صفوان الخزرجي

العودة   طريق الخلاص > الأخبار والمقالات > أخبار منوعة

من لكِ ؟؟

من لكِ ؟؟ د. عبدالرحمن العشماوي مَنْ لي، ومَنْ لصغيرتي وصغيري ** في زحمةِ الغاراتِ والتفجيرِ؟ مَنْ لي، إذا هَجَم الظلامُ، وليس لي** إلاَّ رُكام المنزلِ

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 03-02-2012 ~ 05:43 PM
مزون الطيب غير متواجد حالياً
افتراضي من لكِ ؟؟
  مشاركة رقم 1
 
الصورة الرمزية مزون الطيب
 
الله اكبر
تاريخ التسجيل : Jan 2012


من لكِ ؟؟

د. عبدالرحمن العشماوي


مَنْ لي، ومَنْ لصغيرتي وصغيري ** في زحمةِ الغاراتِ والتفجيرِ؟
مَنْ لي، إذا هَجَم الظلامُ، وليس لي** إلاَّ رُكام المنزلِ المطمور
مَنْ لي، إذا جُنَّ الرَّصاص وأتقنتْ ** لغةُ المَدافعِ لهجةَ التدمير؟
وإذا تبدَّلتِ المعالمُ كلُّها ** وتحيَّرتْ في الأمر عينُ بَصيرِ؟
وإذا تراءى وجهُ كلِّ رزيَّةٍ ** والأهلُ بين مُجندَلٍ وأَسير؟
يا عصرَ مَرْكَبَةِ الفَضاءِ، أما ترى ** في الأرض وجهَ فقيرةٍ وفقيرِ؟!
أَوَما ترى في الأرض بغياً ظاهراً ** يبني على المأساة دارَ فجورِ؟!
أَوَ ما تشاهد في الملاجئ صورةً ** للبؤس تغلب صَبْرَ كلِّ صَبور؟
يا عَصْرَ مركبةِ الفضاءِ، إلى متى ** تغزو الفضاءَ بعقلكَ المغرور؟
وإلى متى تجتازُ حدَّكَ غافلاً ** عمَّا وراءَ الكونِ من تدبيرِ؟
انْظُرْ إلى الأرض التي أشعلتَها ** بالمُوبقاتِ وبالهوى المَسْعور
لا تَنْسَ أنَّ الأرضَ تحتَكَ تشتكي ** من بَغْي طاغوتٍ وكُفْر كَفورِ
يا مَنْ رفعتم للفضاءِ رؤوسَكم ** والأرض منكم في أشدِّ نُفور
صوغوا قوانينَ الحروب لبعضكم ** لكنْ، دعوا عيشي بلا تكدير
أنا والصِّغارُ على الرَّصيفِ، وأنتمو** تتدارسونَ وسائلَ التَّغييرِ
وتناقشون بدايةَ الحربِ التي ** ستزيد من قتلٍ ومن تَهجير
فَلْتعقدوا آلافَ مؤتمراتكم ** وَلْتُلْحِقُوا التقريرَ بالتقريرِ
لكنْ، هَبُوني كسرةً من خبزةٍ ** نَسيتْ متى خرجتْ من التنُّور
وإذا تكرَّمْتُم برُبْعِ وسادةٍ ** وإذا تكرَّمْتُم برُبْعِ وسادةٍ
فأنا أَنام على الجنادلِ والثَّرى ** وعلى رَصاص الغارةِ المنثور
يا عصرَ مَرْكَبَةِ الفَضاءِ إلى متى** تلقى مآسينا بموتِ ضَمير؟
وإلى متى يبقى فؤادُكَ قاسياً ** وإلى متى تبقى بغيرِ شعورِ؟
هلاَّ قرأتَ ملامحَ الأمِّ التي ** ذَبُلَتْ محاسنُ وجهها المذعورِ
هلاَّ استمعْتَ إلى بكاءِ صغيرها ** وإلى أَنينِ فؤادها المفطورِ
هلاَّ نظرتَ إلى دموع عَفافها ** وإلى جناحِ إبائها المكسور
أنا يا دُعاةَ الحربِ أُمٌّ، يا تُرى **هل تفهمون دِلالةَ التَّعبيرِ؟!
خوفي على الأطفالِ أحرق مُهجتي** فأنا وهم في خندقٍ محفورِ
زوجي تَخطَّفه الرَّصاصُ عشيَّةً ** فمضى بفرحةِ خاطري وسروري
وأبي العزيزُ تناثرتْ أَشلاؤه ** في يومِ قَصْفٍ غاشمٍ مَسْعورِ
أنا أمُّ أَطفالٍ صغارٍ، لم تَزَلْ ** مأوى، ولم تَظْفَرْ بعطفِ مُجيرِ؟
هرَبتْ من القَصْف الشديد فواجهتْ ** شَبَحَ الفَناءِ وظُلْمةَ الدَّيْجور
أنا أمُّ أطفالٍ صغارٍ لم تجدْ ** مأوى، ولم تَظْفَرْ بعطفِ مُجيرِ؟
أوَما سمعتم صرختي وتوجُّعي ** أوَما فهمتم ما يقول صغيري؟
إني أقول لكلِّ صاحبِ حكمةٍ ** فيكم، وكلِّ مفوَّضٍ وسَفيرِ:
أَتُعاقبونَ بنا الجُناةَ، أَما لكم ** وعيٌ يقوِّم منهجَ التَّفكير؟!
أَيُحارَبُ الإِرهابُ بي وَبِصِبْيَتي ** وبقطع أعناقٍ وطَعْنِ ظُهور؟!
أَوَ كلَّما ارتكبَ الجُناةُ جريمةً **هُدِمَتْ على درب الأنين جُسوري؟!
وتحطَّمتْ آمالُ أَطفالي بما ** نَلْقاه من رُعْبٍ ومن تَقتير؟
ماذا يُفيد غذاؤكم، إنْ لم أجدْ ** أَمْناً، ولم أسمعْ نَشيدَ طيورِ؟
عَجَباً لكم، أَمِنَ الحَضارةِ ما أرى ** من حَمْلةِ الإِرجافِ والتَّشهيرِ؟
أنا لستُ أعرفُ للحضارة صورةً ** مرسومةً بالوهم والتزويرِ
أَنا أمُّ أطفالٍ صغارٍ فارحموا **- معنى الأمومةِ واعذروا ( تَقصيري )
أختاه يا أُمَّ الصِّغار تعلَّقي ** باللهِ، إنَّ اللهَ خَيْرُ نَصير
في لحظةِ اليأس العميقةِ، حينما ** نهفو إليه، يجود بالتيسير
قولي معي أُختاه قَوْلَة مؤمنٍ ** لا ينثني لوسائل التخدير:
كم أُمةٍ سكرتْ بكأسِ غرورها ** ذَهَبَ الإله بجيشها الأُسطوري
المصدر: طريق الخلاص


  رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 01:51 PM
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir

1 2 3 4 5 6 7 8 9 10 11 12 13 14 15 16 17 18 19 20 21 22