة من اليهود والنصارى لكي يُعلِّموه؛ حيث كان أميًّا، وبالتالي فالنبي صنيعة الشيطان ذاته!



ويمضي "بدوي" كالفارس يُفنِّد هذا وذاك - بما آتاه الله من علمٍ وبصيرة - مفندًا دعاوى الغربيين، ويشرع في تناوُل بعض النِّقاط المهمَّة، والتي تُوضِّح الكثير من الأمور.



وما أحرى أنْ يُلقَى الضوءُ على كتب هذا الرجل وبقيَّة مؤلفات عُلَمائنا ومُفكِّرينا؛ فهي الرد الأمثَلُ على الفتن التي يُثار غبارها في الدانمارك، وغيرها من البلاد، وإنْ كان يحمد للمسلمين مظاهراتهم التي تنمُّ عن مشاعرهم، إلا أنَّه يبقى للحجَّة قوَّتها وسُلطانها؛ حيث تُخاطِب العقول والقلوب.



فالكلمة الصادقة تدلُّ على أنَّ "محمدًا" - صلَّى الله عليه وسلَّم - هو رحمة الله للبشريَّة جمعاء، وآخر قبس لنور النبوَّة على وجه الأرض.

رابط الموضوع: http://www.alukah.net/culture/0/31540/#ixzz2TdSLCGO6
المصدر: طريق الخلاص


  رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
دفاع عن الرسول صلى الله عليه وسلم نور الإسلام خطب إسلامية 0 25-05-2013 09:41 AM
قالوا عن .. محمد رسول الله (صلى الله عليه وسلم) نور الإسلام هدي الإسلام 0 02-05-2012 04:19 PM
من هو محمد صلي الله عليه وسلم مزون الطيب هدي الإسلام 0 30-03-2012 06:18 PM
قالوا عن .. محمد رسول الله (صلى الله عليه وسلم)3 مزون الطيب أخبار منوعة 0 02-02-2012 10:21 PM
قالوا عن .. محمد رسول الله (صلى الله عليه وسلم)2 مزون الطيب أخبار منوعة 0 02-02-2012 10:20 PM


الساعة الآن 12:24 PM
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir

1 2 3 4 5 6 7 8 9 10 11 12 13 14 15 16 17 18 19 20 21 22