صفوان الخزرجي

العودة   طريق الخلاص > الأخبار والمقالات > مكتبة طريق الخلاص > كتب ومراجع إسلامية

كتب ومراجع إسلامية حمل كتب وبحوث إلكترونية إسلامية

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 14-01-2012 ~ 01:05 PM
نور الإسلام غير متواجد حالياً
افتراضي
  مشاركة رقم 31
 
الصورة الرمزية نور الإسلام
 
مدير عام
تاريخ التسجيل : Jan 2012


• ﴿ اسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلاةِ ﴾ فهما وَقودُ الحياةِ ، وزادُ السيرِ ، وباب الأملِ ، ومفتاحُ الفَرَجِ ، ومن لزم الصبرَ ، وحافظ على الصلاةِ ؛ فبشِّرْه بفجرٍ صادقٍ ، وفتحٍ مبينٍ ، ونصرٍ قريبٍ .
• جُلد بلالٌ وضُرب عُذّبَ وسُحِب وطُرِدَ فأخذ يرددُ : أحَدٌ أَحَدٌ ، لأنّه حفظ ﴿ قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ ﴾، فلما دخل الجنة احتقر ما بذل ، واستقلَّ ما قدم لأن السّلعة أغلى من الثمن أضعافاً مضاعفة .
• ما هي الدنيا ؟ هل هي الثوبُ إن غاليت فيه خدمته وما خدمك ، أو زوجةٌ إن كانت جميلة تعذبُ قلبها بحبها ، أو مال كثرَ أصبحتَ له خازناً .. هذا سرورها فكيف خزنُها ؟
• كل العقلاء يسعون لجلبِ السعادةِ بالعلمِ أو بالمال أو بالجاهِ ، وأسعدُهم بها صاحبُ الإيمانِ لأن سعادته دائمةٌ على كل حالٍ حتى يلقى ربَّهُ.
• من السعادة سلامةُ القلبِ من الأمراضِ العقدية كالشكِّ والسخطِ والاعتراضِ والريبةِ والشبهةِ والشهوةِ .
• أعقلُ الناسِ أعذرُهم للناسِ ، فهو يحمل تصرفاتِهم وأقوالهَم على أحسنِ المحاملِ ، فهو الذي أراح واستراحَ .
• ﴿ فَخُذْ مَا آتَيْتُكَ وَكُن مِّنَ الشَّاكِرِينَ ﴾ اقنعْ بما عنك ، ارض بقسمِك ، استثمرْ ما عندك من موهبةٍ ، وظِّفْ طاقتك فيما ينفعُ واحمدِ الله على ما أولاك .
• لا يكن يومُك كلُّه قراءةً أو تفكراً أو تأليفاً أو حِفْظاً بل خذْ من كل عملٍ بطرفٍ ونوِّعْ فيه الأعمالَ فهذا أنشطُ للنفسِ .
• الصلواتُ ترتبُ الأوقاتِ فجعلْ كل صلاة عملاً من الأعمالِ النافعةِ .
• إن الخير للعبدِ فيما اختار له ربُّه ، فإنه أعلمُ به وأرحمْ به من أمه التي ولدته ، فما للعبد إلا أن يرضى بحكم ربه ، ويفوض الأمر إليه ويكتفي بكفاية ربه وخالقِه ومولاه.
• ولعبدُ لضعفه ولعجزِه لا يدري ما وراء حجبِ الغيبِ ، فهو لا يرى إلا ظواهر الأمورِ أما الخوافي فعلمُها عند ربي، فكم من محنةٍ . صارت منحةً وكم من بليةٍ أصبحت عطيةً ، فالخيرُ كامنٌ في المكروهِ .
• أبونا آدم أكلَ من الشجرةِ وعَصَى ربَّه فأهبطَه إلى الأرضِ ، فظاهرِ المسألة أن آدم ترك الأحسنَ والأصوبَ ووقع عليه المكروه ، ولكن عاقبة أمره خيرٌ عظيمٌ وفضلٌ جسيم ، فإن الله تابَ عليه وهداه واجتباه وجعله نبياً وأخرج من صلبِه رُسُلاً وأنبياءَ وعلماءَ وشهداءَ وأولياء ومجاهدين وعابدين ومنفقين ، فسبحان الله كم بين قوله ﴿ اسْكُنْ أَنْتَ وَزَوْجُكَ الْجَنَّةَ ﴾ ، وبين قوله ﴿ ثُمَّ اجْتَبَاهُ رَبُّهُ فَتَابَ عَلَيْهِ وَهَدَى﴾ فإن حالة الأول سكنٌ وأكلٌ وشربٌ وهذا حال عامة الناس الذين لا همّ لهم ولا طموحات ، وأما حاله بعد الاجتباءِ والاصطفاء والنبوةِ والهدايةِ فحالٌ عظيمة ومنزلةٌ كريمة وشرفٌ باذخٌ .
• وهذا داودُ عليه السلام ارتكب الخطيئةَ فندم وبكى, فكانت في حقِّه نعمةٌ من أجلِّ النعم, فإنه عرف ربه معرفة العبدِ الطائعِ الذليل الخاشعِ المنكسرِ , وهذا مقصودُ العبودية فإن من أركانِ العبودية تمامُ الذلِّ للهِ عزَّ وجلَّ. وقد سئِل شيخ الإسلامِ ابنُ تيمية عن قوله  : ((عجباً للمؤمنِ لا يقضي اللهُ له شيئاً إلا كان خيراً له)) هل يشمل هذا قضاء المعصيةِ على العبدِ ؟ , قال نعم ؛ بشرطِها من الندمِ والتوبةِ والاستغفارِ والانكسارِ.
فظاهرُ الأمرِ في تقديرِ المعصيةِ مكروهٌ على العبدِ ، وباطنُه محبوبٌ إذا اقترن بشرطِه .
• وخيرة اللهِ وللرسولِ محمدٍ  ظاهرةٌ باهرةٌ , فإن كلَّ مكروهٍ وقعَ له صارَ محبوباً مرغوباً , فإن تكذيب قومِه له ؛ ومحاربتِهم إياه كان سبباً في إقامةِ سوق الجهادِ ، ومناصرةِ اللهِ والتضحيةِ في سبيلِه , فكانت تلك الغزواتُ التي نصر اللهُ فيها رسوله , فتحاً عليه, واتخذ فيها من المؤمنين شهداء جعلهم من ورثةِ جنة النعيم, ولولا تلك المجابهة من الكفار لم يحصلْ هذا الخيرُ الكبير والفوزُ العظيمُ , ولما طُرِد  من مكة كان ظاهرُ الأمرِ مكروهاً ولكن في باطنِه الخيرُ والفلاحُ والمنّةُ , فإنه بهذه الهجرةِ أقام  دولة الإسلامِ ، ووجد أنصاراً ، وتميز أهلُ الإيمان من أهلِ الكفرِ , وعُرِفَ الصادق في إيمانِه وهجرته وجهادِه من الكاذبِ. ولما غُلب عليه الصلاة والسلام وأصحابُه في أحدٍ كان الأمرُ مكروهاً في ظاهرِه ، شديداً على النفوسِ ، لكن ظهر له من الخيرِ وحسنِ الاختيارِ ما يفوقُ الوصف, فقد ذهب من بعضِ النفوسِ العجبُ بانتصارِ يوم بدرٍ ، والثقةُ بالنفسِ ، والاعتمادُ عليها , واتخذ اللهُ من المسلمين شهداء أكرمهم بالقتلِ كحمزة سيدِ الشهداء , ومصعبِ سفيرِ الإسلام , وعبدِالله ابن عمروٍ والدِ جابر الذي كلمه اللهُ وغيرهم , وامتاز المنافقون بغزوةِ أحد ، وفضح أمرهم ، وكشفُ اللهُ أسرارهم وهتك أستارَهُمْ. . وقسْ على ذلك أحواله  ، ومقاماته التي ظاهرُها المكروهُ ، وباطنُها الخيرُ لهُ وللمسلمين .
• ومن عَرَفَ حُسْنَ اختيارِ اللهِ لعبدِه هانتْ عليه المصائبُ ، وسهلتْ عليه المصاعبُ , وتوقعَ اللطفَ من اللهِ ، واستبشر بما حصل ، ثقةً بلطفِ اللهِ وكرمِه ، وحسنِ اختيارِه ، حينها يذهبُ حزنُه وضجرُه وضيقُ صدرِه , ويسلم الأمر لربه جلَّ في علاه ، فلا يتسخطُ ولا يعترضُ ، ولا يتذمّرُ ، بل يشكرُ ويصبرُ ، حتى تلوح له العواقبُ ، وتنقشعُ عنه سحبُ المصائبِ .
• نوحٌ عليه السلامُ يُؤذى ألفَ عام إلا خمسين عاماً في سبيلِ دعوتِهِ , فيصبرُ ويحتسبُ ويستمرُّ في نشرِ دعوتِه إلى التوحيدِ ليلاً ونهاراً , سراً وجهراً , حتى ينجيه ربُّه ويهلك عدوه بالطوفانِ .
• إبراهيمُ عليه السلامُ يُلقى في النارِ فيجعلُها الله عليه برْداً وسلاماً , ويحميه من النمرودِ ، وينجيهِ من كيدِ قومه وينصرُه عليهم ، ويجعلُ دينه خالداً في الأرضِ .
• موسى عليه السلام يتربصُ به فرعونُ الدوائر ، ويحيكُ له المكائد ، ويتفننُ في إيذائه ويطاردُه , فينصرُه اللهُ عليه ويعطيه العصا تلقفُ ما يأفكون , ويشقُ له البحرَ ويخرجُ منه بمعجزةٍ ، ويهلكُ اللهُ عدوَّه ويخزيه .
• عيسى عليه السلامُ يحاربُه بنو إسرائيل ، ويؤذونه في سمعته وأمِّه ورسالتِه , ويريدون قتله فيرفعُه اللهُ إليه وينصرُه نصراً مؤزراً ، ويبوءُ أعداؤه بالخسرانِ .
• رسولُنا محمد  يؤذيه المشركون واليهودُ والنصارى أشدَّ الإيذاءِ , ويذوقُ صنوفَ البلاءِ ، من تكذيبٍ ومجابهةٍ وردٍ واستهزاءٍ وسخريةٍ وسبٍّ وشتمٍ واتهامِ بالجنونِ والكهانةِ والشعرِ والسحرِ والافتراءِ , ويُطردُ ويُحارَبُ ويُقتل أصحابُه ويُنكَّلُ بأتباعِه, ويُتهمُ في زوجتِه ، ويذوقُ أصناف النكباتِ ، ويهدد بالغاراتِ ، ويمر بأزماتٍ , ويجوع ويفتقرُ ، ويجرحُ ، وتكسر ثنيتُهُ ، ويشج رأسُه ويفقدُ عمه أبا طالب الذي ناصره , وتذهب زوجتُه خديجة التي واسته , ويُحْصَرُ في الشعب حتى يأكل هو وأصحابه أوراق الشجرِ , وتموتُ بناتُه في حياتِه وتسيلُ روحُ ابنِه إبراهيم بين يديهِ , ويُغلبُ في أحد , ويُمزَّقُ عمه حمزةُ , ويتعرض لعدة محاولات اغتيال , ويربطُ الحَجَرَ على بطنِه من الجوعِ ولا يجدُ أحياناً خبزَ الشعيرِ ولا رديءَ التمر , ويذوقُ الغصص ويتجرع كأس المعاناة , ويُزلزلُ مع أصحابِه زلزالاً شديداً وتبلغُ قلوبهُم الحناجر , وتعكس مقاصدُه أحياناً ، ويبتلى بتيه الجبابرةِ وصَلَفِ المتكبرين وسوءِ أدبِ الأعرابِ وعجبِ الأغنياء ، وحقدِ اليهودِ ، ومكرِ المنافقين ، وبُطْءِ استجابةِ الناسِ , ثم تكون العاقبةُ له ، والنصرُ حليفه ، والفوزُ رفيقه ، فيظهرُ اللهُ دينه ، وينصرُ عبده ، ويهزم الأحزاب وحده ، ويخذل أعداءه ويكبتهم ويخزيهم , واللهُ غالبٌ على أمرِه ولكن أكثر الناسِ لا يعلمون .
• وهذا أبو بكر يتحملُ الشدائد ، ويستسهلُ الصعابَ في سبيل دينِه وينفقُ ماله ويبذلُ جاهه ، ويقدم الغالي والرخيصَ في سبيلِ اللهِ ، حتى يفوز بلقبِ الصديقِ .
• وعمرُ بنُ الخطابِ يضرجُ بدمائِه في المحرابِ ، بعد حياةٍ ملؤها الجهادُ والبذلُ والتضحيةُ والزهدُ والتقشفُ وإقامةُ العدلِ بين الناسِ .
• وعثمانُ بن عفانَ ذُبِحَ وهو يتلو القرآن , وذهبتْ روحُه ثمناً لمبادئِه ورسالتِه.
• وعلي بن أبي طالبٍ يُغتالُ في المسجدِ ، بَعْدَ مواقف جليلةٍ ومقاماتٍ عظيمة من التضحيةِ والنصرِ والفداءِ والصدقِ .
• والحسينُ بن علي يرزقُه اللهٌ الشهادة ويُقْتَلُ بسيفِ الظلمِ والعدوانِ .
• وسعيدُ بنُ حبيرٍ العالمُ الزاهدُ يقتله الحجاجُ فيبوءُ بإثمِهِ .
• وابنُ الزبيرِ يكرمُه اللهُ الشهادةِ في الحرِم على يدِ الحجاجِ بنِ يوسف الظالمِ .
• ويُحبس الإمامُ أحمدُ بنُ حنبلَ في الحق ، ويُجلد فيصيرُ إمامَ أهلِ السنةِ والجماعةِ .
• ويقتل الواثقُ الإمامَ أحمدَ بن نصرٍ الخزاعي الداعيةَ إلى السنةِ بقولِه كلمة الحقِّ .
• وشيخُ الإسلامِ ابنُ تيميةَ يسجن ويُمنعُ من أهلِه وأصحابِه وكتبِه , فيرفعُ اللهُ ذكرهُ في العالمين .
• وقد جُلِدَ الإمامُ أبو حنيفة من قِبَل أبو جعفر المنصور .
• وجُلد سعيدُ بن المسيب العالم الرباني , جلده أميرُ المدينةِ .
• وضرب الإمام بن عبدُالله بن عونٍ العالمُ المحدثُ , ضربه بلا ل بن أبي برده.
• ولو ذهبت أعدد من ابتلُىَ بعزل أو سجنٍ أو جلدٍ أو قتلٍ أو أذى لطالَ المقامَ ولكثرَ الكلامَ , وفيما ذكرت كفايةٌ .

وفي الختام ، تقبل تحياتي ، وهاك سلامي مقروناً بدعائي لك بالسعادة ...
سبحانك اللهم وبحمدك ، أشهد أن لا إله أنت أستغفرك زأتوب إليك .
***************************************


الخاتـمـة

أنا وأنت ، هيَّا نقصد الغنيَّ الواحد الماجد ، الأحد الصمدَ الحيَّ القيومَ ، ذا الجلالِ والإكرامِ ، لننَّطِرح على عتبةِ ربوبيتِه ، ونلتجئ إلى بابِ وحدانيتِه ، نسأله ونُلحُّ في السؤالِ ، ونطلبُه وننتظرُ النَّوالَ ، فهو المعافي الشافي الكافي وهو الخالق الرزاقُ المحيي المميتُ .

﴿ رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ ﴾ .
(( اللهم إنا نسألُك العفو والعافية والمعافاة الدائمة في الدنيا والآخرة )).
(( اللهم إنا نسألك من خير ما سألك منه نبيُّك محمدٌ  ، ونعوذُ بك من شرِّ ما استعاذك منه نبيُّك محمدٌ  )) .
(( اللهم إنا نعوذُ بك من الهمِّ والحزِ ، ونعوذُ بك من العَجْزِ والكَسَلِ ، ونعوذُ بك من البخلِ والجُبْنِ ، ونعوذُ بك من غلَبَةِ الدينِ وقهْرِ الرجالِ )) .

سبحان ربك ربِّ العزةِ عما يصفون ، وسلامٌ على المرسلين ، والحمدُ للهِ ربِّ العالمين .

**********************************************

  رد مع اقتباس
قديم 15-01-2012 ~ 07:58 AM
جمال الإسلام غير متواجد حالياً
افتراضي
  مشاركة رقم 32
 
مراقب عام
تاريخ التسجيل : Jan 2012
الدولة : أرض الكنانة


مقتطفات رائعة
من جوهرة الداعية عائض القرني ( لا تحزن )
كلمات أغلى من الدرر
و قراءة لتاريخ و حاضر الجهاد في الإسلام
و علاقة الإنسان مع الصبر و التعلق بالله
شكرا أختنا محبة مريم
سلمت يداكِ

  رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
أيها العاصي..لا تحزن راضية بربي هدي الإسلام 0 18-09-2013 12:25 PM
لخدمة مطامع شيعية ..إيران تدشن أكبر شبكة كهرباء بالمنطقة مزون الطيب أخبار منوعة 0 20-02-2012 08:32 PM
الهند: تحسن ملحوظ في الأوضاع التعليمية للمسلمين نور الإسلام الإسلام في أسيا 0 12-01-2012 06:47 AM


الساعة الآن 02:57 PM
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir

1 2 3 4 5 6 7 8 9 10 11 12 13 14 15 16 17 18 19 20 21 22